قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 71

القصة:

بعد مرور هالسبعين حلقة، كتار اللي سألوني: كيف الشبيحة عم يفلتو من القانون و كيف عم يخبو الأدلة بعد كل هالمصايب اللي بيعملوها؟؟

أولا الشبيح ما عندو قانون بيعترف فيه.. و تانيا هنن أشطر الناس بتخباية الأدلة و طمسها بالقوة و بالمال..

و حكاية اليوم بتشرح تماما كيف الشبيح بيفلت من العدالة إذا انوجدت..

هلا بنت الأربع سنين من عمرها، الطفلة الصغيرة و المدللة لعيلة لادقانية عريقة انجبرت عيلتها تطلع بنهاية السبعينات على السعودية منشان لقمة العيش الكريمة و هرويا من طاعون أجا عالبلد بهديك الأيام..

والدها عبد الوهاب الشغري، بطل سوريا لعدة سنوات برفع الاثقال.. كل الميداليات اللي حصل عليها ما كانت كافية لحتى يبقى بالبلد و يعيش بكرامة بين أهلو و حبابو..

بصيف 93 و متل عادتو كل صيفية، بيتغلب على عناء و كلفة السفر و بيجيب عيلتو كلها عاللادقية ليعيشو هالشهر بين ناسهون و عالمهون..

بزيارة عائلية مع عيلتو و بعد ما خلصو غدا، نازل هوة و أولادو لياخدو السيارة اللي راكنها عند الجنائية القديمة بمشروع الصليبة..

بلحظة، غفلت عينو فيها عن ولادو، سرفيس خط المشفى و بكل استهتار بيضرب هلا الصغيرة و بيجرها معلقة برفراف السرفيس عشر أمتار..

بيصرخ الأب من جنونو ليوقف السرفيس، بس الشوفير قرر يهرب و ما يوقف..

هلا الصغيرة اتوفيت فورا قبل ما ينقلوها عالمشفى الوطني..

و العيلة كلها وقفت عالرصيف قدام كل عناصر الأمن الجنائي بحالة صدمة كبيرة ما عرفانين اللي لازم يعلموه..

ضابط شرطة من دير الزور عم يخدم باللادقية،كان بالصدفة طالع من فرع الأمن شاف الحادث و أخد نمرة الباص، و خبر الأب بلحظتها النمرة..

بيلحقوه ليشوفوه صافف و مخبي السرفيس عند مطعم السوار المملوك لدريد رفعت الأسد..

لما بيسألو عن الشوفير، بيطلعو الشبيحة من وكرهون و بيصيرو يضربو الأب و الضابط الديري اللي معو، و بعد كل القتلة اللي أكلوها بيطالعو من المطعم رجال ختيار درويش بيشتغل بالمطبخ و بيقولولهون : هاد هوة الشوفير اللي ضرب بنتكون..

ملامح الشوفير الحقيقي بيعرفها الأب و متأكد منها الضابط و كان متأكد أنو مو هوة هالختيار اللي طالعوه..

بتعلن المشفى وفاة هالصغيرة و بتتحدد مواعيد العزاء..

بأول يوم عزا و بعد ما كان الأب مشتكي و عامل بلاغ للشرطة، بيدخلو أربعة شبيحة بيشتغلو عند دريد بالمطعم و جايبين معهون حسام الكاتب اللي كان يشتغل يومها عند فواز و قدام كل المعزين: قومو الكل انقلعو من هون..

بيضلو الخمس شبيحة مع الأب لحتى يطلبو منو يتنازل عن المحضر اللي كتبو أو أنو يعترف أنو هالختيار هوة اللي ضربها..

بيطردهون برا البيت و بيقرر يرجع عالسعودية بعد ما يخلص من مراسم العزا..

ما تركو أسلوب للضغط عالأب إلا مارسوه..ليلهون و نهارهون كانو لاحقينو لعبد الوهاب عم يهددو أنو يقتلو ابنوو.. و يهددو ينهو حياة بنتو التانية متل ما نهيو حياة هلا.. حتى السيارة اللي جاية فيها من السعودية سرقولو ياها..

الشوفير شب نجس من عيلة الحسون من ضيعة اسمها الجنديرية باللادقية..فطس بتشرين أول الماضي بأحد معارك الشبيحة مع الجيش الحر في بداما، ما ضل كلب بالبلد من أصغر مساعد بالأمن لأكبر رتبة بالمخابرات ما حكيو فيه.. و ما ضل حدا من بيت الأسد إلا و اتدخل منشان هالموضوع ينضب..

الدعوى اتسجلت ضد مجهول بمحاكم اللادقية،و اتسجلت ضد معلوم بالمحكمة العليا عند رب العالمين اللي أخد حقك حبيبتي هلا..

عبد الوهاب و عيلتو رجعو عالسعودية ليكفو المؤامرة على سيد الوطن..

الحكمة:

مكتوب عولادنا المتآمرين بالمهجر و بالسعودية، يموتو بدون ذنب عأيدين بيت الأسد أما دعس و المحظوظ بالقنابل العنقودية..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.