رسالة إلى أسماء الأخرس من ابنة عمها رشا الأخرس

نشرت على صفحة شبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية

 يا من كنتِ ابنة عمي..

أرجو أن تجمعي أطفالك حولك ثم تبدأي بقراءة سطوري..

 انظري جيداً في عين ابنك هل رأيت فيهما طفلاً جعل من الأرض الباردة حذاء له؟؟ وآخر يعانق رغيف الخبز وكأنه عثر على كنز بعد رحلة شاقة؟؟؟ وثالت مقطع الأوصال ورعم ألمه الابتسامة لا تفارق وجهه؟؟؟ ورابع يحتضن أمه الشهيدة ظناً منه أنها ستعود اليه إن شعرت بحرقة دموعه؟؟؟ أنا متأكدة من أنك لم ترِ أي شيء فكل ما تشاهدينه هو عين زرقاء ورثها عن أبيه …

تلمسي رأس ابنتك جيداً هل ما زال مكانه؟؟؟ ما هو شعورك إن جاؤوكِ به منفصلاً عن جسدها؟؟؟ تخيلي فقط ثم أجيبيني…

هل تأكدت من أن أطفالك تناولوا فطورهم كالمعتاد.. أم أنك شعرت بالعجز لأنك لم تجدي ما يسد رمقهم… ولو لقمة خبز!!

ألم تسمعي بمجزرة حلفايا أمس… أظن أنك كنت مشغولة بالترتيب لحفلة الميلاد..

نسيت أن أخبرك يا ابنة الزوات أن حبيبتي حمص تدمرت.. صحيح ولم تهتمي … لم يربطك بها شيء.. لم ترسمي يوماً خطوطاً على رصيفها لتلعبي (الحيز) مع أولاد الحارة.. ولم توصلي يوما (سكبة الأكل) للجيران ولم تتمشي في شوارعها اثناء مراهقتك ويسمعك أحدهم (تلطيشة) لترضي غرورك… ولم تعيشي أول قصة حب فيها… هل زرت يوماً السوق المسقوف وشممت تلك الرائحة العجيبة التي تذكرك بمن مروا به من آلاف السنين..

لقد تدمر كل شيء…

هل وصلك خبر أن الحماصنة الآن مشردين بين نازح ولاجئ وشهيد… يا لغبائي نسيت أنك لا تحبين سماع الأخبار الحزينة فقلبك الرقيق لا يحتمل…

 وهلأ خلصت فزلكة بالفصحة وبدي احكي معك جوز كلام بالعامية… ثورتنا رح تنتصر.. ويكون بعلمك إنت مسؤولة قدامنا وقدام ربنا على كل شي صار بالبلد… وربنا رح ينتقم منك ومن كل ظالم.. ووقتها بحب خبرك اني ما رح ازعل أبداً… لأنو دمك ما بقى يعنيني… واذا بقدر غيّر دمي ما رح قصّر أبدا

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

إلى موسكو.. بطريق طارق عزيز

سمير عطا الله:  الشرق الاوسط 

بماذا يذكرك سفر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إلى موسكو عن طريق بيروت؟ أنا، يذكرني بأيام حزينة في بغداد. يوم كان طارق عزيز يسافر إلى موسكو عن طريق إيران، لأن مطارات العراق كانت مغلقة. رحلة بعد أخرى قام بها طارق عزيز إلى الكرملين. وكان ميخائيل غورباتشوف يقول له، كل مرة: «اذهب وقل للرئيس إن الحرب قادمة، والعراق سوف يخسرها ويدمر». في الرحلة الأخيرة قال طارق عزيز للرئيس السوفياتي: «إن صدام يقبل نصيحتك. فتش لنا عن مخرج». قال له غورباتشوف: «لقد دمرتم جميع الأبواب. فاتكم أن تقرأوا متغيرات العالم».

 كان صدام حسين يراهن على معاهدة الصداقة العراقية – السوفياتية. ظن أن السوفيات سوف يخوضون حربا عالمية من أجل بلد لا يبعد عنهم إلا نحو 300 كيلومتر. غلط أيها السيد الرئيس.. فهم لم يخوضوا حربا من أجل برلين الواقعة في قلب شرقهم، ولا خاضوا حربا من أجل كوبا، أول وأهم قاعدة لهم على حدود أميركا. الحروب العالمية أيها السيد الرئيس لا تقع بسبب مزاج معكر.

 تذكر رحلات كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي، وقبلهما نبيل العربي، إلى دمشق، برحلات الوسطاء إلى بغداد. توسلوا صدام حسين أن يعفي العراق والمنطقة من الحرب وتداعياتها، وأن يرد الكويت إلى أهلها. كان الجواب عن طريق وزيره، لطيف نصيف جاسم: «الكويت؟ انسوا الكويت»!.. قالها بالإنجليزية لكي يوفر الترجمة.

 كم هو محزن أن تتكرر المآسي العربية على هذا المنوال. العناد باسم إرادة الشعب، والشعب في الخوف وفي الخيام وفي السجون وفي الموت. قبل أشهر، عندما كان مطار دمشق لا يزال عاملا في «بلد الأمن والأمان»، ذهب إلى موسكو وزير الخارجية بنفسه. وقال للعالم إنه اتفق على كل شيء مع سيرغي. وكرر الإشارة إلى صديقه سيرغي.

 على أصدقاء الروس أن يقرأوا بعناية مذكرات غورباتشوف، وكتاب الرفيق القديم وصديق الزعماء العرب يفغيني بريماكوف (يفغيني لأهل الألفة). مثل هذه القراءات توفر عليهم الآمال الخاطئة، وعلى شعوبهم الموت والعقوبات والمدن التي تدمر وكأنها مجرد خرائب قديمة في حقول السيد الرئيس.

 ثمة شيء في القانون يسمى «السابقة»، وهذه يعول عليها كسند في المرافعات. يا أيها السيد الرئيس: موسكو لن تفيدك أكثر مما أفادت جمال عبد الناصر أو صدام حسين أو ياسر عرفات أو فيدل كاسترو. ولا الصين يمكن أن تقدم لك غير ما قدمت من تصريحات «ملعلعة». لا أحد أقوى من الأمثولة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

العلاقة الأميركية – الروسية وأثرها على المرحلة الانتقالية العربية

راغدة درغام:  الحياة اللندنية

 شكل وفحوى العلاقة الأميركية – الروسية للسنة المقبلة سيؤثر في عمق المرحلة الانتقالية للمنطقة العربية والشرق الأوسط ككل، لكنه لن يكون المحرّك الوحيد كما كان الأمر في زمن الحرب الباردة بين الدولتين العظميين – الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق. فاللاعب المحلي استيقظ من سبات الافتراض أن مصيره يُملَى عليه بقرار الدول العظمى أو الدول الإقليمية الكبرى. النخبة لم تعد وحدها في عداد قيادة التغيير أو التحكم به، بل إن الشعبوية تزاحم اليوم النخبوية على صنع القرار. تكنولوجيا التواصل الاجتماعي ضخّت في جيل الشباب ثقة وقدرة على صنع المصير والمشاركة في رسم توجهات الحكم في البلاد. المرأة خرجت من قمقم التحقير والتحييد. كل هذا جديد ومفيد لمستقبل المنطقة العربية، لكنه ما زال يمر في ولادة عسيرة وخطيرة. فمصر تمتحن «الإخوان المسلمين» والسلفيين، وكلاهما يتحدى مصر وهويتها التقليدية في المعركة على الدستور. تونس لم تنته من المعارك المصيرية على هويتها ومستقبلها. اليمن ما زال يزحف إلى التغيير وسط مزيج من القبائلية والتوجهات الدينية، ويعاني في صلبه. ليبيا تكاد تبقى في جناح «العناية الفائقة». وفي سورية تتلاقى التناقضات والمساومات على أشلاء الأبرياء. العراق يعيد نفسه إلى جبهات الخطر. الأردن يقاوم الانزلاق. ولبنان يسير بين ضفتي الانتحار والخلاص. دول مجلس التعاون الخليجي تراقب وتشارك في المعركة على سورية التي تخوضها أيضاً إيران. إيران تشد حزام النجاة على خاصرتها وتصبغ على جبينها الكبرياء. تركيا تقفز إلى القيادة الإقليمية مُربَّطة بثقل معارضة داخلية وتردد حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنتمي إليه. إسرائيل ضائعة وخائفة تترنح بين المكابرة والتعالي والاتكاء على الولايات المتحدة وبين الإقرار في العمق أنها لم تعد فوق المحاسبة محمية بغطاء أميركي يعفيها ويحميها تحت أي ظرف كان. إنه ليوم جديد لفلسطين في عام 2013 إذا نجت من الصراع والكيد الفلسطيني – الفلسطيني وأحَسن الفلسطينيون استخدام الفرصة النادرة المتاحة لهم. لكنها سنة صعبة آتية إلى الشرق الأوسط إذا تلكأت الإدارة الأميركية في الجرأة على سياسات نوعية ضرورية أو إذا تكبرت روسيا في سياساتها الانتحارية القاتلة أيضاً للآخرين. سنة مخيبة للآمال ستكون سنة 2013 إذا ضعف أو اختل عزم الشباب – برجاله ونسائه – أو تراجع الجيل الداعم لجيل الشباب. فالمعركة على صنع المصير ما زالت في بدايتها. وهذا ليس أبداً وقت الوهن في الركاب.

 لعقود كثيرة، وقعت قطيعة بين الأجيال في المنطقة العربية. رجال النجاح خاطبوا جيل الشباب بـ «عمو» الترفّع و «عمو» اتهام الآخر بالجهل المرتبط بصغر السن. شباب النجاح خاطبوا النساء الأكبر سنّاً بـ «طنط» افتراضاً منهم أن النساء لا يفهمن لغة السياسة والبزنس والإنجاز. بل إن هناك من حقّر مشاركة المرأة في الانتفاضات ضد الحكم عندما أراد تحقير الانتفاضة نفسها فأسماها «ثورة الطنطات».

 هذا عهد ولّى، مهما ظن رجال التطرف الديني بأن «القضيب» الذي يهزونه ويضربون به الصبايا تأديباً لهن لأن لباسهن مثير سيدجّن المرأة العربية ويعيدها إلى الجاهلية والجهل والإذعان. هكذا، فعلوا في إيران عند اندلاع الثورة وطيلة أيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تأهبوا لدى مشاهدة تنورة تبين كاحل امرأة. هزّوا القضيب واستخدموه. صبرت المرأة الإيرانية وسكتت ظنّاً منها أن تلك كانت مرحلة انتقالية عابرة. كان ذلك منذ 33 سنة، وما زال. ودفعت المرأة في إيران ثمن تسلط الحكم الديني – وما زالت المرأة في مصر تقع في خطر مماثل. وستلاقي المصير ذاته إذا ضعفت المعارضة أو خضعت لما يريده «الإخوان المسلمون» أو السلفيون. وما يريدونه هو تسلط الحكم الديني وتمرير دستور يحول المادة 219 التي تنص على أن «مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب السنّة والجماعة» كي تكون تفسيرات الشريعة أكثر تشدداً. هذا ما كشفه نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر الشيخ ياسر البرهامي، في شريط فيديو على الإنترنت عن تمرير «أسلمة» مشروع الدستور المصري الذي تم استفتاء المصريين عليه.

 مصر ستبقى بين كفي الكمّاشة طالما أن الإسلاميين – إخواناً كانوا أو سلفيين – عازمون على امتلاك الدستور واحتكار السلطة وارتهان مصر البلد من أجل عقائديتهم. نصف مصر لا يوافق ولن يوافق. الانتخابات والاستفتاءات ليست بمفردها الديموقراطية المنشودة بل إن احتكار السلطة وهدر حقوق الآخر والتعدي على الحريات تنافي تماماً مبادئ الديموقراطية. اغتيال تنوع مصر لن يكون سهلاً مهما تعاضدت وتحالفت القوى الإسلامية من أجل إلغاء تنوع مصر وعصرنتها وحداثتها وعلمانيتها. مصر في حاجة إلى مكافحة احتكار الحكام الجدد كي لا تصبح إيران أخرى. المعركة الآتية هي الانتخابات البرلمانية. معركة الدستور المثير للجدل قسمت مصر وأوضحت إصرار قطاع كبير من المصريين على معارضة تحالف الإسلاميين ومحاربته من أجل فرض «أسلمة» الدستور على الجميع. نتيجة الاستفتاء الذي فرضه الرئيس محمد مرسي أتت بمشاركة 32.9 في المئة في الاستفتاء وأسفرت عن حصوله على 63.8 في المئة من الأصوات وسط شكاوى من انتهاكات قال مراقبون وأوساط المعارضة إنها «تُبطل» الاقتراع. واقع الأمر أن مصر ستبقى بين كفّي الكماشة لفترة طويلة – هذا إذا لم تنزلق إلى فوضى ومعارك دموية وحرب أهلية كتلك التي عصفت بلبنان وتحدق بالعراق.

 الذي يدور في سورية اليوم أعنف وأقسى وأخطر بصرف النظر عما إذا تم تصنيفه حرباً أهلية أم لا. كثرة المبادرات وتزاحمها يفيدان بأن القلق شق طريقه إلى رعاة النظام في دمشق وأن هناك فسحة أو نافذة فتحها هذا القلق للعودة إلى البحث عن «حل سياسي بدلاً من «الحل العسكري».

 لدى إيران مبادرة، ولدى الصين نقاطها الأربع، ولدى روسيا أطروحتها بضوء جديد – وكل هذا ملفت ليس فقط من ناحية أخذ المبادرة وإنما أيضاً من ناحية فحوى كل منها. خلاصة أي منها هو الإقرار بأن لا مجال للاستمرار بالتمسك بالرئيس السوري بشار الأسد. الصين لم تأتِ على ذكره في نقاطها. روسيا تقر بحتمية العملية الانتقالية إلى نظام حكم جديد لكنها تريد أن يكون الأسد جزءاً من تلك العملية. إيران تريد أن يكون الأسد جزءاً من تلك العملية. إيران تريده في السلطة إلى حين إجراء انتخابات عام 2014 قد تسفر عن إخراجه من السلطة. القاسم المشترك إذاً، هو أن لا أحد يتمسك بديمومة نظام الأسد.

 الممثل الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي يبدو ظاهرياً وكأنه رسول الاتفاق الأميركي – الروسي لكنه أيضاً رجل الإمساك بجميع خيوط المبادرات بما فيها مبادرة الصين وإيران. منذ البداية، أخذ الإبراهيمي على عاتقه موقفاً واحداً هو أن لا مناص من الحل السياسي وأن الوسيلة الوحيدة إليه هي «جنيف 2» أي عملية انتقالية إلى نظام حكم جديد في سورية تتجنب الوقوع في «عقدة الأسد». رأى الإبراهيمي أن لا بد من أن يكون له موعد مع «الحل السياسي» بعدما يقع المحاربون جميعهم في حال إنهاك ويطلبون أو يتقبلون الإنقاذ. رأى أيضاً أن أي عملية سياسية تتطلب اتفاق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا. وحالما لمس تغييراً في الموقفين الأميركي والروسي، توجه إلى دمشق هذا الأسبوع للاجتماع بأركان الحكم والمعارضة بحثاً عن آفاق الحل السياسي.

 الملفت أن الدول العربية – بالذات الخليجية – تبدو خارج السرب الذي تغرد فيه الدول الخمس وإيران أقله من ناحية ترجيح كفة الحل السياسي في هذا المنعطف على كفة الحل العسكري. جامعة الدول العربية لا بد أنها في الصورة نظراً إلى أن الإبراهيمي ممثلها. لكن القمة الخليجية بدت غائبة عما يقوم به الإبراهيمي – إما بقرار منها أو بقرار منه أو بتنسيق بين الاثنين.

 المهم أن تكون آفاق الحل السياسي جدية وحقيقية وإلاّ فإن مهمة الإبراهيمي وجهوده ستصل إلى نهايتها. فهناك من يرى أن استئناف الحديث عن حل سياسي يشكل شراء للوقت وإطالة مكلفة للنزاع مهما كان الغرض والنوايا صادقة.

 هناك أيضاً من يعتقد – بل يصر – على أن ما يحدث في سورية مُدبرٌ مسبقاً وهو يشابه ما قام به الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش عندما دعا الجهاديين من مختلف أنواع «القاعدة» وأخواتها إلى العراق. فأتوا، وأنزل الهزيمة بهم لإبعادهم عن المدن الأميركية. يقول أصحاب هذا الرأي إن الولايات المتحدة وروسيا معاً يريدان إلحاق الهزيمة القاضية بالجهاديين، ولذلك هم الآن في سورية. ويضيفون أن بشار الأسد هو خيار الاثنين، وسيبقى في السلطة ذلك لأنه هو الوحيد القادر على إلحاق الهزيمة بأركان «القاعدة» وأخواتها داخل سورية. وبالتالي فإن القيادتين الأميركية والروسية متفقتان على بقائه في السلطة. هكذا، هي النظريات في المنطقة العربية – بعضها يتكهن حازماً بهذا وبعضها يصر قطعاً على ذاك.

 الولايات المتحدة دائماً حاضرة في جميع النظريات والتكهنات والافتراضات ليس فقط في مسيرة التغيير في المنطقة العربية وإنما بالتأكيد نحو مكان إسرائيل ومكانتها في الشرق الأوسط وتبنيها كطفل مدلل تحت أي ظرف وكل الاحتمالات.

 عام 2013 لن يكون عاماً عادياً لإسرائيل بعدما أصبحت قيد المحاسبة وتحت طائلة محكمة دولية ساعة تتوجه السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية بطلب محاكمة إسرائيل على جرائم حرب، بما في ذلك إجراءات بناء المستوطنات غير الشرعية بموجب القانون الدولي. السلطة الفلسطينية لم تقفز إلى التصديق على نظام روما فور حصولها على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة. إنها تنتظر وتحتفظ بهذه الورقة الثمينة لتحسن توظيفها وسط عملية دولية عارمة لإسرائيل إذا استمرت ببناء المستوطنات. ولن تتمكن من الانتظار طويلاً.

 هذا ما يدركه الجميع والأوروبيون في طليعتهم. لهذا، فإنهم يدرسون إمكانية اتخاذ إجراءات توقظ الحكومة الإسرائيلية قبل أن تأخذ إسرائيل إلى الانتحار. قادة الرأي العام الأميركي أيضاً بدأوا التحدث بصراحة حول ضرورة كف الولايات المتحدة عن صرف النظر عما تقوم به إسرائيل من ضرب المصالح الأميركية بعرض الحائط. توماس فريدمان كتب مدافعاً عن ترشيح تشاك هاغل لمنصب وزير الدفاع الأميركي في وجه حملة ضده بتهمة العداء لإسرائيل لمجرد أنه تجرأ على انتقادها. كتب يقول «إن الأمر الوحيد الذي يقف بين إسرائيل وانتحارها القومي هو أميركا واستعدادها أن تقول الحقيقة لإسرائيل».

 إذا أسفرت الانتخابات الإسرائيلية، كما هو متوقع، عن انتصار اليمين المتطرف الذي يريد ضم الضفة الغربية وتطهير الدولة اليهودية من غير اليهود، سيكون ذلك حقاً انتحاراً قومياً لإسرائيل بامتياز من وجهة نظر البعض، وسيكون الحل الوحيد للأزمة الديموغرافية من وجهة النظر الأخرى.

 أوروبا مُطالبة بالكف عن الاختباء وراء الولايات المتحدة إزاء هذه المسألة، لدى أوروبا أدوات النفوذ مع إسرائيل مباشرة إما لإنقاذها من الانتحار أو لمنعها من ارتكاب جرائم حرب ستُحاسب عليها ليس فقط أمام المحكمة الجنائية الدولية وإنما أيضاً أمام الضمير العالمي. وقد حان لأوروبا أن تتحمل مسؤولياتها إذ لم يعد كافياً لها أن تعتبر معوناتها الاقتصادية للفلسطينيين قميص إعفاء لها.

 السنة المقبلة سنة الكف عن دفن الرؤوس في الرمال. فالكل تحت المجهر. ولقد ولى زمن الإعفاء من المحاسبة

Posted in فكر حر | Leave a comment

سورية: جيش النظام يتقهقر وسيناريوهات الكارثة تتقدّم

صبحي حديدي :   القبس الكويتية 

 في أواخر نيسان (أبريل) 2011 قامت وحدات من الفرقة الرابعة المدرعة ـ مدعومة بعشرات الدبابات وآلاف الجنود، وبعد قصف مدفعي تمهيدي مباشر ـ باقتحام مدينة درعا، واجتياح ساحاتها والكثير من شوارعها الرئيسية.

الفيديوهات التي نُشرت على موقع ‘يوتيوب’ آنذاك، والتي سُرّبت من عناصر النظام أنفسهم، بقصد الردع والترهيب، أظهرت عشرات المواطنين من أهل درعا، وقد بُطحوا أرضاً على بطونهم، وجنود الفرقة الرابعة يدوسون على ظهورهم، وسط تعالي الهتاف الهستيري: ‘الله! سورية! بشّار وبسّ!’.

قبل درعا، وبعدها بأسابيع قليلة، كانت الفرقة الرابعة تنتشر أيضاً في ريف دمشق، وحمص، وحماة، واللاذقية، وحلب، وإدلب، ودير الزور، والحسكة، والسويداء، وكان ماهر الأسد، القائد الفعلي للفرقة، بمثابة آمر الفرقة الأوحد، ورئيس أركانها المفوّض بصفة مطلقة، يعاونه (بسبب من انعدام الخبرة العسكرية) جمهرة، منتخَبة ومنتقاة بعناية، من ضباطه الخلّص المقرّبين.

روح العجرفة لدى جنود الفرقة، من ضباط وصفّ ضباط وأفراد، كانت في أوجها، ولم يكن المرء بحاجة إلى التدقيق في وجوه الجنود، أو الإصغاء إلى هتافاتهم، لكي يدرك أنّ هؤلاء هم العمود الفقري لأمن البيت الأسدي، ونظام ‘الحركة التصحيحية’ عموماً، من جانب أوّل.

كان جلياً، من جانب ثانِ، أنّ المنخرطين في تحقير المواطنين، على غرار ما جرى في درعا وبانياس وعشرات المناطق الأخرى، يدركون أنّ أساليب الإهانة هذه ليست ناجعة فحسب، من أجل كسر روح الانتفاضة، بل هي الوحيدة اللائقة بكلّ معارض، أو متظاهر، أو محتجّ (لم يكن أحد يرفع عصا، في تلك الحقبة، وكانت الصدور العارية هي السلاح الوحيد الذي يُشهره الحراك الشعبي).

بعد نحو عام، مطلع نيسان (أبريل) الماضي، وفي حمص هذه المرّة، تسرّب فيديو جديد يُظهر اللواء بديع العلي، القائد الجديد (الشكلي، أيضاً) للحرس الجمهوري، وهو يتحدّث إلى مجموعة مختلطة من ضباط الحرس والفرقة الرابعة، في مناسبة ما اعتبره النظام، آنذاك، نصراً عسكرياً حاسماً في حمص (اللواء العلي سخر من معركة ستالينغراد، بالمقارنة مع سقوط حيّ بابا عمرو!).

الهتاف، بادىء ذي بدء، لم يعد يتذكّر سورية، وصار مقتصراً على رأس النظام (بالروح! بالدمّ! نفديك يا بشار!)، كما استُبدل الخجل من صفة الشبّيح، بالفخار بها (شبيحة للأبد! لأجل عيونك يا أسد!). وأمّا أقوال اللواء نفسه، فقد كشفت ـ دون وعي منه، أغلب الظنّ ـ بعض خفايا، ومزايا، هذه الوحدات الموالية: الترغيب الصريح، عبر التلويح بالترفيع والسيارات، والاعتراف باستحداث ‘وحدات مغاوير’ للعمليات الخاصة، يدربّ عناصرها مدربون من داخل القطر ومن خارج القطر (في أوّل تلميح/ زلّة لسان حول وجود ‘الحرس الثوري’ الإيراني)، والتلفّظ بتعبير ‘المناطق الآمنة’ داخل القطر، التي ينتمي إليها بعض أفراد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، ويمكن بالتالي أن يسافروا إليها لقضاء إجازاتهم…

اليوم، في المقابل، قياساً على أمثلة الفشل العسكري المتعاقبة، في ريف دمشق ودرعا وحلب وريف حلب وحماة وإدلب ودير الزور وريف الرقة وجبل الزاوية وجبل التركمان، فضلاً عن دمشق العاصمة ذاتها، أو حيثما انتشرت أو تنتشر وحدات من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، لم يعد النظام يزجّ هذه الوحدات في قتال مباشر على الأرض، خسرته أصلاً في معظم نقاط الاشتباك، وصار يعمد إلى تأمين انتشارها ضمن وضع غير قتالي، أو سحب بعضها هنا وهناك، تمهيداً لإشراكها في معارك ختامية، يلوح أنّ رأس النظام ينوي خوضها في مواقع ذات طبيعة مفتاحية و’ستراتيجية’، مثل دمشق العاصمة، ومناطق حمص المتاخمة لمحافظة طرطوس، وبعض البلدات الكبرى في جبال الساحل السوري.

وإذا كان هذا الخيار بمثابة إقرار ضمني بإخفاق الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، في مهامّ كسر روح الانتفاضة شعبياً، وكذلك دحر القدرات العسكرية لمختلف تشكيلات المقاومة المسلحة، فإنّ الخيارات البديلة (استخدام سلاج الجو، والمدفعية الثقيلة والصاروخية، والبراميل المتفجرة، والألغام البحرية…)، تتجاوز مستوى اليأس، أو ‘خيار اللاخيار’ على حدّ وصف الصحافية الروسية صوفي شيفارنادزة بعد لقائها مع بشار الأسد مؤخراً.

هذه، في وجهة أولى، خيارات انتحارية لا تضمن للنظام أيّ ثبات على الأرض، بل تكفل له العكس من حيث تعرّض مواقعه للقضم التدريجي من جانب كتائب الجيش الحرّ، وهي، في وجهة ثانية، خيارات تسير على نقيض ما ينصح الحلفاء، لأنها تؤذي جهودهم المحمومة لإيجاد مخرج للنظام ذاته، ولهم أيضاً، وتُكسب المعارضة مزيداً من هوامش المناورة المضادة.

على سبيل المثال، يتردد أنّ الخبراء الروس، العسكر مثل رجال الاستخبارات، ضاقوا ذرعاً بعدم إصغاء النظام إلى نصائحهم، وخاصة واحدة ‘ذهبية’ بينها، مفادها أنّ القصف الجويّ لن يبدّل شيئاً على الأرض، مقابل انهيار وحدات النظام الكلاسيكية (كما في سقوط الكتائب والأفواج الصاروخية هنا وهناك، وسقوط مدرسة المشاة في حلب، وحصار المطارات العسكرية والمدنية…).

وهذا اعتبار يتعزز أكثر، بالمعنى العسكري واللوجستي الصرف، حين توضع في الاعتبار حقيقة تمكّن المقاومة من الحصول على أسلحة مضادّة للطيران، غنمتها من الترسانات التي انسحبت منها وحدات النظام الموالية، أو التشكيلات العسكرية الكلاسيكية التي ظلّت على هامش المواجهات، بقرار من الأسد في الواقع، خشية مسارعتها إلى الانشقاق عن النظام إذا سنحت الفرصة.

على الجانب الإيراني، يتردد أنّ بعض المراجع الدينية، وتلك الأمنية أيضاً (في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، شخصياً) لم تعد تخفي خشيتها من لجوء الأسد إلى تحويل الطائفة العلوية، على المستوى المدني والأهلي الصرف، وفي الضيع والقرى والبلدات، إلى حطب يشعل معارك النظام الاخيرة.

ذلك لأنّ طهران باتت ترى في علويي سورية جزءاً منتسباً، بالإرادة أو بالقسر، إلى التيار الشيعي الإقليمي العريض.

ولهذا صار واجباً على إيران، التي تزعم تصدّر الصفّ الشيعي، أن تتصدّر أيضاً جهود حماية سواد العلويين المدنيين من أيّ أذى جماعي قد يلحق بهم، سواء أتى من طوائف أخرى، لأسباب سياسية أو طائفية شتى، أو تسببت فيه سيناريوهات الكارثة، التي قد يلجأ إليها الأسد في محاولات أخيرة، قصوى وانتحارية.

الفارق بين فيديو درعا، أواخر نيسان 2011، وفيديو بابا عمرو، أوائل نيسان 2012، هو، على نحو بليغ، خلاصة مآلات، وتناقضات، هذا الطراز من الوحدات العسكرية الموالية، التي تتقهقر اليوم على الأرض، وبالتوازي معها تتقدّم سيناريوهات الكارثة، حيث اليأس والروح الانتحارية هي الطاغية على ذهنية الطغاة. هي، في مستوى أوّل، ذراع النظام الضاربة في قمع الانتفاضة، انتشرت حيثما اقتضت عمليات حصار المدن أو اقتحامها أو قصفها، عبر المدرعة أو الدبابة أو الحوّامة، فضلاً عن كامل الأسلحة النارية الأخرى.

وهذه، الفرقة الرابعة في المثال الأبرز، وحدة مدرّعة في الأساس، لكنّ تسليحها نخبوي ومتميّز، وترسانتها لا تقتصر على العدّة العسكرية بل تشمل أدوات القمع الأخرى (من العصا الكهربائية إلى الغاز المسيل للدموع، مروراً بالهراوة والقنابل المسمارية…)، وامتيازات عناصرها، من حيث الراتب والتعويضات والسكن والتأمين، لا تُقارن بما يحصل عليه العسكريون في جميع وحدات الجيش السوري الأخرى.

لكنها، في مستوى ثانٍ، ترنّحت تحت عدد من الضغوطات اليومية، أبرزها الأوّل هو اهتراء معنويات أفراد الفرقة أمام الصمود الأسطوري للتظاهرات، وارتقاء الشعارات يوماً بعد يوم، في علاقة طردية مع اشتداد آلة القهر. كلّما حوصرت منطقة، ودُمّرت بيوتها وسُفكت دماء أبنائها، نساء ورجالاً وشيوخاً وأطفالاً، ارتفعت أكثر فأكثر روحية المطالبة بإسقاط النظام، والتعريض المباشر برموزه العليا، بشار الأسد وشقيقه على نحو محدد. وكلما أوغلت الفرقة في الإجراءات الكفيلة ببثّ الفرقة بين السوريين (مثل قصف مئذنة هنا، أو العبث بمسجد هناك، أو كتابة شعارات مذهبية وطائفية بين حين وآخر…)، جاء الردّ الشعبي أكثر تمسكاً بالوحدة الوطنية، وأعلى وعياً بمخططات النظام.

نمط الضغط الثاني كانت تصنعه حقيقة أنّ الفرقة هجين مختلَط من بقايا وحدات عسكرية سابقة، كانت لها صولاتها وجولاتها في التاريخ القمعي لـ’الحركة التصحيحية’، وتوجّب على حافظ الأسد أن يفككها ويعيد تركيبها، بين حقبة وأخرى. تلك السيرورة فرضتها اعتبارات تخصّ قطع الطريق على الأجندات الخاصة لقادة تلك الوحدات، من أمثال رفعت الأسد (قائد ‘سرايا الدفاع’)، وعلي حيدر (قائد ‘الوحدات الخاصة’)، وعدنان الأسد (قائد ‘سرايا الصراع’)… صحيح أنّ هؤلاء باتوا خارج المشهد القيادي، حتى قبل أن تبدأ عمليات توريث الأسد الابن، إلا أنّ ما جرى تكريسه على نطاق التوريث داخل البيت الأسدي، جرى أيضاً استلهامه بصياغات متغايرة على صعيد مناقلة النفوذ والامتيازات بين قادة الصفّ الأوّل، ووكلائهم قادة الصفوف الثانية والثالثة.

وفي العموم، يعرف الضابط في الفرقة الرابعة أنّ ماهر الأسد اختار له البقاء في كتائبها، فلم يشمله بأعمال التطهير التي أعقبت اندلاع الانتفاضة، لأنّ ولاءه ثابت، وقد تمّ التحقق منه خلال هذه العملية أو تلك، كما لا يجهل، وهنا التفصيل الأهمّ، أنّ انتماءه إلى هذه العشيرة أو تلك، من هذه الضيعة التابعة لهذه المنطقة، وليست تلك التابعة لمنطقة أخرى، كان حاسماً في ترشيحه للبقاء. لكنه، أغلب الظنّ، لم يتطهر تماماً من ذاكرة شخصية تضمنت ولاءاته السابقة، وامتيازاته التي لم تكن أضأل، بل كانت أوفر ربما، مع ضباط من أمثال العقيد معين ناصيف (صهر رفعت الأسد، والضابط الأبرز في ‘سرايا الدفاع’)، أو العميد هاشم معلا (بطل حصار حلب، 1980، و’مدمّر الإخوان المسلمين’ حسب التسمية المفضّلة لدى محبّيه)، أو العميد محسن سلمان (حاكم لبنان العسكري أواسط الثمانينيات، إسوة بحاكمها الأمني غازي كنعان).

اليوم صارت أقلّ ظهوراً تلك الفيديوهات التي تصوّر همجية أفراد الوحدات الموالية ضدّ أبناء الشعب السوري، والمدنيين العزّل بصفة خاصة، ليس لأنّ التسريبات صارت نادرة، بل ربما لأنّ مستوى المشاركة في الهمجية انحسر على الأرض، وانتقل إلى السماء! وما تتعرّض له هذه الوحدات من ضغوط بنيوية تخصّ تركيبها الأصلي، وأخرى لوجستية وعسكرية ناجمة عن هزائمها على الأرض، لا تبدو وكأنها تبدّل الكثير في سلوك الولاء الأعمى، والذهاب أبعد في خيانة الوطن والشعب.

ولهذا فإنها تتقهقر على الأرض، ولكنها لا تنفصل عن الخيارات الأخرى التي تنذر بسيناريوهات الكارثة، والأرجح أنها لن تتورّع عن الانخراط فيها. كيف لا، وهي صفّ ‘الشبيحة للأبد’!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

** ألإخوان المسلمين … ومحطاتهم السوداء في مصر اليوم **

سرسبيندار السندي 

1: بادئ ذي بدء نقول ألف مبروك للمصريين القانعين بالدستور المسلوق والرافضين له ، فبعد ألأن لاتلومو إلا أنفسكم أيها المصوتون بنعم خاصة ما ستفعله جماعات السلف والإخوان بكم وبمصركم ، وكذالك ألأمر مع من تقاعسو وتكاسلو عن الذهاب للتصويت بلا ، فما ستنالونه من أيديهم سيكون نصف جزاءكم ؟

 2: تقول صحيفة المصري اليوم ، وبالبونط العريض وبالخط ألأحمر ( شبح ألإفلاس يخيم على مصر بعد تمرير الدستور ، ونبيه زمانه الرئيس مرسي وحاشيته سيمنعون دخول أو خروج أكثر من 10 ألاف دولار ، تخريج المال من مصر ممكن لكل عاقل أن يفهمه ، أما دخول المال إلى مصر فهذا مالانفهمه، ومدلول الفرمان هذا يعني هربو أموالكم أيها المصريون عن طريق وكلائنا من ألإخوان خاصة في مصر وخارجها ؟

 3: تقول صحيفة الشروق المصرية وأيضا بالخط ألأحمر وبالبونط العريض ، أن مصر تحتل ألأن المرتبة أل 31 في مؤشر الدول الفاشلة إقتصاديا ، والفضل كله يعود لخارطة الطريق ألتي أعدها العسكر (المجلس العسكري ) عن عمد لتمكين جماعات ألإخوان من السيطرة على دفة الحكم في مصر مقابل خروجهم ألأمن ، والسؤال هل حقا سيكونون أمنين من غضب الشعب المصري ربما ، ولكن إن يكونو أمنين من غضب ألله فهذا مالا أعتقده ؟

 4: سؤال للشارع المصري بكافة أطيافه وهو ، هل زعامات ألإخوان تعي ماتفعله أم لا ، فإذا كانت تعي هل ماتفعله إذا يندرج سلوك هذا ظمن خارطة الطريق المعدة سلفا للمنطقة في دهاليز البيت ألأسود ومكاتب المرشد العام في مصر وقطر وإسطنبول ، وإذا كان الجواب لا فلماذا يصرون على تجاهل طلبات المعارضة ، ولما لايستشيرون ذوي العلم والخبرة والإختصاص ، إذن الحقيقة المرة تقول أن مايفعلونه هو عن قصد وتعمد مسبقين أي ( مبرمج )؟

 5 : صحف مصرية عديدة قالت بأن وزارة الداخلية تدرس طلبا إخوانيا للترخيص لهم ب ( 470 ( قطعة سلاح للدفاع عن مقراتهم ، والسؤال لكل ذي عقل هل يعقل أن تخلو أوكار جماعات ألإخوان من سلاح ولو شخصي ، أم أن الطلب هذا هو مجرد لذر الرماد في العيون لإبعاد شبهات القتل العمد عن مجرميهم سواء في ساحة التحرير أو ماسبيرو أو محمد محمود أو ألإتحادية وغيرها ؟

لأن كل الدلائل والشواهد تشير إلى أنهم الطرف الثالث والرابع وليس غيرهم ، لقد صدق من قال ( مارأيناهم يسرقو ، ولكن رأيناهم يتخاصمو على السرقة )، فالأن في مصر مايقارب من ( 60 ) حزبا هم أيضا محقون في الدفاع عن مقراتهم ولقد رأينا ماجرى لمقرات حزب الوفد كمثال ، إذن لنضرب 60 * ، 28,200 = 470واللبيب سيدرك حجم السلاح الذي سينزل للشوارع وبترخيص من الدولة ، وماسيحدث في حال إصطدام هذا السلاح وخاصة بين ألإخوة ألأعداء ؟

فالخلاصة مجرد مثل هذا الكلام الغير مدروس والغير مسؤول سيعني للداخل قبل الخارج أن لا أمان للإستثمارات في مصر بعد ألأن ، وهذا يعني المزيد من الفقر والجوع والجريمة ، لذا فعلى من خانو مصر مقابل قنينة الزيت وكيس السكر والرز أن يحصد ثمار خيانتهم لصوتهم ولايلومو إلا أنفسهم ، وكما يقول المثل العراقي ( اليعمل بيدو … ألله زيدو ) ؟

 6: تقول صحيفة اليوم السابع مامعناه أن وزير الداخلية مزمع على إحالة 10 من أقوى مساعديه من لواءات الداخلية للمعاش في العام الجديد والسؤال هل هى خطوة بريئة أم لا ولماذا ألأن ، وإذا إحتفظ بالبعض ممن مثلهم في سنهم ورتبهم فالسؤال أيضا لماذا أم أن في الموضوع إن ؟

 7: يقول القيادي في حركة حماس (أيمن نوفل ) ومن على إحدى الفضائيات أننا هربنا من سجن المرج بالتنسيق مع كتائب القسام ، وبمساعدة كوادر من حزب ألله وصلنا إلى مدينة العريش ؟

 8: قالت أكثر من صحفية ومن المرايا ومن مصدر موثوق من داخل حركة ألإخوان ، أن مرسيهم قد سجن بتهمة التخابر مع المخابرات ألأمريكية ، وبترتيب من خلال عميل إخواني لهم في إسطنبول ؟

 9: تعامل شركة ( سلسبيل ) التي يقال أنها مملوكة لخيرت الشاطر مع هيئات حساسة في الدولة المصرية في زمن مبارك ، الذي كان يستخدم ألإخوان كفزاعة للحصول على المزيد من المعونات ألأمريكية ؟

 10 : يقول أحد المقربين من الحاج صفوت حجازي منظر ألإخوان الحالي في الملونيات وصاحب أطروحة الزحف بالملايين إلى الهند والصين ، أنه كان عميلا لجهاز أمن الدولة المصرية حيث إتصل بالعقيد المخابراتي حسام عبد الحي في عام 2003 ليزوده بمعلومات خطيرة ضد ألإخوان مقابل سماح ألأمن المصري له بالوعظ في أحد المساجد وتم له ذالك لمدة سنة فقط وذالك لرصد تحركات ألإخوان ، وهو الذي كان قد سرب معلومات خطيرة ضد ألإخوان للصحفي المشهور د. عبد الرحيم صاحب الوثائق الخطيرة والذي قالها على الفضائيات مع توفيق عكاشة الذي أحرق فلمه بعد تلك التصريحات ؟

 11: جون مكين نفسه يشكر الإخواني خيرت الشاطر وذالك لتسهيله هروب عملائهم من مصر وبطائرة خاصة كانت قد أقلتهم من مطار القاهرة إلى جهة مجهولة وبعدها إلى واشنطن ، الحادثة التي قيل فيها الكثير والكثير ، وإتهم فيها أيضا الكثير ؟

 12: وأخيرا لاننسى قول مرشد ألإخوان السابق مهدي عاكف صاحب المقولة المشهورة ( طز بمصر … وأبو مصر ) والسؤال هل ستستطيع جماعات ألإخوان وبلطجيتهم من تططيز كل المصريين الثوار والأحرار والمتنورين والصعايدة والكدعان أم لا ، فالأيام القادمة القريبة لابد أن تكون حبلى بالمفاجئات الغير سارة لكل المصريين خاصة بعد تمرير دستور مرسي المسلوق ؟

 الخاتمة :

المتتبع لأقوال زعامات ألإخوان وهم كثر في هذه ألأيام يستدل بما لايقبل الشك أن الكذب دينهم وديدنهم وهو عندهم كالماء والهواء دون خجل أو حياء ، بدأ من مرشدهم الحالي والسابق وكذالك مرسيهم وأخيرا قرقوز الثورة ألإخوانية صفوة حجازي الذي ثبت عمالته بالدليل والبرهان ؟

 والسؤال هل حقا يستحق المصريون أن يحكمهم أمثال هؤلاء الخونة والعملاء ، والسؤال ألأكثر خطورة متى سيستفيق المغفلون والمغيبون في مصر والمنطقة ليدركو حقيقة هؤلاء أنهم ليسو بأكثر من تجار تقية ودم ودين ، فعلى من غرر بهم مقابل كيس السكر والرز والزيت أن يعيدو حساباتهم ، ولايلوم إلا أنفسهم فهم من جنو على أنفسهم كماجنت على نفسها براقش ، وخير دليل إلتهاب أسعار غالبية المواد الغذائية خاصة والتي هى عماد حياة الجميع فما بال حياة المعدم والفقير ؟

 فلمن لايزال يشك في حقيقة نوايا ألإخوان عليه فقط تأمل ما قاله مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني لرئيس باراك أوباما ( هل لك ياحضرة الرئيس أن توضح لمشاهدينا لماذا أعطيت نصف مليار دولار لجماعة ألإخوان المسلمين في مصر ) فكان رد الرئيس أوباما إن مصالح أمريكا العليا تقتضي ذالك … واللبيب تكفيه ألإشارة ؟   سرسبيندار السندي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر | Leave a comment

يجب ألا تتحول تركيا إلى قوة معرقلة في سوريا

سميح إيديز:    الشرق الأوسط 

التدبر في المحاولات الدبلوماسية الأخيرة الرامية إلى التوصل إلى حل للأزمة السورية يظهر بجلاء أن المهمة الحالية للأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، لا تروق في طبيعتها لأنقرة. وقد سربت مصادر بوزارة الخارجية التركية للصحافة ما يكفي لتعزيز هذه الفكرة.

 وكما أشرت في السابق في هذا العمود، فقد غيرت تركيا من وجهة نظرها، وبدت مترددة نوعا ما، في قبول مشاركة أي عناصر من النظام الحالي في الإدارة الانتقالية في فترة ما بعد الأسد. لكن فكرة أن يكون الأسد ذاته جزءا من أي صيغة تسوية لا تزال غير مطروقة.

 من ناحية أخرى أشارت تقارير إعلامية، إلى أن مهمة الإبراهيمي الحالية تتضمن إقناع الجانبين في سوريا بقبول الخطة المدعومة من قبل روسيا والولايات المتحدة، التي تتضمن بقاء الأسد حتى عام 2014 على رأس السلطة، على رأس إدارة انتقالية ذات قاعدة عريضة، حتى وإن لم يتم تجديد ولايته بعد هذا التاريخ.

 لكن النقطة الرئيسية هنا ليست في أن الخطة تتضمن بقاء الأسد حتى عام 2014. الأمر الذي يصعب تقبله من جانب الأطراف المتشددة في المعارضة السورية التي حولت الأزمة في سوريا إلى حرب طائفية، بل فيما بدا اتفاقا بين واشنطن وموسكو لدفع خطة تسوية مشتركة.

 وقد أكدتُ في عدد من المناسبات هنا، أن أي تسوية بشأن القضية السورية ينبغي أن تتضمن لا محالة تعاون العضوين الدائمين في مجلس الأمن. وبدا الاجتماع في دبلن الذي عقد في وقت مبكر من هذا الشهر بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خطوة في سبيل تحقيق تقديم اتفاق محدود بشأن سوريا.

 لكن مهمة الإبراهيمي الحالية تشير إلى أن ذلك قد لا يمثل القصة برمتها. فرغم المنافسة على المصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط، الحقيقة التي اتضحت حتى في الأزمة السورية، هناك مخاوف تشترك فيها كلا القوتين قد تدفعهما إلى التعاون في النهاية. حقيقة الأمر أن روسيا كانت تؤكد منذ البداية على أن سوريا ستصبح أرضا خصبة للجهاديين الأجانب من كل الأطياف، وكانت تبرر دعمها الواسع لنظام الأسد على هذا الأساس.

 من ناحية أخرى بدأت واشنطن في التخلي عن موقفها القريب من تركيا، في الالتزام برواية قريبة لرواية أنقرة، ومن ثم اعتبرت في البداية المعارضة السورية المسلحة قوة موحدة لمقاومة ديكتاتور بغيض والصراع من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 ورغم صحة هذا دون شك بالنسبة لبعض عناصر المعارضة، لكن خلفية بعض المقاتلين المعارضين للأسد تشير بوضوح إلى أن هدفهم النهائي لا يمكن أن يكون الديمقراطية أو حقوق الإنسان، بل نظام سني ثيوقراطي يتشابه بصورة أو بأخرى مع ذلك الذي يقوده الإخوان المسلمون.

 وهذا هو السبب الواضح وراء تدخل واشنطن لتوسيع قاعدة المعارضة السورية، بهدف عزل العناصر الجهادية، سواء كان ذلك داخل سوريا أو خارجها. إن الدعم الذي تقدمه تركيا للمعارضة السورية التي ينتمي معظم قادتها للتيار السني يتضمن عناصر قد تنظر إليها واشنطن وموسكو على أنها أشياء لا تتسم بالحكمة أو بغيضة من الناحية الأخلاقية.

 والأكثر من ذلك، تُظهر مهمة الأخضر الإبراهيمي مرة أخرى أن تركيا لم تعد في مركز الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة في سوريا. وعلى العكس من ذلك، تسعى تركيا بهذه الطريقة لأن تكون قوة معرقلة تحاول منع التوصل إلى تسوية لا تتفق مع رؤية حكومة أردوغان لسوريا في المستقبل.

 ويتعين على أردوغان ووزير خارجيته داود أوغلو أن يفهما أن سوريا المستقبل من غير المرجح أن تتشكل وفق رؤيتهم الآيديولوجية المشتركة، ولكن من المرجح أن تكون قائمة على عوامل موضوعية نتيجة للتعاون بين القوى الرئيسية في مجلس الأمن.

 ويبدو أن واشنطن وموسكو يفهمان هذا جيدا، وقد حان الوقت لأنقرة لكي تفهم ذلك أيضا.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

السياسة والنوم في العسل

صلاح الدين محسن 

1 –

وزير الداخلية يرفض اوامر مرسي بالقبض على حمدين والبرادعى وعمرو موسي

http://new.elfagr.org/Detail.aspx?secid=1&nwsId=253118&vid=2

 — تعليقنا : لعل وزير الداخلية قد نام واستراح ضميره الوطني ..

ولكن الثعابين لا تنام ..

فان كان الوزير قد نام فعلا .. فتوقعوا ازاحته قريبا وتعيين آخر غيره

— والمفروض ان حمدين صباحي – كمعارض – وباقي زعماء المعارضة . ينتبهوا . ولكن يبدو انهم سينامون في العسل . والدليل علي أن حمدين , كان نائما في العسل هو :

صباحي يرفض الدعوات المتسرعة لإسقاط مرسي .. الخ – جريدة ” المصريون ” :

http://almesryoon.com/permalink/20538.html

..

نضيف : وربما سيظل ” حمدن صباحي ” نائما في العسل هو وباقي زعامات المعارضة ..حتي تقع القارعة فوق رؤوسهم .. لأن الثعابين لا تنام :

النائب العام ينتدب قاض للتحقيق مع رموز جبهة الإنقاذ الوطني:

جريدة الفجر 27-12-2012 ((… بلاغات النائب العام ضد كل من محمد البرادعى رئيس حزب الدستور وعمرو موسى وحمدين صباحى مرشحا الرئاسة السابقين أعضاء جبهة “الإنقاذ الوطني” يتهمهم فيه بالخيانة العظمى. )) :

http://new.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=253468&secid=1&vid=2

 2 –

أخيرا أصدر وزير الدفاع المصري . القرار الذي تقاعس عن اصداره ” فضيلة الشيخ ,الدكتور محمد مرسي ” . ساكن القصر الجمهوري بمصر .

 القرار يمنع تملك الأراضي في سيناء لغير المصريين – أباً وأماً – ( نري انه توجد ثغرة بالقرار . كان المفروض أن يشمل سيناء بأكملها وليس وحسب 5كم عمق من حدود مصر الشرقية . فهذا يفتح الباب لحيل أخري ) ..

عموما .. هذا القرار هو رسالة للعالم . تقول : ان افتقد قصر الرئاسة المصري وجود رجل يحرص علي تراب وطنه . ويفرط في أرض بلاده – سيناء بالذات – فلمصر جيش يحمي أراضيها ..

– لا نظن الشيخ مرسي . والجماعة – ومعهما الجماعات – راضين عن هذا القرار . وأغلب الظن أنهم قد فوجئوا به ..

 حسنا فعل قائد الجيش – الفريق أول السيسي – ولكن :

اذا نام ” السيسي “.. علي وسادة هذا القرار .. فان الثعابين لا تنام . ولن يتركوه يمر بقراره ذاك ..

 فعلي كل من وزيري الدفاع والداخلية المصريين . اللذين قررا مؤخرا .. الوقوف في صف مصر والشعب . ألا يناما ..وإلا فسوف نسمع قريبا خبر الاطاحة بكل منهما …. كأن يصدر الشيخ الدكتور مرسي . قرارا بتعيين الفريق السيسي مستشارا للرئيس .. وتعيين وزيرا جديدا للدفاع (!).. واحالة وزير الداخلية للتقاعد .. ( فكرة ولعبة الاطاحة بوزير الدفاع بتعيينه مستشارا برئاسة الجمهورية , مُخترعها هو الرئيس الراحل السادات . اذ فعلها مع وزير دفاعه “محمد الجمسي ” ) ..

انتظروا هذا الاجراء – ازاحة وزيري الدفاع والداخلية المصريين . بعيدا عن السلطة – . فسوف يحدث قريبا .. قد يتأخر قليلا , ولكنه لن يتأخر كثيرا.

السياسة والنوم في العسل .. السياسة والنوم في العسل .

 3 –

سفن روسية تتوجّه الى ميناء طرطوس وانباء عن دور في اجلاء محتمل للجالية الروسية

موسكو، رويترز – يو بي اي

الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٢

http://alhayat.com/Details/463445

لم أسمع رد فعل للمعارضة السورية . ولا حتي سياسيا أو اعلاميا ( يبدو انهم قد اعتادوا علي دخول سفن حربية روسية لقاعادتها في بلادهم , أو استخفوا بالأمر ) :

بعد ذلك بأقل من أسبوع . تصاعدت مواجهة النظام للشعب بشكل خطير . وتردد انه استخدم السلاح الكيماوي .

 4 –

خاص / مجموعات مسلحة من حماس فى طريقها للقاهرة راكبة بسيارات مصرية تحمل أرقام دبلوماسية. 6 ديسمبر 2012 3:24

http://estklal.com/news/news.aspx?id=18010

– لم يتحرك أحد . لا أمن , ولا داخلية , ولا معارضة .. فكانت النتيجة : ظهور ملثمين .في القاهرة . لمواجهة التظاهرات والاعتصامات .. كان أقربها . في محاولة اغتيال المستشار الزند – رئيس نادي القضاة . وكان من ضمن المعتدين فلسطينيين – . والبقية تأتي ..

 5 –

في عهد الرئيس المخلوع مبارك . اعتدنا مشاهدة صور قادة حماس – في الصحف – بالانترنت – وهم يحجون لمقر جماعة الاخوان المسلمين بالقاهرة , ويقبلون يد المرشد العام للجماعة – القائد الأعلي لحركة حماس الاخوانية الاسلامية – … ..

وقوات الأمن المصري . نامت عن ذلك .. !

فكانت النتيجة , انه في خضم ثورة الشعب 25 يناير 2011 . تسلل مسلحون من حماس . بالتعاون مع ميلشيات جماعة الاخوان بمصر . واقتحموا السجون المصرية , وأفرجوا عن العناصر الارهابية الخطرة , المحكوم عليهم في قضايا ارهاب ديني . والجواسيس – :

النائب العام المصري المقال كشف تجاهل التحقيق فى اقتحام السجون …

http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2012/11/28/338750.ht

… 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 … لماذا لم يسأل أحد عن قضايا اقتحام السجون التي سقط فيها شهداء وقتلى؟ … أنه من حركة حماس وأنه تم التنسيق مع الاخوان لاقتحام السجون المصرية، مستغلين …

 جريدة الدستور 6 يونيو 2012 : بلاغ يتهم الاخوان وحزب الله وحماس . بقتل الثوار . تقدم المستشار طــارق محمود للمحاماه والاستشارات القانونية بالبلاغ 1690 بلاغات 2012 بتاريخ 6/6/2012 إالى المستشار النائب العام … الخ :

— وبالطبع فان جهاز الامن المصري , والشرطة . الذين ناموا في العسل . بينما سموم هؤلاء تتسرب في جسم الوطن ..نالوا نصيبهم من العدوان عليهم . ومن الاهانة , وعار وصمهم بخيانة الأمانة ..

 السياسة والنوم في العسل … السياسة والنوم في العسل ..

************* صلاح محسن فيسبوك ***********

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

وفاء سلطان لماذا وكيف تكتب؟! (4)

وفاء سلطان 

عبر التاريخ البشري، حاول بعض المفكرين والفلاسفة أن يرفعوا “الأنا” على حساب الروح أو أن يرفعوا “الروح” على حساب الأنا، فجاءت رسالتهم ناقصة وفشلت في الوصول إلى هدفها النبيل.

لا أملك شيئا ضد روحانية غاندي، لكنني لا أعتقد بأنه ساهم إلى حد مقبول في إثراء “الأنا” عند الإنسان الهندي، ولذلك ظلت الهند منذ عهده تراوح مكانها.

هذا ما حدث عندما قدم كارول ماركس نظريته إلى أتباعه، حاول أن يستبدل قسرا “الأنا” الفردية بـ “الأنا” الجمعية، وأهمل في الوقت نفسه كل علاقة روحانية تربط الإنسان بكونه، ففشلت المجتمعات التي تبنت نظريته.

خلال السنوات الأولى التي أعقبت سقوط الإتحاد السوفياتي ارتفع معدل الجريمة في روسيا حتى بلغ رقما قياسيا.

يرى علماء الإجتماع في ذلك المعدل ردة فعل طبيعية لفعل غير طبيعي.

فالقمع الذي قضى على “الأنا” عند الفرد في المجتمعات التي انطوت تحت لواء الإتحاد السوفياتي، ناهيك عن تخريب الجانب الروحي، قد دفع بذلك الفرد ـ عند انهيار السلطات القمعية ـ إلى ردة فعل غير مضبوطة لإستعادة “أناه” المحطمة أولا وقبل أن يفكر باسترداد عافيته الروحانية.

شعر الفرد عندها بأنه حرّ، حر ليكره، ليقتل، ليخرب، لينتقم، ليسرق، ليغش، ليرتشي، وليفعل ما يشاء بلا ضوابط في محاولة يائسة للتعويض عما فاته وعما سلبوه منه!

أذكر بعد سنوات من الإنهيار قابلت طبيبة من إحدى دول الإتحاد السوفياتي سابقا، قالت لي بالحرف الواحد: لقد رضعت كره الشيوعية في حليب أمي، ولكنني أدفع الآن عمري ليعود الإتحاد السوفياتي، فالقمع أفضل بكثير من تلك الفوضى غير المضبوطة!

لكن ليس من العدل بمكان أن نقارن أيا من هاتين الحالتين بما فعله الإسلام، فالإسلام لم يتجاهل الجانب الروحي وحسب، بل قتله كليا.

والإسلام لم يستبدل “الأنا” الفردية بـ “الأنا” الجمعية، بل استبدلها عنوة بـ “الأنا” المحمدية!

مع الزمن خسر المسلم علاقته مع “أناه” الحقيقية، وتحولت العلاقة الروحانية التي يفترض أن تربطه بغيره إلى علاقة إنتقامية ترمي إلى قطع رأس ذلك الغير.

الأنا المحمدية طغت على الأنا الذاتية، حتى صار محمد يعيش في هيكل كل مسلم، وترى ذلك واضحا في أكثر المسلمين نفورا من الإسلام.

تلتقي مع المسلم ـ وبغض النظر عن مستواه الثقافي ودرجة تعلقه أو تعمقه بالإسلام ـ فتكتشف كلما تعمقت في علاقتك معه، تكتشف بأنه مخلوق يعيش صراعا نفسيا وفكريا رهيبا، صراعا بين “الأنا” الحقيقة المهمّشة والمهشمة وبين “الأنا” المحمدية المزيفة والمنتفخة.

هو بين مد وحسر، يكون لحظة نفسه ويكون في اللحظة التي تليها نبيه.

الإنسان يميل غريزيا لأن يكون نفسه ولأن يعتز بفرديته، ولذلك عندما تقتل لديه تلك النزعة وتجبره على أن يكون غيره تكون قد سلبته إحساسه بقيمته كفرد فريد من نوعه!

كنت أراقب مرة برنامج على أحد المحطات الفضائية الإسلامية، وكان الحوار يدور بين ثلاث نساء مبرقعات حول تعدد الزوجات.

ما لاحظته كان مثيرا للحزن وللشفقة في آن واحد!

تدافع الواحدة منهن عن تعدد الزواج كأمر إلهي لا مفر منه، ثم ـ وعندما يتعلق السؤال بها هي شخصيا ـ تقول: لا.. لا يمكن أن أقبل بأن يتزوج زوجي امرأة ثانية عن رضى وطواعية.

هذا الشرخ الذي يحدثه الإسلام بين “الأنا” الحقيقية وبين “الأنا” المزيفة، والذي تلمسه لدى المسلمة خلال لحظة واحدة، يخلق صراعا نفسيا وفكريا ليس من السهل أن تعيش معه!

وهنا لا بدّ أن نتساءل: هل من الممكن ترميم الإنسان المسلم وإعادة تأهيله؟!!

إن بناء الإنسان كأنا وكروح يتم تدريجيا وعبر مراحل، وكما أن بنائه لا يتم في ليلة واحدة كذلك ترميمه لا يتم في ليلة واحدة، فهو ليس قطعة أرض كي يسترد.

الترميم يأخذ وقتا والجروح مهما التأمت تترك ندبات، كالقربة التي تهشمت ثم اُعيد لصقها لا تستطيع أن تسترد أصلها!

عام 1991 كانت الطفلة الأمريكية

Jaycee Dugard

 ذات الأحد عشر ربيعا، في طريقها من بيتها في ولاية كاليفورنيا إلى المدرسة، عندما تمّ خطفها من قبل مجهول، ولم تنجح كل محاولات البوليس الأمريكي والإف بي آي في الكشف عن هوية الفاعل.

في الشهر الثامن من العام الماضي أي بعد 18عام، وبالصدفة المطلقة، تم العثور على جيسي حية ترزق، وعمرها آنذاك 29 عاما.

لقد خطفها رجل مصاب بالـ

Pedophilia

 ـ اضطراب عقلي ونفسي تسيطر من خلاله على البالغ رغبة في ممارسة الجنس مع الأطفال ـ وحبسها في الحديقة الخلفية لبيته دون أن يسمح لها طيلة تلك السنوات من الدخول إلى البيت ناهيك عن الخروج منه.

خلال تلك السنوات حملت منه مرتين وأنجبت طفلتين، وقد عثر عليهما مع الأم يعيشن في خيمة في الحديقة الخلفية للبيت.

بالطبع، لا تملك الأم جيسي وطفلتاها أيّا من المهارات الإجتماعية التي تساعدهن على التفاعل مع المجتمع، وذلك نتيجة للعزلة التي ضربها الخاطف حولهن، الأمر الذي سينعكس لاحقا على سلوكهن الإجتماعي وعلى طريقة تعاملهن مع العالم الخارجي.

اجتمع الخبراء وعلماء النفس على نصيحة واحدة، ألا وهي أن يتم تعريف جيسي وطفلتيها على العالم الخارجي ببطء وتدريجيا، وبطريقة تتناسب فيها درجة التعرض للعالم الخارجي مع حجم المهارات السلوكية والإجتماعية التي تكتسبها كل منهن.

لذلك تمّ عزلهن تماما عن وسائل الإعلام، وتمّ تعريفهن على أقربائهن بطريقة تدريجية، وما زالت عملية الترميم مستمرة.

التخريب العقلي والسلوكي الذي يتعرض له الفرد في المجتمعات الإسلامية ـ كبيئة قمعية ـ لايختلف كثيرا عن التخريب الذي تعرضت له جيسي وابنتاها.

فالعزلة التي ضربت حول المسلم لقرون طويلة تركته عاجزا عن إحساسه بالكون الذي ينتمي إليه، وبضرورة الإنسجام مع ذلك الكون.

لذلك، عند ترميم البناء العقلي والنفسي لدى المسلم يجب تحريره ببطء وتدريجيا من القيود التي فرضتها تعاليمه حوله، فالمهارات لا تكتسب في ليلة واحدة ولذلك الحرية لا تمنح في ليلة واحدة.

الحرية مسؤولية، ويجب أن يكون الفرد مؤهلا لحمل أية مسؤولية قبل زجّه فيها!

لقد أشرت سابقا، بأن الأديان عموما تقزم العلاقة الروحانية التي تربط الفرد بكونه، لأنها تحددها وفق منحى ثابت.

لكن الإسلام، وكما لم يفعل دين آخر، تبنى ثقافة “إبادة الآخر” بحجة أن يكون الكون أسيرا له وحده: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ

لذلك عندما اقتنع المسلم بحقه المطلق في أن يبيد غيره، بغية أن ينفرد ذلك الكون بالإسلام دون سواه، عنما فعل ذلك سلخ نفسه عن انتمائه الكوني، ورزح عبدا لفكرة وهمية مستحيلة التحقيق، ظل يطاردها وتطارده حتى استنزفته!

استنزفته روحانيا وجسديا، ولذلك يعيش حالة من الشقاء الدائم، الشقاء الذي لا مهرب منه إلا بإعادة تقييم نفسه وعلاقته بالكون المحيط به.

إبادة الآخر لا تعني بالضرورة إبادة غير المسلم فقط، فعندما يستطيع الإنسان أن يسلخ نفسه عن غيره لمجرد أنه يختلف معه في العقيدة، لا يستطيع أن يوحد نفسه مع غيره عندما يختلف معه في أبسط الأمور!

لهذا السبب ودون غيره، ليست علاقة المسلم بالمسلم أفضل حالا من علاقته مع غير المسلم، فأي شرخ بينك وبين الآخر يقطع الحبل السري بينك وبين كونك!

قبل أن يتحرر المسلم من عبوديته تلك، يجب أن تتم خلخلة القيد الذي يكبله رويدا رويدا بطريقة تسمح له بالتحرر الجزئي وعلى مراحل، حتى يصل نقطة الإنعتاق المطلق من فكرة استعبدته حتى فنته روحانيّا وماديا.

لا يستطيع أحد أن يحدد الزمن الذي قد يستغرقه الوصول إلى تلك النقطة إلاّ بناء على ما يبديه المسلم من قبول للآخر ومرونة في التعامل معه، أي بناء على استعداده ليكون جزءا منسجما مع كونه!

وهنا يطرح سؤال نفسه: وهل هذا ممكن؟!

وجوابي: نعم، ولذلك اؤمن بقدرتي على تغيير العالم نحو الأفضل!

…………

يتهمونني باعتناق المسيحية عندما أستشهد بأقوال المسيح!

لا يهم، طالما أدافع عن فكرة اؤمن بها، رغم أنني لا أعتنق ـ ولن أعتنق يوما ـ دينا من الأديان.

كما أستشهد بعبارة جميلة لأفلاطون وأرسطو وغيرهم من المصلحين الإجتماعين أستشهد بعبارات المسيح كمصلح إجتماعي، لا أقف عند علاقته الغيبية بالله ولا تهمني تلك العلاقة!

لذلك، لا أتصور بأن إنسانا، استطاع أن يوازن بين الأنا والروح بعبارة واحدة، كما استطاع المسيح عندما قال: اعطوا لقيصر ما لقيصر ولله ما لله!

ليس الله ولا قيصر ـ حسب مفهوم وفاء سلطان ـ هو ما جاءت به الأديان.

كل واحد منا ـ في الحقيقة ـ قيصر، فقيصر هو الـ “الأنا” في الذات البشرية، والله هو ذلك الكون اللامحدود الذي نحن جزء لا يتجزأ منه!

تسعى الأنا لتحررك من الكون وتسعى الروح لتدمجك مع كونك، وكل مشكلة يعاني منها الإنسان تعود في جذورها إلى اضطراب التوازن بين هاتين القوتين المتعاكستين، أي تنشأ المشكلة عندما تتعملق الأنا على حساب الروح أو عندما تتعملق الروح على حساب الأنا، أو عندما تتحطم الإثنان معا.

الكون لغز ولا أحد يستطيع أن يفهم ذلك اللغز من كل جوانبه، ولذلك علاقتك بالكون هي بدورها لغز، وعليك أن تحترم لغزية تلك العلاقة.

عظمة الكون تكمن في لغزيته، وسيفقد تلك العظمة لو استطعنا يوما أن نفكّ أسرار ذلك اللغز!

يقول ألبرت أنشتاين:

The most beautiful thing we can experience is the mysterious.”

“أجمل التجارب التي نخوضها تلك التي تكون لغزية”

لم يشرح أنشتاين لماذا هي جميلة التجارب التي تنطوي على ألغاز، لكن عندما قرأت ما قاله الموسيقي الكندي Charles de Lint أدركت ما قصده أنشتاين:

Without mysteries, life would be very dull indeed. What would be left to strive for if everything were known?”

“تبدو الحياة بدون ألغاز مملة للغاية، فما الذي سننشد إن كنا نعرف كل شيء؟!”

يأتي الدين ـ أي دين ـ ليفسّر لغزية الكون بطريقة جدا محدودة وضحلة!

وعندما يتعلق الأمر بالإسلام تتلاشى عظمة ذلك اللغز لتصبح مختزلة في إرب رجل أو في فرج امرأة أو في جزّ رقبة!!!

لم أقرأ يوما في الإسلام ما ساعدني على أن أعزز أناي ـ وخصوصا كوني امرأة ـ أو أرتقي بروحي إنشا واحدا، بل على العكس ـ وكما لم يفعل دين آخر ـ شوّه الإسلام مفهوم الله، ذلك اللغز العظيم، حتى صرت أقرف من ذكره!

كيف لا أقرف من إله يهبط بسرّ عظمته ولغزية كينونته ليحشر نفسه بين فخذي رجل مهووس بإربه، كي يحلل له سطوه على سيدة متزوجة، دون أن يأخذ بعين الإعتبار رغبتها ومشاعر زوجها؟!!

كيف يقرأ مسلم قصة نكاح محمد لزينب ولا يرفض سرّ الإله الذي ورد في كتبه؟!!

ليست قصة نكاح محمد لزينب هي الوحيدة التي سلبت المسلم أناه وفرغته من روحه، لكنني اخترتها ـ لكونها موثقة بحذافيرها في القرآن ـ على سبيل المثال لا الحصر!

فالمسلمون جميعهم، سنة وشيعة، متفقون على الآية التي تقول: إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ (زَوْجَكَ) وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ

لا تترك تلك الآية مجالا للشك بأن السيدة زينب كانت متزوجة عندما اشتهاها محمد، ولا تترك مجالا للشك بأن الله قد استاء من محمد لأنه حاول أن يضبط مشاعره تجاه سيدة متزوجة!

ثم تأتي آية لاحقة ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) لتؤكد بأن زيدا قد تركها لمحمد ـ بعد أن نال منها وطره (!!!!) ـ وذلك بناء على أمر الله!

الرسالة أية رسالة ـ دينية أو غير دينية ـ تستمد مغزاها وغايتها من محتواها، وليس من أهميّة الرسول الذي يحملها.

عندما يصبح الرسول أهم من الرسالة تفقد الرسالة مغزاها وغايتها، ولقد أصبح محمد أهم بكثير من الرسالة التي حملها!

ما المغزى الأخلاقي وما الغاية من ذكر تلك القصة في القرآن؟!! كيف تستطيع تلك الآيات ـ ومن خلال تكرارها عبر أربعة عشر قرنا من الزمن ـ أن تسمو بروح المسلم؟!! كيف تستطيع أن تربط المسلم بكونه وتجعله جزءا لا يتجزأ من عظمة ذلك الكون؟!!

من أقدس العلاقات التي تشدّ الإنسان إلى كونه هي علاقته الحميمة بالجنس الآخر، فكيف ترتقي تلك القصة إلى مستوى تقديس تلك العلاقة؟!!

تصوروا لو جاءت القصة بشكل مغاير تماما، كأن يقول الله لـ “نبيه”:

“ليس من الأخلاق أن تطلق العنان لغرائزك تجاه سيدة متزوجة، اضبط نفسك واحترم رغبة زينب ومشاعر زيد”

لو حدث الأمر بهذا الشكل لبقيت الرسالة أكبر في مغزاها وغايتها من المرسل نفسه، ولساهمت أكثر في خلق إنسان سليم روحانيا وعقلانيا.

الإنسان مخلوق ذو مشيئة

free will

، فكيف يزوّد الكون ـ الله ـ الإنسان بتلك المشيئة ثم ينكرها عليه، إذ لم تشر الآيات السابقة من قريب أو بعيد إلى مشيئة زينب عندما تعلق الأمر بخلعها من رجل وزجّها في حضن رجل آخر؟!!

هذه القصة قد عززت الأنا المحمدية، لكنها سلبت من المسلم “أناه” الحقيقة.

المسلم يدافع عن حق محمد في نكاحه لسيدة متزوجة، لكن لا أتصور بأن مسلما عاقلا يبرر لنفسه ذلك الحق!

تماما، كما تعترف المرأة المسلمة بحق الرجل في أن ينكح ما طاب له، بينما ترفض في الوقت نفسه أن يفعل زوجها ذلك!

إنه الصراع الذي يعيشه المسلم أثناء رحلة البحث عن أناه المسلوبة والمهشمة، والتي من الطبيعي أن ينشدها!!!

لقد تعملقت الأنا المحمدية على حساب الأنا الذاتية عند المسلم حتى طمستها كليّا، بينما وفي الوقت نفسه لم يستطع الإسلام أن يرقى بالذات الكونية ـ أو الإلهية لمن يرغب بتلك التسمية ـ إلى مستوى عظمتها، ففشل المسلم في أن يكون جزءا من تلك العظمة وظل متقوقعا داخل جبة نبيه!!

……………………….

هناك عامل واحد يجمع بين الرهبانية والطب النفسي، إذ أن كل منهما يركز على جانب واحد في الطبيعة البشرية، ولذلك كل منهما فشل في أن يسمو بتلك الطبيعة!

الرهبانية تهمل “الأنا” عند الإنسان والطب النفسي يهمل “الروح”!

الرهبانية واجهت ومازالت تواجه مشاكل تنجم عن ذلك الإهمال، والطب النفسي ـ رغم ما حققه وما يحققه من إنجازات ـ مازال عاجزا عن فهم الطبيعة البشرية وعاجزا عن علاج الإضطرابات النفسية التي يعاني منها البشر، وسيظل عاجزا مادام يحاول أن يعالجها بنفس الطريقة التي يعالج بها التهاب اللوزتين.

هناك ظواهر قد يأخذها الطبيب النفسي المعالج بعين الإعتبار، لكنه لا يستطيع أن يجد لها تفسيرا علميا يضع على أساسه خطة العلاج!

تلك الظواهر لا يمكن تفسيرها إلاّ بناء على العلاقة الروحانية التي تربط الإنسان بكونه، وحاجة الإنسان إلى توطيد تلك العلاقة.

الفيلم الأمريكي

Sister Act

 الذي تقوم ببطولته الممثلة الأمريكية المشهورة

Whoopi Goldberg

، يحكي قصة مغنية عالمية مشهورة في مدينة القمار الأمريكية لاس فيغاس.

تشهد تلك المغنية جريمة قتل، فتلاحقها العصابة كي تقتلها وتتخلص بذلك من الشاهد الوحيد. يضطر البوليس أن يخفيها بزي راهبة في دير تابع لإحدى الكنائس الكاثوليكية في مدينة سان فرانسيسكو، وهناك تتأزم الأحداث.

لا يعرف أحد في الدير بأنها مغنية في لاس فيغاس، باستثناء الراهبة الكبيرة المسؤولة عن الدير.

يبدأ الصراع بين المغنية كإنسانة ترى روحانيتها في موسيقاها وبين التقاليد الصارمة للكنيسة التي لا تنعش الروح!

لا يؤم الكنيسة إلا عدد قليل جدا من المسنين، والجوقة الموسيقة فيها تغني نشاذا يضرب على أعصاب المغنية الحساسة، فتهرب في الليل إلى ناد قريب وتلحقها راهبات أخريات.

الصراع يستفحل بين قيادة الدير وبين المغنية، وجميع الراهبات باستثناء الرئيسة يقفن إلى جانب المغنية.

تتطور مجريات القصة بطريقة كوميدية إبداعية للغاية، ولكن الأهم هو النقطة التي حاولت قصة الفيلم أن تثيرها، ألا وهي ـ من وجهة نظري ـ: ليست الروحانية حكرا على الأماكن المقدسة وعلى رجال الدين، وربما العكس تماما هو الصحيح!

فمغنية من لاس فيغاس، المدينة التي يُطلق عليها في أمريكا

The sin city

 أي مدينة الخطيئة، استطاعت أن تمنح الكنيسة روحانيتها عندما قامت بتدريب الجوقة الغنائية فيها على أن تؤدي التراتيل الدينية على أنغام الـ

Rock and Roll Music

، وألزمت الرهبان والراهبات بالخروج إلى الحي الذي تقع فيه الكنيسة، وهو حي فقير يغص بالجرائم، والقيام بأعمال خيرية يعود نفعها لفقراء الحي.

لا يتمّ ترميم المجتمعات المتخلفة إلا بنفس الطريقة التي رممت بها تلك المغنية الكنيسة بعد أن اقفرت من روادها، وذلك عن طريق ترميم الفرد فيها.

هناك مثل أمريكي يقول: السلسلة ليست أقوى من أضعف حلقة فيها.

والمجتمع ـ أي مجتمع ـ ليس أقوى من أضعف فرد فيه!

عندما نقوم بعملية الترميم تلك يجب أن نأخذ بعين الإعتبار الروح والأنا عند الفرد، فالمجتمعات لا تتخلف عن ركب الحضارة إلا عندما تهمل أو تسيء إلى أحد هذين الجانبين أو إلى كليهما.

كم مغنية من لاس فيغاس على غرار المغنية في فيلم

Sister Act

، نحتاج لكي نرمم مجتمعاتنا الإسلامية، ونعيد إلى الفرد المسلم كيانه بشقيه الروح والأنا؟!!

لكي تخمّن العدد ما عليك إلا أن تقوم بجولة عبر المحطات الفضائية الإسلامية في العالم العربي!

سيواجهك عدد هائل من ديناصورات الدين المتوحشة التي شفطت كلّ أثر للروحانية عند الفرد المسلم، ناهيك عن ديناصورات السياسية التي اغتصبت “أناه” وسرقت رغيف خبزه!

يقول أفلاطون:

Music is a moral law. It gives soul to the universe, wings to the mind, flight to the imagination, and charm and gaiety to life and to everything.

“الموسيقا قانون أخلاقي، فهي تمنح روحا للكون وجناحا للعقل وتحلق بالخيال، كما وإنها تعطي السحر والبهجة لكل شيء في الحياة”

كتب إليّ مواطن سوري يحكي لي قصة ولعه بالموسيقى إلى حدّ الجنون، هو فقير ويعيش في قرية نائية لا يربطها بالحياة المعاصرة طريق!

تولد لديه حلم بأن يشتري بيانو، وهيمن ذلك الحلم على حياته حتى طغى على كل صغيرة وكبيرة فيها.

قرأ يوما إعلانا في صحيفة، وفيه تبحث عائلة سورية عن من يستطيع أن يتبرع بكليته لابنتها التي تعاني من فشل كلوي. وجد في الإعلان ضالته المنشودة، فاتصل على الفور بالعائلة وبدون مقدمات قال لها: كل ما أحتاج إليه ستون ألف ليرة سورية، وهي ثمن البيانو الذي يحلم به.

تمت الصفقة وتبرع صاحبنا بالكلية مقابل مائتي ألف ليرة سورية ناولته إياها عائلة المريضة.

لم ينظر باكتراث إلى ما فاض عن ثمن البيانو، فأعطاه فورا لوالده.

اليوم هو حديث القرية وشغلها الشاغل، تمضغه الألسن كما تمضغ لقمة سائغة.

تبادلت قصته مع مجموعة من الأصدقاء، وتفاجئت بقسوة الآراء!

لم ير أحد في القصة الجانب الروحي الذي تعملق على حساب الـ “أنا” عند صاحبنا، بل على العكس قفز معظمهم إلى اتهامه بالجشع وبعضهم بالجنون!

هو لا يعرف كيف يعزف على البيانو، لكن مجرد اللعب بأزراره يمنحه نشوة تفوق كل خيال!

لا أحد يملك الحق أن يحكم عليه بالجشع، ولا أحد في الوقت نفسه يستطيع أن يحلل تلك العلاقة المعقدة التي تربطه بالموسيقا، لكنها بلا أدنى شك علاقة روحانية تحلق به في الفضاء اللامتناهي للكون الذي ينتمي إليه!

يحكى أن الرئيس الأمريكي ابراهام لينكون قد مشى مرّة أكثر من مائتي ميل ليستعير كتابا من مكتبة، هل يستطيع أحد أن يفسر الدوافع الخفية التي تجبر رجلا على أن يمشي أكثر من مائتي ميل ليستعير كتابا؟!

هل يستطيع أحد أن يفسر ولع ابرهام لينكون بذلك الكتاب؟!!

…………..

ابراهام لينكون مشى مائتي ميل، أما أنا فسأمشي إلى الصين لو أغراني أحد بكتاب أو بصحن تبولة!

من يلمّ بكتاباتي يعرف لماذا أقبل أن أمشي إلى الصين مقابل كتاب، أما الغالبية فلا تعرف لماذا أقبل أن أفعل ذلك مقابل صحن تبولة!

“ما اجتمع أثنان على صحن تبولة إلا وكانت لحظة صفاء بينهما”

أميرة سيدة سورية، مضى على وجودها في أمريكا أربعون عاما، ولكنها لم تغادر يوما حدود قريتها في محافظة طرطوس السورية.

عندما هاجرت حملت في حقائبها العشيرة بشحمها ولحمها، بعمروها وزيدها.

هي من شهود يهوه، وتمطرني دوما بمواعيظها.

تعرف نقطة ضعفي، فتتصل بي لتقول: لقد انتهيت لتوي من تحضير طبق تبولة!

فأسابق الريح….

الشهر الماضي كلفني صحن تبولتها في يوم واحد خمسمائة دولارا.

وصلتني مخالفة مرورية بالبريد ومعها صور لي وللسيارة التي كنت أقودها وقد التقطتهم الكاميرا المزروعة على عامود الشارع.

أثبتت الصور بأنني انحرفت إلى اليمين، والإشارة الضوئية حمراء، قبل أن أتوقف كليا.

كل ما أستحقه في حياتي نلته ولم أزل أناله باستثناء المخالفات المرورية، فلقد نلت منها عددا أقل بكثير مما أستحق، ومعظمها ارتكبته وأنا في طريقي إلى بيت أميرة!

لقد اقترن صحن التبولة في اللاوعي عندي بلحظات صفاء عشتها في وطن لا شيء فيه يبعث على الصفاء، ولذلك أحس بأنني مشدودة دوما لصحن التبولة لأنه يربطني روحانيا بتلك اللحظات.

ليست جويس أقل غرابة مني عندما يتعلق الأمر بتلك العلاقة اللغزيّة الغامضة التي تشدّها إلى كونها!

جويس امرأة أمريكية من أصول سورية، هاجر جدّاها إلى أمريكا في القرن الثامن عشر، ومنذ اللحظة التي غادرا بها الوطن انقطعت كل صلة لهما به.

هي على أبواب الثمانين من عمرها، لم تزر يوما سوريا ولا تعرف ـ كأي أمريكي ـ أين تقع على الخارطة.

تعرفت عليها في بداية حياتي في أمريكا ومازلنا صديقتين.

كلما أزورها، ويحدث ذلك عدّة مرات في الشهر، تركض باتجاه خزانة في بيتها وتلتقط صحنا من النحاس المحفور والمزركش يدويا، ثم تروي لي قصته.

سمعت القصة مئات المرات وحفظتها عن ظهر قلب: لقد أعطت والدة جدّ جويس الصحن لابنها ـ الذي هو جدّ جويس ـ قبل أن يغادر سوريا وقالت له إن احتجت إلى نقود بعه في أمريكا، فالأمريكان يحبون التحف المصنوعة يدويا!

كانت الغربة أرحم مما توقعت والدة الجد، فلم يضطر الجدّ أن يبيع الصحن وتدحرج وراثيا حتى وقع في حضن حفيدته جويس!

في كل مرّة، تروي لي جويس تاريخ الصحن بنفس الحماس الذي كانت عليه في المرّة الأولى، وبين العبارة والعبارة تكرّر: إنه صحن دمشقي!

لم تعد علاقة جويس بالصحن مجرد علاقة بين مالك وشيء مملوك، وإنما تعدّت ذلك المستوى لتصبح علاقة روحانية صرف.

الصحن لا يساوي في ذروة الغلاء أكثر من ثلاث دولارات، لكنه بالنسبة لها يجسّد تاريخا هي جزء منه وليست جزءا منه!

الإنسان مخلوق أناني وروحاني في وقت واحد، وهو ـ في وعيه وفي اللاوعي عنده ـ يسعى ليوازن بين “الأنا” عنده وبين روحه في محاولة لتحقيق سعادته!

يقول جبران خليل جبران:

“كان لي مولد ثاني حين ربط الحب بين روحي وجسدي فتزاوجا”

أليس ذلك الصحن الدمشقي هو الرابط الذي يوحد بين الأنا عند جويس وبين روحها؟!!

……………..

صديقتي أميرة تحبني جدا، ولأنها تحبني تريدني أن أدخل ملكوت يهوه، الإله الذي تؤمن به.

لكنها تصرّ بأنه لن يقبلني في ملكوته حتى اؤمن بأن اسمه يهوه.

وأردّ: لا يهمني أن يقبلني في ملكوته، بل يهمني أن تقبليني أنت في بيتك!

قلبك ـ يا أميرة ـ هو ملكوت الإله الذي اؤمن به، ويسعدني أن تفتحي لي ذلك الملكوت!

ثم أتابع: يسكن إلهي في صحن التبولة الذي يجمعني معك في لحظة صفاء، لكنه لا يختزل عظمته في اسم من الأسماء!

يسكن في كل كتاب أقرأه فيعزز أناي وينعش روحي…..

يسكن في صوت راخيل اليهودية وهي تطمئن عليّ بعد نوبة رشح طرحتني في الفراش…

يسكن في باقة الزنبق التي أهدتني إياها جارتي سوشما الهندوسية….

يسكن في سرّة بوذا البارزة والتي يقال أنها مقرّ حكمته….

يسكن في فنجان القهوة الذي أتشاطره مع صديقتي رباب وهي سيدة كويتية ملحدة، سبقتني أشواطا وهي تفرّ من الإسلام.

يسكن في كل رسالة يكتبها لي مسلم سابق، ويعترف من خلالها بأنني حررته من كابوس الإسلام…..

يسكن إلهي في كل شيء جميل، ومن لا يستطيع أن يتبين الجمال لا يستطيع أن يرى ذلك الإله….!

……………

Jacob Needleman

، مفكر أمريكي ومدرس لمادة الفلسفة والدين المقارن في جامعات سان فرانسيسكو.

في أكتوبر عام 1967 دخل محلا صغيرا لبيع التحف التذكارية في أحد الأحياء السياحية، فعثر في داخله على لوحة مكتوب عليها صلاة يهودية وأعجبته.

لم يكن ثمنها يتجاوز بضع دولارات، فكتب على الفور شيكا وناوله للبائع، لكن البائع أعاد إليه الشيك وأكد له بأنه لا يتعامل مع زبائنه إلا نقدا.

لم يعثر في جيبه على المبلغ، فثارت ثائرته وخاض مع البائع حربا ضروسا، خرج على أثرها خاوي اليدين يجر وراءه أذيال خيبته.

في الطريق إلى بيته، فكر مليا في أبعاد تلك الحادثة، وتوصل إلى قناعة جديدة حول أهمية المال في حياة الإنسان، عكس قناعته الأولية بأن الإنسان مخلوق روحاني صرف.

يقول في أعقاب تلك التجربة:

“فكر في علاقتك مع الطبيعة، مع الأفكار، مع المتعة، فكر بمفهومك للهوية الشخصية واحترام الذات، فكر أين تعيش، بالأشياء التي تحيط بك، فكر في رغبتك بمساعدة الآخرين، أو الدفاع عن قضية ما، فكر بما فعلت البارحة وبما تفعل اليوم وبما ستفعل غدا، سترى بأن المال يلعب دورا هاما في كل شيء في حياتنا”

نعم، الإنسان مؤهل عقليا لكي يعيد النظر في قناعاته وفقا لتجاربه، وسيخسر الكثير عندما يسمح لقناعة ما أن تقولبه، ثمّ تمنعه من أن يكتسب قناعات جديدة أكثر ملائمة للزمان والمكان اللذين يعيش فيهما.

………….

قال عابر سبيل لمزارع: يبدو أن الله يحب حقلك كثيرا، فهو يتعامل معه بطريقة رائعة للغاية!

فردّ المزارع: يجب أن ترى كيف يتعامل معه عندما لا أكون موجودا!

عزيزي المسلم: لا يوجد دين ولا نبي ولا كتاب يستطيع أن يعوّض عن غياب العقل، لقد تصحّر حقلك لأنك رفضت أن تستفيد من تجاربك، فتستبدل قناعاتك الدينية بقناعات أكثر عقلانية.

التجربة أكبر برهان، شرط أن تمتلك القدرة العقلية على قراءة تلك التجربة!

تواجد في حقلك ـ وبكلّ ملكاتك العقلية ـ كي تضمن بأن الله يتعامل مع ذلك الحقل بطريقة أفضل!

href=”http://www.facebook.com/pages/%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%AD%D8%B1/346988445356028″> وفاء سلطان (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

سور بديل عن الأسد لحماية إسرائيل

كمال قبيسي

أكبر مؤشر على اقتراب سقوط النظام السوري هو القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية قبل يومين ببناء سور على امتداد “حدودها” مع سوريا، أي خط الهدنة الفاصل بين الجزء الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية والسورية من مرتفعات الجولان المحتل وطوله 90 كيلومتراً.

 الميجور آري شاليكار، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، شرح أمس الأربعاء، قرار بناء السور الذي سيشمل كاميرات بجوار دشم وخنادق وتوابعها، بعبارة قال فيها إنه يأتي “تحسباً لحالة عدم استقرار محتملة عقب السقوط المتوقع للرئيس بشار الأسد”، في إشارة واضحة بأن النظام “الممانع والمقاوم” كان طوال عقود حارساً للمحتل وضامناً لأمنه، فكان يستغني عن بناء أي جدار أو سور يحميه ممن احتل أرضه، لذلك خيم الأمان على المنطقة إلى درجة اقترحوا معها في إحدى المرات منح النظام السوري وجيشه جائزة نوبل للسلام.

 أما الآن، فما رأي المدافعين عن النظام ورأسه، في سوريا وخارجها، بالسور وبالتبرير الذي ذكره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في معرض شرحه لأسباب بناء العائق الجديد، إن لم يكن هذا السور ضرورياً لأمن إسرائيل بعد سقوط الأسد ونظامه؟

لماذا لم تبن الدولة المحتلة للجولان السوري أي جدار أمني أو سور بينها وبين سوريا، وطوال 40 سنة، إلا الآن فقط؟ وحدها حجارة السور تحمل الجواب للمتشدقين عندنا في لبنان بشكل خاص بأن النظام جعل من سوريا “الدولة الوحيدة المقاومة في العالم العربي”، في حين أن نظامها كان الضمان الأمني الوحيد للمحتل، والممانع الوحيد فعلاً، لكنه الممانع لأي مقاوم.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لعنة الخليفة!

هاني نقشبندي

اتعجب من اؤلئك الذين استغربوا قرارات الرئيس المصري، وكيف انها تكرس الديكتاتورية المطلقة.

سبب عجبي هو ان الاخوان المسلمين، مع احترامي لنفوذهم المتعاظم، ليسوا سوى امتداد لأفكار سياسية اسلامية لم تؤمن يوما بالديموقراطية، لأنها لم تعرف الديموقراطية أبدا.

ليس الاخوان وحدهم، بل هو التاريخ الاسلامي الذي لم يعرف الديموقراطية يوما ناهيك عن حق الاختيار أو الانتخاب.

أدركت الحضارة اليونانية القديمة أهمية وجود برلمان يمثل الشعب، وعرفته روما، وسادت قوانين مكتوبة عرفتها بابل، وبقي الاسلام، وسط كل هذه الحضارات وحده الذي لم يعرف لا برلمان، ولا نواب، ولا أي قانون مكتبوب طوال تاريخه. إن قلت بذلك تصدى للأمر رجال دين يصرون على ان الاسلام هو من يمثل الناس بلا برلمان، وأن قانوننا المكتوب هو القرآن الكريم وحده، وهو كا ف. لا يا سادتي، هو غير كاف، لأن القرآن الكريم هو كلام الله وإعجازه وليس دستورا او قانونا ينظم حياة الناس بالسلطة، وإلا لفعل منذ الف واربعمائة عام.

التاريخ الاسلامي كان دوما صنيعة رجل واحد هو الخليفة. كيف اتى هذا الخليفة؟ من انتخبه، من اختاره؟ فقط بضع اشخاص من البطانة والخواص. أين هو قانون القرآن الكريم من هذا اذا؟

لم يعرف التاريخ الاسلامي انتخابا حرا لأحد من خلفائه او أمراء مؤمنيه. ولا سمعنا ان مجلس شورى كان له رأي يسبق رأي الخليفة او يخالفه. بل لم نسمع عن مجلس شورى او برلمان او حتى عن واحد من جلساء الخليفة يمثل الناس. فلماذا نغضب الآن مما يحدث في مصر؟

هل علينا ان ننتظر الف واربعمائة عام أخرى كي نتخلص من لعنة الخليفة؟

لم يتغير الفكر السياسي الاسلامي عن يومه الأول كثيرا. ما اختلف هو رقم اليوم وتاريخه، بدلة او عباءه مطرزه بدل العمامة والريشة على الرأس. لكن الفكر بقي ذاته، والذي يقول ان الخليفة هو اختيار السماء وحدها، فما قيمة رأي الشعب أمام من يعتقد أن الله اختاره؟

nakshabandih@yahoo.com

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment