اين يوجد الله ؟

صباح ابراهيم

ماذا تقول الاديان السماوية عن الله ؟
ماذا يقول العلم عن الله ؟
ماذا يقول العقل المفكر عن الخلق والخالق وعن وجود الله؟
اسئلة كثيرة تدور في فكر الناس يحاولون الاجابة عنها منذ زمن بعيد ، منذ تكامل عقل الانسان وبدا في التفكير مستخدما احاسيسه وعقله .

الفقراء والاميون وقليلوا الثقافة او متوسطوا الثقافة كلهم يؤمنون بوجود الله .
وقليل من العلماء يؤمنوا بالله .
نتسائل دائما : لماذا تقل نسبة الايمان بوجود الله مع ارتفاع مستوى الثقافة وتقدم الحضارة البشرية وإعمال العقل في كثير من الشعوب ؟ لماذا انحسر الايمان الحقيقي في قلوب الشعوب الاوربية والامريكية قياسا الى قرونِ سابقة ؟
الهنود يصلون الى الاله شيفا ليحميهم من المخاطر ، والبوذيون يطلبون ذلك من بوذا الانسان الناسك . واصحاب الاديان السماوية يصلون ليل نهار الى الله متضرعين اليه ان يمن عليهم بالبركات والرزق وان يمنح الشعوب السلام والامن .
كلهم يرفعون رؤوسهم وانظارهمم الى السماء باحثين عن الله .
نحن نعرف الحقيقة الملموسة باستخدام الحواس ، كالرؤية – الذوق – الشم – اللمس والسمع .
الاطفال يتعرفون لوجود الاشياء بالحواس فقط ، الكبارو البالغون والمثقفون يؤمنون بوجود الاشياء ليس بالحواس فقط ، بل بالفكر والعلم . مثلا نؤمن بوجود الذرات والالكترونات والغازات والتيار الكهربائي دون ان نستخدم حواس النظر او الشم او الذوق او اللمس او السمع ، باستخدام العقل فقط .
المؤمنون يؤمنون بوجود الله بالعقل اولا ، وبالاجهزة الحسية الموجودة في اجسادنا ، نحن نرى مخلوقات الله من اجرام كونية ونباتات وجماد وكائنات حيوانية متنوعة لا حصر لها تعيش حية على الارض مع الانسان . نؤمن بالله من أثار صنائعه المعجزية .
كل مخلوقات الله تحير العقول بعظمة خلقها ، فلابد من خالق واحد لكل المخلوقات ويكون ذات صفات اعظم من ان يتصورها العقل المفكر .
المؤمنون يعتقدون ان الله موجود خارج اجسادهم وهو سيد الكون ويشغل كل مكان في الكون انه في السماء .
الملحدون يعتقدون ان الانسان لا يحتاج الى الله لأنهم لايروه او يشعرون بوجوده بحواسهم المادية ولا يتدخل لانقاذ الناس من الويلات والحروب والزلازل والمجاعات.
وان الله هو شخصية وهمية من اختراع الانسان ، اخترعه بتفكيره لأعتقاده انه المسؤول عن الزلازل والصواعق والحرائق والفيضانات والكوارث ، ولابد من ان يقدم له القرابين والاضاحي البشرية والحيوانية لأرضاءه . ولكن عقولهم المحدودة الكفاءة لاتستوعب وجود الله .

المؤمنون في المسيحية يؤمنون ان الله روح موجود في كل مكان من الكون المرئي واللامرئي ، ويؤمنون ان كلمة الله تجسد في انسان اسمه يسوع المسيح ، وولد من فتاة عذراء اسمها مريم وعاش في بلاد فلسطين بين الناس وعلم تلاميذه ان يقولوا للبشرية اجمع ان روح الله القدوس موجود في كل مكان، وموجود في ضمائرنا ووجداننا ، وهو يسكن فينا .
ان الله معنا وهو من يحرك عقولنا وضمائرنا لنعمل الصلاح في حياتنا ، وقد اعطانا حرية الاختيار ان نختار طريق الخير ونتبعه او نسلك طريق الشر ونتبع الشيطان الذي يغوي الناس لعمل الشر بكل اشكاله، وفي يوم الحساب يتلقى كل انسان نتيجة اعماله وايمانه فأما يكافأ بحضوره في ملكوت الله ، او يعاقب العقاب الابدي في بحيرة النار والكبريت .
بعض المؤمنين يبحثون في اماكن وجود الله ، ويعتقدون انه ساكن في السماء السابعة و قرب سدرة المنتهى واحيانا ينزل في بعض الليالي الى السماء الثالثة ليقترب الى الناس ويسمع دعائهم ، وكانه في السماء السابعة لا يسمعهم لبعد المسافة .

عقل الانسان وتفكيره المحدود لا يتسع لعظمة الخالق الغير محدود ، فلا يمكن لأنسان مهما كان عبقريا ان يتصور الله، لآنه عاجز عن ذلك بعقله المحدود القدرة . فكلنا نستطيع ان نتخيل كم هي مسافة 20 كيلومتر مثلا ، ولكن عقولنا البشرية لا تستطيع ان تدرك كم تبلغ مسافة 50 مليون كيلومتر مثلا ، او نستطيع تخيل الانطلاق بسرعة 50 كم/ بالساعة لكننا لا نستطيع تصور كيف تكون سرعة 50 مليون كم / ساعة . ونعجز ان نتخيل ما مدى سعة الكون . وهل نستطيع ان نجمع ماء البحار والمحيطات في كاس ؟
فقدرة عقل الانسان لا تقارن بقدرة من خلق الانسان ووضع في عقله العقل والتفكير والاحاسيس والمشاعر . فهل يقول الخزف للخزاف كيف جبلتني ؟
فلا نتعب انفسنا بالبحث عن الله في الكون والسماء . انه موجود في عقولنا يهدينا ويرشدنا وينير دربنا . والله ينطق في داخلنا بقوة الروح القدس الساكن فينا
فقد قال السيد المسيح : “أما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” (يو14: 26).
وأيضًا قال : “وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ” .
فهل علمتم اين يوجد الله ؟
صباح ابراهيم
26/10/2013

صباح ابراهيم (مفكر حر)؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.