جلسة الحوار بين الارتقاء والانهيار
جزء / 13
عصمت شاهين دوسكي
الشاعر حسني البامرني من الشعراء الكلاسيكيين الكرد المعروفين ومن قرية ” بامرني ” التابعة لمحافظة دهوك كردستان العراق ومن عائلة معروفة تقطن القرية منذ زمن وتسمى ” بابك ” تنوعت دراسته بين الكتاتيب لدراسة القرآن وعلوم الدين في القرية وخارجها ويقال إنه درس حين من الزمن على يد العالم محمد شكري الآلوسي في بغداد كان الشاعر حسني البامرني معاصراً لكل من الشاعرين المعروفين أحمد نالبند ” 1891 – 1963م ” والشاعر غياث الدين النقشبندي ” 1890- 1944م ” وهما من شعراء قرية ” بامرني ” أيضاً وهي القرية المعروفة بمكانها المميز وبجمالها بل تعتبر آية من آيات الجمال فهي تقع بين حضن جبل “متينا “مقابل مصيف سرسنك وجبل “كاره ” بهذه الطبيعة الراقية بين الجبال والوديان والعيون الصافية والهواء النقي الذي يرد الروح والبساتين الغناء مع مختلف ورود وأزهار الدنيا وألوانها الزاهية التي تلهم الشعراء بالتغريد للطبيعة والشدو للجمال الأخاذ ،القرية التي أصبحت مركزاً من مراكز العلوم والثقافة في منطقة بهدينان إلى زمن يجاوز أواسط القرن الماضي على الأقل ، يعتبر الشاعر حسني البامرني شاعراً كلاسيكياً يحسن الوصف بشكل عاف وله دراية في عوالمها الواسعة إذ يصف الورود والأزهار والحدائق والرياض ويصف سفرات الربيع في أرياف بامرني الغناء حتى عندما يصف الحوادث الفكاهية يبدع بأدق تفاصيلها إذ يعتبر الشعر الفكاهي محبذاً بين كل الشعوب وخاصةالشعب الكردي الذي يقضي ليالي الشتاء الطويلة في سرد الحكايات والقصص بينما يجتمع الشعراء والأدباء والعلماء والمتنورون في مكان يختاره الجميع ويتدارسون بينهم علوم الدين والأدب المختلفة المضامين ويأتي حب الكرد للنكتة والدعابة نظراً لقساوة الطبيعة في مناطقههم من جبال ووديان وكذلك صعوبة العمل وخصوصاً في الماضي مما يجعل الفرد الكردي رجلاً كان أو امرأة يتعمد تبديد بقية وقته وجهده وهمه بالنكتة والطرفة والدعابة سواء كان بالكلام أو القصة أو الشعر، وبأسلوب الشاعر حسني البامرني المميز يكتب قصيدة في وصف جميل حوارية بين الورود والأزهار في حديقة كانت مكاناً لالتقاء الأدباء والشعراء وعلماء الدين في بامرني وتعود الحديقة للشاعر ” غياث الدين النقشبندي “وكانت تسمى بحديقة ” باخجى بن كويزا – تحت أشجار الجوز ” إن الحديقة كما يقول الشاعر ” صنعت من الكمال والمعرفة ” فالحديقة بجمالها وألوانها ومكانها فرضت على الشاعر الكمال والمعرفة وقد يبدو هذا مطلوباً لتأثير نص معين قوي جداً وايجاد تفسير له إذ تخلق الرؤية الواضحة استجابة قوية ولكن في الأول تأتي من عذوبة