القرآن يشهد بألوهية المسيح

رجال غامضون في الكتب الدينية

نعرف ان القرآن يحتوي على آيات تناقض بعضها بعضا، والسبب هو عدم تنسيق افكار من كتب القرآن عبر السنين . كما ان أفكار المؤلف تتضارب وتتبدل مع الظروف والمناسبات والتحولات الإجتماعية والعلاقات مع أهل الكتاب التي تتذبذب بين التأييد لكسبهم تارة وبين الحقد والكراهية تارة اخرى لرفضهم اتباع نبي الإسلام ودينه .
فنرى في القرآن آيات تمجد المسيح وتصفه انه كلمة الله وروح منه . وان المسيح آية للعالمين والبشرية أجمعين ، وأنه الزكي المبارك الوجيه في الدنيا وفي الآخرة من المقربين.
تصف السيد المسيح أنه قول الحق ، والحق هو الله . أي ان المسيح ينطق بما يقوله الله. و يعترف القرآن ان المسيح مؤيدا بروح القدس . اي ان كل اعماله المعجزية مؤيدة بسلطان الله ولاهوته المتحد به. (وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) سورة البقرة 87
القرآن يشهد بذلك ويعترف ‫بأن الله تجسد وظهر في صورة البشر كما جاء في سورة مريم ولما كان المسيح هو روح الله باعتراف القرآن ومن كتبه . فما معنى :
” فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرٗا سَوِيّٗا. ” سورة مريم 17
لتحريف هذا الكلام وهذا الاعتراف الذي لم يتمكن المؤلف من التراجع عنه ، ابتدع المفسرون ان روح الله هو جبريل، كي يبعد المسيح عن كونه روح الله . لكن جبريل هو ملاك مخلوق من قبل الله، يعمل لخدمة الله في نقل تعليماته وأقواله ، فكيف يكون هو روح الله ؟
روح الله يعني الله بذاته . ولا يمكن ان يكون مخلوق (خارج الذات الإلهية) يمثل روح الله .
ما معنى :” ولا تيأسوا من (روح الله) إنه لا ييأس من (روح الله) إلا القوم الكافرون”
هل روح الله هنا هو جبريل ؟ كما ان الكلمة تعبر عن فكر قائلها / ف (كلمة الله) اي المسيح تعبر عن فكر وعقل الله ، والكلمة موجودة في ذات الله وكيانه ، والمسيح روح الله اي من ذات الله وليس خارجه .
المسيح كلمة الله ، أي ان الكلمة تجسد اتخذ جسدا وصار إنسانا بإرادة الله، حتى أرسل ملاكه جبرائيل يبشر مريم العذراء الطاهرة التي اصطفاها لتكون الإناء المقدس الذي يحوي كلمة الله ويتجسد في احشائها لتلد ابن الله بالروح وليس بالتناسل او من صاحبة كما يدعي الكاذبون .


يكرر القرآن في موضع آخر ان المسيح هو روح الله .
في سورة النساء ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مريم و روح منه (سورة النساء ) 171
ليقل لنا المشككون لماذا المسيح وحده روح الله ؟ ولماذا ولد بلا زرع رجل ومن أم فقط بين ابناء البشر كلهم . ولماذا هو مولود ببشارة ملائكية مرسلة من الله وليس مخلوق ؟
ولماذا المسيح هو كلمة الله، وانفرد بكونه روح الله ، مؤيدا بروح القدس استثناء عن جميع الأنبياء والرسل ؟
ولماذا وصف بقول الحق، ومن يجرؤ ان يقول للناس : اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير، ولماذا نفخ الروح من فمه في الطين فتحول الى كائن حي ، بنفس طريقة خلق الله لآدم ؟ من يجرؤ ان يقول للناس : أنا هو نور العالم ؟ والله وحده من ينير العالم كله .
اليس كل هذا ادلة تثبت باليقين ان المسيح الذي جاء من الله ببشرى ملائكية، هو من يمثل الله بهيئة إنسان على الأرض فأظهر مجد الله للناس ونقله للأجيال اقوال وأعمال الله المعجزية ليروا قدرة الله بيد (ابن الإنسان) . فهل بعد كل هذا يشكك المشككون ومنغلق العقول، ولا يميزون من اقوال القرآن ورموزه وآياته المذكورة اعلاه، ان المسيح هو صورة الله على الأرض .
ثم يتحول مؤلف القرآن ب 180 درجة معاكسة لما قاله ووصف به المسيح حتى تنكر ألوهيته التي ذكرها في القرآن ناقضا كلمة الله وروح الله ، ناقض تلك الآيات بآية جديدة نافية ناكرة ، معتبرا المسيح مخلوقا من تراب مثله عند الله كمثل آدم ؟
” ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون” آل عمران 59
يا من تعقلون ، هل روح الله وكلمته مخلوق من تراب كمثل آدم العاصي خالقه ؟
هل الزكي المبارك الوجيه في الدنيا وفي الآخرة من المقربين، مخلوق مثل آدم من تراب ؟
هل قول الحق الذي به يمترون، مَثَله عند الله كمثل آدم الذي عصى ربه فطرده من جنته ومن رحمته الى خارجها ؟ هل من أعاد الروح إلى الموتى وإخراجهم من القبور أحياءٌ يمثل بآدم المخلوق الخاطئ ؟ كيف تعتبرون آدم المخلوق المتمرد على ربه نبيا ؟ وما هي رسالته ؟
كيف تعقلون تناقضات في كتاب ملئ بالأخطاء و قصص منقولة من كتب أخرى بتحريف واضح ، و تنكرون ألوهية من بشرت ملائكة الله بولادته وتقولون ان الله لم يلد ولم يولد،
وانتم من شبهتم خالق الكون ب أنثى تلد وصاحبة تنجب ولدا من الإله ؟ وإله صمد غير أجوف كالصنم ؟
خلق الله للإنسان عقلا مبدعا ومفكرا يميز الصح من الخطأ ، فلماذا لا يستعمل هذا العقل بدلا من اتباع كتب بالية كتب فيها : قال فلان عن أبيه عن جده، وتحدث علان عن فلان ؟ و وتدرسون اجيالكم كتبا تحوي الأحاديث الموضوعة والاحادية الغير معترف به والمنصوبة والمرفوعة والمجرورة بلسان الجهلة ؟
صباح ابراهيم

4 أغسطس 2023

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.