مخدرات قم … للمعلم

في هذه الايام تحيي استراليا ونيوزيلندا ذكري مرور 99 سنة على ضحاياهم في الحرب العالمية الاولى.
لانريد ان نقارن اسلوب احياءهم لهذه الذكرى مع مانفعله نحن فانها تبدو مقارنة قاسية تبعث على الالم الممزوج بغسيل بقايا فص المخ الذي تلاعب فيه عدد كبير من رجال الدين حفظهم الله.
كبار السن من احفاد الضحايا يضعون الورود على شاهد القبر، ووضع الورد عندنا حرام شرعا لانه بدعة الكفار.
الاطفال من الاحفاد يصطفون بكل اناقة امام القبور ليغنوا لاجدادهم، والغناء عندنا حرام فهو يستدعي الشياطين،ويقال ايضا ان البيت الذي تدخله الموسيقا لاتدخله الملاءكة،ومادروا ان الملاك ليس له سوى التسبيح باسم رب العزة حتى قيل ان صوت فلان صوت ملاءكي.
لم ير احد هوءلاء الاحفاد يركضون وهم يلطمون بدءا من طويريج.
بعد قليل سيشتمني الكثيرون بل ويقولون: كيف يحق لك ان تقارن بين هوءلاء الكفرة والاءمة المقدسين.
ولاينفع القول بان احياء الذكرى ليس باللطم والبكاء واهالة التراب على الوجوه بل هو ،كما يعرف الكثيرون،مناسبة لمحاسبة التاريخ الحديث واستنباط عبره في بلد لاعلاقة له ببلدان العالم.
ايهم اروع ان نذرف الدموع مدرارا ام نعاين مانحن فيه.
نعاين اننا دولة لاتملك نشيدا وطنيا.
نعاين دولة بلا ريس .
نعاين دولة اذا انتخبنا فيها الوجوه الحالية سيكون العراق اكثر من ثلاث دول.
نعاين دولة فيها رجل واحد لاغير يمسك كل خيوط السلطة معتقدا ان ذلك سيبقيه في الكرسي سنوات طويلة.
نعاين دولة فيها 7 ملايين فرد تحت خط الفقر ومليون امراءة معطلة ومليونين ونصف طفل مشرد في الهواء الطلق مع نصف مليون خريج عاطل ومثلهم يجلسون على المساطر بانتظار كرم اولاد الحلال.
الا يستحق ذلك منا البكاء واللطم بدلا من الوقوف على الاطلال؟.
صحيح لدينا انزيم في المخ يعشق الحزن والبكاء بل ويدعو صاحبه لشراءه باي ثمن اذا وجد ان هذا الحزن وذاك البكاء قد نفذ.
انه انزيم ملعون ظل هو وجماعة المنطقة الخضراء يراهنون عليه طيلة 11 سنة الماضية، ولكن اما من طبيب جراح شريف يقلع هذا الانزيم قطعة قطعة؟.
يقسم اولاد الملحة على انهم في اتم الاستعداد لتقديم امخاخهم للجراحين لكي يزيلوا هذا الانزيم حتى لو استغرق العمر كله فهناك جيل سياتي بلا هذا الانزيم اللعين.
نقطة نظام:يعرف اولاد الملحة جيدا ان الكثير من الشباب المهاجرين ياتون سنويا من السويد وهولندا والدانمارك واستراليا وغيرها الى طويريج العراق ليركضوا حسب مااراده “رجال الدين”، ولكن هذا لايهم فسياتي يوما يصحون على انفسهم وسيكون لزاما على شرفاءنا في العراق ان يطلبوا بكل ادب من هوءلاء اصحاب المحابس ان يتفرغوا لامور دينهم بعيدا عن قصص الطنطل وابو رجل خشبية والبعبع الفتان حين يدور على الغلمان.
فاصل مبكي جدا: في حرب الانتخابات الحالية ظهرت اسماء كتل “تخرب من الضحك” ولاسبيل الان الى ترديدها فالكل يعرف انهم استعانوا بالمنجد ليطلقوا اسماء مثل الحق،كفاية،كفى ،الاحرار،عصابة الحق وغيرها ولكن الالعن من ذلك هو انهم جعلوا لله حزبا واطلقوا عليه حزب الله العراق.
مسكين انت ياربي جعلوا من اسمك المقدس سبيلا الى سرداب الدولارات وانت لم تزل ساكتا عنهم.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

المسلمون المساكين

نحن الكتاب العرب من أصول إسلامية مسئولون بشكل مباشر عن كل ظلم يقع بحق الناس العرب المسلمين وخصوصا أنني womenprisonأشفق بشكل كبير على المسلمين العاديين الذين تنقصهم الثقافة والخبرة والموهبة بعلم الاجتماع وفقه القانون فلهذا السبب هم لا يعرفوا ولا بأي شكل من الأشكال حقيقة الدين الإسلامي كيف ظهر؟ وكيف انتشر ؟ وما هي حقيقة الإسلام السياسي؟..المسلمون البسطاء من الناس مساكين جدا تنقصهم الخبرة والدراية والمعرفة,وكل التُرهات الإسلامية تنتشر بسبب غياب الوعي والثقافة في المجتمعات العربية وهذه الخطوة الرائدة تستغلها الدول العربية ويشجع عليها الحكام والملوك العرب لأنهم يكرهون سياسة التغيير, فهم يريدوا أن يبقى كل شيء على ما هو عليه, والمواطن العربي المسلم هو الضحية وهو المُستَغل بشكل كبير,ويجب علينا نحن الكتّابُ أو نحن الكتابَ (والنصب هنا على الاختصاص)أن نقاوم المد الإسلامي السياسي بكل ما أوتينا من قوة, يجب أن نستعمل أقلامنا لتنوير العقول المظلمة, يجب أن نستعمل أقلامنا لتنوير الشوارع المظلمة ولتغيير الحكومات وتشكيل حكومات لديها وعي ثقافي وسياسي بخطورة انتشار المد الظلامي الإسلامي..هذا الخراب الذي نحن فيه والدمار يكاد أن يعصف فينا جميعا, نحن مسئولون عن كل الخزعبلات الإسلامية وعن القتل الذي يصدر من الجماعات الإسلامية التي لا تعرف الرحمة ولا تعرف الإنسانية والمصيبة الكبرى أنهم يقولون عن الدين الإسلامي بأنه دين الرحمة والإنسانية,يا ويلتاه…يا مصيبتاه..يا شفقتاه يا رحمتاه على المسلمين المساكين.. وكل ما يفعلونه في سوريا وفي العراق وفي ليبيا يجعلني أنا شخصيا أنفر من الإسلام وأفر منه, أي رحمة تلك التي تجعلهم يضربون بالسياط رجلا مربوط اليدين حتى يفارق الحياة, أي رحمة بهذا الدين!!!.

ما لكم أيها الكُتاب لماذا لا تكتبون عن هذا الدين النازي هذا الدين الفاشي هذا الدين العُقدي, هذا الدين الذي كل قادته مصابون بتوحش جنسي وبعقد جنسية, وعقد نكاح الكبير والصغير والملفوف بالسرير!!! لا أظن بأن الذي يقبل بالإسلام أن يكون كامل الخلق والخلقة!!مالكم ولماذا لا تقفون ضد هذا الدين؟ لماذا مثلا لا تبحثون لكم عن دين آخر!!لماذا لا تبحثون لكم عن دين جديد؟ دين يجعل الحياة تزهر,والأحلام تزهر والطفولة تزهر,أنا شخصيا فقدت الأمل بهذا الدين منذ سنة 1995م, أنا شخصيا نفرت من هذا الدين وابتعدت عنه,وكلما حاولت أن أكون منه قريبا كلما نفرت منه أكثر لكثرة ما أرى بعيني وأسمع بأذني, هذا الدين يقضي على كل الحياة الجميلة, يقضي على كل أشكال الحياة المدنية والعصرية..هذا الدين نحن الكتاب مسئولون عن انتشاره وتوغله في صفوف الجهلاء والبسطاء من الناس,المسلمون البسطاء مضحوك عليهم, وبصراحة كل الكتاب الذين صادفتهم في حياتي يعرفون عن هذا الدين النازي أكثر من الذي أعرفه أنا وكلهم يقولون لي بالحرف الواحد, لا نستطيع أن نتكلم مثلك,نحن نخاف على مصالحنا وعلى وظائفنا وعلى أشغالنا وعلى أعمالنا, وأنا أقول لهم: لماذا لا تبدون الشجاعة مثلي وتقاوموا هذا الدين الفاشستي, هذا الدين الذي لا يَعِدُ إلا بالدمار وبالخراب وبالقتل وبالذبح؟ هذا الدين لا يمكن أن يفتح لكم ولي بوابة المستقبل, هذا الدين يقف ضد كل أشكال الحياة الجميلة, الدين الإسلامي ضد كل شيء جميل, ضد الزهرة والنبعة وضد البيدر وضد الحقل وضد القمر وضد الحرية وضد الديمقراطية وضد الرومانتيكية وضد المساواة وضد العقل وضد المنطق, هذا الدين لا يمكن أن يعدنا بالحياة العصرية, إنه دين المجانين والمعاقين فكريا والمصابين بالعقد الجنسية والكبت الجنسي(اللبيدو), هذا الدين ضد المطر وضد الشتاء, فالله لا يمطر على الدول العربية لأن الإسلام ينتشر هو والجهل وبكتيريا الروح المعادية للإنسانية,كلما انتشر الإسلام أكثر كلما انتشر الجفاف أكثر,وكلما صار الإسلام أكبر كلما صارت البيئة معادية لنا أكثر, نظامنا البيئي شحيح جدا لأننا نسكت على تصرفات الإسلام والمسلمين.. هذا الدين الذي يقطع الأيدي والألسن والرؤوس والأرزاق لا يمكن له مطلقا أن يكون دينا يبني لنا حضارة ومستقبلا منيرا, لا يكفي أن نكشف الإسلام كدين نازي بل واجبنا أيضا أن نستدعي عليه دينا جديدا, وأنا أقول لكم,[جربوا الديانة المسيحية إنها ديانة مجربة بشكل كبير ومقنعة ومفيدة للبشرية.. أعبدوا أيها العرب البقرة, فالبقرة وعبادتها أفضل من عبادة الدين الإسلامي, وما رأيكم أن تعبدوا العجل؟ العجل أفضل لكم من الدين الإسلامي, أعبدوا بوذا أعبدوا غاندي أعبدوا الشيطان, فعبادة الشيطان أفضل من عبادة الدين الإسلامي فالشيطان يحرضنا على الرقص والتعري والتمتع بالحياة, الشيطان يعدنا بالخمر وبالنساء والدين الإسلامي يعد بكل هذا ولكن في الحياة الآخرة, فما الفرق بين هذا وذاك؟ أعبدوا أيها المسلمون النخلة أو الزيتونة أو شجرة الأرز, وإياكم أن تعبدوا الدين الإسلامي, سيفعل بكم ما يفعله في سوريا والعراق, هذا الدين يقضي على مستقبلكم ومستقبل أبنائكم وأحفادكم إلى ولد الولد, إنه ضد التنمية الشاملة وضد الحرية وضد الاختلاط, إنه دين المعاتيه الذين يقتلون من في الأرض لينكحوا من في السماء, ونحن الكتاب مسئولون عن هذا الدين الوحشي لأننا لا نكتب بشكلٍ كافي عن حقيقة هذا الدين ولا نقدمه للمسلمين لكي يعرفوه, هذا الدين وبال ووباء على كل من في الأرض, هذا الدين لا يحتاج منا إلا إلى التضحية بكل ما نملك حتى نكشفه على حقيقته, وأنت أيتها المسلمة كيف تقبلين بأن تكوني زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة!!! الله وأكبر عليكم يا مسلمين!

Posted in فكر حر | Leave a comment

رأي اسرة التحرير10: سياسة اوباما والثورة السورية

مفكر دوت اورج 22\4\2014assadelect

يجادل صانعوا القرار السياسي في البيت الأبيض بأن السياسة الاميركية الجديدة هي أفضل من القديمة التي تدخلت فيها اميركا عسكرياً الى جانب المظلومين من الشعب العراقي والافغاني والصومالي والليبي ضد جلادهيم من الطغاة اللذين لا يتوانون عن ابادة شعوبهم حتى بالكيماوي كالصراصير من أجل كرسي الحكم, فكانت النتيجة بأن خسر الشعب الأميركي اقتصاده ودماء أبنائه, ولم يتوقف القتل ولم يحصلوا على الاستقرار اللذي كأنوا يأملونه من أجل تحفيز اقتصادهم كمردود لاستثماراتهم بالدم والمال, وبذلك أثبتوا للرأي العام الأميركي بأن عدم التدخل سيؤدي الى نفس النتيجة من قتل ودمار, وأن ما ساتثمره الشعب الاميركي في اليابان واوروبا من دم في الحرب العالمية الثانية ومال بمشروع مارشال غير مجد في الشرق الاوسط.

طبعاً, أصحاب هذا الرأي هم الاغلبية الآن وعلى رأسهم اوباما, ولكن هناك جناح آخر مازال يؤمن بان السياسة القديمة هي الافضل, ولكي تقنع المعارضة السورية الرسمية صانعي القرار الاميركي بالاستثمار بإسقاط المجرم بشار الأسد فيجب ان يثبتوا لهم بقوة بأن النظام البديل للأسد سيجلب أكثر سلاماً واستقراراً لكي يقنعوا الشعب الاميركي بالاستثمار بالدم والمال في مستقبل سوريا, أما سياسة لوم اميركا وشتمها لأرغامها على تغيير سياستها فقد فشلت لاربع سنين وستستمر بالفشل.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

سوالف العم حمدان – الرزق

الرزقcardinalfish

اعتاد المواطنون الصالحون بتجميع متبقيات الطعام وتخزينها لكي تقدم للقطط والحيوانات التي يرزقها الله بان يأمر رعيته بأيصالها لتلك الأرواح البريئة.

اليوم قص العم حمدان في مضيفه قصة القطط ، وهي رواية حقيقية حدثت في مدينة التمور حيث يوجد إعلان يقول ادخلوا لأرضنا لتحلوا أفواهكم .

قال العم حمدان الآتي :

تجمع العلوية سهام متبقيات الطعام وكان اليوم سمك وخبزا ، ونقلته الى بيت صديقتها ولكن توقفت عند صديقة اخرى في الطريق ، فرحبت بها ، وجلست لتناول الشاي ، وسألتها صديقتها ماذا في الكيس فله رائحة فقالت لها بان بقايا طعام جمعته لقطط خلود ، وقفت المضيفة جانبا لكي تأخذ معها سهام ، ومرت الدقائق بسرعة ، وأسرعت الضيفة للمغادرة لانها على موعد مع خلود ، فهو موعد نداء البطون ، الغذاء ، فهرعت ونسيت الكيس الذي وعدت به صديقتها !.

وصلت الضيفة الى صديقتها وتناولن طعام الغذاء ، ولم تسألها المضيفة عن بقايا الطعام منعا للإحراج ، ونسوا القصة ، وعادت سهام لبيتها ، وفي اليوم الثاني دق باب بيت خلود ، وإذا بشخص يسلم كيس الطعام لها ، ويقول هذا الكيس نسته العلوية بالأمس وشكرا …

وأرسلت المضيفة لصديقتها خبرا بان كيس الطعام قد وصل !!!

فتمتم الحضور في مضيف العم حمدان … مع أسئلة حائرة ، تدور في رؤوسهم ، فقال العم حمدان : ماهي الموعظة من هذه القصة ، فكانت عدة إجابات … ولكن قال العم حمدان : هي إجابة واحدة وهي ان هذا رزق القطط يتبعهم ولا يتركهم ، هل فهمت الموعظة !!!

لا يضيع رزقا قد ارسل لك في السماء .!.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

تحرير العراق من صدام والبعث الفاشي كما يراه / د. عبد الخالق حسين !

تحرير العراق من صدام والبعث الفاشيsadam
كما يراه / د. عبد الخالق حسين !
**
مقدمة كاتب السطور :
لا أحد من السياسيين العراقيين ,الذين برزوا بعد تحرير العراق من
الطاغية صدام ونظامه البعثي الفاشي ,كان شجاعاً كفاية وصادقاً مع نفسهِ والناس ,ليقف ويُصارح الشعب بحقيقة الموقف فيما لو لم يحدث التحرير.
غالبيتهم بما في ذلك مَنْ وصل الى السلطة والبرلمان كان يسمّي الحدثَ الكبير في تأريخ العراق الحديث ,إحتلالاً !
وأكثر مايبعث على الضحك الى حدّ البكاء في هذا الأمر أنّ رجالاً مثل علاوي والچلبي وغالبية مَنْ يُطلق عليهم أنّهم وصلوا على ظهر الدبابة الأمريكية ,هم أيضاً يسمّون الحدثَ إحتلالاً .
مع أنّهم قاموا بأنفسهم طوال سنوات (معارضتهم) بإقناع الإدارة الأمريكية للإقدام على هذا العمل ,قائلين حينها (وفقط في هذا كانوا صادقين) ,أنّ كلّ خيارات التغيير في العراق مسدودة أمام الشعب نظراً لقسوة وجبروت وطغيان صدام نفسه .
فهو رغم ضعفهِ الشديد الظاهر في سنيّهِ الأخيرة إلاّ أنّهُ مُمسِك بزمام السلطة بأظافره وأسنانهِ بواسطة جلاوزته وأقاربه القذرين .
ولن تلاقي أيّ محاولة للتغيير سوى الموت والبطش الشديد !
ما تقدّم هو أحد أسباب عزوفي مؤخراً عن متابعة أخبار بلدي العراق .
كوني اُصبتُ بأكثر ممّا يُسمى إحباطاً (ولعلّهُ يأساً) من وجود سياسي واحد نزيه يقول الحقيقة للناس ,ويدفعهم للتفكير السليم !
ناهيك طبعاً عن كميّة الفساد والأنانية والطائفية التي (إنكشفت) في نفوس الغالبية للحصول على حصّتهم رغم شعارات الديمقراطية الرنانة .
تخيّلوا حتى الداعشيين يتحدّثون عن الديمقراطية مقابل التهميش .
رغم ماكشفته صحيفة ال( لوفيجارو) الفرنسية مؤخراً ,ونقلاً عن مختار لاماني (ممثل الأمم المتحدة السابق في دمشق) ,من أنّ معظم كوادر تنظيم داعش هم من ضباط ومخابرات صدام حسين ,وأنّ المانحين خليجيين ! (الرابط الثالث ,لمن يشاء الإطلاع على التفاصيل)
والحال الذي تأبى الغالبية الإعتراف به هو أنّ إزاحة ثمّةَ قفلاً حديدياً (صدّام) عن السجن العراقي الكبير ,أنتج كلّ هذه التداعيات والتناقضات والصراعات التي كانت مكبوتة مخزونة مضغوطة في النفوس بفعل الطاغية !
فمن الطبيعي أنّ المظلومين يتوحّدون ويتشاركون الهموم أمام ظالمهم .
لكن بعد تبخرهِ (بمعجزة مُفاجئة) تحصل الصدمةُ الكبرى والرغبة الجامحة في إستراداد ما فاتَ من حرية وهناء ورفاه بلحظة واحدة .
نعم الشعب العراقي عموماً أراد بعد التحرير و بضغطة زر أمريكي واحدة ,تحوّل جحيم العراق الى جنّة عدن أو ولاية فرجينيا أو مشيغان الأمريكية ,دون حتى بذل أدنى جهد يُذكر في سبيل ذلك النهوض الحالم .
وعندما إصطدم بالواقع الأسود المرير بسبب سلبياتنا وتراثنا والتركة الثقيلة لحكم الطاغية ,راحَ يلعن سنسفيل الأمريكي الذي جاءَ من آخر الدنيا لتحرير العراق !
وفي هذا المجال تكاد لا تُفارقني تلك اللقطة التي يرّد فيها مواطن عراقي بائس على صحفي يسألهُ بعد التحرير : هل أنتَ مقتنع بالوضع الجديد ؟
فيجيب ببلاهة شديدة ,كيف أقتنع ؟ اُنظر الى حالنا ,كلّ شيء كما كان .
اُنظر الى الأزبال والقمامة تملأ المكان ,هل هذا هو العراق الجديد ؟
أنا اُدرك تمام الإدراك أنّ النهوض الحقيقي لايتّم بتغيير أسماء الجامعات والمؤسسات والمُدن والطرق والجسور من (صدام والبكر والبعث) .. الى (الكاظم والصدر والعباس) !
وهو لن يتّم بخطّة أمريكية أو حتى رغبة كلامية شعبية عراقية عارمة .
إنّما بالعمل والجهد والإعتراف بالسلبيات لأجل توفير بداية صحيحة .
ومهما قلنا ف (الحتمية التأريخية) لن يتّم تجاوزها أو القفز عليها ,ولن يتّم حرق المراحل ,فهذا واقعنا وعلينا الإعتراف به ,والبدء بالتحوّل من كوننا (ظاهرة صوتية) ,الى إشاعة مباديّ العمل والعلم والنهوض الحضاري الحقيقي !
***
د. عبد الخالق حسين !
هو أحد القلائل من الكتّاب والباحثين السياسيين التنويريين الذين يعرفون البير وغطاه ,ويسمّون الأشياء بأسمائها .
لقد كتب هذا الرجل كثيراً لأجل تحليل الواقع بصدق في محاولة للخروج من النفقِ المُظلم الذي طال أكثر ممّا هو متوّقع (حتى مع الأخذ بالحسبان سلبياتنا الأزلية).
وطالما قوبلَت مقالاتهِ بالتخوين والتشكيك والطائفية من الأطراف المتناقضة في العراق .
وهذا يذكرني بفكرة مُعلمّي الأوّل (د. علي الوردي) الذي يُعتبر خيرَ مَنْ حلّل شخصية الفرد العراقي والمجتمع عموماً .
يقول ما معناه : [ في بلدنا ,الويلُ للباحثِ المُحايد الذي يهتّم للحقيقة من دون إرضاء أحد الأطراف ,فغالباً سوف يخسر تعاطف الجميع ]
وهذا ما اُلاحظهُ عن كثب من أسماء الكتّاب والمُعلقين الذين يعترضون بشدّة على كتابات د.عبد الخالق حسين .
على كلٍ هذا المقال هو مساهمة متواضعة منّي لإيضاح الصورة .
وهو عبارة عن تلخيص لأفكار الرجل ونظرته المستقبلية لحال البلد الجريح أوضحها من خلال مقال رائع بجزئين بمناسبة الذكرى الحادية عشر لتحرير العراق من أبشع طاغية عرفه التأريخ .
وكلّ جملة أو معنى تُناقض ماكتبَ الدكتور عبد الخالق ,فكاتب السطور مسؤول عنها !
***
في الجزء الأوّل من المقال
يعرض لنا د. عبد الخالق حسين ,بعض الأسئلة الجدليّة التي مازالت تدور بين المُهتمين بالوضع العراقي حتى بعد مرور 11 عام على التحرير ,مثل :
هل يستحق الأمر كلّ تلك التضحيات ؟
أما كانت هناك طريقة أفضل لإسقاط النظام ؟
وهل أصبح العراق والعالم عموماً أكثر أمناً بعد زوال صدّام ؟
يقول :
المشكلةُ الأولى أنّ مُعظم الناس في بلادنا مُبرمجين على عداء أمريكا عمّال على بطّال .مثلما هم مُبرمجين (ولايوجد سبب واحد مُقنع لذلك) على أنّنا خير اُمّة اُخرجت للناس وأنّنا وحدنا على طريق الخير سائرون أمّا الباقي المختلف عنّا فإلى الجحيم ذاهبون .
نعم العراق أفضل اليوم ممّا كان عليه في عهدِ صدام الفاشي !
في الديمقراطيّة ,يكاد يكون البلد الوحيد في المنطقة (ماعدا إسرائيل طبعاً) يتمتع شعبه بها .بل يُبالغ البعض في فهم الديمقراطية ويتخيلونها سبّاً وشتماً للإدارة الحكومية على طول الخط ,دون المشاركة بالبناء والإصلاح .
هناك فرق واضح في حال الشعب ,إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً وخاصة في حرية التعبير والتنظيم .
اليوم هناك عشرات الفضائيات والإذاعات ومئات الصحف أغلبها مُلك القطاع الخاص ,إضافة إلى آلاف مواقع الإنترنت ومئات الأحزاب السياسية وأكثر من 4000 منظمة إجتماعية وثقافية .
ناهيك عن الكومبيوتر والموبايل والساتلايت التي كانت حُلم بعيد المنال .
بينما أعداء الديمقراطية والوضع الجديد (وجُلّهم من البعثيين) يضيفون كلّ تركة صدام من حروب وخراب ومآسي وفواجع وأرامل وأيتام ومعوّقين ,يقولون عنها هذا ما جاءت به أمريكا .
أفهكذا تُقاس الأمور ؟ أم هذا هو الإنصاف ؟ وكيف يكون الجحود إذاً ؟
إصغوا لما قالهُ توني بلير لل

BBC

في العام الماضي:
[ .. إنّ قضية العراق تبقى خِلافية…لقد إقتنعتُ منذُ مدّة بعدم جدوى محاولة إقناع الناس بأن القرار الذي إتخذناهُ كان صائباً ] ,ثمّ أضاف :
[ ..فلو أنّنا لم نزح صدام حسين من السلطة ,ما الذي كان سيحدث لو أنّ هذه الثورات العربية قائمة وصدام يحاول قمع إنتفاضة في العراق؟
علماً أنه أسوأ من بشار الأسد بكثير ]
هذا القول في الواقع يذكرني بمقولة (ونستون تشرشل) أعقاب تحرير الإنكليز للعراق من أبغض إحتلال عرفه التأريخ (هو الإحتلال العثماني بالطبع) .مع ذلك أوصى بعض رجالُ الدين البلهاء, الناسَ بالخروجِ عليهم في ثورة العشرين .فقال تشرشل يومها قولته المشهورة :
[ آهٍ من العراق ,يا لهُ من بركان ناكر للجميل ! ]
واليوم هل يمكن أن نتوقف برهة لنسأل أنفسنا السؤال الصريح :
مَنْ كان أنفع لنا : العثمانيين الأتراك ,أم الإنكليز ؟
صدام ونظامه الفاشي ,أم الأمريكان ؟
أوّاه علينا وعلى مستقبل أجيالنا إذا لم نجرؤ حتى على الإعتراف بالواقع!
***
يستمر د. عبد الخالق حسين في حديثه :
ليس هناك إنسان سليم العقل يرغب بالحرب ,خاصة على بلاده .
لكن ما العمل إذا كان البديل هو الأسوء شرّاً ؟
(ضحايا صدّام في الإنتفاضة الشعبانية فقط تجاوز الثلث مليون إنسان)
لذلك نعتقد أن حرب تحرير العراق كان لا بّد منها ومُبررة !
فنظام البعث كان حرباً دائمة على الشعب العراقي .ناهيك عن حروبه ضدّ إيران والكويت والعالم أجمع لو قُدّر لهُ ذلك .
وفي هذا الخصوص يقول الفيلسوف الكوبي خوسيه مارتي :
[ مُجرم من يخوض حرباً يمكن تفاديها.ومُجرم من لا يخوض حرباً لا يمكن تفاديها ]
والواقع أثبتَ لنا أنّ الحرب على الفاشية البعثية لم يمكن تفاديها البتّه !
***
إعتراضات أعداء تحرير العراق
يعترضون بالقول : أنّ بوش وبلير قد رتّبا إسقاط نظام صدام بناءً على الكذب بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل .
وأنّ ذلك لم يكن لسوادِ عيون العراقيين ,أو لإقامة نظام ديمقراطي .
بل لنهب نفط العراق وإستعباد شعبهِ وقتله خدمةً لإسرائيل .
وأنّ الحربَ غير مشروعة ,لأن أمريكا لم تحصل على تخويل من الأمم المتحدة .
ثمّ يتلون قولهم : “ما بُني على باطل فهو باطل” !
والرّد على تلك الإعتراضات هو التالي :
كلّنا نعلم أنّ صدام إمتلكَ أسلحة دمار شامل (الكيمياوي مثلاً) بل إستخدمها ضدّ شعبه .وقد صرف جزءً مهماً من ثروات البلد على هذا النوع من التسليح .وكونهم لم يعثروا عليها لا يعني عدم وجودها فقد يكون نقلها الى النظام السوري قبل سقوطه بأيّام حسب نصيحة روسية !
أما أمن إسرائيل فهو جزء من إستراتيجية أمريكا وباقي الدول الغربية ,
وهذا ليس سرّاً يخفونه .
لكن هل حقاً كان صدام حسين يشكل خطراً على أمن إسرائيل ؟
أي مراقب سياسي مُبتدء ,يعلم أنّ سياسات صدام الطائشة قد خدمت إسرائيل بقدر ما أضرّت القضية الفلسطينية والعرب عموماً .
عن طريق زعمهِ (الأجوف) بحرق نصف إسرائيل ,ودعمهِ للإرهابيين أمثال أبو نضال ,وإحتلاله الكويت .
وعن مصلحة أمريكا وسواد عيون العراقيين فهذه حقيقة لا يُنكرها عاقل
إذ لاتوجد وجبة مجانية

(There is no free lunch)

حسب المثل الإنكليزي .إنّما الجانب الآخر من تلك الحقيقة ,أنّ مصلحتهم إتفقت وكانت تصّب في نفس النهر ,ألا وهو تحرير العراق وشعبه من قبضة الطاغية صدام .
وأثبتت الأحداث اللاحقة (الربيع العربي) أنّ عملية تحرير العراق كانت هي المفتاح السحري !
وعن كون أمريكا جاءت لنهب النفط العراقي !
فهذه أغبى مقولة يُناقضها الواقع الذي يقول بصرف أمريكا مايفوق التريليون دولار .عدا خسارة مايقرب من 4500 من شبابهم .ثم خروجهم بخفيّ حنين .
وهم حالياً يشترون بعض النفط العراقي بأسعار السوق السائدة ,
وليس كمثل زمن صدام الذي كان مستعداً لإعطائهم النفط بالمجان مقابل الإبقاء عليه .فعلى مَن تعبر تلك الإكذوبة البائسة ؟
كما أنّ تراخيص الإستثمار التي وقعّتها الحكومة العراقية مؤخراً تمّت مع شركات تابعة لدول وقفت ضد الحرب على صدام (روسيا والصين مثلاً)
أمّا الشركات الأمريكية فكانت هي المُتضررة.
وهذا يدحض جميع الإدعاءات القائلة أن أمريكا أسقطت صدام من أجل نهب ثروات العراق النفطية !
أمّا كون هذه الحرب لم تحضَ بموافقة مجلس الأمن الدولي ,فهل حظيت الحرب في البلقان (على الفاشي الصربي ميلوسوفيج) على تلك الموافقة ؟
علماً لولا تدّخل أمريكا لاُبيدت شعوب البلقان عن بكرةِ أبيها ,خصوصاً مُسلمي البوسنة وكوسوفو,على حدّ تعبير(علي عزّت بيكوفيتش) أوّل رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك .
***
ولماذا أقدمت أمريكا إذاً ,على إسقاط حكم البعث ؟
السبب واضح ,فصدام نفسهُ هو الذي جعلَ القضية العراقية قضية دولية
بشنه الحرب على إيران وغزوه للكويت وبرناوجه النووي وإدعائه الزائف بحرق إسرائيل, وإشاعته بنفسه لفكرة إمتلاك أسلحة الدمار الشامل, فحتى لو كان كاذباً إلاّ أنّهُ تجاوز كلّ الخطوط الحمراء !
وفي هذا الصدد ذكر صموئيل هانتنغتون (صاحب كتاب صِدام الحضارات), مايلي :
[ لو أنّ صدام حسين أجّلَ إحتلال الكويت لثلاث سنوات,لما استطاعت أمريكا إخراجه منها ,كونه سيمتلك السلاح النووي خلال تلك الفترة ]
ولاننسى دور عملية 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في تغيير موقف أمريكا من الأنظمة المستبدة المارقة كحكومة طالبان وصدام والقذافي وغيرهم ,فقرّرت محاربتهم بعد أن كانت إستفادت من طيشهم .
وعندها إنقلب السحر على الساحر فإستفادت الشعوب المضطهدة من إزاحة هؤلاء الطغاة .
وهذا هو حكم التاريخ العادل ,أو ما يسمى بمكر التاريخ !
***
ثمن الخلاص من حكم الطغيان !
لا أحد يُنكر الثمن الباهض المدفوع (والمستمر الى يومنا) لإسقاط حُكم البعث والطاغية صدام .لكنّهُ بالتأكيد أقّل بكثير (نوعاً وكمّاً) ممّا لو بقيّ صدام في الحُكم ,وسلّمه بعده لأولادهِ ثمّ أحفادهِ !
[ إنّ كلّ هذهِ الفظاعات لا تقترب بشيء من إستمرار حكم الطغيان ]
هذا قول المفكر (كانت) عندما سُئِلَ عن رأيه بأحداث الفوضى أعقاب الثورة الفرنسية .علماً بأن الملك لويس السادس عشر كان أقل ظلماً من جميع أسلافه من ملوك فرنسا .وهو بالتأكيد يُعّدُ ملاكاً مقارنة بصدام حسين !
لو لم تقم أمريكا بإسقاط نظام صدام ,لأستمريّنا في دفع الثمن طوال الحياة
ولأستمرَ معها ترحيل حلّ تلك المعضلة للأجيال القادمة .
وهذا هو أسوء أنواع الحلول قاطبةً !
يقول المفكر الأمريكي

( Thomas Penn) :
[ إذا كان ولا بدَّ للشر من أن يقع ..فليقع في زمني ! لأنّي أريد أن يعيش أولادي بسلام ]
ويقول الشاعر التونسي الخالد أبو القاسم الشابي :
ومنْ يتهيّب صعودَ الجبالِ … يعشْ أبدَ الدهرِ بين الحُفَرْ !

إنتهى الجزء الأوّل
****
الجزء الثاني من المقال
يستمر د. عبد الخالق حسين في مقاربة الواقع وطرح الأسئلة :
هل ما تحققَ بعد إسقاط حكم البعث من أرباح يفوق الخسائر أم العكس ؟
ماذا لو لم يسقط حكم البعث ؟
هل كان بالإمكان إسقاط حكم البعث بخسائر أقلّ ,كما يعتقد البعض ؟
ثم يجيب على تلك الأسئلة كما يلي :
مشكلة بعض المُساهمين في هذا الجدال (من أصحاب النوايا الحسنة) أنّهم ينظرون إلى المسألة نظرة شخصية ,فيصورون الأمور كما يتمنّون . قائلين أنّ أمريكا كدولة عظمى كان بإمكانها إسقاط حكم البعث بأسهل الطرق وأقلّها تكلفة .لكنها تعمّدت إتباع أخطر الطرق وأكثرها خسارة لأنها تريد نشر الفوضى في العالم ,خدمةً لإسرائيل !
( مقولة الفوضى الخلاّقة التي يستعين بها أصحاب ذلك الراي ,تحتاج مقال منفصل لإيضاحها / كاتب السطور )
يكمل د. عبد الخالق حسين حديثهِ :
في الحقيقة هذه مجرد تكهنات ورغبات غير قابلة للتطبيق .
إذ كما يقول المثل الانكلزي: بعد وقوع الحدث ,الكل يصبح حكيماً !
(after the event everybody is clever)
فالكل يعرف أن صدام حسين هو صاحب عبقرية في الشرّ

(criminal genius) .
وذلك بما عُرف عنه من سلوك عدواني دموي وعقلية تدبير إنقلابات خيالية من أجل إستدراج الانقلابيين المحتملين لإيقاعهم في المصيدة. (راجع كتاب ليلة الهرير/ للسيد أحمد الحبوبي)
وكان قد خطط لتحويل العراق إلى إمارة بعثية تحكمها سلالته إلى أمد غير منظور (على طريقة كوريا الشمالية) !
فصدام كان قارئاً نهماً لكتب التاريخ والسياسة والخُبثِ والدهاء .
جمع بين القديم والحديث من الأفكار التي تخدم أغراضهِ لإحكام قبضتهِ على رقاب العراقيين والحفاظ على السلطة بشتى الوسائل .ولقد طبق نظرية بن خلدون في تأسيس سلطة السلالة (توافرالعصبية) وطوَّرها وحولها إلى مختلف العصبيات :الأسرية والقبلية والحزبية والطائفية وحتى المناطقية .ثمّ وظّف كلّ تلك العصبيات للحفاظ على سلطته !
كما أنفق مليارات الدولارات من أموال الشعب على تكوين كوادر إعلامية وتعليمية ,لنشر آيديولوجية البعث الصدامي ,وللهيمنة على تفكير الشعب العراقي وسايكولوجيته وتوجيهه وقولبته وفق مبادئ الحزب والعشيرة ,وزرع اليأس والإحباط في نفوسهم .
فصار العراقي يعتقد بأن حُكم البعث كالقدرِ المحتوم لا مفرّ منه .
وإلاّ فإنّ مصيره السجن أو النفي أو الإعدام !
وأمام ذلك البلاء إنشق المجتمع العراقي الى فرق عديدة منهم النفعيين الإنتهازيين,ومنهم المستسلمين لقوى غيبية ,ومنهم اليائسينَ من أيّ إصلاح الذين فرّوا بجلودهم الى الخارج وإصطفوا مع المعارضة ,وصنف رابع مارسّ القتل والإجرام كي يعيش !
***
أهو دفاع عن أمريكا ؟
عندما نطرح هذه الحقائق وغيرها يتّهمنا البعض بأننا ندافع عن أمريكا وبالخيانة الوطنية .
في الحقيقة نحن لا ندافع عن أمريكا ,إنّما ندافع عن شعبنا وعن عقولنا لأننا نرفض تصديق التلفيق والتزييف والكلام العاطفي المؤدلج .
آخرون يبرّرون كراهيتهم وهجومهم على أمريكا ,لوجود مُفكرين أمريكان ينتقدون سياسة حكومتهم .
هذا صحيح في الواقع ,لأنّ امريكا دولة ديمقراطية ليبرالية ,وحرية الرأي والتعبير فيها مُقدّسة . ثمّ أنّ أمريكا ليست دولة صغيرة قد يجتمع شعبها على رأي رجلٍ واحد .إنّها تكاد تكون قارة متكاملة ,وإقتصادها لوحده يفوق ربع الإقتصاد العالمي مجتمعاً ,وحتماً سوف نسمع هناك كلّ الآراء المتضادة في قضية واحدة .
لكن في شأن الحرب على صدام فقد كانت أكثرية الشعب الأمريكي موافقة بدليل إنتخاب (جورج دبليو بوش) لولاية ثانية بعد تلك الحرب !
ولاحظوا النقطة التالية : يقول كارهوا أمريكا أنّها الشيطان الأكبر ومصدر الشرّ في هذا العالم .
حسناً فهل هذا (الشيطان) من الغباء ليصرف تريليون دولار ( تذكروا الأزمة المالية وأسبابها عام 2008 ) وأكثر من 4500 قتيل وأكثر من 30 ألف إصابة .في حين أمامهُ طريق آخر أقلّ خسارة وتكلفة ؟
إن تلك إلاّ مجرد تمنيّات وأفكار رغبوية ليس أكثر !
ثمّ أنّ هنالك حالات يُضحّى فيها بخسائر معيّنة مقابل خسائر مُستقبلية مُضاعفة عشرات أو مئات المرّات .
مثال الحرب العالمية الثانية ومواجهة دول المحور (النازية والفاشية)
التي كلّفت أوربا نحو 55 مليون قتيل وأضعاف هذا العدد من المعوقين والأرامل واليتامى .وعشرات المدن سوّيت بالأرض وأوصلت أوربا إلى الإفلاس التام والخراب الشامل لولا خطة مارشال الأمريكية لإعادة بنائها
لكن مع ذلك أثبت التاريخ أن هذه الحرب كانت ضرورية ,ولولاها لكانت البشرية الآن مُستعبدة تحت نيرِ الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية وطغيان العسكرية اليابانية !
نفس العواقب المُرعبة كانت ستتكرر في العراق ومنطقة الشرق الأوسط لو تركت أمريكا صدام يحكم العراق ويعيثُ في المنطقة فساداً .
ويرى البعض أنّهُ كان يجب إزاحة صدام وبعض معاونيه فقط ,والإبقاء على المؤسسات العسكرية والأمنية والثقافية على حالها .
وهذا مستحيل أيضاً إذ كما يقول الإنكليز

(Easy said than done)
فصدام جعلَ من الدولة العراقية أشبه بهرم مقلوب قائم على رأس صدام نفسه فما أن يسقط هو حتى وتنهار الدولة بجميع مفاصلها ومؤسساتها !
يريد هؤلاء (سامحهم الله) تحويل الجحيم الى جنّة عدن بعصا سحرية ودون أدنى خسارة ,ولا حتى مشاركة بالعمل .
فلماذا نهضت الشعوب التي ساعدتها أمريكا كألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية , بينما لم ننهض نحن ؟ ألا يعني ذلك أنّ العيبَ فينا ؟
والآن صار معلوم للجميع ,أنّ ثقافة الديمقراطية تحتاج الى وقت ليس بالقصير ليهضمها شعبنا الذي عاش طيلة حياتهِ تحت حُكم الإستبداد والطغيان !
***
ماذا تحقق بعد إسقاط حكم البعث ؟
نعود أخيراً الى السؤال المُهم وبيت القصيد في هذه الإشكالية :
ما هي المنجزات المُتحققة للعراقيين ليستحق الأمر كلّ تلك التضحيات ؟
رغم كلّ ما قيلَ ويُقال ,ورغم الحملات الإعلامية التسقيطية من أعداء التغيير ,فلا يستطيع مراقب مُحايد إنكار الحقائق التالية :
1/ تحقّق حُلم العراقيين بإسقاط أشرس نظام دكتاتوري عرفته المنطقة .
2/ تمّ إصدار دستور دائم محترم بمستوى دساتير العالم الحُرّ ,
رغم بعض النواقص التي تعتريه وتحتاج المعالجة مستقبلاً .
3/ إحترام التعددية بجميع أشكالها ,القومية والدينية والمذهبية والسياسية .
4/ خلال السنوات الماضية اُجريت ثلاث إنتخابات برلمانية والرابعة على الأبواب .ومثلها إنتخابات لمجالس بلدية محلية نزيهة .
5/ بناء مؤسسات الدولة الخدميّة (المستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات) ,وإعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وغيرها .
6/ إرسال آلاف البعثات الدراسية الى الجامعات الغربية دون تحيّز .
7/ صيانة وتأهيل المؤسسات النفطية ,العمود الفقري للاقتصاد العراقي . وزيادة انتاج النفط وبلوغه أرقاماً قياسية .
8/ بلغت التنمية في العراق 11% وهذا رقم كبير نسبياً بالقياس العالمي .
9/ تبنى العهد الجديد نظام إقتصاد السوق والإنفتاح الإقتصادي .
10/ بلغت ميزانية العراق السنوية 130 مليار دولار .
11/ إقامة شبكة واسعة من الاعانة الاجتماعية للمحتاجين .
12/ المباشرة بمشاريع إسكان جديدة ضخمة لسّد النقص الكبير .
13/ إعادة تأهيل المصانع العراقية التي توقفت في زمن صدام .
14/ إختفاء ظاهرة السجين السياسي ,وإقتصار السجن على الإرهابيين .
15/ الجيش أصبح تطوعياً وحرفياً ,وهذا همّ كبير اُزيح عن كاهل الشباب الذين كانوا يقضون زهرة شبابهم في الحروب العبثية لصدام .
16/ حرية الصحافة وحرية الفكر والمُعتقد والتعبير والنقد والتنظيم الحزبي ,والفضائيات وأغلب أصحابها من معارضي الوضع الجديد .
17/ زيادة دخل الفرد العراقي مئات المرّات ,بعد أن كان راتب المهندس أو الأستاذ الجامعي ,يعادل بضعة دولارات في أواخر زمن صدام !
18/ توأمة الجامعات العراقية مع كبريات الجامعات العالمية الغربية .
19/ معالجة معضلة الطاقة الكهربائية بحيث سجلت ولأول مرة في تاريخ العراق فائضا قدر بـ 1000 ميغاواط .
20/ البدء بمشاريع مستقبلية عديدة من بينها ربط العراق بمحيطه بشبكة أنابيب نفط والسعي لإقامة خط سكة حديد يربط العراق بأوربا .
وغير ذلك كثير ,لا تراهُ عيونَ الأشرار وكارهي العراق الجديد عراق ما بعد صدام حسين ,الذي توّقفت فيهِ الحياة أو كادت !
(إنتهى تلخيص مقال د. عبد الخالق حسين .. بجزئيه )
***
الخلاصة :
شعوبنا عموماً لا تقرأ !
وإن قرأت ,فأيّ نوع سوى ما اُسمّه (القراءة الصفراء) تلك التي تزيد الطين بلّه وتُبلّد العقول والضمائر .
وبدل خلق مواطن يفكّر بطريقة عقلانية علمية نقدية واعية .
فكتب تُراثنا وتأريخنا (وغالبيتها مُزوّر أو مُبالغ فيه) تقود الى التفكير الظلامي بحديثها عن إنتصارات دونكيشوتية وهميّة .أو ربّما هي حقيقيّة ,لكنها أصبحت في عالم اليوم تُعّد جرائم يندى لها جبين الإنسانية ولاينبغي التفاخر بها على أيّة حال !
وفي حالتنا العراقية الراهنة فقلّما قرأتُ مقالاً علمياً واقعياً عن هذا الحدث
في بداية تعرّفي عليه ,كنتُ اُسمّي (د.عبد الخالق حسين) مُعلمي في السياسة .لكنّهُ لسماحة نفسه يأبى ذلك, ويدعوني صديقاً أو زميلاً .
ربّما إيماناً منهُ بفكرة نيتشه :
((إنّها لمكافأة رديئة للمعلّم أن يظّل المرء على الدوام مُجرّد تلميذ )) .
في الواقع إحترامي لهذا الرجل ليس فقط كونه يقول الحقيقة التي يؤمن بها ويدافع عنها بعقلانية وهدوء دون تطرّف وتشنّج وسباب, معروف عند غالبيتنا كعراقيين .
الأهمّ من ذلك كلّه ,أنّهُ لا يتجاهل الحقائق ولا يهرب منها .
بل يُسمّي الأشياء بأسمائها ومعانيها .وهذا ما نحتاجهُ من دون اللف والدوران والرقص على الكلمات والعقول .
وسؤالي الوحيد للعراقيين عامةً :
أكان ينبغي علينا عدم الإقتراب من (القفل) الى الأبد ؟
يقول الكاتب الأمريكي الشهير أندي روني :
تجاهل الحقائق .. لا يُغيّرها !

***
الروابط
1/ رابط الجزء الأوّل
(من مقال د. عبد الخالق حسين / إسقاط حُكم البعث في الميزان)
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=643

2 / رابط الجزء الثاني
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=644

3/ قادة داعش من مخابرات صدام والتمويل خليجي
http://alakhbaar.org/home/2014/4/166842.html

تحياتي لكم

رعد الحافظ
22 أبريل 2014

رعد الحافظ(مفكر حر)؟

Posted in فكر حر | Leave a comment

رهبان مسيحيون بالمخابرات السورية جرائم قتل وغسيل أموال

seur

لقذ فضحت الصحافة العالمية مثل ال”لاموند” الفرنسية وغيرها تورط الرهبان المسيحيين بعمليات غسيل أموال قذرة من تجارة المخدرات, والبشر, والقتل قامت بها أجهزة أمنية لدول استبدادية, مثل نظام المجرم بشار الأسد, ومن المعروف بأن المخابرات السورية تسيطر على جميع رجال الدين المسيحي والاسلامي في سوريا…في هذا الفيديو تفضح أرملة الصحافي الفرنسي الحر ” جيل جاكييه” أحد هؤلاء الرهبان الذي يعمل لصالح المخابرات السورية وهي الراهبة آغنيس.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

الاية المعجزة في سفر التكوين

يبدأ سفر التكوين بسرد قصة الخلق ، فيتكلم في اولى كلماته عن خلق السموات والارض .
” في البدء خلق الله السموات والارض ” تكوين 1:1
اذا حللنا الكلمات في هذه الاية سنجد حقيقة خلق الكون .
في البدء : تعني بدء الزمن

Time
خلق الله السموات : تعني اوجد المكان اي خلق الكون والفضاء

Space
والارض : تعني خلق الله المادة

Matter
اي الزمن – المكان – المادة

Time – Space – Matter
منذ الاف السنين والعلماء يبحثون عن اصل الكون ومكوناته ، وفي القرن العشرين قدم العالم الالماني البرت انشتاين نظريته في النسبية التي تفسر الزمن بانه الاحساس بتغير المكان .
وقال ان الزمان والمكان مترابطان لا يفترقان ولا يمكن فصلهما عن بعضهما ، فهما وجهان لعملة واحدة . واطلق عليهما اسم الزمكان .
فلا وجود لزمان ان لم يكن فيه مكان يتحرك. والمكان هو المادة التي تشغل حيزاً في الفراغ ولها وزن .
ولولا وجود المادة فلا وجود للمكان ، وبما ان المكان متحرك لأنه لاشئ ثابت في الكون ، فالمكان والمادة ينتجان الزمان .
” في البدء خلق الله السموات والارض ” هذا ما كتبه النبي موسى في سفر التكوين من الكتاب المقدس بوحي من الله باللغة العبرية القديمة .
كيف عرف موسى تلك الحقيقة الفيزيائية وسجلها قبل 2000 سنة ان لم تكن وحيا مقدسا من الله ؟
للرقم 7 معجزة طريفة في هذه الاية لترينا ابداع الله وصدق الكتاب المقدس .
الاية ” في البدء خلق الله السموات والارض ” تتكون من سبع مقاطع ، اذا ما اعتبرنا حرف العطف الواو مقطع واحد . وفي اللغة العبرية التي كُتب بها الكتاب المقدس تتكون الاية من سبع مقاطع ايضا .
والرقم 7 هو رقم الكمال في الكتاب المقدس . فقد خلق الله الكون بما فيه واكمله في ستة ايام واستراح في اليوم السابع . وهو يوم الكمال . او يوم اكتمال الخليقة او يوم السبت (الراحة).
واليوم السابع هو يوم الرب الذي امر الانسان بتقديسه وتكريسه للرب .
اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. سفر التثنية 5: 12
واذا دققنا رياضيا في تلك الاية الاولى من اية الخلق والابداع في سفر التكوين ، سنجد معجزة اخرى للرقم 7 .
اذا تاملنا في الكرة الارضية سنجدها تتكون من سبع قارات . ( آسيا – اوربا – افريقيا – امريكا الشمالية – امريكا الجنوبية – القارة القطبية الجنوبية – استراليا ) .
كما يوجد سبع محيطات تغطي سطح الارض المنخفضة ( المحيط الاطلسي الشمالي – المحيط الاطلسي الجنوبي – المحيط الاطلنطي الشمالي – المحيط الاطلنطي الجنوبي – المحيط الهندي – المحيط الجنوبي – المحيط المنجمد الجنوبي )
و يوجد في الطيف الشمسي سبع الوان ، وفي السلم الموسيقي سبع نغمات.
ويوجد سبع نجوم في مجموعة الدب القطبي الاكبر التي تشير الى جهة الشمال .
وفي الكون سبع اشياء ترى بالعين المجردة ( الشمس – عطارد – الزهرة – المريخ – المشتري – زحل) و سبع معادن اساسية تعتمد عليها الحضارة والبناء وهي :
( الرصاص – القصدير- النحاس – الحديد – الفضة – الذهب )
الجدول الدوري للعناصر الكيميائية يتكون من سبع مستويات وهكذا الكثير من الشواهد تدل على ان الرقم 7 هو رمز الكمال والتكامل .
اذا دققنا النظر في اية الخلق والتكوين الاولى في اللغة العبرية التي كتبت في الكتاب المقدس على يد موسى لأول مرة سنجد العجب العجاب للرقم 7 فيها .
فهي تتكون من سبع كلمات فقط كاملة المعنى .
الكلمة الاولى فيها ( في البدء ) تتكون من سبع حروف فقط .
مجموع حروف هذه الاية هي 28 حرفا اي من مضاعفات الرقم 7 هكذا 28= 4×7
اسماء الفاعل والمفعول به في الجملة ( الله – السموات – الارض ) تتكون من :
الله = 5 حروف
سموات = 5 حروف
ارض = 4 حروف
مجموعها 14=2× 7 اي ضعف الرقم 7bibleancient2
مجموع الحروف للكلمات المتبقية هي 14 حرفا اي ضعف الرقم 7 ايضا .
اقصر كلمة في الجملة اداة التعريف (ال) تتكون من حرفين ، اذا جمعت مع الكلمة المجاورة من اليسار (الله) يكون مجموعها = 7
واذا جمعت مع الكلمة المجاورة لها من اليمين (السموات) يكون مجموعها = 7 ايضا .
اذا عوضنا عن الحروف بما يقابلها من ارقام فالقيمة الحسابية او العددية لكلمة
الله = 86
السموات = 395 الارض = 296
مجموعها يساوي 777 = 86 + 395 + 296
وهذا الرقم الكتابي لتكرار الرقم 7 ثلاث مرات لهو اقصى درجات الكمال .
القيمة الحسابية لكلمة (خلق) هي 203 اي 7×29 تكرار للرقم 7 29 مرة .
حسب نظرية الاحتمالات الرياضية ، فان تكرار الرقم 7 في جملة واحدة من سبعة كلمات يصدف مرة واحدة .
اما ان يتكرر الرقم 7 في سبعة احتمالات لجملة واحدة فان هذه الصدفة لن تتكرر الا مرة واحدة في كل 823543 جملة .
وهذا الاحتمال يبدو مستحيلا اذا ما عرفنا ان الرقم 7 تكرر في سفر التكوين اكثر من 500 مرة .
ان عظمة الرقم 7 لم يكتشف في الكتاب الكقدس الا في السنوات الاخيرة من تاريخ البشرية ، وهذا الاكتشاف يدل على عظمة الكتاب المقدس وصدق الوحي الالهي.

Posted in فكر حر | Leave a comment

«كشف النقاب عن اعتدالية وجه النظام»

موقع الكونغرس الأمريكي (هيل):walifaqih
«كشف النقاب عن اعتدالية وجه النظام»
*بقلم سونا صمصامي

اعتبرت السيدة سونا صمصامي ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في أمريكا في مقال نشره موقع الكونغرس الأمريكي (هيل) حظر الديبلوماسي الارهابي للنظام الايراني من قبل الحكومة الأمريكية بأنه كشف النقاب عن اعتدالية ديكتاتورية الملالي الحاكمين في ايران. وكتبت السيدة صمصامي في هذا المقال المنشور يوم الأربعاء 16 نيسان/أبريل: «حميد ابوطالبي الذي تم ترشيحه لمنصب سفير النظام في أعلى مصدر لحقوق الانسان في العالم واجه اتهامات من قبل عدد من الرهائن الأمريكان السابقين الذين احتجزوا كرهائن بعد الثورة 1979 في طهران بأداء دور فاعل في اختطاف واحتجاز عنيف لهم. ان عملية التعرية هذه تشمل مع الأسف فقط آخر حالة وأكثرها جهارا بخصوص الوجه الحقيقي للنظام الايراني الذي راح يكشف عن قناعه ب «الاعتدالية» ». وتابعت ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في أمريكا مقالها في موقع الكونغرس الأمريكي تقول : رغم أن ابو طالبي قد أكد أنه لا دور له سوى الترجمه والمفاوضة الا أن الكثير من المشرعين الأمريكيين من الحزبين قد اعتبروه ارهابيا والعقل المدبر الرئيسي في قضية احتجاز الرهائن. كما انه لعب دورا نشطا في اغتيال محمد حسين نقدي ممثل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في المنفى في روما عام 1993. اغتيال نقدي كان يشكل حلقة من مسلسل أعمال القتل التي طالت المعارضين الايرانيين خارج ايران وتم تنفيذها في ولاية اكبر هاشمي رفسنجاني. وكان هدف آخر لمسلسل الاغتيالات هذا هو استهداف الدكتور كاظم رجوي ممثل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في جنيف في وضح النهار في شهر نيسان/أبريل 1990 حيث اغتيل بالرصاص.
*ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية

.………………..
تعرض سجناء ايفين لمداهمة وحشية – رقم 8
سناريو الملالي الأهوج لحرف الأذهان عن الجريمة الكبرى في ايفين:
السجناء بدأوا الاشتباك بالاعتداء على الحراس لكي يصوروا استمرارا لقرار البرلمان الاوربي هناك انتهاكات لحقوق الانسان في ايران
في محاولة مثيرة للسخرية للتستر على الجريمة ضد الانسانية التي ارتكبها نظام الملالي في سجن ايفين أعلن كبير الجلادين اسماعيلي رئيس هيئة السجون في نظام الملالي اليوم الاثنين 21 نيسان/أبريل: «بعد نشر أخبار كاذبة من داخل السجن رصدنا الموضوع واكتشفنا عامل نشر هذه الأخبار الغير حقيقية وقدمناه للسلطة القضائية». و كرر المزاعم باجراء «زيارة السجناء العنبر 350 في ايفين مع العوائل» وأكد قائلا «كما سبق وأن قلت لم يحدث أي اشتباك في العنبر 350 في معتقل ايفين وحصل مجرد تفتيش دوري. ان خبر الاشتباك بين السجناء وزملائنا لا أساس له من الصحة وهذه أكاذيب يروجها أعداء النظام».
في حين تؤكد التقارير الواردة من داخل نظام الملالي أن قادة النظام وطبقا لسناريو مثير للضحك ولغرض التهرب من مغبات الهجوم المدبر على العنبر 350 يريدون فبركة كليبات مفتعلة للايحاء بأن عددا من السجناء هاجموا الحراس وحطموا الزجاج وأطلقوا الشتائم وبدأوا الاشتباك وبالنتيجة اصيب عدد من اولئك الذين كانوا يعتزمون الهجوم على الحراس بجروح. وبحسب هذا السناريو فان هذا التحرك من قبل السجناء جاء بالتنسيق مع «وسائل الاعلام الأجنبية» و «الأوساط الأجنبية» واستمرارا لقرار البرلمان الاوربي لكي يصوروا بأنه في ايران تنتهك حقوق الانسان وحقوق السجناء وأن يجروا ملف حقوق الانسان الى طاولة المفاوضات النووية.
فيما أصدرت منظمة «مراسلون بلاحدود» تقريرا بشأن مداهمة السجناء في العنبر 350 في ايفين وأكدت : «حسب معلومات وردت الى مراسلون بلاحدود فان هذه المداهمة تم تخطيطها وتنظيمها من قبل كبار المسؤولين في السلطة القضائية ودائرة المخابرات لقوات الحرس ووزارة المخابرات وأن حضور ممثل من جميع هذه المؤسسات أثناء تنفيذ المداهمة لم يكن من باب الصدفة».
ان المقاومة الايرانية تطالب الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة السامية لحقوق الانسان والجهات الدولية المعنية وعموم المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان الى الادانة القاطعة لهذه المداهمة الاجرامية ومحاولات النظام الايراني لحرف الأذهان عن الحقائق وتطالب باجراء تحقيق دولي مستقل بشأن هذه الجريمة اللاانسانية.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس
22 نيسان/أبريل 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

انا ثائر ، ماني معارض ..

كتبت بوست مبارح عن العلاقة الجدلية بين المسلمين و المسيحيين في سوريا ، و تحدّثت بجرأة عن مسؤولية المسلمين syriamyبظهور هالظاهرة الشاذة..
كتبت البوست و انا عم فكّر بكل كلمة عم اكتبها من ردة فعل سلبية للمسلمين على كلامي ، و لكن كانت المفاجأة انو إخواننا المسيحيين هنن اللي فهموا البوست من مبدأ ” لا إله ” فقط من دون ما يقروا” الا الله ” ، و منهون مع الأسف من لم يقرأ البوست عالاطلاق ، ولكن بنى ردّة فعلو من خلال قراءة التعليقات اللي انكتبت و اللي ما بتعبّر بالضرورة عن رأيي الشخصي..
لمّا بديت الثورة و جذبتني نحوها من اليوم الاول ، ما كان عندي أدنى فكرة على المستوى الشخصي انو صفحتي رح تكون مقروءة و رح يتابعها الآلاف من السوريين المؤيدين قبل المعارضين، و لما قررت تحويل صفحتي الشخصية الى صفحة عامة وكتابة قصص آل الاسد، ما كانت الغاية هيّة الشهرة او كسب قلوب او عقول الناس ، إنما كانت كل الغاية الحديث عن شي بيدخل بتصنيف المحظور، و الحمدالله نجحت انو كون جزء من كسر هيبة ال الاسد اللي بنوها اربعين سنة بسلاح الترهيب والتخويف..
ما طلبت من حدا انو كون ممثّل عنو، و لا أظهرت اي رغبة بالانخراط بأي عمل سياسي لكون هدف للاتهام بالعلاقة بطرف دون الاخر ، و ما قدّمت نفسي على أساس انا الثورة و الثورة انا..
صفحة بيعرف كل مين بيتابعها من تلات سنين لليوم انها مفتوحة لكل الآراء، و إظهار إعجابي على اي تعليق لا يعني موافقتي على الرأي المطروح ولكن لحتّى قول لصاحب التعليق انو تعليقو تمت قراءتو ..
اللي عم اطرحوا اليوم عن شذوذ مجتمعنا ما بيطلع خارج حدود الثورة ، و تقديم فكر ثوري لإحداث تغيير موازي للتغييرات اللي عم تصير عالارض صار امر مطلوب من الجميع وخصوصاً الغير منخرطين متلي بالعمل السياسي او العسكري..
مشكلة السوري انو معتقد بأنّو كل مشاكل سوريا مرتبطة بوجود الاسد ، و مع زوال بشار الاسد رح تزول كل مشاكلنا و هاد الكلام غلط بالجملة و بالتفصيل..
رح نوعى باليوم الاول بعد الاسد انو في مشاكل ومخلفّات كتيرة اجتماعية و ثقافية و فكرية و مماراساتية ما كان الو الاسد فيها ذنب..

فما المطلوب من السوري اليوم؟؟؟
انتظار سقوط الاسد و الالتهاء بنشوة انتصار زائف للثورة بدون فعل التغيير المطلوب ؟؟ او العمل على إسقاط كل موروثاتنا الشاذة و اللي اتعايشنا معها في ظل نظام حاضن للشذوذ و لكن غير مسبب لإلو..
مين فينا بينكر وجود وباء الطائفية عامودياً و شاقولياً في سوريا؟؟
مين فينا ما بيعترف بوجود سرطان العلاقة بين المجتمع المدني و المجتمع الريفي في مدننا؟؟
مين فينا بدّو يخبّي آفة عدم الشعور بالمواطنة؟؟
مين فينا بدّو ينكر انتماؤو لعيلتو قبل حارتو، و لمدينتو قبل دولتو، و لمذهبو قبل دينو؟؟
الف نوع من السرطان عم ينهش جسم مجتمعنا ، و بعرف انو رح يكون بالنسبة الي الحديث فيه تحدّي اكبر من مواجهة ال الاسد بقصصهون ، و لكن خلّونا نكمّل اللي بدينا فيه و نغيّر ما في أنفسنا ، فضيعان مليون سوري استشهدوا بس منشان يحل بشار الاسد عن سمانا، خلّونا نستفيد من تضحيات أهلنا لعلاج أنفسنا ، و لنترك ابطال الجيش الحر يكّملوا جزء الثورة المتعلّق بإسقاط بشار الاسد و نظامو…
و لحتى اتحط أيدك بأيدي بهالمشروع ،صار لازم تصرخ معي و بصوت عالي مسموع :
انا ثائر ، ماني معارض ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

أين المشكلة إذا جرى اتصال بين الكويت وإسرائيل..؟!!

حسن علي كرم: الوطن الكويتيةimgisrael

لا قيمة لثبات الكويت بالمقاطعة بعد التطبيع الكامل لكل العرب مع الإسرائيليين

في ابريل من عام (1991) أي بعد خروجنا من محنة الغزو وحرب التحرير جمعتني الصدفة في لقاء غير محسوب في احد اسواق لندن الشعبية الى صحافي اسرائيلي، ومن الطبيعي ونحن خارجون تواً من الغزو والحرب ان يدور الحديث حول الغزو والحرب، الا ان الصحافي الاسرائيلي الذي كان يتكلم العربية العامية ويعمل رئيس القسم السياسي في جريدة (جيروزاليم بوست) التي تصدر من تل ابيب قال كنا في خلال الثمانية اشهر من الغزو والحرب لم يخل يوماً عن الكتابة عنكم. وانتهى اللقاء بيني والصحافي الاسرائيلي بالاعتذار عن اخذ صورة تجمعني معه.
هذه لم تكن المرة الاولى التي جمعتني الصدفة مع اسرائيليين ففي ثمانينيات القرن الماضي أي قبل نحو الثلاثة عقود، وانا جالس في بهو احد فنادق القاهرة، فإذا بفوج سياحي اجنبي يدخل من بوابة الفندق، فجلست الى جواري في المقعد امرأة خمسينية وكان الامر الطبيعي ان يدور بيننا حديث التعارف، فإذا بالوفد السياحي قادمون تواً من اسرائيل، وقالت السيدة الخمسينية نتمنى السلام ونزور بلدانكم وتزورون انتم بلدنا.. الخ.
هذه المصادفات مع مواطنين اسرائيليين من المؤكد ليس انا الوحيد الذي جمعتني واياهم، ولكن كثيرون من الكويتيين في اسفارهم المتعددة الى بلدان العالم قد صادفوا مثلي مواطنين اسرائيليين، ما اريد ان اصل اليه في هذه المقدمة ان الاسرائيليين ليسوا كما صورهم لنا اعلام الخمسينيات والستينيات الماضية، عن ان لهم قرونا وعصاعص وانيابا طويلة ومخالب طويلة وانهم مصاصو دماء وانما وجدنا منهم بشراً مثلنا محبين للسلام وتواقين للسفر الى بلداننا والاجتماع بنا، هذا من قبل الشعب، واما السياسيون الاسرائيليون والحكومات الاسرائيلية فلربما قراءتها للعلاقة العربية الاسرائيلية غير ما يفهمها الشعب الاسرائيلي.
نحن الآن في القرن الواحد والعشرين ومضت على انشاء الدولة الاسرائيلية نحو الـ(66) سنة في خلال هذه السنوات الطويلة حدثت ثلاث حروب عربية اسرائيلية كبيرة وحروب اخرى بينية (ثانوية) وفي كل هذه الحروب كانت اسرائيل هي المنتصرة، وحتى حرب (73) وعبور القناة وسقوط خط بارليف خاتمتها كانت هزيمة، ثم كان ما كان بالزيارة المفاجئة للرئيس المصري الى اسرائيل وخطابه التاريخي في الكنيست وما تلى ذلك من اتفاقيات للسلام ورسم الحدود وتبادل السفراء والزيارات والانتعاش الاقتصادي بين مصر واسرائيل والاردن واسرائيل بعد اتفاقيات وادي عربة، ومن ثم اتفاقيات اسرائيل مع الفلسطينيين وقيام الدولة الفلسطينية في رام الله.
بعد هذه السلسلة من الحروب والتي انتهت باتفاقيات السلام والزيارات المتبادلة والغداء والعشاء على طاولة واحدة، هل بقي شيء بين العرب والاسرائيليين حتى نقول ان الكويت آخر دولة عربية تطبع علاقتها مع اسرائيل وهل التزم العرب بالمقاطعة حتى تبقى الكويت على التزامها الثابت بعدم التطبيع..؟ ما هذا الخداع النفسي…؟!!
فإذا كان المصريون والاردنيون والفلسطينيون الذين هم الاطراف المباشرة بالقضية العربية الاسرائيلية رفعوا راية السلام وابرموا الاتفاقيات ويتبادلون ليل نهار نخب الصداقة، واذا كانت البلدان الخليجية الشقيقة قد فتحت ابوابها لزيارة المسؤولين الاسرائيليين واذا كانوا يقومون بالزيارات المتبادلة سرا وعلانية ويتبادلون الهدايا والانواط، فهل نحن وحدنا متعهدون للقضية وباقي العرب خونة..؟!!
يبدو أن حكومتنا ووزارة خارجيتنا مازالتا تعيشان في عهد بائد مضى عليه الزمن..!!
عمليا التطبيع حدث بين العرب والاسرائيليين، لقد ثبت ان قيام دولة فلسطينية للعرب والى جوار دولة اسرائيلية لليهود ضرب من الخيال، وتذكروا مقولة غولدا مائير عندما قالت «المكان لا يتسع لكرسيين» ومعنى كلامها لا دولة فلسطينية، انما المطلوب التعايش السلمي بين العرب واليهود وهو ما يعني التعدد الثقافي على ارض واحدة، هذه الارض هي ارض فلسطين التي تعايشت عليها الاديان الثلاثة، وعليها ان تعود الى الجذور، فلا حل ثالث.
لقد سخرت اسرائيل في حرب تحرير الكويت كل امكانياتها اعلامها ومطاراتها وقواتها من اجل انتصارنا وهزيمة العدو المجرم صدام حسين، فقد قيل عدو عدوي صديقي، وفي محنتنا جمعتنا الصداقة من اجل هزيمة العدو المشترك.
ليس بين الكويت التي تتماثل بالمساحة مع الدولة الاسرائيلية اي مشاكل حدودية أو نزاع على الارض أو صراع ثقافي أو صراع على النفوذ، بل لعل التطبيع يفتح ابوابا لتبادل المصالح وايجاد منافذ اقتصادية وتجارية.
لا قيمة لنفي وزارة الخارجية عن عدم الاتصال بإسرائيل ولا قيمة لثبات الكويت بالمقاطعة بعد التطبيع الكامل لكل العرب مع الاسرائيليين.
حكومتنا بحاجة الى تناول حبة الشجاعة لعلها تغير افكارها البائدة…!!

حسن علي كرم

Posted in فكر حر | Leave a comment