القضايا المصيرية والثانوية؟

في مجتمعاتنا العربية –الشرقية, قضايا مصيرية تخص حياة هذه الشعوب وتلعب دور أساسي ومحوري في حياتها اليومية والإجتماعية وقضايا ثانوية.
ومعالجة القضايا المصيرية والأنخراط بها يبقى الهاجس الأهم الذي يشغل إذهان المفكرين والمثقفين والكّتاب والأحرار وعامة الشعب وتعالج القضايا ليس بتخديرها أو محاولة تجميلها فيعود المرض يتفاقم من جديد بل من علتها واجتثاثها ويوجد طرق كثيرة لتحقيق هذا.
و معالجة هذه القضايا المصيرية بوعي وإرادة شعبية هو مايغير من حياة هذه الشعوب ومصيرها وتقاربها بين بعضها البعض سواء في العيش المشترك بين أبنائها وأجيالها وقيادتها او في بناء النظام .بهيكلية الدول والأنظمة السياسية.
ويوجد قضايا ثانوية تتفاوت بين بعضها البعض وبين المشخصين والمنخرطين في هذه القضايا. كقضية العلمانية والدين وحقوق المرأة.

ومن ضمن القضايا المصيرية التي تخص مجتمعاتنا ودولنا قضية الصراع الإسلامي السني -الشيعي فمنذ ألاف السنيين نشهد نتائج التوتر لهذا الصراع الذي مُعظمنا يعرف كيف بدأ بخلاف وصراع على الخلافة والسلطة من بعد وفاة النبي والأنقسام بين الأتباع والموروث لهذا الخلاف والأنقسام عليه وقد شهدنا نتائج هذا الصراع والخلاف عبر التاريخ بممارسات وسلوكيات ومعارك حصلت كمعركة الجمل ولا يمكننا فصل هذا الصراع عن ايمان شعوبنا وابناء هذه المجتمعات الذي يشكل لديهم قيم مقدسة كبيرة.

وفي حاضرنا يتجلى هذا الصراع بشكله الأكبر بين دولتين هما السعودية وايران وامتداد هذا الصراع الى الطوائف والجماعات الدينية والأحزاب التي ترعاها هاتين الدولتين بدول مجاورة متعددة كالعراق- لبنان – سورية – البحرين – اليمن- قطر وغيرها من البلدان الأخرى وتهيمن عليها وتتدخل في شؤوؤنها الدينية والسياسية مما تعرقل من سيادة هذه الدول وتنتج فيها خلافات وأنقسامات دينية سياسية مستخدمة الاعلام والمال والمثقفين والقادة وخطابات الكراهية والنزعة الطائفية والمظلوميات التاريخية والاصطفافات والتجاذبات الداخلية لكل بلد ووضعه الخاص وتقيمه.

ولا يمكن فصل وضعنا كشعوب وجماعات سواء سنية أو شيعة في هذه المنطقة عن العالم ومصالح الدول العظمة ك أميركا وروسيا وغيرها من الدول الأخرى ك اسرائيل وفلسطين وتركيا.

وقد سخر واستخدم هذا الصراع عبرتاريخ وفي الحاضر بطرق مختلفة من قبل هذه الدول العالمية لتحقيق مصالحها وتوسع في نفوذها وسيطرتها مما ساعد على حجب انظارنا وتراجع إرادتنا عن قضاينا المصيرية والثانوية وعدم تحقيق تقدم ونهضة في مختلف جوانب حياتنا وعدم قدرتنا على بناء فكر وأدوات تشكل الروح العامة الحيوية للشعب وللمجتمع التي تساعد في بناء أنظمة علمانية وديمقراطية ومؤسسات يسود فيها روح التعاون والمشاركة والتخطيط والمراقبة والمسائلة والأنخرط في بناء المجتمع و مما ساعد على تراجع وتأخر في القضية الفلسطينية وحق الفلسطينين وتشتتهم كما حدث هذا للعراقيين ولنا نحن كسوريين وإيجاد كافة المبررات والوسائل لتحقيق هذه الهيمنة من قبل هذه الدول الكبرى ومن قبل السعودية وإيران بل أكثر من ذلك المتاجرة بشعوبهم وجعلهم سلعة رخيصة يلهثون وراء لقمة عيشهم ويفتقدون أبسط مقومات الحياة في بلدانهم المليئة بالثروات المتنوعة.

فلا يمكننا بهذا المسار والصيرورة للواقع الدولي والاقليمي أن نتجه لبناء أنظمة علمانية ديمقراطية يفصل الدين عن الدولة ويحقق الحريات وفصل السلطات ويكرس لسيادة الفرد والشعب ومازال هناك صراع سني شيعي قائم يشكل الروح العامة لمجتمعاتنا في منهجياتنا ومدارسنا الدينية والثقافية , وسلوكياتنا وطوائفنا وتبنى الدول وتتنازع على أنقسامات هذه الطوائف وأحزابها وقيادتها.
فلكي نحقق تقدم بالقضايا الثانوية لابد من معالجة القضايا الرئيسية ويكون معالجتها بإرادة شعبية واعية تفرز طبقة سياسية جديدة وتحاسب الطبقات القديمة تنظم هيكلية المجتمع.

ولا يمكن للسعودية وللشعب السعودي أن يحقق تغييرحقيقي بإرادة أميركية خارجية او من خلال إرادة العائلة الحاكمة وإنقسامها وتصفيت الحسابات بين الزعماء. أن لم يكن هذا التغيير نابع عن إرادة شعبية واعية قوية لكافة مستويات ومكونات الشعب السعودي وليس هناك اي مبرر أن يفتقد الشعب السعودي إرادته وتقرير مصيره في التغيير مازال أن السعودية تأخذ شعار مقاومة للأيرانيين وحزب الله أو الطائفة الشيعيةاللذان يشكلان جزء من مشاكل واقعنا بالأخص السوري. وهذا ينطبق على باقي الدول الأخرى المهيممن والمتسلط على شعوبها وقياداتها من الخارج والتي يتواجد فيها أنقسامات بين زعمائها على السلطة والنفوذ وتقمع معارضيها وشعبها.
بالمحصلة الذي اريد أن أوصله بهذا المقال لأي فرد أن هناك قضايا رئيسية تشكل عائق ومشكلة كبيرة في حياة وسلوكيات معظم افراد مجتمعاتنا السنية والشيعية وطوائفهم وجماعاتهم وأحزابهم تحتاج للأنخراط بها وتشكيل وعي حيوي بها قبل القضايا الثانوية.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

السعودية تجيز افتتاح أول كنيسة في بلاد الحرمين

churchQatar

كنيسة سيدة الوردية بقطر

 كشف القس الأمريكي الاب “براندون” في أبريل/نيسان الماضي, في لقاء مع قناة أمريكية مسيحية خاصة, أنه قدم أوراق لتأسيس أول كنيسة مسيحية في السعودية رسميا، وانه تم قبولها, في الرياض ويصلي بها الآن المئات وتسمي بـ “كنيسة الامل”، مشيرا إلى انه عمل في سلاح الجو الأمريكي لمدة 11 عام وتقاعد بسبب زيادة الوزن، ثم ذهب للعمل في السعودية كمستشار عسكري, حيث ذهب هو وزوجته “ميستي ماك كول”، والتقيا هناك بالدكتور “فيكتور” الذي انه كان يقيم مجموعات صغيرة من 10 الي 15 شخص للصلاة ويسمي ذلك “الزمالة البيتية”، وانه عقب ذلك تحولت الى كنيسة .
وأشار الى ان السعودية بها اكثر من 27 مليون نسمة, بينهم 7 مليون مغترب, ومن بينهم هؤلاء يتواجد أكثر من مليون ونصف مسيحي, وان الكنيسة الجديدة سميت باسم “الامل” وتتواجد في احد التجمعات التي يقيم بها الأشخاص الذين أتوا من الخارج وخصوصا من الغرب, للصلاة فيها يوم الجمعة, لأنها الاجازة الرسمية المعتمدة في البلاد.
ومن المعروف بان هناك حملة يقودها الآن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان بن عبدالعزيز” لتحديث وتطوير المجتمع السعودي الذي يسيطر عليه “الفكر المحافظ”, إذ لا تزال تحظر المملكة على غير المسلمين ممارسة شعائرهم الدينية علنًا، مما يجبرهم على عقد مناسباتهم الدينية في منازل خاصة أو في السفارات حتى لا يتعرضون لمضايقات.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | 1 Comment

شاهد ناشطة مصرية متحضرة تجادل سلفي متخلف يؤيد زواج الطفلات

اشتبكت ناشطة حقوق المرأة المصرية “نرمين سالم ” مع الناشط السلفي” وليد إسماعيل” خلال نقاش تلفزيوني حول زواج الأطفال، عندما قال إسماعيل إن الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12, 13 و 14 عاما يمكنها أن تتزوج إذا كانت “قادرة جسدياً وعقلياً بالتعامل مع أعباء الحياة “. وقالت سالم إنها حزينة “لأننا وصلنا إلى حالة الفقر والجهل هذه، نقول إنها ليست مشكلة عندما تزوج من العمر 12 عاما” وأنه في 99٪ من الحالات كان الهدف هو الاتجار بالأطفال. وقد بث هذا الحوار على تلفزيون صدى البلد في 1 تشرين الأول / أكتوبر.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

 تعالوا نسمع دفاع أبو لؤلؤة المجوسي عن نفسه

 تعالوا نسمع دفاع أبو لؤلؤة المجوسي عن نفسه
صورة موثقة تاريخيا لعدل عمر بن الخطاب……………
اعذروني حينما أذكر لكم بأن مناهج الدعوة الإسلامية صنعت من عمر بن الخطاب صنما….وصنعت منا مسوخا شيطانية لا قوام لها .
فغالبيتنا نريد ونأمل أن يكون حكامنا مثل عمر بن الخطاب… بينما لم يأمل أحدنا أن يكون حكامنا في مثل لين ورحمة رسول الله كما وصفه القرءان!!!!.
لا أحد يريد أن يسمع قدحا في تاريخ عمر لأننا نحتفظ به صنما برءوسنا كما أفهمونا …..لكن نتحمل أن نسمع قدحا في تاريخ رسول الله…..فهذا يقول عنه بأنه مجنون وذاك يقول عنه بأنه ساحر…وآخر يقول بأن به مسّا من الشيطان….لكن تعالوا لنقرأ المكتوب بكتبنا نحن أهل السنة والجماعة عن عمر بن الخطاب….
1. من كتب المؤرخين المعتمدة لدينا نحن أهل السُنَّة نأخذ مثالا علي احدي المعارك التافهة ، والتي سجلها الطبري في أربع صفحات وقام بتلخيصها ابن كثير في ثلاثة اسطر ، تحت عنون ( خبر سلمة بن قيس الاشجعي والأكراد) حيث ذكر ما يلي :
(بعثه عمر علي سرية ووصاه بوصايا كثيرة ، فساروا فلقوا جمعا من المشركين فدعوهم الي احدى ثلاث خلال ، فأبوا ان يقبلوا واحدة منها ، فقاتلوهم ، فقتلوا مقاتليهم ، وسبوا ذراريهم وغنموا اموالهم ، ثم بعث سلمة رسولا الي عمر بالفتح والغنائم ) .
المرجع:( تاريخ ابن كثير 7/ 133 ، أما التفاصيل فتجدها في تاريخ الطبري 4/ 186 : 190 ).
2. ويقول ابن كثير ( وساق القعقاع الي حلوان فتسلمها ودخلها المسلمون ، فغنموا وسبوا وأقاموا بها ، وضربوا الجزية علي من حولها بعد ما دعوا الي الاسلام فأبوا الا الجزية ….. [أي تسلموها بدون حرب ، ولكن علي ان تدفع الجزية ، ومع ذلك فقد سلبوا وسبوا واخذوا الجزية !! .].
المرجع: (تاريخ ابن كثير 7/ 71 ) .
3. وفي تاريخ الطبري مئات الصفحات عن القتل والسلب والسبي ، ويذكر الطبري عن غنائم العرب بعد فتح المدائن ما يفوق الخيال ، من الذهب والجواهر وكنوز كسري وعرشه ، حتى كانوا يجدون بعض البيوت مليئة بالذهب والجواهر ، وجمعوا اطنانا من عطر الكافور وحسبوه ملحا فخلطوه بالطعام فأصبح شديد المرارة .
المرجع: ( تاريخ الطبري 3/19 :20 ، تاريخ ابن كثير 7/ 66 : 67 ).
4. ونعود الي ابن سعد وهو يقول عن عمر ( وضع الخراج علي الاراضين ، والجزية علي جماجم أهل الذمة فيما فتح من البلدان ، ووضع علي الغني ثمانية واربعين درهما ، وعلي الوسط أربعة وعشرين درهما ، وعلي الفقير اثني عشر درهما ، وقال : لا يعوز ” أي لا يرهق” رجل منهم ” أي الفقراء” درهم في الشهر.
المرجع : الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 202 ) …ويا ليتك تلاحظ تعبير [جماجم أهل الذمة].
فهل وصلك الآن صراخ الأطفال والنساء لعائلات تفرقت، وأموال تم نهبها، ونساء انتهكت أعراضها، وأراضي تم احتلالها، وكل ذلك باسم إله لا أعرفه لكن بالتأكيد يعرفه عمر بن الخطاب وأعوانه وجنوده.
فلهذا قتل أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب مع أنه لم يكن يحل له قتله….فهو كأنما قتل الناس جميعا…..فهو قتل اعتباري لكل الناس.
أما عمر بن الخطاب فقد قتل الناس جميعا قتلا فعليا وليس اعتباريا……..فحسابهما على الله…..
فما رأيكم بعدل عمر بن الخطاب وورعه من خلال مراجعنا نحن أهل السنة وكتبنا….وهل ايقنت بأنك مغرر بك ، بل ومحجوب أن تفهم ما هو مدون حتى بصفحات التاريخ الذي سطرته أيدي مشايخنا..
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | 2 Comments

عربي يفشل في كره السادات

عادة ما تستقر التيارات الحزبية على أعراف خاصة بها وتتمسك بأدبيات يلتزم بها أتباعها، والتيار القومي العربي من أكثر التيارات الحزبية اتصافا بذلك، فللتيّار أنظمة عربية يدافع عنها وأخرى يهاجمها، بدلا من تقييم العمل السياسي لهذه الدولة أو تلك، ووزنه بميزان المصلحة العربية التي ترومها هذه الأحزاب، مع الإقرار بأن هناك أقلية من القوميين ــــ ينشطون كأفراد ـــــ بريئون من هذا الوصف القاسي.
وموقف التيار القومي العربي من الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لا يخفى على أحد، فمن أدبيات ذلك التيار أن السادات “خان” الأمة العربية عندما أقام علاقات دبلوماسية مع عدوها الأول الكيان الإسرائيلي، وعادة ما يناقش أنصار هذا التيار خطوة إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل في إطارها الضيق زمانا، ويجردها من أبعادها وهي معطياتها السابقة ونتائجها اللاحقة.
وكأحد المنتمين لهذا التيار المؤمنين بالتضامن العربي، أقول ناقدا: عندما قادني عقلي وقلبي لوضع أقدامي في جادة التيار القومي العربي متغذيا على شحنات من التاريخ والجغرافيا والثقافة واللغة ووحدة المصير لأمتنا العربية؛ لم أشاهد في البداية أنور السادات إلا من خلال صورته الشهيرة حيث يقف بجوار جيمي كارتر وبيغن لحظة توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية. وعندما أسمع اسم السادات في نقاش لا أسمعه إلا عند الحديث عن الصلح مع إسرائيل وخيانة القضية العربية، حتى تصورت أن الرجل ما هو إلا سياسي عادي كان يقف في الصف الخلفي للزعيم جمال عبدالناصر، ودفعته الأقدار إلى الواجهة بعد وفاة جمال المفاجئة عصر الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول 1970م، كونه نائب الرئيس المعين في العام السابق بعد تساقط بعض رفاق الثورة اثر هزيمة 1967م.
ومن خلال رحلة البحث في التاريخ العربي المعاصر كانت أدوار أنور السادات تمر أمامي في الأسطر المكتوبة، وتشير إلى أن الرجل على أقل تقدير له تاريخ نضالي ضد الاستعمار، ثم تبين أنه من الشخصيات السياسية التي طحنتها الحياة وظروفها القاسية، ومارس أعمالا متنوعة انعكست بالإيجاب عليه من حيث فهم الحياة وأحوال الناس واحتياجاتهم، فعمل ضابطا في الجيش (1936) ثم قبض عليه (1939) لاتصاله بالألمان ومعاداته للانجليز وأدخل السجن فهرب منه وظل يتخفى ويعمل بأعمال خاصة في المقاولات وكسائق لوري، وتم العفو عنه بقوة القانون لسقوط الأحكام العرفية آنذاك، إلا أنه ما لبث أن عاد لدائرة المتابعة الأمنية بعد مقتل الوزير أمين عثمان (1946) فسجن مرة أخرى وخرج بحكم براءة بعد أكثر من سنتين، وكان عليه أن يؤمن لقمة العيش فاتجه للصحافة حيث بدا بنشر يومياته بالسجن في حلقات، ثم مارس الأعمال الحرة حتى أعيد للجيش مرة أخرى (1950) بفضل وساطة صديق له مقرب من الملك فاروق.
وكان لرحلة الأعوام الأربعة عشر تلك ما بين كفاح وعذاب أثرها على تكوين الرجل النفسي ومكنته من الشعور بالناس، قبل أن يدخل في مرحلة النشاط العام بعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952م، وقد قال لأحد القادة العسكريين بعد أن تولى الرئاسة أثناء نقاش مطول عن استعدادات الحرب وكان ذلك القائد يخشى من تبعات شن الحرب بأسلحة غير كافية وغير حديثة على الجبهة الداخلية، قال له الرئيس السادات بكل إيمان وثقة وشجاعة: “لا عليك من الشعب فأنا مسؤول عنه من الإسكندرية لأسوان وسوف ينزع المواطن جلابيته ويعطيها لكم عندما تنطلق الطلقة الأولى”.
واستجاب القدر لمقولة قالها السادات صغيرا “إن صحّت” حيث كاد أن يغرق في “الترعة” وسأله أحد أصدقاءه: “بماذا كنت تفكر أثناء غرقك يا أنور؟” فقال: “إن مصر ستخسر أنور السادات” ولم تخسر مصر أنور السادات فتولى قيادة البلد الجريح في مطلع العقد القاسي على العرب عقد السبعينات.
لقد بدت صورة الرجل تستفزني؛ فهي تتعارض مع القناعة التي احتفظت بها وبدا الرجل ينتصر على قناعتي ويلتهمها شيئا فشيئا، حتى أجبرني على التوسع في معرفته أكثر وأكثر.
كانت المحصلة أن أنور السادات مواطن عربي مصري مخلص، خاض تجارب الحياة بكل أشكالها، فتضوّر جوعا وتقلب عوزا وشعر بالحزن حينا والخوف أحيانا، وكابد الظروف بالعلم والقراءة والصبر، فالتحق بالعمل العسكري ومارس النشاط العام وقارع الاستعمار، وأدخل السجن أكثر من مرة. واشترك بثورة أسقطت النظام الملكي وأصبح أحد كبار مسؤولي الدولة في العهد الناصري، حتى شاءت الأقدار أن يقود مصر في أخطر وأصعب مراحل حياتها عشية وفاة جمال عبد الناصر.
لقد وجّه أنور السادات جهده على مدى ثلاث سنوات لخوض الحرب مع إسرائيل ونجح في المهمة وكان عليه _ وهذه لا تقل صعوبة عن الحرب_ أن يستثمر نتائجها خاصة أنه تمكّن من وضع قدمه في أرضه المحتلة سيناء محطما أسطورة ” جيش إسرائيل الذي لا يقهر” وعليه استعادة كامل الأرض بعد أن وضعت الحرب أوزارها؛ قبل أن تبرد حرارة المدافع ويسكن غبار العبور، فللزمن مرض اسمه “الركود”، لذا اقتنص اللحظة ووقّع سلام الشجعان مع العدو.
ونستشهد من مذكرات شارون عن رؤية اسرائيل لطبيعة ما سيتم الاتفاق عليه حيث يقول: “كان المأمول هو احتفاظ إسرائيل بشريط المستعمرات الإسرائيلية داخل سيناء إلا أن تصلّب الموقف المصري والتزام بيغن بالمضي قدما في عقد الاتفاق مع مصر حال دون ذلك” وفي حقيقة الأمر كانت صورة السادات الدولية بعد الحرب واعتباره كسب جولتها وخشية من تجدد المعارك في المستقبل، ما ساعده على احترام الأمريكان له فضغطوا على بيغن للانسحاب الكامل من سيناء.
وقد دفعني التقليل من دور الرجل في خطة الخداع والتجهيز العسكري والمعنوي للمعركة التي أدت لعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف ظهر السادس من أكتوبر عام 1973 للمحاماة عنه ، فعلى الرغم من أن بصمات الرجل حاضرة في كل قرار وكل منعطف في ذلك الحدث الكبير إلا أن هناك من حاول تحوير النجاحات تلك عن السادات وهي نجاحات تحسب لكل من ساهم فيها إلا أن حضور قائد مركزي في حينه والحاجة المستمرة للتنسيق ما بين العمل العسكري والسياسي والاستخباراتي توجب الاعتراف له بالدور الحاسم الذي خلّده له التاريخ إلى الأبد.
وحتى القادة الذين تم نسبة النجاحات الميدانية لهم كسعد الدين الشاذلي كان اختيارهم من قبل السادات جزء من خريطة التفاصيل العامة للمعركة، ويدلل على عمق القراءات للأشخاص والاحتياجات التي كان يتميز بها السادات، فعزل قادة لعدم اقتناعهم بخوض الحرب في تلك المرحلة، وعين آخرين رأى أنهم الأنسب لها، ومارس تلك الأعمال كقائد سياسي يشرف على المنظومة العسكرية، فعينٌ سياسية وأخرى عسكرية.
لكل ذلك فقد فشلت كعربي أن أكره أنور السادات، ونجحت عن قناعة وبعد تأمل وتحليل وبعد أن فعل بنا التاريخ ما فعل خلال الثلاثين سنة الماضية في أن أقف وأحيي الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات؛ لما قام به لشعبه في مصر أولا وللعرب ثانيا؛ مستغلا كل ما توفر لبلده من إمكانيات محدودة في حينه بمقابل المهمة الكبرى التي قطع على نفسه عهدا ليتمّها رغم الظروف القاسية عليه وعلى شعبه نفسيا وسياسيا، وهي تحرير الأرض التي كانت محور تفكيره وعمله، ومسيطرة على لغته السياسية والإعلامية طيلة حكمه.
وأنقل لكم ما كتبت في مذكراتي في إحدى الرحلات لسيناء:” .. من شرم الشيخ التي وصلتها عن طريق طابا برا قادما من مدينة العقبة الأردنية بحرا؛ أكتب هذه المرة. قطعنا مسافة تقارب 300كم عبر شاطئ سيناء الشرقي وعبر الجبال أحيانا، كلها أرض عربية مصرية، تحمل مواقعها إشارات باللغة العربية، وفي مدنها: طابا، نويبع، دهب، شرم الشيخ، مئات الفنادق وآلاف العاملين والموظفين المصريين، كلما قطعنا بضع عشرات من الكيلومترات يزور خيالي أنور السادات مهندس هذه المشاريع الأول، وكنت أتساءل: لولا (خيانة) أنور السادات! كيف هذه الأرض هي كائنة، وبيد من ستكون، وما شكل خليج العقبة المطوّق بالعديد من المدن العربية وساكنيها؟ .. سيناء 25/8/2017م”انتهى. لا أعلم هل رفاقي من القوميين يدركون هذه الأثمان الحقيقية التي أوفت العديد من الفواتير العربية التي طالما نظّرنا حولها وطالبنا بتحقيقها. أدعوهم للاستجمام في ذلك الشاطئ العربي.
ليس الغرض من هذه المقالة الثناء على الرئيس أنور السادات، وهو يستحق ذلك؛ لكن الهدف الأعمق؛ مراجعة السياسات والمواقف العربية من منطلق الممكن؛ للسير بهذه الأمة قدما إلى الأمام. فالقرار السياسي على الرغم من كونه ينطلق من منصة عقائدية ابتداء، إلا أنه يتأثر بالعوامل المحيطة وفي هذا المسار ينبغي أن تحضر الحكمة التي ما إن غابت عن القائد إلا وقضت عليه، لقد غابت الحكمة عن هتلر وحطمت مشروعه المتصاعد، وغابت عن أنطون سعادة فأنهت عبقريا فتح التاريخ له الأبواب، وغيرهم وغيرهم.
وكثيرا ما أضع مقارنة عابرة بين عهدين كانا مثار نقاش وجدل، وهذا الجدل _حقيقة_ ليس متعمق في نظرته للأحداث من قبل كثير من المؤرخين: هما مرحلة معاوية التي أعقبت مرحلة علي، ومرحلة السادات التي أعقبت مرحلة عبد الناصر، ففي حين يرى البعض أنه لو لم يحكم معاوية لكنا أفضل حالا كأمة، ولو لم نعرف السادات لكنا أكثر عزا، كنت أقول وفقا لشاطئ الأمان الذي نقلنا له الرجلان: لو لم يسخرهما الله كل في زمانه، ما هو بديل ذلك الشاطئ!؟
يوسـف بن عـلي الشاعـل / باحث عربي / (yoseef33@hotmail.com)

Posted in فكر حر | Leave a comment

دعينى ابحث عن ذاتى

رأيتكِ فى خدْر الخيانةِ تسْرقين..
وديعتى ايّاك فتخونى وتغْدرين ..
تتنفْسين لذّاتكِ فيسْرى بأعْماقى..
لهيباً من نارٍ يحْرق أحْشائى .
تتعانقا فتتفتتُ أعْضائى .
تسْتعْمرا فيُسْترقَ كيانى .
تتأوّها لذةً فتنْتحرُ لذّاتى .
عيناكِ فى عينيه تدور .
وفمك فى فمه يقوت .
وروحكِ تسْرى فى كيانه وتذوب .
وقلادتى على صدْرك اضْحتْ موسيقى العشق المخْبوء .
كأنّكِ حييْتِ من موتٍ كسيح .
وأنا أتبخْترُ هذياناً .
أتراقص ألماً كالنشواناً.
أضحك كالجذلاناً .
أرفع رأسى كالعزيز وكالشْجعان .
هذيان وهذيان .
والحقيقة الحقيقة ..
بداخلى سديمٌ نوّوىٌ متفجْر .
وقيودٌُ فى عنقى ويدى تتوحّد .
ومشهد ولدىْ آدم يتجدّد.
وموتُ كسيْحٌ بعد حياة يتودّد .
وتصْفيق شياطين تحْتفل وتترقْب .
رأيتكٍ فلا تتآسْفين .
رأيتكِ فلا تتوسْلين .
ضاع كل شىء وما سوف يعود .
فالخيانة طوفان متعفْن .
توبتها ماتت واللوم أخْرسٌ لا يتكلْم .
دعينى أبحث عن ذاتى .
أفك قيودى وأسلسل شيطانى .
انطلق فى ارضى وأحيا بسمائى .
من غريق مائكِ إلى نجاة شطآنى .
من سمّ طعامكِ إلى لذيذ طعامى
من جواركِ إلى جوار الرحمان .
عندها أجد( انسانى) .
عندها أرقد ويستريح كيانى .
فدعينى أبحث عن ذاتى
من نظمى : ابراهيم امين مؤمن

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

تفووو عليك بقبرك ياحافظ الاسد شو عملت بالسوريين .

Bassam Yousef
 فشة خلق ..
بيكون عنصر بالمخابرات، بيقضي حياته كلها بظلم الناس والسرقة، بيعيش بالمخالفات، وبيسرق الكهربا والمي، وبيسرق مطبخ القطعة العسكرية اللي بيخدم فيها، وبيشترك او بيشتري ميكرو او تكسي منشان يشغلو بقسائم الوقود اللي بيسرقها و..و… وبيعمل السبعة وذمتها وبس يطلع ع التقاعد بيرجع على ضيعتو ياحزركن شو بيشتغل ..؟؟ بيعمل شيخ .
بيكون استاذ مادة ما … بيضطر لحتى يعيش يضل داير من بيت لبيت ليعطي دروس خصوصية، وممكن يشتري بسكليت بالأول لسرعة التنقل وبيتطور وبيشتري سيارة وبتصير ساعة التدريس تبعو أغلى، بيعتبر مهمته الوحيدة هي كيف بيخلي الطلاب تجيب علامات بالفحص وما تبقى مو مهم ، مو مهم شو كرس عند هالطالب من اساليب تحايل وخداع، وقديش فعلا قدم علم لهاد الطالب ..المهم الطالب ينجح وهوي يقبض… ولما بيتعب وبيطلع عالتقاعد شو بيشتغل ياحزركن…؟؟ يا شيخ يا محلل سياسي أو وجيه اجتماعي.
بيكون دكتور مختص بمرض ما … بس يخلص من عيادتو آخر الليل بيضب الغلة متلو متل أي دكنجي وبيتصل بشلة الدكنجية اللي متلو وبيروحوا على شي مطعم بيشربوا عرق وبيحللوا سياسة واقتصاد بناء على الغلة اللي بالجيبة.
بيكون دكتور جامعة … بيبيع الاسئلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ( هاد على اساس ضميره المهني حي) ، بيطلب من الطلاب يشتروا كتاب سخيف ما الو اي قيمة علمية وملطوش من هون ومن هون بس تحت العنوان حاطط اسمه بصفته مؤلف الكتاب .. وبيشتغل بعد الدوام معارض أو محلل سياسي أو بينسخ كتب بالديانة الباطنية أو..أو…
بيكون متعهد نصاب، أو بيكون موظف مرتشي أو … وبيكون قواد لكم قحبة أو …
الغريب انو اللي حواليهن بيقبلوهن مشايخ وبيقبلوهن محللين سياسيين واقتصاديين وووجهاء وزعامات … !!.
المضحك والمبكي إنو كل هالأرطة بتنجعص وبتبلش تحلل استنادا الى داعش، واللي عم يسمعولهن بيكونوا نايمين وبس انذكر اسم داعش بيفزوا متل “الاسود” وبيبلشوا يلفوا على حالهن متل جماعة “الله حي ..الله حي” ..وماعاد يطسوا شي .
ياخيي ما انتو داعش … ما انتو الوجه الاقبح لداعش … واذا كانت داعش صنيعة مصالح اجهزة استخبارات، انتو صنيعة العفن اللي براسكن، يعني انتو اخطر لانو داعش بقرار من الجهة المصنعة بتختفي ..بس العفن اللي جواتكن بدو سنين ليختفي.
شو اللي عملتو داعش وما عمل النظام السوري قدو عشر مرات؟؟، واللي عملو حزب الله وجماعة ايران يامحلا داعش قدامو … تذكروا اللي عملوه بيت الاسد منذر وفواز وهلال و..و… من سنين طويلة مو ابشع من اللي عملتو داعش ؟؟ عصابات ايمن جابر ورامي مخلوف وصقر رستم و..و.. شو بتفرق عن داعش ؟؟؟.
تفووو عليك بقبرك ياحافظ الاسد شو عملت بالسوريين .

