“التشيّع” وتجنيس الشيّعة في “سوريا الأسد”…بحثٌ نادرٌ حول الأرقام والأهداف والسيناريوهات (2-2)…

موقع اقتصادmuf91

أصدر ناشطون من السويداء بيانا رفضوا فيه تجنيس 40 ألفا من التابعية اللبنانية والعراقية.

مخطط الأسد يتناغم مع المشروع الجيو-طائفي في لبنان

تتابع “اقتصاد”نشر الجزء الثاني من بحث “كيف يتلاعب الأسد بالمعطيات الديموغرافية في سوريا؟…تجنيس الشيعة”، الذي أعده حسين باكير، الباحث في منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية

(USAK)

أنقرة- تركيا، والمنشور في مجلة “المجلة”.

وفي الجزء الثاني من البحث يركّز الباحث على مسألة تجنيس الشيعة في سوريا قبيل تفجر الحراك الثوري عام 2011، ومن ثم خلاله، لينتقل بعد ذلك إلى تحليل أبرز السيناريوهات التي يسعى نظام الأسد لتنفيذها اعتماداً على ملف التشيّع وتجنيس الشيعة في سوريا.

وخلال العرض يمرّ الباحث على سيناريو وَصل “الدويلة العلوية المتخيّلة” بمناطق الشيعة في لبنان عبر القصير، وبالعراق المحكوم شيعياً عبر بادية حمص، والذي سبق أن فصّلته “اقتصاد” في مادة لها بعنوان “حمص في قلب الهلال الشيعي”.

وفيما يلي الجزء الثاني من البحث المذكور:

تجنيس الشيعة قبل وبعد الثورة السورية

تشير التقارير المتوافرة الى أنّ نظام بشّار الأسد قام منذ توليه السلطة بمنح الجنسيّة السوريّة لآلاف الشيعة (البعض يقصر الرقم على 20 ألفا والبعض يرفعه إلى 740 ألفا حتى اليوم) خاصة من الإيرانيين والعراقيين. وقد سهّل من ذلك، وجود قرار سياسي، وازدياد نفوذ إيران في داخل سوريا، عبر:

• اعتماد الأسد على قوّة إيرانيّة خاصّة لحمايته وحماية النظام، وتعمل جنبا إلى جنب مع وحدات ماهر الأسد.

• الدور الذي تحتله السفارة الإيرانيّة في عملية التأثير على القرار السياسي في سوريا بل وصناعة القرار الأمني إلى حد كبير، والصلاحيات الكبيرة التي تحظى بها السفارة والقيّمون عليها كما بالنسبة إلى كل من يرتبط بها وبشكل يتجاوز السلطات الرسمية السورية نفسها.

• زيادة نسبة تدفّق الإيرانيين إلى سوريا بنسبة فلكيّة خاصّة الذين يأتون لأغراض دينيّة، فقد ارتفع عدد الزوار الإيرانيين لمقام السيدة زينب لوحده في دمشق من 27,000 في العام 1978، إلى 290,000 في عام 2003.

• ازدياد الشيعة المستقرين في سوريا لاسيما من العراقيين والإيرانيين واللبنانيين، خاصّة أنّ تقارير مفوّضية الأمم المتّحدة العليا للاجئين

(UNHCR)

أشارت إلى أنّ عدد العراقيين في سوريا زاد عام 2007 عن 1.2 مليون (18 مليون عدد السكان آنذاك)، علما أنّ تقريرا كان قد صدر عن المفوّضية أواخر عام 2005 أشار إلى أنّ نسبة الشيعة من اللاجئين العراقيين في سوريا بلغ في ذلك العام 57%. (في السنوات اللاحقة تغيرت النسبة تباعاً).

ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، وتصاعد الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري على المدن والقرى والبلدات السورية وعلى القاطنين فيها من المدنيين، تحوّلت الكثير من هذه المناطق إلى مدن أشباح خالية من سكّانها، وقد أثار قيام النظام بمنح الجنسيّة السورية لأعداد كبيرة من الشيعة مؤخرا الكثير من المخاوف والهواجس المرتبطة بسيناريوهات المرحلة المقبلة، خاصة أنّ ذلك جاء مترافقا مع قيامه بالتركيز على عملية إبادة وتهجير ممنهجة لبعض المناطق، وأتبعها بإحراق العديد من مراكز تسجيل الملكيات ومباني التسجيل العقاري كما حصل مؤخرا في حمص.

وقد أصدر ناشطون سوريون من السويداء بيانا في 15-7-2013 رفضوا فيه مشروع تجنيس ما يقارب 40 ألفا من التابعية اللبنانية والعراقية خصوصا –غالبيتهم من عناصر “حزب الله” اللبناني والعراقي المقاتلة إلى جانب النظام وآخرين مدنيين- ومنحهم نسباً ﻣﻦ عاﺋﻼﺕ الجبل ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭاﻷﺻﻠﻴﺔ من سكان المحافظة ومحيطها لإخفاء عمليات التجنيس، وكذلك استملاك أراضي وتوزيعها عليهم.

أبعاد تجنيس الأسد للشيعة اليوم

وبغض النظر عن الرقم الحقيقي للمجنّسين، فإن الثابت أنّ هناك عمليات تجنيس حصلت وتحصل للشيعة لاسيما اليوم، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار المعطيات التي تم ذكرها في سياق التقرير أعلاه، فمن الطبيعي الاستنتاج أنّ الرقم سيكون كبيرا. أمّا لماذا التركيز اليوم على منطقتي حمص والسويداء، فذلك لعدد من الأسباب أهمها:

1) الأهداف العسكرية: الهدف من التجنيس في هذا الإطار هو تهيئة الأرضية الشرعيّة والقانونية للميليشيات المقاتلة إلى جانب النظام السوري في حربه التي يشنها على المواطنين، وبالتالي فإنه يرفع من فعالية الاستفادة القصوى من هذه الميليشيات ليس في هذه الفترة فقط وإنما في المستقبل.

إذ من المعروف وفقا للعديد من التسريبات أنّ النظام السوري سيطالب في حال بدء أي عمليّة مفاوضات برحيل كل المقاتلين الأجانب الموجودين داخل الأراضي السوريّة كشرط أوّل، وفي هذه الحالة فإنه يقصد المجموعات التي تقاتله ويستثني منها المجموعات التي تقاتل إلى جانبه؛ لأنّها تكون بموجب القانون سوريّة بعد تنفيذ لعبة التجنيس التي يقوم بها اليوم.

ومن المعروف اليوم أنّ هناك عشرات الآلاف من أفراد الميليشيات الشيعيّة التي أتت من الخارج للمقاتلة إلى جانب النظام السوري لاسيما من العراق ولبنان والتي تضاعف عددها خاصّة بعد دخول حزب الله على الخط، وبعد توقيع الحكومة العراقية والسورية اتفاقا لرفع التأشيرة بين البلدين، والذي كان الهدف منه تسهيل مرور الميليشيات الداعمة للنظام بشكل شرعي بما لديها من عتاد وأسلحة.

يتناغم مخطط الأسد مع المشروع الجيو-طائفي في لبنان، والذي يباشره حزب الله منذ سنوات طويلة، والذي أكتسب زخما بعد العام 2006. إذ عكف خلال السنوات الماضية ولاسيما بعد العام 2006 على شراء أراضٍ من الطوائف الأخرى السنة والمسيحيين والدروز بمساحات هائلة.

2) الأهداف السياسيّة: يدخل تجنيس الميلشيات الشيعيّة أيضا في إطار الحسابات السياسيّة القادمة للنظام السوري لمرحلة ما بعد العام 2014 إذا ما ظل صامدا حتى حينه، وقرر التجديد لنفسه من من خلال الدخول في انتخابات حينما تنتهي ولايته وفق الدستور الحالي في 17/7/2014.

وعلى الرغم من أنّ هذه الكتلة التي تم ويتم تجنيسها قد لا تكون مهمة جدا من ناحية العدد إذا ما أخذت بالمقارنة بعدد المواطنين السوريين أو الناخبين السوريين، لكنّها مهمة جدًا إذا ما أخذت في سياق:

• تهجير ملايين السوريين حيث من المتوقع أن يصل عدد المهجّرين إلى حوالي 3 ملايين نهاية العام 2013، ولكم أن تتخيلوا حجم هذا الرقم في نهاية عام 2014 إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه اليوم.

• هناك معلومات تشير إلى إمكانية أن يقوم النظام أيضا باستغلال المهجّرين داخل سوريا واستخدامهم كأداة أيضا في خطّته هذه من خلال العمل على استقطابهم في مخيّمات داخل سوريا يقيمها هو بنفسه، خاصة مع إعلان الحكومة السورية بداية الشهر الحالي أنّها أقامت بالفعل 830 مركزا يؤوي 170 ألف مواطن من المهجرّين. وإذا ما أضيف هؤلاء إلى المتجنسين وموالي النظام، في ظل غياب الطرف الآخر خارج البلاد فإن المعادلة ستختلف بالضرورة.

• إمكانيّة توظيف هذه الكتلة من المجنسين (مع غيرهم) في إطار مواضيع تتعلّق باستفتاءات قد تكون قادمة، أو في تغيير الخريطة الديمغرافيّة لبعض المناطق بعينها لأهداف تتعلق بسيناريوهات إقامة دولة علوية أو ربما لاحقا في مرحلة سوريا المستقبل إذا بقيت موحدّة (كوضع الشيعة في لبنان من حيث التبعية لإيران واستخدامهم كأداة).

3) أهداف جيو-طائفية: إذا ما لاحظنا الأماكن التي يقوم النظام السوري بالتلاعب الديمغرافي فيها، فسنجد أنّها تتركّز أساسا في محافظة حمص وفي منطقة السويداء جنوب سوريا.

ويبلغ تعداد حمص حوالي مليوني نسمة نصفهم في مدينة حمص تقريبا، وتتوزع التركيبة الطائفية لحمص (حوالي 70% سنّة والباقي علويين ومسيحيين). هجّر معظم السنّة والمسيحيين، في المقابل لم يهجّر أي علوي، بل بالعكس، جُلب شيعة وعلويون من مناطق أخرى ليسكنوا في غير مناطقهم في حمص، وهو بذلك يضمن:

• إعطاء عمق داخلي للدولة العلويّة المفترضة على الساحل السوري في السيناريوهات التي ما زلت مطروحة بالنسبة للنظام، على اعتبار أنّ الشريط الساحلي لوحده لا يمتلك مقومات دولة، وليس لديه أي عمق وسيكون محاصر من السنّة.

• وصل هذه الدولة المفترضة بالشريط الشيعي داخل لبنان (شرق وجنوب لبنان) وذلك عبر غرب محافظة حمص، على اعتبار أنّ منطقة غرب حمص على الحدود اللبنانية حلقة وصل بين علويي وشيعة سوريا (المنتشرين على الساحل السوري وأطراف حمص)، بشيعة لبنان في (الهرمل والبقاع).

• التمهيد في مرحلة لاحقة ربما ووفقا للمتغيرات الميدانية والعسكرية على الأرض من مد مساحة وجغرافية هذا الامتداد الطائفي إلى شرق سوريا ومحاولة وصله بالعراق، وهو الأمر الذي من شأنه أن يبقي المشروع الشيعي الإيراني حيّا، ويتحوّل السنّة في سوريا ولبنان والعراق إلى أسرى للحصار الشيعي وليس العكس.

ويتناغم هذا المخطط مع المشروع الجيو-طائفي في لبنان، والذي يباشره حزب الله منذ سنوات طويلة، والذي أكتسب زخما بعد العام 2006. إذ عكف خلال السنوات الماضية ولاسيما بعد العام 2006 على شراء أراضٍ من الطوائف الأخرى السنة والمسيحيين والدروز بمساحات هائلة، وبطريقة ممنهجة تحت أغطية متعددة، منها التجاري ومنها الاستثماري ومنها الإنمائي، لكنّها كانت حقيقة من أجل إنشاء امتداد طبيعي للشيعة الموجودين في جنوب لبنان وأولئك الموجودين في البقاع والهرمل، ووصلهم أيضا بالشيعة الموجودين في سوريا وعلويي الساحل السوري.

وعلى الرغم من أنه يصعب قراءة اختيار النظام في اختيار السويداء كمكان لاستيطان المجنسين الجدد، إلا أنه من الممكن تخمين بضعة احتمالات، ومنها:

• كونها منطقة أقليات، والأقليات أقل ممانعة لهكذا مشروع كما يعتقد النظام.

• زرع النظام سابقا لمهاجرين شيعة خاصة عراقيين في منطقة درعا القريبة.

• لكون المنطقة قريبة نسبيًّا من الحدود مع إسرائيل فهي ورقة ممتازة للمراوغة مستقبلا سواء في سيناريو شبيه بالسيناريو اللبناني، من حيث ابتزاز إسرائيل أو في سيناريو مقايضة تأمين أمن إسرائيل بالموافقة عبر هذه المنطقة بمقابل الموافقة على سيناريو دولة علوية في الساحل وحمص.

• إقناع الأقليات خارج دولة الساحل بانّهم لن يتعرضوا لأي أذى مع وجود هؤلاء المسلحين كضمانة لهم في سوريا مقسّمة.

أيّا يكن السبب الحقيقي، فإن ما يجري اليوم من تحولات لا بد وأنّ يترك ندوبه العميقة على الجسد السوري، وما لم يتم الانتباه إلى هذه الجروح الغائرة وتطهيرها مستقبلاً مع سقوط النظام في أسرع وقت، فإن معالجتها ستصبح شبه مستحيلة مع تحوّلها إلى سرطان يفتك بالجسد السوري.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

شيعة العراق بين وصيتي الوالي والإمام

بسم الله الرحمن الرحيمft16

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي
قال عمار الحكيم في كلمة بالاحتفالية التي أقيمت في مكتبه بمناسبة رحيل الخميني يوم 4/6/2014 ” نعاهد الخميني اننا سنمضي في بناء العراق على خطاه سائرين على طريقته ملتزمين بتوجيهاته”. بلا تعليق!
ملاحظة: أينما وردت كلمة شيعة فالمقصود بهم ذوي الولاء الإيراني.
يكره الشيعة ذوو الولاء الإيراني الدولة العثمانية كرها شديدا وهذا الكره يُعد طبيعيا ومقبولا لو كان سببه إن هذه الإمبراطورية جثمت طويلا وبكل ثقلها على صدور العراقيين، ودمرت مقدراته السياسية والإقتصادية والثقافية، وكان عبث وفساد الولاة من أسباب تخلفه الحضاري، بإستثناء الوالي مدحت باشا وعدد قليل جدا من الولاة الذين قاموا بإصلاحات محدودة. لكن الأسباب الرئيسة من وراء الكراهية هي طائفية بحتة. فالإمبراطورية العثمانية كانت محسوبة على أهل السنة، مع إنها لم تقف حائلا أمام المد الشيعي في العراق سيما في الجنوب وبقية الدول الخاضعة لسلطتها. وتجدر الإشارة بأنه عندما خلف الوالي علي رضا اللاز سلفه داود باشا في حكم العراق، إنتهج سياسة التسامح مع الشيعة، وكان يحضر مراسيم عاشوراء، ويقدم لهم المساعدات. بمعنى إن مراسيم عاشوراء في العراق بصيغتها الحالية بدأت في العهد العثماني، ولم يحاربها السلاطين رغم إنها كانت تجري برعاية الدولة الفارسية وحضور القنصل الإيراني.
والحقيقة إن إعلان السلطان عبد الحميد فكرة الوحدة الإسلامية والدعوة إلى التسامح إستثمرها الشيعة بكفاءة في عملية التبشير المذهبي في العراق. وكان هدف السلطان العثماني من طرح الفكرة هو محاولة التعويض عن خسائر الإمبراطورية في جنوب وشرق أوربا ومواجهة التهديد الروسي، لذا فقد كسب إيران لصفه ضدة الروس من جهة، والغرب من جهة أخرى. ولإبداء حسن النية أغدق بالهدايا والعطايا على العتبات المقدسة في العراق. وهذا ما لا تشير إليه مصادر الشيعة بالطبع.
علما بأنه منذ سبعة آلاف عام حكم الأتراك العراق (459) عام موزعة ما بين الدولة الجلائرية والإمبراطورية العثمانية. في حين حكم الفرس العراق لنفس الفترة (1141) عام يضاف إليها سنوات الغزو الأمريكي ـ الإيراني منذ عام 2003 ولحد الآن. لذا فإن كراهية الفرس الصفويين هي أوجب من العثمانيين من ناحية طول فترة الإستعمار والتدمير الذي لحق بالعراق وشعبه سيما في العهدين الصفوي الأول والثاني.
إن من أبرز أسباب كراهية الفرس للدولة العثمانية:
أولا: خسائر دولتهم الصفوية في حروبها أمام العثمانيين. وهذه الكراهية يغذونها للأطفال وتكبر معهم دون أن يفهموا سببها. حدثتني إحدى السيدات الإيرانيات بأنها عندما كانت طفلة وتلعب مع الجيران العابا مختلفة، كانت عقوبة الخاسرين في اللعب، ان يمسحوا بمؤخراتهم كلمة (القسطنطينية) بعد أن يكتبوها بالطباشير على الجدران بأحرف كبيرة فتتوسخ ملابسهم. وعندما سألتها عن السبب في إختبار عاصمة الخلافة الإسلامية؟ قالت لا أعرف!
ثانيا: النزعة المذهبية: حيث كان المذهب المتبع في الدولة العثمانية، المذهب الحنفي، والصفويون يكفرون جميع المذاهب الإسلامية ويعتبروها منحرفة، مع إن 90% من المسلمين هم من أهل السنة. وإن المذهب الحنفي أقرب للشيعة من غيره حسب نظرتهم للإمام أبو حنيفة.
ثالثا: تحديد التوسع الإستيطاني الفارسي، فقد كانت ومازالت الأفواه الحاكمة في إيران تتلمظ ويسيل لعابها أمام ثروات العالم العربي، وإطماعها التوسيعة معلنة للجميع، وهي من هذا الجانب لا تعمل بعقيدة التقية. وكانت الإمبراطوية العثمانية الحائل دون تحقيق مآربها الإستيطانية، وهذا ليس مدحا للعثمانيين فكلاهما قوى إستعمارية تعمل وفق مصالحها العليا.
رابعا: النزعة القومية. فقد كانت النزعة القومية في أوجها قبل إنهيار الرجل المريض، والفرس يحقدون حقدا كبيرا على كل ما يتعلق بالقومية غير الفارسية. والقومية العربية هي أكثر ما يثير حنقهم وسخطهم، فقد كانت ومازالت العدو اللدود لقوميتهم. وقد صدر الفرس هذه البضاعة الرديئة إلى شيعة العراق بعد الغزو الأخير، ولقت قبولا كبيرا. فالقومية العربية مذاقها كالسم عند غالبية شيعة العراق. وهذا الأمر لم يلد مع الغزو الأمريكي الإيراني للعراق مع إشتداد قوته. فقد عارض الشيعة بشدة فكرة تأسيس الجامعة العربية، لأنهم كانوا يخشون من إنضمام العراق إلى اتحاد كونفدرالي عربي، لأنهم بذلك سوف لن يشكلوا الاكثرية السكانية، وبفقدان هذه الميزة سيتراجعون الى موقع هامشي كأقلية. ومع بداية الغزو الأخير كان الزعماء الشيعة يوجهون إنتقادات لاذعة للعرب بشكل عام والعروبة ويحملونهم مسؤولية إضطهادهم المزعوم.
كان الحكام الفرس ومازالوا يعتبرون العراق جزء من إيران وكذلك الحال مع دول الخليج العربي. ففي عام 1925 نشر الملا بازار اعلانا في الصحافة ذكر فيه” ينبغي أن يراعِ العراق أمه دولة فارس، و مربيته القديمة تركيا إلى ان يظفر بإستقلاله” وحمل الاعلان توقيع آية الله حسين اليزدي على أساس إنه لا يقل عن مرتبة مجتهد قم الاكبر عبد الكريم الحائري حينذاك. وهذه النظرة الدونية للفرس إتجاه العرب لا تزال سارية المفعول. مع إنها نظرة تخالف التوجهات الإسلامية. فقد ذكر البيهقي الحديث الشريف” من أحب العرب فيحبني أحبهم، ومن أبغضهم فيبغضني أبغضه”. (لباب الأنساب والألقاب والأعقاب/13). والحديث الشريف” أحبوا العرب فإني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي”. (أخرجه البيهقي).
سنستعرض وصية الوالي العثماني مدحت باشا، ونقارنها بوصية الخميني. حيث يوصي الوالي مدحت باشا العرب بقوله” دعوا التعصب القومي والمذهبي، ولا تذكروا الإسلام والنصرانية واليهودية، ولا التركي والعربي والرومي والبلغاري والألباني، غضوا الطرف عن هذه الإختلافات، لأنها أكبر سلاح يحاربكم به الأعداء الظالمون. إنهم يفرقون بين القوميات والمذاهب ليستتب الأمر لإستبدادهم، ويأمنوا من تضامن الأيادي لمقاومتهم. كلكم مظلوم، الظلم لا يخص طائفة دون أخرى، ولا مذهبا دون آخر”.
أما الخميني فقد جاء في وصيته للشيعة” ان لاتغفلوا ابدا عن مراسم عزاء الائمة الاطهار، وخصوصاً عزاء سيد المظلومين ورائد الشهداء ابي عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات انبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة”. ويضيف” وتعلمون ان لعن بني امية – لعنة الله عليهم – ورفع الصوت باستنكار ظلمهم – مع انهم انقرضوا وولوا إلى جهنم – هو صرخة ضد الظالمين في العالم، وابقاء لهذه الصرخة المحطمة للظلم نابضة بالحياة”. (وصية الخميني نشرت عام 1989). نترك المقارنة والتعليق للقراء الأفاضل.
ونود أن نكشف ما ورد في وصية الخميني حول العراقيين سيما الشيعة الذين يحتفلون بمناسبة ولادته ووفاته ويرفعون صوره في الشوارع والساحات العامة إستفزازا لبقية العراقيين، وإشارة الخميني معيبة جدا للعراقيين بشكل عام والشيعة بشكل خاص. الطريف في الأمر إنه غالبا ما يقطع الكلام عند الإشارة إلى هذا الأمر الذي أوله” اننّي أدعي بجرأة ان شعب ايران وجماهيره المليونية في العصر الحاضر أفضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله”. أما التكملة من الوصية فهي” وأفضل من شعب الكوفة والعراق في عهد امير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهما. ذلك الحجازالذي كان المسلمون ايضا في عهد رسول الله – صلى الله عليه واله – لا يطيعونه ويتذرعون بمختلف الذرائع حتى لايتوجهوا الى الجبهة، فوبخهم الله بآيات في سورة التوبه وتوعدهم بالعذاب ولقد كذبوا عليه(ص) الى حد أنه لعنهم على المنبر – حسب ما روي واهل العراق والكوفة اؤلئك الذين اساؤوا كثيراً الى امير المؤمنين، وتمردوا على طاعته. وشكاواه – عليه السلام – في كتب الاخبار والتواريخ معروفه. ومسلمو العراق والكوفة اولئك الذين صنعوا مع سيد الشهداء ما صنعوا واولئك الذين لم يلطخوا ايديهم بدم شهادته،اما أنهم هربوا من المعركة أو قعدوا فكانت جناية التاريخ تلك”.(وصية الخميني نشرت عام 1989).
ما الذي يمكن أن نستشفه من هذه الوصية:
أولا: يعترف الخميني إعترافا واضحا بأن شيعة الكوفة هم الذين أساءوا إلى الإمام علي، وهم الذين خذلوا الحسين. وهذه شهادة حاسمة ضد كل من يحاول أن يبرأ أهل الكوفة من دم الحسين. وقد إعتبرها الخميني جناية تأريخية!
ثانيا: الإفتراء على الصحابة والمسلمون الأوائل الذين كانوا يتسابقون في نيل الشهادة وليس كما وصفهم الخميني. وإذا تراجع البعض منهم لسبب ما بلا عذر، فهم هامش لا يُعد، وهم ممن لم يتوغل الإيمان الصحيح في قلوبهم كالخميني تماما.
ثالثا: لاحظ أيضا إستخدام الخميني كلمة(جبهات) بدلا من غزوات موحيا في ذلك حربه العدوانية على العراق. ومحاولا تشبيه حربه على العراق كحروب علي بن أبي طالب الثلاثة على المسلمين.
رابعا: كراهية الخميني للعراقيين وهذا ما يتجلى بوضوح في قوله” وافضل من شعب الكوفة والعراق”. أما الكوفة فقد عرفنا السبب أما بقية العراق. فما علاقتهم بالحدث؟ كما أن نسبة كبيرة من شعب الكوفة آنذاك كانت من الفرس وليس من العرب.
خامسا: لا يوجد توثيق تأريخي بأن النبي(ص) لعن المسلمين على المنبر؟ بل توجد أحاديث تنفي هذا الإفتراء. ورد في سنن أبي داود أن النبي (ص) قال “إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت على قائلها”. (أخرجه أبو داود6/921). وعن ثابت بن الضحاك قال النبي(ص)” لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ”. (البخاري1/916). وعن أبي الدرداء عن النبي(ص) قال” لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ القِيامَةِ‏”. (المصدر السابق3/918). بل إن النبي(ص) رفض أن يلعن الكفار، بل رفض لعن ناقة وبعير، حتى الجماد رفض أن يُلعن كالريح لأنها مأمورة، فكيف يلعن البشر! فعن أبي برزة ، قالَ النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم‏ ‏”‏لا تُصَاحِبُنا ناقَةٌ عَلَيْها لَعْنَةٌ‏”. المصدر السابق9/924).
سادسا: يحث الخميني الشيعة على لعن الأموات من بني أمية، وهذا يخالف توجيهات النبي(ص) فقد ورد في الحديث” لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا”. (أخرجه البخاري). ومن يتحجج بالقول أن الله تعالى لعن الظالمين في الكتاب العزيز، فأن النبي(ص) حلٌ هذا المشكل في الحديث النبوي الشريف” لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا بِغَضَبِهِ وَلَا بِالنَّارِ”. (أخرجه أبو داود). فما يحق للذات الإلهية المقدسة لا يعني إقراره كحق طبيعي للبشر.
سابعا: يحث الخميني الشيعة على ممارسة طقوس عاشوراء، مخالفا بذلك وصايا النبي(ص) ووصايا الأئمة أيضا التي تتوافق كليا مع نهج الرسول(ص). عن أبي عبد الله قال” لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي، ولكن الناس لا يعرفون” (الكافي للكليني) وجاء في كتاب الإمام علي(ع) إلى رفاعة بن شداد” إياك والنوح على الميت ببلد يكون صوت لك به سلطان”. وهذا الامام الحسين(ع) نفسه يقول لأخته زينب” يا أختاه أقسمت عليك فأبري قسمي، لا تشقي عليّ جيبا جيبا ولا تخمشي عليّ وجها، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا هلكت”. (مستدرك الوسائل). وعن الإمام الصادق” ولا يقيمن عند قبر ولا يسودن ثوبا ولا ينشرن شعرا” (تفسير نور الثقلين). ومن المعروف إن هذه المراسيم لا علاقة لها بالإسلام فهي مأخوذة عن ايطاليا حيث كانت هناك مجاميع تسمى (جمعيات التسوط الأخوانية

Scuolo di San Rocco))

في أواخر القرن 16 ثم اختفت تدريجيا. ويذكر آية الله الدكتور مرتضى المطهري في كتابه (الجذب والدفع في شخصية الامام علي) بأن ” التطبير والابواق عادات ومراسيم جاءتنا من ارثوذوكس القفقاز، وسرت في مجتمعاتنا كالنار في الهشيم”. وهذا آية أيضا وفارسي، ولكنه يختلف عن الخميني بأنه حاصل على لقب علمي وليس حوزوي وشتان بين الإثنين.
علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

خناقة بين ملحد (سلفي سابق) وشيخ ازهري

أجرت الإعلامية إيمان أبو طالب، في برنامج “الباب المفتوح” على قناة «دريم 2»، مناظرة بين الشيخ سالم عبد الجليل، sheikhsaadmolhedوكيل الأزهر السابق، وملحد اسمه «أحمد الحرقان»، وهو تلميذ سابق للشيخ ياسر برهامي، نائب الدعوة السلفية, الذي قال «الحرقال:” إن الشعب المصري لديه حالة إنكار لعدد الملحدين في مصر، وعددهم بالملايين” فردّ عليه الشيخ سالم: «والله العظيم لو 90 مليون كفروا وألحدوا، لن يضروا الله في شيء، والعالم لن يحاسبه الله لأنه يبلغه والرحمن عليه الهداية”.

واتهم «الحرقان» الشيخ سالم بأنه يعلم الناس الإرهاب، ، وأن “الدين والقرآن ينشران القتل والإرهاب والتفجير»، مهاجمًا شيخ سالم: “أنت شغال شغلانة غير شريفة وأنتم نصابين», فرد الشيخ عبد الجليل إن “العلة في القتال ليس المخالفة، ولكن المخالفة، ومن يعتدي علينا نقاتله، فنحن نقاتل من بغى وتجبر، واعتدى علينا، ولا نبدأ بالاعتداء على أحد”.

والخطورة تكمن عند قول “عبد الجليل:” أن من ألحد يجب علينا محاورته حتى يعود لرشده، وإذا لم يفعل فأنا أقدم بلاغ للنائب العام ضد الملحدين أن من يجاهر بإلحاده على فيس بوك أو تلفزيون وينشر سمومه، يتم التحقيق معه، والقضاء له كلمتهم معهم، وحكم المرتد في الشريعة هو الذي جاهر بترك الدين وإساء إليه وشق عصا الجماعة، ويجوز قتله إذا رأه القضاء ذلك”. شاهد الفيديو


Posted in ربيع سوريا, فكر حر, يوتيوب | Leave a comment

رأي أسرة التحرير 16: مقارنة بين جيش الاسد وجيش الاحتلال الاسرائيلي

نشرت شبكة “قدس الإخبارية” فيديو لجنود الاحتلال قامت بنصب كميناً داخل منزل فلسطيني واحتجاز عجوز وزوجته tur2لاعتقال المتظاهرين, فقام أهالي “سلواد” باقتحام المنزل بالقوة، وبطرد الجنود الذين اختبؤوا داخل “حمام”, ونحن نعرض هذا الفيديو لكي نوثق الفرق بين جنود المجرم بشار الاسد وجنود الاحتلال:

أولا نحن ندين عمل جنود الاحتلال الاسرائيلي باستخدام منزل مواطن اسرائيلي-فلسطيني من اجل كمين لمظاهرة فلسطينية, وهذا يتعارض مع القانون الاسرائيلي وحتما ستتم معاقبة كل من شارك بهذا العمل من قبل السلطات الاسرائيلية.

ثانياً نحن نوثق ملاحظتنا على المنزل الذي يعيش به الاسرائيلي – الفلسطيني, ورفاهية عيشه, وبمثل هذا المنزل لا يعيش به في سوريا, ومصر, والاردن الا اهل السلطة والمقربين منهم من محتكري الاقتصاد وسارقي قوت الشعب وضباط الامن والمخابرات, والآن, حتما كل اهل سوريا, ومصر, والاردن يحسدونكم على هذه الرفاهية ويتمنون ان تحتل اسرائيل بلدانهم.

ثالثاً نحن نوثق معاملة جيش الاحتلال الانسانية الراقية مقارنة بمعاملة جيش المجرم بشار الاسد او اي جيش عربي يقمع المظاهرات بكل وحشية ودموية, والصورة تغني عن الف كتاب. شاهدوا الفيديو بالاسفل.

مواضيع ذات صلة: قائمة بكل الصور المسربة لضحايا التعذيب في السجون السورية التي وثقتها شركة كارتر راك

Posted in ربيع سوريا, فكر حر, يوتيوب | Leave a comment

الحرية لنا من طهران إلى بيروت

Sadek Abou Hamedfaqihassad

وابتهج عميل إيران في لبنان لمسرحية عميل إيران في سوريا.. وابتهجت إيران بعملائها وصلى خامنئي صلاة الشكر على سجادة من دم..! الحرية للشعوب من احتلال الملالي .. الحرية لنا من طهران إلى بيروت

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

ولست على ذمتك أو ذمة غيرك أنا مواطن مثلك

كمال غبريال لـ عدلي منصور: ولست على ذمتك أو ذمة غيرك أنا مواطن مثلكcopt

كمال غبريال الناشط القبطي

قال كمال غبريال، الناشط القبطي، “عزيزي المستشار عدلي منصور: أنا لست ذمياً، ولست على ذمتك أو ذمة غيرك. أنا مواطن مثلك، وربما لو عدنا إلى التاريخ، سنجد أن أجدادك قد جاءوا ضيوفاً غير مرحب بهم على أجدادي”.

جاء ذلك ردا على إشارة الرئيس عدلي منصور في خطابه الوداعي الأخير، للشعب المصري، إلى العهدة العمرية التي قطعها عمرو بن الخطاب من المسيحيون من أهالي البلدان التي دخلها.

وأضاف غبريال، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: إنه “أمر محزن أن نرى مستشاراً جليلاً مثل عدلي منصور، أسير رؤى تاريخية تجاوزها الزمن، للدولة وللعلاقة بين مواطنيها. . الرجل هكذا تجسيد فج لمأساة الثقافة المصرية”.

وتابع: “بافتراض وعي المستشار عدلي منصور لكلمات خطابه جيداً، فإن كلماته الطيبة، الحقيقية والعاطفية عن الأقباط، هي كلمات عامة، فيما حديثه عن دولة إسلامية وعهد ذمة، هي كلمات خطيرة، تشي بمستقبل أسود إن تم الأخذ بها، مضيفا، إن كان منصور “لا يدري محتوى العهدة العمرية ويستشهد بها، فتلك مصيبة، وإن كان يدري فالمصيبة أعظم”.

الجدير بالذكر أن الرئيس عدلي منصور هو أول من سن قاعدة الذهاب إلى الكاتدرائية المرقسية للتهنئة بأعياد المسيحيين بعد حالة التوتر التي شهدتها العلاقة بين مؤسسة الرئاسة من جانب والكنيسة والأقباط على الجانب الآخر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

هل الأخوان المسلمون يرتقون إلى مستوى النقد الذاتي..الحلقة الرابعة

هل الأخوان المسلمون يرتقون إلى مستوى النقد الذاتي … بعد كل هذه الألام والدماء والضحايا والدمار ؟؟؟؟ (الحلقة الرابعة

القرضاوي في بنامج الشريعة والحياة ومفهوم المواطنة؟

القرضاوي في بنامج الشريعة والحياة ومفهوم المواطنة؟

)

طالبنا الأخوان المسلمين عندما انقضوا بعد الثورة على الاستيلاء التمثيلي على المعارضة بعد الثورة، أن ينقدوا أنفسهم على رفعهم شعار (تعليق المعارضة وتجميدها) قبل الثورة، من أجل توحيد الجهود مع النظام في المعركة ضد إسرائيل على حد تعبيرهم، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث اعتبروا (أن ما بعد غزة ليس كما قبلها )، ليعودوا بسذاجة لا تقل انتهازية عن مواقف أحزاب (الجبهة التقدمية ) التي انضوت تحت راية انقلاب الطاغية الأسد الأب (الجيفة الملعونة الروح شعبيا ) الذي سوّق انقلابه (الطائفي)، بأنه وطني مقاوم معادي للإمبريالية وإسرائيل ضد شعبه اللاوطني العميل… فتوجه بتدمير سوريا على يد الأب في (حماة) الثمانينيات من القرن الماضي، واستكمله ابنه المعتوه في تدمير سوريا، ولقد شاركهم في هذا الموقف المكتشف لوطنية النظام ومقاومته حلفاؤهم الشيوعيون (المكتب السياسي)، الذين سجنوا عشرات السنين مجانا وعبثا، حيث اكتشفوا أن رفاقهم (الشيوعيين البكداشيين ) أكثر عقلانية منهم في اكتشاف وطنية ومقاومة النظام ،فلم يسجنوا، بل حصلوا على الوازارات وعضوية مجلس ( الدمى التهريجي ) وعلى سيارات المرسيدس مع السمعة الوطنية الممانعة والمقاومة مع محور التحالف الطائفي بقيادة إيران الصفوية قوميا باسم التشيع دينيا…

الأخوان هجموا للإستيلاء على تمثيل المعارضة بعد الثورة، استنادا لموازين اقليمية خارجية ( تركية –خليجية )، وليس لموازين قوى الثورة، دون أن يهتم أحد منهم برأي مئات آلاف القتلى من الشهداء والمساجين الذين يموتون تحت التعذيب والجوع بعشرات الألاف في السجون…

وكان من نتائج تسلطهم على الثورة، الوقوع في فخ العصابات الأسدية في (عسكرة الثورة ) ، ونقلها من ساحة المجتمع المدني والأهلي، إلى ساحة السلطة العسكرية والأمنية، بالتزامن مع رفع شعار (الجهاد) ، الذي نقل فضاء الثورة المدنية الشبابية من روحها السلمية إلى روح المواجهة العسكرية (الدينية )…

ولقد نبهنا الأخوان وشبابهم يومها إلى أن (الجهاد) هو التعبير الرمزي عن الحروب الدينية المحكومة بثنائية ( الكفر / لإيمان )، لكن ثورة شعبنا محكومة بجدلية ( الاستبداد / الحرية )، لكن ما كان منهم إلا أنهم راحوا يردون علينا بطريقة سجالية سطحية ظفروية ، قائلين: شكلوا كتائبكم العلمية …مفسرين أن المعركة بين الاستبداد والحرية، هي معركة (العلمانيين ) وليس الإسلاميين الذين معركتهم هي حرب ( جهادية بين الدين والكفر )، مما فتح الباب على التنافس (الجهادي) ، ومن ثم من هو الأشد إخلاصا للجهاد في سبيل الله …فظهرت داعش كمحصلة نهائية لهذا النهج في التفكير، بوصف داعش هي الأكثر تشددا وإخلاصا لشرع الله ( الجهادي)، وصدقا معه وفق التأسيس الأخواني …
حيث هذا الفضاء الطقسي الميثي الهوسي الهذياني سيوحد العالم خلف ( العصابة الأسدية البربرية الهمجية المتوحشة) بوصفها منقذة العلمانية والحضارة والحداثة …بعد عملية طويلة من اختراقات الفصائل المقاومة ومساومتها عبر الفساد المالي على دينها وضميرها لتساهم بذلك بصناعة صورة العدو ( الهمجي) المناسب للهمجية الأسدية، لتضيع الصورة بين القاتل والمقتول والضحية والجلاد…ومن ثم تساوي الثورة أخلاقيا مع الماافيات الطائفية الشيعيىة لفصائل التشبيح الإيراني ومشتقاته الطائفية العميلة في لبنان والعراق …
وذلك عندما شجعوا تكوين الجماعات الممولة التابعة لهم، على حساب الجيش الحر الأكثر إعدادا قتاليا وتنظييميا واعتدالا في منسوب وعيه الوطني والديني، ومن ثم تهميشه عسكريا من قبل الأخوان ، لتتم عملية انتزاع كل المكتسبات العسكرية التي حققها الجيش الحر على الأرض بهزائم متوالية قادتها بعده الفصائل التي نظمها الأخوان ..

والجموح الشهوي الشبقي للسلطة دفعهم لاحتلال المجتمع المدني والأهلي عبر ما سموه (محاكم شرعية ) ، ففتحوا الأبواب مشرعة ، أمام (جاهلية داعش والقاعدة )، ليشيعوا أجواء من الخوف والرعب، أصبح الرعب الأسدي مزحة أمام هول هذه المحاكم الكابوسية البدائية لجهاديين صغار مراهقين تتحكم بمنظورهم للمجتمع والحياة غرائزهم الجنسية المكبوتة …وقد أسس الأخوان لهذا المنهج ، عندما اختصروا الشرع الإلهي في منظومة أحكام ترى كل مشكلات المجتمع كامنة في (جسد المرأة العورة ) ، مشكلة بمصفوفتها الفقهية، للأساس الشرعي لمنظور داعش المكبوت جنسيا واجتماعيا وعقليا وسلوكيا ونفسيا .

هل سيتمكن الأخوان من قراءة ملاحظاتنا هذه …ويعيدوا النظر في منظومتهم بكليتها التي قال لهم العالم صرحة أخيرا، أنها لا يعوّل عليها لقيام شرق أوسط آمن ومستقر، وذلك من خلال التأييد العالمي لإسقاط نظامهم ولو عبر العسكر في مصر رغم أن ذلك لا يسر الغرب المدعي مشروع الدمقرطة ….مما يقطع الأمل نهائيا بممكنات قبول العالم بمشروع أخواني بغض النظر عن درجة نبل الموقف تخطت عمر الثمانين الأخلاقي لهذا العالم ،الذي يبدو أنه حسم أمره نحو سيناريو عالم عربي يمكن أن يقوده الإسلاميون بالرفض القاطع.. بعد أن لم يظهروا من الأبوة السياسية الحكيمة ( حتى التقليدية البطركية)، نحو الاحتضان الأبوي لمجتمعاتها، ومن ثم لكل القوى السياسية الجديدة، بالقياس لحركة الأخوان التي تجاوز عمرها الثمانين مصريا …

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

خازوق رفيع المستوى للعراقيين

قبل الانتخابات باكثر من شهر توجه سعادة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي الى عدة محافظات ومنها ذي قار حيث وزع ft16هناك سندات تمليك اراضي على المواطنين،ومن هناك قال انه سيكون لكل عراقي سكن.
فرح القوم في ذي قار وبعضهم قال لقد اتانا الفرج ولم نعد نحمل هم الايجار و”منية” صاحب العقار.
ولكن هذه الاحلام تبخرت بعد ايام حين وجد القوم ان سندات الملكية قد ذهبت الى”الخال وابن اخته”.
وسكت القوم كالعادة لأنهم اعتادوا السكوت منذ سنوات طويلة بل ادمنوه ولم يعودوا يهتموا للامر فسيان عندهم ان سكنوا في بيوت الطين او التنك فقد اصبحت حياتهم مسخرة المساخر.
وامس ، وبالامس فقط، اتضح ان السادة النواب المرشحين للانتخابات وعدد من الوزراء قد وزعوا سندات ملكية اراض في ميسان لاوجود لها.
وحين تقرأ حنان الفتلاوي ماصرح به مجلس محافظة ميسان امس ستعود لتبحث عن فضائية معروفة لتنفي كل كلمة قالوها وربما ستقول كعادتها انه محض افتراء وهذا الكلام “مصلخ” عن الصحة.
وامس ،وبالامس فقط،اتهم مجلس محافظة ميسان الحكومة الاتحادية في بغداد بتحكمها في مفاصل المحافظة من خلال “حرمان الحكومة المحلية من اتخاذ قرارات او تعطيل مشاريعها ورفض محاسبة واستبدال مسؤولين فاسدين، وان آخر المشاكل التي خلقتها الحكومة لميسان هي توريط مجلس المحافظة مع مواطنين ميسانيين تسلموا سندات ارض من قبل ساسة ونواب ووزراء قبيل فترة الانتخابات لدواع انتخابية، وتبين الآن ان هذه الأراضي غير موجودة على ارض الواقع وان سنداتها غير رسمية”.
وقال عضو مجلس محافظة ميسان سرحان الغالبي في حديث الى “المدى” العراقية، ان “الحكومة المركزية في بغداد تسيطر على جميع مفاصل المحافظة لذلك لا نستطيع العمل بحرية من اجل خدمة المدينة والمواطن الميساني وان “مجلس المحافظة لا يستطيع محاسبة أي موظف او حتى إقالة مدير قسم مثلا على الرغم من وجود الفساد في عمله كما
ان “الوزارات في بغداد تستخدم صلاحياتها الواسعة لتعطيل عملنا وقد قام المجلس بلقاء رئيس الوزراء بخصوص منح الصلاحيات إلا انه لم يستجب لمطالبنا، وبقيت إمكانيات المحافظة ضعيفة أمام قوة الحكومة المركزية في اتخاذ القرارات”.
ترى ماذا ستقول الفتلاوي للسيد الغالبي بعد خصوصا وانه يملك الادلة على كل ماقاله.
المشكلة العويصة هي ان مجلس المحافظة بستقبل يوميا عشرات المواطنين ممن يملكون سندات تمليك اراض يريدون استلامها.
هل يقولون لهم راجعوا النواب والوزراء الذين سلموكم هذه السندات ام يقولوا ان هذه الاراضي لاوجود لها ام يغلقوا ابواب المحافظة ويذهب كل الى حال سبيله؟.
ان الامر ليس بهذه السهولة فقد وقع الفاس في الراس واعطى هؤلاء المساكين اصواتهم لمن لايستحق.
ماهو الحل اذن؟.
امام هؤلاء المواطنين خياران لاثالث لهما، اما السكوت وهو الارجح او اللجوء الى القضاء لفضح هذا التلاعب وهو امر بعيد الاحتمال.
عضو مجلس المحافظة عيسى هاشم كان هو الآخر واضحا جدا حين قال ان “الحكومة الاتحادية غير متعاونة مع مجالس المحافظات، وهنالك مناطق كثيرة يرثى لها في محافظة ميسان وأطرافها ونواحيها وقراها، وهنالك سوء في الخدمات وبطالة، ومشاكل كبيرة في مفردات البطاقة التموينية ومخازن ميسان خالية من المواد الغذائية بسبب عدم إقرار الموازنة
وان “الحكومة المحلية في ميسان في صراع كبيرمع حكومة المركز بسبب الصلاحيات التي سلبتها بغداد من المحافظات
واننا لا نستطيع كحكومة محلية ان نقوم ببناء أي مشروع للصحة او للتربية او تغيير التصميم الأساس والوحدات الإدارية وغيرها من الأمور إلا بموافقة بغداد، وهو أمر غير مقبول ولن يؤدي الى تطوير المحافظات ولا يسمح بتطبيق اللامركزية الذي تتبناها الدولة العراقية ،وان “الخلاف كبير بين وزارة المالية والبلديات بخصوص تمليك الأراضي على المستحقين المسجلين منذ 8 سنوات وبسبب هذا الخلاف لم يحصل أي مواطن على حقه”
فاصل تابع لما قبله: مازال بعض المسؤولين يلجأون الى الدستور الاعرج حين تضيق بهم النوائب.
ولكم ياعمي أي دستور أي بطيخ.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

ليش يا ألله ما خلقتنيش مسيحي!

ليش صار من أول هيك ؟ ليش يا ألله ما خلقتنيش ابن للرائعة وفاء سلطان أو للسلطانة وفاء سلطان !؟ أو أخ لها أو ليش ما valantineخلقتنيش أي شيء آخر عدى أن أكون في مجتمع عربي مسلم لا يحترم لا الحرية ولا الثقافة ولا حقوق الإنسان .

أنا مش عارف كيف تتم عملية توزيع المخلوقات هل هي مثلاً على النقص العام ؟ يعني إذا في نقص باليهود أو إذا في نقص بالمسيحيين أو إذا في نقص بالهندوس بصير مثلاً توزيع حمل النساء على هذا الأساس ؟ أم على حسب الجغرافيا أم على حسب الطلب , أم على حسب الرغبة أو المزاج ؟ مش مهم المعرفة المهم أنا متضايق من وجودي في المجتمع الأردني الإسلامي.

طيب ما شي يا ألله هذي خلص راحت على واحد مثلي يعني الآن أنا صار عمري على بداية الأربعين يعني مش معقول إنك ترجع وتعيد تشكيلتي من جديد استغفرك(استخفرك) وأتوبُ اليك بعرف إنك على كل شيء قدير , بس أنا من قهري بحكي هيك, هذا النظام اللي أنا عايش معه يستحيل عليه أن يتقبل الآخرين , طل عليه وشوفه ما حدى طايق الثاني حتى في الأسواق بدفشوا بعضهم البعض وعلى الإشارات الضوئية بسبوا بعضهم اللي على يمين الإشاره بسب بللي واقف على يسارها وما حدى طايق حدى .

وكمان يعني يرفض الشيوعي والليبرالي والاشتراكي والغريب إنه المجتمع المسيحي والليبرالي دائماً ما يقدم له المساعدات ومع ذلك حين أفكرُ باحترامه يقوم بسبي ولومي وتعذيبي , أنا يا الله مضطهد تضطهدني أجهزة البيرقراط الفاسد والمتعفن , بس أنت قادر على قلب النظام الاجتماعي الأردني إلى نظام اجتماعي آخر يؤمن بالحرية وبالحب وبالرومنسية وبمساواة المرأة بالرجل وليس (بالرِجل) بكسر حرف الراء , يعني زي ما إبتعمل دائماً بس بدك تقلب أي بقعة جغرافية بتقلب الأرض من خلال زلزال جيولوجي , وهذه المرة إنا بدي منك زلزال فكري ..أو ليش يا الله ما خلقتنيش مسيحي ؟!

ليش صار هيك ؟أنا عتبان على الرب , أنا عتبان عليك يا رب أنك خلقتني أيضاً أردنياً أعيش مع نظام اجتماعيٍ لا يريد أحد أن يعيش معه فهو لايريد معه لا الشيوعي ولا الليبرالي ولا اليهودي ولا ..إلخ ليش يا ألله ما خلقتنيش مواطن ألماني أو فرنسي ؟ والله فكرة أن أكون مواطناً فرنسياً هذه الفكرة بصراحة لأول مرة ٍ أفكرُ فيها , طيب ليش يا الله ما خلقتنيش مواطناً محبوباً من قِبل الدولة والنظام ولا يفترون عليّ , ليش يا الله ؟ ما هو أنا الآن كويس وعال العال وبفكر بشكل سليم وباكل بشكل سليم وأستطيع التعايش والتأقلم مع أي نظام آخر وكل هذه الصفات لا تنطبق على المسلمين هذه تنطبق على المسيحيين , عن جد يا الله ليش ما خلقتنيش مسيحياً أتعايش مع نظام اجتماعي مسيحي يؤمن بالحرية وبالتعددية الفكرية وعنده تمييز بين الدين كدين وبين الفكر السياسي والاقتصادي ويساوي بين المرأة وبين الرجل ويحترم المثقف ويعامله باحترام .؟!.

شو صار؟ ليش صار فينا هيك ..ليش يا الله ما خلقتنيش مسيحياً أو يهودياً , لماذا جعلتني مسلماً يسبني المسلمون وينتهكون حرماتي وكلما أرادوا أن ينشروا عني الأكاذيب يحضرون القرآن الكريم ليكي يقسمون عليه إيماناتهم الغليظة وذلك لكي تصدقهم الناس ..

آخ يا الله ليش ما خلقتنيش مسيحياً ؟! كان الآن أنا جالس في إحدى الكنائس أمام صورة الرب ومن حولي كاثوليك يحترمون الفن التعبيري والخيال الصادق لقد كان سر نجاح الكاثوليك الفني أنهم استعملوا الخيال الواقعي الممكن في تخيلاتهم عن الرب والعذراء أمنا البتول مريم العظيمة .

ليش يا الله ما خلقتنيش من أول مواطناً مسيحياً كان من أصله ما كانش في عندي داعي لأكونَ علمانياً أو متهماً بالإلحاد , كان شاهدت احترامات كبيرة للدين وللفكر وللثقافة وللفن , ليش يا الله من أول ما كان في تصالح بينك وبين مجموعة أعضائي التي خلقتها لتشهد على كذب وفجور وتزوير الحقائق, ليش يا الله جعلتني في المجتمع الأردني عالةً على الحكومة والنظام لكي أفقد حقي في تقديم إبداعاتي الفنية؟ ليش هيك؟.

ليش صار من أول هيك ؟ أو ليش يا الله ما خلقتنيش مسيحياً بروتستانتياً أومن بالموسيقا وبالطرب ولا أحد هنالك يمنعني من الغناء أو من الاستماع للموسيقا ؟
ليش يا الله ما خلقتنيش يهودياً ؟ كان الآن أنا عايش في جمهورية إسرائيل حيث هنالك دعمٌ للثقافة وللعلم وللحرية وللمرأة .

ليش صار من البداية هيك ؟سأثبتُ لكم يا شباب هشاشة النظام الإسلامي في العظم وفي المخ وسأثبت لكم أنه مصاب بانحناء كبير في العمود الفقري الذي يربط فقرات المجتمع وشرائحه يبعضها البعض وسأثبت لكم كم يحتقر هذا النظام المرأة ليتخذها وسيلة للإيقاع بالمثقفين , لقد عمل هذا النظام سنة 1996 في جامعة اليرموك على استغلال النساء والبنات في الجامعة من أجل إرعابي وتخويفي والتهويش بي لأجل الهروب من موقع العمل , وكان العمل يعزُ عليّ جداً جداً نظراً لأنه يوفر لي ساعات فراغٍ طويلة بعد الانتهاء من العمل وهذا الفراغ يعطيني القدرة في التواصل مع الثقافة ومؤسسات ثقافية , وهددوني وبعثوا لي بأكثر من بنت لكي تشتكيني في الجامعة , وفعلاً فعلوها أكثر من مرة وأذكرُ أن هنالك (بنت) كانت محترمة جداً يقومون بكتابة رسائل لها باسمي ويكتبون لها على باب مكتبها عبارات حقيرة من أجل أن تقوم هي برفع دعوى ضدي وكانوا يلتفون من حولها ليقدموا لها شهادات زور وباطل بحقي ويحلفون على القرآن يميناً كاذباً وكانوا كلما أرادوا أن يكذبوا كذبة كبيرة يستعينون بالقرآن من أجل الحلفان عليه وذلك لكي تصدقهم البنت والناسُ أجمعين .

طبعاً لا يوجد نظام ديني أو ثقافي آخر يحتقر المرأة كما هو الإسلام وأنا أستغرب لماذا خلقني الله مسلماً في مجتمع ٍ إسلامي لا يحترم لا الثقافة ولا المرأة ولا الحرية ولا الديمقراطية .
ليش يا الله ما خلقتنيش في مجتمع ليبرالي يحترم الإنسان والحرية والتعددية الفكرية حيث لا يسألني هنالك أحد عن طبيعة تفكيري ؟!
الإسلام عندنا يحتقر المرأة ويستهدفها من خلال اعتبارها عورةً ومن خلال اعتبارها سلعة رخيصة , والإسلام لا يحترم المرأة وحسب! وإنما يحتقر ويحارب كل شيء وسأثبتُ لكم الآن هشاشة الإسلام أو النظام الإسلامي .

مثلاً لو كنت شيوعياً أو ليبرالياً وهو الحاصل وهو ما حصل معي في جامعة اليرموك سنة 1996م فإن الإسلام يقفُ ضدي قبل أن يقف ضد االيبرالية وسيقول الليبرالية كفكر ليس لنا فيها علاقة وإنما نحن نريدُ أن نهدي هذا الضال أو هذا الفاسق وحين يحاولون معي وأمتنع سيتوجهون لي بالرسائل وبالرسل وسيأتينني أول رسول من حزب جبهة العمل الإسلامي أو حزب التحرير أو الإخوان المسلمين وسيقول لي : اسلم تسلم وحين أرد عليه مثلاً أنا ليبرالي حر سيقولُ لي فوراً وجب عليك التوبة والاستحمام بالشامبووأنت تشهد (أن لا الله إلا الله وأن محمداً رسول الله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغُ عنها إلا ضالٌ أو مبتدع ), ويجب عليك من جديد دخول الإسلام أو يفعلون بي ككل مرة حيث يطلقون ضدي الإشاعات ويحذرون الناس من التعامل معي , ولا يوجد أي نظام ديني أو ثقافي في العالم يقيم تحالفات مع أجهزة البيرقراط الفاسد مثلما هو الإسلام فإذا أراد أي نظام الإيقاع بشيوعي يرسلون له بالمسلمين وإذا أرادوا أن يحاربوا الليبراليين يرسلون له أيضاً بالمسلمين وإذا أرادوا محاربة اليهود واتفاقيات السلام يرسلون لهم بالمسلمين وإذا أرادوا الاختلاف مع اتفاقية (سيداو) يرسلون لهم بالمسلمين , فهذا النظام يا الله لا يتفق مع أي مبدأ في الكون , فليش يا الله ما خلقتنيش مخلوق آخر أي شيء مش مهم لون البشرة أو لون العينين المهم أن أكون أي شيء ما عدى أن أكون مواطناً عربياً مسلماً محتقراً أينما ذهبت.

الإسلام يا الله لا يتفق مع الشيوعية وهذا طبعاً لأن الشيوعية دين الملا حدة الذين لا يعترفون بوجود الله وليس لأن الشيوعية دين المساواة بين طبقات المجتمع .
ليش يا ألله ما خلقتنيش مسيحياً , كان الآن أنا أينما أذهب في العالم يفتحون لي أبواب المطارات , أو ليش يا الله ما خلقتنيش يهودياً كان الآن أنا أينما ذهبت في العالم أتفق وأتحالف مع أي مبدأ فكري آخر وكان في كل سنة وفي كل عام أحصل على أكثر من 300 براءة اختراع, كل الدول العربية الإسلامية من أفريقيا حتى الخليج العربي لايسجلون ربع ما تسجله جمهورية إسرائيل من براءات اختراع وكل تلك الدول تستورد حبوب ومنشطات جنسية أكثر مما تقوم به جمهورية إسرائيل من دعم للبحث العلمي في جامعاتها , فليش يا ألله ما إحترمتنيش وخلقتني يهودياً شوف صفاتي كلها صفات تدلُ على أنني ولد مؤدب أحترم الحرية والرأي والرأي الآخر مثلي مثل العظيمة (وفاء سلطان) أو (السلطانة وفاء سلطان ).

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

واشنطن تقدم اسلحة فتاكة للجيش السوري الحر

رايس تؤكد أن واشنطن تقدم اسلحة فتاكة للمعارضة في سوريا obama

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment