كلمة د. وفاء سلطان في مؤتمر الأقباط في كاليفورنيا

وفاء سلطان

الأخوة الحضور:

أسعد الله أوقاتكم

أنا أعرف مقدار حبّكم لي، لكنني أريد أن تعرفوا مقدار حبّي لكم. إن مصدر حبّي لكم هو تقديري الكبير لجهود ومواقف الأخوة الأقباط في الدفاع عن حقوقهم المغتصبة منذ ظهور الإسلام. هم الأكثر شجاعة وإصرارا بين جميع الأقليات في الدول الإسلامية بما فيها الأقليات المسيحية الأخرى. لقد تسربلت الأقليات الأخرى بالخوف والجبن، وإلى حد ما أستطيع أن أتفهم مواقفهم فالإرهاب الإسلامي أقرب إلى عيونهم من بياضها إلى سوادها.

نحن اليوم نعيش في الزمن الأكثر ملائمة لأن نقف يدا واحدة ضد هذا الإرهاب بعد أن صار مفضوحا للعالم كله. لقد تجاهل العالم كله قضية الإرهاب الذي مورس على الأقليات في العالم الإسلامي ولمدة أربعة عشر قرنا، ولكن عندما وصل هذا الإرهاب إلى عقر ديارهم انتفضوا وأدركوا خطورة الأمر.

كان من المحزن جدا أن تتجاهل الولايات المتحدة الأمريكية قضية ذلك الإرهاب حتى دفعت الثمن غاليا عندما قتل أكثر من ثلاثة آلاف أمريكيّ في مجازر الحادي عشر من سيبتمبر.

البعض من الأمريكيين والغربيين عموما، وللأسف الشديد، مازال يقلل من خطورة الوضع، ونأمل أن لا يحتاج هذا البعض إلى مجزرة أخرى كي يستيقظ من غفوته.

وهنا تكمن مسؤوليتنا كبشر ولدنا وعشنا في عالم إسلامي وندرك تماما الطبيعة الإرهابيّة للتعاليم الإسلامية، تكمن تلك المسؤولية في رفع مستوى اليقظة لدى تلك الشعوب وإعلامها بما نعلم كي لا تعاني كما عانينا ولكي تتعاضد جهودنا مع جهودهم فنكون معا أقوى وأكثر قدرة على إنقاذ العالم كله من مغبة الوقوع فريسة لذلك الإرهاب.

نحن هنا لسنا ضد المسلمين، ولا يمكنني شخصيا أن أكون، فهم أهلي وهم أبناء الوطن الواحد. يحقّ لهم حياة كريمة كما يحقّ لكل إنسان على سطح الأرض.

لكننا ضدّ التعاليم التي وقعوا هم أنفسهم ضحيّة لها، وعليهم أن يفرقوا بين أنفسهم كبشر وبين تعاليمهم التي أحطت من إنسانيتهم.

هناك قول لأحد المفكرين الأمريكيين: أملك الحق أن ألوح قبضتي حتى حدود وجهك!

وأنا عندما ألوح قبضتي في وجه التعاليم الإسلامية التي تحض على الإرهاب لا أبغي من قريب أو بعيد أن أنال من وجوه المسلمين. فالإسلام في مفهومي له ليس هم وهم ليسوا الإسلام. وعلينا جميعا أن نميّز بين وجوهنا وبين جهازنا الفكري والعقائدي.

يحق لكل إنسان أن ينتقد الجهاز العقائدي لي ولكم ولهم، ولكن لا يحق لأي إنسان أن يهدّد حياة الناس الذين ينتقدون.

للأسف الشديد معظم المسلمين عاجزون عن التمييز بين الإنسان كإنسان وبين جهازه الفكري أو العقائدي. تصلني يوميا عشرات التهديدات بالقتل من هنا ومن هناك، وملايين الشتائم والإتهامات التي تحاول أن تنال من سمعتي ومن شخصيتي ومن كياني الثقافي والفكري والمعرفي.

بالتأكيد لا تلستطيع تلك الشتائم والإتهامات أن تنال منّي شيئا، لكنها تترك لديّ إنطباعا بالحزن على إفلاسهم الثقافي والفكري والمعرفي!

من يملك المعرفة والثقافة والفكر يواجه الناس بها، ومن لا يملكها يشتم ويتهم ويهدد بالقتل.

مرّة يتهمونني بأنني عميلة لليمين المسيحي المتطرف ومرّة بأنني عميلة لليهود، وبأنني أتقاضى أموالا كي أقول ما أقول.

عندما وقفت على شاشة تلفزيون الجزيرة وأمام ملايين العرب، لم أكن أعرف مسيحيا واحدا من اليمين المتطرف، ولم أكن أعرف يهوديا واحدا معنيا بكتاباتي ونضالي. الجزيرة قدمتني للعالم على طبق من ذهب. خاطرت بحياتي من أجل كل من عانى من الإرهاب الإسلامي ولم أكن أتوقع يوما أن يسمع بي أحد خارج نطاق المتكلمين بالعربية. لقد تبنّتني قناة عربيّة إسلامية قبل أن يعرفني العالم، وهم الآن يتهمونني بأنني عميلة للغير قبل أن يعترفوا بأنني وصلت إلى ذلك الغير من خلالهم شاؤوا أم أبوا.

هنا أنتهز الفرصة لأقول لهؤلاء المفلسين أخلاقيا وفكريا: نعم أنا مسيحية عندما يتعلق الأمر بإضهاد أي مسيحي في البلاد الإسلامية، وأنا يهودية عندما يتعلق الأمر بوصم اليهود بالقردة والخنازير وعلى مدى أربعة عشر قرنا دون رادع من ضمير أو وازع من عقل.

أنا سريانية منذ أن طمست الحملات الإسلامية حضارة السريان، وأنا أمازيغية منذ أن اجتاحت جحافل الإسلام بلاد الأمازيغ ووصمتهم ظلما وعدوانا بالبربر. أنا كردية منذ أن ’ظلم أول كرديّ بإسم العروبة وتحت راية الإسلام. أنا شيعية عندما يفجر إرهابي نفسه في مسجد للشيعة، وأنا سنية عندما ’يقتل سني في بغداد لمجرد أنه سنيّ.

أنا الإنسان أيّ أنسان في أيّ زمان ومكان، وتصبح قضية أيّ انسان قضيتي عندما تكون قضية عادلة وتتعلق بحقوقه وكرامته وإنسانيته.

أنا باختصار كل مظلوم وكل من يدافع كي يرفع ظلما!

………………..

يتسلح بعض المسلمين بحجة إنّ بقاء المسيحيين والأقليات غير المسلمة على قيد الحياة في البلاد الإسلامية هو دليل قطعي على تسامح وعدالة الإسلام. هذا هو للأسف الشديد مفهومهم للتسامح والعدل.

اجتاحوا بلادهم وقضوا على ثقافاتهم وأجبروا الكثيرين من آبائهم وأجدادهم على اعتناق الإسلام تحت حدّ السيف، ولكن طالما لم يبيدوهم عن بكرة أبيهم يعتبرون أنفسهم عادلين ومتسامحين.

الحياة لا تقاس بقدرة الإنسان على تنفس الهواء، بل تقاس بقدرته على تنفس الحرية.

فأية حريّة تتنفس تلك الأقليّات منذ ظهور الإسلام؟

عشت في بلد إسلاميّ ثلاثين عاما، كان الجار الملاصق لبيتنا مسيحيّا وكان بعض زملائي في المدرسة مسيحيّين، لكن لم أسمع طيلة حياتي هناك شيئا عن العقيدة المسيحية وعن التعاليم المسيحية سوى الإتهامات والشتائم التي لا تحمل شيئا من إحترام. لم أقرأ في حياتي، وكنت شغوفة جدا بالقراءة، عنهم شيئا ولم أسمع برنامجا إذاعيا يحكي عن ثقافاتهم وتعاليمهم. كانوا ولم يزالوا سجناء في عقر ديارهم.

حتى تاريخ اليوم الذي وطأت به قدمي أرض أمريكا، ورغم أنني جئتها سيدة ذات تحصيل علميّ عاليّ، كنت على قناعة مطلقة بأن لليهود وجوه القردة والخنازير!

هذا عن المسيحيين واليهود، ناهيك عن الأقليات الأخرى التي يخاف أتباعها أن يتنفسوا حتى الهواء.

…………………

المسلمون اليوم أمام أكبر تحدّ يواجه الإسلام في تاريخه. وفي محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة الإسلام يلقون باللوم على أنفسهم، ويدعون بأنهم هم الذين أساؤوا فهم تلك التعاليم والخلل يكمن في ممارستهم الخاطئة للدين وليس في الدين نفسه.

لا أفهم كيف يستطيع مسلم أن يقرأ الآية التي تقول: يا آيها النبي حرّض المؤمنين على القتال…

ثم يخطأ فهم تلك الآية!

وإن أخطأ الإرهابيون مفهموم ما جاء في القرآن والأحاديث من دعوة صريحة وواضحة إلى قتال كل من لا يؤمن بالإسلام، كيف يستطيعون أن يخطأوا فهم أعمال وتصرفات رسول الإسلام. فالعمل دائما أقوى من القول.

لقد أمر محمد أتباعه بقتل امرأة مسنة بأبشع طرق القتل. ربطوا رجليها بجملين وساقوهما باتجاهنين متعاكسين. كانت جريمتها الوحيدة أنها هجت رسولهم ببيتين من الشعر! كيف يستطيع المسلم أن يخطأ فهم هذا التصرف، وقد أجبره الإسلام أن يتخذ من رسوله اسوة حسنة؟!

المسلمون اليوم ملزمون بمواجهة تلك الأسئلة والإجابة عليها. لم يعد في مقدورهم أن يتجاهوا أسئلتنا، وعلينا في كل محفل وفي كلّ فرصة أن نواجههم بها كي لا نطيل زمن تجاهلهم.

……………………..

أعزائي الحضور

العالم اليوم يعيش في زمن غير عادي وخطير للغاية، ولذلك على كل انسان فينا أن يواجه مسؤولياته تجاه ما يجري. علينا أن نعلب دورا فعالا حيال الأحداث الإرهابية التي تواجه أمن وسلامة البشرية.

لا احد فينا يستطيع بعد اليوم أن يتجاهل خطورة الأمر. فالعالم اليوم قرية صغيرة وليس أحد من تلك القرية في مأمن.

المشاركة في الحرب على الإرهاب مهما كانت ضئيلة هي عمل نبيل يخدم البشرية جمعاء. مشاركتكم في ذلك المؤتمر دليل على إلتزامكم بتلك المسؤوليات وهي أضعف ما يمكن أن يتوقع العالم منكم.

أنتم لستم أقلية في مصر. من يتسلح بالحبّ يمثل الأكثرية، ومن يرفض القتل والإرهاب ينتمي إلى الإنسانية وليس فقط إلى طائفته وعليه أن يرى ويقيّم إنتمائه من خلال هذا المنظور.

من يحترق بأسيد الحقد منذ نعومة أظفاره، لن ينعم برحمة الحبّ ولن يتعلم أن يحبّ نفسه.

وهذا هو جوابي على سؤال يواجهني به الأمريكان دائما: لماذا يقتل الشيعة والسنة أنفسهم؟ أجيب ببساطة لأنهم تعلموا الحقد على عدوهم قبل أن يتعلموا كيف يحبون أنفسهم!

من يتعلم الحقد أولا لايستطيع أن يتعلم الحبّ لاحقا. ومن يتعلم الحبّ أولا لن يستطيع أن يحقد لاحقا.

القلب الذي يحب عدوه يحب نفسه، والقلب الذي يحقد على عدوه لايستطيع أن يحب أقرب المقربين إليه.

اجعلوا المحبة سلاحكم، حافظوا على حياة الغير كما تحافظون على حياتكم، ولكن إياكم أن تسمحوا لهذا الغير أن يغتصب حقوقكم، فالمحبة لا تعني الإنبطاح تحت أقدام من لا يعرفون إلى سحق البشر بأقدامهم.

التصقوا بقضيتكم وتمسّكوا بمحبتك. القوي هو من يتسلح بالمحبة والضعيف هو من يتسلح بكل ما يتاح له من وسائل القتل والإرهاب.

العنف سلاح العاجزين والمحبة تاج على رؤوس القادرين. البسوا تيجان المحبة فهي دروعكم، وستكون قادرة عاجلا أم آجلا على استرداد كل ما اغتصب من حقوقكم.

شكر لكم ولجهودكم وشكرا لهذا البلد الآمن الذي فتح لنا ابوابه وأغرقنا بكرمه ومحبته. الهزيمة للإرهابين والنصر لمن يحمي ويقّدر حق الحياة.

God bless you all

وفاء سلطان (مفكر حر)؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

على ذقن من يضحك الإخوان المسلمون؟

وفاء سلطان

طفحت المواقع الإلكترونيّة مؤخرا بمقالات وبيانات تتناول الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين. ومن الملفت للنظر درجة الإستهتار بعقل القارئ التي وصلت اليها معظم تلك المقالات والبيانات عندما تحاول تجميل الصورة القبيحة لتلك الجماعة.

أقف أمام العبارة التي يطالب من خلالها الإخوان المسلمون احترام عقائد وآراء الأخرين وبإقامة مجتمع تعدّدي ديمقراطي يحترم جميع الناس بغض النظر عن دينهم وأهوائهم، أقف عند تلك العبارة وأتساءل: مالذي تغيّرمن ثوابت الإخوان كي نصدّق التغيير في مواقفهم؟!!

أم أن مايتبنونه الآن ليس سوى خدعة كبيرة قد تتطلبها مواجهة الظروف السياسة الحاليّة على الساحتين الدوليّة والمحليّة؟!! وعلى حدّ تعبير المثل الشعبي: تمسكن حتّى تتمكن!

الجرائم التي ارتكبوها بناء على تلك الثوابت لم تزل حيّة في ذاكرتنا، ولم تجفّ بعد الدماء البريئة التي سفكوها في حيّز ضمائرنا!

في بيانهم الأخير الذي أصدروه عقب مؤتمرهم حاولوا أن يتنصّلوا من الأعمال الإرهابيّة التي ارتكبوها في سوريّا في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات ويلصقوها بزمرة منشقّة اعتمدت العنف وسيلة لتحقيق أهدافها، على حدّ تعبيرهم.. لكن زلاّت اللسان ـ هذا إذا كانت تلك زلّة لسان ـ دائما تكشف بواطن النفوس وخصوصا نفوس المنافقين!

جاء في ذلك البيان “ليس لحزب الإخوان المسلمين علاقة بتلك الزمرة التي اعتمدت العنف ضدّ رموز السلطة”.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ضدّ رموز السلطة؟!!

* هل كان محمّد الفاضل الذي اغتالته آياديهم الآثمة رمزا من رموز السلطة أم كان رمزا كبيرا من رموز كليّة الحقوق في جامعة دمشق؟!!

* هل كان الدكتور يوسف اليوسف المدرس في كلية الطب في جامعة حلب الذي غربلوا جسده بالرصاص وهم يصيحون: الله أكبر.. الله أكبر، هل كان رمزا من رموز السلطة أم كان طبيبا مختصا في طبّ العيون ليس له في السلطة ناقة أو جمل؟!!

* هل كان محمود شحادة الطبيب المختصّ بجراحة الأعصاب..

* هل كان علي العلي البروفسور المدرس في كليّة الزراعة في جامعة حلب..

* هل كان عبد الرحمن هلال الطبيب المختص بالأمراض العصبيّة..

* هل كان نزار الحمصي الطبيب المختص في طبّ الأطفال والذي أردوه قتيلا في عيادته وأمام أعين مرضاه من الأطفال وهم يكبّرون..

* هل كان طلاب مدرسيّة المدفعيّة الذين دخل عليهم رئيسهم الملازم الأول ابراهيم اليوسف وأحال مائتين منهم في ثوان أشلاء متناثرة..

* هل كان ركّاب القطار المتوجه من حلب إلى اللاذقيّة، ومعظمهم طلاّب جامعيون متوجّهون لقضاء العطلة الإنتصافيّة مع أهلهم، عندما أحالتهم العبوات الناسفة التي زرعها “جنود الله ورسوله” كحساء الخضرة المطحون..

* هل كان ركاب الباصات المتوجّهة من دمشق إلى الساحل السوري، كطبقة من أفقر عباد الله في سوريّا، عندما تناثرت أياديهم وأرجلهم على بعد أميال..

* هل كان سكّان حيّ الأزبكيّة في دمشق والذي انفجرت فيه سيارة مفخخة مرسلة من معسكرات تدريب الإرهابين في الإردن والعراق..

* هل كان كلّ هؤلاء من رموز السلطة؟!!

وإذا كانوا من رموز السلطة، لماذا يتنصّل الأخوان المسلمون من تلك الزمرة بدلا من أن يتبنوها، أليسوا هم ضدّ السلطة؟!!

ماذا تغيّر من ثوابت الإخوان كي نصدّق بأنهم غيّروا مواقفهم؟!

هل تبنوا كتابا جديدا غير قرآنهم الذي وجدوا فيها مبررا لأفعالهم؟

هل هم الآن يصلّون لغير الإله الذي كانوا يكبّرون باسمه عندما يطلقون الرصاص على خيرة أبناء الوطن من رجال العلم والقانون لمجرد كونهم ينتمون إلى طوائف لاتؤمن بعقائدهم وثوابتهم؟

هل هم الآن يؤمنون بآيات غير تلك التي تحضّهم على قتال من لايؤمن بكتابهم ورسولهم، حتى يطالبوا باحترام عقائد الغير وحرياتهم؟!

هل غيّروا رأيهم بالمغضوب عليهم والضالين كي يتمكنوا من بناء مجتمع تعدّدي ديمقراطي يحترم المسلمين وغير المسلمين على حدّ سواء؟!

هل استبدلوا قانون الجزية بقانون يشمل الجميع، ويطلب من المرء أن يدفع الضريبة للوطن عن يد وهو عزيز غير صاغر أو ذليل؟

هل سيتوقّفون عن تكفيير البشر والتهديد بقتلهم وتطليقهم وتهجيرهم؟!

هل صارت المرأة في مفهومهم الجديد مخلوقا بشريّا جديرا باحترام حقوقه ورغباته، ولايجوز ضربها لمجرد خاف زوج مهووس مجنون من أن لاتقوم بواجبات الفراش على ذوقه؟!

بين ليلة وضحاها ينقلب الذئب الشرس حملا وديعا، ويريدنا أن نصدّقه؟!

بين ليلة وضحاها ينقلب الإرهابي منظرا للأخلاق والقوانين والديمقراطية ويريدنا أن نمسك بيده؟!

بين ليلة وضحاها يمشي القاتل في جنازة الضحية ويريدنا أن نتعاطف معه؟!

لانستطيع أن ننفي عن الإخوان المسلمين مواطنيتهم السوريّة ولا نريد، كما لايستطيعون هم أن ينفوا عن غيرهم من السوريين تلك المواطنة ولو أرادوا!

لكنّ المرحلة المقبلة تفرض عليهم، كما تفرض علينا، أن يدخلوا سوريّا الجديدة من خلال مصداقيّة تلك المواطنة، وليس من خلال عقائد ومفاهيم أكل الزمان على شرعيّتها الأخلاقيّة والإنسانيّة وتغوّط!

الإنتماء الديني والطائفي ليس مقياسا لمصداقيّة تلك المواطنة وليس مقياسا لصلاحيّة المواطن.

حبّ سوريّا واحترام الإنسان السوري أيّا كانت طائفته وحدهما المقياس.

هل يستطيع الإخوان السلمون والذين يوصمهم ماض إرهابيّ غير مشرف أن يلتزموا بذلك المقياس؟!

يقول أحد الحكماء: كي لاتموت ذكراك يجب أن تكتب شيئا يستحقّ أن يُقرأ، ويجب أن تفعل شيئا يستحق أن يُكتب.

ماذا كتب الإخوان المسلمون يستحقّ أن نقرأه ونصدّقه ؟ وماذا فعلوا من شيءٍ يستحقّ أن نكتب عنه؟

ماهو جديدهم كي نغفر لهم قديمهم؟!

هل يمتلكون الجرأة كي يصرّحوا بجديدهم ويعتذروا عن قديمهم كي لاننبش ذكراهم، وكي نقرأ لهم شيئا جديرا يمكن أن يخلّف لهم ذكرى أفضل؟

يدعون إلى مجتمع تعدّدي ديمقراطي تسوده مبادئ العدالة والمساواة، فعلى أيّ أساس سيشيّدون ذلك المجتمع؟!!

على نفس المبدأ الذي اعتمد عليه أحدهم عندما وضع تحت إحدى المقاعد في قطار يغصّ بالركاب عبوة ناسفة كانت كافية لقتل مئات المسافرين على متن ذلك القطار؟!!

على نفس المبدأ الذي رمى بموجبه ابراهيم اليوسف قنابله على طلاب مدرسة المدفعيّة وهم يتناولون غدائهم في مطعم كليّتهم؟!

أم تغيّرت مبادئهم، فلماذا لايجيبوننا على هذا السؤال؟!!

يحاولون الآن، وبعد مرور ربع قرن من الزمن، أن يتنصّلوا من جرائمهم، لماذا لم يتنصّلوا منها في ذلك الزمان؟!!

كان الواحد منهم يرتكب جريمته في النهار وما أن يسدل الظلام حتى ينسل تحت جنحه فارا إلى السعوديّة أو العراق أو الأردن حيث يجد جنّته الآمنة!

ومن تلك الجنان الآمنة يخططون الآن للعودة إلى مكان الجريمة كي يساهموا في بناء مجتمع تعدّدي ديمقراطي يقوم على أساس العدالة والمساواة!!

**********

يقول مثل بنغالي: كانت المصيبة كبيرة عندما تزوّجت جدّتي فلانا وكانت المصيبة أكبر عندما طلّقته.

الشعب السوري مرهق من بطش واستبداد سلطة داست على رقبته قرابة أربعين عام.

لقد كانت مصيبتنا كبيرة عندما تزوّجت عائلة الأسد وزمرته السلطة في سوريّا، وستكون مصيبتنا أكبر لو طلّقنا تلك الزمرة ووجدنا أنفسنا وجها لوجه مع الإخوان المسلمين ـ لاسمح الله ـ كزوج بديل بعد هذا الطلاق!

هل تعي المعارضة والأحزاب العلمانيّة والديمقراطيّة في سوريّا وخارجها تلك الحقيقة؟!! وهل ستفوّت على الإخوان المسلمين مخططهم لإفساد العرس السوري الذي انتظرناه طويلا؟!!

زواج الأسد من السلطة كان اغتصابا وقادنا إلى حياة تعيسة، لكننا لانريد طلاقا يقودنا إلى حياة أسوأ!

**************************

وفاء سلطان (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

أسئلة لم يجب عليها بشار الأسد على قناة روسيا اليوم؟

طلال عبدالله الخوري

تناقلت وكالات الأنباء بعض المقتطفات من أجوبة الطاغية بشار الأسد على اسئلة قناة “روسيا اليوم” الروسية والموالية للمجرم بشار الأسد.

سنحاول في هذه المقالة ان نطرح على الطاغية بشار ابو براميل, وهذا اسمه الجديد الذي يلقبه به الشعب السوري بعد ان تمادى في الاجرام بقتل النساء والاطفال ورميهم ببراميل المتفجرات, والقنابل العنقودية والفراغية المحرمة دوليا, سنطرح عليه اهم الأسئلة التي كان يجب على الصحفي الروسي, الذي اجرى الحديث, ان يطرحها عليه, ولكن تقصد عدم طرحها, لان هدف قناة روسيا اليوم هو التطبيل لبشار الاسد وتلميع صورته وعدم احراجه بأسئلة موضوعية تظهره على حقيقته.

في سؤال للقناة عن احتمال تأمين خروجه من سوريا ولجوئه للغرب او اي بلد يختاره, وذلك  لتفادي مزيداً من اراقة الدم السوري من قبل الجيش النظامي السوري والجيش الحر,فيجيب ابو براميل:

“أنا لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر” انتهى الاقتباس.

سؤال من موقع مفكر حر: ولكن يا بطة ابو براميل كل مريض بمشفى الامراض العقلية ايضاُ يصيح  ويقول: أنا لست مجنون! أي ان المريض النفسي يجهل انه مريض, بنفس الطريقة التي تصيح بها انت وتنكر بانك لست دمية؟

وأضاف البطة ابو براميل” أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وعليّ أن أعيش وأموت في سوريا” انتهى الاقتباس.

سؤال من موقع مفكر حر:  ولكن يا بشار ابو براميل, هتلر كان الماني وكان يدعي بانه هو من صنع المانيا, ونيرون كان ايطالي وكان يدعي بانه هو من صنع ايطاليا, القذافي وصدام حسين كان كل منهم ليبي وعراقي وكانوا يدعون بانهم هم من صنعوا بلدانهم, فما الذي تضيفه أنت هنا؟؟

سؤال اخر: تقول بانك تريد ان تعيش وتموت في سوريا, هذا بالضبط ما قاله حسني مبارك, والقذافي وصدام حسين قبلك, ويبدو ان نهايتك ستكون مثلهم اما في مجرور صرف صحي او حفرة الجرذ.

وفي سؤال اخر لصحفي قناة روسيا اليوم عن احتمال أن يتدخل الغرب لأنقاذ الشعب السوري من الة القتل الخامنئية الاسدية, اجاب ابو براميل قائلاُ: “أن الغرب لا يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده”،…… وأضاف البطة بأن “كلفة الغزو الأجنبي لسوريا – لو حدث – ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها” انتهى الاقتباس.

سؤال موقع مفكر حر: لقد قال نفس الكلام صدام حسين والجيش العراقي كان اقوى من السوري بعدة اضعاف, وقد قال ذلك القذافي ولديه نفط بحاجة له العالم اكثر من حاجتهم لسوريا, وقد انتهى كل من صدام والقذافي بحفرة جرذ ومجرور صرف صحي فأين ستكون نهايتك يا ترى؟؟

وقد اضاف ابو براميل للقناة قائلأُ: ” سوريا لمعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة” انتهى الاقتباس.

سؤال مفكر حر: عن اي علمانية تتكلم وانت تدير سوريا كما يديرها حزب اسلامي من الاخوان المسلمين, عن اي علمانية تتحدث وميزانية وزارة الاوقاف اضخم من ميزانية وزارة التربية والتعليم العالي والثقافة مجتمعين؟

عن اي علمانية تتحدث والدستور السوري مازال يقر بدين الدولة والرئيس المسلم ومرجعية الاسلام بالتشريع؟

عن اي علمانية تتحدث وقد بنيتم من المساجد والحسينيات, ومولتم المجموعات الاسلامية الدعوية منها والمسلحة, من اموال دافع الضرائب السوري وعرقه وكده, وذلك لكي تنافسوا على الاسلام الاحزاب الاسلامية المعارضة ولكي تظهروا انفسكم بانكم دولة دينية اسلامية اكثر من الاسلاميين انفسهم؟ فعلا كما قال المثل: اذا كنت لا تستح فقل ما تشاء.

وأضاف المجرم بشار الأسد قائلاً: ” ان العزو الغربي سيكون له أثر (الدومينو) الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي.. وتداعيات على باقي أنحاء العالم”انتهى الاقتباس.

سؤال مفكر حر: يا لطيف يا ابن انيسة ويا حفيد نعيسة!! يعني مانك هين!! تقول كل العالم؟؟

يعني مفكر سوريا اكبر من الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي الذي انهار ولم يتأثر شئ بالعالم على الاطلاق؟؟

او انك تظن بأن اقتصاد سوريا اكبر من اقتصاد اوروبا الذي به اطنان من المشاكل  والازمات ولم يأثر بشئ على العالم؟؟

ام ربما تعتقد بان عدد سكان سوريا ومساحتها اكبر من مساحة وعدد سكان الصين؟؟

هههههههههههههه شر البلية ما يضحك؟؟

وفي الختام نقول: الان يصيح بشار الاسد: انت لست دمية … انا لست دمية!؟

ولكن قريبا سيصيح: انا لست مجنون …. أنا لست مجنون!؟ وسيقول له الطبيب المعالج بابتسامة صفراء: طبعاً بالتأكيد.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

دولة خرنكعية بامتياز

محمد الرديني

الدولة التي لاتستطيع القضاء على الفساد الذي يسرق قوت الشعب دولة خرنكعية.
الدولة التي لاتستطيع حتى مجرد السيطرة على التلاعب في مفردات البطاقة التموينية دولة خرنكعية.
الدولة التي تقر بوجود هوامير سيطروا على البطاقة التموينية وشاركوا في تقاسمها مع اولاد الملحة دولة خرنكعية.
الدولة مع مسؤوليها تعرف تماما ان الهوامير لن يتركوا هذه البطاقة تذهب الى محتاجيها ومع هذا اصدروها لتتيح لهم عن علم ومعرفة سبيل آخر للسرقة.
البطاقة التموينية، ايها السادة، تحوي كما هو معلن للفرد الواحد، الرز، والطحين، والزيت النباتي، والسكر، والشاي، ومسحوق الغسيل، والصابون، والحليب المجفف(للكبار)، والحليب المجفف (للصغار)، والبقوليات كالعدس و الفاصوليا و الحمص، وتقدر قيمة هذه المواد بالنسبة للفرد الواحد في السوق المحلية بنحو عشرة دولارات من دون احتساب حليب الأطفال، في حين يتم الحصول عليها عن طريق البطاقة التموينية بمبلغ500 دينار فقط.
وكان من الممكن ان “يمّشي” اولاد الملحة حالهم مع هذه المواد ولكن وزارة التجارة حفظها للسيد خير الله حسن بابكر مع مريديه قلصت
مفردات البطاقة في 2010 إلى خمس مواد أساسية هي مادة الطحين، الرز، السكر، الزيت، وحليب الأطفال، وأكدت أن باقي مفردات البطاقة التموينية التي يمكن شراؤها من الأسواق المحلية كالبقوليات والشاي ومسحوق الغسيل وحليب الكبار سيتم إلغاؤها.
ولأن وزير التجارة عبقري زمانه وحاصل على الرقم الاحدب في موسوعة جينيز فقد أكد على اثبات نظريته العمياء بالشكل التالي:
البرهان : عدم وجود مياه صالحة لا للشرب ولا للغسيل.
المطلوب اثباته: الغاء مسحوق الغسيل من البطاقة التموينية وحليب الكبار والبقوليات التي تنتج الغازات المعوية المقززة، وهكذا كان.
وبدلا من ان يصحو ضمير هذا الوزير الذي ابتليت به اولاد الملحة ويقوم باتلاف المواد الغذائية المخزونة في مخازن الوزارة منذ اكثر من سنيتن قرر الغاء اهم مواد من البطاقة التموينية.
لماذا؟ لاتفسير الا انه اما جاهل سياسيا او يحلو له ان يجد القوم يركضون بين الاسواق باحثين عن “بودر” يغسلون به ملابسهم، وفي كلا الحالتين لايستحق حتى خمس الراتب الذي يتقاضاه من الدولة مع رجال حمايته.
يبلغ عمر البطاقة التموينية الان اكثر من 7 سنوات كما يقول اولاد الملحة وهذا يعني ان الهوامير “شبعت” من اللغف فيها وبات من السهل البحث عن مورد آخر لنفس الاسباب يمكن من خلاله استعمال اللغف مرة اخرى ومن هنا سعت الهوامير الى الغاء البطاقة التموينية واستبدالها ببدل نقدي.
لك عيني شلون راح يصير اللغف واللهف.. راح تشوفون اشكد جماعتنا عباقرة في السرقة.
وزير الدولة والناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ قال في بيان صدر امس “أن قرار إلغاء البطاقة التموينية جاء للقضاء على حالات الفساد المرافقة لتوزيعها، مشيراً إلى إن الحكومة أضافت مبلغ 3 آلاف دينار لكل فرد على سعر المواد التموينية والمقدر بنحو 12 ألف دينار.
حلو .. ياعيني عليك ايها الدباغ، يعني المواطن العراقي سيتقاضى 15 دولارا فقط من الحكومة.
في افقر دولة تتبع قانون المنح الاجتماعية يصرف للمواطن فيها ملا يقل عن 500 دولار ليس من ضمنها العلاج الطبي المجاني مع 300 دولار سنويا لعلاج الاسنان ومثلها لفحص العيون وتركيب لنظارات الطبية.
اما سأل اعضاء مجلس الوزراء انفسهم ماذا سيشتري اولاد الملحة بهذه المبلغ.. هل يشتري بها مسحوق الغسيل ام يدفع فاتورة الكهرباء الوطنية والاهلية ام يدفع منها حصة الدروس الخصوصية ام ماذا يادباغ؟.
ارجوك يادباغ لا تحاول قشمرة الناس بقولك ان الحكومة وضعت “ضوابط ملزمة لتسعيرة الطحين بما يضمن عدم التلاعب بالأسعار ابتداءً من الأول من شهر آذار 2013”.
أي ضوابط يادباغ ، اذا الحكومة لم تستطع الحد من التلاعب في البطاقة التموينية كيف لها ان تضع الضوابط “الطحينية” وهل هي فعلا قادرة على ذلك؟.
حكومتك خوية علي لاتحل ولا تربط.. لأننا لم نسمع عن أي دولة متحضرة كانت أم سلفية وزعت البطاقة التموينية على مواطنيها لأنها تريد حفظ كرامتهم اولا ثم تترك لهم حرية الاختيار فيما يشترون.
اليس هذا هو المنطق ايها الدباغ.. حسافة على اعضاء مجلس الوزراء الذين جعلوك في فوهة المدفع لتقول ما تقول حتى تزداد كراهية الناس لك.
ثم كيف سيتم وضع الضوابط لصرف المبالغ النقدية؟.
تجيب بالقول” شددنا على تنفيذ إجراءات مالية لضمان التوزيع النقدي على المواطنين عبر آليات تضمن التوزيع السلس والميسّر لـ (6)مليون عائلة مستفيدة”.
كلامك ذهب خويه بس شنو هي الاجراءات المالية وماهي عقوبة المتلاعبين؟.
حلوة منك كلمتي السلس والميسر.. ياسلام على هذه التعابير الرائعة خصوصا وانك قلصت رقم الفقراء من 15 مليون الى 6 فقط .. ما نعتب عليك لأنك ضعيف بالارقام وهذا سر أحتفظ به منذ ايام الدراسة.
بعد ذلك ما ندري كيف ستتصرفون مع رفض كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري للقرار “في حال عدم توفير البدائل المناسبة لحصة المواطن الغذائية،لأن التطبيق الصحيح لهذا القرار سيوفر الكثير من الأموال المهدورة على شراء مواد غذائية فاسدة”.
وهذا نائب برطماني عن العراقية في كركوك اعتبرقرار إلغاء البطاقة التموينية مستعجل وغير صائب وأزمة جديدة تضاف إلى أزمات البلاد، مرجحاً وجود “لوبي ضاغط” من التجار المنتفعين وراء قرار إلغاءها، فيما اعتبرها “آخر القلاع الآمنة للمواطن”.
وجاءك الان المرجع الديني بشير النجفي الذي اعلن رفضه للقرار محذراً في الوقت نفسه من نتائج سلبية كبيرة في حالة تطبيقه.
الله يكون بعونك على هذه البلوى.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

الشيخ أحمد صبحي منصور ومنهجه العلمي

وفاء سلطان

كلما قرأت للشيخ السيّد أحمد صبحي منصور يتفاقم إحساسي بالشفقة عليه. لكن عندما كتب يطالب الدكتور كامل النجار بأن يقرأ القرآن وفق منهج علمي تملكني إحساس من نوع آخر، إحساس بالحسرة والألم.

إذا اعتمدنا المنهج العلمي كيف سنقبل قصة أهل الكهف وحوت يونس وهدهد سليمان والإسراء والمعراج ومئات الأساطير الأخرى التي عجّ به كتابه؟!!

عندما يُطالبنا أحد بقراءة كتاب غيبي وفق منهج علمي يجب أن ندرك بأنه فقد كلّ اتصال بين مخّه ولسانه الداشر!

ذكرني السيّد صبحي منصور بالقصة التي تقول: سأل أحد ملوك فرنسا العالم أنشتاين عندما قابله بأن يشرح له نظريته النسبية بطريقة يستطيع أن يفهمها، فالتفت إليه أنشتاين وقال: يا سيّدي الملك، لا يوجد للعلم طريقة ملكيّة!

فهل للعلم عند الشيخ منصور طريقة محمديّة؟!!

لا أعتقد بأنّ السيّد منصور قد تجاوز في معرفته للعلم، الذي يطالبنا بأن نتبنى منهجه، حدود جداول الجمع والطرح التي تعلمها في الصف الثالث الإبتدائي. ولا أعتقد بأنّه يتذكر ما تعلمه منها، وإلاّ لأراح نفسه ووفر علينا هذيانه!

هل يستطيع الشيخ منصور أن يطبق منهجه العلمي على ماجاء في تلك الآية؟

يوصيكم الله في أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا

طبعا كلمة “نساء” في تلك الآيات تعني البنات وليس الزوجات، لأنّ آية أخرى ذكرت حصة الزوجات وسنأتي لذكرها لاحقا.

ـ لنفترض أن رجلا مات وترك ورائه ثلاث بنات ووالديه. وفقا لتلك الآية يجب أن تُعطى البنات ثلث ماترك وأن يُعطى كل من والديه سدس ما ترك:

لنجمع ما أخذه الجميع:

1/3+1/6+1/6 = 2/3 يبقى لدينا ثلث ما ترك، فلمن نعطي ذلك الثلث، يارعاك الله؟!

لنفرض بأن رجلا مات وله ابنة واحدة ووالداه، بناء على تلك الآية يجب أن تُعطى الإبنة نصف ما تركه ويُعطى كلّ من والديه السدس، فلنجمع حصص الجميع:

1/6+1/6+1/2 = 5/6 وسيبقى لدينا في تلك الحالة 1/6 ماترك، فلمن يا تُرى سيعطي الشيخ منصور، ووفقا لمنهجه العلمي، السدس الباقي؟!

هذا من الناحية الحسابية، فما بالك لو درسناها وفقا لمبدأ العدل والأخلاق؟

فالآية تقترح أن تُعطى البنات إذا كان عددهم فوق الإثنتين، وبغض النظر عن كبر أو صغر ذلك العدد، ثلث ما ترك والدهن.

إذا مات رجل وترك ورائه تسع بنات ولم يكن له قريب آخر، أين العدل في أن نُعطي هؤلاء البنات ثلث ماترك، ولمن سنعطي الباقي؟

إذا مات الرجل وترك ورائه أولاده ووالداه، يأخذ كل من والديه سدس ما ترك. أما إذا مات وله والدان وليس له أولاد، فتصبح حصة الأم ثلث ولمن الباقي؟!

ألا يخجل الشيخ منصور من أن يطالبنا بقراءة تلك المهازل وفق منهج علمي؟!!

وتستمر المهزلة في الآية التي تليها:

ولكم نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ

بناء على تلك الآية يرث الزوج نصف ماتترك زوجته إذا لم يكن لها أولاد، وإذا كان لها فتنخفض حصته إلى الربع.

وترث الزوجة ربع ما يترك زوجها إذا لم يكن له أولاد، وإذا كان لها فتنخفض حصتها إلى الثمن، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يحق للزوج أن يرث من زوجته أكثر مما يحقّ لها أن ترث منه؟!!

لنفرض بأن رجلا مات وله زوجة وبنت على قيد الحياة، بناء على تلك الآية وسابقتها يجب أن تُعطى البنت نصف ما تركه والدها والزوجة ثمن ما تركه، ولنجمع ما حصلت عليه الزوجة والبنت:

1/8 + 1/2 = 5/8 أي خمسة أثمان ما ترك، والسؤال: لمن الثلاثة أثمان الباقية؟ لبيت مال المسلمين؟

لنفرض بأن رجلا مات وترك أربع زوجات ووالديه، وهنا نطالب الشيخ منصور أن يحلّ لنا تلك المعضلة وفق منهجه العلمي (!!):

ـ هل تُعطى الزوجات الأربعة ربع ماترك، أم يحق لكلّ منهن الربع؟

إذا قرر أن يعطي لكل منهن الربع لا يبقى شيء للوالدين، وإذا قرر أن يعطيهن جميعهن الربع وأن يعطي للأم الثلث ـ حسب الآية ـ سيبقى للأب الربع فقط، هل يرضى رجل مسلم أن تأخذ زوجته أكثر منه؟

ألا يخجل الشيخ منصور من أن يطالبنا بأن نقرأ تلك المهازل وفق نهج علميّ؟!!

هل يصلح هذا الهذيان اللغوي لأن يكون قانون وشريعة أمة؟!!

……………

لم أكن أتوقع في حياتي أن أردّ على ما يكتبه السيد منصور رغم كل مهازله، لكنّني وجدت في ردّه الأخير على الدكتور كامل النجار إسفافا أخلاقيا لم أستطع أن أقف حياله مكتوفة اليدين!

كنت حتى تلك اللحظة أحترم حقه في أن يكتب مايشاء. هو يسعى، مشكورا، إلى تنظيف الإسلام من نصف مهازله و يتمسك بالنصف الآخر، وبذلك يُفترض أن يخفّف عنا الحمل الذي يُنهكنا، رغم قناعتي المطلقة بأن هذا الحمل وحدة لا تتجزأ ولن تقوم لنا قائمة إلا بإسقاطه كاملا!

إمّا اليوم، وفي مقاله الأخير، فقد تجاوز حدود الأدب بطريقة تستدعي التصدّي لتلك اللغة المهينة التي تُضلّ وتُسيء أكثر ممّا ترشد وتُحسن!

من أين له الحقّ أن ينكر صحة الحديث الذي يقول: أمرت أن أقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ورسوله….، ويهللّ للآية التي تقول:

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون.

مالفرق بين ماجاء في تلك الآية وما جاء في ذلك الحديث، وهل يعطيك ذلك الفرق الحق أن تلغي الحديث وتتبنى الآية؟!!

هل الخيارات التي أعطتها الآية، لمن لا يؤمنون بالله ورسوله ولا يدينون دين الحق، والتي لم يعطها الحديث كافية لأن تبرر ما جاء في تلك الآية وتلغي ماجاء في ذلك الحديث؟

لنفرض أنك وجدت مبررا لفرض الجزية، فأين المبرر لأن يدفعوها وهم مهانون وذليلون؟

أيّ أخلاق تلك؟ ألا تخجل من الدفاع عن تلك المهازل؟!!

أعتقد بأنك تعيش في أمريكا، هل تدفع ضريبة خاصة لكونك مسلم؟ وهل تدفع الضريبة المستحقة وأنت مهان وذليل؟!!

تقول: بأن هذا الحديث يخالف أكثر من ألف آية قرآنية تتحدث عن حرية العقيدة وتأكيد الوجه السلمي للإسلام، على من تضحك ياسماحة الشيخ؟

يعود جهلك بعلم الحساب ليطفو على السطح مرّة أخرى! كم آية في القرآن؟

هل تتجاوز آياته الخمسة آلاف؟ لنفترض قرابة ذلك الرقم، هل تحاول أن تُقنعني بأن كل خمس آيات نقرأها هناك آية تذكرنا بضرورة احترام حق الآخر في اختيار دينه؟!!

ليتك تُطلعنا على مفهومك للإحترام، ربما تتبدد حيرتنا! هل ترى في الآية السابقة الذكر ما يحضّ على احترام عقائد الآخرين؟!!

تزعم بأن ماحدث من جرائم بعد موت النبي بدءا بقتل ثلاثة من خلفائكم “الراشدين” مرورا بالفتوحات الإسلامية وحتى تاريخ اليوم، لا علاقة له بالإسلام وبتعاليمه “السمحة”، وهنا يواجهنا سؤالان:

ـ هل أفهم من كلامك بأن السيرة النبوية لمحمد كانت عطرة ولا غبار عليها؟!!

ـ هل أفهم من كلامك بأن الإسلام ولد ميتا، ولم تُفلح تعاليمه في هداية أتباعه؟ وإلاّ ما الذي حققه هذا الدين؟!!

بالنسبة للسؤال الأول: هل تعرف ما معنى كلمة “غزو” وفق قاموس اللغة العربية، وهل تعرف معنى كلمة “غنم” وفق ذلك القاموس؟

لماذا أطلق نبيك على حروبه “غزوات”، ولم يطلق عليها كلمة “دفاع” طالما كانت دفاعا عن نفسه ودينه؟ ولماذا لم يسميها حروبا؟!

لو فعل ذلك لكان الأمر أكثر قبولا، فقد يضطرّ الإنسان أن يحارب دفاعا عن نفسه، ولكن لا يستطيع أن يغزو دفاعا عن نفسه!

إذا تجاوزنا ذلك الأمر، واعتبرنا غزواته دفاعا عن نفسه، فهل كانت غنائمه دفاعا عن النفس أيضا؟

عندما يهجم عليك شخص قد تضطر أن تقتله دفاعا عن نفسك، ولكن هل يحقّ لك أن تسلبه، ثم تتدعي بٍأنّك سلبته دفاعا عن النفس؟

تقول الآية:

فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا..

كيف تفهم الحلال، ياسماحة الشيخ، وفقا لتلك الآية؟

يقول الطبري في تفسيره لكمة “غنمتم”: ما أخذتم من المشركين قهرا، فهل لديك تفسير آخر؟

وتقول آية أخرى:

وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ….

وهنا تكبر المهزلة لتتناول الله شريكا في الجرم، على من يقترح الشيخ منصور أن نوزع حصة الله؟ هل نرسلها له بالبريد الجوي ؟!!

وهل تتعارض تلك الآيتين مع قول محمد: للقاتل سلبه؟!!

هل يختلف السلب عن الغنيمة، وكلاهما اعتداء وسرقة بغير حق!

على العكس، لقد كان محمد أكثر عدلا من إلهه فهو لم يحلل لنفسه حق القاتل، بل حكم له بسلبه!

السيرة الذاتية لمحمد، ياسماحة الشيخ، أكبر الكوارث التاريخية التي ابتلى بها العالم العربي والإسلامي ويبتلي بها العالم كله اليوم.

قد يتمكن أمثالك ـ وأقول “قد” رغم أن الأمر بالنسبة لي مستحيل ـ من أن ينكروا ما قاله محمد، لكن هل يستطيعون أن ينكروا ما فعله؟!!

لن أخوض في زيجاته بالتفصيل. لكنني سأمرّ على إحداها بإعتبارها الأكثر تفصيلا في القرآن، ألا وهي نكاحه لزينب زوجة ابنه بالتبني!

تعرف، ونعرف جميعا، بأن التبنّي كان مقبولا عند العرب قبل الإسلام وحتى تاريخ اللحظة التي اشتهى فيها محمد أن ينكح زينب. ، ونعرف أيضا بأنّ الزواج من زوجة الإبن بالتبني كان مرفوضا وغير مقبول.

لكن ولكي يبرر محمد نكاحه، غير الأخلاقي وفقا لأعراف ذلك الزمن، لغى التبني بناء على الآية التي تقول: ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ….

هل يُدرك الشيخ منصور الثمن الذي دفعته المجتمعات الإسلامية منذ تاريخ تلك الآية وحتى اليوم بناء على ذلك التشريع؟

مليوني طفل على الأقل في مصر اليوم ولدوا لأمهات بلا أزواج، ناهيك عن الأطفال الذين فقدوا آبائهم لسبب أو لآخر، ماذنب هؤلاء الأطفال الذين افترستهم شريعة نبيّك؟!!

لا تقل لي بأنّ أوضاعهم ليس نتيجة حتمية لتلك الشريعة! فمهما كان مستوى الإهمال والفقر العام، لولا تلك الشرعية لوجد بعض هؤلاء الأطفال مأوى لهم، على الأقل في بيوت الآباء الذين لم ينجبوا!

لي صديقة مسلمة مصريّة ثريّة، ولكن لم ترزق بأولاد. في إحدى زيارتها لمصر رأت في أحد ملاجئ الأيتام طفلة لقيطة ـ استخدم ذلك التعبير غصبا عني كي تفهمه رغم أني أحتقره ـ فتقطّع قلبها على الوضع المأساوي لها وشعرت بعاطفة قوية تجاهها. لكي تتمكن من جلبها إلى أمريكا كان عليها أن تتبناها. حاولت المستحيل، وبناء على شريعتك السمحة، لم تستطع!

كلّ ما فاضت به تلك الشريعة على العالم من “فضائل”، وعلى مدى ما يقارب أربعة عشر قرنا، لا يمكن أن يكون كفارة لتلك الجريمة!!

عندما مات الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، ألقى ابنه مايكل كلمة التأبين وأثار مشاعر الناس عندما بكى وقال: هل تعرفون كم أنا محظوظ، أنا ابن رونالد ريغان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالتبني، لقد اختارني كي أكون ابنه!

ومرّة أحتج الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون على تعبير ” طفل غير شرعي” بقوله: لا يوجد طفل غير شرعي، بل يوجد آباء غير شرعيين!

هذه هي الأخلاق التي تحتاجون أن تتعلموها!

تفرض الشريعة الإسلامية أن تبقى الأرملة أو المطلقة ثلاثة أشهر في العدة كي تتأكد من عدم حملها، فلماذا لم يلتزم محمد بشريعته عندما نكح زينب في نفس اليوم الذي تركها له ابنه زيد؟!!

هل كان متأكدا من عدم حملها؟ كيف سنقرأ ذاك على ضوء المنهج العلمي الذي تطالب الدكتور كامل النجار أن يقرأ القرآن وفقه؟

حتى أدق المخابر العلمية في أمريكا اليوم لا تستطيع التأكد من الحمل في ليلة واحدة، فكيف استطاع نبيك؟!!

ألم تكن صفيّة سبيّة؟ هل كان نكاحه لها زواجا أم سبيا؟ ثمّ كيف يقبل رجل أن ينكح امرأة في نفس اليوم الذي قتل فيه أباها وأخاها وزوجها؟

اتق الله الذي تعبده ياسماحة الشيخ!

لكن، ولكي لا نشعّب الموضوع دعني أترك الخوض في ذلك النكاح لمناسبات أخرى!

ترفض الأحاديث، وتنصح بالقرآن؟!!

ألم يقل القرآن: وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى.

فلماذا لم يحم ِ الله ما نُطق عن الهوى؟ ولماذا لم يردع الناس عن تلفيق تلك الأحاديث التي تسيء إلى سمعة نبيه؟!

على حد زعمك، لم يُلفّق عن لسان أحد في العالم من أكاذيب كما لُفق عن لسان محمد، فأين الله من حماية دينه ونبيّه؟!!

لا يبقى للرجل بعد موته إلاّ سمعته، فهل أنت فخور بسمعة نبيّك؟!!

ذكرت في ردك الآية التي تقول:

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا

هل تستطيع أن تدلني على آثار النعمة التي جاء بها الإسلام منذ أن نزلت تلك الآية وحتى اليوم؟!!

وإذا كنت ترفض أن تطلق على ماتراه من جرائم ـ منذ أن مات محمد وحتى اليوم ـ إسلاما، فأين هو الإسلام الذي رضاه لكم دينا؟!!

ما الحكمة من أن يرسل الله دينا ثمّ يفشل في فرض تعاليمه “السمحة” على مدى أربعة عشر قرنا؟!!

الكلمة الطيبة تبقى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفروعها في السماء، وأمّا الخبيثة فتحرق الشجر والبشر والحجر!

الواقع هو مرآة الكلمة، والتاريخ الإسلامي يُثبت إن كان الإسلام طيّبا أم خبيثا، فالتجربة خير برهان!

لم يبق لدينا أخضر، يا سماحة الشيخ، وما زلت ترى الخبيث طيبا؟

………………….

تنصحنا بأن لا نخلط بين الإسلام والمسلمين؟! أعاهدك، ولا أشكّ بأن الدكتور كامل النجار يشاركني العهد، بأن نلتزم بتلك النصيحة!

فالمسلمون بشر ككلّ البشر ترى فيهم الصالح والطالح، وهم أفضل من تعاليمهم بملايين المرات. لو اتبع المسلمون تعاليمهم بحذافيرها لإستحالة الحياة معهم على سطح أرض واحدة ـ وخصوصا في زمن صارت فيه الأرض أصغر من أصغر قرية في زمن محمد ـ ولعمّ الإرهاب منذ بزغ الإسلام.

……………

بقي أمامي أن أناقش الفقرة الأخيرة في ردّ الشيخ أحمد صبحي منصور، والتي وجدت نفسي أمامها عاجزة على أن أقف مكتوفة الأيدي، لأنّ فيها اسفافا أخلاقيا عصيّا على أن تغضّ بصرك عنه!

حيث يقول:

” ثم تاتى المعضلة الأخرى ، وهى ( النجار )..

فهل نطالبه بالتخلى عن تلك (الدال ) إذا كان طبيبا أو استاذا حاصلا على الدكتوراة و نلزمه بالعمل نجارا ليتطابق الاسم على الواقع ـ ولكى ينطبق ما هو كائن على ما يجب أن يكون ..؟

لو سألتمونى عن رأيى لاخترت له أن يعمل نجارا فربما يفلح فى هذه المهنة أفضل من قيامه بالكتابة ..

فكيف يفلح كاتب يكتب دون ان يقرأ ..؟ !!”

……..

الإسفاف الأخلاقي الذي يعكسه ما جاء في تلك الفقرة لا يسيء إلا الدكتور كامل النجار، الذي كلما أبدع في مقالة يفتح لقرائه بها أفقا عقليّا جديدا، ولكن يثبت لنا بأن الشيخ منصور كان وفيا لنبيه ولم يستطع أن يخرج من جبة ذلك النبيّ!

الإنسان، كل إنسان، يتشرب مثله الأعلى ويصبح مع الزمن ذاك المثل وليس محمد إلا المثل الأعلى للشيخ السيد منصور. التنابذ بالألقاب شيمة من شيم الإسلام، فلنقرأ معا الآية التي تقول:

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

الكل يعرف المناسبة التي نزلت بها تلك الآية، وهي ردّ على العاصي بن وائل الذي كان يعيّر محمد بـ “الأبتر”، أي المقطوع الذي لا أولاد له.

تصورا هذا الإله الذي ينزل إلى مستوى رجل فيردّ عليه بنفس اسلوبه ويتبادل معه التنابذ بالألقاب. ألم يكن أحرى بهذا الإله أن يقول لنبيه: أنت لست أبترا، أنت أب لفاطمة وجد للحسن والحسين؟

أم أن فاطمة، كأنثى، لا تعتبر ولدا؟

لو فعل ذلك لخفف من حدة احتقاره للمرأة، ولردع الشيخ منصور وأمثاله من أن يُسيء إلى أحد بتلك الطريقة السوقية!

لقد ذكرتني تلك الأية بأيام زمان، يوم كانت جارتنا أم اصطيف تختلف مع جارتها أم محمد فتنهال عليها ببذيء الكلام: يا عاملة….يا تاركة…هيك وهيك منك، فترد عليها أم محمد: أنت ياعاملة ….يا تاركة….هيك وهيك منك. وذلك على طريقة:

ـ يا أبتر

ـ بل أنت الأبتر يا ابن الأبتر!

تصورا على تلك الأخلاق التي أصبحت شريعة واسلوب حياة!

هل تتناسب تلك الآية مع ما قاله المسيح: وباركوا لاعنيكم؟!!

يحاول الشيخ منصور أن يبرر جرائم الإرهاب في الإسلام بالتطرق إلى جرائم التاريخ المسيحي، ناسيا بأن تلك الجرائم حدثت بعد موت المسيح بزمن طويل، وبأن المسيح نفسه لم يغزُ.. لم يَسبِ.. لم يغنم.. لم يطالب بقتال من لا يؤمن بعقيدته، بل لم يحمل في حياته سيفا!

لو علّم محمد أتباعه بأن يباركوا لاعنيهم ويحسنوا إلى مبغضيهم، لا أتوقع بأن الشيخ أحمد صبحي منصور سيهبط بلغته إلى الدرك الأسفل!

أين الخلل في أن يشتغل الإنسان نجارا؟ ألم يكن خيرا للمسلمين لو أن القرآن حضّ على النجارة، بدلا من أن يحضّ على العيش على سرقة البشر بالقوة؟!!

لو درّب الأزهر كلّ خريجيه على مهنة النجارة، هل كانت نسبة البطالة ومستوى الفقر والجهل في العالم الإسلامي هي نفسها؟!

بل لو حوّلنا الأزهر إلى دار للنجارة لحمينا مصر، والعالم كله، من جرائم الإرهاب الإسلامي الذي نشهده اليوم!

يقول المسيح: بعرق جبينك تأكل لقمتك، بينما يقول محمد: جعل الله لقمتي تحت حدّ سيفي.

أن تتعلم النجارة كي تأكل لقمتك خير لك، يا سماحة الشيخ، من أن تجنيها تحت حدّ السيف!

الشيخ منصور خريج الأزهر ولا أعرف كم دولة في العالم تعترف بشهاداته، بينما الدكتور كامل النجار طبيب وخريج جامعات ومستشفيات بريطانيا.

هل يحق لنا أن نطالب الشيخ منصور بالإستمرار في الكتابة وفق “منهجه العلمي”، ونطالب الدكتور كامل النجار أن يحرمنا من علمه ومعرفته؟

هل موقف الشيخ أحمد صبحي منصور من اسم الدكتور كامل النجار موقف يعكس منهجه العلمي الذي يطالبنا باتباعه، أم أنه يعكس الأخلاق الإسلامية التي تتخذ الغزو والغنائم وسبي النساء شريعة؟

نريد من الدكتور كامل النجار أن يستمر في سعيه كي يُضيء لنا الطريق من جديد، بعد أن أضلنا خريجو الأزهر بألسنتهم الداشرة، ولتخرس كلّ الأصوات التي لا تلتزم بمنهج علمي أو إنساني أو أخلاقي!

****************

وفاء سلطان (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

أجيبوني قبل أن تشتموني

وفاء سلطان

تصلني رسائل كثيرة بالبريد الإلكتروني. يُثير بعضها غثياني لكنّه، في الوقت نفسه، لايُثير دهشتي، فمن يعرف السبب لا يعتريه العجب!

الإنسان ناتج ما يسمعه وما يستخدمه من لغة، وما الرجل المسلم الذي ورث لغة الإسلام في جيناته إلا ناتجا حقيقيا لتلك اللغة.

فتشت طويلا عن رسالة أستطيع أن أنشرها ولا أخدش بها حيائي وحياء قارئي، فلم أجد سوى تلك التي تلقيتها من السيّد علي الطائي، وها أنا أنشرها حرفيا بأخطائها وركاكتها، فكان الله في عون قارئها!

السيّد علي، ولحسن الحظ، لم يخدش حيائي. لكنه، ولسوء الحظ، استهزأ بعقلي، وهما خياران أحلاهما مرّ!

………………..

السلام عليكم

السيدة وفاء سلطان:

من خلال اطلاعي على عدد من كتاباتك من خلال موقع الحوار المتمدن

1- قد اتفق معك في بعض القضايا واختلف في أخرى

2- سيدتي إننا كلنا نريد التغير إلى الأفضل ولكن هناك أمور تتعلق بالعقيدة التي يؤمن كل منا بها

3- وكتاب الله نعالى القران الكريم هو اقدس ما لدى المسلمين وايماننا بة لا يتزعزع لن ذلك من صلب العقيدة

ولكن فية آيات قد نسخت من الله تعالى ونزلت مكانها آيات اخرى لاحقا او ان فيها تدرج في الحكم او التشريع

ان مشكلتنا نحن المسلمون ليست في القران ولكن فيمن نصبوا انفسهم مفسرين وماولين لكتاب الله

انة تعالى عندما يصف نفسة بالجبار يصفها ايضا بالسم والغفور والرحيم والسلام

ولا ننسى ان الكثير من الايات القرانية نزلت بحادثة او لسبب معين في ذلك الوقت وهنا لا يجوز التعميم

4- ان لغة العرب في ذلك الوقت أي نزول القران الكريم لم تكن فيها نقاط اعجام ولا حركات اعراب بل كانت خالية من أي شئ وهذا امر ثابت وان لهجات العرب كانت مختلفة ويعود الفضل في وجود نقاط الاعجام وحركات الاعراب الى ابو الاسود الدؤلي والتلاميذتة وأخيرا الى الخليل بن احمد الفراهيدي

لذا ما زلنا نرى ان كلمات في القران تكتب شكلا وتلفظ شكلا اخر

وهذا يعود الى ان الخليفة الثالث عثمان بن عفان عندما قرر توحيد المسلمين على قراةء واحدة للقران امر ثلاثة نفر من قريش وزيد بن ثابت الانصاري لكتابتة

وقال لهم قولا مشهورا ( اذا اختلفت في شئ مع زيد فردوة الى لغة قريش فانة نزل بها )

وعلى ضوء ذلك يحدثنا التاريخ ان الصحابي ابين مسعود رفض تنفيذ امر الخليفة اولا وهو من هذيل ولفتهم فيها اختلف عن لغة قريش ولكن بعد فترة وافق واحرق مصحفة المكتوب بلغة هذيل وكان واليا على الكوفة

وهناك أحاديث مروية عن الرسول الكريم صلى الله علية وسلم وهى صحيحة تؤكد ان القران نزل بسبعة أحرف وفي ذلك تسهيل للمسلمين الأوائل في حفظ القران وتلاوته

– ان المشكلة ليست الإسلام كدين ولكن فيمن نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين ووكلاء الله على الأرض والعباد وأصبح كلام بعضهم مقدسا أكثر من كلام الله تعالى

– هنا تكمن المصيبة التي ابتلي بها الإسلام والمسلمون

– وتحول البعض من عبادة الله العظيم الى عبادة البشر

وان شاء الله تعالى يكون لنا تعليقات اخرى لتوضيح بعض الامور في حالة تلقيت استجابة منك

مع خالص الود

علي الطائي

*****************************

أحترم حق الناس في أن يقدّسوا ماشاؤوا. قدّس الحجر أو الشجر أو البشر وثق بأنني سأقدسها معك طالما تُسعدك ولا تضرّني.

الأمر مع القرآن يختلف، نحن هنا لسنا مختلفين على قدسيته وحسب، بل خلافنا أعمق بكثير وهذا ما يحتاج إلى توضيح.

الكتاب أي كتاب، سماويّ- كما يدعي البعض- أو بشري هو عبارة عن رسالة يرسلها المؤلف إلى قرائه.

أبسط قواعد الكتابة تقتضي أن يفهم القارئ رسالة الكاتب بشرا كان أم إلها، وأبسط أخلاق الكتابة أن تكون الرسالة المكتوبة واضحة هادفة بنّاءة.

إذا افترضنا جدلا بأن هناك إلها يكتب ويرسل ما كتبه لعباده، لن يختلف اثنان منّا بأن ما يكتبه ذلك الإله يجب أن يعكس حكمته وقدرته.

يُفترض أن يدرك الإله قدرة البشر على الفهم فيراعي عندما يكتب محدودية تلك القدرة كي يستطيع أن يصل برسالته إليهم.

ويُفترض أن يكتب بحكمة، فلا يثرثر كي يصل إلى هدفه دون أن يضيّع وقته ووقته قرائّه.

القرآن من أكثر الكتب في تاريخ العالم التي لعبت دورا في هدر وقت قرائه وسلب أخلاقهم.

لم يحترم أبسط قواعد الكتابة، ولم يلتزم بأبسط أخلاقها. دمّر ولم يبن.. سلب ولم يعط.. أفلس ولم يثقّف.. ضلّ ولم يهد!

ما الحكمة من أن يرسل الله كتابا يحتاج إلى ملايين التفاسير والتأويلات كي يستطيع أن يصل برسالته إلى قارئه؟

ألم يكن الله قادرا على إرسال رسالة واضحة لا تحتاج إلى بشر كي يؤولوها ويفسروها، خوفا من الضياع في داهليز التأويل والتفسير؟

ألم يكن الله قادرا على أن يوحي لـ “نبيّه” بأن يفسر لأتباعه كل أية على حدة، أم كان ذلك النبي نفسه لا يعرف التفسير؟

لماذا لم يوعز الله لـ “نبيّه” ليكتب القرآن قبل أن يموت كي يُجنب الناس الضياع بين النقل والتنقيط والتحريك والتفسير، وما آل إلى ذلك من حجج واهية تفضح أكثر مما تُستر.

خلال عشرين عاما نسخ الله آياته وغيّر قوله، وخلال أربعة عشر قرنا من الزمن لم يسمح لأحد بأن ينسخ أو يُغير!! أليس الله أدرى بحاجة الناس عبر الزمن إلى النسخ والتغيير؟!!

كيف يحتاج الله إلى أن ينسخ أقواله خلال وقت قصير جدا بالنسبة لديمومة الله، ولا يسمح للإنسان أن ينسخ تلك الأقوال خلال عمر طويل جدا بالنسبة لحياة الإنسان؟

كيف يكتب الله كتابه بلغة قبيلة لا علاقة لها بسكان الأرض من قريب أو بعيد، ثمّ يفرض على العالمين أن يقرأوه بلغة تلك القبيلة فهموه أم لم يفهموه؟ إنها لمهزلة!

ما الحكمة من قراءة كتاب دون فهمه؟!

من يقرأ تبريرات المسلمين لما جاء في كتابهم من عجز لغوي وأخلاقي يجد نفسه أمام طفل أوقع صحن من الطعام فكسره وطرطش به أرض المطبخ، ثم راح يحاول أن يخفي فعلته بدفش أجزاء الصحن في زوايا المطبخ.

آثار الجريمة التي اقترفها القرآن بحق عقل المسلم قد طرطشت كل أجزاء حياته، وتمتد الآن لتطرطش العالم بأثره.

يحاول ذلك الطفل أن يُقنعني بأن القرآن نزل بلغة أهل قريش وعلينا أن نراعي ذلك بينما جاء في القرآن نفسه: إنا أنزلناه قرآنا عربيا….

ثم يذهب أبعد من ذلك فيستهزأ بعقلي محاولا إخفاء المزيد من فضائحه باللجوء إلى حكاية الجمع والتنقيط والترقيم والتحريك، وهي حكاية تافهة ولم تعد قادرة على أن تُجيب على سؤال أو تستبدل الشك باليقين!

عندما أقرأ القرآن تُصيبني حالة رهيبة من الذهول فأتساءل: كيف يقرأ عاقل ذاك الكلام ولا يقف عنده؟!!

تقول إحدى آياته:

“يا آيها المزمل، قم الليل إلاّ قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا…”

تضع تلك الآية قارئها أمام ثلاث خيارات أسهلها مستحيل:

قم الليل إلا قليلا؟!!

نصفه أو انقص منه قليلا؟

أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا؟

لا يخرج هذا الكلام المبهم عن كونه بيت من الشعر ترك المعنى في قلب الشاعر!

أيعقل أن تكون تلك اللغة إلهية؟ أيعقل أن تكون تلك الخيارات إلهية؟ أيعقل أن يكون ذلك اللف والدوران رسالة واضحة هادفة بناءة؟!!

ما هي النتيجة التي جناها المسلم من تكرار تلك الآية على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن؟

الإنسان ناتج لغته والمسلم ناتج قرآنه!

لغة مبهمة صعبة الفهم أنجبت إنسانا مبهما صعب الفهم. عندما أقرأ لبعض الكتاب المسلمين ألمس آثار تلك النتيجة واضحة، إذ يعجز معظهم عن ايصال فكرته إلى قارئه فيلف ويدور حول الفكرة ويحاول جاهدا دون جدوى، فلقد اعتاد على الغموض وتغليف الحقائق مهما بدا مؤمنا بها. والنتيجة نفسها عندما تحاور مسلما، إذ يستحيل أن تأخذ منه حقا او باطلا. البعض يعزي ذلك السلوك إلى الخوف، وقد يكون منصفا لكن الحقيقة تكمن في كونه ناتج للغة مبهمة صعبة الفهم.

عندما تكون غامضا مع طفلك وتلجأ إلى المواربة واللعب بالألفاظ واستخدامها في غير موقعها سينتج عن تصرفك هذا مخلوق غامض موارب وغير قادر على ايصال نفسه للآخرين.

والنتيجة نفسها عندما يعجز إله عن ايصال رسالته إلى بشره بوضوح ودون مواربة، سينتج عن رسالته تلك بشر مواربة غامضة وغير قادرة على التعبير عن ذاتها.

الإمساك بناصية اللغة والقدرة على التعبير هي، وبإجماع الكثيرين من علماء النفس الإجتماعي

Social Psychology

من أهم الخصائص التي تلعب دورا في نجاح الأشخاص. فالشخص القادر على ايصال رسالته إلى غيره أكثر قدرة على النجاح من الشخص المبهم العاجز عن التعبير.

عندما يكون المعلم قادرا على التعبير عن أفكاره يكون معلما ناجحا؟

عندما يكون الطبيب قادرا على ايصال فكره إلى مريضه يكون طبيبا ناجحا.

عندما يكون القائد قادرا على شرح وجهات نظره يكون قائدا ناجحا.

عندما يكون الكاتب قادرا على كتابة أفكاره يكون كاتبا ناجحا.

عندما يكون الوالد واضحا وقادرا على شرح الآداب والأخلاق يكون والدا ناجحا ويساهم في إنجاب أولاد مؤدبين خلوقين وناحجين.

وعندما يكون الكتاب مكتوبا بلغة واضحة وسهلة يكون كتابا ناجحا ويساهم في خلق قارئ واضح وسهل.

لنقرأ معا الآية 57 سورة النور:

” يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبغلوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم”.

* ليقول لي عاقل مسلم أين تبدأ الجملة في تلك الآية وأين تنتهي، أين الفاصلة.. أين النقطة …ما الحكمة التي تعلمها من تلك الآية على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن.. وما الحكمة من أن نُكثر من قرائته كما كان مربونا يكررون علينا؟

لو كتب طفل في المرحلة الإبتدائية تلك الهلوسة الفكرية في موضوع الإنشاء، كيف سيكون موقف المعلم عندما يكون ذلك المعلم واضحا وقادرا على أن يعي ما يقرأ؟!!

ولنقرأ آية أخرى:

” إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون إنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله مثلا يضل به كثيرا…..”

* أين المثل الذي ضربه؟ وماذا بخصوص البعوضة وما فوقها؟ وهل الله بشر كي يستحي أو لا يستحي؟

عندما نضرب مثلا نضربه لتوضيح فكرة ما وليس لزيادة غموضها؟ فأي فكرة تلك التي أوضحها مثل البعوضة؟!!

عندما تقرأ تفاسير “كبّار علماء المسلمين” تُصاب بحالة ذهول عقلي!

يقول مثل افريقي: عندما تحاول أن تفسر شيئا سيئا تزيده سوءا.

تعال نقرأ تفسير الجلالين لتلك الآية حرفيا:

“بَعُوضَة” مُفْرَد الْبَعُوض وَهُوَ صِغَار الْبَقّ “فَمَا فَوْقهَا” أَيْ أَكْبَر مِنْهَا أَيْ لَا يَتْرُك بَيَانه لِمَا فِيهِ مِنْ الْحُكْم “فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ” أَيْ الْمَثَل “الْحَقّ” الثَّابِت الْوَاقِع مَوْقِعه “مِنْ رَبّهمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّه بِهَذَا مَثَلًا” تَمْيِيز أَيْ بِهَذَا الْمَثَل وَمَا اسْتِفْهَام إنْكَار مُبْتَدَأ وَذَا بِمَعْنَى الَّذِي بِصِلَتِهِ خَبَره أَيْ : أَيّ فَائِدَة فِيهِ قَالَ تَعَالَى فِي جَوَابهمْ “يُضِلّ بِهِ” أَيْ بِهَذَا الْمَثَل “كَثِيرًا” عَنْ الْحَقّ لِكُفْرِهِمْ بِهِ “وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا” مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِتَصْدِيقِهِمْ بِهِ “وَمَا يُضِلّ بِهِ إلَّا الْفَاسِقِينَ” الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَته.

……

* هل هذا التفسير لغة مقروءة؟!! وإلى متى سنُدخل أجيالنا في حالة من الهلوسة الفكرية والهذيان العقلي التي تنتهي بالإنسان معتلا وبالمجتع كله مصحّا عقليّا؟!!

…………………

ولننتقل إلى آية أخرى:

“يا أيها الذين آمنوا اوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام”

* هل من عاقل مسلم يجيبني على سؤال: ما علاقة الإيفاء بالعقود بتحليل أكل البهائم؟!

هل الآية جملة واحدة أم جملتين وما العلاقة بين الإثنتين؟! لقد كثر هذا الهذيان اللغوي في مواقع كثيرة من القرآن، فلنقرأ معا آية أخرى:

“وإن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع…”

ما علاقة العدل في اليتامى بنكاح النساء؟!! لنقرأ ما أجاد به علينا الجلالين، باعتباره أقل سوءا من غيره وأكثر وضوحا:

وَإِنْ خِفْتُمْ” أَنْ لَا “تُقْسِطُوا” تَعْدِلُوا “فِي الْيَتَامَى” فَتَحَرَّجْتُمْ مِنْ أَمْرهمْ فَخَافُوا أَيْضًا أَنْ لَا تَعْدِلُوا بَيْن النِّسَاء إذَا نَكَحْتُمُوهُنَّ “فَانْكِحُوا” تَزَوَّجُوا “مَا” بِمَعْنَى مَنْ “طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلَاث وَرُبَاع” أَيْ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثًا وَأَرْبَعًا وَلَا تَزِيدُوا عَلَى ذَلِكَ “فَإِنْ خِفْتُمْ” أَنْ لَا “تَعْدِلُوا” فِيهِنَّ بِالنَّفَقَةِ وَالْقَسْم “فَوَاحِدَة”

* هل من عاقل مسلم يقرأ لي هذا التفسير ويفسره؟!!

لقد حاول جهابذة المفكرين المسلمين أن يفسروا القرآن كي يخرجوا القارئ من حيرته وعجزه عن فهمه، فزادوا بتفاسيرهم حيرته وعجزه عن الفهم.

……..

Anthony Robbins

رجل أعمال أمريكي، ويعتبر من أشهر خمسين رجل أعمال في العالم.

شركته تبيع لغة….نعم لغة! فهو خطيب متميز يتقن فنّ الكلام و يجيد أصول الحديث. تسجل خطبه وتباع بالملايين كل عام. ينصب حديثه على إثارة عزائم الناس كي يقودوا حياة ناجحة وأكثر انتاجا.

يقول في كتابه

Awaken the Giant Within

كي توقظ العملاق الذي في داخلك:

اللغة إمّا جسر وإما حائط!

وبناء على مقولته تلك، لو لعبت لغة القرآن دور الجسر في حياة المسلمين لنجحوا في أن يلحقوا بركب البشر، لكنها على العكس كانت حائطا سدّ أمامهم كل منافذ الحياة.

علم اللغة كعلم الحساب. عندما نضيف رقما إلى رقم نحصل على رقم جديد، وعندما نضيف كلمة إلى كلمة يُفترض أن نحصل على معنى جديد، وإلا ما الغاية من صف الكلمات؟!

عندما يصاب الإنسان ببعض الإضطرابات النفسية وعلى رأسها الفصام الشخصي

Schizophrenia

يفقد قدرته على التواصل اللغوي ويمر بحالة من الهذيان الفكري تُدعى في لغة الطب النفسي

Words salad

اي سلطة الكلمات، يختلط فيها الحابل بالنابل كسلطة الخضراوات.

لديّ شريط مسجل لمريض مصاب بالفصام، سأحاول أن أترجم لكم بعضا من مقاطعه:

هذا ما حدث في سااااااان… ما ما ماونتين والطيور تزوجت ويتني هيوسطن…اسمع ..اسمع.. مركبة فضائية لأن ضلعي أتت من مكان ابيض…

يسأل الطبيب: من هي ويتني هيوسطن؟

يجيب المريض: لا أعرف …هل تحب المركبة الفضائية؟

……..

هذا ما يحدث عندما يصاب المرء بخلل دماغي، فهل كان محمد مصابا بخلل دماغي؟ هذا ما حاول أن يجيب عليه الطبيب الأمريكي التركيّ الأصل، المختص بالأمراض النفسية والذي أطلق على نفسه اسما مستعارا

Dede Korkut

في كتابه:

Life Alert, the Medical case of Muhammad!

يهدي المؤلف الكتاب إلى ذكرى الرجل العظيم، على حد تعبيره، مصطفى كمال أتاتورك. ويؤكد فيه، وبالإعتماد على حياة محمد وأقواله، بلغة علمية سلمية وواضحة إحتمال إصابة محمد بشكل من أشكال الصرع يدعى باللغة الطبية:

Complex Partial Seizures

، وينجم ذلك الإضطراب عن أذيّة في الفص الصدغي للدماغ

Temporal lobe

عندما قرأت ذلك الكتاب تبددت حيرتي بخصوص “البعوضة وما فوقها”!

……….

لقد استشهد الطبيب كوركوت في الصفحة الأولى من الكتاب بأقوال لبعض المشاهير، أهمها قول لأتاتورك نفسه:

Islam, the theology of an immoral Arab….is a dead thing

الإسلام, كعقيدة لرجل عربي غير أخلاقي….ولد ميتا!

لقد توصلت إلى ما توصل إليه أتاتورك يوم كنت في السنة الأولى من المرحلة الإعدادية، وكان مدرس مادة التربية الدينية الإستاذ عبد القادر سليمان رجلا مرعبا، مجرد النظر إلى لحيته الطويلة غير المشذبة وعينيه الجاحظتين يبعث في قلب الإنسان الرعب.

كان يتلو علينا ،وفق إيقاع موسيقي يطرب السامع ويذهب بعقله، الآية التي تقول: “وإذا الموؤدة سئلت بأيّ ذنب قُتلت”

فرفعت يدي وسألت: استاذ! لماذا يسأل الله عز وجلّ الأنثى بأي ذنب قُتلت، ولا يسأل الذكر بأيّ حقّ قتلها؟!! وبلمح البصر انهال عليّ ضربا بعصاه، ثمّ طردني خارج الصف وهو يجعر: لعنة الله عليك يا كافرة! أتعلمين الله كيف يسأل؟ فغرق الصف في نوبة من الضحك أمّا أنا فبكيت. بكيت على سوء أخلاقه ولم أبك لأنني مارست حقي في أن أسأل! قلت يومها في سريّ: نعم سأعلم ذلك الله كيف يسأل!

ما الحكمة من أن يسأل الله أنثى لم يُكتب لها أن تُبصر النور عن الذنب الذي قتلت به، ولماذا لا يسأل قاتلها عن السبب الذي قتلها به؟

إن تلك الآية تعكس في باطنها احتقار قائلها لقيمة المرأة وحقها في الحياة، وتصرف النظر عن جرائم الرجل بحقها. لقد اشارت إلى احتمال ارتكاب الأنثى ذنبا ولم تشر من قريب أو بعيد إلى الجريمة التي ارتكبها الذكر، فتصوروا لو جاءت على الشكل التالي:

وسنعاقب الذكر الذي يوأد أنثاه على تلك الجريمة!

ليس شرطا أن يكون الله شاعرا، وأن يراعي في آياته قواعد القافية والسجع كي يستطيع أن يصل برسالته إلى بشره!

………………..

نعم لقد ولد القرآن كتابا ميّتا لغويّا وأخلاقيا!

تسعون بالمائة مما جاء فيه من لغة كان مكررا وغير قابل للقراءة والفهم، والباقي يفتقر إلى شرعية أخلاقية وقانونية.

عندما نختلف على القرآن ليس خلافنا على قدسيّته، إذ يحق لأيّ انسان أن يقدس ما يشاء. لكن خلافنا يكمن في مفهومنا للقيم والأخلاق والمبادئ.

الغزو في قرآنكم قانون وفي مفهومي رذيلة……..

السبي (اغتصاب المرأة الأسيرة) في قرآنكم فضيلة وفي مفهومي رذيلة….

الغنائم في قرآنكم قانون، وفي مفهومي رذيلة…

نكاح ماطاب لكم وما ملكت أيمانكم في قرآنكم قانون، وفي مفهومي رذيلة….

القتل والقتال في قرآنكم فرض، وفي مفهومي رذيلة….

تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف في قرآنكم قانون، وفي مفهومي رذيلة….

طمس الوجوه في الأدبار في قرآنكم برهان على قدرة الله، وفي مفهومي لغة هابطة ورذيلة….

طلاق المرأة بالثلاث في قرآنكم حق من حقوق الرجل وفي مفهومي رذيلة…

إرضاع المرأة للرجل كي في قرآنكم حلال وفي مفهومي حرام ورذيلة….

إيتان الرجل للمرأة أنى شاء في قرآنكم شريعة وفي مفهومي رذيلة…..

تكفير الناس ووصمهم بالمغضوب عليه والضالين في قرآنكم استقامة وفي مفهومي رذيلة….

“الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والإنثى بالإنثى” في قرآنكم قانون وفي مفهومي ظلم ورذيلة….

فحياة الإنسان من حيث القيمة واحدة، عبدا كان أم حرّا.. ذكرا كان أم أنثى!

عدم قبول شهادة المرأة كشهادة الرجل في قرآنكم قانون وفي مفهومي ظلم ورذيلة….

وهكذا تبدأ القائمة لكنّها لا تنتهي…!

……….

يا سيدي! إن كنتم ترون الخلل في المسلمين وليس في الإسلام نفسه، أقول:

بارك الله المسلمين فهم، بكلّ خللهم، أفضل بمليون مرة من كتابهم. فلو اتبع المسلمون كتابهم بحذافيره لإحتجنا إلى ملايين المصحات العقلية كي تحجر ما يزيد عن بليون مسلم. لكن، ولحسن الحظ، 80% منهم ليسوا عربا ولم يقرأوا القرآن يوما في لغته الأم، و80% من العشرين الباقية لا يعرفون عنه شيئا، ويرتلونه على طريقة استاذي عبد القادر سليمان.

يحتاج العالم اليوم إلى مواجهة من قرأه ويؤمن بما قرأه، وإلى إعادة تأهيل من يؤمن بأنه كتاب إلهي دون أن يقرأه.

إنها مهمة قاسية، لكنها ليست مستحيلة!

وفاء سلطان (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

النكاح بين الإسلام والغرب

النكاح بين الاسلام والغرب

طلال عبدالله الخوري 7\11\2012

Posted in فكر حر, كاريكاتور | Leave a comment

أوباما يدق أول مسمار في نعش عظمة اميركا السوبر

طلال عبدالله الخوري 7\11\2012   حصريا مفكر حر

لقد قمنا في الماضي بكتابة مقالة بعنوان: ” أميركا دولة سوبر لا تخسر ابدا ” والان للاسف نكتب مقال بعنوان: “أوباما يدق أول مسمار في نعش عظمة اميركا السوبر” وسبب هذا ان اوباما فاز البارحة بولاية ثانية لرئاسة اميركا, ولكن بطريقة فيها نوع من الغش والرياء في المواضيع الإقتصادية وتحديداُ في موضوع إنقاذ صناعة السيارات في ولاية أوهايو.

ولاية أوهايو هي الولاية الاكثر اهمية في الانتخابات الاميركية, لأنه وكما هو معروف تنقسم اميركا الى ولايات غنية توجهاتها مع الجمهوريين تقليديا, وأبنائها هم الذين بنوا عظمة اميركا بالعمل الشاق والكد والمنافسة, وهم يؤيدون التوجهات الجمهورية للإقتصاد التنافسي, وهناك ولايات اقل غناُ وهي مع الديمقراطيين حيث أبنائها يؤيودون زيادة المساعدات الحكومية للمواطنين, وهناك بالمقابل ولايات حرجة ومؤرجحة بين الديمقراطيين والجمهوريين وهي عادة التي تقرر لمن ستكون الرئاسة للجمهوريين ام للدمقراطيين, واكثر هذه الولايات حرجاُ للفوز بالرئاسة هي ولاية اوهايو بسبب ارتفاع عدد النقاط الانتخابية التي تملكها والتي تمنحها للفائز بانتخاباتها.

يعود الفضل في إعادة انتخاب أوباما إلى عمال مصانع السيارات في ولاية أوهايو الأمريكية الذين كافؤه على خطة إنقاذ صناعة السيارات في ولايتهم, حيث حصل أوباما على 50.4% من أصوات الناخبين، بينما حصل منافسه ميت رومني على 48% فقط من الأصوات في هذه الولاية, وتؤكد هذا صحيفة “اندبندنت” البريطانية في تقرير لها وتقول: إن أصوات العاملين في صناعة السيارات هي التي أنقذت أوباما في هذه الولاية وربما في الانتخابات بأكملها ورجحت كفته أمام منافسه رومني.

لكي نفهم هذا الجانب من الغش في الاقتصاد سنقوم في هذه المقالة باستعراض خطة كل من رومني واوباما في معالجة مشكلة افلاس شركات السيارات في اوهايو, ونقارن بينهما, ثم سنستعرض سيناريوهات  اثر كل من هذه الخطط على مستقبل عظمة اميركا كدولة السوبر الوحيدة في العالم.

اولاُ: خطة أوباما والتي منحته الفوز بالإنتخابات

تتلخص هذه الخطة باصدار قرار الدعم الحكومي المالي لشركات السيارات الأمريكية, مثل جنرال موتورز وكرايسلر, لإنقاذها من الافلاس بعد معاناة هذه الشركات بسبب الأزمة المالية العالمية؟

ماذا تعني هذه الخطة؟

هذه الخطة تقول للشركات الفاسدة والتي لا تستطيع ان تنافس بالسوق, وذلك لأسباب عديدة منها, على سبيل المثال لا الحصر, تضخم الجهاز الاداري, او عدم ادارة الموارد بفاعلية, او عدم فتح الفرص والمنافسة امام المهندسين المبدعين الذين يستطيعون ان يطوروا الانتاج وذلك بسبب احتفاظهم بالمهندسين الحاليين والذين ليس لديهم اهتمام بالمنافسة لانهم حصلوا على وظائف دائمة محصنة ضد المنافسة بقوانين النقابات, احسنتم على عملكم هذا وسنقوم بأعطائكم اموال دافعي الضرائب, من أجل ان تستمروا بفشلكم هذا, وفي كل مرة تفلسون, سنقوم بتمويلكم, وبالمقابل تقومون انتم بإعادة انتخابنا لنحكم اميركا؟

اي بكلام اخر هذه رشوة مقننة لشراء اصوات الناخبين في الانتخابات الاميركية.

ثانياً: خطة رومني والتي سببت في خسارته للإنتخابات

اعتبر مت رومني وهو رجل الاعمال الخبير بالاقتصاد, بأن قرار اوباما بالدعم المالي لشركات السيارات هو قرارا خاطئ, وأنه كان عليه أن يترك هذه الشركات ليتم اعادة بنائها من خلال القطاع الخاص.

ماذا تعني هذه الخطة؟

هذه الخطة هي بالضبط ما تقوله كتب علم الاقتصاد, وهو جعل هذه الشركات تعلن افلاسها وعرضها للبيع للقطاع الخاص, فيأتي المستثمرون ورجال الأعمال ويدرسون وضع هذه الشركات ويعرفون سبب افلاسها, ويقررون الخطط لاعادتها للسوق التنافسي, اي يقررون فيما اذا كانت هذه الشركات بحاجة لتقليص الجهاز الاداري, او استقدام مهندسين مبدعين في مجال تطوير الانتاج, ثم يقومون بشراء هذه الشركات ويحصلون على الدعم المالي االحكومي حسب القوانين المعروفة بتشجيع الاستثمار, ويعيدون فتح هذه الشركات وعادة يحتفظون بمعظم العمال ويتخلصون فقط من الفائض الذي لا يناسب طريقة عملهم الجديدة, وبهذه الطريقة تعود هذه الشركات بشكل اقوى واكثر قدرة على المنافسة بالسوق.

اي انه في كلا الخطتين لاوباما و رومني, ستحصل هذه الشركات على الدعم المالي الحكومي قانونيا ودستوريا, ولكن في خطة اوباما يحصل على الدعم المالي الشركات الفاشلة لكي تستمر بفشلها,اما في خطة رومني فيحصل على الدعم رجال الاعمال الناجحون والمبدعون من خلال قانون الاستثمار.

اهم مساوئ خطة اوباما بأن هناك مخاوف بأن تصبح هذه الطريقة تقليداُ للسياسيين الاميركيين, وهو بأن تعطي أموال دافع الضرائب الاميركي للناس الكسالى والفاشلين, الذين لا يؤدون عملهم كما يجب, فيقوموا بانتخاب حزبك المرة تلوى الاخرى, وفي كل مرة يطلبون المزيد والمزيد, حتى تتحول اميركا بالنهاية الى دولة اشتراكية ثم تنهار كما انهار الاتحاد السوفييتي, ويضيع كل جهود الاباء المؤسسين لاميركا والذين بنوا  اميركا والحلم الاميركي على مدار مئات السنين بالجهد والعرق!!  الم يكن الاقتصاد الاشتراكي هو سبب انهيار الاتحاد السوفياتي؟

اي بكلام اخر يصبح الدعم الحكومي للشركات, لكي تدفع رواتب عمالها, هو عبارة عن رشورة لشراء اصواتهم بالانتخابات وبهذه الطريقة يصبح اتفاق غير مكتوب بين العمال والسياسيين على مبدأ:انتم تدعمونا بالمال ونحن نعيد انتخابكم, وبهذه الطريقة يصبح الاقتصاد الاميركي اقتصاد اشتراكي ويموت اقتصاد السوق التنافسي الحر, وبهذا الشكل تنهار اميركا كما انهار المعسكر الاشتراكي.

طبعاُ, مت رومني والجمهوريون لم يكونوا مسرورين بنتائج هذه الانتخابات, وهم يعرفون بانه تمت رشوة الناخبين بطريقة شرعية, واذا قرأنا بين سطور خطاب رومني بعد الخسارة, فهو لم يصدق بأنه خسر الانتخابات, وحتى انه لم يكتب خطاب الخسارة, و قد لمح الى امتعاضه من حقيقة ان براك اوباما قد احدث شرخا في الشعب الاميركي, وقسم اميركا  الى اميركيين اغنياء يؤمنون بالاقتصاد التنافسي واميركيون معظمهم من القادمين الجدد وهم اقل غنا من الاميركيين الاصلاء, وهم مع الدعم المالي الحكومي.

ولكن هل فعلا ان اوباما بهذا الغش الاقتصادي قد دق اول مسمار بنعش عظمة اميركا كدولة سوبر وحيدة بالعالم ؟

برأينا بأن اميركا هي اكبر من الديمقراطيين واوباما وغشه, وسيتم فضح ما قام به اوباما وخاصة اذا عادت شركات صناعة السيارات الى الافلاس مرة ثانية وهذا ما نتوقعه, وسيتم تصحيح هذا الغش بشراء الاصوات الانتخابية بطريقة شرعية, وذلك باستصدار التشريعات والقوانين الاقتصادية المناسبة, لان كل المعلومات والنقاش بهذه المقالة هي من مناهج علوم مبادئ علم الاقتصاد والتي درستها بالجامعات الاميركية, وهناك الكثير من معاهد البحوث الاقتصادية التي سترسل ابحاث مشابهة لمقالنا هذا الى المعنيين بالسياسة الاميركية وسيتم تقويم الاخطاء وهذه هي عظمة الديمقراطية, وستبقى اميركا دولة السوبر التي لا تخسر ابداً

أميركا دولة سوبر لا تخسر ابدا

Posted in فكر حر | Leave a comment

الأحمر ـ في دفتر الرسم

هالا محمد

1
للوطنْ
طَعمُ المِلحِ في الذاكرة
بينَ الشارعِ والبيت
كُلُّ الدُّروب
تُودي إلى الجَنَّة .
الغُيّابُ
يَتركونَ عاداتهم أمانة
في الحارة
كي لا تُطفأ الأنوارُ
في الشارع
كي لا تُغلقَ الشبابيكُ
على المارّة .
2

أيها السنونو
الراحلُ عن ربيعنا
تَمهّل
في بوري الصّوبيا الحَطبْ
الداخلِ إلى البيت
نَسيتَ الصَّدى.
أيها السنونو
الريشةُ في النافذة
زَيَّنا بها صورةَ الشهيدِ
فطارَ الموتُ
مِنَ الصّورةْ.
أيها السنونو…
تَمَهّل
القَشُّ
لِمَنْ يَبنيهِ.
3
لا وقتَ للرياحينِ…
القبورُ
كأنها عابرةْ…
ليس موتاً هذا الموت …
الأجسادُ ساخنة
ضاحكة …
حارّة
حرّة…
كأنها تَحيا
كأنها لا تموتُ.
الطاغية …
يُردي الموتَ قَبراً قَبراً…
يُنهي القبورَ…
كي لا يبقى
احتمالُ قَبرٍ وحيد  له .
4
غَبَشُ الزُّجاج
دُموعُ النافذة .
5
التُّرابُ
في ليلتك  الأولى
فقدَ صَوابَهُ
والزُّهور
على عَمَاها
بلا ألوانٍ
تَنبتُ
دقيقةَ صَمت على روحكِ
هاجر.
الترابُ ملكُ العُشَّاقِ
سلطانُ الرَّياحينِ…
صديقُ المَوتى…
وهذا الدَّهرُ مِنَ الصَّمتِ…
طفولتكِ…
من برزخٍ إلى برزخ
تَعبرُ
يا هاجر
يا هاجر
يا هاجرْ .
فراشة  من ضَوءٍ
تَحطّ على القصيدة
سجادةُ صلاة
تُظلّلُ اسمك
هاجرْ.
6
هذي العيونُ السُّودُ
ليستْ عُيوني…
هذا الفم المكتنز
ليسَ فَمي…
هذا الحِجابُ ليسَ حِجابي…
وهذه الإبتسامة  المَخفيّة
في الخَفر
ليست ابتسامتي…
هاتان اليدانِ…
ترتحلانِ في هذا الكون
ليستا يديَّ
وهذا الصُراخُ البعيد البعيد
ليسَ صُراخي…
صَوتي هذا الصَّباحْ …
ليسَ صوتي…!
يُدندنُ نغمات
لمْ أحفظْها مِنْ قَبل
بِبَحَّةٍ … تَلعبُ على حِبالِهِ
بشجن
صدى الجبالِ والبحارِ
والغابات …
كلُّ الدِّياناتِ
تُصَلّي في صَدريْ
يا زينبْ.
7
تبحثُ الشوارعُ عنك
في أقاصي الريح
في البحارِ…
الإسفلتُ يمتدُّ
يصلُ الليلَ بالنهارِ
من شارع إلى شارع
من قارَّة إلى قارّة…
تنهضُ الحضاراتُ
وتحيا المدنُ التي ماتتْ
يا دمشقُ
يا طريقَ القمر .
8
مطرٌ …
مُعلَّقٌ بينَ السَّماء  والأرض
على الشجرْ
على نوافذِ البيوتِ
في الضوء
زينةُ الحُجِّاجِ الجُدد
طريقُ التَصوّف
خِرقةُ الحرية .
الدموع
أضحياتُ الإبتسامات
تُذبحُ على العَتبات .
مطر
يَميلُ صوبَ القبلة
يَرشقُ القبور
بالنبأ الصلاة
الحياة .
9
بصدرٍ عارٍ
تَسقطُ الدفاترُ…
دروسُ التعبير والقراءة
سندويشات الخبز الطريّ
ومثلثات الجبنة الضاحكة .
أقلام الرَّصاص
تَعاونَ الأهلُ على بَريها
في البيتِ…
توضيبِها في حقيبةِ المَدرسة
بالرصاصِ الحيّ
تَذوي.
القاتلُ الأميّ …
يُلَقِّنُ ابنهُ الحَبيبْ
درسَ التلوين
بالأحمر …
في دفترِ الرَّسم:
الشارع
10
هذا النَّدى…
بُحيراتٌ معلقةٌ في الزمنْ
خلاخيلُ الطبيعة
أقراطُ الزَّهرِ
دموعُ المَوتى
مَرايا الفراشاتِ
الدليلُ القاطع
العدلْ.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الأفضل قادم لأمريكا !

رعد الحافظ

ثاني إثنين من الرؤوساء الديمقراطيين في تأريخ الولايات المتحدة الأمريكية ( بعد ح ع 2 ) , الذي يفوز بفترتين رئاسيتين !
إنّهُ باراك حُسين أوباما , الفائز تواً بولاية جديدة .
بينما سابقهِ كان (( بيل كلينتون )) عندما اُعيد إنتخابهِ نهاية عام 1995 لفترة ثانية .
وحين أتمّها , كان قد خلّفَ ورائه فائض في الميزانية الأمريكية مقدارهُ (( 559 )) مليار دولار .
هكذا هم غالباً الرؤوساء الديمقراطيّون يهتّمون بالإقتصاد والمشاكل الداخلية لأعظم بلد في العالم .
بينما نظرائهم الجمهوريين يهتمون بقوّة ومجد وعظمة الولايات المتحدة وتصدّرها لدول العالم , ونشر الديمقراطيّة فيه ( حسب طريقتهم طبعاً )
وغالباً ( في العصر الحالي ) يتركون ورائهم إقتصاد مُهلهل , مُثقل بالديون .
{ الدين الأمريكي العام اليوم , تقريباً 16 تريليون دولار }

***********
عنوان مقالي إقتبستهُ من خطاب أوباما .
قد يكون عندنا أغزر وأثرى الموارد الإقتصادية وأقوى جيش في العالم , وكلّ الناس ترنو للوصول الى برّنا الآمن .
قال أوباما في خطابهِ اليوم ( الرابط أدناه ) , وأضاف / لكن ليس هذا سرّ قوّتنا الحقيقية , بل التنوّع والتكامل هو السرّ الأوّل .
(إسمعوا يا حكامنا الأشاوس , أيّها الراقصون طرباً على أنغام الطائفية )
كلّ قوميّات الدُنيا وأديانها تجمّعت في أمريكا , لكنّها مع ذلك الإختلاف الشاسع أنتجت أعظم دولة في العالم
اين يكمن السرّ في ظنّكم ؟ وكيف يتحوّل الإختلاف الى قوّة خارقة ؟
الديمقراطيّة والعدالة والمساواة والعلمانيّة وثقافة العمل طبعاً ! , وهذهِ هي مقوّمات الحُلم الأمريكي نفسهِ
*************
(( شُكراً لكم , فَوزي جاءَ بفضلكم ))
كتبَ أوباما أولى تغريداتهِ في الفيس بوك بعد سماعهِ خبر فوزهِ .
و من مقّر حزبهِ الديموقراطي في مدينة شيكاغو الأمريكية , ألقى خطاب النصر .
ولم ينسى أن يُهنّيء منافسه الجمهوري (مت رومني ) على حملته الانتخابية القوية .
تذكرتُ ( شهامتهِ ) عندما أسند أهم حقيبة وزارية ( الخارجية ) لمنافستهِ الديمقراطيّة في الإنتخابات السابقة ( هيلاري كلينتون ) .
أمثلة كثيرة يوفرها أوباما للعالم بالتعاون مع المُنافس , أليس كذلك ؟
( أين أنتم يا مالكي وعلاّوي ,و يا جميع الساسة العرب , من تلك الأخلاق ؟ وا حسرتاه ! )
****************
ملاحظات
1 / العملية (أو البروتوكول لو شئتم ) بعد إعلان نتائج الإنتخابات الأمريكية تجري كما يلي :
يظهر الخاسر ( مِت رومني ) في هذه الحالة , ليُعلن عن خسارتهِ وتهنأتهِ للفائز .
ويؤكد على أهمية فوز الشعب الأمريكي نفسه برئيس يقوده نحو الحلم الأمريكي .
واليوم أوضح رومني “أنه يصلي من أجل أن يُوّفَقْ الرئيس أوباما في مهمته”.
وأوضح أن البلاد تمر بمرحلة صعبة ولا بّد أن يتّحد الحزبان الجمهوري والديمقراطي لإخراجها منها .
ثمّ يظهر بعد قليل الفائز ( أوباما ) ليُعلن سعادتهِ بالفوز ويشكر جميع مَن ساندهُ , وكلّ الشعب الأمريكي الذي شاركَ بالإنتخاب .
ويحكي قليلاً عن أحلامهِ حول مستقبل البلد العظيم .
2 / أظهرت نتائج أولية وإستطلاعات رأي الناخبين التي أحصتها وسائل الإعلام الأمريكية حصول أوباما على 50 % من أصوات الناخبين .
بينما حصل رومني على 48,5 % ( فرق قليل نسبياً ) ,و ذهبت ال 1,5 % لآخرين .
لكن أصوات المجمّع الإنتخابي , توزّعت بواقع 303 لأوباما , مقابل 206 صوت لمنافسه رومني ( فرق كبير نسبياً )
إنّما الفائز بالانتخابات , يحتاج إلى 270 صوتاً لإعلان فوزه بالرئاسة !
3 / ردود الأفعال العربيّة تراوحت بين ( فَرَح وسعادة ) كما صرّح رئيس وزراء تونس (حمادي الجبالي )
كون أوباما وإدارتهِ , وقفوا مع ثورات الربيع العربي التي إبتدأت من تونس ( حسب تعبيره )
الى .. تجاهل وعدم إهتمام بالنتائج في غزّة مثلاً .
بينما ( عبد الباسط سيدا ) رئيس ما يسمى المجلس الوطني السوري , قال / نأمل من أوباما أن يعمل على حلّ الأزمة السورية .
( تذكرتُ من جديد لقطة عادل إمام في أحد أفلامهِ يُخاطب الرئيس الأمريكي المُنتخب ويقول لهُ / إحنا العرب عاوزين منّك تحرّر لنا القدس يعني عاوزين القدس تبقى مُهرّرة ! )
بسيطة , سيّد سيدا , إنتَ فقط إطلب وإتدلّل …. غالي والطلب رخيص .
أهمّ شيء إحنا عاوزين من أمريكا أن تفعل وتفعل وتفعل !
وليس مهماً البتّة , ماذا نحنُ فاعلون , أليس كذلك ؟

***************

الرابط

.باراك أوباما بعد الفوز بولاية ثانية يؤكد على أهمية التعاون مع الجمهوريين

تحياتي لكم
رعد الحافظ
7 نوفمبر 2012

رعد الحافظ(مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, فكر حر | 1 Comment