ضد الانغلاق الفكري .. ضد الهرطقة النقدية!!

لفتت انتباهي جملة في مراجعة لديوان شاعر عربي من فلسطين 48، كتبها ناقد سأرمز اليه باسم “الناقد سعيد”، يصف الديوان بقوله: ” فيه خروج عن المألوف وتطور للأفضل فيما يسمّى باسم شعر الحداثة
modernism.
“. ثم يقول: ” يدعي الكثيرون أنهم وحدهم يعرفون ما هو شعر الحداثة؛ وكنا أنا ومجموعة من الزملاء قد عقدنا مهرجاناً كبيراً حول شعر الحداثة”.
لست في باب تقييم الديوان أو “الحداثة ” في شعر الديوان … وليس هذا دافعي للكتابة!!
جملة الدكتور “الناقد سعيد” تشير الى عدم فهم رهيب لموضوع الحداثة في الأدب والفكر والفلسفة والعلوم والاقتصاد والمجتمع والفكر والتقنيات .. الخ. وكيف له ذلك والثقافة العربية، في كل الوطن العربي، لم تنجز استحقاقات الحداثة بعد، وتبدو الحداثة موضوعا للترف الفكري في الثقافة العربية، لأن الثقافة العربية تفكر وتنتج نفسها في واقع عربي اجتماعي واقتصادي وثقافي هو أصلا ما قبل الحداثة بمئات السنين .. لكن المشكلة أيضا ان “الناقد سعيد” وآخرين واهمون انهم سادة الفكر وأساتذة النقد، وهم لا يفقهون جذور الفكر النقدي وفلسفته!!
يستطيع “الناقد سعيد” ان يدمج كلمات لاتينية بعد كل جملة. هل سيتغير الحال مع مضمون الحداثة الأدبية؟ وهل أضحت الحداثة معلما ابداعيا .. بدونه لا قيمة للعمل الأدبي؟
أقدر تقديرا كبيرا جهود “الناقد سعيد” في مراجعاته الأدبية، أو النقدية كما يصر ان يسميها، رغم ان النقد غير قائم في نصه، بل المدائح التي لا قرار لها، والمضرة بالمبدعين الناشئين وانتج وضعا يستحق ان يلحق باسمه بانه “قبلة الأدباء العرب في إسرائيل”.. السبب: جميع القاصرين والفارغين أدبا وثقافية يريدون المديح والتصفيق. آمل ان يتحرك نقاد الأدب، لإعادة التوازن الثقافي النقدي، واعادة ضبط الاصطلاحات التي يستعملها نقاد أدب يفتقدون لمعرفة فكرية وتاريخية دقيقة لنشوء الاصطلاحات التي يقحموها في نقدهم، وهم بالكاد يدركون أسباب نشوئها في الآداب الأجنبية، والأدب الأوروبي على وجه التحديد، وهل يمكن نقل اصطلاحات حضارة تجاوزتنا بمئات السنين بكل مجالات الفكر والإنتاج والرقي الحضاري والادعاء اننا نحث الخطى بموازاتها، بينما واقعنا يزداد ابتعادا عن التنوير والتصاقا بالفكر السلفي الإرهابي؟
يقول “الناقد سعيد”: ” يدعي الكثيرون انهم وحدهم يعرفون ما هو شعر الحداثة؟”
أولا الحداثة لم تولد للشعر .. انما لمجمل الثقافة الروحية والمادية من ابداع ونقد وفكر وفلسفة وعلوم ومجتمع وعلمانية وانتاج اقتصادي مادي (الخيرات المادية)، وكل ما يخص الحياة الإنسانية بأبعادها المادية والروحية، وهي نقض كامل لكل ما سبقها من فكر واتجاهات ثقافية وفلسفة وايمان مغلق.
الحداثة ترتبط جذورها تاريخيا بعصر اسمه عصر التنوير الأوروبي الأول وثم عصر التنوير الثاني .. وصولا الى عصر النهضة الأوروبية، ويعتبر رسميا الأديب الفرنسي شارل بودلير 1821-1867 المؤسس الرسمي لتيار الحداثة. كذلك نجد من أوائل الحداثيين الاديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821-1880 والشاعر الفرنسي مالارامية 1842-1898 وهو من أبرز شعراء مدرسة “المذهب الرمزي”. والشاعر الروسي الشيوعي الشهير مايكوفوسكي ، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل ، وعندما تعثر حلمه الحداثي ، بسب بيروقراطية النظام الجديد ، انتحر. وهل نستطيع ان نضع آباء الماركسية (ماركس وإنجلز) خارج نهج الحداثة؟
نجد في الثقافة العربية الى جانب أدونيس الأبرز حداثيا في فكره ، الكاتب والشاعر اليمني عبد العزيز المقالح والمفكر المغربي عبدالله العاروري والشاعر عبد الوهاب البياتي المرحوم محمود درويش ومن الجزائر الفيلسوف محمد أراغون والكاتب كاتب ياسين والشاعر المصري صلاح عبد الصبور ، والمفكر السوري المقيم في فرنسا د. هاشم صالح والباحثة والكاتبة التونسية د. رجاء بن سلامة والمفكر التونسي الكبير المرحوم العفيف الأخضر (الملقب بفولتير العرب)، كذلك نجد المفكر الفلسطيني الكبير المرحوم د. ادوارد سعيد ، مؤلف “الثقافة والامبريالية” و”الاستشراق” و “وصور المثقف” ، حيث يطرح رؤية حداثية انقلابية في المفاهيم الثقافية والتاريخية . ولا بد من اعتبار المفكر الماركسي الايطالي الكبير انطونيو غرامشي ضمن تيار الحداثة الفكرية والفلسفية والاجتماعية والثقافية الى جانب تيار “الماركسية الغربية”، من أبرز ممثلي المدرسة الماركسية الغربية جيورغ لوكاتش (هنغاري) وكارل كورش (ألماني) وارنست بلوخ ( ألماني) وروجي غاروديه (فرنسي) وغيرهم.. لعلي بذلك اساعد، من يريد التوسع، للتعرف التطبيقي والعملي لمفهوم الحداثة في شموليته الثقافية والفكرية والفلسفية والدينية والاجتماعية والإنتاجية.
طبعا هناك اختلافات بين الحداثيين أنفسهم، وتعدد رؤاهم واختلافها، بل وتناقضاتها الكبيرة وهو امر صحي وطبيعي. وكما أسلفت مفهوم الحداثة يعاني من التباسات واتجاهات كثيرة متناقضة، وهي غير ميسرة وواضحة الا في فكر “الناقد سعيد”..
واود أن أضيف، بأن الفكر أو العقل الغربي قد تجاوز الحداثة التي ما زلنا نلعب بقشورها، نحو تأسيس المنظومة المعرفية، أو ما يعرف ب ” فلسفة العلوم والتكنومعلوماتية”، وهي مرحلة “ما بعد الحداثة” كما يطرحها بعض الفلاسفة الاوروبيين. لعل “الناقد سعيد” يقرأ مقالي ويكتشف ان بعض شعرنا يتبع “فلسفة العلوم والتكنومعلوماتية” وسيستعمل الاصطلاح كأنه أنتج فلسفة التكنومعلوماتية، فهي أرقى من حداثته الشعرية، وقد ترضي الكتاب أكثر من صيغة “الحداثة” الأوروبية العجوز.
استعمال اصطلاح الحداثة بحالتنا، مصدره عدم معرفة فلسفية وفكرية وثقافية كاملة، وهي مشكلة ثقافية عربية عامة، تفتقد لآليات فكرية للتمييز ين مصطلح الحداثة
(modernism) والمعاصرة (modernity)، والتحديث (modernization)،
وهي اصطلاحات تختلف معانيها ومضامينها وقاعدتها الفلسفية. وكثيرا ما نستعمل مفهوم الحداثة في الأدبيات العربية بنفس المعنى، أي خلط بين الحداثة والمعاصرة والتحديث.
ليت “الناقد سعيد” يقبل نصيحتي بأن يبتعد عن هذه الحسناء المشاكسة التي اسمها “الحداثة” إذا لم يكن قادرا على ترويضها. وليعرف ان جمالية النص لا يقرره ربطه الميكانيكي بالحداثة، بل قدرة المبدع على التواصل مع المتلقي. والأهم أن الحداثة لم تتطور فقط كنزعة أدبية جمالية.
ان الحداثة هي مصطلح لا يتعلق بالأدب والنقد الأدبي فقط، او بالشعر والنثر تحديدا، بل بالثورة على الواقع الاجتماعي كله، بكل جوانبه السياسية والاجتماعية والفكرية والأدبية من أجل تغييره .. وكل نص أدبي تقليدي مسالم، غير ثائر، غير رافض للواقع، لا يدعو لنبذ كل المسلمات الاجتماعية المتخلفة، وتنمية المعرفة الانسانية، وانعتاق الفكر، ولا يربطه رابط بجذوة الانقلاب الثقافي والفكري .. ولا يرتبط بفلسفة ثورية .. هو تقليدي، بمعنى عدم تجديد في المضامين، وهذا لا ينفي قيمة العمل الأدبية، الحداثة لا تعني الابداع الأدبي -نقطة.
في كل الأدب العربي بالكاد نجد عددا صغيرا من الأدباء والمفكرين على فهم فكري وقناعة حضارية بمضمون الحداثة، وتبرز الحداثة في فكرهم المتجدد الرافض للتفكير الماضوي، ولتحرير الانسان المطلق وانعتاق المرأة ومساواتها.
قد نقبل، كمثقفين، وعلى المستوى الشخصي (الانديفدوالي) جوانب مختلفة من الحداثة. وهذا ليس سهلا. الحداثة هي غابة متصارعة من الأفكار الانقلابية والثورية والتجديدية والهرطقية أيضا، وليس كل ما يطرحه نهج الحداثة مقبول على كل مفكر حداثي. انا حداثي في حدود معينة وأرفض الكثير من طروحات الحداثة الأوروبية مثلا. لكني أقول ان الحداثة لم تولد للأدب نثرا وشعرا. الأدب البارز هو انعكاس للنهضة الحداثية ومعبرا عنها.
الشاعر الكبير أدونيس يعتبر من رواد الحداثة العربية ومفكريها، تعالوا نراجع فهمه الثوري للحداثة. يقول أدونيس: ” إن الإنسان حين يحرق المحرم (أي النهج التقليدي) يتساوى بالله “. ويضيف: ” إن التساوي بالله يقود إلى نفيه وقتله، فهذا التساوي يتضمن رفض العالم كما هو، أو رفضه كما نظمه الله، والرفض هنا يقف عند حدود هدمه، ولا يتجاوزها إلى إعادة بنائه، ومن هنا كان بناء عالم جديد يقتضي قتل الله نفسه (كمبدأ العالم القديم) وبتعبير آخر لا يمكن الارتفاع إلى مستوى الله إلا بأن يهدم صورة العالم الراهن وقتل الله نفسه “.
ترى هل يقبل مجتمعنا هذه الطروحات؟ هل يتحملها حتى في إطار نقاش فلسفي؟
هذه هي الحداثة بكلمات لا غبار عليها .. وهو أفضل تعبير عربي وجدته لهذا المفهوم الذي يحبه “الناقد سعيد” ويستعمله بغير معناه، بجرأة يحسد عليها. لا تأخذ النص المباشر حول الله .. يجب فهمه مضمونه الفلسفي، مثلا نسف كل النهج السائد، الذي بات يشكل عقبة امام الانطلاق الفكري والثقافي والفلسفي والانتاجي المادي.
أنت وقعت في مصيدة ادعائك .. وتكاد تقول انك الوحيد الذي يفهم “شعر الحداثة”؟ هل تعرف ان الحداثة أيضا تهدف الى نسف اللغة من جذورها؟ انا أيضا أستصعب فهم الموضوع .. ماذا سيحل مكان اللغة؟ هل من لغة أخرى تبشرنا بها الحداثة؟ ربما تتحفنا بحل لمعضلة اللغة التي ينشدها الحداثيون؟
ليس العيب ان لا يعرف المثقف مفهوم الحداثة، خاصة المثقف الشرقي الذي نشا في مجتمع تقليدي محافظ، ويواصل التقدم الى الخلف، وهو تطور أيضا، حسب تعريف فريدريك انجلز، حيث قال ان: ” التطور شكلان، واحد الى الامام وآخر الى الخلف …”
المثقف الذي لا يجرؤ على طرح التحدي .. وعلى التمرد .. لا علاقة له بالحداثة، أو ببعض متطلباتها، ولا يضر المبدع ان يعطينا أدبا انسانيا راقيا بدون الملعونة التي اسمها حداثة…
هل تظن عزيزي ان مجتمعاتنا المشرذمة طائفيا واثنيا وقبليا، ولا يستطيع الكثيرون من الأفراد فهم المقروء، حتى بلغة عربية بسيطة مثل لغة الصحافة، هل يستطيع ان يكون مجتمعا حداثيا، وان يقبل الحداثيين بفكرهم العلماني بل والالحادي الى حد بعيد فكرا ونهجا وابداعا؟
نحن نعرف ما واجهه ويواجهه أدونيس في العالم العربي من تكفير واتهام بالزندقة ، لدرجة طرد كاتب معروف هو الدكتور أمين الزاوي، مدير المكتبة الوطنية في الجزائر، لتجرؤه على دعوة أدونيس (قبل سنوات) لإلقاء محاضرة ، الذي اعتبرته حتى دولة المليون شهيد من أجل التحرر الوطني من الاستعمار الفرنسي ، كافرا وملحدا ، وجريمة أدونيس انه طرح رؤيته بأن هناك : “مشكلة كبرى في المجتمعات الإسلامية تتعلق بـ”إخضاع الوحي للتأويلات السياسية والمذهبية بدوافع قبلية، ومذهبية، وأيديولوجية، وسياسية بدافع البحث عن السلطة”. . .ووصل الأمر الى مسائلة وزيرة الثقافة آنذاك في البرلمان الجزائري ، وسارعت وزيرة الثقافة في الجزائر خليدة تومي، الى رفع تقرير بمدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي، إلى الرئيس بوتفليقة تتبرأ فيه من مسؤولية “الانزلاق الفكري الذي حدث أثناء محاضرة الشاعر السوري أدونيس” . هل ترى أيها “الناقد سعيد” ما تفعل الحداثة في مجتمعاتنا العربية، حتى المتأثرة حتى النخاع بالفكر الفلسفي الفرنسي الحداثي الأرقى في العالم؟
لا أكتب دفاعا فقط عن مواقف أدونيس، وهو أقرب الي من خربشات “الناقد سعيد “.. لكني مع حرية الرأي الكاملة وحق الحوار والنقد، وضد كل محاولة لمنع مثقف، كبير مثل أدونيس أو غيره من ابداء رأيهم ومناقشته.
انا ضد الانغلاق الفكري.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

الراعي الكذاب

كان فلان الفلاني يقف على باب المؤسسة الاستهلاكية ينتظر دوره ليلتقط كيسا من البندورة لو شاء القدر وابتسم له، وكان ذلك في منتصف الثمانينيات. بعد انتظار دام ساعتين حصل على كيس فيه مايشبه اقراص البندورة المهروسة تسبح في سائل شاحب مصفر لم يستطع أن يواجه احباطه فرمى بكيس البندورة على الأرض وراح يدوسه بقدميه، وهو يصيح:
بالدم ….بالروح…نفديك يا حافظ!!!
ذاك المساء اقتادته زبانية “القائد” من غرفة نومه إلى أحد الأقبية المظلمة في مبنى للمخابرات السورية، ولم يعد!
……………………..
فلانة كانت معلمة ابتدائي، وكنت أعرفها عن كثب. أحد الأيام دفعها، ربما احباطها وثقتها العمياء ببعض زميلاتها، إلى
أن روت نكتة تناولت بها سيادة “القائد”. في نفس القبو حلقوا لها شعرها ـ عا الصفرـ وأذاقوها مر العذاب،ثم عادوا بها إلى بيتها وأجبروها على أن تلتحق بالمدرسة في اليوم التالي وبرأسها الأصلع دون أدنى مراعاة لمشاعرها ومشاعر طلابها!
……
أبو سنان كان جارنا، وكان جارا هادئا ودمث الأخلاق. قادوه تحت جنح الليل وأخته من بيته إلى ذلك القبو المظلم،
ليس إلا بتهمة انتمائه لرابطة العمل الموحد. لا تسألوني، فأنا لا أعرف عن تلك الرابطة إلا اسمها!
زرته في بيته بعد عدة أيام من اطلاق سراحه وبعد مكوثه أشهرا في المعتقل. كانت قدماه متورمتين وبحجم بطيختين من القياس الكبير، ومع هذا لم يكن قد آلمه الضرب المبرح بقدر ما آلمه أنهم كانوا قد عصبوا عينيّ اخته بقطعة قماش، وقادوها إلى غرفته، ثم راحوا يعقصونها من ثدييها وهي تصرخ وتولول أمام ناظريه. لم تكن تعرف أن أخيها يشهد عملية تعذيبها، ولم يشأ هو أن ينبس ببنت شفا كي لا يزيد في عذابها!!
……………..
قريبي أبو يحيى جروه من رقبته وهو يشيع أمه إلى مثواها الأخير, ولم يخرج من ذلك القبو إلا بعد ثمان سنوات عجاف ذاق وعائلته خلالها الامرين. لم يكن هناك أية تهمة موثقة، فقط كنا نسمع وفي كل حالة من الحالات السابقة نفس العبارة: “يهدد” الأمن القومي!!!
….
كل نكتة تتناول سيادة “القائد” تهدد الأمن القومي، وأي انتماء حتى ولو لجماعة لا يتجاوز افرادها الثلاثة ويلتقون ليلعبوا “الطرنيب” كان تهديدا للأمن القومي!! هل هناك سوري على سطح الأرض لا يعرف شخصا آخر قضى ولو ردحة من حياته في ذلك القبو بتهمة تهديد الأمن القومي؟؟؟؟؟
……………..
بالمناسبة: كل الحالات التي ذكرتها سابقا هي لأشخاص من الطائفة العلوية، فالطاغية لا يميز بين سواد عينه وبياضها،
يقلع تلك العين عندما يتوهم أن ما تراه يهدد كرسيه ومنصبه!
……
هذا هو الوطن الذي عشناه في سوريا، والذي صنعه لنا “القائد” في زمن السلم. ولذلك، عجزنا أن نحميه في زمن الحرب!
……………
هل سمعتم بقصة الراعي الذي أراد يوما أن يستهزأ بأهل قريته، فصاح ملئ صوته: اجيروني…اجيروني الثعلب هاجمني!
ركض اهل القرية لحمايته فاكتشفوا أنه كان كذابا. عاد مرة أخرى بعد زمن وصاح نفس الصيحة، فركض أهل القرية لحمايته، واكتشفوا أيضا أن صياحه كان كذبا واستهزاءا بهم. في المرة الثالثة جاء فريق من الثعالب وهاجموا الراعي وقطيعه, صاح وصاح وصاح…… لكن القرية فقدت ثقتها براعيها ولم تأبه لصراخه, فأكلت الثعالب الراعي والقطيع!
…..
على مدى حوالي نصف قرن، حاول الأب والابن وزبانيتهما أن يقنعونا بأن مجرد “نكتة” ترويها سيدة في لحظة احباط “تهدد” الأمن القومي. لذلك، عندما هجمت الثعالب على ذلك “الوطن” الذي حولوه إلى ماخور في قبو مظلم في مبنى للمخابرت،
لم يصدق أحد كذبة “الأمن القومي” وسقط الوطن فريسة للثعالب!!
……………
هذه السياسة التعسفية والإجرامية التي تجاوزت، وما زالت تتجاوز، كل عرف أخلاقي، قضت على قدرة الانسان السوري على التفكير السليم، وسلبته لاحقا كل فرصة ليتعلم أبجدية الفكر النقدي! فإذا كان مجرد “نكتة” تهدد الأمن القومي فما بالك بفكر
يكشف حقيقتهم؟ هم كانوا ـ وبحدسهم ـ يدركون أن السماح لتلك النكتة بأن تمرّ، سيؤدي لاحقا إلى فكر نقدي يكشف المستور ويفضح المطمور. لذلك، قصوا أصابع “القط” منذ ليلة الدخلة، ظنا منهم أنهم في مأمن من مخالبه. دون أن يدروا أن القهر والظلم يُنبت للحمام مخالبا، ويجرد الإنسان من العقل الذي يتحكم بتلك المخالب. وهنا تكمن الكارثة!!
…………..
صديق فيسبوكي من الموالين، لا يملك ذرة واحدة من االقدرة على الفكر النقدي, لأنه تربى ونشا في حضن النظام معصوب العينين ومسلوب الإرداة. كتب تعليقا على إحدى بوستاتي، يحاول من خلاله أن يبرر مسؤولية النظام وجرائمه، يقول فيه:
ألم تسمعي ماقاله وزير الخارجية البريطاني؟؟ لقد قال: (عندما يتهدد الأمن القومي لا وجود للديمقراطية)
يا للعار!!!! كيف فاتتني تلك الحقيقة؟!!! فعلا تجاوز النظام السوري لكل عرف أخلاقي مبرر، نعم مبرر كما هو مبرر تجاوز الحكومة البريطانية للديمقراطية عندما يتهدد الأمن القومي! لكن مع اختلاف بسيط….. بسيط جدا!
الحكومة البريطانية لم تحلق لامرأة راسها، ولم تعقص اخرى من ثدييها بحجة أنهما تهددان الأمن الوطني! بل قدست ومازالت تقدس حرية الرأي وحق الإنسان في التعبير عن مشاعره، وحقه أيضا في قص أصابع كل مسؤول تسول له نفسه أن يتطاول
على أي من حقوقه! الحكومة البريطانية صنعت وطنا حقيقا أثناء السلم، ولذلك تستطيع أن تحميه أثناء الحرب!
لو هي ضحت بالديمقراطية عندما يتعرض الخطر القومي للخطر, حتما سيتفهم الشعب موقفها، بل وسيقدر لها هذا الموقف في سبيل حماية وطن يستحق الدفاع عنه. أما الراعي الكذاب والذي لا يقيم وزنا لأهل قريته، فهو عاجز على أن يبني وطنا حقيقيا، ناهيك عن الدفاع عن هذا الماخور!
………..
أكثم نعيسة (علوي) ناشط حقوقي ومفكر سوري ومدافع عن حقوق الانسان. قضى سنينا طويلة من عمره بلا محاكمة في زنزانة النظام، ذاق خلالها الويلات وخسر عافيته وصحته وانتهى منفيا في بقاع الأرض!
عادل نعيسه (علوي) كان عضوا في القيادة القطرية . قضى ٢٣ سنة في السجن دون محاكمة وخرج أيضا منتهيا نفسيا وعقليا.
مَن مِن جيلي لا يعرف الدكتور عارف دليله (علوي)؟؟؟ الذي كان عالما في الاقتصاد ومحاضرا بارعا؟؟ كنا نتهافت على محاضراته نحن طلاب كلية الطب كما يتهافت عليها طلابه من كلية الاقتصاد. قضى عشر سنوات من حياته في ذلك القبو المظلم، بحجة تهديد الأمن القومي!
مَن مِن جيلي لا يذكر زهير سكرية (مسيحي) الذي اصيب بسكيزوفرينا داخل السجن من شدة التعذيب، وانتحر بعد أن أطلقوا سراحه؟؟!
مَن مِن جيلي لا يذكر وجيه غانم (علوي) الذي كسروا ظهره من شدة الضرب؟؟؟
ومَن مِن جيل اليوم، نعم جيل اليوم، لا يذكر الطفلة طل الملوحي (سنيّة) التي ساقوها أمام ناظري والديها وهي في الرابعة عشر من عمرها بحجة أنها نشرت على الفيس بوك بوستا “يهدد” الأمن القومي؟؟؟ لا أريد أن أفكر باحتمال ماحصل لها داخل ذلك القبو، لأن مجرد التفكير بذلك يُسقمني!!
هؤلاء غيض من فيض….. هؤلاء المفكرين كانوا يهددون الأمن القومي؟؟؟؟ وحده الراعي الكذاب كان حاميا له؟؟؟؟؟؟
*******************
أعزائي وأصدقائي القرّاء: من أعماق قلبي أشكر تجاوبكم مع كتاباتي… يسعدني كل مرور ويشجعني على أن استمر…
كذلك، أشعر اليوم بأن الفكرة لم تكتمل، ولكن لا أحب أن أزيد عليكم.. تابعوني…. أحبكم

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

كيف حاولت إيران تحويل الدول العربية إلى أشباح متلاشية؟

أمير طاهري
إن اعتبرنا التاريخ مسرحاً تجري عليه فعاليات مصير الأمم، فإن معرفة متى ينبغي التدخل، ومتى ينبغي الانسحاب هي من الأهمية البالغة بمكان. والوجود في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، وربما الأسوأ من ذلك، أن يكون في السياق الخطأ، يمكن أن يسفر عن الحزن والخسران.
قد تكون هذه من بعض الأفكار التي كانت تعتمل في مخيلة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري والتي، وضعها في الاعتبار عند اتخاذ قراره بالانسحاب، بدلا من التظاهر بممارسة دوره السياسي من دون المقدرة الحقيقية على الاضطلاع بمهام منصبه بأي طريقة فعالة. لقد أدرك الحريري أنه يشغل منصباً سياسياً من دون أي سلطات أو صلاحيات فعلية.
وبصرف النظر تماماً عن السبب الحقيقي وراء استقالة الحريري، فأعتقد أنه كان على حق في قرار الانسحاب من السيناريو الذي يستهدف تحويل لبنان إلى «شبح دولة» مع «شبح الرئيس»، و«شبح لرئيس الوزراء»، و«شبح البرلمان».
ولقد صيغ هذا السيناريو في طهران أوائل ثمانينات القرن الماضي مع إنشاء الفرع اللبناني من حزب الله على أيدي السفير الإيراني في سوريا آنذاك آية الله علي أكبر محتشمي – بور. ولقد تبلورت الفكرة الأصلية للتنظيم في عام 1975 عندما أنشأ آية الله هادي غفاري الفرع الأول لحزب الله في طهران بهدف محاربة الشاه. وبحلول عام 1977 جرى إنشاء الفروع السرية للتنظيم في كل من تركيا والكويت.
وكان الأمل من وراء إنشاء التنظيم هو نجاحه في تجاوز الحدود السياسية، والتي تتمخض في غالب الأحيان عن حوادث التاريخ أو تصميمات الإمبراطوريات الكبرى، واستبدالها بالحدود الدينية. وكان الهدف هو إنشاء أرخبيل من المجتمعات الطائفية الشيعية عبر مختلف بلدان الشرق الأوسط، وربطها ببعضها البعض عبر شبكة من التنظيمات الدينية – السياسية الخاضعة لسيطرة إيران. وكان الأساس الجوهري لذلك هو أنه على مدى التاريخ الإسلامي، كان العنصر الذي يربط الناس سوياً هو الولاء للنسخة المتفق عليها من الدين (أي المذهب) بدلا من المفاهيم السياسية مثل المواطنة أو الجنسية.
وأسفر سقوط شاه إيران واستيلاء الملالي في طهران على مقاليد السلطة في البلاد، عن زخم جديد لتلك الخطة من خلال وضع موارد الدولة في خدمة أهدافها.
ومع ذلك، بات من الواضح وفي وقت قريب للغاية أن تلك الخطة الكبيرة لا يمكن أن تتحقق من دون تدمير، أو على أدنى تقدير، إضعاف هياكل الدول القائمة على النمط الغربي والمعمول بها فعلا في الشرق الأوسط. وكانت الدول المستهدفة تملك بدرجة أو بأخرى جيوشاً قادرة على مقاومة محاولات الاستيلاء الإيراني عليها بالقوة.
وكان هذا بالضبط ما حدث في تركيا، إذ قوبلت محاولات حزب الله للانتشار والتوسع بالسحق الشديد على أيدي الجيش التركي.
==
وفي العراق، كانت محاولة الاستيلاء غير الناضجة من قبل الخميني، من أبرز ذرائع صدام حسين في غزو إيران، وشن الحرب الطويلة التي امتدت ثماني سنوات كاملة.
أما في سوريا، ووفقا لما جاء في مذكرات الجنرال حسين حمداني الذي قاد الوحدة العسكرية الإيرانية هناك، بذل الجيش الوطني كل ما في وسعه للحيلولة دون تمكن طهران من إنشاء قواعد متقدمة خاصة بها في البلاد. ولقد تغير الموقف في سوريا عندما سقطت البلاد في هوة الحرب الأهلية على أيدي الرئيس بشار الأسد، وعمليات القمع الوحشية للاحتجاجات السلمية في بلاده.
ولقد تعلم الملالي الدرس من واقع تجربتهم في إيران.
وبعد فترة وجيزة من استيلائهم على السلطة عبر مجموعة من الظروف شديدة الغرابة، أدرك الخميني أنه لن ينال ولاء الهياكل القائمة في الدول في الوقت الذي يفقد فيه القدرة على تدميرهم بالكلية. وبالتالي، وضع الاستراتيجية التي عُـرفت باسم «الموازاة».
لقد أنشأ قوات الحرس الثوري الإسلامي باعتبارها جيشاً «موازياً» للجيش الوطني في البلاد. وأنشأت المحاكم الإسلامية بالتوازي مع محاكم الدولة التي تستند في تشريعاتها إلى قوانين نابليون. ووجد البرلمان الإيراني توأمه في جمعية الخبراء.
وعند تطبيق هذه الاستراتيجية حيال البلدان الأخرى في الشرق الأوسط، اتخذت اسماً جديداً هو «إفراغ المحتوى». وكان لبنان هو المكان الأول الذي اختبرت فيه هذه الاستراتيجية ودخلت حيز التنفيذ.
فلقد أنشأت إيران ميليشيا شيعية لموازاة الجيش النظامي اللبناني. ثم ومن خلال حزب الله أيضا، قامت طهران بتجنيد الحلفاء من بين الطوائف اللبنانية الأخرى، وحولت البرلمان اللبناني إلى وحش من دون أسنان. وفي خاتمة المطاف، نجحت طهران في الدفع بمرشحيها إلى منصب الرئاسة، وضمنت لنفسها حق النقض (الفيتو) في مجلس الوزراء اللبناني. وكان كل ذلك يجر وراءه التكاليف المالية الباهظة.
وفقا للميزانية الإيرانية الوطنية الحالية، فإن إيران تنفق ما متوسطه 60 مليون دولار شهريا في لبنان وحده، وأغلب هذا المبلغ يذهب عبر قنوات حزب الله. ونتيجة لذلك، وكما صرح الرئيس حسن روحاني في خطاب أخير له الشهر الحالي، لا يمكن تحقيق أي شيء في لبنان من دون كلمة إيران الأخيرة!
ولقد رجع الفرع اللبناني من حزب الله على إيران بمردود التكاليف التي أنفقت هناك من خلال المحافظة على الآلاف من الضحايا الذين سقطوا في الحرب المصغرة، التي وقعت مع إسرائيل في عام 2006. والأهم من ذلك، الحملة الجارية لسحق القوات المعارضة لبشار الأسد في سوريا.
وفي العراق، عاد المخطط الإيراني بنتائج جزئية. إذ أنشأت إيران هناك ميليشيات الحشد الشعبي، وهي ائتلاف يضم 17 ميليشيا شيعية، إلى جانب قوات البيشمركة الإسلامية (أي المقاتلين الأكراد الموالين لإيران) بهدف موازاة الجيش العراقي الوطني، والقوة العسكرية القائمة لحكومة كردستان العراق المتمتعة بالحكم الذاتي.
كما تمارس طهران أيضا النفوذ السياسي من خلال حزب الدعوة العراقي الشيعي. ومع ذلك، فإن الآمال الإيرانية لتحويل العراق إلى نسخة مكررة من لبنان لم تحظَ بالنجاح المنشود بسبب أن الكثير من الشعب العراقي يزدري الهيمنة الإيرانية هناك، في حين أن آيات الله الكبار في النجف يعتبرون نظام الخميني في طهران بمثابة «العمل البغيض».
كما واجه المخطط الإيراني في سوريا عدة مشاكل بسبب التدخل العسكري الروسي، وعزم الرئيس فلاديمير بوتين على أن يتم تحديد مستقبل سوريا في موسكو وليس في طهران.
وجاءت نتائج المخطط الإيراني في اليمن بنتائج غير كاملة كذلك. فلقد نجح الوكلاء الإيرانيون هناك، الحوثيون، في إنشاء جيش مواز في صورة تنظيم أنصار الله، غير أنهم فشلوا في تقليم أظافر الجيش النظامي الوطني. كما عمد الحوثيون إلى إعادة الرئيس علي عبد الله صالح إلى الظل، ولكنهم لم يفلحوا في التخلص منه تماما. وعلاوة على ذلك، فإن العمل العسكري هناك بقيادة المملكة العربية السعودية قد وجه ضربة قاصمة إلى آمال طهران، بإقامة لبنان ثانٍ على أراضي اليمن. وفي حالة قطر وسلطنة عمان، استخدمت طهران مبدأ «الفنلدة»، من حيث السماح لهما بالاستمتاع بحالة من الهدوء السياسي الداخلي، في مقابل العمل على تقسيم الصفوف العربية وربط الملالي في طهران بالقضايا الرئيسية في بلادهما.
وعندما تولى محمد مرسي الحكم في مصر، حاولت إيران بيع نفس السيناريو إلى القاهرة.
وجاء وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر ولاياتي إلى مصر حاملاً خطاباً من المرشد الأعلى علي خامنئي. ودعا خامنئي مرسي في ذلك الخطاب إلى «حل» الجيش المصري، وإنشاء قوة عسكرية موازية مهمتها «حراسة الثورة المصرية». ولم يُفلح المخطط الإيراني المقترح على الإطلاق بسبب، كما يقول ولاياتي وخامنئي، أن محمد مرسي رفض المقترح، أو أن الجيش المصري استبق ذلك.
ربما تعتبر استقالة سعد الحريري إشارة إلى أن العرب لم يعودوا مستعدين لمجرد التجهم، وتحمل الأمر أثناء محاولة إيران تفكيك هياكل الدولة، من خلال خلق الصورة الموازية للجيش الوطني، وتحويل الحكومات إلى دمى تتلاعب بها عبر الخيوط الممتدة إلى السفارة الإيرانية العاملة في البلاد.
قد يكون المخطط الإيراني لبسط الهيمنة على الدول العربية قد بلغ منتهاه، وبدأ التقدم السريع للملالي في طهران بالتراجع والتقهقر للوراء. ومن شأن ذلك أن يعني عودة الحدود السياسية والولاءات القائمة على أسس المواطنة، وليس على أسس الطائفية الدينية.
*نقلاً عن صحيفة “الشرق الأوسط”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

لبنان في خطر… تحركوا

ثماني دقائق، هي المدة التي استغرقها خطاب استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، أنهت ثماني سنوات من «الإقامة الجبرية» في كنف المحور السوري الإيراني، بدأت يوم زار الحريري سوريا نهاية عام 2009، كجزءٍ من محاولة تسوية كبرى في المنطقة، باءت كما سابقاتها ولاحقاتها بالفشل.
ثماني دقائق لنص يؤسس لمرحلة جديدة بكل المقاييس السياسية والوطنية والإقليمية والدولية، بمعزل عن كل الضجيج والغبار المثار حول ظروف الخطاب، وشكليات الاستقالة.
كانت آخر محاولات التسوية السياسية مع «حزب الله»، تسوية انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري.
قامت التسوية على تحييد الملفات الخلافية الكبرى، كالحرب في سوريا، ومشاركة «حزب الله» فيها، والمواقف السياسية من الصراع الإيراني السعودي، والانصراف بدلاً من ذلك إلى معالجة ملفات داخلية يغلب عليها منطق ترميم الدولة، على مستوى التعيينات في أجهزتها المختلفة وإقرار الموازنة والتحضير لانتخابات نيابية، وعلى مستوى تحسين الخدمات العامة وتطويرها! بقيت نتائج هذه العناوين، باهتة وتحتاج في كل يوم إلى الثقل المعنوي لرئيسي الجمهورية والحكومة للتأكيد عليها.
في الأثناء تابع «حزب الله» سياساته التصعيدية ضد المملكة العربية السعودية ومصالح الأمن القومي العربي المشترك، ولم يتراجع قيد أنملة عن أي من تفاصيل مشروعه، أكان تحدياً للدولة اللبنانية والقرار 1701 عبر استعراض مسلح على الحدود اللبنانية الجنوبية أمام الصحافة العالمية، أو كان تزخيماً للانخراط في حروب سوريا واليمن.
لم يتغير «حزب الله» لا قبل التسوية ولا في أثنائها، ولا تغيير بعد كل التسويات الماضية التي سقطت تباعاً. كانت التسوية دائماً حاجة «حزب الله» لصيانة لبنان، لا بوصفه وطناً ومصالح شعب، بل بوصفه غرفة عملياته ضد المنطقة، وهو يريدها غرفة هانئة هادئة تلائم متطلبات مناخ العمل. صحيح أننا حيدنا لبنان عن حرائق المنطقة، لكن لنعترف بشجاعة: إن السبب الأول والأساس لتحييد لبنان عن حرائق المنطقة، كان ولا يزال، أن «حزب الله» لا يريد المغامرة بمقره العام، الذي صار لبنان كله.
لم يتغير «حزب الله». تغيرت السعودية. سقطت ورقة الرهان على صبر السعوديين. سقطت الافتراضات القديمة بأن المملكة فاقدة الحيلة حيال التمادي في العدوان عليها وعلى أمنها وأمن المنظومة الخليجية. وسقط الوهم النرجسي بأن «حزب الله» قوة عظمى تقارع دولاً كبرى في الإقليم والعالم. الأخطر، سقط وهم اللبنانيين أن بوسعهم الهروب من مسؤولياتهم تجاه ميليشيا إرهابية، واستسهال التعايش معها، وتوفير كل مستلزمات الاستقرار لها، لتتمادى هي في لعب أدوار التخريب والتفجير والقتل والعدوان.
لبنان دخل نقطة تحول كبرى في تاريخه، ووضعه «حزب الله» على حافة مواجهة مع العالم، ولا يوجد من هو مستعد أن يجنب لبنان واللبنانيين كأس هذه الجراحة المؤلمة والعميقة، لاستئصال دور «حزب الله» بوصفه ذراعاً أمنية عسكرية إيرانية في المنطقة.
حين كتبت في هذه الصفحة قبل أربعة أشهر: «هل يكون لبنان قطر الثانية؟»، لامني بعض الأصدقاء بسبب السيناريو الكابوسي الذي أشار إليه المقال. الوقائع الراهنة تفيد بأن الكابوس ازداد قتامة وسواداً، وأن لبنان مقبل على سلسلة عقوبات ستتدرج من مقاطعة بعض صادراته لتصل إلى الضغط على الليرة والمصارف مروراً بالتأثير على الوجود اللبناني في الخليج والبنية التحتية لهذا الوجود كفرض عقوبات على تحويلات اللبنانيين وتعليق الرحلات الجوية في الاتجاهين وغيرها كثير.
ما ينبغي أن ندركه أن السعودية باتت في موقع يملك كثيراً من الخيارات. لن تتشكل حكومة في لبنان فيها «حزب الله». وإذا غامر الحزب في الضغط على رئيس الجمهورية ووليد جنبلاط والرئيس نبيه بري وعدد آخر من السياسيين، لتشكيل حكومة لون واحد، فستكون أكثر من «حكومة حرب»، بحسب العبارة التي وصف بها الوزير ثامر السبهان الحكومة القائمة حالياً. وبالتالي ستسرّع هذه الخطوة العقوبات أكثر وتدفع لبنان إلى انهيار أسرع.
حتى اللحظة لم يرتقِ الخطاب السياسي اللبناني إلى مستوى استقالة الحريري، وأحسب أن ما شاب ظروف الاستقالة وما تبعها، سيعقّد على اللبنانيين إمكانية المواكبة، في ظل حملة كثيفة مضادة تزرع كل أنواع الشكوك في أذهان الناس. لكن الحريري سيعود، وستنتظم الأمور، وستوضع البلاد أمام استحقاق الاستقالة، ونصها، ومفاعيلها.
كتبت هنا في هذه الجريدة عن السياسة السعودية تجاه لبنان. وكتبت عن التقصير والتخلي وعدم الاهتمام، ونُشر ما كتبت من دون أي رقابة أو حذف أو تدوير زوايا. وبوسعي أن أقول كثيراً عن بعض ما شاب استقالة الحريري، وأنتظر حتى اكتمال المعطيات، وعودة الرئيس سعد الحريري لأسمع منه شخصياً حول ما يعتمل في صدري ورأسي من أسئلة.
كل ذلك في كفة، وحقيقة أننا أمام سعودية جديدة في كفة ثانية. لم يعد أمام لبنان إلا أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية، لأن ما كتب قد كتب، وما مضى قد مضى. لتتشكل لجنة من كبار مسؤولي لبنان ورجالاته وليذهبوا إلى المملكة لمناقشة خيارات الغد القريب، وليجولوا في العالم مستعيدين القضية اللبنانية من أشراك الحكمة والتريث والتأجيل…
لبنان في خطر. تحركوا.
المصدر: الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

رسالة الى الاسد .. قبل قدوم العاصفة وإكتمال خراب البلد

المقدمة
الحاكم الذي يمطر شعبه ببراميل الموت مجرم لا يستحق الغفران ، ومن يتكئ على ملالي قم وطهران وميليشياتهم أحمق أو خرفان ؟

الموضوع
يقولون السياسة هى فن الممكن ، والسياسي العاقل من يتعض من تجارب التاريخ والاخرين ، وخير صديق لك في الأزمات هو العدل والقانون والمساوات ؟

فما آلت اليه سوريا ألان بعد إندحار الدواعش والمنظمات الارهابية ، والذين هم أصلاً صناعة إيرانية وحصانهم لغزو بلداننا ، وغبي من يعتقد عكس ذالك وهنالك مئة دليل ودليل {فيكفي معرفة من المستفيد منهم لنتعرف من وراءهم} ؟

لذا عليك دعم دولة المواطنة والقانون ، وغلق كافة المدارس والمعاهد الارهابية الاسلامية التي أنشأها والدك ، والعمل بسرعة على التخلص من روث الملالي العفن في سوريا الحضارة (الميليشيات الإيرانية) سواءً بواسطة الروس أو الامريكان أو غيرهم وهذا ليس نكراناً للجميل ، لان مافعلوه ليس حباً بك ولا بشعبك ، ويكفي أن ترى مآل إليه لبنان والعراق وسوريا لتعرف خبث نواياهم ، قبل التخلص منك ورميك لمزبلة التاريخ غير مأسوف عليك ، فإحذر غدرهم وشرهم ؟

وأخيراً …؟
نقول حقيقة أن دعم الملالي لك لن يدوم ، فأوضاع الغد لن تكون كأوضاع اليوم ، فمن يتدفى بضراطهم مسحول أو مسموم ، فترامب ليس أوباما الشيعي ، وريكس ليس كيري ، فأنت لست أذكى وأقوى من القذافي وبن علي وصدام سلام ؟

سرسبيندار السندي

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

سؤال جريء 512 – ما هي حركة الإصلاح البروتستانتية؟

أواخر أكتوبر الماضي كانت ذكرى مرور خمسمائة سنة على الإصلاح الديني الذي قام به المصلح الكبير مارتن لوثر، الكثيرون لا يعرفون ماهو الإصلاح الذي قام به مارتن لوثر، ولماذا قام به، وماهي الأسباب التي أدت إلى نجاحه، وكيف دفع المصلحون ثمنا غاليا في سبيل ذلك، وماهي نتائج ذلك الإصلاح على الكنيسة وعلى العالم أجمع، في هذه الحلقة سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, يوتيوب | 1 Comment

شاهد من هم السلمانيون الجدد: أذرع محمد بن سلمان في الحكم

السلمانيون الجدد: أذرع محمد بن سلمان في الحكم, بعد عاصفةِ الحزمِ في اليمن، و بعد مواجهةٍ لا تزال ساخنةً مع قطر، و بعد إعلانِ الحربِ على “المتطرفين” في الداخل، بلدوزرٌ في السعودية يدهس أمراءَ و أثرياءَ و نافذين و يفتح فصلًا غيرَ مسبوقٍ في تاريخ المملكة. #السلطة_الخامسة مع
Yosri Fouda

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

شاهد مسلمون يرفعون الصليب فوق كنيسة في الموصل: “أخوتنا المسيحيين عودوا إلى بيوتكم”

شاهد مسلمون يرفعون الصليب فوق كنيسة في الموصل: “أخوتنا المسيحيين عودوا إلى بيوتكم”

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

سلسلة دراسة الوضع في سوريا: الجزء العاشر

:لقراءة الجزء السابع:الجزء السابع من سلسلة (الوضع في سوريا)
:لقراءة الجزء السادس:  الجزء السادس من سلسلة (الوضع في سوريا)

لقراءة الجزء الخامس: الجزء الخامس من سلسلة دراسة الوضع في سوريا
لقراءة الجزء الرابع: اسبح عكس التيار
الجزء الثالث: القط بحب خناقو
الجزء الثاني: قوة الخرافة
الجزء الأول: نعم أنا علوية وأفتخر

لا يوجد قهر يسحق الروح البشرية، بحجم القهر الذي يعيشه انسان ضحى بحياته، بأيامها وسنينها، بنوعيتها، بكل ما يملك فيها في سبيل أمر كان يظنه قضية ، واكتشف لاحقا أنه كان حجرا في رقعة شطرنج تتحكم بها عصابة مارقة على كل خلق!!
…..
تجلت أمامي تلك الحقيقة العارية لأول مرّة قبل حوالي عشرين عاما… كنت أتحدث مع صديق مصري وكان حديث العهد في أمريكا وفوق الستين ومصابا بكآبة حادة حاول خلالها الإنتحار عدة مرات.
قال: كنت مديرا لأكبر ثانويات القاهرة ولمدة ثلاثين عاما، وبعد أن هاجرت لأمريكا اكتشفت أنني لم أكن خلالها إلا حمارا، ولم أخرّج يوما إلا الحمير!!
…..
عادت تلك الحقيقة وتجلت أمامي مرة أخرى منذ حوالي عدة أشهر كنت خلالها أتحدث مع الشاب حسان من ألمانيا، كان حسان القاضي الشرعي لداعش في الرقة، وفرّ لاحقا إلى المانيا واعتنق المسيحية ويخضع لعلاج نفسي مكثف في محاولة لاخراجه من الكآبة واليأس الذي يعيشه (شاهد فيديو اعتناقه للمسيحية هنا: فيديو: إرتداد القاضي الشرعي لجبهة النصرة وتعميده على يد القس المتنصر أيضاً د.محمد رحومة ), قال في سياق حديثه: في لحظة يقظة، وكنت خلالها أتحدث مع أحد العقول القيادية في الدولة الأسلامية، اكتشفت أنني لست سوى حجر شطرنج، والكبار يلعبون بنا وهم يقهقون
وتابع: ثم خرجت باعجوبة من فكي داعش! لدي الكثير مما قاله حسان، وعندما وضعت النقاط فوق الحروف التي خطها، تراءت لي الصورة كاملة، الصورة التي كان ـ ولم يزل ـ هو عاجزا أن يراها، طبعا لن أنشر تلك الأسرار الآن إذ لا علاقة لها بالموضوع!!
…..
في محاولة للتخفيف من حدة هذا القهر، يميل اللاوعي عند الإنسان ليتعلق بوهم ما أملا في أن يغطي تلك الحقيقة العارية! يربط بين تضحيته وبين قضية يظنها مقدسة، وهو يعرف في غلالة نفسه، أن تضحيته لا تمت إلى تلك القضية بصلة! لكنه يرفض أن يواجه الحقيقة لأنها مؤلمة، ومؤلمة جدا جدا…. يظل متمسكا بوهمه ومدافعا عنه في محاولة للهروب من قهره!
…..
عندما أحاور مسلما مدافعا عن اسلامه، وأحاصره في زاوية ضيقة يحس فيها بالإختناق، يجد نفسك متمسكا بهذا الوهم، فيقول كآخر محاولة للدفاع عن اسلامه: وماذا ستفعلين عندما تقابلين ربك كملحدة؟ يحاول أن يقنع نفسه أن الدفاع عن الإسلام هو دفاع عن وجود الله والإيمان به، ورفضي للاسلام هو نكران لوجود الله.
قد يعرف في غلالة نفسه أن دينه لم يكن أكثر من كذبة كبيرة، ولكن ـ والحق يقال ـ ليس سهلا أن يواجه قهرا كبيرا عندما يعترف أن عبادة والديه وأجداده وعبادته لقرون ذهبت هدرا! لذلك، يفضل أن يظل متمسكا بوهمه بحجة أنه يدافع عن “وجود الله” وليس عن سيرة نبيه.

كذلك، عندما أحاور معارضا أو مواليا، لا فرق بين أي منهما، الأول عندما أتناول “ثورته، والثاني عندما أتناول “قائده”
وبعد أن يتقيأ كل مافي قاموسه من شتائم ( للعلم كلاهما ولدا في نفس الرحم الثقافي) يقول: كيف لك أن تخوني الوطن يا عميلة؟
يربط قضيته بالـ “وطن” كي يخفف من حدة القهر الذي سيعيشه لو اكتشف بأنه مجرد حجر في رقعة شطرنج. إذ لا فرق بين الألم الذي عاشه ومازال يعيشه حسان (القاضي الشرعي لداعش) وبين ألم تلك المرأة السورية التي فقدت شبابها الستة، لو اكتشفت أنها فقدتهم دفاعا عن منصب وكرسي! وانا دائما أقدر هذه النقطة بالذات، لأنني أعرف أن الوهم يخفف من حدة القهر!
………………
كلاهما يدافعان عن قضية وهمية يسميانها “وطنا” ولا أظن أيا منهما يعرف معنى الوطن! الوطن ـ لو وجد ـ هو الذي يضم كلاهما، الوطن هو الذي يحمي الموالي من حقد المعارض، ويحمي المعارض من حقد الموالي, وفي نهاية المطاف يُقنع الأثنين أنهما متساويان في الحقوق والواجبات، ومن حق كل منهما أن يلوح قبضته حتى حدود انف الآخر! نعم حتى حدود الانف، دون المساس بذرة من ذلك الانف! وإلا فالولاء للدائرة الأضيق التي ينتمي إليها كل منهما سواء كانت العائلة أوالعشيرة أم الطائفة أو الحزب، ليست انتماءا لوطن وإنما وهم وسراب!!
…..
كل إنسان سوري تخضرم وعاش الحقبتين حقبة الأب والأبن، ولم يكن يدري أن البلد مقبلة على خراب هو انسان مغفّل فكريا منوم أخلاقيا البلد وصل إلى درجة من الغليان كان جاهزا ليكون مرتعا خصبا لأبسط مؤامرة، حتى ولو حاكتها دولة الصومال, فكيف أن تحيكها أمريكا؟؟ (لا تستعجلوا: نعم هي مؤامرة أمريكية وسأشرح تلك النقطة بالتفصيل لاحقا)
هذه هي مسؤولية الإنسان السوري العادي، فكيف بالقائد؟؟ وأعني هنا القائد الناجح!
Leroy Emis
مفكر وكاتب أمريكي، مختص في البحث عن شخصية القائد الناجح ودراسة جوانب وخصائص تلك الشخصية، يقول في كتابه
Be the Leader You were Meant to BE
(كن القائد الذي ولدت لتكون) يقول:
Leader is one who sees more than others see, who sees farther than others see, and who
sees before others do
(القائد الحقيقي هو الذي يرى أكثر مما يستطيع الآخرون أن يروا، ويرى أبعد منهم، ويرى قبل أن يروا)
….
نعم القائد الناجح هو من يملك من البصيرة ما يساعده على رؤية المستقبل, ليس هذا وحسب، بل التحضير لمواجهة العواصف القادمة، أو على الأقل التخفيف من حدة الخسائر. الكوارث السياسية كالكوارث الطبيعية أصبح من الممكن التنبأ بها بدقة متناهية، لكن ذلك التنبأ يتطلب بصرا حادا وبصيرة ثاقبة وقدرة على المواجهة! قد لا يستطيع قائد ـ مهما كان ناجحا ـ ان يتحكم بجهة العواصف ولا من حدتها، ولكنه حتما يستطيع أن يولف أشرعته ليخفف من خسائرها وليضمن وصول بلده إلى شاطئ الأمان.
……..
اليوم هو مستقبل البارحة، وكل يوم نعيشه هو مستقبل اليوم الذي سبقه ويبقى السؤال: هل نجح قائد واحد في أي بلد من تلك البلدان التي ابتلت بثقافة البعير في التنبأ بالمستقبل والتحضير له؟؟؟؟ واقعنا اليوم هو الجواب!!!! ألم أقل لكم في بوست سابق، لو اضطريت أن أختصر كل الأسباب التي أدت بنا إلى مانحن عليه، لقلت وبلا تردد: “غياب القيادات الحكيمة”
…….
القيادة التي لا تستطيع أن تحمي الوطن أثناء السلم، من المستحيل أن تحميه أثناء الحرب, لا يحمي الوطن، أي وطن، إلا شعبه….
ولكي يضحي الشعب من أجل حماية الوطن يجب ان يمتلك مفهوما واضحا للوطن، ويدرك في غلالة نفسه أن خسارة الوطن هي خسارة لكل شيء…. هذا المفهوم تحدده وتكرسه وتعمقه القيادات، ولا تستطيع أن تفعل ذلك إلا في وقت السلم!
أما القيادات “الخلبية” والتي لا تتعدى كونها عصابات مأجورة وخائنة، فمصيرها مهما طال الزمن أن تسقط في برميل قمامة التاريخ… والكارثة أنها تأخذ الوطن معها!
………………..
أعزائي القرّاء: أشعر دائما أنني وقفت قبل أن تنتهي الفكرة، ولكن لست من أنصار البوست الطويل. ما أقوله عن سوريا ينطبق على أي بلد “عربي” آخر… والبوست اللاحق سيجيب على سؤال: هل كانت سوريا وطنا حقيقيا؟ فتابعوني…. مع خالص محبتي

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

حكاية “هدايت”

Bassam Yousef
  عن بكر صدقي عن آكاد الجبل عن مشعل العدوي عن سمير الصعيدي
حكاية “هدايت” .
_____________.
مشهدان من ( تحرير ) دير الزور :
الأول : سيدة تستقبل في الشارع جنود النظام وتقول لأحدهم ( تعال خليني أبوسك ) ، وتدخل الكاميرا معها ومعهم الى داخل المنزل ، المنزل ملئ بالأكياس ، أكياس في حوش المنزل وفي غرفتها وفي كل مكان … تلك اللقطات ظهرت في كل قنوات النظام السوري والقنوات التابعة بما فيها قناة سوريا اليوم الروسية .
الثاني : في أوائل الثمانينات من القرن الماضي اقتادت مخابرات النظام زوج سيدة ديرية تدعى هدايت ، كما اقتادوا ابنها ، وحين اعترضتهم هدايت ، قالوا لها ( صدقي ، بضعة اسئلة وسنعيدهم اليك بانفسنا ) ، بعد أسبوع سمعت هدايت بعد منتصف الليل طرقا ً عنيفا ً على الباب ، خرجت لتفتح ، فلم تجد أحدا ً ، وجدت كيسين أسودين على عتبة الباب ، أدخلتهما المنزل ، فرأت رأس زوجها في كيس ، ورأس ابنها في كيس ، ومن بعد ذلك بيومين ، صارت هدايت تسير في الشوارع وتحمل الى منزلها أي كيس يصادفها في الطريق ..
ملاحظة : السيدة التي ظهرت في المشهد الأول هي هدايت ، ولكن لايعرفها سوى بعض ابناء دير الزور ( من حوار ع الخاص ) ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment