استفزك ماكتبته وفاء سلطان، ولكن لم تستفزك يوما سيرة محمد

أعزائي القراء:daiishdestroyninawa
بامكانكم أن تقرأوا في نهاية البوست رد السيدة شاديا الأتاسي على موضوعي السابق بالكامل!

بالغوا في تسامحهم كما بالغ المسلمون في حقدهم

………
السيدة شاديا الأتاسي:
Chadia attasi
من بين مئات الرود على منشوري السابق اخترت تعليقك كي أردّ عليه لعدة أسباب:
*ـ أولها وأهمها أنك امرأة، فالنساء عموما أكثر قدرة من الرجال على استيعاب الحقائق ومواجهتها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالرجل الشرق أوسطي!
*ـ ثانيا: أدبك الذي طغى على تعليقك من أوله إلى آخره، أجبرني على أن أتوسم فيك خيرا رغم الخلاف الصارخ بين موقفي وموقفك!
*ـ ثالثا: ردك يشمل في فحواه كل النقاط التي أثارها البعض المعارض، ولذلك أستطيع أن أختصر نقاش تلك النقاط في رد واحد.
*ـ رابعا: أنك من عائلة سورية عريقة ومنفتحة على العالم الخارجي، ولا أشك لحظة بأن لديك من القدرة ما يكفي لا ستيعاب ما سأطرحه معك، والرد عليه بنفس الهدوء والمحاكاة العقلية!
……..
لقد أحزنني أن الموضوع الذي طرحته استفزك، لو قلت صدمك لكان الأمر أسهل وأكثر عقلانية!
عندما يُستفز الإنسان يفقد قدرته على التفكير بهدوء وبصواب، وهي حالة نفسية تطغى فيها العوطف السلبية على الوعي فتسلبه يقظته وحكمته!
على كل حال، انتظرت يوما كاملا آملة أن تكون أعصابك قد استرخت بعض الشيء، ووعيك قد عاد إلى يقظته!
سأرد على كل فكرة طرحتيها، وكلّي امل أن تردين على كل فكرة سأطرحها، علّنا كامرأتين أنجبتنا ثقافة واحد نصل إلى أرضية مشتركة، حتى ولو اختلفنا على أمور كثيرة!
……
العبارة الأولى التي وصفتي بها كتابتي أسعدتني إلى حد النشوة، ولا أملك إلا أن أشكرك عليها من أعماق قلبي لأنني أرى فيها جسرا بنيتيه بينك وبيني!
ثم تأتي عبارتك (أنا السورية المسلمة التي ترى في الأديان كافة واحة السلام التي تنسكب أمنا وحبا في قلوبنا) هي بيت القصيد، وهي التي صدمتني أنا الأخرى!
سورية؟
كذلك أنا، إذن بيني وبينك ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا!
مسلمة؟
أشك في ذلك! إلاّ ـ اللهم ـ إن كنت قد عنيتي مسلمة بالولادة ولا تفقهين شيئا بخصوص الإسلام وتعاليمه وسيرة نبيه!
تصرين على أن كافة الأديان تدعو إلى السلام؟
هذا ما يتوقعه الإنسان السليم عقليا وفكريا ونفسيا من الدين أي دين، ولكن الحقيقة شيء وما نتوقعه شيء آخر!
باديء ذي بدء، عندما يتعلق الأمر بالإسلام، لا أراه إلا من خلال سيرة نبيه، واُسقط كل شيء آخر!
وعندما يتعلق الأمر بمقارنته بالمسيحية، أقارن بين سيرة محمد وسيرة المسيح، ولا أتناول تاريخ أي من الدينين إلا من خلال تلك المقارنة!
لماذا أفعل ذلك؟
لأن الإنسان يرى في نبيه أو الهه مثله الأعلى ويتجسد مع الزمن في شخصية ذلك المثل!
لذلك، قلتها وأكرر القول: المسيحي الحقيقي هو المسيح، والمسلم الحقيقي هو محمد!
وإذا كنتِ مسلمة حقيقية فأنت لست قادرة على أن تري في غير المسلم الصديق والإنسان فقط!
والدليل على ذلك، لقد استفزك ماكتبته وفاء سلطان، ولكن لم تستفزك يوما سيرة محمد، ولم يستفزك يوما أي من الآيات القرآنية الموغلة في حقدها وكرهها وقباحتها، أذكر على سبيل المثال لا الحصر:
({29} قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
كيف تستطيعين أن تقرأي تلك الآية وتؤمنين بها، ثم ترين في الوقت نفسه في المسيحي الصديق والإنسان فقط؟؟؟
تتهمين ماكتبته وفاء سلطان بالطائفية، علما بأنني لست مسيحية ولا اؤمن بأي دين، ولكنني أسمي الأشياء بمسمياتها….
