سوريا: وحدها الأرض تفرض التغيير

علي حماده

كم كان مخجلا خطاب وزير الخارجية عدنان منصور امام مجلس جامعة الدول العربية، وهو يدعو الى اعادة النظام في سوريا الى مقعده في الجامعة العربية، فيما كانت صواريخ الـ”سكود” تتهاوى فوق رؤوس السوريين، بمدفعية النظام وطائراته تدكّ حمص ومعظم المدن السورية، والامم المتحدة تعلن رسميا عن بلوغ عدد النازحين السوريين الى خارج بلادهم المليون.

لقد هوجم عدنان منصور، وحسنا فعل من تناولوا كلمته المخجلة. لكن من هاجموه حاذروا انتقاد مرجعيته التي كتبت له الكلمة وامرته بتلاوتها باسم لبنان، في عمل اظهر حقا ان حكومة لبنان هي اصلا حكومة “حزب الله” ونظام بشار الاسد، كما اظهرت ان الفريق الذي ينتمي اليه منصور، وبينه الرئيس نبيه بري، كان وسيبقى جزءا من هذه المرجعية، حليفا لها وتابعا لسياساتها. لقد كان اجدى برئيس الحكومة الذي اصدر بيانا يعلن فيه تمسكه بسياسة “النأي بالنفس” ان يتصدى لمنصور ومن وراءه علنا، بدل ان يستمر في توزيع الابتسامات والمواقف المفرغة من كل مضمون او صدق. وكم كان حريا حتى بقيادات ١٤ آذار ألا تقصر انتقاداتها على منصور و”حزب الله” بل ان تكون اكثر جرأة في التعامل مع رئيس حركة “امل” شاغل رئاسة مجلس النواب، بتسميته أحد اولياء منصور الذي لولاه لما تجرأ على تلاوة خطاب سيئ كالذي تلاه، وربما تبين بعد حين ان النص ارسل اليه جاهزا من عين التينة نفسها.

لا نقول هذا الكلام استهدافا لشخص بعينه. فالانتقاد والموقف السياسي المندد يفترض ان يكونا حقيقيين، والا يخضعا لاعتبارات لم نتبين جدواها بعد. ورأينا ان لا فرق في فريق ٨ آذار بين “حزب الله” وتابعيه ايا كانوا. والرئيس بري ليس استثناء.

اما بعد هذا الاداء “المسخ” في الجامعة العربية، فوحده لبنان هو الخاسر لان عجلة التاريخ العربي لا يوقفها منصور ولا من هم خلفه. فسوريا تكتب بالدم مستقبلها، وتقاتل نظام القتلة والمجرمين، وسوف تنتصر الثورة لا محالة، ولن يوقفها اداء سخيف كأداء وزير الخارجية، ولا مناورات اكثر سخفا كمناورات الثنائي الذي يقف خلفه، ولا حتى المواقف المفرغة كموقف رئيس الحكومة الصوري.

في مطلق الاحوال، وكما سبق لنا ان قلنا، فان معادلة الارض هي التي ستفرض نفسها، وتضحيات الشعب في مواجهة القتلة هي التي ستغير وجه سوريا الغد. وما بدء تسليح المعارضة بموافقة دولية سوى ثمرة التضحيات والنضال والتصميم على قتال حتى تحرير سوريا. وما الاعلان عن منح “الائتلاف المعارض” مقعد سوريا في الجامعة العربية سوى الدليل على ان الارض هي التي فرضت المعادلة في نهاية الامر.

قريباً، وقريبا جدا ستتغير الامور على الارض، فمعركة الربيع الكبرى صارت اقرب من أي وقت مضى، ويقيننا ان بشار لن يكون في دمشق بحلول الصيف.

منقول عن “النهار” اللبنانية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

وهل تظل عربة إذا فقدت عجلاتها؟

الشرق الاوسط

هناك حوار يدور بين إمبراطور آسيوي من العصور الغابرة يدعى ميليندا وحكيم بوذي يدعى ناغاسينا حول معرفة الذات. يقول الحكيم للإمبراطور: كيف وصلت إلى هنا يا مولاي؟ على عربة، طبعا، يجيب الإمبراطور. وهل إذا نزعنا عنها السارية، تظل عربة؟ طبعا، يجيب الإمبراطور. وهل إذا نزعنا منها العجلات والمتن، تبقى عربة؟ يفكر الإمبراطور قليلا ويقول: لا أعتقد ذلك.

إذا تفكك الجيش، هل تبقى الدولة دولة؟ وماذا إذا تفككت الحكومة أيضا؟ ثم الأمن؟ ثم أغلقت المدارس والمطارات والجامعات؟ ثم لم تعد المستشفيات قادرة على معالجة المصابين؟ ثم حولت المدارس إلى معتقلات؟ ثم انتشرت عصابات السرقة في المدن؟ ثم نزحت الناس بالآلاف كل يوم في كل اتجاه؟ ثم حوصرت الناس بحركتها وبرغيفها؟ ثم انفصلت المدن والقرى عن المركز؟ ثم فوق كل ذلك ظهر سيرغي لافروف معلقا في عنقه عقدا من اللاءات المكتوبة على عظام مثل عقود الغابة الأفريقية. وكلما تحدث طقطقت العظام في القبور المفتوحة والمغلقة.

يتحدث الإيرانيون والروس عن سوريا وكأن ما يجري خلاف بين العمال والمحافظين في مجلس العموم. لكنه حوار بين ميليندا وناغاسينا حول كينونة العربة: هل هذه هي الجمهورية العربية السورية التي يقول الإيرانيون إنها أهم عندهم من المحافظة 35؟ وهي التي يقول بوتين إنه ليس مهما أن تفقد العجلات والمتن ومفهوم الحركة، شرط أن تظل السارية مرفوعة على الحطام.

«نظرية» العربة لم تتغير. كان الحكيم البوذي يريد أن يعلم الإمبراطور كيف يحافظ على بلده. إذا سقطت منه عجلة لا يبقى بلدا ولا يعود قادرا على الحركة. لا إلى الأمام ولا إلى الوراء. لا إلى الماضي ولا إلى المستقبل. فكأنه واقع في فراغ الحاضر، لا يستطيع القيام إلى تدبير نفسه.

قابل النظام السوري تعب الحصان بالسوط. بدل أن يحاول إصلاح العجلة راح يضرب الحصان الهرم. وبدل أن يلاحظ ألم الحصان ظن ذلك لؤما. وعجلة بعد عجلة رأى أن العربة لم تعد عربة. والأفظع أنه لم يعد من الممكن إعادة تركيبها. إنها حكاية قديمة جدا، حكاية الإناء الجميل الذي ينكسر بين يديك. كان يجب أن تحافظ عليه لكي لا تبكي عليه.

الحكمة تحول دون تفكك العربة، أما الندم فلا يعيد عجلة إلى مكانها ولا روحا إلى جسدها ولا دولة إلى وحدتها. التحدي الحقيقي في البناء لا في الهدم، وفي المصالحة لا في الرفض، وفي معاطفة الحصان والعناية بالعربة، تحاشيا للسقوط.

‎سمير عطا الله – مفكر حر؟‎

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

العراق يحجب عن سوريا كهرباء إيران!

الشرق الاوسط

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير خارجية سوريا وليد المعلم، في طهران، إلى جانب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، وأثناء حديثه عن الدعم الروسي لسوريا الذي يزداد قوة وثباتا، وعن الدعم الإيراني اللانهائي، وصف الروس بالأصدقاء، ووصف الإيرانيين بالأشقاء. كان بهذا الوصف (الأشقاء) يرد على التأويلات التي ترددت، لأنه كان من المفروض أن يصل إلى طهران بعد انتهاء زيارته لموسكو، في 26 فبراير (شباط) الماضي، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. لكن، وحسبما برّر الطرف الإيراني، فإن تلك الزيارة تأجلت بسبب عطل طرأ على الطائرة الخاصة التي أقلت المعلم، فتأخر موعد وصوله إلى طهران، ولأنه كان للوزير صالحي ارتباطات مسبقة رأى الطرفان تأجيلها. يومها، ذكرت بعض وسائل الإعلام أن السبب سياسي.

هذا لا يعني أنه ليست هناك «تصريحات» سياسية أزعجت سوريا، خصوصا وصف أحد رجال الدين الإيرانيين لها بالمحافظة الإيرانية. وقد أثار هذا استياء كثير من السوريين المؤيدين للنظام، على الرغم من حاجة النظام للدعم الإيراني، وعلى الرغم من استطراد رجل الدين قائلا: «إذا سقطت دمشق، لن يعود باستطاعتنا الدفاع عن طهران».

ويلاحظ أن خطوط الدفاع الإيرانية الأمامية قائمة في الدول العربية: 1 – في لبنان، «حزب الله» وهو خط الدفاع الأول. 2 – في سوريا، النظام القائم. 3 – في العراق، حكومة المالكي.

في طهران، التقى المعلم وأجرى مباحثات، إضافة إلى صالحي، مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وسعيد جليلي أمين مجلس الأمن القومي، وكلها تركزت على الأحداث في سوريا ودور إيران هناك.

ونظرا للعلاقات الأمنية والعسكرية القوية التي تربط البلدين، أكد المعلم للطرف الإيراني أن الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية لا تزال متماسكة وقوية، متهما من يقول عكس ذلك بـ«الإعلام المضلل».

وحسب مصدر إيراني رفيع المستوى، فإن المعلم اعترف بوجود أخطاء ارتكبها النظام السوري، ووجود «بعض المشكلات» التي يعاني منها، إلا أنه أضاف: «لا يمكن إسقاط النظام»، إنه باقٍ ومستمر، وهذا واقع على الجميع التعامل والتصرف على أساسه، و«قد بدأ المجتمع الدولي يستوعب هذا الوضع».

في إيران، اعتبر المعلم أن الحملات والغارات العسكرية التي يشنها النظام على المدن السورية أدت إلى أن «يتحسن» الوضع لـ«صالح الجيش السوري، خصوصا في دمشق وريفها»، وأشاد كثيرا بالتقدم الذي أحرزه الجيش النظامي في سيطرته على طريق حماه – حلب الدولي، وكشف أن الجيش بهذه العملية نجح في فك الحصار عن لواءين كاملين للجيش السوري، شمال حلب، كان يحاصرهما الجيش السوري الحر، و«بعض» جماعة «جبهة النصرة»، مبلغا الإيرانيين بأن فك هذا الحصار سيعني التقدم تجاه شمال حلب صوب الحدود مع تركيا.

أبلغ الإيرانيون ضيفهم بأن «جبهة النصرة» والجيش السوري الحر يسيطران على الجزء الشمالي من حلب حتى الحدود مع تركيا. فرد المعلم بأن لديهم معلومات عن صراع بين «جبهة النصرة» وقيادة الجيش السوري الحر على إدارة القسم الذي يسيطرون عليه شمال مدينة حلب، بسبب إصرار «جبهة النصرة» على إدارة هذه الأجزاء، وقد بدأت بالفعل ممارسة «سلطاتها الشرعية» على الجميع، الأمر الذي أدى إلى مواجهات بين عناصرها وعناصر الجيش السوري الحر.

في لقاءاته، عبّر المعلم عن استيائه من المحاولات التركية لـ«استغلال» تأمين إيصال المساعدات الإنسانية بتقديم اقتراح فتح طريق خاص داخل سوريا. وارتاح لأن كثيرا من الدول الغربية رفضت الاقتراح التركي، كونه سيؤدي إلى تدخل عسكري أجنبي لحمايته، كما كان مرتاحا لفشل «مؤتمر أصدقاء سوريا» في إسطنبول من أجل الحصول على الموافقة الغربية للإعلان عن حكومة سورية في المنفى. وقال إن سوريا تعتبر هذا مؤشرا إيجابيا.

نقل المعلم إلى مستمعيه الإيرانيين ما بلغ دمشق عن لقاء برلين بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري، مشيرا إلى أنه نتج عنه تغير في الموقف الأميركي من التطورات في سوريا، وبشكل خاص فيما يتعلق بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد! والجدل حول صلاحيات الحكومة الانتقالية. «وهذا يعود إلى تخوفهم»، كما قال، من عدم وجود بديل للأسد يضمن عملية انتقال السلطة، والخوف من انهيار المؤسسات الأمنية والعسكرية الذي سيؤدي إلى فراغ في السلطة، والخوف من سيطرة الجماعات المتطرفة على الحكم في سوريا.

وبالنسبة إلى الحوار مع المعارضة، أكد المعلم أن النظام متمسك بأن يكون الحوار داخل سوريا، وبين السوريين، ورفض أي مظلة إقليمية أو دولية. وقال إن بلاده فوجئت بموقف رئيس الائتلاف معاذ الخطيب «السلبي» بطلبه تنحي الأسد. لكنه عاد وأكد رغبة سوريا في الحوار مع الجميع و«من دون تحفظ، بمن فيهم المجموعات المسلحة، وبشكل خاص (جبهة النصرة) والجيش السوري الحر».

أولا، لم يشر المعلم إلى أن النظام يقاتل فقط «إرهابيين». ثانيا، جاءت تأكيداته قبل حديث الأسد إلى صحيفة الـ«صنداي تايمز» البريطانية، يوم الأحد الماضي، عندما عرض الحوار مع الأطراف التي «تتخلى عن أسلحتها».

أبلغ المعلم ارتياح القيادة السورية وثقتها الكاملة بالمواقف الروسية الثابتة، وقال إن روسيا تتحدث بكل وضوح وقوة مع الجميع، بمن فيهم الولايات المتحدة الأميركية، وبأنها لن تسمح بالتدخل الأميركي أو الغربي في سوريا «مهما كان الثمن». وقال المعلم، إن الرسالة الروسية القوية زادت قوة بعد إعلان سوريا عن استعدادها للحوار مع الجميع، و«بلا استثناء، بما فيها الجماعات المسلحة»، لذلك «ترى سوريا أن وعد جون كيري بدعم المعارضة السورية بـ60 مليون دولار كمساعدات إنسانية، ورفضه الدعم العسكري هو استجابة أميركية للرسالة الروسية».

في حواراته مع الإيرانيين، أشار المعلم إلى الموقف الأردني الذي يختلف تماما عن الموقف المعلن. قال إن عمان قلقة من التطورات في سوريا وتأثيرها المباشر على وضع الأردن، خصوصا أن «حركة الإخوان المسلمين تشكل القاعدة الأكبر للمعارضة الأردنية، مما يهدد العرش الهاشمي»، كما أن هذا القلق والخوف شكلا أرضية لـ«حوار سري أمني سياسي بين سوريا والأردن».

في طهران، طلب المعلم تدخل إيران لدى العراق لتأمين إيصال الكهرباء من إيران لسوريا، التي يستولي عليها العراق على الرغم من زيادة الدعم من 50 إلى 100 ميغاواط. فاتصل سعيد جليلي مباشرة برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي وعد بحل هذه المشكلة مع محافظ الأنبار، لضمان وصول الكهرباء الإيرانية لسوريا.

وكان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي نقل، الشهر الماضي، الاستياء نفسه، خصوصا أن «سوريا هي بأمسّ الحاجة للكهرباء»، ويومذاك وعد المالكي بحل المشكلة.

والمعروف أن الإيرانيين يمدون النظام السوري بوقود المحطات الكهربائية والمواد الغذائية والطبية عن طريق كردستان العراق، وبضمانات مباشرة من مسعود بارزاني رئيس الإقليم الكردي، على الرغم من الكلفة المالية. وهناك اتفاق بين سوريا وإيران لتدير إيران قطاع النفط السوري، وتسويق المشتقات بشرائها إيرانيا وبيع الفائض منها في السوق العالمية، لتسديد المستحقات المالية السورية لإيران. وعلى الرغم من تأكيدات المعلم لجهة الانتصارات العسكرية التي يحققها النظام، واعترافه بـ«فقر» النظام اقتصاديا، هناك أخبار مؤكدة عن وجود اتصالات بين إيران والجيش السوري الحر، والائتلاف السوري، كما أن هناك اتصالات غير مباشرة مع «جبهة النصرة» عن طريق وسطاء، لأن إيران، كما يشير مصدر إيراني، ترفض الحوار المباشر مع هذه الجبهة لتفادي أي تعزيز لمركزها أو موقفها.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

إيران أكثر من مجرد فيلم

الشرق الاوسط

«آرغو»، الفيلم الفائز بالأوسكار، قصة 6 من موظفي السفارة الأميركية تمكنوا من اللجوء سرا للسفارة الكندية في طهران، في أعقاب احتلال المتظاهرين والباسيج سفارتهم بعد سقوط شاه إيران، الفيلم أيقظ مشاعر كثيرة.

هي فصل قصير من علاقة متوترة طويلة بين البلدين، واليوم هي أكثر توترا مما كانت عليه. من كان يظن أن تأزم العلاقة سيدوم 33 عاما؟ زمن طويل من الخلاف والقطيعة وحروب غير مباشرة. لقد تغير في العقود الثلاثة واقع زمن الثورة، تغيرت الخريطة، والزعامات، وسقطت دول وتبدلت تحالفات، مع هذا طهران لم تتغير كثيرا، بل زادت شراسة في نزوعها للعنف، وزادت شهيتها لمد نفوذها. زال الاتحاد السوفياتي، وتغيرت الصين، حتى فيتنام وكوبا انفتحتا على واشنطن، ورحلت أنظمة مماثلة مثل صدام والقذافي. مفاهيم كثيرة في العلاقات الدولية تغيرت كالعولمة والاتصالات، حتى مفهوما النفوذ والسيادة تغيرا في المعنى والمضمون.

إيران القديمة هي نفسها، لغة وقضايا، بفكر الخميني، كانت تكره الشيطان الأكبر نتيجة خليط من تاريخ وعقيدة وسياسة، أما اليوم فتكرهه لأنها تعتقد أن الشيطان الأكبر يرفض أن يسمح لها بحلميها، حيازة السلاح النووي والهيمنة على المنطقة. ومن المتوقع أن الدولة العظمى لن تقبل لدولة «عدوة» أن تتسلح بسلاح نووي يمكن أن تدمر به مناطق النفط وتشعل العالم، أو تسلح به خصومها من تنظيمات إرهابية. ومن الطبيعي كذلك أن تحارب سعيها اللامنتهي للهيمنة الإقليمية الذي يبني تكتلا معاديا وخطرا على أمن مصالحها.

حادثة أسر موظفي السفارة الأميركية عندما وقعت ظننا أنها تعبر عن غضب متراكم كان متوقعا أن تكون السفارة الأميركية هدفا على خط الهجوم الأول، لكن بعد هذا العمر الطويل بقيت إيران هي إيران، رغم محاولات الكثير من رجالاتها على مدى عقود ثلاثة لإصلاح تفكير قيادتها ومحاولة نقلها إلى مستوى الدول المحترمة، لكنهم جميعا فشلوا. أولهم رئيس وزرائها الأول أبو الحسن بني صدر، وهو دراما حقيقية أكثر من فيلم «آرغو»، فقد ناضل ضد الشاه مع الخميني لعشرين عاما، وأخلص له، وكسب الانتخابات الرئاسية ضد سبعة منافسين لكنه لم يدم رئيسا سوى عام واحد، حيث اتهمه الخميني بالتقصير في مواجهة القوات العراقية، وصار مطلوبا حتى اضطر إلى الفرار من طهران يقال إلى الحدود التركية متخفيا بملابس عسكرية. أيضا، كان من بين الرجال الصالحين القلة محمد خاتمي، الرئيس الخامس للجمهورية الذي فاز بشعبية كاسحة بلغت سبعين في المائة. وكان هناك مئات من السياسيين ورجال الدين والمفكرين اضطهدوا رغم أنهم من صلب النظام، ومن أبناء الثورة، جميعهم فشلوا في تغيير عقلية نظام قم السياسي.

نحن الآن نشهد عهدا أسوأ في حكم إيران بصعود نجم الحرس الثوري وهيمنته على مفاتيح الدولة السياسية والاستخباراتية والاقتصادية، اليوم هو وراء الحرائق المشتعلة في اليمن وسوريا والبحرين والعراق ولبنان وغزة.

فيلم «آرغو» عن السنة الأولى للثورة، وحينها كنا متفائلين بها، بعد الشاه الذي كان مصابا بجنون العظمة، يحلم بإمبراطورية فارس ويبني لها قوة عسكرية ضاربة. وأمضى آخر عقد من حكمه في اشتباك مع دول الخليج التي شهدت قلقا خلال مرحلة انسحاب البريطانيين. الخيبة مريعة، فبعد أن اعتلى الخميني، وجدناه مصابا بنفس المرض، أعلن صراحة عن مشروعه لمد نفوذه للمنطقة العربية، هذه المرة باسم الإسلام، ليبعث نزاعا شيعيا سنيا لم يعرف المسلمون في تاريخهم مثله منذ سقوط الدولة الأموية قبل 13 قرنا، ولا تزال إيران بسببه تعاني من هذه السياسة.

إيران قوة عسكرية ضاربة لكنها دولة فقيرة وفاشلة مدنيا.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 114

القصة:

نجاد يقول لبشار دراكولا سوريا: لقد انهكت في قتل شعبك اشرب هذا الكوب من الدم لتهدئ روعك

 من اكبر التحديات اللي رح اتواجهنا كسوريين باليوم التاني بعد سقوط الاسد, السلاح المنتشر بايدين الشبيحة باسم اللجان الشعبية..

 زعماء اللجان الشعبية باللادقية معروفين للجميع.. هلال الاسد و ايمن جابر و حافظ منذر الاسد, و شوية معاونين الهون مهمتهون تطويع شباب الريف و تسليحهون بعد تعهدهون بمجموعة من الشروط أقلها التعهد بعدم خروج جنازة بحال فطسانو..

 النوعية من الشباب اللي عم تتسلح عبارة عن مجموعة من الجاهلين او المطلوبين للأمن او قطاعين الطرق , و باسوء الاحوال كل هالصفات مجموعة بشبيح واحد..

 حديثنا اليوم عن حكاية صارت من تلات اسابيع باللادقية , بتشرحلكون و بتفرجيكون نوعية هالمخلوقات اللي حملت سلاح باسم اللجان الشعبية و انتشرت بكل سوريا..

 الحادثة بديت بمدرسة كرسانا.. ضيعة مهملة على اطراف اللادقية من المدخل الشمالي, اتحولت لضاحية مع الزمن بفعل نزوح اهل الريف باتجاه مدينة اللادقية..

 بالوقت اللي عم يطلعو الاولاد من المدرسة باتجاه بيوتهون, باتصير مشكلة بين مجموعة من الطلاب اللي بيتكاترو على طالب بالصف التاسع و بيعملولو قتلة كبيرة..

 ما حدا من الاولاد كان بيعرف أنو هالولد اللي انضرب و اتحول عالمشفى بيكون ابنو لهيثم الصالح احد اكبر شبيحة البلد, و اللي كان من بداية ثورة بانياس على راس الشبيحة بقرية البيضا..

 لما بيوصل الخبر لهيثم بيكون بمهمة تشبيحية بجبلة.. ما كان قادر بوقتها يعمول شي و يترك الدورية , فنطر لتاني يوم الصبح بعد ما كان كل الليل سكران طينة..

 بيوصل على المدرسة عند صرفة الاولاد, و بيبدا بضرب الرصاص عالطلاب الطالعين..

 بينصابو تلات اولاد باصابات خطيرة و بينقلهون الكل على مشفى الوطني باللادقية..

 لما بيوعى هيثم عاللي عملو,بيحمل حالو و بيهرب على ضيعة بستان الباشا ليتخبى عند احد زملاء التشبيح..

 واحد من الاولاد اللي اتصاوبت بالرصاص من عيلة حسون, و جدو بيكون شيخ ضيعة القنجرة.. شخصية الها دور كبير بمجمع علماء الطايفة و كلمتو ما باتصير اتنين..و كان من الشيوخ اللي بيدعو دائماً للدفاع عن بشار الاسد باعتبارو حامي الأقليات من وجهة نظرو..

 بيحمل حالو الجد و بيطلع عالشام ليقابل بشار الاسد و يشكيلو عن هيثم الصالح اللي بيشتغل شبيح عند هلال الاسد..

 بعد نطرة ساعات على باب مكتبو لبشار, ما بيحسن يقابلو و بينطلب من الشيخ الحسون يترك رسالة و يشرح فيها اللي صار مع حفيدو على أمل أنو يقوم سيادتو بمعاقبة الشبيح هيثم و معلمو هلال..

 بيمر عالحادثة اسبوع كامل و لا حس و لا خبر..

 اسبوع و الشيخ الحسون ناطر رد من مكتب بشار و ما اجاه شي..

 بعد بكم يوم و الشيخ قاعد قدام بيتو, بتجي سيارة ميرسيدس بيضا و بينزل منها شبيحين بيطلبو من الشيخ يطلع معهون ليقابل الاستاذ هلال..

 الشيخ بقرارة نفسو اعتقد انو فرجت و الرئيس حكي مع هلال الاسد ليأدب هالشبيحة اللي عندو و يسلمو لهيثم الصالح للأمن نتيجة الجريمة اللي ارتكبها على باب المدرسة..

 لما بيوصل الشيخ الحسون لعند هلال عالمكتب, بيشوفو لهيثم واقف عندو بالمكتب, و هيئة الشر على وجهو و وجه معلمو..

 لكت هيك يا شيخ حسون !!! طالع ما تشكينا لسيادة الرئيس؟؟

 بدل ما تطلع و تشتكي علينا , كنت ربي حفيدك مزبوط..

 حفيدي متربي احسن تربايي, و انا اللي مربيه على ايدي و أبدي نصيحة واحد متلك كيف ربي ولادي..

 و أبتعرف يا شيخ الحسون ليش هيثم قوّص عالاولاد الطالعين من المدرسة؟؟ ما تكون معتقد منشان ابنو اللي اكل قتلة؟؟

 ابنك و رفقاتو بالصف كانو طالعين مظاهرة و عم يسبو سيادة الرئيس..

 مستحيل.. انا بعرف حفيدي انو بيحبو لسيادتو كتير و ما ممكن يسب عليه..

 بيفهم هون الشيخ حسون, أنو هلال كذب على بشارو خبرو منشان يحميه لهيثم الصالح أنو ولاد كرسانا كانو طالعين مظاهرة و عم يسبو على سيادتو و عم يكسرو ابواب المدرسة و يحرقو صورتو لبشار, و هداك من هبلو و حماقتو صدقو..

بيحمل حالو الشيخ و بيروح لعند حفيدو عالمشفى و بيهمس بدانو: يا ريتك كنت عامل هيك متل ما قال هالكلب هلال, و الله ما كنت زعلت…

الحكمة :

دمرت كل سوريا بحجة حماية الأقلية

خسرت السنّة من البداية، و رح يقلبو عليك العلويةزياد الصوفي – مفكر حر؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الموت على الطريقة المصرية

واحد ‏سأل ‏مصرى: عايز ‏تموت ‏إزاي ‏؟

 عاوز ‏تموت ‏شهيد

 يا تركب ‏قطر

 يا تركب ‏عباره

 ‏ياتركب طياره

 عاوز ‏تموت ‏م ‏الجوع

 ياتشترى ‏شقه ‏بالقسط

 ياتشترى ‏عربيه ‏بالقسط

 يا تدخل عيالك مدرسة خاصة

 عاوز ‏تموت ‏م ‏الحسره

 ياتتفرج ‏ع ‏الفاترينات ‏فى ‏ستى ‏ستارز

 ياتروح ‏زياره ‏لمارينا

 عاوز ‏تموت ‏م ‏الغيظ

 ياتتفرج ‏ع ‏القنوات ‏المحليه

 ياتتفرج ‏ع ‏النشره ‏الجويه

 عاوز ‏تموت ‏م ‏الزهق

 ياتستنى ‏الإشاره ‏لما ‏تفتح

 ياتستنى ‏دورك ‏فى ‏التأمين ‏الصحى

 ياتستنى ‏دورك فى الفرن

 عاوز ‏تموت ‏م ‏الهبل

 يا تسمع تصريحات المسئولين بعد كل كارثة

 يا تتفرج على برامج المسابقات

 عاوز ‏تموت ‏مخنوق

 ياتروح ‏مصلحه ‏حكوميه

 يا تقرا ‏الجريده ‏اليوميه

 عاوز ‏تموت م الخضة

 يا تركب ميكروباص

 يا تعدى الشارع على رجليك

 عاوز ‏تموت ‏مفروووس

 ياتقف تستنى ‏تاكسى

 ياتركب الترام

 عاوز ‏تموت ‏مرعوووووب

 ياتستنى ‏نتيجه ‏الثانويه ‏العامه

 ياتستنى ‏نتيجه ‏التحاليل ‏عند ‏الدكتور

 عاوز ‏تموت ‏مشهور

 ياتتجوز ‏رقاصه

 ياتنصب ‏على ‏بنك

 عاوز ‏تموت ‏مليونير

 ياتعمل ‏فيديو ‏كليب

 ياتلعب ‏كوره

 عاوز ‏تموت ‏ورا ‏الشمس

ياتشغل ‏مخك 

ياتفتح ‏بؤك

عاوز ‏تموت ‏م ‏الحزن 

ياتحط ‏الحكومه ‏ف ‏بالك

يا ‏تشجع ‏الزمالك 

عاوز ‏تموت ‏م ‏الضحك

يا تسمع تصريحات وزارتا الصحة و التعليم 

يا تروح تتطعم من أنفلوانزا الخنازير

عاوز ‏تموت ‏ف ‏حالك 

أعمل ‏نفسك ‏دايما….‏مش ‏واخد ‏بالكمحمد البدري (مفكر حر)؟

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

نادين البدير: أبي… أريد وقتاً إضافياً

الراي

 أريد أن أعود طفلة تختبئ داخل عباءته. كانت هذه عادته، أن يرتدي عباءته ويخفيني داخلها ثم يسير في المنزل قبل الإفطار يسأل عني كأنه أضاعني. وأضحك للخدعة عالياً لدرجة أن صوت ضحكاتي باق يرن بأذني إلى اليوم.

أريد وقتاً إضافياً. أريد أن أعيد الكرة، أن أعود من يوم مدرسي فأخبره بدرجاتي العالية لأراه يبتسم قائلاً (هذه الوحيدة اللي طلعتلي) وأتنهد لحظتها بارتياح كبير كأني أنجزت كل فروض العلم.

أريد وقتاً… أعبر به عن أشياء لم أتمكن من التعبير عنها في حينها. لما يعجز القدر عن منحنا أوقاتاً إضافية؟

ماذا سيحدث لو يزيد الوقت قليلاً أو يعود قليلاً؟ ما الانهيار الكوني الفظيع الذي سينجم عن ذلك؟ هل ستسقط النجوم أو تغير الشمس مسارها؟ لِمَ نحن محرومون من استرجاع الماضي؟

كنت أعرف كل تفاصيله اليومية. لم يغمض جفني يوماً قبل أن يرجع إلى البيت وأتأكد من نومه. جدوله لا يتغير ونظامه صارم لا يتحرك. أعرفه أكثر مما عرفته كل زوجاته. وهو لم يدرك ذلك أبداً.

رمضان يذكرني به كثيراً وبجمال زمان. بالنسبة لي الذكريات التعيسة أكثر رحمة من الذكريات الجميلة. الأخيرة قاسية.

بالنسبة لي. هناك جو يستحيل أن يتكرر، أو هكذا أظن. بعد الإفطار. الشاي بالنعناع، أعداد كبيرة من العائلة، فوازير رمضان، أحاديث لا تنتهي وأمان بلا حدود. وأنا كنت صغيرة، ربما لم يشعروا بي كثيراً لكني كنت أشعر بهم جيداً وأرقبهم بدقة وأحفظهم جميعاً. لم أكن أهوى الجلوس مع الأطفال، كان مجلس الكبار أكثر إقناعاً، يكفي أنه كان يتصدره. وظننت لسنوات أن كل شيء سيدوم قبل أن يقسو الزمن ليقنعني بأني كنت أمر بوقت اسمه الطفولة. نعم. أريد مزيدا من تلك المرحلة. لا تقولوا ان مرحلة الطفولة ساذجة. فالطفل أحياناً يكون أكثر رشداً، كنت طفلة قوية متماسكة لا تشعر بالضعف.

أرادني أن أكون أقوى النساء. لم أعرف حتى اليوم من تكون المرأة القوية بنظره. لم يقتنع لحظة بحياة السيدة المحلية السطحية. اعتبره جرماً الا تكمل الفتاة تعليمها وجرما ألا تشارك في العمل والتنمية. لذا أدين له بأكثر طموحي، إذ دون أن يشعر تركني أحلم بلا حدود.

وحين قررت أن أبوح وأشرك العالم بوحي. كان أكثر قارئ جمع مقالاتي. كلها دون استثناء. يبحث عن اسمي بين الصحف، يجمعها في ملفات ويضعها في خزانة بمكتبه. ويراجعها كل حين ليتأكد من اكتمال عددها.

لطالما قارنته بالأوطان العربية. يذكرني كثيراً بوطني. تعطيه حباً فيبادلك شعوراً مجهولاً لا تعرف ماهيته أو متى بلغته الإنسانية. تنظر له بحنان فيرمقك بنظرة لا تفهم منها أهو راض عنك أم غضبان. وقد يحدث أن يبتسم لك فتنحني الدنيا كلها أمام جلال سعادتك. ومثل رائحة وطني التي أميزها ولو كنت على بعد آلاف الأميال، هناك رائحة له أشتمها ليل نهار. يحاصرني القدر بها ليل نهار… رائحة عطره مخلوط برائحة سيارته مخلوط برائحة مستودعات بضائعه حيث كان يصطحبني وحيث كنت أرافقه بفضول وسعادة.

تمضي في الحياة متوهماً أنك على خلاف مع الوطن ثم تكتشف أن اقترابك منه ونقدك الحازم له ما هو إلا حب عظيم ينمو بداخلك وتحاول المستحيل لتحجيمه فلا تتمكن. لم أتوصل إلى تناقض هذه المشاعر سوى حديث. أتظنون أن الوقت قد تأخر؟

كان لي مقعد إلى جانبه على طاولة الطعام (تذكره بابا؟ ) لم يجرؤ فرد من العائلة على الجلوس مكاني منذ طفولتي حتى كبرت. ولي صور كثيرة معه في المطاعم والمقاهي وبأسفارنا كلها تظهر مقعدي إلى جانبه، أجملها وأنا في الثالثة وهو يعلمني كيفية الإمساك بالشوكة والسكين. ترى ما سيكون مصير كل تلك الصور؟

كتبت هذا المقال لأني لم أعد أستطع تحمل ذكرى اختبائي داخل عباءته. وأريد من يحملها عني حين أبوح بها هنا.نادين البدير – مفكر حر؟‎

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

صلاح الحك ربعك بسرعة

 البعض منهم يحمل شهادات علمية غريبة المضمون،فهذا مثلا يحمل دكتوراه في حب الامام وذاك في كيفية صناعة الخيار من العنب واخر يحمل الدكتوراه في نفي وجود الاربعين حرامي ويثبت ان كهرمانة استطاعت استقطاب اكثر من الف حرامي ان لم نقل اكثر.

ولكن الابرز في هذه الشهادات من يحمل رتبة علمية في رسالته الموسومة “الغزير في غياب الضمير”.

في هذا المضمار برز الكثيرون ممن يتفاخرون هذه الايام بالقول ان الاخلاق “موضة” عصر انتهى ولابد من اعادة النظر في جميع القيم التي حملها الناس دهرا دون فائدة.

من هؤلاء المنظرين شخص قذفه التاريخ الخطا الى المكان الخطا وهو مثله مثل الكثيرين الذين ابتلى بهم العوراق العظيم.

هل تعرفون من هو؟

لانريد ان نعظم من شانه بكتابة اسمه ولكن لاسبيل غير ذلك فهو نموذج صارخ للذين يحملون شهادة عنوانها”الغزير في غياب الضمير”.

الاسم:صلاح عبد الرزاق

الوظيفة:محافظ بغداد

الجنسية:غير معروفة

الهواية:جمع المليارات من المال العام.

يوم امس شهد شاهد من اهلها حين كشف رئيس اللجنة القانونية في مجلس محافظة بغداد صبار الساعدي عن احالة عدد من الملفات تحوي مخالفات قانونية لمحافظ بغداد صلاح عبد الرزاق.

تعالوا نشوف شنو هاي المخالفات القانونية:

خصص السيد المحافظ 312 مليار دينار من موازنة تنمية الاقاليم دون موافقة المجلس وكان مصيرها في حسابه الخاص.

لانه حريص على سمعة بغداد الاقتصادية فقد صرف على معرض بغداد 140 مليار دينار بينما صوت المجلس على 50 مليار فقط(90 مليار راحت في حساب الاخ).

صرف على مطار بغداد الولي 25مليار دينار بينما وافق المجلس على صرف 10 مليار فقط(15 مليار راحت ايضا في حساب السيد المحافظ).

صرف 216 مليار دينار على السيطرات الامنية رغم ان المجلس لم يوافق على ذلك كون ذلك من اختصاص وزارتي الدفاع والداخلية(216 مليار راحت هي الاخرى في حساب الاخ).

هل جمعتم المليارات التي راحت في حساب سيدنا المحافظ اذا كان كذلك فلا تنسوا ما خفي كان اعظم واقترح عليكم الصبر قليلا حتى تظهر المليارات الاخرى ليكون الرقم دقيقا.

هل رايتم ابلغ من هذه الفضيحة” مجازا نسميهابالفضيحة وهي في الواقع انعدام ابسط القيم التي تبسط بريقها على الوطن”.

انه،كما قلت عينة، من عينات تقسم الى قسمين: الاولى تحوي ملفات يحتفظ بها سعادة دولة رئيس الوزراء ليلوح بها في الوقت المناسب،والثانية ملفات حفظت في الادراج بناء على اوامر كاتم الصوت.

لاسبيل الا تقديم النصيحة الى ابن عبد الرزاق بان يسارع ويهرب الى بلاد المهجر التي جاء منها حيث يمكنه ان يستثمر هذه المليارات في مشاريع انسانية كدور الحضانة واخرى للعجزة وربما سيعلن بانه سيخصص جائزة سنوية تحمل اسمه لكل من يقدم مشروعا انسانيا تستفيد منه البشرية.

فاصل مضحك:ننتظر بفارغ الصبر مصير المجنون الدانماركي الكردي الاصل الذي تم تعيينه عضوا في برلمان اقليم كردستان.. معادلة طريفة، مجنون في الدانمارك ،عاقل في كردستان.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

الحرية تبني سقفها

الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا – من أفضل – إن لم يكن أفضل مفكرينا، وأنا معجب بصراحته وصدقه واستقامته وشجاعته، ومنذ أسبوعين تقريباً، بعد أن ألقي البابا بنديكت السادس عشر محاضرته المنكودة، كان رد الدكتور العوا من أفضل الردود وأكثرها حزماً وعزماً وفهماً للقضية.

ولكن جاء في هذا الرد أنه لا يخشى علي المسلمين إلا أمرين، كان أولهما: الحرية التي لا سقف لها. وذكرتني هذه الإشارة بمحاورة قديمة دارت بيننا علي هامش لقاء، لعله كان في نقابة الصحفيين عندما قال لي: «أنا أؤمن بحرية الفكر أما حرية التعبير، فيجب أن تخضع للقوانين والدساتير»، وأذكر أنني قلت له: «لو قيدت حرية التعبير بالقوانين والدساتير، لما كانت هناك قوانين ولا دساتير، لأن حرية التعبير هي التي أوجدتها، وما كان الملوك ليتنازلون طواعية عن حقهم الإلهي في الحكم، إلا لأن الشعب – بفضل حرية التعبير – أجبرهم علي ذلك».

تذكرت هذا عندما قرأت تحفظه علي الحرية وافتراضه وضع سقف للحرية، ورأيت أنه ما زال عند موقفه.

وأنا أعيد هذا إلي العقلية القانونية للدكتور العوا، فهو قانوني ضليع، والقانوني يختلف عن المشرع اختلاف الشرع عن القانون.

فالشرع يأتي من الله، أو من الأنبياء، أو من الفلاسفة والأحرار الذين يؤمنون بالحق المطلق لحرية الفكر، وأن حرية التعبير هي جزء من حرية الفكر.

وأذكر هنا أن رسولنا العظيم كان من أوائل الذين دعوا إلي حرية التعبير، عندما كان يقول لكفار قريش: «خلوا بيني وبين الناس». ذلك أن قريش كانت ترسل وراءه أحد أتباعها، فما أن يدعو الرسول أحداً إلي الإسلام حتي يتدخل هذا التابع، ويقول: «لا تسمعوا له، ولو كان فيه خير لكانت عشيرته أولي به».

موقف الرسول هنا هو الموقف الذي وقفه القرآن، عندما أوجب حرية الدعوة.

أما الموقف القانوني فهو موقف الذي يأخذ الشرع ليقننه، ملاحظاً مصالح وأوضاع المجتمع وتوافقه مع سلطة الحكم، واعتبارات أخري عديدة من ضروريات التطبيق، بحيث يكون القانون تعبيراً عن المجتمع. ويصدق ما لاحظه ماركس من أن القوانين لا تصنع المجتمعات، ولكن المجتمعات هي التي تصنع القوانين.

ونجد كبار قانونيينا في الأئمة الذين وضعوا أصول القانون الإسلامي أو الشريعة، والدكتور العوا ينتمي إلي هؤلاء.

فما وضعه الأئمة هو عن تفاعل الشريعة بأوضاع المجتمع، بحيث صار تعبيراً عن هذين.

وأذكر هنا كمثال لاختلاف الشريعة التي يضعها الفقهاء عن الشريعة، التي جاء بها القرآن، ما موقف الشريعة الفقهية من قضية الردة، فقد حرمتها كل المذاهب الفقهية علي حين أعلن القرآن مراراً وتكراراً حرية العقيدة.

ولا أريد أن أمضي طويلاً في هذه الناحية، فما دمنا ندافع عن الحرية، فمن البديهي أن نتلقي ونستقبل كل الآراء المخالفة، وإلا لما كانت حرية.

ما أريد أن أقول: إن الحرية يمكن أن تصنع سقفها، وأن افتراض «وضع» سقف لها من خارج إطارها، يتناقض مع طبيعتها، ويمكن أن يكون سداً أو حتى شلاً لها.

إن الحرية يمكن أن تضع سقفها – خاصة في مجتمع إسلامي – يعطي حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكل فرد. فطبيعي أنه في هذا المجتمع إذا رأي أحد الناس أن الحرية قد سمحت بشذوذ أو شطط، فإن من حقه أولاً كفرد يؤمن بالحرية، وثانياً كمسلم يؤكد الإسلام صحة هذا المبدأ، أن يطالب بتعديل، أو تغيير…. إلخ. وعندئذ ينبري ثان ليقول إن المتدخل له حق في جانب وخالف الحق في جانب آخر. ولكن يظهر ثالث ورابع وخامس وسادس، ويصبح الموضوع سجالاً مفتوحاً يتمخض في النهاية عن الرأي الأمثل الذي يمثل الوجوه المتعددة للموضوع، بحيث لا يأتي القرار ممثلاً لوجهة نظر مفردة، وبالتالي يصاب بنقص.

ومن هنا قالوا: «الحقيقة بنت البحث».

إن كل لعبة لها قواعدها التي دونها لا يمكن أن تمضي اللعبة، ولها أيضاً حكمها الذي يلحظ هذه القواعد، ويحول دون مخالفتها. والحرية، رغم امتيازها ليست استثناء، والجديد أن قواعد اللعبة توضع بممارسة اللاعبين، ومن وضعهم حرصاً علي اللعبة، وأن الحكم ملزم بتطبيق هذه القواعد بالذات، وليس له أن يخرج عنها أو يأتي بغيرها، وبهذا يحقق السقف دون تدخل أحد خارج أسرة الحرية، حتى لو كان الحاكم مثلاً، الذي يكون بمثابة الموت للحرية، وحتى لو تقنع هذا الحاكم بمختلف الأقنعة أو تزين بمسوح الدفاع عن «المصلحة العامة»، أو النظام العام، فهذا كله إنما يقوم علي حساب عمل الحرية ومضيها.

ونحن نعترف – مع هذا كله – أنه يحدث كما يحدث الآن في بعض مجتمعات الغرب، أن تميل الحرية إلي شطط يهدد – في مجموعه – المجتمع، ولكن هذا لا يحدث، إلا عندما ينتاب المجتمع كله مرض يوهن إرادة كل – أو معظم – أفراده، فلا تظهر فيه المعارضة التي تقاوم هذا الشذوذ والشطط، ويكون العيب هنا ليس عيباً في الحرية، وإنما في المجتمع.

وأعتقد أن المجتمعات الإسلامية لا يمكن أن تنزلق إلي منزلق الشطط، خاصة في التحليل والترخص الذي انزلقت إليه بعض مجتمعات الغرب، لأن القرآن الكريم ومواقف وسياسات الرسول عمقت الشعور بالمسؤولية، وأرهفت حاسة الإيمان بحيث أصبحت حارسة للقيم، حائلة دون تجاوزها، وفي الوقت نفسه فإنها تحول تحريم الحكام أو الفقهاء.

لقد أنزل الإسلام إلي ساحة الملعب قوة جديدة، هي قوة «الإيمان» الطوعي الحر، وبهذا أوجد ضماناً فريداً يقوم علي الحرية «لأنه صادر عن إيمان حر»، وفي الوقت نفسه يحمي الحرية من الزلل. 

وهذه هي ميزة الأديان التي لم تتوفر في غيرها كالفلسفة مثلاً، والتي يمكن أن يشوهها الفقهاء. وهذا هو السبب في أننا نتمسك بالقرآن دون الفقهاء. ونقول وسنظل نقول ما قاله الرسول: «خلوا بيني وبين الناس»، الأمر الذي يعني حرية التعبيرجمال البنا – مفكر حر

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

لا حياد في المعارك الأخلاقية الكبرى!

 الشرق

يمتلكني غضب شديد وإحساس بـ”القرف” عندما أسمع البعض يدعو إلى الموضوعية والحياد والنزاهة والمهنية عندما يكون الصراع قائماً بين ظالم ومظلوم، أو بين ضحية وجلاد، أو قاتل ومقتول، أو ثائر وطاغية، أو ذابح ومذبوح، أو جيش مدجج بالسلاح وشعب أعزل، أو بين من يطالب بالحرية والكرامة ومن يدوس الحريات والكرامات.

كم أشعر بالاشمئزاز عندما أقابل شخصاً مازال متردداً في اتخاذ موقف صريح لصالح المظلومين والمذبوحين بحجة أن المسألة مازالت ضبابية، وأنه لم يتأكد بعد من هوية الجاني والمجني عليه. ومن الأكثر إزعاجاً أن تجد بعض الإعلاميين الذين يتشدقون بضرورة التعامل بموضوعية ونزاهة مع الثورات العربية ضد الطغاة والقتلة والجزارين؟ هل من الموضوعية أن تعمل على إبراز وجهة نظر الطواغيت والسفاحين والمجرمين وإعطائهم منبراً كي يتقيأ المتحدثون باسمهم والمدافعون عنهم ترهاتهم وأكاذيبهم وحزعبلاتهم الرخيصة على الناس؟

لا أدري لماذا تثور ثائرة بعض المتشدقين بالحيادية والموضوعية عندما تنحاز بعض وسائل الإعلام لجانب الشعوب الثائرة وقضاياها العادلة ضد الظلم والقهر والفقر والاضطهاد؟ هل يعقل أن نطالب تلك الوسائل بأن تكون حيادية ومهنية في معارك أخلاقية عظيمة، الباطل فيها جلي، والحق أجلى؟ لا أدري لماذا ينزعج البعض من مجرد الوقوف إلى جانب المذبوحين بحجة المهنية والموضوعية والحيادية. لماذا يزايدون حتى على أعتى الديمقراطيات الغربية التي لم تتخذ يوماً موقفاً “ديمقراطياً” من أعدائها؟

متى شاهدتم وسيلة إعلام غربية واحدة تحاول إبراز وجهة نظر الخصوم في أوقات الحروب؟ هل كانت وسائل الإعلام الأمريكية “الديمقراطية” مثلاً تبرز وجهة نظر أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان؟ أم أنها كانت تعمل بشتى الطرق على شيطنته وتشويهه في نظر العالم؟ هل سمحت هيئة الإذاعة البريطانية للنازيين أثناء الحرب العالمية الثانية بالتعبير عن وجهة نظرهم “النازية” في خضم المعارك الدائرة بين قوات الحلفاء والمحور؟ طبعاً لا، ومن حقها. ألم تشاهدوا ما أصبح يعرف لاحقاً في الإعلام الغربي بظاهرة “الصحفيون المرافقون”

‘EMBEDDED JOURNALISTS

”؟ ألم يرافق هؤلاء الصحفيون القوات الغربية في هذا البلد أو ذاك لإبراز وجهة نظرها وحدها دون غيرها وتشويه وجهة نظر الطرف الآخر؟ ألم يكن أولئك الإعلاميون ينظرون إلى الأمور من وجهة نظر محددة لا يمكن أن يحيدوا عنها قيد أنملة، وهم الذين يتشدقون بالديمقراطية وحرية التعبير والتعددية وغيرها من الكليشيهات الديمقراطية الممجوجة؟ طبعاً لا أثني بأي حال من الأحوال على هذه التصرفات الإعلامية القميئة، لكن أسوقها كأمثلة في وجه أولئك الذين يريدون من وسائل الإعلام أن تقف على الحياد في القضايا التي لا تحتاج إلى أخذ ورد، والأسود فيها واضح والأبيض أوضح، كثورات الشعوب العربية ونضالاتها الحالية العظيمة ضد قوى البغي والطغيان المتمثلة بالديكتاتوريات الساقطة والمتساقطة.

من الخطأ الشديد أن يتشدق المرء بالموضوعية والحيادية في مثل هذه الأمور. لا حياد في هذه المعارك، وعلى كل من يمتلك ذرة إنسانية أن يختار الجانب الصحيح فوراً دون أدنى تردد، حتى لو كان إعلامياً، فالإعلام ككل المواقف الإنسانية الأخرى يجب أن يصطف مع الخير ضد الشر دون أدنى تلكؤ أو تعلل بالحياد والنزاهة.

كل من يتحجج بالموضوعية والحيادية والمهنية في المعارك الأخلاقية الكبرى كثورات الشعوب هو في الجانب الخطأ بقصد أو بغير قصد. كم كان مارتن لوثر كنغ مصيباً عندما قال: إن”أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يقفون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة، وأن المصيبة ليست في ظلم الأشرار وإنما في صمت وحياد الأخيار”. كم كان أينشتاين محقاً عندما قال:” لا شك أن الأشرار في العالم يشكلون خطراً، إلا أن الخطر الأعظم يكمن في الأخيار الذين يقفون محايدين حيال ذلك الشر”. ألا يقولون أيضاً إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فكيف من يقف ضده بحجة الحيادية؟ إن الوقوف على الحياد في معركة بين القوي والضعيف هو وقوف مع القوي المتجبر بالنتيجة. كم هي محقة الإعلامية الأمريكية المشهورة كريتسان أمانبور عندما تقول: “في نقطة ما يكون الوقوف على الحياد تواطؤاً مع المعتدي”. ونحن نقول أيضاً إن الوقوف على الحياد في ثورات الشعوب الكبرى ليس حياداً، بل هو موقف سياسي بامتياز يجيّره الطواغيت لصالحهم بحجة أن السكوت علامة الرضا، خاصة أننا نعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس كما علمتنا ثقافتنا العربية والإسلامية العظيمة.

ما أتفه أولئك الذين يكتبون عن فوائد البطيخ ومضار الشيشة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بينما يرون الموت والخراب والدمار من حولهم، بحجة الوقوف على الحياد. الموقف الأخلاقي الحقيقي هو الوقوف مع العدل ضد الظلم الواضح، ومع الحرية ضد الاستبداد البيّن. متى يدرك الواقفون على الحياد أنه لا يوجد قيمة لموقف المحايدين في القضايا الكبرى إلا لصالح الظالمين؟ إنه تواطؤ مقنّع حقير. متى يخجل أتباع “حزب الكنبة” من أنفسهم؟ قال حياد قال!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment