أيقونات كوباني يبقين نجوم في العلى خالدات

kurd** أيقونات كوباني … يبقين نجوم في العلى خالدات **

المقدمة
ألايقونة صورة حقيقة أو تحفة فنية لاتكرر نفسها ، يجسدها صاحبها بريشته أو بقلمه أو بأداة ما بعد أن يكون قد صورها في مخيلته ؟
وغالبا ما يكون مكانها ألاديرة أو الكنائس أو قاعات المتاحف العالمية لتبقى شاهدة على عبقرية صاحبها ؟
ولكننا اليوم لدينا أيقونات من نوع أخر هى نادرة جداً في زماننا التافه هذا ، إيقونات بشرية حقيقية تجسد أسمى قيم البطولة والحرية والإنسانية في محاربة قوى الشر والظلام ، التي جسدها إله غار حراء في صعاليكه يوم ذالك ودواعشه اليوم من معتنقي الاسلام ؟

هذه الأيقونات النادرة خلدت نفسهاليس فقط في قلوب الآباء والأمهات بل أيضاً في عقول وقلوب وضمائر كل الشرفاء وألمنصفين ؟

ولا يسعنا إلا أن نقول لهن ( الراحة الأبدية أعطيهم يارب ، ونورك الدائم يشرق عليعهم )

** وهذه القصيدة مهداة لللواتي قدمن أرواحهن قرابين حية بريئة على مذبح الحرية والكرامة ألإنسانية والوطنية ، قيم مع كل ألاسف لم يستطع أن يصونها بعض الرجال ، سلام …؟

دعوني أرحل في عيونكن الجميلات
أيتها الراحلة إلى دنيا الخالدات

كزورق راحل دون بوصلة
ودون شراع دنيا المتاهات

وليتتقاذفني أمواج الحقائق المرة
صعودا وهبوطا رغم ألالم وألأهات

فلا خوف بعد أليوم على أشبال
تقاتل أمهاتهم في الميادين كاللبوات

فهنيئا لمن أقسمن بدمهن
أن لا تذل أمة تصون
ألأرض والعرض والدم والرايات

من يصنعن الرجال الرجال
ويصنعن التاريخ وبذار الحضارات
رغم كيد الحاقدين والحاقدات

فأرقدن يامن رحلتن صغيرات
في جناة الخلد مطمئنات
وفي قلوب ألاحبة والأمهات

وبئس زمان الغدر والفاسقات
وجهاد النكاح يحلل بأيات
بعلم أو بجهل معذورات

أيا مراجل الثوار والإيثار
وبيت كل قصيدة بالدم مهداة

فغدا ستكون مدينتكن محجا
للثوار وقبلة العشاق والعاشقات

وبعد زوال الحروب وأرباب الغزوات
سيموت ألاشرار وتجار الدين غيضا
ووكل الداعين لكم بالشرور والتهلكات

وستبقى تلك الخربشات التى
على جدران الموت وشبابيكه
ملحمة تروي سفر الصامدات

ويبقى الموت في الحياة نوعان
موت بذل وعار وخنوع وتبريرات
وموت كالنجوم في السماء خالدات

وأخيرا بلغة المنصفين والطيبين نتساءل
أيعقل دول تخشى حراب الحثالات
ونساء تمرغ أنوف الترك والدواعش
والداعين لهم في أكياس النفايات

***

سرسبيندار السندي
Nov / 5 / 2014

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

تضرب هنت وهالتقرير يا ميليس ويا حقير

sonfathassثقافة بعثية من وحي الحركة التصحيحية :
بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام ٢٠٠٥ ، تداعت الدول الغربية و مجلس الامن و اصدروا قرار بسحب تفويض سوريا الاسد بإدارة اعمال لبنان ، و تم تشكيل لجنة تحقيق لاستقصاء الحقائق اللي أدت الى اغتيال شهيد لبنان ، و أتكلّف القاضي ديتليف ميليس برئاسة هاللجنة..
اثناء عمل اللجنة و تقرير ميليس الاول اللي بيشير الى تورط النظام السوري باغتيال الشيخ رفيق ، تصادفت مع احتفالات شعبنا و افراحو بمناسبة الحركة التصحيحية المجيدة، اللي عبّر عن فرحو بحلقات الدبكة ، و اتعلّقت اللافتات على حيطان مستوطنة اللاذقية..
و على باب فرع حزب البعث في المدينة ( قصر عائلة سعادة سابقاً )، قعد امين الحزب و رفاقو الحزبيين بالصف الاول من الاحتفال اللي انعقد هونيك، و كان فوق راسهون لافتة مكتوبة بالخط العريض و بالالوان العلوية الفاقعة تعبّر تماماً عن ثقافة البعثيين و عن اسلوب تفكيرهم :
و اللافتة بتقول :
تضرب هنت و هالتقرير ، يا ميليس و يا حقير..
ملاحظة : هدول حكمونا خمسين سنة..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

فيديو بوتين يلقى طرفة غير لائقة لميركل عن ليلة الدخلة فتحتقره

في هذا الفيديو يلقى “فلاديمير بوتين” عديم الاخلاق طرفة غير لائقة على المستشارة الالمانية ميركل فتقوم هي بزوره عابسة باحتقار تعبيراعن انه انسان غير محترم وملخص الطرفة بترجمة شخصية من الروسية: كيفما فعلتي في ليلة الدخلة فالنتيجة واحدة.؟؟ ومعناها مهما فعلتي يا ميركل فسيتم نكاحك

obamapuyin

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

الاتجاه المعاكس: هل يستطيع التحالف الدولي القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية؟

faisal

القوات الدولية تنسحب من افغانستان خلسة دون أن تستطيع الانتصار على طالبان. كيف سينعكس هذا الانسحاب على التحالف الدولي الذي يستهدف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق؟ فيصل القاسم يطرح هذا السؤال وغيره على أحد مؤيدي ابي بكر البغدادي وسياسي كردي

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

داعش يستهدف كندا للتجنيد ويطلب مساعدة المهندسين والأطباء

gazairaq

أعلن تنظيم “داعش”، عن حاجته لمدير تنفيذي في إنتاج البترول، وعلى الراغب في العمل إرسال السيرة الذاتية شرط أن يكون “مخلصا” للتنظيم. وبحسب “التايمز” البريطانية، فإن التنظيم سيدفع راتبا قدره 225 ألف دولار سنويا للموظف الذي سيقع عليه الاختيار. ويدر انتاج البترول للتنظيم يوميا ما يقرب من مليوني دولار.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

فيديو طفل داعشي يدعو لقتل الكفار وسبي نسائهم

فيديو يظهر صبي يدعى” أبو جعفر” يخطب عن “الجهاد” في الشارع, حيث استقطب تجمع صغير من الأطفال والكبار، وكان childgaiishpledgeيحرسه متشدد مسلح، الولد يلعن أوباما ويدعو إلى الجهاد، ويتعهد بغزو شبه الجزيرة العربية وقتل حكامها. وكان شريط الفيديو الأصلي أكثر من 15 دقائق طويلة. وكان قد نشر لابو جعفر سابقا خطبة  بعنوان “الحياء”. وفقا لصفحة الفيسبوك لمركز الدعاة للجهاد، الذي نشر فيديوهاتهم التي تم تسليمها في سرمدا قرب إدلب. تم تأسيس مركز للدعاة الجهاد من قبل الداعية السعودي “عبد الله المحيسني ” وهو من قدامى المقاتلين الأجانب في سوريا، الذي أعلن في سبتمبر ايلول انه فتح معسكر للتدريب العسكري للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 وما فوق.

This video-clip, posted on the Internet on October 28, features a boy called Abu Ja’far (“The Father of Ja’far”) and is titled “The Jihad.” In the “street sermon,” which attracted a small gathering of children and adults and was guarded by an armed militant, the boy curses Obama, calls for Jihad, and vows to conquer the Arabian Peninsula and kill its rulers. The original video was over 15 minutes long. Another address by Abu Ja’far, also posted on the Internet, was titled “Modesty.” According to the Facebook page of the Center for Preachers of Jihad, which posted the addresses, they were delivered in Sarmada, near Idlib. The Center for Preachers of Jihad was founded by Saudi preacher Abdallah Al-Muhaisini, one of the veteran foreign fighters in Syria, who announced in September that he was opening a military training camp for boys aged 14 and over.

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

دي ميستورا يفصح عن السياسة الاميركية في سوريا

stafandemestoraطلال عبدالله الخوري 4\11\2014 مفكر دوت اورج

اطلعت اليوم على حديث مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا” الى قناة ال” سي ان ان” الاخبارية الاميركية, وسأحاول ان اقرأ سطوره وما بينها لكي احاول رسم, ولو بالملامح, الخطوط العريضة للسياسة الاميركية في سوريا وما ينتظر شعبنا المكلوم, حيث من المعروف بان اميركا هي اللاعب الاول في العالم وما تقرره هو اللذي سيقرر على ارض الواقع.

أولا: يقول ميستورا ان هناك معلومات استخبارتية مؤكدة بان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” يتقدم باتجاه حلب، ويعتبر ان هذا شئ ايجابي لان هناك فرصة ذهبية لنصب فخ له تكون فيه نهايته.

ثانياً: هو يعتبر بان ايقاف داعش سيعطي مؤشرات ايجابية للشعب السوري اللذي اصبح يخاف من وصول داعش الى مناطقه.

ثالثاً :ان ايقاف داعش يعطي فرصة الى خطوة لاحقة وهي وقف الاقتتال في المناطق الاخرى, مما يؤدي لاحقا الى اعطاء الظروف والاجواء المناسبة الى بروز دور الحلول السياسية.

رابعا : يعتبر دي ميستورا أن جميع الحلول تم تجربتها في سوريا وقد انهكت بالمحاولات, من اقناع بشار الاسد بالتنحي الطوعي, الى التفاوض بمؤتمرات جنيف, الى الاقتتال العسكري في كافة المناطق السورية ولم تؤدي الى اي شئ لأي طرف, فربما بعد ايقاف داعش على ابواب حلب  تكون جميع الاطراف قد استوت بعد اربع سنين من الاقتتال والدمار لتقبل الحل السياسي.

من هنا نستنتج بأن الخطة الاميركية تجاه الكارثة السورية هي ببساطة على الشكل التالي:” دعهم يقتتلون حتى ينهكون فيفهمون بان الاقتتال ليس منه جدوى ولن ينتصر احد ولن تسمح اميركا لاي طرف بان ينتصر, وعندما يفهمون هذا سيجلسون سوية ويخرجون بانفسهم بحل سياسي يرضي الجميع من دون وجود عائلة الاسد بالسطلة”.

لقد ساعدت اميركا الشيعة في العراق على الانتصار على صدام حسين فكانت النتيجة بان الشيعة صدقوا انفسهم بانهم انتصروا فاخذوا يظلمون السنة والاخرين.

لقد ساعدت اميركا الثوار الاسلاميين في ليبيا على الانتصار على القذافي فصدقوا انفسهم بانهم انتصروا فاخذوا يستبدون بالاخرين ويظلموهم.

لذلك على ما يبدو بانه لن يكون اي منتصر بسوريا والحل سيكون سياسي  من دون الاسد! وهذه هي بالضبط السياسة الاميركية في سوريا ونرجوا ان تفهم المعارضة هذا وان تفهم مليشيات الاسد هذا ويوقفوا الحرب, لان اميركا على ما يبدو ليست مستعجلة على انهاء الحرب لصالح اي طرف, طالما ان الاطراف لم تع بانه لن يكون هناك منتصر قط , والشعب السوري يجب ان ينتصر باكمله من خلال حل سياسي يرضي كل المكونات, نقطة على السطر انتهى.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الموارنة والصراع السياسي التأريخي في لبنان1

raiiالموارنة والصراع السياسي التأريخي في لبنان(1)
بقلم : عضيد جواد الخميسي
الموارنة ظهروا لأول مرة في القرن السابع. وفي القرن الثامن ، وأصبحوا طائفة مستقلة تعيش في الأغلب في جبال لبنان.
كانت غالبية الشعب اللبناني ، ومنهم الموارنة من الآراميين السريان الذين كانت لغتهم وطقوس كنيستهم سريانية. غير أن الإسلام وجد طريقه إلى لبنان في القرن الثامن في عهد الأمويين والعباسيين الذين حاولوا احتلال لبنان إلا أنهم أخفقوا بسبب التضاريس الجبلية.. ومنذ القرن الحادي عشر ، أضاف الدروز عنصراً جديداً إلى بنية لبنان الديموغرافية. وفي الوقت الحاضر ، نجد عدداً كبيراً متـنوعاً من الأديان والملل في لبنان ، لا يعيشون على الدوام في سلام وانسجام. كما أضاف التحول الإسلامي القريب العهد في إيران ، بعداً آخر إلى وضع ديني معقد في لبنان. فالخميني استخدم الشيعة في لبنان لهيمنة شيعية في ذلك البلد بالقوة واستعمال السلاح إذا دعت الضرورة لذلك. فما هو موقف الموارنة من هذه الفوضى السياسية والطائفية في لبنان ؟
بالرغم من أن الموارنة ظهروا كجماعة دينية مستقلة في القرن الثامن إلا أننا لا نسمع بأنهم لعبوا أي دور في الشؤون السياسية في الشرق الأوسط حتى زمن الصليبيين.
حصل الصليبيون ، بعد احتلالهم أنطاكية سنة 1079 ، وأثناء حملتهم على أورشليم ، على مساعدة كبيرة من قِـبَـل الموارنة ، الذين رحبوا بهم في عيد الفصح ، في 10 نيسان عام 1099 .
إن لهذا الاتصال بالصليبيين مغزاه الكبير لأنه احيا آمال الموارنة فصاروا يعتقدون أن في مقدورهم ولأول مرة الاعتماد على حليف مسيحي ضد المسلمين. كما أن هذا الاتصال قد أيقظ أيضاً شعوراً جديداً لدى الموارنة بأنهم طائفة متفردة ، وهي الطائفة القديمة الوحيدة ، التي يرتبط مصيرها بمصير لبنان. وهكذا أصبح لبنان ، كما يقول الأب بطرس ضو ، مرادفاً ” للأمة المارونية ” وامتداداً ” لهذه الأمة ” . إن هذا الوعي الطائفي أيضاً ، هو الذي جعل الموارنة ، كمسيحيين بدا لهم ان من المهم بإقامة علاقات مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
الا أن علاقات الكنيسة المارونية مع روما ظلت قلقة ولم تستـقر حتى عام 1596 في مجمع قنوبين الذي عقده جيروم دنديني. في ذلك الحين فقط تبنت الكنيسة المارونية وطائفتها اخيراً الإيمان الكاثوليكي وأضحت تحت سلطة الفاتيكان مباشرة ، كما ان المعلومات عن حيويات وفعّاليات البطاركة الموارنة قبل القرن الثالث عشر ضئيلة جداً وغامضة. ولكن قد تكون زيارة ارميا العمشيتي لروما نهاية عزلة الموارنة. والمهم هو ان الكنيسة المارونية وطائفتها اكتسبا أعظم قوة من الارساليات المختلفة التي أوفدتها كنيسة روما إلى الموارنة. اذ كان الأوروبيون (الصليبيون) في القرن الثالث عشر مازالوا يغزون جزءاً من الشرق واضعين آمالاً كبيرة على أصدقائهم الموارنة لإعادة تـثبيت وضعهم في بلاد الشام سورية .
وفي غضون القرن السادس عشر ، كان بطاركة الموارنة على اتصال مع توسكانيا وأسبانيا وفرنسا لحماية مصالحهم في الوطن. وفي القرن السابع عشر وصلت علاقات الموارنة مع فرنسا إلى الذروة وذلك بوضع الموارنة تحت الحماية الفرنسية . ولما احتل السلطان العثماني سليم الأول سورية ومصر سنة 1516 ، أصبح الموارنة الذين كانوا يعيشون على الأغلب في جبّة بشري والبترون وجبيل والمنيطرة جزءاً من ولاية طرابلس التي تشكلت حديثاً والتي وضعت تحت سلطة حاكم دمشق العثماني .

في عهد هذا البطريرك موسى العكاري 1567، بدأ الموارنة بالانتقال من طرابلس إلى كسروان المتن ، والغرب والشوف في الجزء الجنوبي من جبال لبنان. ولما كانوا مزارعين أكفاء فقد استخدمهم الإقطاعيون الدروز في زراعة أراضيهم. ولما كانت المصلحة المشتركة تجمع بين الموارنة والدروز فقد قرروا حماية مصالحهم ومحاربة فساد الحكام العثمانيين .

تمتعت الطائفة المارونية بمكانة تحسد عليها في عهد الأمير فخر الدين الثاني المعني (1590ــــــ 1634). كان المعني درزياً خلف والده قرقماز في قيادة الدروز في الشوف عام 1584. وبحلول عام 1591 كان قد مدَّ سلطته لتشمل المتن وبيروت عام 1598 ، وأخيراً كسروان عام 1605 والتي كانت مأهولة بالموارنة. كذلك حصل المعني على صور وجزءاً كبيراً من فلسطين. كان العديد من فرق الدروز خصوماً للمعني ما عدا الشيخ يزبك بن عبدالعفيف ، الذي كان يميل جداً إلى الموارنة . وهنا أوفد البطريرك الماروني يوحنا مخلوف المطران جرجس عميرة (وهو الذي اصبح بطريركاً بعدئذ) إلى روما وإلى توسكانيا طالباً التحالف مع فرديناند دوق توسكانيا الكبير ضد الحكومة العثمانية. زار المطران عميرة أوروبا ، في الواقع ، مرتين ، وقام بالعديد من الاتصالات مع الأوروبيين بوساطة الطلاب الموارنة في المدرسة المارونية في روما. كما شجع الأوروبيين ومبشريهم الدينيين على القدوم إلى لبنان . كما ان فخرالدين المعني جنّد العديد من الموارنة في جيشه حيث اصبحوامصدراً كبيراً من مصادر القوة لذلك الجيش. كما جنّد الموارنة مرشدين له وكان أحد مرشديه البطريرك الماروني نفسه .
انتقل العديد من الموارنة ، بتشجيع من سياسة فخرالدين المعني المؤيدة للمسيحيين جنوباً إلى الشوف ووادي البقاع حيث استقروا كمزارعين أكفاء. وسرعان ما انخرط الموارنة في صناعة الحرير التي أدخلها المعني إلى لبنان. بل اكثر من هذا أصبح المزارعون ورجال الأعمال الموارنة العمود الفقري الاقتصادي في متصرفية المعني. وكان بالنتيجة ان تغير الوضع الديموغرافي لهاتين المنطقتين ، حيث قام الموارنة بإنشاء مدينتي دير القمر وزحلة في وسط جماعة درزية بينما كانت كسروان وجبيل والبترون في الشمال قد أصبحت على الغالب مارونية ، وفي نهاية القرن الثامن عشر ، عندما طرد الموارنة آل حمادة الشيعة حكام تلك المناطق ، أضحت هذه المناطق مارونية بأجمعها .

يمكننا ، على ضوء ما تمَّ قوله ، أن نستنتج بثـقة بأن فترة حكم فخر الدين الثاني المعني شاهدت ارتقاء الجماعة المارونية إلى مقام رفيع لم يسبق له مثيل. صحيح أن الأمير كان قد ربط نفسه مع العديد من الملل الدينية بحيث لم يستطع الناس معرفة فيما إذا كان درزياً أم سنياً. ومع ذلك فإن سياسته المائلة للموارنة عززت الكنيسة المارونية والطائفة المارونية وشجعت الموارنة على الهجرة إلى الجنوب حيث اكتسبوا المزيد من الثروة والقوة . كما ان الوعي الديني المتنامي عند الموارنة كطائفة متلاحمة ذات صفات سياسية اجتماعية ودينية متميزة قد ساهم في مفهومهم بأن لبنان ما هو الا امتداد للهوية المارونية. هذا ما يبرهن عليه التعليق المدون في أسفل الصورة الخيالية ليوحنا مارون والذي يقول: مجدُ لبنان أعطي له ” . واستمرت الطائفة المارونية في اكتساب القوة والجاه في القرن السابع عشر وخاصة في عهد الأمير ملحم 1568 ، وهو ابن أخ الأمير فخر الدين.
استعاد الموارنة مناصبهم في كسروان وبدأوا بشراء أراض زراعية من الشيعة. وفي غضون ذلك انتـقل عدد كبير من الموارنة من مساكنهم في الشمال وفي منطقة الدروز إلى كسروان مسببين بذلك احتكاكاً بينهم وبين الشيعة الذي خشوا منافسة القادمين الجدد. وبالرغم من هذا الاحتكاك استمر الموارنة في الهجرة إلى كسروان التي أصبحت ، خلا بضع القرى ، تحت سيطرتهم التامة في القرن الثامن عشر.
كانت هجرة الموارنة إلى إقليم الدروز في الجنوب كبيرة جداً وسرعان ما فاق المـوارنة الدروز عـدداً. وقد رحّـب بهم الأمير أحمد ، وهو آخر الأمراء المعنيين الذي كان قد خلف والده عام 1658 . وأصبحت دير القمر بسبب الموارنة مركزاً تجارياً مزدهراً للحرير الذي كان يتم تصديره إلى بيروت وصيدا ومرافيء أخرى من البحر الأبيض المتوسط. وأصبح تسامح الأمير أحمد مع الموارنة وحمايته لهم مثلاً يحتذى بحيث وجد البـطريرك المـاروني اسـطفان الدويهي ملجأً عند الأمير أحمد في دير القمر هرباً من ظلم آل حمادة الشيعة في جبّة بشري في شمال لبنان .
كانت الطائفة المارونية ، قد وُضعت تحت حماية فرنسا وكان الملوك الفرنسيون قد بدأوا باختيار قناصلهم من بين الوجهاء الموارنة الذين استخدموا سلطة فرنسا وهيبتها كأداة لسيطرتهم على الكنيسة المارونية وكهنتها. كان الموارنة فخورين جداً بأن يكونوا تحت حماية فرنسا بحيث سمى بعض الموارنة أنفسهم بـ “فرنسيو الشرق” . وهكذا أدرك الأمراء الشهابيون قوة النفوذ الفرنسي ومن ثم أهمية الحكم الماروني والسلطة المارونية وأصبحوا متحدين مع الموارنة تجمعهم مصلحة مشتركة.
تمتع الموارنة تحت حكم الشهابيين الذين كانوا قد تحولوا إلى المسيحية ، دون سائر الطوائف المسيحية الأخرى ، بمكانة فريدة في الإمبراطورية العثمانية. كانوا تحت الحماية المباشرة لفرنسا ولم يكن بطريركهم بحاجة للحصول على مصادقة السلطان العثماني ليثبته في مركزه. في الواقع ، اختار الأمراء الشهابيون ، منذ أواسط القرن الثامن عشر ، مارونياً ليشمل منصب المدبّر (مدير ومستـشار أول). وكان أول من شغل هذا المركز هو سعد الخوري ( 1780). ثم تـنامت سلطة المدبّر وهيبته إلى درجة استطاع فيها أحد المدبرين وهو جرجس باز التصرف دون استشارة الأمير أو الحصول على مصادقته. وهذا ما أثار حفيظة الأمير بشير ضد جرجس وأخيه ، عبدالأحد. وأخيراً أمر الأمير بشير بقتل الأخوين عام 1870.

من الأهمية الملاحظة في هذا الصدد بأن “الأيديولوجية المارونية” الهامدة في القرن التاسع عشر كانت قد استفحلت منذ القرن الثامن عشر فصاعداً حيث أضحت الإدارة الشهابية مرادفة لـ ” المارونية ” . وبدأ الموارنة اعتبار لبنان وطنهم الخاص مما بعث الهلع بين الطوائف الأخرى ، وخاصة الدروز الذين اعتبرهم الموارنة غرباء .
نجم الصراع بين الموارنة والدروز بصورة خاصة عندما تـقلد الأمير بشير الشهابي الثاني السلطة عام 1788 بعد وفاة الأمير يوسف. وقد استغل الأمير بشير الثاني انشغال الحكومة العثمانية بطرد الفرنسيين الذين كانوا قد احتلوا مصر بقيادة نابليون عام 1798 ، ليصبح أكثر استقلالاً عن السلطة العثمانية. كما قام الموارنة بمساندة الأمير بشير الثاني الذي كان مارونياً مهتدياً باعتباره أميرهم.
خلف الأمير بشير الثاني ، الأمير بشير الثالث الملقب بأبي طحين عام 1860. وقد خلق عزل بشير الثاني فراغاً سياسياً كبيراً لأن ابا طحين كانت تعوزه الصفات الضرورية للحاكم القوي. ولذلك استغل الدروز في الجنوب ، إقالة بشير الثاني بمهاجمة الموارنة وقتلهم بعد سنة من تـنازله. واستمرت المذبحة بصورة متفرقة حتى عام 1860 حيث أضحى لبنان حمّاماً من الدم .

وبسبب هذه المذابح أرسلت الحكومة العثمانية الجنرال مصطفى نوري باشا للتحقيق في الوضع. وأول ما فعله هذا الجنرال انه أقال الأمير بشير الثالث وأرسله إلى المنفى ، ووضع لبنان تحت حكم الحكومة العثمانية المباشر مما اثار استياء الموارنة من هذا الترتيب الجديد. وفي عام 1842 طالبت الكنيسة والطائفة المارونيتين وخاصة البطريرك يوسف حبيش بإعادة الحكم إلى الشهابيين. لكن الحكومة العثمانية رفضت ذلك بحجة أن الشهابيين ، وخاصة الأمير بشير الثالث ، آثروا الموارنة وعادوا الدروز. وكحل لمشكلة المسيحيين والدروز معاً ، عمدت الحكومة العثمانية ، بالاتفاق مع القوى الأوروبية ، إلى تـقسيم لبنان إلى مقاطعتين ، المقاطعة الشمالية تحت سلطة حاكم ماروني والمقاطعة الجنوبية تحت سلطة حاكم درزي .

احتج البطريرك حبيش لدى الحكومة العثمانية على هذا التدبير الجديد بحجة أن القرى المارونية والمزارعين الموارنة في الجنوب (الشوف) قد وضعوا تحت رحمة إقطاعييهم من الدروز. فكان بالنتيجة ان وافقت الحكومة العثمانية على تعيين وكيل ماروني على كل قرية من القرى للعمل مع الحاكم في حل مشاكل الموارنة . وبالرغم من هذا التدبير ، رفض الموارنة في الجنوب أن يكونوا تحت سلطة حاكم درزي. وقد حرضهم على ذلك الكهنة الذين أيقظوا فيهم شعوراً دفيناً من الكراهية حيال الدروز. فما كان من الدروز والموارنة الاّ اللجوء إلى العنف واندلعت من ثم الحرب الأهلية في نيسان 1845 ، عندما هاجم مقاتلون موارنة قرية درزية وأحرقوها . وهنا وقفت الحكومة العثمانية إلى جانب الدروز في هذا الصراع ونزعت الأسلحة عن السكان بشكل جزئي. كما أجرى العثمانيون بعض التغييرات في الجهاز الإداري أملاً في الحد من سلطة الإقطاعيين وضامني الضريبة .
شجع تمرد الفلاحين الموارنة في الشمال الموارنة ومسيحيين آخرين في مقاطعة الدروز في الجنوب للتمرد على إقطاعييهم من الدروز. وكما كانت الحال في الشمال فقد قام الكهنة بتحريض الموارنة في الجنوب. وهكذا بدأت الحرب الأهلية في 29 نيسان عام 1860 ، عندما هاجم الموارنة قرى درزية وهاجم الدروز قرى مارونية. وكان النزاع ، تماماً كما في الشمال ، نزاعاً بين الإقطاعيين الدروز والمزارعين الموارنة. وقد لعبت الطائفية دوراً كبيراً في هذا الصراع ، واعتبرت القوى الأوروبية المذابح التي ارتكبها الدروز ضد المسيحيين اعتداءٌ على المسيحيين. وانصبّ اكثر اللوم على حاكم صيدا العثماني ، خورشيد باشا ، بسبب كراهيته للمسيحيين. وفي الحقيقة ، دعا البطريرك بولس مسعد شعبه في الشمال إلى الاندفاع باسم الدين لنجدة أخوتهم في الجنوب مّما جعل الطرفين المتحاربين يعتقدان بأنهما يخوضان حرباً دينية .

يقع اللوم على الكنيسة المارونية ، والقوى الاوربية الكبرى والحكومة العثمانية جميعاً ، في المأساة اللبنانية لعام 1860. كانت الكنيسة المارونية قد شجعت المسيحيين على تحدي إقطاعييهم من الدروز ، كما دعمت الحكومة الفرنسية الموارنة لأنهم كانوا كاثوليكاً تحت الحماية الفرنسية ، ودعمت الحكومة البريطانية الدروز توازناً مع دعم فرنسا للموارنة. وبالنتيجة انتهت محنة عام 1860 بإقامة إدارة جديدة للمتصرفية ، وهو نوع من التسوية بين جميع الأطراف المعنية .
وفقاً لهذه التسوية ، اشترط أن يحكم لبنان متصرف مسيحي غير لبناني يعينه السلطان بالاتفاق مع القوى الاوربية الكبرى. ويساعد هذا المتصرف مجلس إداري منتخب يمثل سائر الطوائف في البلاد. بالإضافة إلى ذلك ، تمَّ القضاء على كل الامتيازات الإقطاعية كما جرى تـقسيم لبنان إلى سبع مناطق إدارية يحكمها ممثل يعينه المتصرف الذي كان يتمتع بسلطة تنفيذية كاملة ، كما تقرر أن تكون للبنان قوته الخاصة من الشرطة ونظامه القضائي الخاص به. وقد بقي النظام الحكومي الجديد قائماً حتى الحرب العالمية الأولى.
وفي عام 1915 وضعت الحكومة العثمانية لبنان تحت حكمها العسكري المباشر وألغت كل الامتيازات في لبنان وبضمنها امتيازات الكنيسة المارونية. وقد اعتبر البطريرك الماروني الياس حويك هذا الإجراء جائراً ، واضطر خرقاً لتـقليد قديم أن يطلب من السلطان العثماني تثبيت توليته كبطريرك.
كانت فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى قد أنزلت قوات في لبنان وفي نهاية الحرب احتلت لبنان وفقاً لمعاهدة سايكس ـ بيكو السرية بين فرنسا وبريطانيا العظمى ، الموقعة في عام 1916.
عندما انعقد مؤتمر السلام في باريس عام 1919 لمناقشة مصير المقاطعات العثمانية التي حررها البريطانيون والفرنسيون في الشرق الأوسط ، أراد العديد من اللبنانيين ، وبشكل خاص الموارنة الاستقلال الذاتي تحت الحكم الفرنسي. وقد لعب البطريرك حويك ، المشهور بالبطريرك اللبناني ، دوراً كبيراً في مؤتمر السلام في باريس لتحقيق استقلال لبنان عن سورية ، خاصة وأن الأمير فيصل كان يطالب في مؤتمر السلام اعتبار لبنان جزءاً من سورية. وفي عام 1920 تحقق حلم الموارنة بالحصول على دولة مستقلة تحت الانتداب الفرنسي ، وفي عام 1926 حصلت دولة لبنان الكبير الجديدة على حكومتها ودستورها الخاصين بها .

حبّذت الطائفة المسلمة في لبنان الاتحاد مع سورية ، وخاصة أهالي طرابلس بسبب ارتباط مصالحهم الاقتصادية مع سورية. إلا أن بعض العائلات المسلمة من السنة التي تعيش في بيروت دافعت عن إنشاء لبنان الكبير. ويقول رئيس جمهورية لبنان الأسبق بشارة الخوري في هذا الصدد أن المناداة بلبنان الكبير تمَّ بحضور مفتي السنة في لبنان .
كانت لمسلمي لبنان آراء مختلفة بخصوص دولة لبنان الكبير. وقد نظروا إلى هذه الدولة بكونها دول مسيحية بحتة اعتبرت فيها حقوق المسلمين هامشية. كان لبنان الكبير يعني بالنسبة لهم الوحدة مع سورية؛ لذا ، عقد مسلمو لبنان مؤتمراً دعي بمؤتمر الساحل عام 1933 ، ناقشوا فيه الوحدة مع سورية ولكن لم يكن هناك إجماع في الرأي بشأن طبيعة الاتحاد .

عقد مؤتمر آخر عام 1936 كشف عن الشقاق بين المسلمين بخصوص فكرة لبنان الكبير. بل ان الطائفة المارونية نفسها لم يكن لديها اجماع في كيفية دعم السياسة الفرنسية. فقد كان الموارنة يتطلعون إلى بطريركهم لا إلى المفوض السامي الفرنسي ، بأنه قائدهم الوحيد الذي يمثل مصالحهم الوطنية . وهكذا نجم صراع بين السلطات الفرنسية والبطريركية المارونية. وعندما انتخب أنطون عريضة بطريركاً عام 1932 ، تردد البابا في إرسال الباليوم (درع التثبيت) له. في الحقيقة ، أراد الفاتيكان تغيير عملية انتخاب البطريرك الماروني بحيث يقوم بهذا الانتخاب الفاتيكان لا المطارنة الموارنة إلا أن الطائفة المارونية أبدت معارضة شديدة لهذا التغيير .
كان الصراع بين البطريرك عريضة والمفوض السامي الفرنسي نتيجة لمساعي البطريرك لاستقلال لبنان. وفي 25 كانون الأول 1935 ، دعا البطريرك إلى انعقاد مؤتمر في المقر البطريركي في بكركي لمناقشة اسـتقلال لبنان. ودعا في خطابه الافتتاحي إلى تحقيق استقلال لبنان ، بشرط أن تنال كل طائفة حقوقها بناءً على وضعها وأهميتها وعلى إرادة لبنان المستقل على التعاون مع جيرانه إلى الشرق من لبنان ومع البلاد الغربية ، وعلى الاخص فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة . كانت هذه ، أول محاولة منذ بدء الانتداب الفرنسي لخلق انسجام أصيل بين الجماعة المسيحية التي رفضت الاتحاد مع سورية والجماعة المسلمة التي طالبت بالاتحاد مع سورية ورفضت الحماية الفرنسية. ولذا يمكن اعتبار المؤتمر ، في جوهره ، سابقاً للميثاق الوطني في المستقبل (1943) الذي كان بمثابة تسوية سياسية بين المسيحيين والمسلمين قام البطريرك بدعمها.

كان تأثير معارضة البطريرك للمفوض السامي الفرنسي والانتداب الفرنسي عارماً بحيث خرج المصلّون المسلمون من الجامع في دمشق هاتفين ” لا لإله إلا الله والبطريرك عريضة حبيب الله “. ” لا إله إلا الله وتاج الدين الحسيني عدو الله ” . كان تاج الدين آنئذٍ رئيس الدولة السورية الذي لم يعارض الانتداب الفرنسي كما فعل البطريرك الماروني. وفي الحقيقة ، اصطدم بعض القادة الموارنة ، ومنهم أميل أده ، الذي كان صديقاً مخلصاً للفرنسيين ، مع الحكومة الفرنسية عندما رفضت تعيين حاكم لبناني على لبنان. علاوة على ذلك ، لم يكن أده على علاقة طيبة مع المفوض السامي الفرنسي اثناء توليه رئاسة الوزارة بين 1929 و 1930 وكرئيس للجمهورية من عام 1936 وحتى 1941 .

حاول بعض الموارنة ، كيوسف السودا ، التحريض على قيام جهد مشترك بين المسيحيين والمسلمين لتحقيق استقلال لبنان عن فرنسا ، والذي كان مدعاة لخيبة السلطات الفرنسية. كانت ثمرة جهود يوسف السودا حصول اجتماع بين المسيحيين والمسلمين عام 1936 والذي كانت نتيجته اقرار ميثاق وطني مماثل للميثاق الذي أعلن عام 1943. وفي الحقيقة اصطدم ، حزب الكتائب الماروني الذي أسسه بيير الجميل عام 1936 ، بالفرنسيين في العام الذي يليه حول قضية استقلال لبنان. وبينما اتخذ العديد من المسيحيين في عام 1943 موقفاً محايداً بشأن قضية الاستقلال خوفاً من أن يجعل الاستقلال الغالبية العربية المسلمة تطغى كلياً على المسيحيين ، كان حزب الكتائب المجموعة الشعبية المسيحية الوحيدة التي دعمت الكتلة الدستورية ورئيسها بشارة الخوري في صراعهم من أجل الاستقلال .
هذا ما يدل على أن مصلحة الموارنة لم تتـفق دائماً مع مصلحة الفرنسيين وأن بعض القادة البارزين اتخذوا مواقف خنوع للفرنسيين. كانت الجماعة المسيحية تخشى أن وجودها بالذات سوف يضمحل اضمحلال قطرة ماء في محيط عربي. ولكن بالرغم من هذا الخوف المتأصل كانت الطوائف الدينية المختلفة قادرة على التعايش إلى اليوم الذي أضاف اللاجئون الفلسطينيون في الفترة ما بين 1948ــــ 1975 ، وبعدئذ الشيعة الراديكاليون من إيران ، أبعاداً دينية وديموغرافية جديدة أضرمت من جديد الطائفية الهاجعة والأزمة الحالية في لبنان …(يتبع )

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

أرض الميعاد

صورة قديمة للقدس - بين 1800 الى 1900 م

صورة قديمة للقدس – بين 1800 الى 1900 م

اليهود يحلمون بالعودة إلى أرض الميعاد, ولا يمكن أن يعود اليهود إلى أرض الميعاد ما لم تعد الشعوب العربية أو ما لم تسكن الشعوب العربية الحديثة أرض الميعاد الحديثة التي تبشر بالحب وبالمساواة وبالحرية وبالديمقراطية, هذه الأرض كلنا نحلم بها, أنا كعربي أحلم بأرض الميعاد الجديدة التي يتطور فيها الدين الإسلامي , إن أرض الميعاد هذه لا بد أن يتقاسمها معنا اليهود والمسيحيون, ليسكنوا معنا جنباً إلى جناب في أرض تؤمن بتوفير الحياة الكريمة للإنسان باعتباره إنسانا وليس لاعتباره مسلما أو يهوديا أو مسيحيا, أرضٌ يعيش فيها المسلم وهو مقتنعٌ بأنه ليس الوحيد على وجه هذه الأرض وليس هو الأفضل دائما, فكل شعوب العالم عرفت الله وعبدته وتطورت دياناتها وفلسفاتها بعد أن مارست الحروب لسنواتٍ طويلة, كانت لتلك الحروب تأثيراتها السلبية على حياة الإنسان وفي النهاية عملت على أنسنة العلوم الدينية وغيرت من مناهج التدريس وكانت لمخرجات المناهج الحديثة طيفا جديدا من المجتمع يؤمن بالجمال وبالخير وبضرورة مكافحة ألشر واحترام الإنسان من أجل إنسانيته.

لقد آمنت تلك الشعوب بعدوها الحقيقي وتجاهلت عدوها التقليدي, فعدونا التقليدي إذا أردنا النهضة الفكرية في الشرق الأوسط ليس المسيحي ولا اليهودي بل هو الذي يلوث لنا نظامنا البيئي, فلا بد من محاربة التلوث والجراثيم وتطوير العقاقير الطبية وأن نجلس مع اليهود في بيتٍ واحد وعلى طاولةٍ واحدة وأن نستقي من روح العلم منهجنا في الحياة, فمن الممكن عن طريق زيادة نسبة الوعي بين الأفراد والجماهير العريضة,نعم, من الممكن أن نجد دينا جديدا ولاهوتا إسلاميا جديدا مثله مثل اللاهوت المسيحي واللاهوت اليهودي, يؤمن بالمعرفة وبمؤسسات المجتمع المدنية الحديثة بدل الإيمان بنفي الآخر وإقصائه عن ساحة العمل الثقافي والاجتماعي, من الممكن أن نطور الدين الإسلامي لنجد دينا إسلاميا حديثا يؤمن بحق اليهود في أرض فلسطين وحق المسيحيين بنشر دينهم وحق كل فكر بمزاولة ظاهر الانتشار والتبشير, من الممكن أن نجد دينا إسلاميا يؤمن بالعلمانية ويؤمن بروح النقد الحديثة, وكل ذلك عن طريق دراسة علم الأخلاق وتطور عِلم الأخلاق, من الممكن أن يدرس الطلبة المسلمون في المدارس الفلسفات القديمة والحديثة والأخلاق أو علم الأخلاق عند الشعوب القديمة والحديثة, بما يكفي لإقناع المسلم أن هنالك شعوبا لديها أخلاق إنسانية جميلة, من الممكن أن يدرس الطالب المسلم علم الجمال وعلم الأخلاق كمادتين أساسيتين في التعليم الابتدائي والثانوي.

أرض الميعاد الجديدة التي نحلم بالعيش فيها لن تقدس الملوك والأفراد بل ستقدس الأشياء العلوية المحيطة بنا من كل جانب, سنقدس الحب والعدل والخير والمساواة وإمكانية العيش مع اليهود في بيتٍ واحد وأن نتزوج منهم ويتزوجوا منا,وأن نتخذ منهم أساتذة ومعلمين لأولادنا في المدارس وبأن نزدحم معهم في الطريق وعلى الإشارة الضوئية وأن ندخل تل أبيب بطريقة أسهل من دخولنا إلى الدول العربية المجاورة, أرض الميعاد تؤمن وتوفر للإنسان المعاصر الأرضية الصلبة التي يبني عليها مشاريعه الكبرى مثل الفن بكل أشكاله والوانه,وهذه الأرضية التي نقف عليها اليوم من المستحيل أن تكون أرض الميعاد, فأرض الميعاد ليس فيها لا حروب ولا تقطيع للرؤوس, أرض الميعاد يشترك فيها المسلم والمسيحي واليهودي , وكل إنسان يجب عليه أن يحترم خصوصيات الآخرين ومعابدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم, وكل الناس عن طريق التطور والتقدم في العلم والأخلاق ستعيش ضمن إطار واحد من الأخلاق ناتج عن التشكيلة الاجتماعية الحديثة للناس, التي توفرها لنا مناهج التعليم الحديثة, أرض الأمل وأرض الميعاد فيها كل الناس سواسية أمام الله وأمام القانون, وبدل صرف الأموال على شراء السلاح والآلات الحربية سنصرف في أرض الميعاد أموالنا على دعم المؤسسات الثقافية وعلى دعم الفن وتدريس الأخلاق وعِلم الجمال, وعلى نشر ثقافة التواصل الاجتماعي وتشبيك العلاقات الأخوية والإنسانية بين العرب واليهود وبالذات بين المسلم واليهودي,وبين المسيحي واليهودي والمسلم والمسيحي, سننفق الأموال على شراء المختبرات العلمية الحديثة التي تطور لنا وتصنع لنا الطاقة الجديدة والطاقة البديلة, سنستغل الشمس من أجل إنارة المنازل والبيوت والمصانع, سننفق الأموال على مشاريع السلام وعلى المشاريع الثقافية التي تزيد من فرصة انتشار السلام بين الأمم والشعوب قاطبة, أرض الميعاد لا يوجد فيها مصطلح هذا يهودي وهذا مسلم وهذا يهودي وهذا أردني وهذا فلسطيني وهذا عراقي وهذا سوري, أرض الميعاد فيها شيء واحد وهو(الإنسان) مهما اختلفت ديانته أو عقيدته, أرض الميعاد الجديدة فيها بارقة أمل للعيش بسلام متحابين متجاورين كإخوة وكأصدقاء وبيننا منفعة واحدة وهي محاربة الجراثيم وقطع رؤوسها بدل قطع رؤوس البشر وخدمة المجتمع المحلي وزيادة الإنتاج ومقاومة جيوب الفقر وتوفير الحياة الكريمة لكل إنسان.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

ثلاث حقائب وزارية

iraqdevidedفي الساحة العراقية تشتعل الان ثلاثة تحركات يطلق عليها اولاد الملحة اسم الحقائب الوزارية.
الاولى:اعلام داعش.
الثانية: الاعلام العراقي.
الثالث:الطائفية.
في الاولى،ودعونا واضحين، تخطى اعلام داعش كل المدارس الاعلامية العربية ومنها العراقية بدليل ان المواطن العراقي بشكل خاص يتابع يوميا تقريبا اخبار داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليشبع فضوله اولا وليرى المآسي الالحادية ثانيا.
انه ولاسبيل الى نكران ذلك، اصبح مربوطا من اذنه وعينيه ويديه لهذا الاعلام الذي استغل مواقع التواصل ليؤسس مدرسة اعلامية جديدة قوامها التخويف والترغيب غير عابئ بما يفكر به الاعداء ان وجدوا.
انه اعلام يدخل الى الساحة العربية والعراقية بوجه خاص لاول مرة بعد ماكان محصورا بين ازقة و”درابين” سلاطين الخلافة و”اللكامة” منذ اكثر من الف سنة ولهذا تجد المواطن محاصر من كل الاتجاهات بهذا الاعلام الذي يطل عليه صباح مساء دون كلالة.
لاسبيل الا الى القول ان هذا الاعلام حقق جزءا كبيرا من استراتيجيته فيما يريد.
في الثانية مازال الاعلام العراقي كعادته يمشي على اربع عكازات يستبدلها بين حين وآخر بكرسي متحرك يمشي بوقود الديزل غير المتوفر في الاسواق.
هذا الاعلام الكسيح لم يستطع حتى هذه اللحظة ان يقول مايريده الناس منه، تراه مرة يصير مهرجا ويحسب نفسه ظريفا وهو يسخر من داعش ومرات يحاول ان يقدم برامج على غرار “اكو واحد اثنين ثلاثة” ليقول انه يريد ان يسري عن نفوس المشاهدين التعبانين. وفي كل الاحوال ورغم انه يحاول في استثناءات قليلة ان يكون جادا عارضا للحقائق المجردة الا انه اعرج بانتظار من يعينه في مشيته.
طيلة السنوات الخمسين الماضية لم يستطع هذا الاعلام ان يقدم صورة حقيقية عن تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها الناس انطلاقا من ان الاعلام في اكثره محسوب على الحكومة ولايجوز للحكومة ان تشتم نفسها. انه فخ مريض وقع فيه الاعلام العراقي ولاسبيل الى نهوضه من كبوته الا بقدرة قادر، واول شرط لهذا القادر ان يكون متحيزا للناس وليس للحكومة ولايرتبط باي جهة كانت شريفة او غير شريفة.
لماذا…؟
لأنه امام اعلام لايحسب للمصروفات الباهظة اي حساب ،انه يعمل ضمن ايدلوجية تحتم عليه ان يصافح الشيطان من اجل انجاحها خصوصا وانه عرف بالضبط كيف يفكر الاعلام الآخر.
تخيلوا لو ان “داعش” يفعل مايفعله في الغرب،فماذا سيحدث؟.
سترتجف الحكومات وتبحث في اجتماعات طارئة عن افضل السبل لمواجهتها،وتبرى اقلام الصحفيين بكل فئاتهم ليدلوا بدلوهم، ثم يأتي دور الشعب الذي قد يصبر قليلا ولكن بعد ان يتأكد ان هذه الحكومة او تلك لم تعد صالحة له يخرج الى الشوارع ،ليس باداء فريضة اللطم وانما لاجبارها على الاستقالة واحلال حكومة جديدة.
ستقولون، ان وعي الناس هناك قد اجتاز مراحل الخوف من السلطة منذ سنوات طويلة ونحن مازلنا نعيش المرحلة حتى هذه اللحظة.
هذا صحيح تماما ولكن المعطيات تشير الى اننا مستعدون للاحتجاج والصراخ ضد الظلم بدليل الاستعدا ات الجارية لانطلاقة المسيرة المليونية المتمثلة في “ركضة طويريج” والتي لو استغلت في طرح كل مايعانيه الناس والمطالبة بابسط حقوقهم والنوم في الشوارع كما فعل شعب الفلبين الذي طرد ماركوس اقسى ديكتاتور بالعالم لكنا نعيش في نعيم خصوصا وان اي حكومة قادمة ستحسب الف حساب لهذه الركضة في السنوات المقبلة.
وسيكون كل آل البيت سعيدين وهم في جنات الخلد.
وفي الثالثة تقف الطائفية تنينا يخرج النيران حتى من مؤخرته بوجه الآخرين،وكان الشرفاء يأملون ان يصدر هذا البرلمان الكسيح قانونا يجرم فيه كل من يدعو الى التفرقة بين ابناء الوطن الواحد بل وسيحوز اعلام الحكومة على الاحترام والتقدير حين يعرض نماذج من هؤلاء الامعات،شيعة وسنة، المتهمين بالطائفية وماهي الاحكام التي صدرت بحقهم.
ايتها السيدات والسادة:
عقرب داعش مازال يتحرك بقوة وسطكم ولابد من اعلام يرمي المسبحة بعيدا ويتجه الى هؤلاء الذين يريدون ان يعيشوا بامان.
عقارب الطائفية خرجت ولابد من احذية زبلوق حلا لها.
هناك عقارب صغيرة تنتظر ان تكبر على حساب الملايين في الاهوار والارياف والنواحي والقصبات ولابد من رفع البطاقة الصفراء بوجوههم حتى يقفوا عند حدهم.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment