أرخبيل القُـلُّـغْ‎

مضحكة مبكية هي الطريقة التي تعاملت بها معنا دور النشر والترجمة العربية على مدى نحو قرن من الزمان وهي تترجم لنا أسماء أعلام في الأدب .. وأسماء أعمال عالمية مشهورة ومعروفة .. مثلما كان الفنان خالد الذكر سليم البصري ( حجي راضي ) يترجم بها رسالة مكتوبة باللغة العربية على أنها مكتوبة باللغة الهندية وهو أساساً لا يعرف القراءة والكتابة لا باللغة العربية ولا باللغة الهندية .

بطريقة الحجي راضي تمت ترجمة إسم الكاتب الروسي السوفييتي ( ألكسندر إسياڤيچ سولزنچن ) الى ( ألكسندر سولجينتسين ) . أما أهم مؤلفاته وهي رواية ( أرخبيل القُـلُّـغْ ) بمعنى أرخبيل السجن أو أرخبيل المعتقل , فقد تمت ترجمتها الى ( أرخبيل الغولاغ ) أو ( أرخبيل لاغولاغ ) أما كيف حدثت هذه الترجمة فإليكم الحكاية : حين كانت الدولة العثمانية تحكم أجزاء واسعة من قارتي أسيا وأوربا وسواحل الجزيرة العربية والعراق ومصر , كانت كلمة ( القُـلُّـغْ ) كلمة تركية تعني السجن أو المعتقل الذي بناه الولاة العثمانيون في كل ولاية عثمانية لتغييب المعارضين والخصوم , وبقيت كلمة القلُّغ رهيبة تشير الى معنى التغييب وراء الشمس .. وما زلنا باللهجة العراقية الدارجة نستعمل هذه الكلمة حتى اليوم للإشارة الى نفس المعنى .

بنفس الطريقة دخلت هذه الكلمة الى التعابير العامية الروسية .. ووجدها الروائي الروسي سولزنچن طريقة مناسبة للتعبير عن أرخبيل ( التغييب وراء الشمس ) فعنون الرواية بهذه الكلمة . لكن لأن الأستاذ المترجم يعرف اللغة الروسية فقط .. ولا يعرف بعض الكلمات التركية الداخلة عليها لذلك إعتبر كلمة ( گُـلَّـگْ ) أو ( قُـلُّـغْ ) إسماً لايجوز التلاعب به أو ترجمته وإنما نقله كما هو .. وإمعاناً فلأن اللغة العربية لا تحتوي على الصوت ( گ ) لذلك ترجمت كلمة ( گُـلَـگ ) الى ( غولاغ ) بمد الضمة والهمزة أيضاً .

ولد سولزنچن يوم 11 ديسمبر 1918 وعاش حتى 3 آب 2003 وكان مؤرخاً وروائياً وكاتباً درامياً منحت له جائزة نوبل في الأدب عام 1970 وهي جائزة مسيسة دولياً لا تمنح إلا لمن تزكيهم الولايات المتحدة الأمريكية من أصدقائها ورعاياها ولهذا حاز على أغلب من نصف جوائزها باحثون يهود .. أما في حالة سولزنچن والكاتب السوفييتي الآخر بوريس باسترناك .. فلم تمنح لهما الجائزة إلا كنوع من الحرب ( الدعائية ) الباردة ضد الإتحاد السوفييتي .. في حين حرم منها كاتب أمريكي بارع مثل عزرا ﭙاوند مع أنه يستحق أكبر من جائزة نوبل في الأدب .. لا لشيء إلا لأن حظه أوقعه على الجانب المغلوب في الغربلة الأخيرة للتوجهات الأمريكية العدوانية على العالم خلال الحرب العالمية الثانية .

رب سائل يسأل: جائزة نوبل جائزة سويدية يمنحها ملك السويد للفائزين بها فما علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الجائزة ؟ والجواب جداً بسيط حيث سنرجع قليلاً الى الوراء لتتبع تاريخ السويد .

خلال القرنين 18 و 19 شهدت السويد زيادة سكانية كبيرة وكانت بلداً زراعياً فقيراً , لهذا بدأت هجرة سكانها الى الولايات المتحدة الأمريكية بأعداد غفيرة زادت على نسبة 1% من مجموع السكان سنوياً خلال تسعينات القرن الثامن عشر, ورغم هذه الهجرة العالية النسبة إلا ان السويد بقيت مهددة بالمجاعة لأنها تعتمد على الزراعة فقط في حين بدأت جاراتها من الدول الإعتماد على التصنيع إضافة للزراعة . يقال أنه حتى العام 1910 كان أكثر من مليون سويدي قد هاجروا الى الولايات المتحدة الأمريكية , وعن طريق هذه الجالية السويدية تمكن الأمريكان إدخال نفوذهم الى السويد شيئأً فشيئاً .

يتجلى النفوذ الأمريكي واضحاً في السويد خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية , ففي حين أعلنت السويد حيادها في الحرب , والحياد كلمة مطاطة قابلة لكل الإحتمالات , لذلك كانت السويد تتبع نفس سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تغذية الحربين . الأمريكان أقرضوا الألمان والبريطانيين المال لبناء الغواصات الحربية لقتل بعضهما , وباعوا السلاح والذخيرة والغذاء للطرفين , وكان من مصلحة الأمريكان أن يطول أمد الحرب فتذبح دول أوربا بعضها بعضاً لتضعف جميعها ويصبح من السهل أن ترتهن بلدانها بيد الإدارة الأمريكية .

بالمثل فالسويد وبإعتبارها ( محايدة ) قدمت الكثير من التنازلات لألمانيا وزودتها بالكثير من إحتياجاتها وأهم تلك الإحتياجات هو الحديد والصلب اللازم لصناعة السلاح الألماني .. لكنها من ناحية أخرى ساندت المقاومة النرويجية ضد الألمان , ومنحت يهود الدنمارك الملجأ فأنقذتهم من الترحيل على يد الألمان الى معسكرات الإعتقال .

رغم إدعاء السويد حياديتها إلا أنها ومنذ بداية ستينات القرن الماضي كانت قد وقّعت إتفاقيات عسكرية سرية مع الولايات المتحدة الأمريكية , سمحت للأمريكان بموجبها ومنذ ذلك الوقت بنشر غواصاتهم النووية قبالة سواحل السويد في بحر الشمال وخليج كاتيغات المطل على بحر البلطيق فإمتلأ بحر البلطيق بالغواصات النووية الأمريكية .. علمأ بان هذه الإتفاقية العسكرية مع الأمريكان بقيت سرية حتى العام 1994 .

من الطبيعي أن يرافق كل هذا التعاون العسكري , كم هائل من المساعدات المالية , التي يصاحبها نوع من ( التطبيع ) أو ( التبعية ) الثقافية , لذلك أصبحت جائزة نوبل جائزة أمريكية بإمتياز تمنح الى ( حبايب ) السياسة الأمريكية على أنها جائزة عالمية أوربية .

ونعود الآن مرة أخرى الى سولزنچن فنقول إن والدته كانت فتاة أوكرانية تدعى ( تايسيا ) قدمت الى موسكو للدراسة , وفي موسكو تعرفت على والده ( إيزاكي ) الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش القيصري وأصله من منطقة جبال القوقاز , بعد زواجهما قتل الزوج في حادثة صيد بينما كانت هي حاملاً بولدهما الوحيد ( ألكسندر ) الذي حين قدم الى الحياة رعته أمه وعمته , وقد تحدث سولزنچن عن كل هذه الحكاية في روايته ( آب العجلة الحمراء 1914 ).

ترافقت سنوات حياة سولزنچن الأولى مع سنوات الثورة الروسية , وبحلول عام 1930 كانت الأرض التي تملكها عائلته قد تحولت الى ( تعاونية زراعية ) لذلك إضطرت والدته الى العمل بشكل قاسي من أجل تدبير أمور عيشهم , كما إضطرت العائلة الى إخفاء السر بكون رب الأسرة كان ضابطاً في الجيش القيصري , وكانت والدة سولزنچن المثقفة والتي لم تتزوج مرة ثانية تشجع طموح ولدها العلمي وكتابته الأدبية , كما أنها ربته مسيحياً أرذودوكسياً لكنها ماتت وهو في سن الخامسة والعشرين , وكان ذلك عام 1944 .

درس سولزنچن الرياضيات في جامعة روستوف , بينما كان في نفس الوقت يدرس الفلسفة والتاريخ والأدب بالمراسلة في معهد موسكو , ويعترف هو بنفسه أنه لم يجادل الأفكار الواردة في تلك الدروس أو مدى تدخل الدولة السوفييتية في السيطرة على الأحكام الفكرية والعقائدية الواردة في مواضيعها .

