كم نحن بحاجة لغسل عار العقول

يحرضونها على الخطيئة واعتبروها للجنس الغريزة , وباسم الشرف والفضيلة اصبحت هي الفريسة , يضربون عقلها بهراوات تخلفهم ويمنعوها من رؤية الضوء والحقيقة , الحق للرجل دوما , يستقوي بالقانون وبحجة منع الرذيلة , ووساما يعلق على صدره لأنه غسل بجريمته عار العشيرة , الرجل يقتل الضحية والقانون لا يبالي للذين ارتكبوا الجريمة , يبيح للرجل باغتصاب المرأة ويبيح للآخر بقتلها فاصبحت الضحية بقتلها منذ ان اعتبروها انثى وعلموها الخجل والخوف وحجبوا عقلها ثم اغتصبوها وقتلوها ليغسلوا عارهم الكامن بعقولهم , قتلها المجتمع عندما غيّبها وحجبها وارعبها بالعيب والحرام , وعندما قتل عقلها وغريزتها بحجبها عن ممارسة حياتها وحريتها بالأضافة الى جميع انواع القتل الذي مورس ضدها قتلوا اخيرا جسدها وازهقوا روحها , قتلها ذلك الرجل الذي استغل ضعفها واغراها , فهوالقتل الأخيرلتدفع هي الثمن لعار تخلفهم , يبيح القانون للرجل بقتل المرأة ليغسل عاره ويبيح للآخر بتضليلها وانتهاكها , فاين هي حقوق الأنسان التي يتشدقون بها ؟

المرأة اليوم تقع تحت كماشة التخلف والسلطات التي تنبش بالقديم الذي اخذ بالأندثارشيئا فشيء ولكنه عاد اليوم في ظهوره من خلال اثارة اصحاب المصالح للموروث القابع بلاوعي الرجال لقتل النساء ممسكين بهم من نقاط الضعف التي تسكنهم منذ قرون فحكمت بموروث قاسي اصاب البعض منهن بشلل فكري ليصبحن عبيدا للرجال الذين علّموها على الخضوع والأذلال فنجدهن مستسلمات خوفا من واقع مُر يسنده قانون غير عادل لتصبح لعبة يحق للرجل ان يقتلها لأي سبب ومن ثم يتحجج بهذه الذريعة الغير مقبولة اصلا , والبعض منهن اللواتي تحررن من هذه العبودية دون ان يجدن الظرف المناسب لأطلاق اصواتهن وبالكاد يتحركن لتصل اصواتهن بسبب المحيط القامع لأي صوت ينادي بالحرية , الحرية هذه الكلمة الجميلة التي حولوها وربطوها بالأنحلال الأخلاقي لأنهم يركزون في لا وعيهم احيانا وبوعيهم احيانا على الجسد فقط بعيدين عن حرية الفكر ومن ثم تكون لديهم حرية الفكر ايضا جريمة حيث لا يحق للفكر ان يتحرر من موروث مقدس لهم , ودخلت فكرة التسلط والقوة في تركيبة الرجل ايضا فنجده له الحرية المطلقة للسيادة على زوجته وفكرها وكل ما يتعلق بها فهي بحكم القانون ملكا له بغض النظر عن علمها ووعيها ومكانتها وعن علمه ووعيه ومكانته هو , فلمجرد انه رجل يكفي ويحق له الهيمنة والتسلط على نساء بيته فمن حقه القيادة المطلقة والقهر والضرب , فيجلس متباهيا برجولته وسلطته الغبية فيملي نقصه بالمرأة بعد ان تشبع بتعاليم مجتمعه التي جعلته مقتنعا بانه الأسمى والأرقى فقبع مكانه لا يريد تطوير نفسه ,وكذلك اخته فنجدهن محاصرات بظرف يمنعها من ان تتمرد على هذا الواقع , أما البعض منهن فاقتنعن بأنهن الجنس الأدنى واصبحن ادنى بالفعل

 بلداننا اليوم لا زالت تأن تحت وطأة تخلف القيم والمعتقدات القديمة لقتل المرأة وبانواع عديدة تكاد تقشعر منها العقول السليمة تحت مسميات كثيرة منها الشرف والفضيلة , فبالرغم من التغيير الذي طرأ على المرأة بالسنوات الأخيرة من خروجها للعمل ومشاركتها في الحياة لكننا نجد لتلك القيم التي تحيط بالمرأة وتخصها , نجد الثبات والسكون على نفس الوضع ولن يتغير سوى شكلها فقط , فهذه القيم تقترن بالمجتمعات الأكثر تخلفا مثل الأرياف وتكاد تكون ملتصقة بوعي الرجال الريفيين واحيانا تكون بلاوعي الرجال في المدن وان نكرها البعض لكنهم اعتادوا عليها وبات من الصعب تغييرها .

فالقيم ثابتة والقوانين ثابتة والأفكار ثابتة وحياتنا اصبحت ثابتة على قوانينها وقيمها وافكارها وتعصب لها الغالبية ليرتكب بسببها ابشع الجرائم وتحت الستار المعروف لنا وهو الشرف والفضيلة , فجسد المرأة كان لقرون ولا يزال ملكا للرجل فهي دميته التي يلعب بها كما يشاء , وله الحق بها تماما ليصل الى ازهاق روحها لو رغب بهذا , والأدهى من هذا هو سكوت السلطات الحاكمة وغياب القانون الذي يضمن حقوق الأنسان وغضه للطرف عن مثل هذه الجرائم لتعم الفوضى اكثر واكثر فلا وجود للقانون الذي يحد من هذه الجرائم ولا عقاب للمجرم سوى السجن ثلاثة اشهر فقط تكون عقوبته امام قتل روح انسان ومن ثم يعود للحياة العادية ليكون مصدر رعب لبقية النساء او ليمارس ساديته .

 بأي حق تقتل النساء في بلداننا التي اصبحت تحكمها قوانين الغاب والعشيرة واين هي حقوقها ؟

 ابداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية

فؤادة العراقية (مفكر حر)؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

About فؤاده العراقيه

كاتبة عراقية ليبرالية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.