ولا ترين في الآية التالية طائفية وعنصرية بغيضة يرفضها كل إنسان لديه ذرة أخلاق؟؟؟؟
({64} وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا)
دعيني أعرف لك الطائفية حسب مفهومي: أنت لست طائفية عندما تدافعين عن حق شعب بالحياة الكريمة، ولكنك طائفية عندما تلعنين شعبا بكامله دون أدنى إحساس بالذنب!
أنا دافعت عن حق المسيحيين بحياة كريمة، لكنني لم “ألعن” المسلمين ولن أفعلها!
…….
لا شك أنك أتيت من نفس الثقافة التي أتيت أنا منها، فكلنا أولاد “حارة” واحدة عندما يتعلق الأمر بالتربية والأعراف!
هل تذكرين كيف شرح لنا استاذ الديانة عبارة “غير المغضوب عليهم ولا الضالين”؟؟ أم أنك تريدنني أن أذكرك بها؟؟؟
إلا ـ اللهم ـ إن كنت قد تخرّجت من مدارس سويسرا الابتدائية، ولا أظن!
كيف تزرعين في عقل غض أن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم المسيحيون، وتتوقعين منه أن يخرج إلى الحياة انسانا صدوقا مخلصا لكل أقرانه وجيرانه المسيحيين واليهود؟؟؟
لو كان الأمر كذلك، سأضرب كل علومي وخبرتي عرض الحائط، تلك العلوم التي تؤكد أن “العقائد تقود السلوك”….
ربما، وهذا الأغلب، استطعتي أن تتجاوزي حدود تعاليمك وتخرجي من أطرها، لتقبلي في حياتك كل انسان بغض النظر عن دينه، وذلك من منطلق تجاربك الشخصية وظروف حياتك التي جعلتك ـ بالصدفة ـ أكثر انفتاحا للعالم وأقل عرضة لتلك التعاليم، وليس من منطلق اسلامك!
لذلك، لا تتوقعي أن يحمل كل مسلم من الحب والإحترام لغيره ماتحملينه أنت….
الأمر الذي ينطبق على الأغلبية العظمى من المسلمين، باستثناء الأقلية التي تمثلينها أنت!
حتى انتمائك إلى تلك الأقلية المحبة الصادقة القابلة للآخر، لا يبرر لك أن ترين في موضوعي طائفية بالمطلق ولا ترين في الآية التي تجبرك (أن لا تتخذي اليهود والنصارى أولياءا) طائفية إلى حد الاستفزاز!!!
كيف تؤمنين بتلك الآية وتتخذين في الوقت نفسه من النصارى أصدقاءا( ناهيك عن اليهود)؟؟ ألا ترين في ذلك سلوك شيزوفريني منفر؟؟؟؟
كيف ترين في الموضوع الذي طرحته وفاء سلطان طائفية، ولا ترين في تلك التعاليم عنصرية؟؟؟ أم يحق للمسلمين مالا يحق لغيرهم؟؟؟
……….
سيدتي:
القائمة تطول ولا تنتهي ولا أريد الدخول في جدل لاطائل منه، كل ما أردته أن أواجهك ببعض الحقائق علنا نصل معا إلى أرضية مشتركة فنستفيد ونفيد!
تقولين: الجميع ذاق الويل المسلم والمسيحي!
وهذا لعمري حق بالمطلق…..
هل تعرفين لماذا ذاق المسلم الويل؟؟ لأن الحقد كالأسيد يحرق الوعاء الذي يحتويه أكثر من السطح الذي يُصب عليه!
والحقد التي حقنتنا به تلك التعاليم حرقنا قبل أن يحرق غيرنا….
الكاره لغيره كاره لنفسه!
لا تستطيعين أن تعلمي طفلا الحقد أولا، ثم تجبرينه لاحقا على أن يحب أخاه أو يحب نفسه….
من يتعلم الحقد في سنوات طفولته الأولى ( على غرار المغضوب عليهم ولا الضالين) لاحقا سيحقد بياض عينه على سوادها!!!
المثل الانكليزي يقول: اللسان البذيء يعض نفسه، وعلى غرار ذلك المثل أستطيع أن أقول: الإنسان السيء يُسيٍء إلى نفسه!
ثم تقولين: (الجميع مسؤول عن هذه الأرض التي كانت يوما طيبة وعشنا في كنفها…)
نعم، الجميع مسؤول، ومن منطلق ايماني بتلك القاعدة، قررت أن أحملك مسؤولية أن تدركي حقيقة تعاليمك وتخرسي أمامها!
يقول المثل السوري: قالوا لفرعون: من فرعنك؟ فردّ: أنا فرعنت حالي!
والحقيقة، فرعون تفرعن لأنه لم يجد أحدا يقف في وجهه، وهذا هو حال الإسلام على مدى ١٤٠٠ عام!
عندما يتحمل كل مسلم مسؤوليته، ويقف في وجه تلك التعاليم التي تحقن الكره والحقد في نفوس أطفالنا سيكون عالمنا أجمل بكثير!
أما تكلمة العبارة ( عن هذه الأرض التي كانت يوما طيبة وعشنا في كنفها….)، فهي الأخرى عبارة انشائية لا تقدم ولا تؤخر، ولا تستطيع تغيير الواقع!
لو كانت أرضا طيبة لما حرق الحقد أخضرها ويابسها!
الكون يكافئ كل طيب بأطيب منه….تلك هي قناعتي المطلقة!
يقول علي بن أبي طالب: دولة الظلم ساعة…
ولقد استمرت دولة الظلم ١٤٠٠ قرن، وحان الوقت لتنتهي….
لم نعش يوما في كنفها كما يُفترض أن يعيش الإنسان السوي، وإلاّ لما انتهينا متسكعين على أبواب سفارات العالم، فعلى حد قول مثل فلسطيني: الحمار لا يهرب من العرس!
ولو كانت أرضا طيبة وكانت حياتنا عليها عرسا لما هربنا منها!
أمّا كيف عاش المسيحي في كنفها، فحدث بلا حرج!
كيف يعيش وهو يُلعن ويُكفّر ويُشتم من على مآذنها؟؟؟؟
تختمين ردك بقولك: (والدين منا براء بما نفعله بأمنا المسكينة التي اسمها سوريا)!
الدين ليس بريئا، وتعاليمه تختم على جريمة تورطه في وضع سوريا المآساوي في الماضي والحاضر…
أما المستقبل فيتوقف على وعي ووعيك، ومدى رغبتنا في تحمل مسؤولياتنا عندما يتعلق الأمر ببناء جيل جديد خال من الحقد والكراهية!
……
كلمة أود أن أختم بها ردي (وخذوها من مصدر موثوق): أنني على قناعة مطلقة أن تلك الحرب المجنونة ستستمر وتشمل بقاعا أكثر، حتى يصل المسلمون ـ وخصوصا قادتهم ـ إلى قناعة إعادة النظر في تلك التعاليم وتطهيرها من جرائم الكراهية والبغض!
لن تتوقف تلك الحرب قبل أن تُهدم الكعبة وتعاد كتابة القرآن، وإن غدا لناظره قريب!
ستستمر وستحصد الكثير من الأرواح البريئة…
كل ما آمله، أن نسرّع في الوصول إلى تلك المرحلة حقنا للدماء….
والأمل معقود على أمثالك سيدتي شاديا الأتاسي!
….
اللهم….
إني قد بلّغت!
*************************************************
Chadia Attasi
هذا النص المكتوب بلغة أدبية منسابة كنهر جميل وعاطفة جياشة موغلة في حزن التاريخ ..استفزني انا السورية المسلمة التي ترى في الأديان كافة واحة السلام التي تنسكب أمنا وحبا في قلوبنا الممزقة برداءة أداء هذا الزمن الغارق في وحل الدم والدمار ..اجل استفزني أنا السورية المسلمة التي تدخل الكنائس وترى فيهااشراقة روح الله ..وتصادق المسيحي والدرزي وغيرهم ومما بلا دين وترى فيهم ماتريده من الصديق والإنسان فقط
هو نص مغرق في طائفيته..موغل في انعزاليته .. استفز سوريتي ومواطنتي وتاريخي وحاضري ..يحصر النظافة والحضارة في الأحياء المسيحية و والتاريخ والتسامح والقيم وكل التعاليم الجميلة التي تربينا عليها في المسيحيةفقط !!
لم يستثي أحد ..المسلمون وحدهم من شوه البلد عبر التاريخ ومن حمل لواء السيف والقتل والمسيحي من أدار خده واستكان
أنا لااتجاهل الصحيح فيه ولكن
too much
الجميع ذاق الويل..المسلم قبل المسيحي قتل وتهجير ودمار ..هذه قراءة التاريخ العادلة ..أصلا اجد إنه لمن العار ان نصنف ونعزل ونتهم
الجميع مسؤول عن هذه الأرض التي كانت يوما طيبة وعشنا في كنفها ..والدين براء منا جميعا مما نفعله بإمنا المسكينة التي اسمها سورية

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.