عبير الثورة التونسية .. ووحل الثورة السورية

lamaalatasi2الموقف الرسمي الفرنسي يؤكد التوجه الأميركي نحو الاعتراف الرسمي بأن قائد اللعبة القادم و المفوض عالميا في سوريا سيكون بوتين مع المحافظة على رضا إيران و هذا بتوافق دولي كامل يستدعي ابقاء الاسد و لو لمرحلة انتقالية ، حيث انه من الغير منطقي الظن بأن الدول الكبرى معنية باسم رئيس الدولة السورية او من يكون، الدولة تتعامل مع نظام مع اجهزة مع مؤسسات ذات حليف دولي .. لن اكرر على مسامعكم أن الصدق و الجدية و الاحترام للمواطن السوري و كرامته من قبل المعارضة كانت الشروط المفقودة لانتصار الثورة داخليا ..و بأن أكبر خطأ كان التعويل على ارضاء خاطر الخارج على حساب الداخل و التوجه نحو الأسلمة و التعريب لارضاء الخارج.. تم هذا بابتذال مهين لكرامة السوري، لا بل بابتذال ممول و مغني لجيوب حثالة اسمهم معارضين ، هؤلاء الذين تصدروا المشهد و ما زالوا ذاتهم دون حياء متملقين علنا متسولين علنا مبتذلين الى ما لا نهاية بمتقاعديهم المتصابين ..
لذا دعونا من القرارات الدولية، هل الشعب السوري بعد كل هذا الذي لمسه من احتقار و تعالي من المعارضة بقادر اليوم على ان يثق بأحد؟ العالم ترك فرصة للمعارضة لكي تنتج ذاتها و انتهى الوقت و الان اتى وقت الحسم ..

كان ممكن في عالم افتراضي اخر ان نلتقي بمعارضين محترمين لذاتهم اصحاب كفائات، غير حاقدين غير طائفيين كهؤلاءالذين تمت تصفيتهم من جانب النظام و المعارضة و تهميشهم لأن الحرب الشرسة بين الطرفين اي النظام و المعارضة ، كانت احد اسلحتها القذارة، ذلك الوحل الذي تمرغت به معارضة استنبول بجدية و سخافة و تفاهة ساهمت بها قنوات كثيرة منها الاعلام الثوري الممول .. كان ممكن في عالم افتراضيان يكون لدينا شخصيات ارقى و اقل سوقية من المعارضين السوريين و امراء الحرب و اصحاب القنوات الثورية حديثي النعمة … الذين لا يختلفون بشيء بسوقيتهم عن ضباط النظام و مسؤلي اجهزته الأمنية.
كان ممكن في عالم افتراضي ان نشبه ذاتنا سوريتنا ما تبقى من حضارتنا .. و لكن هذا لم يحدث بل افقنا ذات يوم لنجد ان القاعدة و التطرف الديني اصبحوا من المقررات السورية و بان الشعب تطبع جزئيا مع وجود الارهاب الديني و الفساد ..
اللعبة قد تكون انتهت مرحليا بانتصار الأسد لانه لا بد من محاربة داعش لا مفر..
و لكن لنتذكر بأن هناك ما يسمى بالذاكرة الشعبية تلك التي لن يتحكم بها حاكم ايا كان و التي ستقول عاجلا ام اجلا بأنه لا بد من احقاق الحقوق و لا بد من التغيير الجذري ليس للنظام فقط بل لكل الوحل و القذارة التي تعشعش في ارجاء هذا الوطن.. هذا سيحدث بطريقة او باخرى. و لكننا ليس بامكاننا أن نقرر متى تزهر الأزهار كما لا نستطيع تقديم موعد الربيع لان ثورات تونسية نضجت براعمها هناك و فاح عبيرها .. و العبير لا يعني براعم.

مواضيع ذات صلة: الفرق بين تونس وسوريا نفسه بين عائلة الاسد وبورقيبة

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.