هذه السمكة عراقية الاصل

“جاو فش” سمكة تعيش في مياه الفلبين، التقط مصور تركي محترف للذكر فيها وهو فاتح فاه وبداخله اكثر من 300 بيضة.cardinalfish
الى هنا يبدو الخبر ساذجا وعاديا ولكن الذي ليس عاديا هو ان الانثى حين يأتيها طلق الولادة تضع كل البيوض المولودة في فم ذكرها الذي سيبقى فاتحا فاه الى حين موعد التفقيس.
لايأكل ويظل يدير البيوض في فمه حتى يتيح لها ان تتنفس وتأخذ حاجتها من الاوكسجين ،رغم ان الاسماك لاتفتح افواهها وتتنفس من خياشيمها.
انه مخلوق غريب هذا الذكر ولهذا قرر مجلس ادارة الثروة السمكية بالعراق مناشدة الوزير المسؤول استيراد هذا النوع من السمك لغرضين رئيسين: الاول ان يعرف القوم من البشر كيف يتصرف هذا الذكر وفي منتهى التضحية،والثاني ان هذا المجلس ابدى استعداده لتطوير هذه السمكة وجعلها تحتض الاطفال الرضع وما فوق الى حين بلوغهم سن الرشد.
وابدى عدد لابأس من النواب حماسهم الشديد لمناقشة هذا المشروع رغم معارضة قلة منهم لذلك.
المعارضون خرجوا الى القنوات الفضائية ليبدوا امتعاضهم من تنفيذ المشروع على اعتبار ان هناك مشاريع عديدة تنتظرالاقرار،حتى ان بعضهم كان يصيح باعلى صوته:كيف يمكن حتى مجرد التفكير وعراقنا يفتقر البنى التحتية والعلوية.
وتساءلوا:
نتحدى مجلس القضاء الاعلى ومفوضية الانتخابات ان تعطينا مبررا واحدا فقط للسماح الى الاستاذ مشعان الجبوري ان يدخل معركة الانتخابات بكامل قواه العقلية ،رغم اننا نعرف في كل الدنيا ان المرشح يكون صاحب سجل نظيف بغض النظر عن كل شيء؟.
هل يمكن للقضاء ان “يخرس” حنان الفتلاوي هذه التي تنادي :اذا قتلوا سبعة من الشيعة فيجب قتل مثلهم من السنة.
وهنا يتساءل نائب آخر عن سبب تأخر الميزانية التي يعيش عليها كل العراقيين.
احد الساخرين في حوار الطاولة المستديرة قال:تخيلوا لو انني قطعت مصروف الاولاد فماذا سيحدث؟.
قال آخر:بصراحة انا لااحترم هذا البرلمان الذي يدير دولة بلا رئيس.
وبصوت اجش قال حاضرآخر:من يدري ربما ستصبح الفتلاوي رئيستنا ذات يوم فلديها كل المقومات الناجحة لاستلام عرش السلطة،فهي تمتاز كما قال احد الصحفيين في عموده اول امس بانها “بالعة” مسجل في حديثها ولها عداوة شديدة مع الفارزة والنقطة وال”شحطة”.
المهم ايها السادة الكرام وسط هذه الطوشة ضاع مشروع السمكة وضاعت معها كل مشاريع اطفال العراق.
فاصل سمكي: خبر “جاو فش” مع الصورة منشور في جريدة ديلي ميل البريطانية امس وهي جريدة محترمة ولا تنصب بالاخبار كما تفعل بعض صحفنا وقنواتنا الفضائية.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.