العالم يضيق ذرعا بنظام الملالي

walifaqihقال أفلاطون” من فكر في الشر لغيره، فقد قبل الشر على نفسه”.
السياسة في معظم الأحيان يغلب عليها طابع المراوغة والمخاتلة والكذب والنفاق، وقد حاول بعض الساسة تعريف السياسة بطرق توائم متطبات العصر، والإبتعاد قدر الإمكان على التعاريف التي تنتقص من السياسيين عموما، بأن السياسة هي فن الممكن، وهذا الفن كما يُستشف من العبارة جُرد من صفة الخير والشر، (فن الممكن) يعني محاولة نيل الشيء أو تحقيق الهدف بأسرع أو أفضل أو أسهل الطرق الممكنة، بغض النظر عن ماهية الأسلوب الذي ينتهجه السياسي لنيل الهدف.
بعد قيام تركيا بمهاجمة طائرة روسية إنتهكت أجوائها وأسقطت على الحدود السورية التركية، تضاربت آراء السياسيين والمحللين والكتاب وفقا للميول والأهواء إلى جانب روسيا أو تركيا، وغالبا ما كانت التصريحات بعيدة عن الواقعية والمنطق، ان من ينظر إلى الأحداث بعاطفة وميول شخصية أو طائفية لا يمكن أن يصل إلى الحقيقة أبدأ. الغريب في الأمر أن من كان يرى في روسيا الشيوعية سابقا عدوة للعرب والإسلام، اخذ يدافع عن بوتين وسياسته، ومن كان البارحة في أحضان الرئيس أوباما، انتقل بلا خجل الى أحضان بوتين مع ان احضان الرئيس الأسود أدفأ من أحضان الرئيس الأبيض. والأغرب إن المسلمين سيما الشيعة وقفوا إلى جانب الرئيس الروسي الوثني ضد الرئيس التركي المسلم! وفات الجميع أن هذا المنظار الضيق لا يمكن أن يسع الحدث وينقل الصورة بمصداقية وشفافية.
قف على الحياد وأنظر للموضوع كالآتي: طائرة إنتهكت السيادة الجوية لدولة، وقامت الدولة بإنذار الطيار بأنه إخترق مجالها الجوي عدة مرات، الطيار تجاهل نداءات الإنذار، هاجمت الدولة الطائرة التي أنتهكت سيادتها وأسقطتها. رمى الطياران نفسيهما بالمضلة أحدهما مات، والآخر تم إنقاذه، الطيار الحي قال بأن تركيا لم تنذرهم إطلاقا. تبين أن الطيار كاذب من خلال التسجيلات الصوتية والصندوق الأسود. روسيا ترغد وتزبد عن إسقاط طائرتها ولكنها لا تتحدث عن إختراق سيادة دولة اخرى! الآن يمكنك الحكم وتحدد من الجاني!
لو إفترضنا حدث العكس، وقامت روسيا بإسقاط طائرة تركية أخترفت مجالها الجوي، هل كان ستحدث نفس المعمعة وردود الفعل؟ لماذا لا يتحدث أحد من أنصار الروس عن موضوع السيادة التركية؟ شيعة العراق وسوريا لا عتب عليهم فالعراق وسوريا بلا سيادة وهذا أمر معروف للجميع ولا يحتاج الى مناقشة، ساحتا البلدين تتواجد فيها قوات من عدة جنسيات ومرتزقة وميليشيات وعناصر مخابرات من القارات السبع تعمل بكل حرية فالبلدان سائبان، وكل زعيم يتصرف كأنه رئيس الدولة، لا بشار الأسد ولا حيدر العبادي قادران على التفوه بكلمة واحدة عن السيادة لأن مثل هذا الحديث سيثير التهكم والسخرية.
لكن العتب على نظام الملالي الحاكم في إيران، في تصريحات الرئيس الإيراني روحاني هناك خلط وتلاعب بالإلفاظ وتضاد وتناقضات تثير العجب، كأنك نشاهد مهرج في سرك يتلون مع كل دور. لا نعرف كيف يحكم هؤلاء بلد كبير ومهم مثل إيران! في تصريحاته عن إسقاط الطائرة الروسية، ذكر روحاني خلال جلسة لمجلس الوزراء” إطلاق الصواريخ وإسقاط الطائرات في الجو ليس لعبة وتسلية”! هذا صحيح ولكن من قال لك يا روحاني إنها لعبة وتسلية مثل اللعبة التي ابتكرتوها وهي تسب العرب وتدعو الى قتلهم! ولماذا تهددون من يتعدى على سيادتكم بأنكم سوف تبيدونه من الخارطة؟ هل تصريحاتكم فعلية ام تتسلون بنا نحن الشيعة العرب؟ من ثم يذكر بأن ” المعلومات التي نملكها تشير إلى أن الطائرة کانت تقوم بعمليات في الأجواء السورية عند استهدافها”. حسنا! الطائرة حربية فهل ستقوم بنقل مدنيين برحلة سياحية وترفيهية من موسكو إلى دمشق؟ أي عبقرية مخابراتية هذه؟ وبطريقة خلط السم بالعسل يدعي بأن” الحادث الذي جرى في أجواء سوريا، بالقرب من حدود ترکيا”. مع أن التصاوير الجوية والأقمار الصناعية أكدت بأنها ضربت داخل الحدود التركية، وسقطت داخل الحدود السورية. يبدو أن مصدر معلومات روحاني روسيا فقط بغض النظر عن صحة المعلوماتـ،. فالتحالف مع الروس يعني الإيمان المطلق بكلامهم إن صدق أو كذب.
بكلام في غاية الغرابة يشير روحاني” إذا افترضنا أن هذه الطائرة اقتربت من حدود ترکيا، فإن الصاروخ والطائرة ليسا لعبة أطفال کي يقرّر أحد إطلاق النار”. ماذا تفعل الدولة التي تنتهك سيادتها إذن يا روحاني؟ هل ترسل مناطيد إبتهاج، وتوزع طائراتها حلوى بهذه المناسبة السارة إحتفاءا بالسيادة والكرامة الوطنية؟ وهل إسقاط طائرة من قبل تركيا لطائرة إخترقت أجوائها هي من لعب الأطفال وفق النظرة الإيرانية؟ إنه تهجم وقح تجاه القيادة التركية من قبل الرئيس روحاني عبر هذا التشبيه البعيد عن الحقيقة.
لقد صرح نائب رئيس الوزراء التركي (نعمان كورتولموش) بأن ” تحذير الطائرة الروسية تم عبر قنوات تواصل مشتركة بين الحلفاء، وأن الطائرة التي تنتهك الأجواء لا حلٌ سوى اسقاطها، اننا اسقطنا الطائرة الروسية لأنها لم تستجب لتحذيراتنا”. وأن هذه ليست هي المرة الأولى التي تنتهك الطائرات الروسية المجال الجوي التركي، بدأت الإنتهاكات في الثالت والرابع من شهر تشرين الثاني الماضي وإستمرت، ونبهنا القيادة الروسية عدة مرات. إذن ماذا بعد يا روحاني؟
من جهة أخرى ذكرت وكالة تاس” أن موسكو أبلغت الحكومة العراقية بضرورة غلق مطارات محافظتي أربيل والسليمانية، استعدادا لشن عملية عسكرية كبيرة داعش بمشاركة 69 طائرة حربية من طراز “سوخوى”، وقاذفات عملاقة من الطائرات الاستراتيجية المدى توبلوف 160، وبمشاركة الغواصات الروسية فى البحر الأبيض المتوسط، وسُمّيت هذه العملية بـالدمار الشامل”. حسنا! هل إحترمت روسيا ما يسمى بسيادة العراق؟ كيف تتخذ مثل هذا القرار دون الرجوع الى الحكومة العراقية؟ الغريب هو ما جاء على لسان مصدر مطلع لموقع (السومرية نيوز) بأن ” تعليق شركات الطيران لرحلاتها بسبب العمليات العسكرية في شمال العراق، وبسببب اجتياح الطيران التركي الحدود العراقية لاستهداف حزب العمال الكردستاني”. لا حظ الطيران التركي، وليس الطيران الروسي!
في عثرة روحانية أشد وطأة من التي سبقتها صرح روحاني” على الجميع أن ينتبه إلى أن هذه الإجراءات (التركية) استفزازية، وأن تبعاتها الكبيرة من الناحية القانونية يتحملها البادئ بها”. عجبا هل إنتهاك المجال الجوي بدولة ذات سيادة لا يعتبر إستفزازيا، لكن الرد عليها هو الإستفزازي؟ أي منطق هذا؟ وهل الإجراءات القانونية الدولية مع الدولة التي أخترقت سيادة دولة أخرى، أو الدولة التي أخترقت سيادتها من قبل دولة أخرى؟ يبدو ان روحاني لم يطلع على القانون الدولي ولا ميثاق الأمم المتحدة. ونسأله بدورنا: إن كانت روسيا على حق! لماذا لم تعرض الحدث على محكمة العدل الدولية وتكسب القضية، وبنفس الوقت تكسب الرأي العام الدولي إلى صفها؟
الآن لنلاحظ التلون والمراوغة في كلام روحاني في نفس الجلسة وعن نفس الحدث، فقد ذكر” إيران تعتبر روسيا وتركيا بلدين جارين وصديقين لها”! صيغة الحديث عن روسيا كانت فعلا كجار وصديق كما ذكر روحاني، لكن هل صيغة الحديث مع تركيا كانت بصفة جار صديق؟ ثم بنفس الطريقة الحرباوية يذكر” إننا ترغب في أن تكون العلاقات بين الدول الجارة ودّية، ولن نرضى بنشوب الخلافات والنزاع فيما بينها”. إنه يوقد النار من جهة ويخشى توسعها وصعوبة إطفائها من جهة أخرى!
كالببغاء تلقينا من الرئيس بوتين كرر نفس القول” بضرورة تحديد الجهة الغربية التي تبيع النفط للإرهابيين”، مع أن الرئيس التركي أعلن بكل وضوح ان تركيا لا تسمح كرامتها بشراء النفط من الإرهابيين! بل أنه في لقائه مع قناة (24 الفرنسية) ذكر بان روسيا تعلم جيدا انها ” الدولة الأولى التي نشتري منها البترول والغاز الطبيعي، والمرتبة الثانية إيران”. مضيفا” لدي وثائق من وزارة الخزانة العامة الأمريكية، تشير إلى أن الشركات الروسية بالتعاون مع تنظيم داعش تقوم ببيع البترول في سوريا، هل تعلمون لمن؟ تبيعه للنظام السوري، وهذا مثبت لدي بالوثائق”.
وفي تحدِ صارخ بشأن النفط قال اردوغان” إن تمكّن بوتين من إثبات صحة ما جاء به، فإنني سأستقيل من منصبي، فهل سيستقيل بوتين من منصبه في حال لم يستطع من إثبات صحة ادّعاءاته؟ نحن نعيش بشرفنا، وسنبقى نعيش كذلك”.
بالطبع الرئيس روحاني يدرك جيدا بأن نظام بشار الأسد هو من يشتري النفط من الإرهابيين بأسعار زهيدة، وهذه معلومة تنافلتها وسائل الإعلام الدولية ولم يعلق عليها أو ينفيها جزار دمشق.
كالعادة الساسة المعممون في إيران كأنهم يلعبون كرة المنضدة واحد يرفع الكرة وآخر يكبسها، لا تعرف اين الحقيقة ومن يعبر عنها. على العكس من تصريحات روحاني المتشددة جاءت مواقف لينة من قبل وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي عبر عن قلقه بشأن الأحداث الأخيرة، معتبرا الحادث مقدمة لتفاقم الأزمة السورية، علاوة على حساسية الظروف الراهنة في سوريا، وتأثيرها على السلام العالمي، وضرورة المكافحة الدولية المتحدة للإرهاب”، مؤكدا أن “النجاح لن يتحقّق في مواجهة الإرهاب إلّا من خلال وجود إرادة إقليمية ودولية موحدة”.
في نهاية المطاف حذر اردوغان نظيره بوتين من مغبة اللعب بالنار! والنار كما نعلم جيدا سوف لا تصيب الطرفين بإذى كبير، بل ان سياطها اللاهبة ستلسع العراقيين والسوريين على وجه الخصوص، هذان البلدان المنكوبان هما مسرح الأحداث وتصفية الحسابات بين الكبار. يا ويلنا من شر إقترب!

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

فيديو السيسية إلهام شاهين ربنا يقوي بشار الاسد يحارب الارهابيين من 35 دولة تمولهم قطر

قالت الفنانة السيسية إلهام شاهين،(شاهد الفيديو بالاسفل) بأن المجرم بشار الأسد الذي يبيد الشعب السوري ويدمر بنيته التحتية انما هو يحارب مجموعة من الإرهابيين المرتزقة وهناك 35 جنسية تحارب داخل البلاد يتلقون دعماً من قطر وغيرها من الدول, ضمن برنامج “100 سؤال” على فضائية الحياة،  ووجهت رسالة له قائلة: “ربنا يقويك وربنا معاك.”

مواضيع ذات صلة: الستوكة سارة نخلة لولا بشار الاسد لأكلنا الاخوان المسلمين

sisiyosrashahin

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

هل الجماعات الإسلامية ماسونية؟

muf19

آلهة الماسونية الشيعية على كتفه ثعبانان التقية والتكفير

رأي اسرة التحرير

برأي أسرة التحرير الماسونية عبارة عن صفة تطلق على كل أسرة, جماعة, منظمة أو حزب لها اجندات سرية غير معلنة تريد تحقيقها مهما كلفها الامر بما فيها التضحية بافراد من أعضائها, او بأستخدام القتل للآخرين من آجل الوصول الى الهدف الأسمى المخفي بشعارات وطنية أو دينية عقائدية, واما بالواقع فالهدف الحقيقي هو السلطة والسيطرة على العباد والتحكم بقوتهم عن طريق ايصال للحكم دمية يحركونها من خلف الستار … المخابرات الروسية الكي جي بي هي منظمة على النمط الماسوني اوصلت عائلة الاسد لحكم سوريا وحكمتنا من خلف الستار … التقية (أجندات مخفية) والتكفير (القتل) أدوات ماسونية بإمتياز, ولا نريد ان نستبدل ماسونية الكي جي بي بماسونية الإسلاميين.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

قاسم سليماني قائد قوات «القدس» مصاب بجروح بليغة وراقد في مستشفى «بقية الله» في طهران

qasemsoleymaniمقتل اعداد كبيرة من جنرالات الحرس في سوريا

تفيد التقارير الواردة من داخل قوات الحرس أن لواء الحرس قاسم سليماني قائد قوات «القدس» الإرهابية اصيب قبل اسبوعين في الجبهة الجنوبية لمدينة حلب بجروح بليغة بفعل شظايا أصيبت إلى عدة نقاط من جسمه منها ناحية الرأس. وبينما كان يشرف على عمليات الحرس وقوات عملية لنظام الملالي تعرضت العجلة التي كانت تقل قاسم سليماني بقصف من قبل الجيش السوري الحر.
وإثر إصابته بجروح شديدة تم نقله فورا إلى دمشق على متن طائرة هليكوبتر التابعة لقوات الحرس وبعد الأسعافات الأولية نقل إلى طهران حيث يرقد حاليا في مستشفى” بقية الله ” التابع لقوات الحرس الواقع في شارع ” ملا صدرا” في طهران العاصمة. وخضع سليماني حتى الآن لعمليتين جراحيتين على الأقل.
انه راقد في الوقت الحالي في الطابق السابع لهذا المستشفى حيث قسم العناية المركزية ( ردهة C7) ومحظور الزيارة. وتشرف على علاجه مجموعة من الاطباء الجراحيين يرأسهم الدكتور غلام رضا فرزانكان وهو مختصّ في الدماغ والاعصاب. كما يتابع الدكتور علي رضا جلالي رئيس مستشفى بقية الله حالة سليماني بصورة مباشرة. رئيس ردهة C7 هو الدكتور أمير داودي واما الحرسي شيخي فانه المنسق لهذه الردهة.
وزاد قسم حراسة المعلومات التابع لقوات الحرس من اجراءاته المشددة لمنع تسرّب المعلومات الخاصة باصابة سليماني بجروح وتم ابلاغ جميع منتسبي المستشفى بالامتناع عن الرد على اي استفسار عن حالته. ويشعر نظام الملالي بقلق بان نشر خبر اصابة سليماني بجروح يؤدى إلى انهيار كامل لمعنويات قوات الحرس والميليشيات المجرمة في سوريا. خاصة في وقت تكبدت فيه قوات الحرس لخسائر جسيمة طيلة الشهرين الماضيين في سوريا وهذه القوات مصابة بالهلع والقلق.
هذا، وفي الوقت الذي تقترب فيه ثورة الشعب السوري عامها السادس، تلقى خامنئي الولي الفقيه وقوات الحرس هزائم متتالية في سوريا، وذلك رغم توظيفهم جميع الإمكانيات العسكرية والإقتصادية والسياسية في حربهم ضد الشعب السوري والثورة السورية، حيث تنقل يوميا جثث أعداد من عناصر الحرس إلى مختلف المدن الإيرانية، وتبقى جثث اعداد اخرى منهم في المناطق المحرّرة في سوريا. إن الهزائم المتلاحقة التي أخذت منحى تصاعدياً منذ نهاية مارس 2015 ارغمت نظام الملالي على اللجوء إلى التدخل الروسي للحؤول دون سقوط الأسد سريعاً. وكان النظام على حلم مريض بأن قوات الحرس والميليشيات العميلة كقوات حزب الله والميليشيات العراقية والمرتزقة الأفغان والباكستانيين بمساعدة بقايا الجيش الأسدي ستكون قادرة على دحر الثورة السورية تحت النيران والقصف الجوي الروسي. غير أنه الآن وبعد ما نفذت أكبر وأشد الغارات الجوية وارتكاب مجازر بحق آلآف المواطنين المدنيين طوال الشهرين الماضيين، فان نظام الملالي لم يحصد سوى زيادة غير مسبوقة من جثث قوات الحرس التي تشمل اعدادا كبيرة من جنرالات الحرس بينها.
لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – باريس
28 تشرين الثاني / نوفمبر 2015

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

من تداعيات ورقة المخابرات الايرانية تحشيد عوائل وهمية على بوابة ليبرتي

safielyaseri** التهيئة لاعداد مسرح المخيم لمذبحة جديده
صافي الياسري
اعتدنا في كل مرة تلجأ فيها المخابرات الايرانية الى استخدام ورقة عوائل الاشرفيين سواء أكان ذلك في اشرف او اليوم في ليبرتي ،ان يكون هذا الاستخدام مقدمة تهيء مسرح استيطان الاشرفيين لجريمة ابادة جماعية وهو امر تم توثيقه وتشخيصه مبكرا ومازالت الادلة عليه تتراكم وكان اخرها قصف مخيم ليبرتي بثمانين صاروخا اسقط 24 ضحية من الاشرفيين ودمر والحق اضرارا ببنى ومنشات واجهزة المخيم بما يقدر قيمته بعشرة ملايين دولار ، واليوم تتحرك السفارة الايرانية بهستيريا مجنون حانق لانها فشلت في هذا القصف الذي نفذه عملاؤها في لي ذراع الاشرفيين او كسر معنوياتهم فبعد يومين فقط وعلى انقاض المدمر في المخيم ظهر الاشرفيون ينشدون اروع انشودة تعبر عن الصمود والوعد والوعيد بيوم الحساب القريب لطغاة قم وطهران ،واليوم تنقل لنا الاخبار ان السفارة الايرانية ومحطتها المخابراتية في بغداد ،تهيء مسرح المخيم لمذبحة جماعية جديدة عبر نصب كاميرات دقيقة تراقب تحركات السكان في انحاء المخيم وترصد نشاطهم وعلى وفق بيان للمقاومة الايرانية ففي يوم الخميس 26 نوفمبر/تشرين الثاني نصب رجال لجنة قمع المجاهدين الأشرفيين برئاسة فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي كاميرات جديدة في أطراف موقع استقرار سكان ليبرتي. الهدف من هذه الكاميرات التي تسيطر عليها سفارة نظام الملالي وقوة القدس الارهابية رصد ومراقبة أكثر دقة داخل المخيم وتحركات السكان لالحاق مزيد من الخسائر بهم في الهجمات الصاروخية اللاحقة. ان نظام الملالي المعادي للانسانية وبعد الهجوم الصاروخي المميت بصدد جمع معلومات منها عن نقاط اصابة الصواريخ وأسماء الجرحى والأماكن المدمرة.
ان عملية نصب كاميرات جديدة تأتي في وقت مضى شهر على القصف الصاروخي المميت على المخيم والقوات العراقية تمنع دخول المكائن والآليات الضرورية لسحب الكرفانات والأجهزة المدمرة وتنظيم المخيم أو إدخال المعدات اللازمة لتصليح الكرفانات والمنظومات المتضررة وكذلك تمنع دخول الحد الأدنى لمستلزمات الأمن مثل الجدران الكونكريتية. كما انه اضافة الى تدمير والحاق إضرار بأعداد كبيرة من الكرفانات هناك الكثير من الكرفانات والمنظومات المتضررة الأخرى التي تحتاج الى التصليح والا لن تكون صالحة للاستخدام في فصل الشتاء والأمطار.
ان المقاومة الايرانية اذ تذكر الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية بتعهداتهما المتكررة والخطية تجاه سلامة وأمن سكان ليبرتي فانها تحذر من نصب هذه الكاميرات ومؤامرات النظام الايراني وأزلامه في الحكومة العراقية وتدعو لعمل عاجل لازالتها وضمان أمن السكان من قبل أمريكا والأمم المتحدة.
ونصب هذه الكامرت دليل صارخ على تواطؤ لجنة فالح الفياض التابعة لمجلس الوزراء شكلا وللعميل ابراهيم الجعفري واقعا ونحن نعرف من يواليه الجعفري وزير خارجية العراق الذي يقود سياسة العراق الخارجية على وفق املاءات ملالي قم وطهران كما يقود كتلة التحالف الوطني التي يرأسها ، وعلى وفق هذه الخلفية فان استشراف مقبل الايام يؤكد ان في الافق جريمة ضد الاشرفيين في ليبرتي تعد لها السفارة الايرانية وعملاؤها المحليون وفي مقدمتهم فالح الفياض ولجنته الاجراميه تحت ظل وزير ووزارة الخارجية التي تعد السفارة الايرانية ببغداد مسيرهما الحقيقي .

Posted in فكر حر | Leave a comment

انصاف ذكور و سمحولهن يستلموا سلاح ، شو ممكن تكون النتيجة ؟

maghikhozamماغي خزام

لما بيجيك خبر انه بكنيسة باللاذقية بينما الناس محتفلين بالكرمس علقت خناقة بين الشباب و شخص اسمه ( جوني بدوع ) فتح قنبلة بساحة الكنيسة و تسبب بوفاة طفلين ، طفل منهم بالصورة هو وحيد والدته بعد سنين انتظار لقدرت تشوفه بين ايديها و ببساطة بسبب استعراض مراجل تافه راح ابنها و راح ابن غيرها و العديد من الجرحى توزعوا عمشافي اللاذقية ، لما بتسمع بهيك خبر و بقلب كنيسة بتقول : كلكن دواعش .
انصاف ذكور و سمحولهن يستلموا سلاح ، شو ممكن تكون النتيجة ؟
الرحمة لروح الطفلين و الصبر لأهلهن ..
و المشنقة صار لازم تنزل بالدستور .. بعمري ماسمعت عن بلد طالتها حرب وسخة برا و جوا و ولا مشنقة وحدة تعلقت فيها !!!!!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

عضو البرلمان الروسي يريد ان تعيد تركيا كنيسة آيا صوفيا كبادرة حسن نية بعد اسقاطها للطائرة

ayasofia_نشرت العديد من المواقع الروسية اليوم نقلاً عن جلسة مجلس النواب الروسي ”  الدوما”, تقدم النائب ” سيرغي غافريلوف” يمقترح بان تطلب الحكومة الروسية من التركية إعادة كنيسة “آيا صوفيا” تحت وصاية الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية مقابل إزالة التوتر الحاصل بين البلدين على خلفية اسقاط تركيا لطائرة روسية قبل يومين قرب الحدود السورية,  وذلك كبادرة حسن نية من تركيا تجاه موسكو, وتعتبر “آيا صوفيا” من أشهر المعالم التاريخية في مدينة إسطنبول ، والتي تعد من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية، حيث كانت كاتدرائية سابقاً قبل أن تحول إلى مسجد ومن ثم إلى متحف ديني عام 1923.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

النكبة الفلسطينية – الحقائق بمواجهة التزوير!!

nabilaudeh*الهجرة واللجوء إلى دول الجوار لم يكن خيارا فلسطينيا، إنما خطة صهيونية جهنمية إجرامية * المؤرخون اليهود لم يلتزموا بالحقائق حول تشريد مواطني حيفا * لماذا أُخرج قصف حيفا من كتب التاريخ الاسرائيلية الرسمية؟* من 70.000 مواطن فلسطيني في حيفا (عام 1948) بقي 3566 مواطن فقط*
تواصل إسرائيل إنكار مسؤوليتها عن تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من وطنهم، وتتجاهل أنها قامت بهدم قراهم ( ما يقارب 520 قرية) لمنعهم من العودة ولخلق واقع جديد . ولم يحظ الكثير من العائدين بعد أحداث حرب 1948 بهويات زرقاء مما كان يعني تعرضهم للطرد من الوطن، أو القتل كمتسللين، أو الحصول على هوية حمراء تعني أنهم مقيمون-عابرون (أو”ضيوف” حسب الصيغة الرسمية) وليسوا أبناء هذا الوطن.
نبذة من التاريخ المأساوي
شهد تاريخ الأقلية العربية معارك بطولية ضد التهجير، قام بها ، وقادها بالأساس الشيوعيون العرب، بمنع الشاحنات المحملة بالمزمع طردهم من التحرك، وذلك بإلقاء أنفسهم أمام عجلاتها، ونظموا معارك قضائية من أجل الحصول على الهوية للعائدين (الضيوف) الذين عادوا كمتسللين إلى وطنهم معرضين انفسهم لخطر القتل على الحدود. واشتهر وقتها المحامي الشيوعي حنا نقاره ، الذي أطلق علية الناس لقب “محامي الشعب”. كانوا ينشدون له الأهازيج الوطنية فرحا بتحصيله للهويات عبر المحاكم الأمر الذي كان يعني البقاء في الوطن وعدم اعتبار الفلسطيني “متسللا” (أو ضيفا) مرشح للطرد من وطنه الى دول الجوار، كذلك تحديا للحكم العسكري الذي فُرض على العرب الفلسطينيين الباقين في وطنهم مقيدا تنقلهم داخل وطنهم باطار قوانين انتدابية بريطانية تعرف بقوانين الطوارئ.
من الأهازيج النضالية المتحدية للحكم العسكري في تلك الفترة :
طارت طيارة من فوق اللية الله ينصركو يا شيوعية – ( اللية اسم مكان في الجليل)
حنا نقاره جاب الهوية غصبا عن رقبة ابن غريونا – ( بن غوريون – أول رئيس لحكومة إسرائيل)
وتطورت ثقافة شعبية غنائية كجزء من النضال والصمود ضد التشريد، منها مثلا على سبيل المثال وليس الحصر، وحسب مذكرات الشاعر والمناضل حنا إبراهيم (كتابه: ذكريات شاب لم يتغرب ) ، كانت تمنح هويات حمراء لمن يعتبروا “ضيوفا” كما أشرنا، أما “غير الضيوف” فكانوا يحصلون على هوية زرقاء. يذكر حنا إبراهيم أغاني التحدي التي كانت تنشد في حلقات الدبكة ومنها:
يا أبو خضر يللا ودينا الزرقات والحمرا ع صرامينا – (أبو خضر هو اسم شرطي مارس العنف ضد العرب، والزرقات والحمر هي الهويات)
هذا وطنا وع ترابه ربينا ومن كل الحكومة ماني مهموما
يقطع نصيب ال قطع نصيبي لو انه حاكم في تل أبيب
توفيق الطوبي وإميل حبيبي والحزب الشيوعي بهزو الكونا – وهما من أبرز قادة “عصبة التحرر الوطني الفلسطينية” (1)
ويتلقف الشبان الكرة ويعلو نشيد المحوربه – وهو نوع من الغناء الشعبي الفلسطيني:
لو هبطت سابع سما عن حقنا ما ننزل
لو هبطت سابع سما عن أرضنا ما نرحل
هذه لوحة عن واقع صار تاريخا ولكنه نوسطالجيا نضالية أيضا، نفتقدها اليوم بهذه القوة، وهذا الصمود، وهذا الالتفاف الشعبي السياسي . وما يجعلني أورد هذه اللوحة، التأكيد أن الهجرة لم تكن خيارا فلسطينيا، بل جريمة إنسانية، لم تكشف بعد كل تفاصيلها، وكل مخططاتها في الفكر الصهيوني، الذي يجتهد اليوم لإنكار الحقائق، بل وتزويرها بدون خجل، حتى تلك التي وردت في السجلات الرسمية للدولة.
من أقلية في مهب الريح الى شعب صامد
اليوم نواجه واقعا مختلفا، الأقلية العربية، الباقية في وطنها، أعادت بناء نفسها ومؤسساتها، تجاوزت صعاب ومخاطر هائلة، شكلت علامات سؤال كبيرة حول بقائها في وطنها. وعززت بقاءها في وطنها. رغم مصادرة الأرض ( ما تبقى لها أقل من 3.5% من الأرض منها 2.5% تابعة لسلطات منطقية يهودية)، إلا أنها لم تستسلم، وأصبحت أقلية متعلمة وأبناءها يملئون الجامعات والكليات ، عدد الأكاديميين تنامي بأرقام هائلة، من أعداد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلى عشرات الاف ألأكاديميين اليوم، عدا الطلاب الجامعيين. والأكثر من ذلك ، 60-70% من الفتيات العربيات، اللواتي ينهين الثانوية يتجهن للدراسة العليا . آلاف كثرة جدا من الطلاب العرب من إسرائيل يتعلمون في جامعات الأردن، ألاف أخرى في مختلف أنحاء العالم، عدا الآلاف داخل الجامعات والكليات المحلية.
إن المسؤولية عن هجرة الفلسطينيين ، أو طردهم من وطنهم بأساليب تعتبر جرائم حرب، كشفها أيضا مؤرخين يهود شجعان أمثال ايلان بابه، وكنت قد كتبت سابقا عن قرار رئيس الحكومة، بناء على طلب مدير الأرشيفات ، باستمرار إغلاق أرشيفات العقدين الأولين بعد حرب 48 لعشرين سنة جديدة ، لأنها تشمل تفاصيل كشفها الآن يلحق الضرر بدولة إسرائيل. واعتقد أن تمديد الإغلاق، جاء لمنع استغلال المفاوض الفلسطيني لوثائق رسمية تثبت أن تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، كان بسبب ارتكاب مجازر ، لا تقل بشاعة (وربما تفوق) عن مجزرة دير ياسين (منطقة القدس) ومجزرة قرية الصفصاف ، الواقعة على زنار جبل الجرمق، مما دفع الفلسطينيين، الفاقدين لأي حماية من الانتداب البريطاني أو من الجيوش العربية، للهرب من وطنهم أو تعرضهم للمجازر الجماعية. وهناك روايات كثيرة عن عشرات المجازر، بعضها كشف عنه مؤرخين يهود.. وقد يكون المخفي أعظم، بعد كشف من اصدر الأوامر وطرق تنفيذ المجازر!!
إن الهجرة واللجوء إلى دول الجوار، لم يكن خيارا فلسطينيا، إنما خطة جهنمية إجرامية، لم تكشف كامل تفاصيلها، ولا يمكن لأي مفهوم إنساني سليم أن يعتبر تلك الأحداث مجرد صراع على أرض. بل هي تصفية عرقية من أسوأ الأشكال التي عرفتها البشرية ، وحسب المستشرق ايلان بابه بدأ التطهير العرقي قبل إقامة دولة إسرائيل، وهذا ما يكشفه في كتابه الهام :”التطهير العرقي في فلسطين”..
يخافون من تاريخهم
يحاول اليمين العنصري في إسرائيل إنكار النكبة، بل وإقرار قانون يمنع المواطنين العرب من تخصيص يوم 15 أيار من كل عام لذكرى النكبة ، لكن هذه المحاولات، جعلت النكبة راسخة أكثر، ليس في الذاكرة الجماعية للعرب فقط، بل في كشف الموضوع أمام العديد من اليهود في إسرائيل الذين يجهلون تفاصيل حرب 48، وماذا تعني النكبة، لدرجة أن محرك البحث في غوغل شهد ارتفاعا هائلا في البحث عن كلمة “النكبة” باللغات الانكليزية والعبرية والعربية. أي أن التفكير العنصري بمنع ذكرى النكبة عن أبناء النكبة، قاد إلى تعميق مفهوم النكبة وتفاصيل ما جرى وقاد إلى النكبة. بل وأكثر من ذلك ، الخوف من ذكرى النكبة للعقول العنصرية المريضة، ترجمت برد صهيوني ، إذ أصدرت عناصر حركة تسمي نفسها “إم ترتسو”( إذا شئتم)كتيب جيب من 70 صفحة ، أشبه بتوراة للمتطرفين ، يحمل عنوان:” نكبة خرطه– الكتيب الذي يقاتل من أجل الحقيقة” ( “خرطه” بالعامية الفلسطينية تعني “كذبة” وهي من الكلمات التي اخترقت العبرية)
يحاول الكتيب أن يشوه ( او يزور) حقائق التاريخ، كتبه الصحفي ارئيل سيجال واحد مؤسسي حركة “ام ترتسو” بيسانز تدمور، في محاولة (مهزلة) لإقناع القراء ( اليهود بالأساس) بأن العرب الذين يرون بأنفسهم ضحايا النزاع الفلسطيني- إسرائيلي، هم بالأساس المعتدين، أي الضحية هي المعتدية حسب مفهوم العقل الفاشي المريض لمؤلفي الكتيب.
حيفا نموذجا.. الحقائق اقوى من الكذب
ومن النماذج التي يقدمها الكتيب ، فصل بعنوان: ” هم تركوا- حيفا نموذجا”، وفي هذا الفصل يذهبون لإنكار الطرد المخطط للعرب من حيفا، وذلك باعتمادهم على كتاب بروفسور أفرايم قارش :” تلفيق التاريخ الإسرائيلي” ، يواجهون به من يعرفون بالمؤرخين الجدد،الذين ، حسب نص الكتيب، يقومون بنفي الحقيقة المؤكدة بسجلات الدولة أيضا ، والتي على أساسها نفذت القوات اليهودية ( الهجناه) سلسلة من المذابح المروعة، خدمة لسياسة موجهة من أعلى، لطرد الفلسطينيين أو التصفية العرقية”.
النموذج الذي يقدمه المؤلفان،هو وصف احتلال مدينة حيفا في حرب 1948، كنموذج للإدعاء أن الجانب الإسرائيلي، لم يتبع تلك السياسة التطهيرية، و”إن المسؤولية عن نتائج الحرب ومشكلة اللاجئين، هي مسؤولية القيادات العربية”.
هل اختار المؤلفان مدينة حيفا كنموذج بالصدفة لتبرير الموقف الصهيوني؟
العديد من المؤرخين اليهود لم يلتزموا بالحقائق حول ما دفع مواطني حيفا للهرب من وطنهم. لذلك ما يقدمه المؤلفان في الكتيب ليس جديدا، ولا يتناقض طرحهم مع بعض الأبحاث التي نشرت في كتب سابقة. والتي يميزها إخضاع البحث لنوايا سياسية، تهدف مع سبق الإصرار على دعم رواية كاذبة تتجاهل سبب دفع عرب حيفا للهرب . وهذا وارد في الكثير من المؤلفات التي تتجاهل الحقائق لحساب الرؤية السياسية أو الفكرية المسبقة.
بالطبع لا احد سيحاسب المؤلفان على اعتماد أبحاث تتجاهل حقائق ووثائق ما جرى في حيفا. والحقيقة هنا حتى ليست نسبية، إنما مشوهة تماما. تشويه التاريخ الفلسطيني ليس جديدا، بل هو موضوع دارج في الاعلام الاسرائيلي – الصهيوني، رغم تناقضه مع الوثائق الرسمية والكتب الصادرة حتى من وزارة الدفاع (الأمن) الاسرائيلية .
صحيفة “هآرتس” العبرية، التي عرضت ما جاء في الكتيب، ذهبت لتفحص الحقائق من أشخاص (عرب) عاصروا تلك المرحلة، يعيشون في حيفا ولم يهاجروا. توجهت مراسل الصحيفة إلى نادي للمسنين العرب في وادي النسناس في حيفا والذين تشكل النكبة جزء من سيرة حياتهم. رواياتهم مليئة بصور الطرد من الوطن بتهديد السلاح وبإطلاق النار على الناس وكلهم يتذكرون الخوف الذي ساد بين الهاربين الفاقدين لأي بديل آخر.
حسب التقديرات كان عدد سكان حيفا العرب حوالي 70 ألف مواطن، وحيفا كانت ضمن المنطقة التي خصصت لدولة اليهود حسب قرار التقسيم للأمم المتحدة، وبسبب أعمال العنف التي سادت هرب الكثيرون وظل في حيفا أقل من 20 ألف مواطن عربي.
يقول أحد كبار السن في تقرير هآرتس، أن الحياة أضحت غير محمولة بسبب تواصل إطلاق النار ومواصلة القصف على العرب دون تمييز بين مسلحين ومواطنين غير مسلحين، وانه في الأحياء العربية تعرض كل من يسير في الشارع لنيران القناصة والرشاشات.
حسب مصادر إسرائيلية، بعد ” الانتصار” في حيفا، لم يجد الجيش إلا كمية قليلة جدا من السلاح، لا تشكل أي تحد للأسلحة الموجودة بأيد القوة اليهودية، ولا يشكل أصحاب هذه الأسلحة قوة عسكرية بأي مفهوم عسكري بسيط.
حسب تقديرات البريطانيين ، بلغ عدد الهاربين من العرب عن طريق البحر أكثر من 12- 14 ألف إنسان، والهاربين برا أكثر من 6000 شخص ، ولكن المصادر اليهودية تدعى أن عدد الهاربين كان بحدود 5000 شخص فقط ،بينما عدد الذين بقوا في حيفا من العرب كان بحدود 20 ألف عربي، فأين اختفى 40 – 50 ألف حيفاوي عربي؟
كانت النار تطلق، حسب الشهادات الشخصية، على البيوت العربية مما حول ميناء حيفا إلى المكان الأكثر أمانا للمواطنين العرب، وذلك لأن الميناء بقي تحت الإدارة البريطانية لضمان انسحاب جيشها من فلسطين.
مؤرخون يتراجعون عن الحقائق التي كشفوها
بيني موريس المؤرخ اليهودي وصف في كتابه ” نشوء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين” الصادر عام 1991 ، أي قبل أن يتراجع ويروج الروايات الرسمية للحركة الصهيونية، وصف بوضوح كبير تطور الأحداث ، وكتب: ” أُعطيت أوامر لقصف ساحة السوق ، وكان في السوق اكتظاظ كبير عندما بدأ القصف، تسبب برعب كبير ، واندفع الجمهور إلى الميناء، دافعين رجال الشرطة ( البريطانية على الأغلب) وسارعوا لركوب السفن وبدأ الهروب من المدينة”. بيني موريس تراجع فيما بعد عن روايته في كتابة “1948” الصادر عام 2010.
رغم أن روايته عن قصف السوق هي رواية جزئية جدا، ولكن مؤرخ يهودي آخر هو تسادوق ايشيل، في كتابه “معارك الجيش في حيفا” الصادر عام 1978 عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، يذكر تفاصيل أكثر. ايشيل كان مجندا في الجيش ، وعايش الكثير من تفاصيل المعركة في مدينة حيفا، يقدم وصفها في كتابه كونه مصدر أول وشاهد ومشارك ، يصف أحداث 22 نيسان 1945 بقوله:” في ساعات الصباح الباكر أعلن مكسي كوهن لأركان الفرقة أن العرب يستعملون مكبرات صوت ويدعون الجميع أن يتجمعوا في ساحة السوق، بسبب احتلال اليهود لشارع ستانتون ومواصلة تقدمهم نحو مركز البلد. مع وصول هذه المعلومة صدرت الأوامر لقائد كتيبة عسكرية هو ايهود الموج، ليقصف براجمات قطر 3 انشات ( أي 75 مليمتر) التي كانت مجمعة قرب مستشفى روتشيلد (المستشفي يجلس عمليا فوق الأحياء العربية الأساسية لحيفا) منطقة السوق في حيفا، رغم تجمع الكثير من الناس (غير المسلحين) في السوق. وعندما بدأ القصف ، وتساقطت القنابل وسط الجمهور انتشر الرعب الكبير، وانطلق الناس إلى الميناء ، واندفعوا نحو القوارب للهرب من حيفا، وقد تواصل القصف المتقطع خلال اليوم كله على المدينة ( على الأحياء العربية) مسببة رعبا وانهيارا في صفوف الأعداء “، كما جاء في الكتاب.
السؤال: لماذا محت إسرائيل، فيما بعد، من كتب التاريخ، موضوع قصف حيفا، وانتشار الجثث في الشوارع، ودفع أهلها للرعب والهلع العظيم، والهروب الكبير رغم أن المدينة لم تكن تملك السلاح لمواجهة الاحتلال اليهودي؟ بل وجرى القصف أثناء مفاوضات عربية يهودية بمشاركة ضباط بريطانيين، للتسليم بدون قتال؟
قصف الأحياء العربية اثناء مفاوضات تسليم حيفا
ما تكشف عنه الحقائق الرسمية، يبين أن القصف جرى أثناء قيام ممثلي الجمهور العربي في حيفا بمفاوضات مع قادة حيفا اليهود، حول شروط وقف إطلاق النار،وحسب شهادات كثيرة كان رئيس بلدية حيفا وقتها شبتاي ليفي، يؤمن بإمكانية التعايش المشترك، ودعا قادة الجمهور العربي للاستسلام، ودعوة السكان للاطمئنان والبقاء في حيفا. وجاء في تقرير أرسله مراسل يو بي : “أن العرب وافقوا على شروط الاستسلام اليهودية، وعليه بدأ الفيلق العربي والمتطوعين العراقيين بمغادرة المدينة”.
ولكن كما تبين واصلت القيادة العسكرية اليهودية (الهجناه) ، المطلعة على سير المفاوضات لوقف إطلاق النار، بقصف الأحياء العربية. وهناك وثيقة صدرت من أركان فرقة الجنرال كرمل (قائد جيش الهجناه في حيفا)، تقول البرقية: أن العرب في حيفا توجهوا إلى الجنرال (موشيه كرمل ) ورئيس البلدية شبتاي ليفي ، بطلب عبر وسيط بينهم وبين الجيش ( الهجناه) لقبول وقف إطلاق النار. بل وأرفق بالوثيقة، التي أرسلت للقيادات العليا، نصا بالانكليزية، حسب ما صيغ من الجيش (الهجناه) وذكرت الوثيقة انه:” يسود في أوساط العرب رعبا شديدا ومقاومة ضعيفة جدا”.
مصادر أخرى تقول إن القصف لاحق المواطنين العرب الهاربين لأبواب الميناء، مما اضطر الجنود البريطانيين إلى التهديد بالرد على القصف اليهودي إذا لم يتوقف، وفي حالات أخرى فتح الجنود البريطانيون، النار على مقاتلي الهجناه بسبب إطلاقهم النار على المواطنين العرب الهاربين..
كانت سياسة القيادة العليا مواصلة الضرب ، ما لم يوقع الاتفاق، رغم أن برقياتها أشارت إلى انهيار كامل للقيادة العسكرية العربية في المدينة. وجاء في تقرير للهجناه انه: “بما أن العرب لا يستطيعون تنفيذ شروط الاستسلام، من الأفضل إخلاء مدينة حيفا تماما من سكانها العرب”. لذلك، كما بات معروفا، تواصل القصف أيضا أثناء اجتماع قادة الجمهور العربي مع القيادة اليهودية ومشاركة ضباط بريطانيين في الاجتماع أيضا.
قبل 63 سنة ظهر في تقرير مراسل يو بي الذي نشرته صحيفة عبرية هي “دافار” وذلك بعد انتهاء المعارك، أن ممثلي الجمهور العربي يدعون أن اليهود أخلوا باتفاق وقف إطلاق النار في حيفا، وسببوا موجة جديدة من الرعب في أوساط آلاف المواطنين العرب الذين سارعوا بالهرب من حيفا. ويواصل التقرير أن اليهود يعترفون بأحاديث خاصة، انه أثناء المعركة وبعدها، تجاوز “بعض الناس”( هل يعنون جنود يهود؟) الانضباط، وكان هناك انفلات وأعمال نهب وبطش وإطلاق نار على المواطنين العرب، ولكن الآن توقف ذلك”.
إن محاولة نفي أو تقليل مأساة تهجير عرب حيفا، لن تفيد، لأن الحقائق، والشهادات الحية، بما فيها وثائق وكتب تأريخ إسرائيلية كتبها يهود أنفسهم ومنهم قادة معارك، تثبت أن التهجير كان سياسة رسمية لإخلاء العرب من البلاد.
لست مؤرخا، ولكن هناك الكثير ما يستحق أن يجمع خاصة من الذاكرة التاريخية لكبار السن، وهي بمجموعها تشكل جزءا من الحقيقة التاريخية التي يحاول اليمين في إسرائيل أن يشوهها وينفيها . بل ويذهب اليمين بعيدا لإقرار قانون ينفي حق شعبنا بتذكر مأساته القومية الكبرى- “النكبة” التي أفقدتنا وطننا وشتت شعبنا في أقطار عديدة ، حيث يواجه الرفض والمذلة.
مؤسساتنا غائبة
هناك موضوع يستعصي على فهمي، وهو تجاهل أحزابنا ومؤسساتنا وجمعياتنا الأهلية المتخصصة لمثل هذه النشاطات التي تحاول أن تزيف حقائق التاريخ، وتخلق تبريرات مصطنعة وتفسيرات مشوهة لنكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من وطنه.
صحيفة عبرية قامت بتفنيد الكذبة، وتساءلت :” لماذا أخرج قصف حيفا من كتب التاريخ الرسمية؟”
والسؤال المقلق أين الجواب العربي ، اين الرواية العربية ووثائق ما ارتكب في حيفا وغير حيفا؟ من يهتم بجمع الروايات الشخصية حفظا على الذاكرة الجماعية؟
انا لست مؤسسة، ومثل هذا العمل يحتاج إلى وقت وجهود جماعية كبيرة . لا تنقصنا الجمعيات الأهلية، ولا المؤسسات الرسمية أو شبه الرسمية، والسؤال ما الذي يشغلها ؟ وما هي أولوياتها؟ ومتى سنصحو لتسجيل الروايات الشخصية أيضا حتى لا تضيع الذاكرة ولا يصير المقتول قاتلا أو منتحرا!!
رسالة من معاصر للنكبة: من 70.000 فلسطيني حيفاوي بقي فقط 3566
بعد توزيع مقالي على المواقع ، وصلتني رسالة من استاذ حيفاوي عاصر النكبة بتفاصيلها وهو مطلع على مجريات النكبة في حيفا. وطلب مني تصحيح بعض المعلومات لأهميتها ومنها يتبين ان نكبة حيفا واهلها العرب كانت أكبر وأعمق ، واليكم المعلومات الجديدة:
في نسيان عام 1948 بدأت قوات الهاغاناه بطرد السكان العرب من ضواحي المدينة المختلفة. ولتمنع التشريد أصدرت القيادة العربية في حيفا منشورًا لأهالي المدينة يحثهم على الدخول والبقاء في منازلهم، بدل التجمع في الشوارع أو ترك المدينة، لكن تحت وابل الرصاص والقذائف بدأت عملية هروب جماعية. دفعت قوات الهغاناه نحو 35000 عربي الى ميناء حيفا، هناك انتظرتهم سفن بريطانية حيث نقلتهم الى لبنان. يقدر أن 10% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أصلهم من حيفا. وهرب الكثيرون عن طريق البر الى الجليل، وحتى الى منطقة جنين (الكثيرون من سكان مخيمي جنين ونور الشمس هم من حيفا، ومن القرى المجاورة). بضع مئات من العرب المسيحيين التجأوا الى الكنائس، والتي لم يهاجمها اليهود خوفًا من الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة… في- 22 نيسان 1948 سقط الحصن الفلسطيني الأخير في المدينة – بيت النجادة (مقر حركة الكشاف العربي) في حي الحليصة على يد الكتيبة الـ- 22 من الهاغاناه
في 23 نيسان وقعت مدينه حيفا تحت الاحتلال الاسرائيلي. من 70,000 فلسطيني بقي فقط 3566 عربيا.
**********
(1)- “عصبة التحرر الوطني الفلسطينية” هي تنظيم شيوعي عربي فلسطيني، اسسها عام 1943 رضوان الحلو، فؤاد نصار (بعد النكبة كان من مؤسسي وقائد الحزب الشيوعي الأردني)، إميل حبيبي، إميل توما، موسى الدجاني وبولس فرح. اتحدت العصبة بعد اقامة اسرائيل مع الحزب الشيوعي اليهودي (الفلسطيني) ليشكلا حزبا شيوعيا اسرائيليا!!
nabiloudeh@gmail.com

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (47) تصدعات في القيادة وبلبلة في الشارع الإسرائيلي

mostafalidawiيخطئ من يظن أن العدو الإسرائيلي مرتاحٌ وغير قلقٍ، وأنه لا يواجه خطراً حقيقياً ولا مأزقاً حرجاً، وأن العمليات التي يتعرض إليها كل يومٍ لا تؤثر فيه ولا تهز كيانه، ولا تضعف قوته ولا تشتت صفه، ولا تصدع جبهته، وأنه على العكس من ذلك، يقتل كل يومٍ عدداً من الفلسطينيين الشبان، ويطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بحقه في الدفاع عن نفسه، ويدفعهم لوصف عمليات المقاومة الفلسطينية بأنها عملياتٌ إرهابية.

يبدو العدو كأنه يريد أن يخرج من هذه المعركة “الانتفاضة” منتصراً، فمن جانبٍ يقتل فلسطينيين ويضيق عليهم، ويدفعهم إلى مربعات اليأس والقنوط، ومن جانبٍ آخر يكسب الرأي العام الدولي الذي يجيز له استخدام القوة لصد العنف والإرهاب التي يتعرض له ومواطنوه، ويأخذ على ذلك مكافأة وتقديراً دولياً، عندما يعطونه الحق بقمع الفلسطينيين وقتلهم.

لكن الحقيقة التي لا يقوى العدو على إخفائها، ولا يستطيع إنكارها، مهما بلغت درجة المكابرة عنده، وحالة التبجح والعناد التي يعيشها، إذ تفضحه الصورة وتكشف عن حقيقته التقارير المنقولة من شوارعه، أن مستوطنيه صاروا خائفين وقلقين، وأنهم لم يعودوا يشعرون بالسلامة والأمان رغم المسدسات التي يحملون، والشرعية التي منحوها بالقتل والتصفية، ومظاهر الاحتفال التي تصاحب كل جريمةٍ يرتكبونها، وكل اعتداءٍ ينفذونه، ومحاولاتهم إغلاق الشوارع، والاعتداء على البيوت واحتلالها طرد سكانها، وغير ذلك من مظاهر استعراض القوة، والتباهي بالسيطرة والتفوق والهيمنة.

ما يقوم به الجيش والشرطة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية لا يصنف ضمن الأنشطة العامة والمهام الاعتيادية لجيش الاحتلال، ولا يستطيع رئيس أركانه ولا هيئة ضباطه الكبار وصف عمليات الانتشار الواسع لجيشهم، ومواجهاتهم اليومية مع الفلسطينيين في كل المدن والبلدات الفلسطينية، وما يتعرضون له من احتمالات الطعن والدهس المفاجئ، بأنها أنشطة اعتيادية تأتي ضمن البرامج والدورات التي يتدرب ويتأهل عليها عديد الجيش، بل إن الكثير من الأطباء النفسيين والمشرفين الاجتماعيين في الجيش، وكلهم من الضباط المختصين علمياً في هذه المجالات، يرون أن ما يتعرض له الجنود شيءٌ خطيرٌ للغاية، ولا يستطيع الجندي أن يتعايش أو يتكيف مع هذه الأخطار، فالهجوم بالسكاكين والأدوات الحادة شيءٌ مرعبٌ ومخيف، ويترك في النفس أثراً سلبياً يصعب نسيانه، كما يصعب تخيله وتحمله، فضلاً عن أن عائلات الجنود والعناصر الأمنية يبدون خوفاً أكثر من الجنود، ويرفضون أن يكون مصير أبنائهم القتل بالسكين.

يرى فريقٌ من الضباط أن المواجهة مع الفلسطينيين لا تقوم على أساسٍ من التفوق والسيطرة، إذ أن القوة لا تحمي، والاستعدادات الهائلة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية لا تجلب الأمن، ولا تحقق السلامة، بدليل أن العمليات نفسها تتكرر كل يومٍ في الأماكن نفسها أو في أماكن ومناطق جديدة، والمنفذون قد يقتلون أو يعتقلون ولكن غيرهم يحل مكانهم بسرعةٍ، وتكون الدوافع عند المنفذين الجدد أقوى، والعزيمة أكبر، والرغبة في الانتقام والثأر أكثر وضوحاً، ويزيد في توتر الجنود والمستوطنين الإسرائيليين تصريحات قيادتهم التي تقول، أننا لا نستطيع أن نمنع شخصاً يريد أن يموت.

وغيرهم يقول أن الفلسطينيين قد نجحوا كلياً وبذكاءٍ شديدٍ في تحييد القوة العسكرية للجيش والأجهزة الأمنية، فأقصى سلاح بمكن للجيش والمخابرات استخدامه هو المسدس، وفي أحيانٍ قليلة ونادرة يمكن استخدام البندقية، وبذا جعل الفلسطينيون سلاح المعركة في حده الأدنى، فلا قوة تقمعهم، ولا سلاح يخيفهم، ولا قدرة للجيش على المبادرة باستخدام سلاحه الفتاك في مواجهة طفلة تحمل سكيناً، أو صبيٍ يتجول قرب مستوطنةٍ، أو على الطريق العامة التي يسلكها المستوطنون، الأمر الذي جعل الفلسطينيين يطمئنون إلى أن التفوق العسكري الإسرائيلي تعطل، وأنه لن يدخل المواجهة، ولن يحسم المعركة.

أما الفصائل الفلسطينية فإنها لسببٍ أو لآخر لم تتمكن من الدخول على خط الانتفاضة، ولم تستطع أن تترك بصماتها عليها، فلا مشاركة لها في التخطيط، ولا تقوم بعمليات المساندة والحماية، ولا تمول المنفذين، ولا تشرف على عملياتهم، ولا تنصحهم ولا توجههم، ولا تنتقي لهم أهدافاً أكثر دقة وأضمن نتيجة، بل تركتهم وحدهم يخططون وينفذون، ويجتهدون ويقررون، وبذا بإرادةٍ أو عن غير قصدٍ منهم، فقد انسحبوا من المواجهة، وسحبوا الذرائع من الجيش للفتك بهم، وتركوا المعركة قائمة بين جيشٍ مكفوف اليد وبين شعبٍ ماضٍ بأقل ما يملك وأبسط ما يستطيع أن يقاتل به، فلا أبسط من سكين المطبخ، ولا أكثر وفرةً من السيارات الخاصة، وكلاهما بات متوفراً بين أيديهم، ولا يمكن حصارهم لمنعهم من حيازة سكينٍ أو قيادة سيارة.

المواطنون الإسرائيليون يسألون حكومتهم بكثيرٍ من الضيق والتبرم والغضب والسخط، عن مآل الأحداث ومصير الأوضاع في المناطق، فقد اقتربت الانتفاضة من إنهاء شهرها الثاني، ولا يوجد في الأفق ما يدل على قرب التوصل إلى حلٍ بشأنها، إذ لم تجد المساعي السياسية التي بذلها وقام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، كما يبدو أن الاستعدادات والحيطة والحذر غير قادرة على إخماد الانتفاضة، أو التخفيف من فعالياتها اليومية التي تزداد ولا تنقص، وقد بدا أن ذوي الشهداء أكثر من ينبري للثأر والانتقام، بدليل أن العديد من منفذي عمليات الطعن والدهس أقاربٌ وأشقاء، وكأن الحزن يمنحهم المزيد من الطاقة، والألم يولد عندهم المزيد من القوة والأمل.

اضطرابٌ وقلقٌ شديدين في الشارع الإسرائيلي على المستويين الشعبي والرسمي، وحيرةٌ كبيرة بين المسؤولين السياسيين وقادة الجيش والمؤسسات الأمنية، فلا الأول يستطيع أن يجلب حلاً سياسياً سحرياً يهدئ الأوضاع، رغم أنه يتمنى ويأمل، ويستعين بمن يستطيع ويقوى، ولا الثاني قادر على أن يلبي طلبات حكومته وأماني شعبه في قمع الانتفاضة، وإجبار الفلسطينيين على أن يعودوا إلى بيوتهم ومزاولة أعمالهم، رغم القوة التي يملكون، والسلاح الذي يحوزون، والفلسطينيون ماضون في خيارهم، ومصممون على نهجهم، فلا يوقفهم دمٌ، ولا يخيفهم قتلٌ، ولا يمنعهم عدوٌ من الإصرار على المطالبة بحقوقهم، والحفاظ على وجودهم.

بيروت في 29/11/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

الكلمة هي ماتنضحه الروح من طيب أو خبث

vladimerkuh

حقوق الصورة للفنان فلاديمير كوش

وصلتني من باب النكتة رسالة على بريدي الخاص، تقول: سألوا أردني: ليش دائما مكشر وعصبي؟
قال: قهوتنا مرة، وبحرنا ميت وخليجنا عقبة وطبختنا مقلوبة وأشهر أسمائنا زعل ومهاوش وعدوان، ومطربنا اسمه متعب، وأشهر أغانينا “ويلك يلي تعادينا يا ويلك ويل”، وبدكون اياني ابتسم؟!
…..
لم أقرأ سابقا مادة مكتوبة تجسد حقيقة تلك الأمة الميؤوس منها وسرّ فشلها، كما جسدتها تلك الرسالة!
******
لي من الأصدقاء الحقيقين والفيسبوكيين الكثيرون، ولكن أقوى علاقة استطعت أن أقيمها في حياتي كانت مع الكتاب…
من خلالها تعرفت على أشخاص كان من المستحيل أن ألتقي بهم على أرض الواقع، وعلى شعوب وعادات لم أكن اؤمن بوجودها إلا في الخيال، وعلى أفكار لم أشعر بحلاوة بعضها إلا في العسل، ولا بمرارة بعضها الآخر إلا في الحنظل!
…..
تلك العلاقة بلورت لاحقا علاقتي بزوجي وأولادي وأحفادي وأقربائي وأصدقائي و”أعدائي” على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم…
تلك العلاقة حددت طبيعة علاقتي بالأشياء اعتبارا من زجاجة العطر في خزانتي ومرورا بماركت كومبيوتري وانتهاء بدمية حفيدي…
تلك العلاقة ساعدتني على أن أتخيل الله كما أريده، وأصبح كما يريدني….
تلك العلاقة أضاءت المخفي والمكشوف، وسمحت لي أن أختار بوعي وبملىء ارداتي…
لذلك، أملك الحق أن أقول “ تلك العلاقة أنجبتني”!
حياتي كلها كلمات….
لم أعش حياة واحدة، بل عشت المئات…
عشت حياة كل كاتب صبها على ورقه، عشتها بحذافيرها، بخيرها وشرها، بقبحها وجمالها، واستخرجت منها حكمة تفيدني في الحياة…
لذلك، استفدت من تجارب الكثيرين دون أن أدخلها إلاّ على صفحاتهم….
تلك هي قوة الكلمة….
تسمح لك أن تعيش حياة كاملة في غضون أيام، وتسمح لك أن تصبح شيخا حكيما وأنت في مستهل شبابك…
……
أحيانا أشعر أنني أعرف مارك توين ورالف والدو اميرسون ووالت ويتمان، و “النبي” محمد وابن تيمة ونزار قباني وعبدالله القصيمي ونوال السعداوي أكثر مما يعرف كل منهم نفسه!
لقد تعرفت عليهم من خلال أقوالهم، فالكلمة هي ماتنضحه الروح من طيب أو خبث، والإنسان يتعلم الحكمة من الطيب والخبيث على حد سواء!
بعض الأموات مازالوا يتركون بصماتهم في حياتي وبعض الأحياء ماتوا من زمان…
الكلمة هي التي حددت بقاء البعض ورحيل البعض الآخر!
…….
قال لي جدي يوما، وبكل براءة: كتاب “الجفر” للإمام علي يحوي سرّ الحياة والكون كله!
لم أقرأ هذا الكتاب في حياتي، ولست متأكدة إن كان فعلا موجودا…
لكن، ومنذ أن قالها وأن أرى في كل كتاب جفرا وفي كل جفر سرا من أسرار الحياة!
لم أعد اؤمن بالمعنى الذي تحمله عبارة ما وحسب، بل صرت أهتم أكثر بالكلمات التي تصيغ تلك العبارة…
فلو طلبتَ من نزار قباني أن يعبر عن عشقه لحبيبته، وطلبت ذلك من شخص آخر..
قد يعبّر الإثنان بنفس المعنى ولكن قوة الكلمة ومكانها هي التي ستميّز نزارا عن غيره!
للكلمة ـ أية كلمة ـ طاقة تفيض منها عندما تُكتب أو تقال….
قد تستخدم الكلمة السلبية لتعبر عن حاجة ايجابية، وقد تستخدم الكلمة الإيجابية لتعبر عن حالة سلبية، ولكن اللاوعي عندك يمتص سلبية الكلمة أو ايجابيتها غير عابئ بالمعنى التي حملته العبارة!
أنا لست بخير…
أنا لست مريضا…
كلمة “خير” في العبارة الأولى كلمة ايجابية عبّرت عن حالة سلبية…
كلمة “مريض” في العبارة الثانية كلمة سلبية عبّرت عن حالة ايجابية…
اللاوعي عندك سمع كلمة “خير” فظن الأمور خيرا….
وسمع كلمة “مريض” فظن بالأمر سوءا….
ولذلك صاحبنا الأردني على حق، وهو أشطر من أشهر عالم نفس كنت قد تعرفت عليه عندما يتعلق الأمر بوصف حالتنا اللغوية المزرية وكشف أسبابها…
لقد تعبأ اللاوعي عنده بلغة سلبية جافة قاحلة لا تثمر ولا تسمح بالإبداع…
لذلك، ذهبت جهود الذين يطلقون على أنفسهم “القرآنيون” سدى، وهم يحاولون جاهدين أن يخففوا من حدة لغة القرآن البلدوزرية، ويكسبوها معنى ليس ألطف من المعنى الذي تحمله وحسب بل مناقض تماما له، مثلهم كمثل شخص يحاول إقناعك أنه يحمل سكينا، بغية أن يطبع بها قبلة على خدك!
……..
يقولون الحياة غير عادلة، ورغم مافي ذلك القول من حقيقة، أشعر أحيانا أنه وطالما يمتلك كل انسان على سطح الأرض نفس الحق في استخدام القاموس، لا بد أن الحياة قد ساوت بين الجميع!
لغتك هي أنت، هي التي صنعت ماضيك وتصنع حاضرك وستصنع مستقبلك..
************************************
أعزائي القرّاء:
أـقدم إليكم اليوم بمقطع من كتابي القادم “دليلك إلى حياة مقدسة”. وأعدكم بأنني أضع اللمسات الأخيرة عليه وسيكون جاهزا للنشر في الشهر الأول من العام المقبل.
مع أحلى أمنياتي وخالص محبتي
وفاء
الصورة المرفقة رسمة جديدة للفنان المبدع الأمريكي من اصل روسي
Vladimir Kush

Posted in الأدب والفن | Leave a comment