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

رؤية جديدة لسفر نشيد الانشاد

1 ما أجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم دوائر فخذيك مثل الحلي صنعته يد صناع.
7: 2 صُرّتك كأسٌ مدورةٌ لا يعوزها شراب ممزوج بطنك بصبره حنطة مسيجة بالسوسن.
7: 3 ثدياك كخشفتين توامي ظبية.
7: 4 عنقك كبرج من عاج عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم انفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق.
7: 5 رأسك عليك مثل الكرمل و شعر رأسك كأرجوان ملك قد اسر بالخصل
7: 6 ما أجملك و ما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات !!
7: 7 قامتك هذه شبيهة بالنخلة و ثدياك بالعناقيد
7: 8 قلت إني اصعد إلى النخلة و أمسك بعذوقها و تكون ثدياك كعناقيد الكرم و رائحة انفك كالتفاح
7: 9 و حنكك كأجود الخمر لحبيبي السائغة المترقرقة السائحة على شفاه النائمين
7: 10 أنا لحبيبي و إلي اشتياقه
7: 11 تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل و لنبت في القرى
7: 12 لنبكرن إلى الكروم لننظر هل أزهر الكرم هل تفتح القعال هل نور الرمان هنالك أعطيك حبي.
7: 13 اللفاح يفوح رائحة و عند أبوابنا كل النفائس من جديدة و قديمة ذخرتها لك يا حبيبي ,
كل علماء الفقه والشريعة الإسلامية يستنكرون أن يكون هذا الكلام من كلام الله أو من كلام سليمان نفسه, وهم أيضا الذين استنكروا بعض المقاطع القرآنية من سورة يوسف(وهمت به وهم بها) وهنالك من ينكر من علماء الإسلام أو من الفِرقْ الاسلامية سورة يوسف بأكملها ولكن هل تعرفون السبب؟ أنا أقول لكم رأيي: هنالك فرق بين ما تؤمن به شريعة البدو وبين ما تؤمن به شريعة الفلاحين, وهذا يشبه إلى حد قريب اختلاف العادات والتقاليد من شريحة اجتماعية إلى شريحة اجتماعية أخرى تتحكم بها طبيعة أنماط الحياة والانتاج ولاحظوا كيف تختلف عادات ومعتقدات بعض الشرائح الاجتماعية مثل الذين يسكنون في أحياء سكنية من الصعب على الفقراء أن يسكنوها,ولاحظوا اختلاف العادات والتقاليد بين القرية وبين المدينة,وفي داخل المدينة اختلاف في العادات والتقاليد من منطقة إلى منطقة, فنشيد الإنشاد كُتب أثناء استقرار العبرانيين في دولة المدينة ولم يكتب وهم في خيام يعيشون فيها على الكفاف وعلى تكفف الناس ومن المستحيل أن يتقبل البدو وهم في الخيام هذا السِفر أو هذا النشيد ,كُتب نشيد الانشاد بعد أن انتقلوا من الخيام التي عاشوا فيها حياة قاسية وهم يتنقلون من مكانٍ إلى مكان بحثا عن المراعي والمياه وكانوا يتصادمون قبل مع البدو من أمثالهم ومع الفلاحين المستقرين حين يغيرون على مزروعات البدو بحثا عن الطعام وإلا هلكوا من الجوع فكانوا يحاربون من أجل أن يأكلوا ويشربوا وتوقفوا عن القتال حين استقروا كما يستقر الفلاحون وأحسوا بعد ذلك بحلاوة الجو وبطراوته وظهر الملك داوود كأول ملك لهم ومن بعده ابنه سليمان الذي نشأ وترعرع في أحضان الملك على حب اللهو وعلى حياة النعيم والترف ومن الطبيعي أن يعيش ابن الملك مترفاً,لقد قاتل الجيل الماضي من أجل أن ينعم الجيل اللاحق لهم بحياة الترف والنعيم وهذه الحياة ظهرت علاماتها في (نشيد الإنشاد)..وفي الفترة التي أصبحت لهم فيها دولة وبالذات أيام سليمان أو الملك سليمان ابن الملك (داوود) لذلك تغيرت عادات وتقاليد العبرانيين وتم مزجها في المجتمعات الزراعية المستقرة,وتبدلت طبيعة مزاج الإسرائيليين حين أكلوا وشبعوا وحين رووا ظمأهم بما لذ لهم وطاب من أنواع الأطعمة والمشروبات, أما الدين الإسلامي فقد جاء من مجتمع بدوي جاف لا يرى قبولا ولا يقبل بأن يتقبل مثل هذا الإنشاد فجاءت آيات القرآن مطابقة لعقلية البدوي الجاف في الصحراء الجافة, ويقال علميا وهذا صحيح 100% أن عقلية سكان الجبال جبلية صعبة وعقلية الفلاحين الذين يعيشون في السهول وعلى ضفاف الأنهار عقلية محبة للنعيم وللرفاهية لذلك شريعة الفلاحين شريعة فيها كل أصناف الرفاهية وعقلية البدو المتنقلين في الصحراء عقلية لا تقبل الرفاهية لأنها أصلا جافة مثل المكان الذي تقطن به.وأنا هنا لا أريد انتقاد ما يقوله المسلمون وما يقوله المسيحيون بل أريد أن أكتب وجهة نظري حول الموضوع والذي أرى أنه من الطبيعي جدا أن يكتب سليمان هذا النشيد(نشيد الإنشاد) ومن الطبيعي أن يعبر الأدب الديني عن حالة الترف التي وصل إليها ولو لم يكن سليمان ملكا ولو كان يسكن في خيمة لا يوجد من حوله ولا من وراءه ولا من أمامه نساء جميلات ومناظر خلابة لَما كتب أصلا نشيد الإنشاد ودعوني أوضح لكم المسألة بعمق أكبر: تخيلوا كاتبا حياته كئيبة ولا يملك مليماً أحمر في جيبه –مثل حالاتي-ولا يقدر على شراء الخبز فهل من المعقول أن تجتمع من حوله المعجبات والمحضيات؟ طبعا مستحيل فالنساء الجميلات أغلبيتهن يبحثن عن المادة(المصاري) ويقدمن أنفسهن للملك لينعمن بمزيدٍ من الرفاهية وهذا ما حدث مع سليمان فعاش حياة مترفة ظهرت هذه الحياة بكل تجلياتها في الأدب الديني,لذلك وصف المرأة في نشيد الإنشاد؟طبعا لا,من المستحيل أن يظهر هذا النوع من الأدب حين يكون سليمان جائعا يتكفف الناس ليساعدوه ولو لم يكن سليمان ملكا لَما جاء نشيد الانشاد بهذه الصورة وهذا النشيد لا يمكن أن يصدر إلا من شخص مُترف ومتهيئة لديه كل سُبل الحياة,ولو كان سليمان في خيمة وسط الصحراء تحيط به الذئابُ والكلابُ من كل ناحية لما شعر بالأفخاذ وبالنهود,كالكاتب المُعدم –مثل حالاتي- تكون كتاباته كلها اكتئاب وتدمع العينين لها ولا تفرح القلب ولا تُدخل إلى داخله السرور والسعادة لذلك لا يوجد غرابة أن يظهر الترف فيما كتبه سليمان من نشيد الإنشاد وهو ملك دولة قوية تحيط به 500امرأة من كافة الألوان كرئيس دولة مثل دولة إسرائيل في ذلك الوقت,وبصراحة؟نشيد الإنشاد أصدق نص ديني يعبر عن الحياة العامة وليس فيه أي كذب, فهو كتب روح العصر الذي ولد به وما مارسه سليمان وما كتبه كان بالفعل صادقاً بكل حرف كتبه وهذا أكبر دليل يجعلني مؤمنا بالعهد القديم وبالعهد الجديد لأن كل ما قرأته بالعهدين تعبيراً صادقا عن الحياة العامة.
أنا لست أدري كيف بعلماء مسلمين يدعون أنهم علماء وينتقدون نصوص دينية أدبية أو أدبية خالصة دون أن يقرؤوا روح العصر الذي كتبت به, فأنا حينما أريد قراءة أديب ومفكر أو فيلسوف أول شيء أعمل عليه هو قراءة الواقع السياسي الذي عاش به ومن ثم قراءة ودراسة الحياة العامة وتحليلها (ابستيمولوجيا) أي معرفيا تلك الحياة التي تحيط بالمكتوب عنه من كل الجوانب وهذا قبل أن أكتب كلمة واحدة عن الشخصية التي أنوي دراستها ومن هنا ومن هذا المنطلق نستطيع أن نعتبر إنكار نشيد الإنشاد إنكارا غير علمي لأنه أولا وأخيرا لم يأخذ النقاد بقراءة روح العصر الذي عاش فيه سليمان, وحتى القرآن نفسه نقل عن العهد القديم وعن العهد الجديد بصورة مختلفة فأضاف إلى الملك سليمان شخصية أخرى مناسبة لروح العصر التي كُتب فيها القرآن فقام بتصوير كل الأنبياء تصويرا ملائما لواقع الحال في مكة والحجاز وتهامة وهذه اللعبة حتى يتقبل العرب الشخصية المكتوب عنها, وعلى فكرة كل المجتمعات لها أخلاق خاصة فيها وما أراه أنا عيبا لا تراه أنت عيبا, وما أراه أنا فضيلة من المحتمل أن تراه أنت رذيلة,لذلك لم يعترض العصر الذي عاش فيه سليمان على نشيد الإنشاد بل رآه شيئا طبيعيا لملك تحيط به الحسناوات من كل النواح ومن شتى الاتجاهات وهذا البذخ والترف الذي يظهر في الإصحاح السابع من نشيد الإنشاد ما هو إلا تعبيرٌ حقيقيٌ عن روح العصر الذي عاش فيه سليمان, وبالمناسبة هل يعرف أي أحدٍ منكم أن يحدد لي ما هي الفضيلة وما هي الرذيلة؟ فهل أعمالي أنا مثلا غير أخلاقية؟وهل كتاباتي حمقاء وهل أخلاقي سيئة؟ ربما يراها كل شخص بمنظاره الخاص وأنا كذلك أراها بمنظاري الخاص.
ولقد أفتى الفيلسوف الوثني أفلاطون عليه رحمة الله في هذه المسألة عندما كتب نظريته عن المُثل حين قال:إننا لا نستطيع أن نصف أي عمل بأنه عمل خير إلا إذا عرفنا أولا ما هو الخير ولا نستطيع أن نحكم على أي عمل بأنه عمل شر إلا إذا قمنا أولا وأخيرا بتعريف الشر وتحديد هويته وما هيته.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

هل تسمح إسرائيل بإسقاط الأسد؟

إيدي كوهين
 أبدت بعض الأوساط الإسرائيلية مؤخرا ارتياحها الكبير من الانتصارات الميدانية التي حققها بشار الاسد بمساعدة الطيران الروسي وحزب الله والمرتزقة الاجانب بالرغم من ان اسرائيل الرسمية لم تعلن اي موقف رسمي تجاه النظام السوري – مع ادانات ملطفة للجرائم التي يرتكبها – إلا ان موقفها أنه لا يجوز أن يكون البديل في حال سقوط الأسد هو المنظمات الجهادية المتطرفة لان الفوضى ستهدد الحدود مع الدولة العبرية وتجعلها مرمى الصواريخ ومهددة دائماً بالحرب مع الارهابيين والتكفيريين الذين سيتسللون الى الحدود والقيام باعمال تخريبية ضد سكان اسرائيل. لكن تطور الأحداث في سوريا أثبت أيضا أن الأسد كنظام قد أصبح لعبة بيد الإيراني وحزب الله وهذا ما يزيد الأمور تعقيدا ويجعل السياسة الإسرائيلية مرتبكة ومترددة تجاه ما يحدث في سوريا، اسرائيل لطالما تخوفت من بديل للاسد لان أي بديل للأسد سيطالب اسرائيل بالانسحاب من الجولان الامر الذي لم يقم به نظام البعث الاسدي منذ سقوط الجولان في قبضة اسرائيل حيث يعتقد معظم السوريين أن الجولان هي وديعة الأسد لدى اسرائيل مقابل بقاءه بالسلطة وهو ما أكد عليه علنا رامي مخلوف مدير أموال بشار وابن خاله.

اذا غصنا قليلا في الماضي البعيد فإن القليل من السوريين قد صدق ادعاء النظام بالعداء لإسرائيل فهم يعتبرونها مجرد نكتة، بل إن النظام قد استخدمها ذريعة لاحتكار السلطة وعسكرة المجتمع وفرض حالة الطوارئ التي استمرت منذ عام 1963 وما تزال والتي تغطي على سياساته القمعية واحتكار السلطة والثروة، بينما القاصي والداني في إسرائيل يعلم جيدا ان بقاء نظام الاسد هو من مصلحة اسرائيل على الأقل في المرحلة التي كانت فيها سوريا تعلن الحرب عليها. ان الاسد الاب والابن حرصا دائما على ان تكون الحدود بين البلدين هادئة ومستقرة ولإسرائيل مصلحة ان تكون جاراتها قوية تحكمها أنظمة شمولية وديكتاتورية شرسة تضبط بحزم وبقوة الحدود وتمنع تسلل المسلحين الى الداخل الاسرائيلي. نظام الاسد الاب عاقب كل جندي سوري متهور بمنظوره حاول ان يطلق النار في الجولان نحو اسرائيل لا بل ذهب ابعد من ذلك ووفق تقارير وشهود الجنود السوريين النظام اجبرهم تولي الحراسة على الحدود بدون اي ذخيرة في سلاحهم الشخصي خوفا من ان يطلقوا النار نحو الدولة العبرية. وهكذا حرس نظام الاب والابن على حدودنا نحو خمسين عاما في عهد حزب البعث في سورية فالأسد الأب والابن لم يطلقاَ رصاصة واحدة لتحريرها.
الحقيقة أن البعض ظن أو توهم ان الأسد الاب كان ينوي في السبعينات إشعال حرب مع إسرائيل لتحرير الجولان لكن على ارض الواقع نظام الاسد الاب كان انذاك على تواصل غير مباشر نظريا ومباشر عمليا وفقا لمستوى التنسيق التفصيلي في كل شاردة وواردة مع اسرائيل بمباركة بريطانية و امريكية. اسرائيل منحت للأسد حرية الحركة في لبنان مقابل عدم المطالبة بالجولان. اسرائيل اشترطت ان يحترم النظام خطوط حمر وضعتها اسرائيل ابرزها عدم تحليق للطيران السوري في الاجواء اللبنانية وعدم ادخال اسلحة وصواريخ سام تهدد سلاح الجو الاسرائيلي. لكن في عام 1981 خرق الاسد البند الاخير وادخل صواريخ مضادة للطيران الى البقاع اللبناني وهكذا دخلت سوريا في حرب مع اسرائيل في الاراضي والأجواء اللبنانية تكبدت سورية خسارة فادحة من خلالها على اثر سقوط اكثر من ثمانين طائرة ميغ سورية من قبل سلاح الجو الاسرائيلي وهكذا انشغل الأسد بدلاً عن المحاربة الى المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فهو لم يجرؤ بعد ذلك على الاقتراب من الجولان ولم يدخل في أية حرب لا لتحرير فلسطين ولا لتحرير الجولان.

الاسد الاب والابن عملا على استغلال شعارات ما يسمى بالمقاومة او الممانعة كوقود محرقة لتنفيذ أجندات أخرى كحماية حركة امل وحزب الله ضمن مصالح ايران وهكذا لعب بالنار أيضا وأخل بشكل ضمني بالتفاهم غير المعلن بينه وبين اسرائيل، بل ذهب أبعد من ذلك لبناء قدرات عسكرية استراتيجية كالسلاح الكيماوي والنووي عبر البرنامج النووي الإيراني السوري المشترك والذي يفترض أن يكون قسمه السلمي في ايران بينما قسمه العسكري سري في سوريا، وقصة مفاعل الكبر الذي دمرته اسرائيل حسب نقارير صحفية في دير الزور عام 2007 تؤكد أن الهدف منه كان استخدام اليورانيوم المنضب في ايران لانتاج بلوتونيوم في مفاعل الماء الثقيل الذي كان يقيمه في دير الزور، بخبرات ايرانية وكورية شمالية وروسية من ورائها.
ومع ذلك تقتصر سياسة اسرائيل في سوريا حاليا على تقليص نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة، فهي تركز اهتمامها حاليا لمنع تأسيس شبكات ارهابية على الحدود التي ترى فيها تهديدا. فهي معنية ببقاء الحرب الداخلية في سورية واستنزاف طاقات الجيش النظامي وإضعافه قدر الإمكان دون أن يتسبب ذلك بانهياره،لكن بالمقابل تأمل ألا ينجح الجيش النظامي بكسر المعارضة أو القضاء عليها مع تعقبها لقوى حزب الله والميليشيات الايرانية الاخرى.
لم تعد أسوأ كوابيس إسرائيل هي سقوط نظام بشار لان جميع اطياف المعارضة السورية طالبت اسرائيل بالانسحاب من الجولان في المستقبل البعيد اي في مرحلة سوريا ما بعد الاسد. لأن وجود سوريا ذاته وشعبها أصبح في مهب الريح، مسالة الجولان لم تطرح ابدا من قبل نظام الاسد الاب او الابن فهما لم يطالبا ابدا بالجولان إلا عبر الصحف والتصريحات الفارغة. وهذه احدى الاسباب التي جعلت الحكومة الاسرائيلية تتمسك بالأسد ولا تسمح بإسقاطه ناهيك عن الدعم الروسي المكثف الذي يناله من موسكو. لكن مسألة الجولان قد أصبحت ثانوية عندما تقسم سوريا وتتقاسمها الدول، كما هو ظاهر حاليا حيث ترتسم خريطة سياسية جديدة في المنطقة ليس فيها سوريا ولا لبنان ولا حتى دول عربية أخرى، مقولة شيطان تعرفه خير من شيطان تتعرف عليه لم تعد قادرة على متابعة سياستها تلك، لأن الشيطان الذي تعرفه جيدا أصبح بيد شيطان أكبر يتكون ويحاصرها، وهو شيطان المقاومة الإسلامية الذي يعمم نموذج حماس حزب الله ويمتد ويتوسع في المنطقة ويشكل التفاهم التركي الإيراني غطاء اقليميا واسعا له… الإبقاء على الأسد سيعني تمدد ذلك الحلف، وخديعة أن الروس والأسد سيخرجون ايران، لم تعد مقنعة لأن الإيراني قد خطط جيدا لامتلاك الأرض ولقلب الأسد بالتعاون مع المنظمات الإسلامية التي تملك الأرض في الطرف المقابل والتي أصبحت بيد الإخوان وتركيا المتعاونين مع ايران.
عندما تقتنع اسرائيل بأن الإبقاء على الأسد سيعني تماما انتصار محور الممانعة الإيراني، ستتخلى عن هذا الشيطان الذي تعرفه وتألفه وتغامر مع عدو سابق يغير سلوكه ويمد يده، يتمثل في الشعب السوري الذي تعرض لمذبحة على يد جيشه ومحور الممانعة… وينتظر منها أن تمد يدها وتساعده.

مؤسس ومدير منظمة فوروم كيديم لحقوق الانسا

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

خيارات الحرب مع إيران

 تتزايد جبهات المواجهات مع إيران وحلفائها الرئيسيين. فالصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على العاصمة السعودية تطور عسكري خطير لا يمكن فصله عن الصراع الإقليمي مع إيران في لبنان وسوريا والعراق. وقد فشلت السبل الدبلوماسية بسبب الرفض المستمر من الإيرانيين في إخراج قواتهم وميليشياتهم من سوريا، وسبق أن رفضوا الخروج من العراق الذي يعملون فيه عسكرياً، وآخر المعارك التي يقودونها الزحف الأخير على إقليم كردستان.
إيران تدير المعارك عن بُعد، في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وقد فشلت دول المنطقة، وكذلك الولايات المتحدة، في تبني سياسة تتناسب واستراتيجية إيران في التمدد والسيطرة من خلال وكلائها. الأميركيون الذين دفعوا أثماناً مكررة بسبب تفجيرات واغتيالات «حزب الله» اكتفوا بمواجهة الوكيل نفسه، من خلال خطف أو اغتيال متورطين أو قيادات في الحزب. وكذلك فعلت مصر ودول الخليج التي اكتفت في السابق بالتضييق سياسياً واقتصادياً على «حزب الله».
إيران تضطر الخصوم إلى إحدى سياستين؛ مواجهة المصدر نفسه مباشرة، وهو النظام الإيراني، أو خلق وكلاء «بروكسيز» إقليميين والدخول في حروب الوكالات. من المستبعد وقوع الخيار الأول؛ أي حرب مع إيران، إلا في حالة دفاعية، هجوم منها مسلح مباشر، وهو ليس أسلوب طهران في إدارة أزماتها. حتى عندما فقدت إيران ثمانية دبلوماسيين، وغيرهم في كمين من قوات «طالبان» في مزار شريف بأفغانستان أواخر التسعينات، لم تدخل في حرب هناك، بل عمدت إلى بناء ميليشيات محلية هناك بصبر واستمرارية.
رغم الهيمنة الإيرانية الواضحة في ساحات مثل العراق، فإن الجيش العراقي لا يستطيع مواجهة القوى المحلية المسلحة الموالية لإيران، وذلك بحكم تعدد قياداته السياسية ونفوذ إيران الطاغي. ومن الواضح أن لإيران دوراً كبيراً في توجيه القوات العراقية، و«الحشد الشعبي» تحديداً، لتصفية الوجود الكردي في كركوك وخلفها، وهي معركة إقليمية مهمة وليست عراقية فقط. وهذا لا يعفي الأكراد من أنهم ارتكبوا أخطاء سياسية وعسكرية جسيمة في هذه الأزمة، نتيجة مشروع الاستفتاء على الاستقلال، واستغلها الإيرانيون للزحف على المناطق الحيوية؛ بترولية وجغرافية.
لن تجد الدول بداً من اللجوء إلى التوازن عبر صراع الميليشيات. الآن تدخل سوريا مرحلة ترتيبات الحكم، وأهمها السيطرة على الأرض. الميليشيات الإيرانية تقوم بعمليات إعدامات كبيرة بين الأهالي في المناطق التي تسيطر عليها، وهي غالباً معارضة في السابق. تريد من خلالها الإمساك أمنياً في مناطقها، نظراً لأن النظام السوري لم يعد يملك قدرات عسكرية وأمنية كافية لبسط نفوذه.
وفِي هذه الظروف ستجد الدول الإقليمية أنها تواجه مشروعاً إيرانياً ضخماً يستخدم سوريا للسيطرة على سوريا نفسها، والعراق ولبنان، ولاحقاً ما وراء الحدود. وفِي مقابل هذه السياسة لا توجد وسيلة لإزاحة إيران أو إضعافها مهما وعد الروس أو النظام السوري نفسه. هنا من المتوقع أن تتحول سوريا إلى دولة ميليشيات أيضاً.
بالنسبة للإيرانيين فسياسة الوكلاء مربحة، فهم يعتبرون استثمارهم في «حزب الله»، وهو أغلى مشروع والأطول زمناً؛ يكلفهم نحو سبعمائة مليون دولار سنوياً، عبارة عن جيش متقدم. وبالنسبة لوكلائهم في اليمن الحوثيين (أنصار الله)، فإن السعر أرخص، حيث قد لا يكلفهم المحارب دولارين في الأسبوع.
أعود إلى بداية الحديث، وهي أن المواجهات تتسع مع تمدد إيران وعدم وجود رادع لها. وتصبح أكثر خطورة كما رأينا في نجاحها بإضعاف معسكر الحريري في لبنان، وتعزيز قدرة الحوثيين الصاروخية التي تهدد قلب السعودية مباشرة. وبسقوط خيار المواجهات العسكرية المباشرة ضد إيران، الأمر الذي لا أحد يرغب فيه، فإن تعزيز قوات الميليشيات المحلية في الدول المضطربة يبدو أنه الطريق المفتوح الوحيد.

المصدر الشرق الأوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment