بعلي (ع) عُرِف الله في الوجود .. هكذا بدأ الشاعر التركي شهريار قصيدته التي أقسم في مطلعها بعليّ و أيّدها العليّ الأعلى (ع) نفسه بشهادة المرجع الكبير وقتها السيد المرعشي النجفي قدس سرّه, و كما ورد في قصة مشهورة ذكرنا تفاصيلها فيما سبق!
لا شك ان أمير المؤمنين (عليه السلام) له مكانة ومنزلة تفوق جميع الرسل ونستثني سيدهم وخاتمهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكيف لا يكون أفضل من الأنبياء وهو نفس محمد بنص القرآن{وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}[1] فهذه أفضل منقبة له، إذ قرنه سبحانه بخاتم الرسل.
فكل ما حازه النبي (ص) من فضل قد حازه الإمام (عليه السلام) الا النبوة وهذا ما بينه النبي لعلي حينما كانوا بحراء إذ قال له: (إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ولَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ)[2].
و نص الحديث المروي بهذا الشأن في الكتب التأريخية منها صحيح مسلم و ا لبخاري و نهج البلاغة للشريف الرضي و غيرها, حيث قال (ص) :
[يا عليّ أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي]!
و هكذا حديث المباهلة و هل أتى و حديث الطير و حديث الأيمان كله في معركة الخندق و حديث الكساء و غيرها كثير .. كلها أثبتت بأن منزلته لا يضاهيها أحد.
فرسول الله خاتم الأنبياء وعلي سيد الأوصياء وحامل اللواء ومعجزة السماء وسلسل الكرماء النجباء ووارث علم الأنبياء.
وكان الصحابة والمقربون منه يسألونه عن فضله ومكانته عند الله فكان (عليه السلام) يبين لهم ذلك ففي رواية عن صعصعة بن صوحان، أنّه دخل على أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لمّا ضرب، فقال: يا أمير المؤمنين أنت أفضل أم آدم أبو البشر ؟ قال علي (عليه السلام): تزكية المرء نفسه قبيح، لكن قال الله تعالى لآدم : {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلاَ تَقْرَبَا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}[3]، وأنا أكثر الأشياء أباحها لي وتركتها وما قاربتها.
ثمّ قال: أنت أفضل يا أمير المؤمنين أم نوح ؟ قال علي ( عليه السلام ): إنّ نوحاً دعا على قومه، وأنا ما دعوت على ظالمي حقي، وابن نوح كان كافراً وابناي سيّدا شباب أهل الجنّة.
قال: أنت أفضل أم موسى؟ قال ( ع ): إنّ الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون، فقال : إنّي أخاف أن يقتلوني ، حتى قال الله تعالى : {لاَ تَخَفْ إنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}[4] وقال : {رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}[5]، وأنا ما خفت حين أرسلني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم، مع أنّي كنت قتلت كثيراً من صناديدهم ، فذهبت إليهم وقرأتها عليهم وما خفتهم . Continue reading