لاتزوروا قبور موتاكم رجاءا

يتسائل اولاد الملحة في بعض الاحيان عما اذا كانت هناك علاقة مشبوهة بين بعض المسؤولين في الحكومة وقيادات القاعدة.
قد يكون السؤال مشروعا وما لم نقم الدليل عليه سيصبح في خبر كان.
الادلة الافتراضية بين هؤلاء الاولاد هي محافظة ديالى، فهي محافظة منكوبة بحق ولم نسمع ان قوات دجلة قامت بعمل حاسم خلال السنوات الماضية عدا القاء القبض على بعض “القياديين” لتودعهم السجون ثم يهربون بعد ذلك.
قد تكون الحكومة عاجزة بسبب صراع الكتل السياسية على الكراسي، ولكن دماء العراقيين اغلى من أي كرسي في العالم.. اليس كذلك؟.
كل يوم يبتدع الارهاب شكلا جديدا من اشكال الموت بحق الابرياء، ولعل آخرها تفخيخ كل من تسول له نفسه زيارة ذويه في مقابر ديالى.
“ذوو الموتى وهم في حيرة من امرهم من مجريات ماحصل، دفعهم الى ابتكار طريقة وقائية لتأمين مسارات المشيعيين وسط المقابر لتلافي المزيد من الاحزان والمصائب”.
يقول الخبير الأمني سليم الحيالي إن “تفخيخ القبور اسلوب جديد برز في المشهد الامني بديالى خلال شهر كانون الاول الحالي بحادثين الاول وقع في مقبرة قرب ناحية الوجيهية، (25كم شمال شرق بعقوبة)، واسفر عن مقتل واصابة نحو 60 مدنيا والثاني حدث في مقبرة ابو ادريس، (3كم جنوب بعقوبة)، واسفر عن مقتل واصابة اكثر من 30 مدنيا”.
هل من المعقول ان تقف الحكومة عاجزة عن محاربة مثل هذا الاسلوب… مليون ونصف جندي في الحكومة ومثلهم في الشرطة وبعد كل هذا يأتينا الموت المجاني من داخل القبور؟.
أي حكومة هذه؟.
ويصف الحيالي تفخيخ القبور بأنه “اخر موضات الموت المجاني للعراقيين”، متهما “جماعات مسلحة مختلفة توحدت رؤياها في هدف واحد هو المزيد من دماء الابرياء”.
ويؤكد الحيالي أن “ذوي الموتى اصبحوا في مأزق حقيقي بالوقت الحالي وحيرة صعبة للغاية في تأمين طريقة لدفن الاحبة والاصدقاء دون وقوع المزيد من الضحايا في ظل وجود تربص واضح تكرر في حادثين وربما يصبح استراتيجية لاصطياد المزيد من الابرياء في الفترة القادمة”.
بعد كل هذا يأتي احد المنظرين ليقول ان تفخيخ القبور هو لخلق الفتنة الطائفية.
ولكم ياعمي استحوا واختشوا الفتنة الطائفية برزت منذ سنوات عديدة والدليل مايحدث في تعيين الوزارات لموظفين اما يكونوا اقارب الوزير او المدير العام،اما اولاد الملحةمن الطوائف الاخرى “فياكلوا” تبن.
هل يعقل ان يتنازل الابن عن فتح مجلس عزاء لأبيه الذي مات بنوبة قلبية خوفا من التفخيخ؟.
ويأتينا محافظ ديالى ليقول أن “ديالى تمر في موقف امني حرج و “الخروقات الدامية باتت مشهد شبه يومي يسقط خلاله العشرات من الابرياء”.
و “نحن مكتوفي الايادي لعدم وجود صلاحيات حقيقية في ادارة دفة الملف الامني ما يدفعنا الى التنديد والتحذير وتسليط الاضواء على الاخطاء”، وأن “هذا بات غير مقبول لاننا اصحاب ضمائر حية لايمكنها الصمت حيال مجازر حقيقية تضرب المناطق الامنة بين الحين والاخر”.
شوف خويه الحميري اذا كنت صاحب ضمير حي فلا تعتمد على الحكومة المركزية لأنها حكومة فاشلة وربما متواطئة… تصرف بالذي يوزع لك ضميرك الحي.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.