تزوج سولزنچن يوم 7 نيسان 1940 من طالبة كيمياء تدعى ( ناتاليا ريشتوڤسكايا ) وتطلقا عام 1952 أي قبل عام واحد من صدور روايته ( أرخبيل القلغ ) لكنه عاد إليها عام 1957 ثم تطلقا من جديد عام 1972 . ويظهر أن سولزنچن كان موعوداً بإسم ناتاليا لأن زوجته الثانية المتخصصة في الرياضيات كانت تدعى ( ناتاليا سڤيديلوفا ) وكانت له معها علاقة قبل الزواج . حين تزوجها عام 1973 كان لهما ثلاثة أولاد : ( يرمولي ) 1970 , ( أگنات ) 1972 , و ( ستيبان ) 1973 .

خلال الحرب العالمية الثانية خدم سولزنچن في الجيش الأحمر وشارك في مهمات قتالية على الجبهة , ونال مرتين الأوسمة على قتاله , ونشر تلك الفترة روايته ( حب الثورة ) ولم تكن هناك شائبة تشوب علاقته بنظام دولته .

في شباط 1945 وكان سولزنچن يخدم الجندية على جبهة بروسيا الشرقية , متعباً من الحرب وقلقاً بشأن مصيره فيها , ومثل أي جندي في مثل حالته حيث بدأ بالتذمر من القتال وجدواه .. وكان قد كتب بعض التعليقات حول ( إدارة ستالين الفاشلة للحرب ) في رسالة الى صديقه ( نيكولاي ڤيتكڤيچ ) وحين وقعت الرسالة بيد السلطات وجهت لسولزنچن تهمة ( معاداة الدعاية السوفييتية ) تحت المادة 58 البند العاشر و( تأسيس منظمة معادية ) تحت البند الحادي عشر من نفس المادة .

أُقتيد الى سجن ( لوبيانكا ) في موسكو حيث تم التحقيق معه تحت الضرب ثم حكمت عليه المحكمة بالسجن 8 سنوات , وكانت تلك عقوبة بسيطة تصدر بحق متهم تحت المادة 58 البندين 10 و 11 من قانون العقوبات السوفييتي .

كان الجزء الأول من عقوبته أن يخدم في معسكرات سجن مختلفة أما ( المرحلة المتوسطة من العقوبة ) كما سماها هو لاحقاً في كتاباته , فقد أمضاها في ( شاراشكا ) وهي منشأة خاصة للبحوث العلمية التي تديرها وزارة أمن الدولة , فيها إلتقى ب ( ليڤ كوﭙليڤ ) الذي تحدث عنه سولزنچن في روايته ( الدائرة الأولى ) التي صدرت في الغرب عام 1968 .

عام 1950 تم إرساله الى معتقل خاص للسجناء السياسيين يقع في مدينة ( إكباستوز ) الكازاخستانية حيث عمل في هذا المعسكر : حدّاد , سبّاك , وبنّاء , وخبراته في المعسكر شكلت الأساس لروايته التي صدرت فيما بعد بعنوان ( ذات يوم من حياة إيڤان دنيزوڤيچ ) .

خلال هذه الفترة دخل سولزنچن الى المستشفى وأجريت له عملية إزالة ورم .. لم يشخص وقتها على أنه سرطان .

إنتهت محكوميته عام 1953 وبدلاً من إطلاق سراحه تم نفيه لما تبقى من حياته الى ( كوك تيريك ) جنوب كازاخستان .

السرطان الذي لم يكن مشخصاً بدأ الإنتشار في جسمه وأوصله الى حافة الموت في نهاية العام . عام 1954 تم السماح له بالسفر الى طاشقند لتلقى العلاج فيها وكانت معاناته المرضية وإقامته في جناح مرضى السرطان في المستشفى هما المادة الخام لكتابة روايته ( جناح السرطان ) .

خلافاً للرأي السائد الذي يقول بأن سولزنچن كان قد تقاطع مع الماركسية منذ هذه اللحظة من عمره لأنه إتفق مع فلسفة وعقيدة دينية رافقته منذ تلك الفترة وحتى نهاية حياته .. إلا أنني لا أرى فيما قام به تقاطعاً مع الماركسية بل أرى فيه صورة رجل جاوز الخامسة والثلاثين من عمره .. مصاب بالسرطان في مراحله المتقدمة .. ويفكر في الموت والإبتعاد عن حياة عاشها باليتم وضياع الحق .. ثم تعليم محدود .. وخدمة عسكرية على جبهات الحرب العالمية الثانية الضارية .. ثم إتهام بتهمة جاهزة رداً على بضع كلمات ناقمة من الحرب كتبها في رسالة , أعقبتها 8 سنوات من السجن في معتقلات عتيدة .. الدولة السوفييتية هي التي صنعت من سولزنچن معارضاً .. ولولا تلك العقوبة وذلك السجن لما تحول كاتبنا الى ما هو عليه اليوم .. ثم بعد السجن جاءه النفي .. وفي المنفى أدرك إصابته بالسرطان في مراحله المتقدمة … كل باحث نفسي منصف سيتفق معي على تسمية عودة سولزنچن الى أحضان الدين وفلسفته الغيبية ب (الإرتداد النكوصي ) الذي رافقته نقمة على الدولة السوفييتية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون تقاطعاً مع الماركسية

حين وصل خروشوف الى السلطة وتقاطع مع السياسة الستالينية عام 1956 تم إعفاء سولزنچن من النفي فعاد الى روسيا , بدأ بالتدريس في مدرسة متوسطة وبدأ الكتابة التي إستمرت حتى عام 1961 وبموافقة من خروشوف كانت مقاطع مطولة من روايات ( جناح السرطان ) و ( ذات يوم من حياة إيڤان دنيزوڤيچ ) تدرس في المدارس في عموم الإتحاد السوفييتي كنوع من أنواع نقمة خروشوف على العهد الستاليني .

كلنا يعرف أن خروشوف ورغم أزمة الصواريخ الكوبية ورغم كلماته المتشنجة وصوته العالي وضربه منصة الأمم المتحدة بالحذاء أثناء خطبة القاها أمام الجمعية العامة , إلا أنه ومنذ عهده كان قد بدأ العد العكسي للحكم الشيوعي في بلده , وبعزله عن الحكم عام 1964 وتعيين عدد من الرؤساء الذين لا أحد يدري كيف وصلوا الى الحكم .. يكون من المنطقي إنهيار الإتحاد السوفييتي .

منذ عهد خروشوف بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا البحث عن أدبيات روسية تناقض النظام أو تفضح بعض ممارساته فكانت كتابات سولزنچن بتصويره حياة السجون والمستشفيات والمرض والموت وضعف الخدمة الصحية والإجتماعية هي ( عز الطلب ) الذي يبحث عنه الغرب .

بعد إقصاء خروشوف عن الحكم سرعان ما توقف طبع أعمال سولزنچن , وفي العام 1965 لاحقته ( الكي جي بي ) وصادرت بعض كتاباته وبضمنها روايته ( الدائرة الأولى ) ورغم ذلك كان يعكف وبشكل سري على كتابة روايته ( أرخبيل القلغ ) ويتم إخفاء أوراقها أولاً بأول , حتى أنه قرر ذات مرة وبعد منحه جائزة نوبل في الأدب بأنه وطيلة فترة كتابتها لم يرَ أوراقها كاملة أمام عينيه .. بل كان يكتب , وتخبأ كل ورقة في مكان منفصل .

بسبب متابعة ( الكي جي بي ) المستمرة , تم طرد سولزنچن من إتحاد الكتاب الروس عام 1969 فقامت الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الضد من ذلك بمنحه جائزة نوبل في الأدب عام 1970 لكنه لم يذهب لتسلمها من ملك السويد خوفاً من أن لا تسمح له حكومته بالعودة الى موسكو بل إقترح أن تسلم له الجائزة في إحتفال صغير في السفارة السويدية في موسكو لكن الحكومة السويدية ومن ورائها الأمريكان عارضوا ذلك لإستعمال هذا الموضوع مادة للحديث الإعلامي الذي سيطول ويطول ولن ينتهي بترحيل سولزنچن عن الإتحاد السوفييتي بل سيستمر الى ما بعد منحه الجائزة لاحقاً في إحتفال المكرمين بها عام 1974 .

رواية ( أرخبيل القلغ ) مكونة من ثلاثة أجزاء وتقسم الى سبعة أاقسام و تمت ترجمتها الى 35 لغة وبيعت منها 30 مليون نسخة , وطبعاً تم كل هذا بأسلوب الدعم والدعاية الغربيين . ففي عام 1974 إعتقل سولزنچن وتم ترحيله الى فرانكفورت في ألمانيا الغربية , وفي نفس اليوم سحبت منه الجنسية السوفييتية , وكان ذلك قد تم بسبب أن ( الكي جي بي ) كانت قد عثرت على الجزء الأول المخطوط من روايته ( أرخبيل القلغ ) .

قام الملحق العسكري الأمريكي في المانيا الغربية بتدبير تهريب كتابات سولزنچن من الإتحاد السوفييتي , وبضمن ذلك بطاقة هويته في إتحاد الكّتاب السوفييت , وهوية الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية . وقد إمتدح سولزنچن صديقه الملحق العسكري الأمريكي أيما مديح على هذه الخدمة في كتاب مذكراته الذي عنوانه ( حلفاء لا منظورون ) 1995 .

تنقل سولزنچن بين بلدان أوربية متعددة فقد عاش في كولونيا بألمانيا ثم إنتقل الى زيورخ في سويسرا , زار بريطانيا .. ثم دعته جامعة ستانفورد الى الولايات المتحدة الأمريكية ليقيم هناك مع عائلته وينشر أعماله ثم منحت له العديد من الشهادات الفخرية والشرفية . ورغم أنه عاش في الولايات المتحدة ما يقارب 20 عاما ً إلا انه لم يتقن الحديث باللغة الإنكليزية وهذا ما منعه من أن يكون نجم المحطات التلفزيونية للنيل من الشيوعية والسياسة السوفييتية خصوصا في مرحلة إقتراب النظام من الإنهيار .

عام 1994 عاد سولزنچن مع زوجته ناتاليا الى روسيا , زوجته كانت تحمل الجنسية الأمريكية , أما أولادهما فقد بقوا في الولايات المتـحدة الأمريكية , وفيما بعد عاد إبنهمـا ( يرمولي ) ليعمل في ( مكتب موسكو ) لأحدى الشركات العالمية الرائدة ( ؟؟ ) في مجال الإستشارات . بينما حصل الولدان الآخران على الجنسية الأمريكية .. فيما أصبح إبنه الثاني ( أگنات ) عازف بيانو وقائد فرقة موسيقية أمريكية . 

عام 2007 زاره الرئيس ﭙوتين في بيته لمنحه ( جائزة جمهورية روسيا الإتحادية ) عن أعماله الإنسانية والأدبية .

مات سولزنچن في آب 2008 ودفن في موسكو وهو بعمر 89 سنة أي بعد أن تعايش مع السرطان طيلة حوالي 60 عاما ً .. من قال بأن السرطان مرض قاتل ؟

في الختام أدعوكم لتفكروا معي .. لو كانت مذكرات سولزنچن كسجين أو مريض أو منفي لم تتخذ حجة أو وسيلة للبرهنة على صراع دولي .. أما كانت ستبقى مثل خربشات سجين على حائط السجن ؟

وإذن فالصراع الدولي هو الذي إستحق جائزة نوبل في الأدب … لا خربشات السجين .  ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

دكتور زيڤاگو‎

في مرحلة الماجستير تتلمذت على يد الأستاذ الكبير الدكتور جميل نصيف , وكان يدرسني مادة النقد الأدبي , وإضافة الى دراستنا على يديه فقد أغنت عقولنا ترجماته الأدبية الكبيرة الى العربية مثل كتاب ( نظرية المسرح الملحمي ) لبرخت , و ( موسوعة نظرية الأدب ) لكورگينيان . ومن حصيلة ما تعلمته من كل ذلك العلم الغزير والخبرة الكبيرة التي لأستاذي الجليل , هو أن لا أحلل نصاً أدبياً دون العودة الى كاتبه , ومجمل أعماله , والمرحلة التاريخية التي عاشها , والسبب أو الأسباب الموضوعية التي أدت به الى إنتاج ذلك العمل . لذلك سأقوم بتعريفكم بشخصية الكاتب الروسي ( بوريس پاسترناك ) وأهم أعماله .. قبل شروعي بتقديم تحليل مبسط لروايته الشهيرة ( دكتور زيڤاگو ) التي جلبت له جائزة نوبل في الأدب .. وقتلته بحزنه بعد أقل من عامين من حصوله على الجائزة .

ولد پاسترناك في موسكو في 10 شباط 1890 لعائله يهودية ( أشكنازية ) غنية ومثقفة , فوالده ( ليونيد پاسترناك ) كان أستاذاً في كلية موسكو للرسم والنحت والهندسة , أما والدته فهي عازفة البيانو المعروفة ( روزا كوفمان ) لذلك عاش منذ ولادته في أجواء متحضرة وبيئة ذكية حيث كانت الأسرة وزوارها وأصدقاؤها تتضمن الرسامين والأدباء والموسيقيين , وكان من بينهم الموسيقار سيرگي رخمانينوف , والمتصوف الملحن ألكسندر سكريابين , والكاتب الوجودي ليڤ شيستوڤ , والشاعر ريلكه , والروائي تولستوي , وكان پاسترناك الطفل قد قرر في طفولته أن يصبح مؤلفاً موسيقياً , لكنه قرر فيما بعد أن يدرس الفلسفة , وأخيراً إختار لنفسه حرفة الأدب .

إنتسب پاسترناك الى ( كونسرفتوار موسكو ) لدراسة الموسيقى لكنه سرعان ما ترك تلك الدراسة لينتسب الى ( جامعة ماربورگ ) لدراسة الفلسفة , لكنه قرر أن لا يجعل من الفلسفة مجالاً لعمله التخصصي .

حين عاد الى موسكو عام 1914 كان مولعاً بتيار ( المستقبلية ) في الأدب الروسي وعلى الأخص أشعار ( ألكسندر بلوك ) الذي يعد الشاعر الروسي الأهم بعد پوشكين . ولهذا صدرت المجموعة الشعرية الأولى لپاسترناك في نفس العام وهي تحمل النفس المستقبلي .

في المرحلة اللاحقة من حياة پاسترناك , إنشغل ذهنه كثيراً بفلسفة الفيلسوف الألماني ( عمانويل كانط ) وهي تتحدث عن ( الرمزية الواعية ) و( الرمزية اللاواعية ) ومباديء أخرى مثل مبدأ ( الفن للفن ) و ( الفن للمجتمع ) , ليصوغ بهذه المباديء والأفكار طريقته المتفردة في الكتابة الأدبية , مستعملاً اللغة اليومية العادية , وأشكال من الجناس اللغوي , ومزيج كبير من الإيقاعات اللفظية الموسيقية , وكان متأثراً في ذلك وبشكل كبير بأشعار كل من ( ريلكه ) و ( لرمنتوڤ ) .

أما أثناء الحرب العالمية الأولى فقد عمل پاسترناك في معمل للكيمياويات , وقد أفادته الخبرات التي إكتسبها من هذا العمل فيما بعد حين كتب روايته ( دكتور زيڤاگو ) .

بوقوع الثورة الشيوعية في روسيا فإن أعدادا ً كبيرة من المثقفين والأغنياء الروس غادروا البلد وذهبوا للعيش في أوربا , غير أن پاسترناك وجد نفسه متناغماً مع الخط الثوري الجديد ومتعاطفاً مع الثورة , ولهذا فضل البقاء في موسكو ولم يغادرها .

المجموعة الشعرية التي تحمل المفتاح لتفسير كل أدب پاسترناك هي رؤياه الشعرية في مجموعة قصائد ( أختي _ الحياة ) ففي صيف عام 1917 وكان الشاعر يعيش في منطقة السهوب الروسية قرب ( ساراتوڤ ) وكان شاباً في السابعة والعشرين من العمر .. مر بعلاقة حب ألهمته كتابة قصائد هذه المجموعة في 3 أشهر فقط مختصراً فيها كل علومه وفلسفته في الحياة . لكنه بقي محرجاً من نشر تلك القصائد بسبب طبيعتها الروائية حتى العام 1921 لكنه حالما قام بنشرها .. ثورت قصائده تلك الأدب الروسي برمته .. وجعلت من پاسترناك ( الموديل ) الذي يحتذي به كل الأدباء الشباب , وغيرت بشكل حاسم أشعار الكثيرين منهم , أما شعراء من أمثال ( مايكوڤسكي ) و ( أندريه بيلي ) و ( أنا أخماتوڤا ) ( ڤلاديمير نابوكوف ) فقد عدوا قصائد هذه المجموعة أعمالاً إبداعية نقية جامحة الإلهام .

في نهاية العشرينات من القرن الماضي بدأ پاسترناك يشعر بأن طرازه الحداثوي الملون أخذ يتعارض مع المذهب الأدبي ( الواقعية الإشتراكية ) التي يتبناها الحزب الشيوعي الحاكم , لذلك أخذ يعيد كتابة بعض قصائده بطريقة جديدة لتكون ملائمة لتطلعات ( الجموع ) فنشر في هذا الباب قصيدتين مطولتين عن ( الثورة ) كما تحول الى كتابة النثر فكتب بعض القصص والسير الذاتية .

بحلول العام 1932 كان پاسترناك مستمراً في قولبة إنتاجه الأدبي ليتماشى مع توجهات الثورة البلشفية فنشر في تلك السنة مجموعته الشعرية ( الولادة الثانية ) وإستمر في ذلك النهج حتى العام 1943 حين نشر رواية ( القطارات المبكرة ) .

خلال عهد ستالين عاشت روسيا فترة معسكرات عمل وحملات تطهير راح ضحيتها الملايين من الروس , ولهذا كانت الثورة البلشفية تنتقد بشكل واسع رغم أن الناس لم تكن تستطيع الكلام .. ولهذا فإن خط باسترناك المتماشي مع ( فكر الثورة ) وكأنه ينظر بعين واحدة الى مجمل ما يقع , كان قد جلب له الكثير من الإنتقادات اللاسعة بإعتباره ( أديب النظام ) . لذلك عمد الشاعر الى عدم نشر كتاباته بل إستعاض عن ذلك بترجمة الكثير من الأشعار الأوربية الى الروسية , فمن شعر شكسپير قام بترجمة مسرحياته ( هملت , مكبث , لير ) كما ترجم لگوته مسرحية ( فاوست ) أما من أعمال ريلكه فقد ترجم له ( قداس لصديق ) .

في حدود بداية الحرب العالمية الثانية إنتقل پاسترناك وأسرته الى بيت ريفي خارج موسكو , وكان هدوء الحياة وعزلتها قد سـاعداه على تطوير أفكاره التي نشرها في ديوانه الأشهر ( أختي _ الحياة ) محولاً نفس هذه الأفكار الى نص منثور مكتوب على شكل رواية تم منحها عنوان ( دكتور زيڤاگو ) .

إنتهت الحرب العالمية الثانية .. ثم مات ستالين , ووصل خروشوف الى الحكم من بعده وبدأ الزعيم الجديد ينتقد بشده سياسة سلفه , لكن كل هذا لم يشجع پاسترناك على نشر روايته داخل الإتحاد السوفييتي لأنها كانت رواية صريحة صورت أجواء الحرب والقتال بمآسيها التي وقعت على الناس من قبل الجيش الشيوعي الأحمر .. مثلما وقعت عليهم من قبل الجيش القيصري الأبيض أثناء الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية التي أطاحت بالقيصر , كان پاسترناك موقناً أنه سيساء فهمها من قبل الحكم الشمولي الذي كان يدير البلد .

إتفق الكاتب في العام 1957 مع صديقه ( أشعيا برلين ) على أخذ الرواية الى إيطاليا وترجمتها الى الإيطالية ونشرها هناك , مستفيداً من قرار للحكومة الشيوعية كان يقضي بعدم تعلم الروس أي لغة أجنبية لحرمان الناس من فهم الإنتقادات التي توجه للنظام الشيوعي عبر الصحف والإذاعات الموجهة .

لم يتم الإلتزام برغبة پاسترناك بعدم نشر الرواية باللغة الروسية ( وسنعرف السبب ) بل تم طبعها بالإيطالية والروسية , وحين إطلع عليها بعض الأدباء الروس الذين كانوا يحسدون پاسترناك على نجاحه وحظوته لدى الحكومة , طالبوا بطرده من الإتحاد السوفييتي .

تلقفت الولايات المتحدة الأمريكية الرواية وقامت بترجمتها على الفور الى الإنكليزية وتم نشرها فحققت أعلى مبيعات في الولايات المتحدة المريكية لمدة 26 أسبوع . وحالما إشتعل الموقف داخل الإتحاد السوفييتي ضد پاسترناك .. حتى سارعت الولايات المتحدة الأمريكية الى منحه جائزة نوبل في الأدب عام 1958 .

بعد أربعة ايام من إعلان فوزه بالجائزة بعث الى الأكاديمية السويدية برقية تقول : (( تقديراً للفهم الذي يحمله شعبي عن الجائزة الممنوحة من قبلكم فإني أرفض الجائزة , وأرجو عدم مؤاخذتي على رفضي الطوعي لها )) .

لكن الأكاديمية السويدية وبسبق الإصرار والترصد أصرت على موقفها المانح للجائزة بإعلانها : (( إن هذا الرفض , بالطبع لن يغير شيئاً من إستحقاق الجائزة التي ستبقى في حوزة الأكاديمية التي تعلن أسفها لعدم إقامة مراسيم منح الجائزة )) .

ومن أجل إثارة المزيد من الجلبة حول الموضوع فقد قام رئيس الوزراء الهندي ( جواهر لال نهرو ) وهو واحد من المؤسسين لحركة عدم الإنحياز الأمريكية التي أحلت اللعنة على شعوب العالم الثالث بقروض البنك الدولي الأمريكي , بإجراء محادثات مع خروشوف بشأن پاسترناك من أجل عدم نفيه او إلقاءه في السجن .. وطبعاً إستغرق الحديث عن ذلك حيناً من الدهر في الإعلام الغربي .

مات پاسترناك بعد 19 شهر من حصوله على جائزة نوبل جراء سرطان رئوي أصيب به ولم يمهله طويلاً . حشد كبير من أصدقائه المثقفين وهم يحملون نعشه المفتوح الى قبره قاموا بنعيه بقصيدة من تأليفه عنوانها ( هملت ) أترجمها لكم في هذه السطور :

هدأ الضجيج . فخرجت الى المسرح

أترنح عند الباب

أحاول أن احزر من خلال الصدى البعيد

مالذي سيحدث أثناء حياتي .

عتمة المساء تحدق بي

عبر آلاف من عيون الناظرين

أبي .. والدي , إذا كان ممكناً

فإسمح بتمرير كأسي إليهم .

أحب غاياتك العنيدة

وأوافق على لعب دوري فيها

ولكنهم الآن يمثلون دراما مختلفة

من أجلها .. إسمح لي أن أكون .

مع أن خطة الطريق قد رُسِمَتْ

ونهاية الطريق لا مفر منها

فأنا وحدي : والكل غارقون في النفاق .

أن تعيش حياتك .. فليس ببساطة التوغل في الحقول .

بعد أن بدأ الإتحاد السوفييتي بتطبيق سياسة ( البريستوريكا والغلاسنوست ) سمح لرواية دكتور زيڤاگو بأن تطبع في مطابع روسية وأن يطلع عليها المواطنون السوفييت وكان ذلك عام 1988 وعندها فقط .. قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتصريح أنها هي التي قامت بطبع الرواية باللغة الروسية في إيطاليا عام 1958 لإستعمال الرواية وكاتبها أدوات للصراع الدولي مع الإتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة .

عام 1989 مثل السيد يڤگيني بوريس پاسترناك أمام الأكاديمية السويدية في ستكهولم لنيل الجائزة التي منحت لوالده عام 1958 وقال في كلمته أمام الحاضرين : (( لم يلعب والدي أي دور من أجل نشر الرواية باللغة الروسية عام 1958 ولم تكن له أية فكرة عما قامت به وكالة المخابرات المركزية الأمريكية . ولم يتوقع والدي مطلقاً تسلم جائزتكم , التي من المؤلم أنها جلبت له الكثير من الحزن والمعاناة )) .

عام 1965 تم إقتباس رواية دكتور زيڤاگو الى فلم سينمائي أمريكي قام بتمثيله كل من عمر الشريف وجولي كريستي وهو من إخراج ديفيد لين , لكن الفلم كان ساذجاً جداً في عرض فكرة الرواية .. حيث صورها على أنها علاقة لإمراة أسمها لارا بثلاثة رجال , وتدور أحداث الفلم في أجواء الحرب التي تقع فيها الكثير من المآسي . لكن الفلم لم يتمكن مطلقاً من تقديم فلسفة الرواية التي كانت غائبة تماماً .

بنفس الطريقة التي منح بها بوريس پاسترناك جائزة نوبل في الأدب .. تم منح الفلم الأمريكي 5 جوائز اوسكار ورافقته دعاية إعلامية ضخمة .. وكل ذلك كان مصمماً لمهاجمة الإتحاد السوفييتي أثناء أزمة الصواريخ الكوبية وما أعقبها بإشعال النزاع بين الأتراك واليونانيين في قبرص وبما يهدد بنشوب حرب على حدود الإتحاد السوفييتي تفصل عنه جمهورياته في أوربا الشرقية لجعله يسحب صواريخه من كوبا .

في العام 2006 قام المخرج الروسي ( ألكسندر پروشكين ) بإخراج فلم جديد عن رواية الدكتور زيڤاگو هي أكثر إخلاصاً للرواية وفكر مؤلفها من الفلم الأمريكي الذي مثله عمر الشريف .

لكي نتمكن من فهم رواية دكتور زيڤاگو بشكل جيد , ينبغي أولاً أن يكون لدينا إطلاع جيد على مباديء فلسفة الفيلسوف الألماني ( عمانويل كانط ) وبالأخص مبادؤه الرمزية في الفن , إضافة الى مبدأ الفن للفن . كما ينبغي علينا معرفة مقدار التعارض الكبير بين ( الواقعية الإشتراكية ) في الأدب عن مبدأ ( الفن للفن ) عدا ذلك ينبغي علينا قبل قراءة الرواية قراءة المجموعة الشعرية ( أختي – الحياة ) للمؤلف نفسه .

أهم شخصيتين في الرواية هما شخصية ( يوري زيڤاگو ) الطبيب الشاعر المتزوج والأب , ثم شخصية لورا التي سيتعرف عليها فيما بعد وسيحبها حباً كبيراً دون أن يكون قادراً على فعل شيء لهذا الحب , لكنه سيرى لورا تضيع أمامه وهو مكتوف اليد , أزمته تشبه أزمة المثقف في رواية زوربا للمؤلف اليوناني ( نيكوس كازانتزاكي) الذي يعرف كل شيء لكنه عاجز عن الفعل لأنه لا يتمكن من إتخاذ القرار.

الشخصية الثانية هي شخصية لورا الفتاة الجميلة المشعة بالحياة التي تضيع بين ثلاثة رجال واحد يستغلها , والثاني يريد مجرد الإرتباط بها , والثالث يحبها دون قرار .. في النهاية تنتهي لورا وتضيع منها ديمومتها بفقدانها لإبنتها .

بقية الشخصيات كلها شخصيات مساعدة .. أما الخلفية البانورامية التي تتحرك عليها دائرة العلاقات هذه فهي أحداث الثورة الشيوعية 1917 ثم الحرب الأهلية التي أعقبتها وإستمرت ما بين 1918 _ 1920 .

تتجسد براعة پاسترناك الكتابية في مزجه ما بين رمزية الحبكة , وواقعية المجتمع الذي تدور فيه الأحداث الى الحد الذي يمنح الحبكة الرمزية الكثير من واقعية مجتمعها .

أول أشكال الرمزية في الرواية هو في إختيار أسماء الشخصيات , زيڤاگو كلمة روسية تعود الى الأصل _ زيڤ_ ومعناه حياة . لورا كلمة يونانية تعني الإشراق أو البهجة . صديقها الأول الذي يستغلها إسمه كوماروڤسكي ومعناه _ بعوضة _ أما خطيبها الذي يريد الإرتباط بها كنوع من أنواع تأدية الواجب فإسمه _ پاشا _ وهو تحوير روسي لإسم بولص .

في الأحوال الإعتيادية يحتاج الأنسان الى الإستقرار والحرية لكي يتمكن من الإختيار , وتصبح الأمور أكثر تعقيداً حين يفرض عليه واقعه الجديد أن ينقض إختيارات سابقة لكي يحل محلها خيارات جديدة , فما بالك إذا كان مطلوباً منه ذلك في أجواء الحرب حيث لا تدري في أية لحظة ستأتي طلقة قناص أو قذيفة مدفع لتقول قولها الفصل في كل الحكاية ؟

في مبدأ الفن للفن عند كانط يتم تصوير الواقع بخيره وشره دون تدخل من الفنان لتعديل بعض أجزائه .. وهذا ما يتعارض تماماًَ أوليات الواقعية الإشتراكية التي لاتطرح مشكلة إلا وطرحت حلها أو بديلها معها حتى تحولت تسميتها من ( واقعية إشتراكية ) الى ( واقعية طرح البدائل ) .. وطبعاً وبالتأكيد دون أن يتم نسيان ذكر دور ( الرفيق ) في إحلال ذلك البديل .

صحيح أن ظاهر الرواية يتضمن رواية حب .. لكن الرواية في الحقيقة أبعد ما تكون عن هذا الموضوع , لأنها تناقش قضية الإختيار والقرار والمصير . وصحيح أن الأرضية التي تتحرك عليها الأحداث هي حالة مجتمع في حالة حرب .. لكن الرواية مرة أخرى هي أبعد ما تكون عن تصوير الحرب أو نقدها سياسياً .. وهي عمل لا يختلف كثيراً عن مجمل إنتاجات منتصف القرن الماضي الأدبية من أعمال سارتر الى ألبير كامو الى نيكوس كازانتزاكي وغيرهم من الكتاب الذين يمجدون الحرية ويعتبرونها قاعدة للإختيار فالإلتزام , لكن الذي شذَّ في حالة بوريس پاسترناك .. هو كونه أشكنازي روسي كتب روايته في زمن الحرب الباردة .. فكان ما كان .   ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

أزف إليكم استشهاد ابن أختي أيهم غزول

توفيق حلاق فيسبوك:  أحبتي : أزف إليكم استشهاد ابن أختي أيهم غزول .. لم يحمل السلاح بل حقيبته الطبية متنقلا بين المشافي الميدانية .. أو قلمه ليكتب عن الحرية .. مات ابن أختي تحت التعذيب .. كانت صور أيهم تلاحقني وكلها تبتسم : خالي ولايهمك .. خالي بحبك .. خالي .. عذبوني كتير .. بس الوطن غالي .. خالي أرجوك لاتبكي ..خالي  بس أمي أمانتك .. أمي .. دير بالك على أمي ..

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

عملية القبض على الغراب الأسود!!


Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

عاجل: النظام يرد فوراً على الغارة الإسرائيلية

لأول مرّة يأتي رد النظام على الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء السورية سريعاً، ولا يتحفظ بحق الرد!! حيث تعرضت صباح اليوم الخميس حافلة سياحية لنقل الركاب تابعة لشركة «ايزلا» قادمة من الحسكة كانت متجهة إلى دمشق، ومن ثم الى لبنان «بيروت» لقصف بطائرات النظام أدى لاستشهاد الشابة نينا جميل اوشانا وإصابة باقي المسافرين بجروح مختلفة، كان من بينهم الفنان الآشوري امير موشي. يذكر أن جميع المسافرين هم من المسيحيين الآشوريين

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | 1 Comment

من زياد الصوفي: إغتصاب جماعي للشهيدة هلا عاقل…

زياد الصوفي : فيس بوك …

اسم علقان بضمير و ذاكرة كل أهل اللادقية الأشراف من أكتر من عشرين سنة و لهيدي اللحظة..

هالبنت اللي اتفوقت على كل رفقاتها بصف الحادي عشر و طلعت الأولى على مدرسة الثورة، هالمدرسة اللي بتوقع بمنطقة فقيرة باللادقية بس خرجت طلاب اتفوقو عالكل بحياتهون و نجحو بمستقبلهون كتير…

بنت عيلة بسيطة ساكنين بمشروع الزين، كل يوم تمسك شنطة كتبها و تمشي من المشروع لصوب فندق القصر باللادقية لحتى توفر على أ…بوها تمن تذكرة باص الدولة و تلحق بصفها…

بنت آية من آيات الجمال… و هيدي كانت لعنتها…

ما كان أبوها عرفان يوم اللي نزل عيلتو من الضيعة ليكونو الأولاد قريبين من مدارسهون و هوة قريب من وظيفتو، أنو بيوم من الأيام هيك رح يصير فيهون…

القصة بنهاية التمانينات، لما رفعت الأسد ترك البلد و ترك وراه كل كلابو اللي كانو بيوم من الأيام تحت اسم سرايا الدفاع و الصاعقة…

طلع نجم شبيح جديد يومها بالبلد، و سمى حالو شيخ الجبل…

محمد الأسد ( شيخ الجبل ) جمع كل كلاب رفعت اللي فلتت بالشارع بعد ما تركهون وراه لمصير مجهول و هرب على باريس…

هلا و هية حاملة شنطة مدرستها و ماشية تحت مطر اللادقية، بينصدم بجمالها شيخ الجبل…

كل يوم على هالحالة، من مشروع الزين لمدرسة الثورة و هوة وراها بالسيارة، على تلطيش و رذالة منو و من هالكلاب اللي معو…

البنت خافت و راحت خبرت أبوها، بس هالدرويش اللي لا حول له و لا قوة ما كان قادر يعمول شي مع جبروت الشيخ و زعرنة كلاب رفعت..

الكارثة بديت لما بيندق الباب و الكهربا مقطوعة و بيفتح الأب عضو الشمعة ليشوف شيخ الجبل واقف ورا الباب عم يطلب يشوفها لهلا…

ما تواخزني يا شيخ، بس البنت نايمة مريضة و حرام فيقها…

هلا المسكينة متخباية ورا أمها و أخوها بهالبيت الرطب و عم تسمع شيخ الجبل ورا الباب عم يطلب يشوفها من أبوها…

إسماع علي.. عندي كلمتين ما في غيرهون.. البنت بدي ياها، و برجعلك ياها بكرة الصبح و عضهرها مية ألف ليرة، شو قلت؟؟؟

مية ألف بهديك الأيام كان رقم كبير كتير و خصوصي لعيلة معترة متل هالعيلة، بس شرف و نخوة الأب و رجولة الأخ ما خلتهون لثانية وحدة يفكرو بالقبول..

بيركض أخوها من الغرفة الجوانية و بيطلع عشيخ الجبل و بيلبطو على بطنو بيخليه يقلب على الدرج…

باللحظة اللي عم يسكرو الباب ليهربو. شيخ الجبل كان شايل مسدسو و مقوصو للأخ بس رحمة الله كانت موجودة و الرصاصة ما اجت بهالشهم… بيطلع من البناية و كلابو ناطرينو تحت و هوة عم يتوعدها لهالبنت بأنو انتظري اللي جاييكي..

أسبوع كامل و هلا ما عم يخلوها أهلها تروح عالمدرسة…

اعتقدو أنو القصة خلصت و شيخ الجبل شالها لهالبنت من راسو…

باتصير الساعة 12:30 الضهر موعد وصول هلا عالبيت، و هالبنت ما وصلت…

تلات ساعات و الأم و الأب رح يموتو ليعرفو شو صار بأميرتهون، بس ما في خبر…

بيرن التلفون: ما اشتقتلولا لبنتكن؟؟؟؟

كنت بدي أعطيك مية ألف على ضهرها لهالبنت و هنت رفضت، هلق هنت و مرتك رح تسمعو صوتها لبنتكون كيف كل شب من هالشباب اللي عندي عم يغتصبا…

و ليك تقلك: أنا أبقا إلي نفس بهالهبورة، تركتها لهالشباب يتسلو فيها…

نص ساعة عالتلفون، و الأهل عم يسمعو صوت بنتهون عم يغتصبوها كم كلب من كلاب شيخ الجبل لحد ما اختفى الصوت و انقطع الاتصال…

ما تركو مخفر ما خبروه و ما حدا ساعدهون لمجرد يسمعو بإسم شيخ الجبل..

ما تركو مستشفى ما سألو فيها إذا بنتهون دخلت، و كل أبواب المستشفيات تتسكر بوجههون لما يسمعو اسم شيخ الجبل…

بيطلع الصبح على هالعيلة المساكين و النوم عدوهون، و بينطو من خوفهون على صوت جارتهون أم إسماعيل:

الحقوني الحقوني… يا بو عمار الحقني…

بينزل أبو هلا ركض عالدرج ليشوفو بنتهون القمر مرمية ميتة على باب البناية…

فحص البكالوريا كان عالأبواب، و رفقاتها ملهيين بالتحضير، و قضيتها لهالبنت اتسكرت ضد مجهول متلها متل كل القضايا اللي من هالنوع بلاذقية العرب…

الحكمة:

قطفوكي شبيحة الأسد و بعدك متل الوردة الجورية..

مو حامي الأقليات اللي رح يرد شرفك، اتركيها على ثورة الحرية…

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

إسلام الإنسان «1-3»

 القضية المحورية فى الإسلام، والتى يكون منها المنطلق هى أن الله تعالى أراد أن يجعل الإنسان خليفة له على الأرض، ووضع العوامل التى تحقق هذه المشيئة أفضل تحقيق سواء كان ذلك بالنسبة للزمان والمكان، أى الوقت الذى يأتى بعد اليهودية والمسيحية ويكون بمثابة النهاية لمسيرة البشرية، كما أراد للإسلام أن يظهر فى صحراء العرب على وجه التعيين، وجعل الطبيعة الإنسانية وطبيعة الإسلام تتلاقيان فى الوقت والمكان المعينين، وبالتالى فإن كل الخيوط تتلاقى فى العوامل وتتفاعل لتحقيق المشيئة الإلهية التى تتبلور فى «إسلام الإنسان» الذى مَثـَّـل الأساس النظرى والكيان العملى لخلافة الإنسان «إسلام الإنسان».

 جاء الإسلام بعد أن مضت ستة قرون على المسيحية، وبعد أن طال الجدل حول طبيعة الأقانيم الثلاثة وعلاقتها ببعضها، وبعد أن توصلت الكنيسة إلى وجود قوى وبارز دون أن تحل المشكلة اللاهوتية للأقانيم، وما كان يمكن لهذه الافتراضات اللاهوتية أن تحل إلا بظهور الإسلام الذى يقدم رؤيته عن «الله».

 وظهر الإسلام فى شبه جزيرة العرب حيث تنبسط الصحراء كالبحـر وتنطلق الرياح كالعواصف، وبين أقوام لم يكدحوا بأيديهم فى الأرض، ولم يحملوا على ظهورهم الحجر، مما شغل حياة الناس فى العهود القديمة، كانوا أحراراً يعيشون عيشة البداوة وتحكمهم الفطرة أو العرف، ويعيشون فى خيام يذهبون بها حيث الرعى أو فى بيوت ساذجة ويتحملون الحر اللافح نهارًا والبرد القارص ليلاً، ويعبدون آلهة من صنعهم فما كانت تملك تحريمًا أو تحليلاً أو تفرض قداسة أو «تابو»، ولم يكن لديهم ميثولوجيا.

 وكان البساط الأصفر المترامى للصحراء، والرياح المنطلقة دون ما يصدها من جبال شاهقة تمثل أبرز خصيصتين لهذا المجتمع: المساواة والحرية، فلم يعرف المجتمع العربى القديم النظم الطبقية، ولا الألقاب الوراثية، ولا الحواجز ما بين الطبقة العليا والطبقة الدنيا.

 كيف تصور الإسلام الطبيعة البشرية؟

 إن القرآن الكريم عندما عالج قضية الخلق، لم يسلك مسلك التوراة فيتحدث عما خلقه فى كل يوم من الأيام الستة حتى جاء اليوم السابع فيعطيه إجازة وراحة، إنه عندما أشار إلى خلق السموات والأرض تحدث عنها باعتبارها دليلاً على وجود الله والإيمان به، ولأنها على روعتها فهناك ما هو أكثر روعة هو الإنسان الذى بعد أن تحدث عن طريقة خلقه ــ كما سنشير إليها لاحقاً ــ تابع الحديث عنه فى كل صفحات المصحف بحيث يمكن القول إن القرآن كتاب يتحدث عن الإنسان فى شبابه وشيخوخته، فى غناه وفقره، فى أمله ويأسه، فى صحته ومرضه، فى استشرافه للهدى واستسلامه للشهوة، فهو فى حقيقته كتاب عن الإنسان.

 وعندما أشار إلى خلق آدم اختلفت رواية القرآن عن رواية التوراة، فقد خلقه الله من طين لازب فأعطاه الطبيعة الأرضية ونفخ فيه من روحه فأعطاه العقل، والضمير، والوعى، والإرادة، ثم علمه الأسماء، وهو لا يسلك مسلك التوراة فى تحديد الأشياء وأسمائها لآدم، ولكن يقول «وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» باعتبار أنها مفاتيح المعرفة، بعد هذا قرر أن يجعل الإنسان خليفة له فى الأرض، ولما أعربت الملائكة عن دهشتها، أجرى بين آدم وبين الملائكة مناظرة، تميز فيها آدم على الملائكة بفضل معرفته الأسماء، وأمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا «إبليس» وهو الشخصية التى يرمز بها الإسلام للشر ولإغواء آدم، وتكريم للإنسان فى دين يقوم على التوحيد لله يكون أعظم تكريم يقدمه هو أن يوجد خليفة لله.

 ولكن الطبيعة البشرية معقدة ومركبة، تتلاقى فيها الأضداد، فقد ورثت عن أصلها الطينى غرائز مادية، وأنانية تجعلها تميل للشهوات من مال أو جاه أو نساء أو نفوذ أو سلطان، كما ورثت من نفخة الله الضمير والوعى والإرادة، كما أنها بفضل تهيئة الله تعالى عندما «علمها الأسماء كلها» أى وضع فى يدها مفاتيح المعرفة بحيث يمكن أن ترتاد عالم العلم العجيب وما يتيحه لها من إمكانيات.

 وأراد الله تعالى أن يختبرها فسلط عليها الشيطان، وأعطى هذا الشيطان «شيك على بياض» لخداع الإنسان وتضليله وصرح له باستخدام كل قدراته الفائقة التى يتميز بها عن الإنسان، وأن يستمر فى أداء دوره حتى يوم الساعة.

 ولكن الطبيعة البشرية رغم هذا، وبحكم النفخة الإلهية فيها توق للإيمان وإحساس مبهم بوجود الله، وقدرة ما على التمييز ما بين الخير والشر، والإسلام يطلق على هذه الملكة «الفطرة» التى يولد بها كل الأطفال حتى يتولى الأبوان توجيه هذه النزعة الإيمانية إلى الدين السائد «يهودية، أو مسيحية، أو بوذية»..إلخ.

 كان على طبيعة الإسلام هذه أن تتلاءم مع مقتضيات ممارسة مسؤولية الخلافة خاصة وقد هيأ الله تعالى الزمان والمكان والطبيعة البشرية لتقبل ذلك، وبقى أن تأتى طبيعة الإسلام سائرة فى الاتجاه نفسه.

 ونتيجة لأن الإسلام دين الفطرة، فلم يجد الإسلام حاجة لإجراء يثبت به «إسلامية» الإنسان، ومن هذا المنطلق – منطلق الفطرة – لم يتقبل الإسلام كدين فكرة «الرهبنة» والابتعاد عن عالم الحياة الدنيا، والتخلص من الثروة والالتزام بالعفة، أى عدم المخالطة الجنسية حتى لو كانت بين الزوجين، وقال الرسـول «لا رهبانية فى الإسلام»، ورأى أن رهبانية الإسلام هى الجهاد لمقاومة الاستسلام للشهوات الجامحة وليس مقاومة الالتزام بما توحى به الفطرة والطبيعة البشرية التى لا يمكن أن تتنكر أو تتجاهل أقوى الغرائز – الغريزة الجنسية ــ ومن ثم جاء حرصه على الزواج الذى يكفل قضاء ما تتطلبه حياة الإنسان، وقد رفض الرسول مسلك مجموعة ارتأت أن تقوم الليل، وتصوم النهار، ولا تقرب النساء، ورأى أن هذا يخالف الفطرة، ولا يعد من سُـنة النبى الذى كان يصوم ويفطر، وينام ويصلى، ويتزوج، ويقر الملكية.  جمال البنا – مفكر حر

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 1 Comment

كم نحن بحاجة لغسل عار العقول

يحرضونها على الخطيئة واعتبروها للجنس الغريزة , وباسم الشرف والفضيلة اصبحت هي الفريسة , يضربون عقلها بهراوات تخلفهم ويمنعوها من رؤية الضوء والحقيقة , الحق للرجل دوما , يستقوي بالقانون وبحجة منع الرذيلة , ووساما يعلق على صدره لأنه غسل بجريمته عار العشيرة , الرجل يقتل الضحية والقانون لا يبالي للذين ارتكبوا الجريمة , يبيح للرجل باغتصاب المرأة ويبيح للآخر بقتلها فاصبحت الضحية بقتلها منذ ان اعتبروها انثى وعلموها الخجل والخوف وحجبوا عقلها ثم اغتصبوها وقتلوها ليغسلوا عارهم الكامن بعقولهم , قتلها المجتمع عندما غيّبها وحجبها وارعبها بالعيب والحرام , وعندما قتل عقلها وغريزتها بحجبها عن ممارسة حياتها وحريتها بالأضافة الى جميع انواع القتل الذي مورس ضدها قتلوا اخيرا جسدها وازهقوا روحها , قتلها ذلك الرجل الذي استغل ضعفها واغراها , فهوالقتل الأخيرلتدفع هي الثمن لعار تخلفهم , يبيح القانون للرجل بقتل المرأة ليغسل عاره ويبيح للآخر بتضليلها وانتهاكها , فاين هي حقوق الأنسان التي يتشدقون بها ؟

المرأة اليوم تقع تحت كماشة التخلف والسلطات التي تنبش بالقديم الذي اخذ بالأندثارشيئا فشيء ولكنه عاد اليوم في ظهوره من خلال اثارة اصحاب المصالح للموروث القابع بلاوعي الرجال لقتل النساء ممسكين بهم من نقاط الضعف التي تسكنهم منذ قرون فحكمت بموروث قاسي اصاب البعض منهن بشلل فكري ليصبحن عبيدا للرجال الذين علّموها على الخضوع والأذلال فنجدهن مستسلمات خوفا من واقع مُر يسنده قانون غير عادل لتصبح لعبة يحق للرجل ان يقتلها لأي سبب ومن ثم يتحجج بهذه الذريعة الغير مقبولة اصلا , والبعض منهن اللواتي تحررن من هذه العبودية دون ان يجدن الظرف المناسب لأطلاق اصواتهن وبالكاد يتحركن لتصل اصواتهن بسبب المحيط القامع لأي صوت ينادي بالحرية , الحرية هذه الكلمة الجميلة التي حولوها وربطوها بالأنحلال الأخلاقي لأنهم يركزون في لا وعيهم احيانا وبوعيهم احيانا على الجسد فقط بعيدين عن حرية الفكر ومن ثم تكون لديهم حرية الفكر ايضا جريمة حيث لا يحق للفكر ان يتحرر من موروث مقدس لهم , ودخلت فكرة التسلط والقوة في تركيبة الرجل ايضا فنجده له الحرية المطلقة للسيادة على زوجته وفكرها وكل ما يتعلق بها فهي بحكم القانون ملكا له بغض النظر عن علمها ووعيها ومكانتها وعن علمه ووعيه ومكانته هو , فلمجرد انه رجل يكفي ويحق له الهيمنة والتسلط على نساء بيته فمن حقه القيادة المطلقة والقهر والضرب , فيجلس متباهيا برجولته وسلطته الغبية فيملي نقصه بالمرأة بعد ان تشبع بتعاليم مجتمعه التي جعلته مقتنعا بانه الأسمى والأرقى فقبع مكانه لا يريد تطوير نفسه ,وكذلك اخته فنجدهن محاصرات بظرف يمنعها من ان تتمرد على هذا الواقع , أما البعض منهن فاقتنعن بأنهن الجنس الأدنى واصبحن ادنى بالفعل

 بلداننا اليوم لا زالت تأن تحت وطأة تخلف القيم والمعتقدات القديمة لقتل المرأة وبانواع عديدة تكاد تقشعر منها العقول السليمة تحت مسميات كثيرة منها الشرف والفضيلة , فبالرغم من التغيير الذي طرأ على المرأة بالسنوات الأخيرة من خروجها للعمل ومشاركتها في الحياة لكننا نجد لتلك القيم التي تحيط بالمرأة وتخصها , نجد الثبات والسكون على نفس الوضع ولن يتغير سوى شكلها فقط , فهذه القيم تقترن بالمجتمعات الأكثر تخلفا مثل الأرياف وتكاد تكون ملتصقة بوعي الرجال الريفيين واحيانا تكون بلاوعي الرجال في المدن وان نكرها البعض لكنهم اعتادوا عليها وبات من الصعب تغييرها .

فالقيم ثابتة والقوانين ثابتة والأفكار ثابتة وحياتنا اصبحت ثابتة على قوانينها وقيمها وافكارها وتعصب لها الغالبية ليرتكب بسببها ابشع الجرائم وتحت الستار المعروف لنا وهو الشرف والفضيلة , فجسد المرأة كان لقرون ولا يزال ملكا للرجل فهي دميته التي يلعب بها كما يشاء , وله الحق بها تماما ليصل الى ازهاق روحها لو رغب بهذا , والأدهى من هذا هو سكوت السلطات الحاكمة وغياب القانون الذي يضمن حقوق الأنسان وغضه للطرف عن مثل هذه الجرائم لتعم الفوضى اكثر واكثر فلا وجود للقانون الذي يحد من هذه الجرائم ولا عقاب للمجرم سوى السجن ثلاثة اشهر فقط تكون عقوبته امام قتل روح انسان ومن ثم يعود للحياة العادية ليكون مصدر رعب لبقية النساء او ليمارس ساديته .

 بأي حق تقتل النساء في بلداننا التي اصبحت تحكمها قوانين الغاب والعشيرة واين هي حقوقها ؟

 ابداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية

فؤادة العراقية (مفكر حر)؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

الجيش العراقي يحارب الامطار وجيوب مزروفة بالناصرية

 لعل العراقي هو الكائن الوحيد على الكرة الارضية الذي يستضيف عشرات الامراض المزمنة منها وغير المزمنة في جسده وهي في معظمها لاتزورفي العادة الا كبار السن وتسمى بامراض الشيخوخة ولكن العراقيين الشباب لايبالون بهذه المقولة فهم شباب وعليهم ان يستضيفوا امراض الشيخوخة في سن مبكرة.

اما قيل انهم اولاد حمورابي الذين يستطيعون ازاحة الجبال من مكانها.. اما قالوا ان العراقي “يتقشمر ” بكلمة حلوة انطلاقا من المثل القائل “شيم المعيدي وخذ عباته” اذن لتلعن الامراض ابو ابوه وليذهب الى الجحيم.

وبالمقابل لا ندري ماذا يفعل وزير الصحة هذه الايام فهو من بين الوزراء النادرين الصموتين والصائمين عن القنوات الفضائية ولكن اولاد الملحة يصرون على انهم شاهدوه امس وهو يطير بحصانه الابيض متجها الى الناصرية وبالذات الى بلديتها ليوبخ مديرها بعد ان وجد بالكاد “بارك” مناسب لحصانه الابيض.

قال له:

ماذا فعلت ايها المدير وكيف تجرؤ على عرقلة انشاء مركز لجراحة وزراعة القلب في المدينة ؟ الا ترى انه الاول في العوراق ومنطقة الشرق الاوسط ..الاترى انه مهم جدا خصوصا وان اهالي الناصرية يعانون من امراض قلبية عديدة بسب الحب والعشق الذي يكنونه لهذه الحكومة.

قال مدير البلدية: تشرفنا بزيارتك ياسعادة الوزير واود ان اوضح لك اننا عرضنا بناء المركز كمناقصة وقد رست على احدى الشركات العالمية وان شاء الله سيكتمل المشروع في العام 2015 كما مو مسجل في العقد.

قال الوزير: وهل ينتظر الاهالي الى ذلك الوقت؟.

قال مدير البلدية: ليذهبوا الى مراكز القلب في بغداد او يقدموا لنا التماسات يطلبون فيها تقديم العناية المالية المركزة لهم بعد اخذ الموافقات الاصولية للعلاج في بلاد الكفار.

قال الوزير: ولكننا نريد لهذا المشروع ان يكتمل بسرعة.

قال مدير البلدية: سيكون لك ذلك ايها الوزير فامامنا مشوار طويل لتنفيذه تبدأ من استيراد مواد البناء الاولية واعداد الخرائط “التشكيلية” واستيراد المعدات الطبية والزراعية من منافذ دولية مختلفة، وطبعا انتم تعرفون ان الدخول الى مثل هذه المنافذ يحتاج الى وسائل عصرية لاتغيب عن مقامكم اللبيب، وهناك نقطة مهمة فمادام المشروع يحمل اسم زراعة القلب فلابد اذن ان نأخذ موافقة وزارة الزراعة وهي الوزارة المتخصصة في الشؤون الزراعية عدا وزارة البلديات المعنية بتنظيف المناطق المزمع زرعها والتصدي لمنع غرقها بسبب الامطار التي لم تهطل بسبب صلاة الاستسقاء.

اتعرف ما أقصد سيادة الوزير.

عرفت ذلك ايها المدير وليلعن الله المقربين من الدولار الامريكي.

لم افهم قصدك سعادة الوزير؟.

لاحاجة لك بذلك ان فهمت وان لم تفهم، فالدولار في جيبكم انى حللتم.

وقبل ان يصعد الوزير متن حصانه الابيض ركض اليه مدير مركز ذي قار القلب حسين حمدان الكنزاوي باكيا وهو يقول ان بلدية مدينة الناصرية تعرقل انشاء اول مركز لزراعة القلب

رغم ان المجلس المحلي خصص قطعة الارض التي من المقرر تنفيذ المشروع عليها.

اعرف ذلك يابني وانا لله وانا اليه راجعون.

انهم يحاولون تسويف المخصصات المالية خلال مبررات غير مقنعة.

صاح الوزير غاضبا:

ولك اعرف، أي مو القضية واضحة مثل الشمس.. الهوامير الكبار شنو يولدون ؟ هوامير صغار مو؟ جاوبني لا ارفسك بقلبك واخليك اول مريض تتعالج بهذا المركز الشبح.

فاصل عسكري :الجيش ينتشر بكثافة في عدة مناطق في بغداد هذه الايام تحسبا للامطار التي ستغرق الاحياء الفقيرة مرة اخرى.

ولاول مرة يحارب جيشنا العوراقي عدوا يطلق عليه “الغرق الاعظم في الثورة وباب المعظم”

لم تطل حيرة المرجع الديني كاظم الحائري طويلا بعد ان وجد طريقة يظهر فيها امام القوم بعد غيبة طويلة فأاصدر مكتبه بيانا امس ذكر فيه

أن ما يجري في العراق هو مخطط استعماري”

لإذكاء نار الفتنة الطائفية داعيا إلى التكاتف والتآزر

اويلي يابه..الحائري اكتشف البنسلين والنيوترون وذرة الفول الاسمر .

سبحان الله.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

الطحال المفترس

عندما يفجر الأرهابي نفسه, مو حتى يصلح الكون أو يقوم بتغيير الواقع, أو ينقذ الفقراء والجياع

همّه الوحيد يريد يصير عضو تناسلي بالجنه

منطق في منتهى الأنانيه والغباء والحقاره

هنالك منطق سلبي آخر يعيشه العراقيون بدون وعي منهم, لأن جماعتنه محششين بدون مايدرون

العراقي علموه اهل العمايم, بأنك لازم تعيش مظلوم وفقير ومشعولين اجداد اجدادك, لأن إذا صار براسك خير ونظفت وتعلمت راح تتبطر وتريد أكثر!! وراح تخلي نسوان بيتك دايحات, وتكوم تشرب عرك وتريد تسافر لأوربا, ومو بعيد تكوم تسمع اغاني وتركص!!

مختصر مفيد تصير كافر وسرسري وتروح للنار, فأبقه فگر ومظلوم ومسحتل ووسخ وتمشي يوميه لكربلاء. وعلينه نوكلك قيمه وتمن. وانچب واسكت.

ثم احنه حاجزيلك بالجنه وننطيك گرنتي تكعد هناك تاكل وتشرب وتركب بلاش, بعد شتريد هيْ ابن الطحال!!

على ذكر الطحال احطلكم هذا الفديو تشوفون نموذج من ابناء العراق, ممن زقوا العلم زقا!! وأحبوا الحشيش عشقا!!

وكيف يجيبون على سؤال يصلح لطالب متوسطه!!

حتى إني حزنت على نفسي لأني أضعت العمر هدرا, ولم أتعلم من هؤلاء القوم دررا

اللي اكتشفته بعد ان شاهدت الفديو, إننا أعجب بلد في العالم, فنحن البلد الوحيد الذي لديه مؤسسات تعمل ليل نهار لأنتاج حمير ناطقه!!

من خطباء الجوامع والحسينيات, الى القنوات الفضائيه إلى مؤسسات الدوله التي تدجّن الانسان وتسلب كرامته لتحوله الى حيوان أليف ومطيع!!

واعجب مافي بلدنا حكومه كلها تحكم وكلها معارضه!! وكلها ماراضيه على الفساد وزعلانه, من رئيس الوزراء الى منظف الخلاء!!

منو الفاسد ومنو الطائفي ومنو الارهابي محد يدري؟؟

آني أكلكم منو!! الشعب فاسد لأن سامح للسرسريه والفاسدين يحكموه

والشعب طائفي لأن سامح للطائفيين يحجون

والشعب ارهابي لأن سامح للأرهابيين يكصبوه

والشعب هو كل فرد وكل السان وكل عين واذن

شوفوا الفديو واضحكوا على نفسكم!! 

‎سرمد علي الجراح (مفكر حر)؟‎

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment