قابليتنا على التراجع خطوه تعكس مقدار مرونتنا في التعامل مع الأحداث
يكتسب المرء راحة البال حين يؤمن بأن الظواهر خالية من الثبات على حال , وأن دوام الحال من المحال , ومهما كانت الصعوبات التي تواجهنا , أما أنها ستتغير وتتلاشى , أو أننا سنصبح أكثر قوة فنتغلب عليها
كلما رأينا صور الحيوانات التي تسقط في الفخاخ وتموت موتاً بطيئاً رهيباً مؤلماً تذكرنا بالكثير من الناس ممن يدفعون أنفسهم دفعاً من أجل الحصول على مبتغاهم , وهم لا يتوقفون ولا يتراجعون خطوه مهما كانت المخاطر أو العوائق التي تعترضهم , ونتيجة لذلك فهم يقدمون تضحيات جسيمه من أجل الوصول الى أهدافهم حيث تدمرهم تلك التضحيات تدميراً كبيراً في صحتهم أو سمعتهم أو ربما تكلفهم حتى حياتهم
من وجهة نظر أخرى , لو كان بإمكان هؤلاء الأشخاص التوقف عن السعي لفترة وجيزه , أو كان بإمكانهم التراجع عن الوسائل التي يستعملونها للوصول الى أهدافهم , فإنهم سيقومون بحركة إلتفاف على الوضع الذين هم فيه , وربما من خلالها سيكتشفون مسلكاً جديداً الى الغاية التي يبتغونها , أو يكتشفون رحابة أكبر في الحياة تغنيهم عما هم ساعون إليه بشق الأنفس
التوقف والتراجع لا يعنيان التنازل أو الإستسلام , بل تكتيك جديد من أجل التقدم الى الأمام , تماماً كما يفعل الفلاّح وهو يتراجع الى الوراء طيلة فترة عمله وهو يعيد غرس شتلات الرز في مروزها , فهو لا يزرعها أمامه ثم يتخطاها خوفاً من أن يدوس عليها ويقتلها , بل يستدير ويزرعها أمامه ويتراجع عنها تاركاً إياها لتحيا وتعطي غلة مثمره وفيره
Continue reading →