ايام حصرم باشا

صورتان لايستطيع أي رسام كاريكتوري رسمها الا بعد ان ينتحر.
الصورة الاولى :مقترح من مجلس الوزراء بتخصيص 4.6 ترليون دينار كموازنة له في موازنة 2014، بضمنها 431 مليار دينار كموازنة لرئاسة الوزراء ومكتب القائد العام. ومقترح بتخصيص 116 مليار دينار كموازنة للأمانة العامة لمجلس الوزراء، و302 كموازنة لمستشارية الامن الوطني. وان موازنة جهاز المخابرات، التابع لمكتب القائد العام، شهدت ارتفاعا كبيرا من 22 مليار دينار في عام 2013 الى 367 مليارا، اي بزيادة تقدر بنحو 16 ضعفاَ.
صورة مثلومة تابعة لما سبق:كانت وزارة المالية قد اعلنت قبل شهرين، عن اكمال الموازنة العامة لعام 2014، مشيرة الى انها 174 تريليون دينار وبعجز يصل إلى 27 تريليوناً.
حين ترتفع موازنة اجهزة المخابرات 16 ضعفا فمن المنطقي ان تشهد البلاد تحسنا ملحوظا في الوضع الامني.
فهل شهدنا ذلك؟.
وماعدا رواتب موظفي الامانة العامة لمجلس الوزراء فان مهمة هذا المجلس ” تتمثل بإعداد القوانين وتقديمها لمجلس الوزراء وكذلك الإشراف على المستشارين”. فهل يحتاج هذا “التمثيل” الى 116 مليارا و570 مليون دينار؟.
سؤال يحتاج الى خبير مالي معتق للاجابة عليه.
يمكنكم قراءة الارقام الاخرى في وسائل الاعلام العراقية لتتأكدوا من حقيقة ان “الترليونات” ماهي الا خردة في جيوب اصحاب العلاقة.
اما اولاد الملحة فلهم منها “فلاليس”.
لن اخوض في الارقام فانها تصدع الرأس ولكن هناك رقم مضحك خصصته مفوضية الأنتخابات لكل مرشح وهو 250 دينارا.
طبعا هذه هي الصورة الثانية.. ويمكنكم ان تتخليوا مرشحا يريد خوض الانتخابات وعليه ان يصرف فقط ربع دولار امريكي فقط.
أي مهزلة هذه التي يعيشها العوراق العظيم؟.
ويقول رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي في بيان صحفي اصدره أمس ان ( المفوضية صادقت على نظام رقم 1 لسنة 2013 لتنظيم الانفاق على الحملة الانتخابية،والمتعلق بمجموع الاموال النقدية والعينية والوسائل والانشطة المشروعة المستخدمة من الكيانات والائتلافات والمرشحين للتأثير على الناخبين وكسب ثقتهم لغرض التصويت لهم).
كما ان ،والقول مازال له (المفوضية حددت في هذه النظام المبالغ الخاصة للحملات الانتخابية للكيانات والاحزاب السياسية المشاركة في انتخابات البرلمان وان هذا النظام سيسهم بمصادرة الاموال غير المشروعة في تمويل الحملة الانتخابية ومحاربة شراء الاصوات واحتكار العملية الانتخابية وافساد الانتخابات والحياة السياسية).
و أن مايزال القول له(هذه الخطوة تاتي ضمن قانون انضمام العراق الى اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2005وان المفوضية اشترطت ضمن النظام على الكيانات المصادق عليها للمشاركة في انتخاب مجلس النواب العراقي 2014 فتح حساب مالي في احد المصارف العراقية المعتمدة يخصص للانفاق على الحملات الانتخابية حصرا ويعين محاسبا ماليا يتولى جمع وتبويب وتوثيق التصرفات المالية للكيان كافة خلال مدة الحملة الانتخابية وإعداد التقارير المالية المعززة بالمستندات وفقا للضوابط والتعليمات).
خوية شريفي،يبدو انك ماتزال تعيش في ايام حصرم باشا.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.