لكي تنجح كثيرا في الحياة يجب أن تفشل كثيرا

سأل طالب معلمه المستنير: لماذا لم أنجح كثيرا في الحياة؟ فرد: لأنك لم تفشل كثيرا في الحياة!
…..
وكان معلم روحاني مستنير آخر يقطن قمة جبل صخري شاهق، ويؤمه المرضى من كافة أنحاء المنطقة ليباركهم ويعالجهم. كانوا يتكبدون مشقة كبيرة في تسلق الجبل، ولا يصلون إلى معلمهم إلا على وشك أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.
مرة سأله أحدهم: أيها المعلم المستنير، لماذا لا تسكن في سفح الجبل كي تخفف عن مرضاك مشقة الوصول إليك؟
فرد: عندما يتكبد المريض مشقة كبيرة كي يصل إليّ، أستشف من ذلك أنه جاهز عقليا وروحانيا وفكريا ليتقبل العلاج ويشفى!
……..
يُحكى أنهم سألوا أديسون: هل صحيح أنك فشلت عشرين ألف مرّة قبل أن تُضيء المصباح الكهربائي؟
فرد: لا ليس صحيحا، لقد مشيت عشرين ألف خطوة حتى وصلت إلى الهدف!
لقد آمن أديسون بنفسه إلى حد تعثر عنده عشرين ألف مرة وفي كل مرّة نهض ليتابع المسير..
استمد ايمانه بنفسه من أمه التي تلقت يوما رسالة من إدارة مدرسته تقول: لقد فشل ابنك في كل مواده،
لكنها قالت له عندما سألها عن محتوى الرسالة: تقول ادارة مدرستك أنك طفل ذكي وموهوب للغاية!
عثر على الرسالة بعد سنوات عديدة من وفاة أمه فاكتشف سرّ ايمانه بنفسه وبالتالي سر نجاحه!
….
في البوست السابق نعوت لكم رسوب بنجي في صف السباحة ( أقرأه هنا: اللهمّ إني قد فعلت وصنعت عظيما، بعد أن كفرت باستاذي علي وبخليفتك عمر!).. واليوم أنعي سقوطه في حلبة الرقص! (شاهد الفيديو اسفلاً)  لا يهم لكل جواد كبوة، وكلما كثرت الكبوات كلما تعلم الجواد كيف يكون أصيلا! ففي كل تجربة فاشلة نتعلم شيئا يساعدنا على المضي خطوة أخرى باتجاه الهدف، إلا ـ اللهم ـ عندما نيأس ونقرر أنها خاتمة محاولاتنا!

سقط بنجي في حلبة الرقص بعد أن ظن نفسه الفيس برسلي. أريدكم أن تسمعوا ردة فعل والده الأولى.. قال له على الفور:
Say I’m okay،
قل أنا بخير! ولم يقل: لا تصلحي للرقص يا حجلة! كما قالت لي جدتي يوما وأنا أرقص في عرس ابنة جيراننا!
….
لقد تعلمت في أمريكا أن أفك الكثير من برمجتي وأستبدلها بأفضل منها، لكنك مهما حاولت لا تستطيع أن تطّهر اللاوعي من كل أثر لرواسب الطفولة حتى ولو غسلته بالأسيد!
…..
سقط اليوم بنجي في حلبة الرقص، ولمّا رأى أمه غارقة في نوبة ضحك، اقترب منها، وقال ملوحا بيده: إذا أخبرت التاتا لن أدعوك لحفلة عيد ميلادي!
سألته: ومن سيدفع لك تكاليف الحفلة؟
رد بلا تردد: تاتا!
أمه تقول: دائما يهددنني بأنه لن يدعوني لحفلة عيد ميلاده وينسى مع الوقت، ولكن باعتبار عيد ميلاده آخر هذا الشهر أخشى أن يفعلها! فرجتني أن لا أسأله عن تجربته الفاشلة في الرقص! ولن أفعل!
….
بنجي يثق بجدته، لانها قالت له يوما بأنه افضل سبّاح في صفه، ولأنها لم تقل له أبدا “لا تصلح للرقص يا حجلة”!
….
لن تكون جاهزا للنجاح مالم تكن جاهزا لتتحمل مشقة الطريق، وجاهزا لتنهض بسرعة عندما تقع وتقول بأعلى صوتك: مازلت بخير! وتذكر: لكي تنجح كثيرا في الحياة يجب أن تفشل كثيرا!

wafasultan2015

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.