أنفاقُ غزة شراكٌ إسرائيلية

mostafalidawiمنذ أن انتهى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في شهر آب 2014، والكيان الصهيوني مشغولٌ برمته في قضية أنفاق المقاومة، التي شكلت له رعباً مهولاً، وعيشته كابوساً كبيراً، وتسببت في خسارته لبعض جنوده أسراً وقتلاً، وأرهبت سكان المستوطنات القريبة من قطاع غزة، الذين كانوا يتوقعون أن يجدوا مقاتلي المقاومة الفلسطينية فجأةً بينهم، يقتلون ويأسرون ويعودون من حيث أتوا سالمين غانمين لم يمسسهم سوء.

وفعلاً قد نجحت المقاومة الفلسطينية في العبور إلى العمق الإسرائيلي عبر الأنفاق الكثيرة التي تتشعب تحت أرض القطاع، ودخلوا إلى مواقع عسكرية إسرائيلية، واشتبكوا مع حاميتها، وأوقعوا فيها خسائر مادية وأخرى معنوية، كانت أشد وقعاً وهولاً على نفوسهم من الأولى.

إذ كيف نجح المقاتلون الفلسطينيون في الوصول إلى مواقع عسكرية حساسة، رغم حالة التأهب القصوى التي يعيشها العدو، ودرجة الاحتياط العالية، ومستوى الانتباه واليقظة التي يبديها الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن الكاميرات والمناطيد وأجهزة الرقابة والتجسس، والطائرات التي تملأ الأجواء، ولا تتوقف عن الطيران في الليل والنهار، تجمع المعلومات، وتصور المواقع، وتتابع حركة المقاتلين وترصد أنشطتهم.

أدرك قادة أركان جيش العدو الإسرائيلي، أن الأنفاق التي حفرتها المقاومة، وبنتها تحت الأرض، وجعلت منها شبكة منظمة، وزودتها بكل ما تحتاج إليه من وسائل اتصالٍ قويةٍ وفاعلة، فضلاً عن الكهرباء والتموين، والممرات والمسالك السرية، التي تمكنها من المناورة والانسحاب في حال اكتشافها أو قصفها، أنها ستكون السلاح الاستراتيجي القادم، الذي ستعتمد عليه المقاومة، وستزيد من إمكانية اختراقه للبلدات الإسرائيلية، بحيث يسهل على رجال المقاومة الوصول إلى الأعماق بسهولةٍ ويسر، وتنفيذ المهام بدقةٍ وإتقانٍ.

لهذا انشغلت قيادة الأركان الصهيونية في دراسة ظاهرة الأنفاق، وحاولت أن تتعرف على خرائطها الحقيقية، وأعدادها ومساراتها، ومناطق انتشارها، وفوهاتها ومخارجها المختلفة، وقد وجد بعض الضباط الإسرائيليين، أن كشف الأنفاق وتهديمها أو تفجيرها، لن يحقق الأمن للإسرائيليين، ولن يمكنهم من إجهاض أو إحباط عمليات المقاومة الجديدة، ومحاولاتها المتكررة، فالهدم والتدمير لا يعني الغلبة والانتصار، بل إنه قد يدفع المقاومة إلى تعويض النقص، وصيانة المتضرر، وحفر الجديد والمزيد، وفي هذا تحدي حقيقي لقدرة الجيش على كشف مخططاتهم، ومعرفة أنشطتهم.

كلفت قيادة الأركان الإسرائيلية عدداً من الباحثين والعلماء المختصين بالجيولوجيا وعلم طبقات الأرض، وغيرهم من أساتذة الهندسة وعلماء الطوبوغرافيا، وطلبت منهم المساعدة في إيجاد وسائل وطرق من شأنها الكشف عن الأنفاق، ومعرفة ما تحت طبقات الأرض، وما إذا كانت فيها تجاويف ومسارات أم لا، ووضعت تحت تصرفها ميزانياتٍ كبيرةٍ، ومعداتٍ وآلياتٍ كثيرة، ولكنها أوصت بأنها غير معنية بتهبيط الأنفاق وتهديمها، بل إن الهدف الأول هو الكشف عنها، ومعرفة مساراتها وفوهاتها الأولى ومخارجها من الجانب الإسرائيلي، ولهذا فهي لا تفضل إجراء هزات أرضية، وارتجاجاتٍ في طبقات الأرض، لتصدع الأنفاق في حال وجودها، أو تسقطها وتخربها.

يوجد فريقٌ من المسؤولين الإسرائيليين، ينادون بإحباط عمليات المقاومة، وإفشال مخططاتهم، ودفعهم إلى اليأس وفقدان الأمل، وذلك من خلال كشف الأنفاق والإعلان عنها، وتصويرها ونشرها للعامة، والقيام إما بهدمها أو بإغلاقها من الجانب الإسرائيلي بالإسمنت والباطون المسلح، ليتعذر على المقاومة استخدامها من جديد، وهذا يكون من خلال العمل الأمني الواسع والدقيق، ومحاولة الاختراق والتجسس على العاملين في قطاع الأنفاق، أو من خلال استخدام معداتٍ وآلياتٍ ثقيلة، تقوم بعمل ارتجاجات وهزات في طبقات الأرض العليا، تشبه الاهتزازات الزلزالية، ومن شأن تكرار هذه العمليات ونجاحها في كشف العديد من الأنفاق، أن يدفع المقاومة إلى اليأس والإحباط، والتخلي عن هذا السلاح التي تعتقد أنه السلاح الاستراتيجي الأهم الذي تملكه إلى جانب الصواريخ التي بات مداها الدقيق يصل إلى شمال تل أبيب.

لكن فريقاً آخر من المسؤولين الإسرائيليين، وهم على ما يبدو الأكثرية، وأصحاب الرأي الغالب، الذين يدعون إلى العمل بسريةٍ تامة لكشف الأنفاق، ومعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بها، وعدم الإعلان عن اكتشافها، بل دفع بعض الإعلاميين لإثارة الجلبة وتوجيه الاتهام لقادة الجيش ومحاسبتهم على عجزهم وعدم قدرتهم على كشف الأنفاق، وتجريد المقاومة منها، في الوقت الذي يقوم سلاح الهندسة، والخبراء الأمريكيون وغيرهم، إلى جانب قطاعاتٍ علميةٍ مختلفةٍ، وشركاتٍ دولية خاصة، يتم التعاقد معها لمعرفة طبقات الأرض المحيطة، وتحديد جميع الأنفاق الموجودة.

يدعو هذا الفريق إلى ضرورة احتفاظ الجيش الإسرائيلي بالنتائج التي توصل إليها، وكتمانه لأي أخبار تتحدث عن نجاحاته أو عن حجم الإنجاز الذي حققه في محاربة سلاح الأنفاق، وفي الوقت نفسه يقوم الخبراء المعنيون بتلغيم الأنفاق المكتشفة، ووصلها بمصادر غازٍ قاتلٍ، سامٍ وخانقٍ، أو إدخال متفجراتٍ فراغية إليها، بحيث يتم تفجيرها في أوقات المواجهة، أو في الأوقات التي يكون فيها المقاومون الفلسطينيون، لما لهذا الفعل من أثرٍ نفسي كبير، إيجابي على الجيش وأفراده، الذي نجح في كشفها وتدميرها على من فيها، وسلبي على المقاومة التي أكتشف أمرها، ودمر نفقها، وأحبطت عملياتها.

على المقاومة الفلسطينية أن تكون حذرة ويقظة، وأن تنتبه وتحتاط، وألا تركن كثيراً إلى هذا الإنجاز الكبير، وتعتقد بأنه عصيٌ على الانهيار، وأن من الصعب على العدو اكتشافه وإبطاله، ولأنه سلاحٌ عظيمٌ ومخيف، وله دوره وأثره، فيلزم علينا أن ندرك عظمَ مخططات خصومه ومساعيه لإحباطه.

ولتعلم المقاومة أنها تحارب عدواً خبيثاً ماكراً، لا يرحم ولا يرأف، ولا يحترم ولا يلتزم، ولديه من القدرات والإمكانيات ما يمكنه من الاكتشاف والإخفاء، والاكتفاء بالمعرفة والاحتفاظ بالخطة، وعليه فإن غاية ما نخشاه أن يقوم العدو بتشريك هذه الأنفاق وتفخيخها، ومراقبتها ورصد حركتها ومن فيها، استعداداً لفرصةٍ ينتهزها، ومناسبة ينفذ فيها جرائمه، وإنه على هذا يعمل، وفي سبيله يخطط، فهو أكثر من يخدع، وأول من يغدر، فهل تعي المقاومة هذا الخطر، وتدرك أنه ممكنٌ، وهل منه قد احتاطت، وله قد استعدت، وهل عندها البديل المفاجئ، والرد الصاعق؟ ….

بيروت في 12/9/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

فضيحة سيناريو خطف العمال الأتراك

kidnapedturkishللتوضيح نشير بأن مجموعة إرهابية قامت بإختطاف (18) عاملا تركيا كانوا يعملون في إنشاء ملعب رياضي في مدينة الصدر الخاضعة لنفوذ الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الساعة الثالثة فجرا. كان المختطفون يرتدون ملابسا عسكرية ويستقلون سيارات عسكرية رباعية الدفع لا تحمل أرقاما. ومن المعروف أن هناك العشرات من كاميرات المراقبة في الشوارع التي تحرك منها المختطفون الى وكرهم الأخير في شارع فلسطين وهو من الشوارع المهمة والرئيسة في العاصمة بغداد، علاوة على إنتشار العشرات من السيطرات العائدة للشرطة والجيش، وهناك سيطرات أخرى في مدينة الصدر تعود الى سرايا السلام (جيش المهدي سابقا). وفي مثل هذه الساعة عادة تكون الشوارع فاضية بإستثناء حركة سيارات الجيش والشرطة والحشد الشعبي. لذا يمكن الجزم بأن مثل هذه العملية لا يمكن أن تجري دون التنسيق مع السيطرات العائدة للجيش والشرطة وتعطيل كامرات المراقبة الألكترونية في الطرق، سيما أن المختطفين كانوا بأعداد كبيرة وبموكب حافل من السيارات الحكومية. ولشحن الذاكرة سبق أن هددت ميليشيا عصائب أهل الحق وجيش المختار الجانب التركي من مغبة التدخل في الشأن العراقي علاوة على إتهام تركيا بدعم تنظيم الدولة الإسلامية. ولا يمكن في أي حال أن توجه الحكومة هذه المرة التهمة الى داعش وازلام البعث والتكفريين لأنها ستكون مسرحية مكشوفة وسخيفة.
الجهة المختطفة التي وجه إليها الإتهام باديء الأمر هي ميليشيا حزب الله التي لها دور في عمليات الإختطاف الجارية على قدم وساق في العاصمة العراقية إضافة الى زميلتها عصائب أهل الحق. بتعبير آخر ان الحشد الشعبي هو المسؤول عن عملية الإختطاف، وهذا يفسر فوضى التصريحات الرسمية االتي صاحبت الإختطاف والتي سوف تنتهي بشكل يحفظ وجه حكومة العبادي ويرفع عنها اللوم على أقل تقدير.
تتألف هيئة الحشد الشعبي من سريا السلام التابع لمقتدى الصدر. منظمة بدر الجناح العسكري بقيادة هادي العامري. عصائب اهل الحق بقيادة قيس الخزعلي. وكتائب حزب الله العراقي بقيادة واثق البطاط. وحكة النجباء بقيادة أكرم الكعبي. كتائب سيد الشهداء بقيادة الحاج ولاء. سرايا الجهاد والبناء بقيادة حسن الساري. كتائب التيار الرسالي بقيادة عدنان الشحماني. سرايا الخراساني بقيادة علي الياسري. إضافة الى وحدات صغيرة أخرى مثل سرايا عاشوراء، وسرايا العتبات، سرايا الزهراء، والوعد الصادق، ولواء اسد الله الغالب، ولواء القارعة، لواء المنتظر، أنصار الحجة، درع الشيعة، كتائب الغضب، حركة الأبدال وغيرها. وسبق أن صرح وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بأن ” الحشد الشعبي قوات منضبطة تعمل بأمرة القيادات الأمنية العراقية.
كما هو معروف أن رئيس هيئة الحشد الشعبي هو مستشار الأمن الوطني فالح الفياض وهو يرتبط مباشرة برئيس الوزراء حيدر العبادي، ويشغل الإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس(جمال إبراهيم جعفر) منصب نائب رئيس هيئة قوات الحشد الشعبي. سبق أن عبر رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لتأسيس هيئة الحشد الشعبي في 13/6/2015 ” إن الحشد الشعبي تحت قيادة الدولة العراقية وهو جزء من المنظومة الأمنية العراقية”. والعبادي هو المسؤول المباشر عن الحشد الشعبي حيث يرتبط به، وهو أيضا القائد العام للقوات المسلحة، أي الخيطان الأمنيان بيده. ومعنى هذا أن القيادة العامة للقوات المسلحة من جهة والحشد الشعبي من جهة أخرى يتسلمون الأوامر من حيدر العبادي. وهذا يعني بالنتيجة إن مسؤولية القوات المسلحة والحشد الشعبي بذمة العبادي فقط، وأي إنتهاكات تقوم به الجهتان يتحملها العبادي لا غيره. وهذا الأمر فيه الكثير من الإشكالات ولكننا سنسلط الضوء على عملية إختطاف العمال الاتراك فقط.
وجهت اصابع الاتهام لحزب الله تنظيم العراق بالمسؤولية عن الحادث، وطالما ان الحشد الشعبي ممثلا بحزب الله هو الذي اختطف العمال الأتراك كإحتمال أول: فهذا يعني انه تسلم الأوامر من العبادي لأختطافهم. ولأن العبادي اصدر لعمليات بغداد أوامر بالقبض على المختطفين فهذا يعني انه أصدر أوامر ضد نفسه بإعتباره المسؤول عن هيئة الحشد أيضا. أو الإحتمال الثاني: إن الحشد تمرد على قائده العام وقام بعملية الإختطاف دون معرفة العبادي، وكلا الحالين لا يسر صديق ولا عدو. بالتأكيد ان فوضى التصريحات الرسمية جعلت الحكومة في موضع لا تحسد عليه، فقد شابها التعارض والكذب والتخبط من أعلى المستويات، في دلالة على حراجة موقف الحكومة العراقية تجاه الجارة تركيا، فهي مثل بلاع الموس بقائة أو اخراجه يجرحها، لأن الجهة المنفذة للعملية جهة رسمية بإعتراف العبادي.
اعلن قائد عمليات بغداد الفريق عبد الامير الشمري” أن جماعة مسلحة مدنية هربت الرأس المدبر لعملية اختطاف العمال الاتراك في بغداد، وما حصل في شارع فلسطين، يتعلق باختطاف عمال أتراك يعملون في الملعب الرياضي في الحبيبية، حيث تسعى الدولة والشركة المقاولة الى إزالة معارض السيارات المتجاوزة على أراضي الملعب والتي سببت وتسبب خروق أمنية، فتم اختطاف عمال الشركة يوم الأربعاء”. مضيفا ” قامت خلايا استخبارية صغيرة، بتحليل المعلومات وأجهزة الاتصالات وعندما وصلت خلية استخبارية صغيرة الى شارع فلسطين أشارت أجهزة الكشف الى وجود مخطط العملية الإجرامية في المنطقة لكن سرعان ما انطلقت جماعات مسلحة مدنية من البيوت ومسكت الخلية الإستخبارية التي استعانت بالقوات الأمنية في عمليات بغداد التي قدمت على الفور وطوقت المكان ، لكن للأسف أطلقت الجماعة المسلحة النار فقتلت احد افراد القوات الامنية وجرحت اثنين احدهما في حالة خطرة”. من هذا نستنتج ان العملية قامت بها جهة مدنية وليست عسكرية، وان العملية تتعلق بهطف العمال الأتراك، وان الجماعة المدنية أطلقت النار على الوحدة الإستخبارية! ومصدر اطلاق النار بيوت المواطنين، وليس مقر حزب الله!
ولا نفهم كيف تم تهريب الرأس المدبر والمختطفين الأتراك والمنطقة مطوقة بالكامل؟ علما أن قائد عمليات بغداد نفسه أبلغ رئيس الوزراء العراقي” بأن الرهائن الأتراك مازالوا موجودين داخل المنطقة، وإن الجيش قام بتطويق المنطقة بالكامل”. ولو كانت العملية قد قامت بها جماعة مدنية فرضا كما يدعي القائد! فلماذا أعلن زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي” نقف إلى جانب كتائب حزب الله ضد الجيش بمعركة شارع فلسطين”. وجاء في بيان للعصائب” ان هذا الاستهداف هو بمثابة مخطط للتغطية على مؤتمر الدوحة بإثارة فتنة داخلية”؟ ثم لماذا استنكرت قوة من الحشد الشعبي اقتحام احد مقراتها في شارع فلسطين، وقال الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي” حادثة شارع فلسطين كانت دون تنسيق مسبق مع هيئة الحشد والجهات المختصة”، داعيا الاجهزة الامنية الى” التنسيق مستقبلا مع قيادة الحشد الشعبي”؟
كلام قائد عمليات بغداد يثير السخرية لأنه في شارف فلسطين يوجد مقر ميليشيا حزب الله، ولم يفسر لنا الفهيم كيف قامت هذه المجموعة المدنية (ملابس الشرطة) بالإستيلاء على عشرات السيارات الرسمية وأن تجتاز كل السيطرات دون أن يوقفها أحد! ناهيك عن كاميرات المراقبة الألكترونية؟ يلاحظ في تصريح الشمري تأسفه عن” قيام الجماعة المسلحة مع انسحابها بتهريب الرأس المدبر لعملية الاختطاف”. بمعنى انه يعلم من هو الرأس المدبر لكن لم يعلن عنه أو عن الجهة التي ينتسب اليها! من الطريف ان هيئة الحشد الشعبي كذبت قائد العمليات، وإعتبرت مداهمة مقر حزب الله في شارع فلسطين” خطأ تنسيقيا، وعلى جميع الأطراف تجنب أية مواجهات في المستقبل”. وهذا إعتراف صريح وواضح بأن الجهة التي اختطفت العمال هي حزب الله العراقي، كما أن المختطفين والرأس المدبر كانوا في مقر حزب الله. والأعجب منه أن قيادة عمليات بغداد اشارت الى مقتل جندي واصابة ثلاثة اخرين بتلك الاشتباكات، فقد جاء في بيان لها”بعد توفر معلومات استخبارية بوجود أحد أفراد العصابة المنفذة لعملية خطف العمال الأتراك تحركت قوة للبحث والتفتيش في شارع فلسطين”. وفي محاولة يائسة للضحك على الرأي العام أعلن قائد عمليات بغداد بأن” الحشد الشعبي بريء من هذه الأعمال التي يحاول ضعاف النفوس من المندسين القيام بها للإساءة للحشد”، مع ان حزب الله من تشكيلات الحشد الشعبي الرئيسة والتي اعترف قائد العمليات بأنها وراء الإختطاف من خلال الهجوم على مقرها!
ودليل آخر على ذلك أن عدد من النواب وقادة الحشد الشعبي زاروا مقر حزب الله في شارع فلسطين الذي دهمته القوات الامنية. وصرح رئيس لجنة الامن والدفاع النيابيةُ حاكم الزاملي” الإشكال قد انتهى وقام الجيش بتفتيش مسجد بقية الله وجميع المقار التابعة لكتائب حزب الله”. وحاول حزب الله ان يكحل المسأله فأعماها من خلال بيانه الذي يتعارض مع تصريح الزاملي وجاء فيه” القوة التي دهمت احد مقرات الحزب كانت تبحث عن والي بغداد المجرم زياد خلف، الذي اعتقلته قوة من الكتائب قبل ثلاثة ايام في احد قواطع المواجهة وله ارتباط بحزب البعث المحظور”. وهذا الكلام لا ينطلي على أحد، بل هو إعتراف صريح بأن حزب الله يقف وراء جريمة الإختطاف، ثم كيف يعتقل حزب الله على سبيل الإفتراض مجرما في مقره الحزبي دون أن يسلمه إلى الجهات المختصة؟ اليس هذا تأكيد على وجود معتقلات سرية للميليشيات؟
وبنفس الغباء تصرفت وزارة الداخلية العراقية فقد زادت الطين بله بفضيحة ناقضت كل التصريحات السابقة، فقد صرح ناطقها أبو مسيلمة” أن سبب التطويق هو إيواء الكتائب لخمسة مطلوبين للقضاء تابعين لهم وليس بسبب وجود المختطفين الأتراك في المقر كما اشيع”. لاحط هنا ليس مجرما واحدا هو والي بغداد، بل خمسة مجرمين! وذكر الناطق كلمة (تطويق) بدلا عن وصفه هجوم، في معركة إستمرت يومين! مع أن مصدر رسمي سابق ذكر” أن كتائب حزب الله أسرت 15 جنديا وقتلت آخر وجرحت ثلاثة كما استولت على عدد من مركبات الجيش من نوع همفي، وإن اللواء 52 من الجيش تحرك بالفعل لدعم قوات الجيش في المواجهات مع مسلحي كتائب حزب الله التي تلقت تعزيزات خلال الاشتباكات”. هل هذا تطويق يا ناطق الكذب؟ لاحظ كلمة أسرت 15 جنديا! ومع أن الطرفين المتحاربين مرتبطان بالعبادي!
عاش العبادي في دوامة لا يعرف الخروج منها، لذا سار مع الموجة مؤكدا” ضرورة التعامل مع عصابات الجريمة المنظمة وخاطفي العمال الاتراك في بغداد معاملة المتورطين بقضايا الارهاب”. معتبرا ان الخاطفين عصابىة إجرامية وليست ميليشيا إرهابية خاضعة لإمرته!
ويبدو ان السفارة الأمريكية كانت أيضا على الخط، فقد صرح مصدر لوكالة ( آرا نيوز) بأن” السفارة الأمريكية والمخابرات التركية أبلغت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في اللحظات الأولى من بدء عملية الهجوم، بأن المختطفين الأتراك محجوزين في شارع فلسطين من قبل كتائب حزب الله، وأصدر العبادي أمراً بحسم المعركة، واعتقال المتورطين فورا”. كما ان المرجعية تدخلت للحفاظ على البيت الشيعي، فقد جاء في الأخبار” تدخل عبد المهدي الكربلائي بالموقف لوقف إطلاق النار بعد جرح ثلاثة من حزب الله، وقتل اثنين من الجيش، وإصابة ثمانية آخرون جروح بعضهم خطيرة”. ودلالة على التخبط هاجم نائب رئيس مجلس محافظة بغداد عطوان قيادة عمليات بغداد بقوله”ان تقييم الوضع الأمني للعاصمة أظهر أن إعطاء الدور الكبير لقيادة عمليات بغداد في إدارة الملف الأمني لم يكن جيداً خاصة بالتعامل مع عمليات الخطف والتفجيرات المتكررة وعدم تعاونها مع الحكومة المحلية في إدارة هذا الملف”. يلاحظ أن كل الجهات ذات العلاقة بالإختطاف مسؤولية وتصريحا من شيعة السلطة!
إنتهاء السيناريو
أختتمت المسرحية بفضيحة بعد إعلان مجموعة مسلحة تسمي نفسها (فرق الموت) في 11 أيلول الحالي عن شروطها لتسليم المختطفين الأتراك ومنها، إيقاف تدفق المسلحين من تركيا إلى العراق، وفك الحصار الذي يفرضه مقاتلون معارضون، بينهم إسلاميون، على قرى شيعية في شمال سوريا، وايقاف سرقة النفط عبر اقليم كردستان.
في الحقيقة هذه أول مرة تعلن مجموعة إرهابية عن نفسها بإسم (فرق الموت) وهذا يعني ان الإسم وإن جاء بصيغة الجمع (فرق) فأنه إسم وهمي لا وجود له. علما ان هناك العشرات من فرق الموت المرتبطة بميليشيات الحشد الشعبي. وهذه التسمية عامة وهي مقصودة الغرض منها التلاعب، وعدم إلزام جهة محددة بالعملية، مع ان العملية مكشوفة ومعروفة الجهة التي تقف ورائها.
كما أن شروط الميليشيا (فرق الموت) غريبة فهي تتعلق بكردستان العراق، وتركيا وسوريا. وهي ذات طابع سياسي وإقتصادي وطائفي. وغير مرهونة بوقت ما للتنفيذ أو تهديد للمختطفين. وفرق الموت كما هو معروف تساوم على الفدية بالمال وليس على مطالب يصعب التحقق من تنفيذها.
من الواضح للعيان ان خلط الأوراق بهذه الصورة المبتذلة هي محاولة من حكومة العبادي لذر الرماد في العيون، وان المختطفين هم بعهدة الحكومة حاليا وسوف يفرج عنهم قريبا بسلام من خلال سيناريو لاحق، ويبدو ان الحكومة التركية على معرفة تامة بالتفاصيل وتحاول المساعدة في رفع الحرج عن العبادي، وهي مطمئنة من سلامة عمالها ولا خوف عليهم.

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

 الحاجة ميركل … بين مطرقة النازيين وسندان المللتحين

ميركل تواسي احدى طالبة من اسرة لاجئة

ميركل تواسي طالبة من اسرة لاجئة

١: بعد عاصفة المقالات المنددة والمؤيدة لقرار الحاجة ميركل بإستقبال اللاجئين السوريين خاصّة وبعد فاجعة والد الطفل أيلان وتنديدها بعنف وأفكار اليمين المتطرّف في بلادها ، إنفتحت قريحة بعض السذج والطيبين فوصفوها بالمسلمة الحقيقة ( الحاجة ميركل ) وإذا كان ألامر كذالك فتباً لأمة المليار مسلم وأكثر التي لم يجدوا فيها مسلمة حقيقية غير الحاجة ميركل ، أيعقل لهذه الدرجة أن تصل البلاهة عند البعض ؟

*صدقوني لو الحاجة ميركل مستها رائحة الإسلام ، لصطفت بجوار النازيين وليس بجوارالطيبين ومحبي السلام ؟

٢: أما أصحاب نظريات المؤامرة فعادوا من جديد لتشغيل إسطواناتهم المشروخة التي لم يعد يسمعها غير مطلقيها وبعض السذج والمساكين ، كأين الغرب مما يحدث في سورية ، وأين الغرب مما يحدث في اليمن ، وأين الغرب مما حدث في ميانمار ، وأين الغرب مما حدث في البوسنة والهرسك وأين الغرب مما يحدث في جنوب لبنان وفلسطين، ووو وليس أخرها نكتة النكات سرقة المانيا والغرب لكفاءات العرب والمسلمين وبالأمس سرقة أثارهم ؟

رغم أن التساؤلات تبدو منطقيّة ولكن السؤال ، هل الغرب الكافر فاتح لنا تكيات وحسينيات ومجالس صلح ونحن لا نعلم ؟
وإذا كان لدينا حقاً كل هذا الخزين من العقلاء والعباقرة والكفاءات والشبابي الواعي فكيف يكون هذا حالنا وحال أوطاننا ، ومصيبة المصائب وأن يحكمنا حثالاتنا ؟

فعن أي عقول وكفاءات وشباب واعي تتكلمون ألا تخجلون ، فبدل أن توجه نقدكم ولؤمكم للحاجة ميركل وجه نقدكم ولومكم لأنفسكم أولا ولحكامكم وشيوخكم ثانياً { هو الانسان عندنا اليوم يشبع خبزاً وحرية ، حتى يشبع علماً وكرامة } ؟

بالمنطق والعقل إذا كان ما أصابنا ويصيبنا من مأسي وويلات منذ مئات السنين سببه نظريات المؤامرة وشماعة الآخرين ، فألف عوافي لهم لأننا فعلا لهذا الويل والمصاب مستحقين ؟

ثم عن أية أثار مسروقة يتكلمون ، هل عن التي فجرها إخوانهم الدواعش ، أم التي باعها تجارنا وحكامنا بثمن الفواحش ، صدقوني لولا تلك السرقات لما عرف العالم شيئا عن تاريخنا وحضاراتنا ولبقيت لليوم تحت التراب مطمورة أو هوامش ؟

٣: لنعود الى هؤلاء اللاجئين المساكين الذين يدفعون الغالي والنفيس للوصول الى بلاد الغرب الكافر واللعين حيث العزة والكرامة وحرية الشرف والدين ، هاربين من جَوْر الطغاة وعفن رِجَال الدين الطالحين من وعاض الشياطين والسلاطين ؟
حيث يقول المثل الروسي { لايعيش في المستنقعات الراكدة والمتعفنة غير الأسماك الميتة أو الفاسدة } طبعا يقصد التي مات عندها العقل والضمير ؟

هل تعلمون أن هؤلاء اللاجئين هم أخر ماتبقى لدينا من العقلاء والشرفاء والطيبين الذين غادرونا غير أسفين ؟

وأخيراً ….؟
أ : يقول الكاتب والفيلسوف مارك توين { الرحمة هي اللغة الوحيدة التي يسمعها الاصم و يقرأها ألاعمى } سلام ؟

ب: أخبروني هل رأيتم سياسياً أو مومساً أو لصاً أو رجل دِين بألله لا يستعين ؟

سرسبيندار السندي
Sep / 11 / 2015

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

إيران وروسيا: وحدة وتناقض الهدف في سوريا

wisamsaraفايز سارة

يبدو نظام الأسد اليوم في أضعف حالاته. وهذا أمر طبيعي بعد نحو خمس سنوات من حربه على السوريين، وصراعه معهم. ولولا اعتماد النظام على القوى والدعم الخارجي، ما كان له أن يبقى ويستمر، وهو دعم بدأ مع إطلاق الهتافات الأولى للمتظاهرين في درعا، وتصاعد مع انتشار المظاهرات في الأنحاء الأخرى، ثم ما لبث أن تطور ليتجاوز الدعم السياسي شاملاً الدعم العسكري والاقتصادي وصولاً إلى الدعم البشري المسلح.
والمثال الأهم والأشد وضوحًا للدعم الخارجي لنظام الأسد، كان الدعم الإيراني الذي ما زال مستمرًا، لكنه أصبح أقل قدرة عن تلبية احتياجات نظام الأسد في حربه المتواصلة، مما أفسح المجال لتدخلات أخرى، كان أصحابها وقفوا إلى جانب النظام لحمايته، قبل أن يندفعوا لانخراط مباشر في الصراع السوري على نحو ما تظهر خطوات روسيا الأخيرة، والتي تأتي في سياق تحرك روسي سياسي وعسكري، يقدم دعمًا نوعيًا لنظام الأسد في ظرف تغيرت فيه ظروف نظام الأسد.
إن التمايز بين دور إيران وروسيا في دعم نظام الأسد، يكمن فيما يشكله كلاهما من حضور في سوريا وحولها من جهة، وفي الأهداف الظاهرة والكامنة لكل منهما في موقفه من الوضع السوري، واحتمالات تطوره في المديين القريب والبعيد.
يقوم الحضور الإيراني في سوريا على وجود مادي ملموس أساسه ثلاث أذرع؛ أولاها وجود إيراني مباشر عبر أجهزة ومؤسسات الدولة الإيرانية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وخاصة القوات العسكرية، التي تشمل عناصر من الحرس الثوري وفيلق القدس وخبراء عسكريين وأمنيين وتقنيين. والذراع الثانية غير المباشرة، تضم ميليشيات تابعة لإيران وفيها ميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية المسلحة. وتضم الذراع الثالثة، مدنيين شيعة من إيرانيين وعراقيين ولبنانيين وأفغان وغيرهم بمن فيهم شيعة سوريون، تم تحشيدهم على أساس طائفي، مرتبط بالمرجعية الدينية في إيران.
والقوة البشرية المحسوبة على إيران، تجعل للأخيرة فاعلية وتأثيرًا كبيرين في الواقع الجغرافي الذي يسيطر عليه النظام، فيما تلعب الوحدات العسكرية الإيرانية والميليشيات اللبنانية والعراقية دورها في الدفاع عن مناطق النظام، إضافة لدورها في الحرب ضد قوات المعارضة المسلحة، وهو ما أكدته مجريات الصراع بينهما سواء في درعا جنوبًا أو في حلب وإدلب شمالاً، ولعل معارك القلمون والزبداني الأخيرة، تعكس المثال الأوضح على دور حزب الله اللبناني في معارك النظام ضد المعارضة.
ولا يحتاج إلى تأكيد، القول: إن الحضور الإيراني، جعل من إيران صاحبة التأثير الأكبر والأبرز في قرارات النظام، سواء المتصلة بالصراع العسكري أو بالتحركات السياسية، الأمر الذي بينت نتائجه، أن سوريا واقعة تحت الحماية أو الاحتلال الإيراني.
ويختلف الحضور الروسي في سوريا عن مثيله الإيراني بصورة جوهرية، والأساس فيه اعتماده على ما تقوم به الدولة الروسية ومؤسساتها وأجهزتها في المجالين السياسي والعسكري. ويتجسد الدور الروسي في المستوى الخارجي في ثلاثة أمور؛ أولها تشكيل مظلة دولية لحماية النظام من العقوبات ولا سيما في مجلس الأمن الدولي، والثاني القيام بدور الممانع لأي تدخل عسكري خارجي في سوريا، وثالثها السعي المستمر لإعادة تأهيل نظام الأسد ودمجه عبر بوابة انخراطه في الحرب الدولية على الإرهاب وخاصة تنظيم داعش.
ولا يقل دور الحضور الروسي في سوريا على المستوى الداخلي أهمية عن المستوى الخارجي. ففي الداخل ثمة مهمات، يقوم بها عسكريون وخبراء روس، تزايدت أعدادهم بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة بفعل تعدد الأنشطة، التي يقومون بها. فثمة خبراء لدى الوحدات العسكرية التابعة لنظام الأسد وخاصة وحدات النخبة، التي تم تزويدها بأسلحة ومعدات حديثة من طائرات ودبابات وعربات مدرعة، وقواعد صاروخية ومحطات تشويش، وهناك وحدات روسية للتدخل السريع، ومجموعات قناصة موزعة بالقرب من أماكن الصراع الحساسة وخاصة في دمشق واللاذقية، وهناك خبراء أمنيون وتقنيون، يعملون مع فرق المتابعة، وكله يضاف إلى وحدات تطوير وتوسعة مطارات النظام وخاصة في المنطقة الساحلية، وفي القاعدة البحرية الروسية بطرطوس.
وقد ازداد الدور السياسي الروسي أهمية في الأشهر الأخيرة، فبعد اقتصاره لسنوات على علاقة محدودة ببعض جماعات المعارضة في الداخل، والبحث معها في الظروف السياسية، انتقل إلى علاقات أوسع مع قوى المعارضة في الخارج، ولا سيما الائتلاف الوطني، ساعيًا إلى إشراك المعارضة في الحل السياسي وفق وجهة النظر الروسية، التي لا تختلف عن وجهة نظر النظام.
إن تطور مستوى الحضور الروسي في سوريا وحولها في الأشهر الأخيرة بما له من خصوصيات سياسية وعسكرية، يجعله القوة الأكثر أهمية وتأثيرًا من الحضور والدور الإيراني، الأمر الذي يخلق تناقضات وتنافسًا بين الطرفين، وصراعًا على الدور والنفوذ رغم وحدة هدف الطرفين في حماية النظام، وقد لا يتأخر كثيرًا تحول نظام الأسد من الحماية الإيرانية المباشرة إلى حماية روسية مباشرة وبديلة.

* نقلا عن “الشرق الأوسط”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

ذكرى11 -9-

hapytafgirلا أنكر مطلقا أن أحداث 11-9- أو كما نسميه 11 أيلول أثرت بي بشكل كبير جدا ..ٍقبل 14 عشر عاما وفي مثل هذا اليوم من السنة, عُدت من عملي منهك القوى لا أستطيع أن أفتح عيوني من شدة النعاس والتعب حيث أمضيت يوما شاقا ومتعبا جدا, المهم في مثل هذا اليوم وجدت التلفاز مفتوحا على قناة أو محطة عمان ومن دون أن أدري كبست على محطة إسرائيل الثانية فشاهدت برج التجارة العالمي يحترق اثر ارتطام طائرة مدنية به, وكانت هنالك في البداية شبهة حول مرتكبي العمل هل هم إسلاميون أم غير ذلك, وبعد قليل جاءت طائرة أخرى وضربت البرج التوأم المجاور لأخيه المصاب, بعد 15 دقيقة تقريبا, المهم أن كل أوصالي ارتعدت, وأصابتني قشعريرة في دمي وبالذات في رأسي وفي ظهري دامت أكثر من 3 ثلاثة أشهر وأنا أشعر بها, تألمت جدا على مصير الضحايا وعلى العمل الإرهابي الجبان, وقلت في نفسي: كيف بهؤلاء تستقبلهم أمريكيا وتحتضنهم وتطعمهم وتوفر لهم عملا براتب شهري مغري وحياة كريمة وتسمح لهم ببناء معابد دينية يصلون فيها وفي النهاية يقابلون الإحسان بالإساءة على عكس المجتمعات المسيحية.!!.

المسيحية تقابل الإساءة لها بالإحسان لمن يسيء لها, تحسن إلى أعدائها وتحسن إلى منافسيها ومتهميها بالفجور وبالانحلال, المسيحية تُحسن إلى المسلمين الذين يقولون عن دينها بأنه دين مزور…مزيف…مُحرف,تستقبل المسلمين في كل الدول الأوروبية وتسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية ولا تجبرهم على الدخول في المسيحية, حينما تعطي للمسلم لا تقل له عليك بترك الإسلام أولا لكي أعطيك, المسيحية لا تقل للمسلم عليك بترك المسجد والدخول إلى الكنيسة لكي تسمح له بالعمل على أراضيها, هي تعطي للمسلم وتمنحه العمل والحياة الكريمة وحق اللجوء الديني والسياسي غير المشروط نهائيا, وتفتح مدارسها لأبناء المسلمين لكي يتعلموا وفق أحدث وسائل التعليم الممنهجة.

وبمقابل ذلك يقابل المسلمون الإحسان لهم بالإساءة, بينما تقابل المسيحية الإساءة لها بالإحسان, وهذا هو الفرق بين الدين المعتدل والدين المتطرف, هذا هو الفرق بين الدين الذي ينشد العدل والسلام وبين الدين الذي يبحث عن الحرب والدمار, لو أن الإسلام يتخلى عن التطرف وعن الإساءة إلى الأديان الأخرى لكان عبارة عن أفضل دين على وجه الأرض أو لنقل لكان مثله مثل المسيحية المعتدلة التي تحترم من يسيء لها بتوجيه الإحسان إليه على عكس الإسلام الذي يفجر نفسه في البلدان التي تستضيفه وتأويه وتؤمنه من الهلع ومن الخوف وتعطيه حياة كريمة, يحرق علم وأعلام الدول التي تستضيفه يغلق الشوارع من أجل الصلاة, حين يصلي يريد من كل العالم أن يرى دينه وشعائره بينما المسيحي يغلق الباب على نفسه ويصلي دون أن يراه أحد.

متى سيتوقف المسلمون عن توجيه الإساءة لمن يحسنون إليهم؟ متى ستتغير مناهج التربية والتعليم التي تصنع المزيد من الإرهابيين الذين لا يحترمون الديانات الأخرى ولا حتى المعتقدات الأخرى؟ متى سيؤمن المسلمون بأن لكل إنسان مزاجه الخاص وطريقة تفكيره الخاصة وبأنه لا يمكن ومن عاشر المستحيلات جمع الناس كلهم على دين واحد وفكر واحد وعقيدة واحدة نظرا لأن الأمزجة مختلفة والقناعات مختلفة وبالتالي الاختلاف هو سنة الحياة الطبيعية ويجب علينا أن لا نجبر الآخرين بأن يعيشوا حياتهم كما نعيشها نحن, أو بأن يصلوا لنفس الإله الذي نصلي له نحن, الناس أمزجة مختلفة وقناعات مختلفة والتغيير والاختلاف يجب أن نحافظ عليه في وسط مجتمع متعدد الأفكار, يجب أن نتوقف عن مطاردة الآخرين ومحاولة الانتقام منهم لمجرد أن دينهم يختلف عن ديننا أو لمجرد أن يكون مذهبهم الديني مختلفٌ عن مذهبنا, يجب أن تتوقف سلسلة الكوارث من الحرب والدمار وأن يؤمن الجميع بحق الجميع بأن يعيشوا حياتهم كيفما أرادوا, يجب أن نُربي كمسلمين أنفسنا وأولادنا على تقبل الآخرين مهما اختلفت ديانتهم ومهما اختلفت عقيدتهم ومذهبهم.

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

المعارضة السورية قابلة للاختراق ببطاقة طائرة وإقامة في فندق

Abdulrazakeidالمعارضة السورية الرسمية قابلة للاختراق حتى ولو ببطاقة طائرة وإقامة يومين في فندق ( 5 نجوم ) !!!!

طبعا لن يستطيع أحد أن يقدم لنا نموذجا عن مؤتمر عقدته المعاارضة في الخارج ، بل وفي الداخل بفنادق النظام ، إلا وهذا المؤتمر معقود من أجل تخريج عناصر قيادية (أخوانية )، ومن يستنسبه الأخوان كموالين لهم سيما في البداية ، مستثمرين النزاهة والاخلاص التركي لحزب العدالة الاسلامي التركي ، في دعم الثورة السورية … سيما أن معظم المؤتمرات المعارضة منذ اللحظة الأولى كانت في تركيا بل وحتى الآن ..

وتكرس هذا الأسلوب كسنة تتبعها كل سفارات العروبة لاحقا، التي تأثرت بمنهجيتها الفاسدة حتى الدول الغربية وسفاراتها ، حيث يمكن أن يدعى مئتا مشارك مثلا، تسعدهم الرحلات المجانية الترفيهية ،والتي لا تكلفهم سوى مبايعة عدد من الأشخاص التي ترشحها الجهة الدولية الداعمة عربيا أو خارجيا ….

كنا نعتقد أن تركيا هي الدولة العظمى (الإسلامية ) الوحيدة التي يحق لها رعاية حركات سياسية تحررية (عربية وأسلامية ) لأن لتركيا مشروعا سياسيا ديموقراطيا من الصعب مقارنته بقطر مثلا ، وقد استجبنا لإحدى هذه الدعوات من الخارجية التركية في استانبول، لكنا لم نلتق بأحد من هذه الخارجية بعد مشاركتنا في هذا المؤتمر، سوى تكليف أخ اسلامي سوري (الذي يرفض على طريقة الأخوان أن يسمي نفسه أخوانيا) وكأن في الأمر ثمة مهانة أو ما يدعو للخجل إذا قال أنه أخواني…!!!! فكانت خيبتنا أن تركيا –مع الأسف – هي دولة عظمى (عالمثالثيا) ، ولهذا فقد بقيت بإدارتها لهذا الصراع (إدارة عالمثالثية ) يتفوق خطابها السياسي الاعلامي الانشائي على ممارستها السياسية العملية الحديثة عالميا …

وهكذا راحت السفارت العربية تجمع المعاضة السورية على أساس رابطة الدم والعشيرة والقبيلة، مقابل رابطة والعقيدة” رابطة العقيدة الأخوانية التي تنتهجها تركيا (إسلامويا ) ، بل وراحت توكل أمورنا كمعارضين مستقلين إلى مندوبين ممثلين لها عشائريا في سوريا من قبل الخليج ، وعقائديا أخوانيا من قبل تركيا……
.
وكان علينا في هذه الحالة أن نتخلى عن كل معنى وجودنا وفعلنا وقيمته الثورية متمثلا بانتاجنا الفكري والمعرفي والأدبي الذي بلغ حوالي ثلاثين مولفا، ليكون لنا تمثيلا عمليا لنا في الثورة خارج نشاطنا الفكري والثقافي، الذي تكشف لنا حسب المعارضة السورية (التركية الخليجية ) أن انتجنا الفكري لا يملك أية قيمة معنوية أو تنويرية ، كما كنا نعتقد نحن أصحاب الأوهام الثقافية عن الثورات ودور أمثال (مونتسيكو وروسو وفولتير!!! ) ودورهم بالثورة الفرنسية ، على اعتبار أن الثورات تمهد لها عقول النخب الفكرية والثقافية، وليس (النخب الدينية أو القبلية !! التي تقوضها الثورات عادة ….

ووجدنا أنه ما علينا سوى مبايعتنا (للشيخ المكلف قبليا أو الشيخ المكلف إسلامويا ) من قبل هذه الدولة الخليجية أو تلك ، من هذا الحزب والفريق السياسي الاسلاموي، أو تلك العصابة من الجواسيس المزمنين التي رعتهم وحمتهم السلطات الاستعمارية منذ خروجها من البلدان المستعمرة ….

النظام الأسدي قبل الثورة الذي كان يحاورنا على صف سياسي به ، من منظور بيرغماتي يقدر مصلحيا أنه ينبغي أن يجامل ويلاطف ويستقطب المثقفين لمصلحة نظامه ،وعندما عجز عن استقطاب المثقفين عاقبنا وعاقب العالم بانتاج بداعش …في ذات الوقت الذي توافقت فيه المعارضة الشمولية (الأخوانية واليسارية والقبلية) على أمر واحد وهو عدم حاجتها للنخب الفكرية والثقافية والمعرفية الثورية المدنية الديموقراطية، بعد التواطؤ بين النظام الطغاياني وهذه المعارضة الشمولسية على سحق حركة الشباب المدني الديموقراطي ….

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

اكتشاف مذهل عن عيش جنس بشري من نوع آخر على الأرض

اكتشف عالم الأنثروبولوجيا “لي بيرغر” من جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج بجنوب أفريقياسلفاً جديدا للإنسان في كهف “مهد البشرية” بجنوب أفريقيا, في نهاية سلسلة من التجويفات الضيقة تحت الأرض، على بعد حوالي 90 مترا من مدخل الكهف. وللوصول إلى هناك، احتاج العلماء للمرور من ثغرات قطرها أقل من 20 سنتيمتر.هذا السلف هو “هومو ناليدي” كان يدفن موتاه كما يفعل البشر, والإحفوريات تتكون من أفراده من كل الأعمار في فجوة معزولة داخل الكهف. مما جعل الفريق يستنتج بأن هذا النوع الجديد من أشباه الإنسان شارك البشر ميزة دفن الموتى، المقتصرة على البشر, وقد وصف هذا الاكتشاف الجديد بأنه “مثل فتح مقبرة توت عنخ آمون”، من ناحية تأثيره تاريخيا ومدى أهميته, وسيثير تساؤلات مؤرقة عن ماضي الإنسان البعيد، وعن الهوية البشرية ذاتها.

manancector

Posted in تكنولوجيا, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

الإعلام المصري المنحدر

kaladaنعم هناك ثورة نعم هناك تحديات نعم هناك مرحلة حرجة .. ولكن هناك قاعدة اعلامية ألا يتحول الاعلامى الى ناقد ينتصر لطرف ضد اخر وألا يكون للإعلامى رأية الشخصي على اى موضوع يناقشة انما التزام كامل بالحيادية والصدق فى مناقشة اى موضوع وان سلك الإعلامى غير ذلك سيتحول الإعلام الى اعلام تعبوي ويتحول المشاهد الى ماريونت يتم اقتياده .

غريب أمر مصر فى هذه المرحلة تحول العديد من الإعلاميين الى مخبرين ومرشدين، بل الى طغاة وقضاه ايضا، بل بامتياز فاق العديد منهم اعتى الخارجين عن القانون فى تهديدهم للاخر واصبح التخوين سمة العصر .

من طرائف الاعلاميين خروج احد اصحاب الوجوه اللامعة فى كل العصور، مصرحا للطالبة مريم منتقداً مطالبتها بحقها بعد تزوير فج فى ورق الإجابة ” لو مش عاجبك سيبي البلد “. وهنا لم يتطرق الإعلامى الى رأي شخص ما، بل صرح برايه الشخصي وكان مصر اصبحت ملك السيد “ابيه”، فيمنح البقاء والمغادرة لمن ليس على هواه . انها صورة تعكس اعلام فاشل بكل القواعد والمقاييس المهنية الإعلامية الى “القمامة” حتى يتحول الى قاضي امام المشاهدين .

مراسل لجريدة مصرية فى وزارة الداخلية، تحول الى اعلامى فى احد القنوات الخاصة ووجد نفسة امام ميكروفون وشاشة ومشاهدين. وسط هذه الهوجة نزل من اعلامى الى فتوة تارة، ومحامى تارة، الى بلطجى للنظام، رغم ان النظام باق ليس بكلماتة، بل بايمان الشعب به وبثقتة فى قائد الثورة .

اعلام محابى ووجوه تجيد العنتريات والسباب على كل شاشة، تجدها تلف على كل القنوات، وسط ترحيب وتهليل لعدد من الإعلاميين الذى ركبوا قطار الثورة قبل فوات الاوان، ليطبلوا ويرقصوا على النظام الحالى، معتقدين انهم صمام امان النظام، على الرغم من كلمات الثائر مارتن لوثر كينج حقيقة ساطعة ” السلام الكامل ليس معناة غياب الصراع انما إقامة العدالة “

اعلام بدون قضية سلفى اصبح يبحث فى ملابس الفنانات والفنانين. اعلام يبحث فى غرائز البشر، فاصبح بدلًا من مناقشة قضايا وطنية مثل التعليم الصحة العمل، اصبحت قضايا طول فتحة الصدر وعلاقتها برفع درجة التهافت الجنسي لدى المشاهد .

اعلام الوجوه الثابتة كل من الاعلاميين لم تتغير فى شكلها، وانما تتغير فى لونها تارة مباركية واخرى طنطاوية و…من الغريب ان كلماتهم عن كل رئيس كانه ال صديق اللصيق وحامل اسراره .. بلا خجل.

اعلام سلفى، موضة جديدة، ظهور عددا من الاعلاميين المحسوبين على القنوات الخاصة، كلمتهم عبارة عن وعظ وارشاد تخلوا عن دورهم الإعلامى امام الميكروفون، وتقمصوا شخصية احد جماعات الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، ويبحثوا ويدينون الجميع وكانهم مجموعة من الملائكة، مما يحول وسائل التواصل الاجاتماعى الى البحث عن ماضيه وماضي ذويهم.

بكل اسف الإعلام المصرى بنظرة سريعة تتأكد انه اعلام غير ناضج، سقط العديد من الاعلاميين فى العنصرية واخرين سقطوا فى النرجسية ومنهم من سقط فى مستنقع السلفية.

واخيرا متى نرى اعلام وطنى له مسئولية قومية وليست مسئولة تطبيلية أو تدجينية أو اكروباتية.

مدحت قلادة

medhat00_klada@hotmail.com

Posted in فكر حر | Leave a comment

DNA- الخامنئي وزوال اسرائيل- 11/09/2015

DNA- الخامنئي وزوال اسرائيل- 11/09/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

الشيخ معاذ استخار و شاف إنّو الشمس رح تشرق من موسكو

khatibkishotسألت الشيخ معاذ في احد الأيام بعد ما استخار و شاف إنّو الشمس رح تشرق من موسكو ..
سألتو سؤال بسيط : ماذا لو كانت توقعاتك خطأ ككل مرة تقوم فيها بخطوة سياسية أو بتتحفنا بتحليل سياسي معتّق ، هل ستعتذر للشعب السوري للمرة العاشرة بعد المئة، و تذرف الدموع و ترجف الذقون ككل مرة تقوم بخطوة خطأ؟؟

حان وقت الاعتذار شيخ معاذ..
روسيا احتلت مدينتي اللاذقية ، بس الحمدالله دمشق بألف خير شيخنا..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment