ورثة إبليس

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة 

صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه

“.وقال : ” إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه

ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،

فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ، 

لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه

وغاية الخشونة ،

أن تندبوا : ” قم يا صلاح الدين ، قم ” ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،

كم مرة في العام توقظونه ،

كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،

أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،

دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،

لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه   أحمد مطر (مفكر حر )؟‎

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

حق اللجوء للسفارة الفرنسية!

بينما يفتتح الدكتور زيد الفضيل مقالته بالقول: «فسّر العلماء لفظة شقائق في الحديث النبوي الصحيح، بنظائر وأمثال، وهذا يعني لي أن المرأة والرجل متناظران متماثلان في الخلق والتكوين والابتداء»، تجتهد الدكتورة نوال العيد، الأكاديمية والداعية الإسلامية، بالاستعانة بدراسة عن الغرب «الكافر الفاجر»، كي تحذّر نساء السعودية من دعوة المساواة بين الرجل والمرأة، وذلك في مقالتها «الكذبة الكبرى»، التي استشهدت فيها بمعلومات تؤكد أن أكثر من مليوني فرنسية يَصِحْنَ في الغرب: «مللنا المساواة، يا ليتنا نتزوج عرباً». وقد حاول الدكتور حمزة المزيني في مقالة له في صحيفة «الشرق» التأكد من هذه المعلومة، ولاسيما أن اسم المجلة الفرنسية التي قامت بهذا الاستفتاء ورد في المقالة باسم «ماري مكير»، وانتهى (المزيني) إلى أن خطأ المعلومات لم يتوقف عند اسم المجلة، الذي كان «ماري كلير» فأصبح «ماري مكير»، بل إلى منهج النقل، فلم ينقل مثلاً عن «مصدر إعلامي فرنسي»، بل اتبع منهجاً دعوياً يتمتع بخيال باهر في تأليف الحلّ الساحر، ويقوم على فلسفة ميكيافيللي الشهيرة «الغاية تبرر الوسيلة»! ولأن فرنسا لا تعرف العربية، يمكننا أن نضع على لسان مجلتها التي تُعنى بجمال المرأة، قليلاً من الملح يزيد من سحرها، حين نجعل الفرنسيات حالمات بالتخلص من المساواة، وهذا لا يحدث إلا إذا تزوّجن من عربي يفهم نقصهن وعجزهن ورغبتهن الكامنة في التبعية والتنازل عن المسؤولية.

وقد وجد الدكتور المزيني أن منهج النقل عند الدكتورة نوال العيد كان مسلسلاً من «العنعنة»، أي نقلت عن موسى ذاكر الحربي، الذي نقل هو بدوره عن فؤاد العبدالكريم، الذي نقل عن عصام الحرستاني، الذي نقل النص حرفياً من مجلة «الاعتصام» الإخوانية المصرية العدد الـ12 في آب (أغسطس) 1977، ثم انقطع الأثر بالمزيني، لكننا على الأقل عرفنا أن جميع الناقلين لم يتنبهوا حتى إلى تصحيح اسم المجلة، فبقي في كل النقولات «ماري مكير»، وهذا يثبت أن الشرب من بئر لا تتجدد يؤدي إلى التسمم بالمعلومات الخاطئة.

لو عاد الأمر إليّ، لما احتجت لأن أبذل كل هذا الجهد الذي بذله الدكتور المزيني لأعرف أن هذه المعلومة ليست دقيقة، فأنا شخصياً أعرف نساء فرنسيات متزوجات من عرب، وهنّ اللاتي ينفقن عليهم، وفي الوقت الذي تركب فيه الفرنسية المترو وتذهب لعملها في منصب رفيع الشأن، يجلس الزوج العربي في المنزل يغسل الصحون، لأنه بلا عمل تقريباً، وربما هذا هو السبب الحقيقي الذي جعل الفرنسيات يطمحن إلى الزواج من عربي.

الغريب أيضاً هذا العدد الكبير لـ «عينة الاستفتاء»، فأي مطّلع على منهج البحث العلمي يعرف أنه لا يوجد إحصاء يتخذ من رقم كبير بلغ 2.5 مليون عينة له، فهذا جهد جبار لا تطيقه سوى وزارات الإحصاء السكاني، التي لا تهدف عادة إلى معرفة ما إذا كان نساء بلادها يفضلن الزواج من عربي أم لا. إلا أنني قررت بعد قراءة المقالة اللجوء إلى السفارة الفرنسية -هو لجوء معرفي طبعاً لا أكثر- كي أعرف إن كانت الفرنسيات بالفعل يعشن ظلم المساواة التي توفِّر لكل منهن حقها كإنسانة في أن تتعلم، وتعمل من دون موافقة ولي أمرها، ويدخل السجن من يتحرش بها، حتى ولو كان والدها، وتضمن لها الحكومة فرصة عمل تتوافق مع كفاءتها، لا وفق قرابتها من الوزير أو السفير، ولأعرف إن كانت المساواة أرهقتها حقاً حين وفّرت لها نقلاً عاماً تجلس فيه كريمة آمنة، وأثقلت عليها بحق أن تنتخب الرئيس، وتتزوج بمن تختار، وتكون شريكاً مسؤولاً في العائلة، لا داراً مستأجرة إن وقع فيها حائطٌ لم يَلزَم المستأجرَ أن يقيمه، فوالدها من يلزمه علاجها. وبما أن مجلة «الاعتصام» نقلت الخبر في العام 1977، فلا بد من أن حال الفرنسيات تفاقمت بسبب المساواة الظالمة، مع أننا لم نسمع بعدُ عن حافز للعاطلات الفرنسيات، ولا عن معلمات على بند الأجور، ولا عن خطط توفيرهن كعاملات في البيوت.

الأمر العجيب حقاً، هو كيف وُجد عدد كبير من الرجال لدينا، في الإعلام ومجلس الشورى والجامعات… يدافعون عن النساء وعن حقوقهن، في حين وُجد عدد غير يسير من الأكاديميات والداعيات يحاربن حقوقهن، ويطالبن بالمزيد من حجبهن، وتراجع حيّز وجودهن في الحياة؟!

الدكتورة نوال العيد تُدرّس وتنشر أفكارها في جامعة للفتيات، وفي محافل نسوية دعوية، فيزيد عدد الفتيات اللاتي يَحْذَرن المساواة، فيعتقدن بأنهن خلقن ناقصات، لا يبلغن سنّ الرشد أ‍بداً، بينما يدرّس الأساتذة المدافعون عن المرأة في جامعات الطلبة، فيزيد عدد الرجال المؤمنين بحق النساء، وهكذا يصبّ كل من الفريقين في جزر متفرقة، فيزداد الأمر غرابة وتعقيداً: رجل يدافع عن حق المرأة، وامرأة تنكر حقها وتطالب بعزلها وتؤكد نقصها وتطلب الوصاية عليها!!!

نقلاً عن صحيفة “الحياة”

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

تحول ديموغرافي في العالم الإسلامي

ثمة شيء مدهش يجري مجراه في العالم الإسلامي، ولست أعني بذلك الربيع العربي أو صعود الأصولية الإسلامية. فبحسب خبير سكاني بارز، يتسبب «تغيير جذري» في انخفاض حاد في معدلات الخصوبة بين شعوب العالم الإسلامي و«عزوف عن الزواج» بين السيدات العربيات.

وثق نيكولاس إبرستادت، وهو باحث بمعهد «إنتربرايز» الأميركي، هذه النتائج في ورقتين بحثيتين أخيرتين. وهما يوضحان حقيقة تتناقض مع الصورة الشائعة عن الانفجار السكاني المستمر في البلاد الإسلامية. إن تعداد السكان يزداد بالفعل، لكن في حالة استمرار الاتجاهات الحالية، فلن تستمر الزيادة لفترة طويلة.

حملت أول ورقة بحثية لإبرستادت عنوانا معبّرا هو «انخفاض الخصوبة في العالم الإسلامي: تغيير جذري حقيقي ومع ذلك غير ملحوظ». وبالاستعانة ببيانات من 49 دولة ومنطقة غالبية سكانها مسلمون، توصل إلى أن معدلات الخصوبة قد انخفضت بنسبة 41 في المائة في المتوسط في الفترة ما بين 1975 و1980، وفي الفترة ما بين 2005 و2010. وهو انخفاض أكثر حدة من الهبوط البالغة نسبته 33 % في العالم ككل.

هبطت معدلات الخصوبة بنسبة 50 % أو أكثر في 22 دولة ومنطقة إسلامية. سجلت إيران وعمان والإمارات العربية المتحدة والجزائر وبنغلاديش وتونس وليبيا وألبانيا وقطر والكويت، أكثر نسب الهبوط في معدل الخصوبة حدة، حيث سجلت جميعها انخفاضا نسبته 60 % أو أكثر على مدى ثلاثة عقود.

هبط معدل الخصوبة في إيران بنسبة 70 % خلال 30 عاما، وهو ما يصفه إبرستادت بأنه «أحد أسرع وأبرز حالات انخفاض معدل الخصوبة على مر تاريخ البشرية». بحلول عام 2000 هبط معدل الخصوبة في إيران إلى مولودين لكل سيدة، لينخفض عن المستوى اللازم لإحلال السكان الحاليين، بحسب إبرستادت والمؤلف المشارك في كتابة الورقة البحثية، أبورفا شاه.

وضع خبر نشر في صحيفة «فايننشيال تايمز» في يوليو (تموز) عام 2012 معدل الخصوبة في إيران في مرتبة أدنى، واستشهد بتقرير صادر عن الأمم المتحدة تحذر فيه من توقع بدء انخفاض تعداد السكان في إيران في خلال عقدين، ومن أنه سوف يهبط بنسبة تربو على 50 % بنهاية القرن، في حالة استمرار الاتجاهات الحالية.

لقد شهدت مدن كبرى في العالم الإسلامي حالات انخفاض حاد في معدل الخصوبة. ويشير إبرستادت إلى أن 6 ولايات فقط من الولايات المتحدة تشهد معدلات خصوبة أقل من اسطنبول. وفي طهران وأصفهان وإيران، تنخفض معدلات الخصوبة عنها في أي ولاية من الولايات المتحدة.

ويشير إبرستادت إلى أن انخفاض معدل الخصوبة ليس فقط مجرد نتيجة لزيادة الدخول والتنمية الاقتصادية، رغم أن هذين العاملين قد لعبا دورا بالفعل، «كان هبوط معدل الخصوبة على مدار الجيل الماضي أسرع في الدول العربية منه في أي مكان آخر على ظهر البسيطة».

يشير «وورلد فيس بوك» التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى أن معدلات الخصوبة في البلدان الإسلامية جاءت أعلى نسبيا من تقديرات إبرستادت، لكنها بشكل عام كانت أقل منها في الكثير من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأميركا اللاتينية وآسيا.

يصاحب هذا الانخفاض في معدل الخصوبة ما يشير إليه إبرستادت باسم «العزوف عن الزواج»، الذي تحدث عنه في ورقة بحثية قدمها الشهر الماضي في الدوحة بقطر. وتشير بياناته إلى أنه في الكثير من مناطق العالم، يتزوج الرجال والنساء في سن متأخرة أو يظلون من دون زواج. علاوة على ذلك، تشهد نسب الطلاق ارتفاعا، خاصة في أوروبا، إلى جانب نسبة المواليد خارج مؤسسة الزواج.

إن انخفاض معدل الزواج في أوروبا حقيقة معروفة، ولكنها لا تزال مدهشة: انخفض معدل زواج الإناث في ألمانيا من 0.98 إلى 0.59 في الفترة من عام 1965 إلى 2000، وانخفض في فرنسا على مدار تلك الفترة من 0.99 إلى 0.61، وفي السويد من 0.98 إلى 0.49، وفي بريطانيا من 1 إلى 0.54.

كذلك، يهبط معدل الزواج في آسيا: في اليابان ارتفعت نسبة النساء غير المتزوجات في المرحلة العمرية ما بين سن الـ30 والـ34 من 7.2 % في عام 1970 إلى 26.6 % في عام 2000، وفي بورما ارتفعت النسبة من 9.3 إلى 25.9 %، وفي تايلاند من 8.1 % إلى 16.1 %، وفي كوريا الجنوبية من 1.4 إلى 10.7 %.

تعتبر معدلات الزواج في العالم العربي أعلى، لكنها تتحرك بسرعة في الاتجاه نفسه. ويقول إبرستادت في رسالة بريد إلكتروني يشرح فيها النتائج التي توصل إليها، إن الأمر «المدهش» هو أنه في العالم العربي، يعتبر هذا العزوف عن الزواج «مماثلا لما كان عليه الحال في أوروبا في ثمانينات القرن العشرين، ويحدث على مستوى أدنى من التطور من حالات العزوف عن الزواج المماثلة في أوروبا ودول شرق آسيا المتطورة.

يقول إبرستادت: «ثمة شيء أكبر يجري مجراه، وعمليا لم يلاحظه أحد، حتى في العالم العربي».

تعتبر تلك الدراسات بمثابة تذكرة بأن الاتجاهات الديموغرافية الكبيرة التي تشكل العالم غامضة، وعادة ما يتم تجاهلها. ربما يشهد العالم العربي زيادة هائلة في عدد الشباب، الذين يوقدون شرارة الثورات الشعبية في تونس ومصر والدول العربية الأخرى. لكن مثلما يشير إبرستادت، من المرجح على مدار الجيل القادم أن يحدث انخفاض في أعداد البالغين ممن هم في سن العمل وزيادة في أعداد المسنين.

إن الدول العربية تصارع الآن ما يشير إليه إبرستادت باسم «زلزال الشباب»، لكنه يشير إلى أن المعضلة المقبلة ستتمثل في «كيفية تلبية تلك المجتمعات احتياجات سكانها المسنين أو أصحاب الدخول المنخفضة نسبيا».

* خدمة «واشنطن بوست»- الشرق الاوسط

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

جمال البنّا: رحلة الفكر في أرض قاحلة (1/2)

بدور زكي محمد

كنت كلما أصغيت لحديث الراحل الكبير جمال البنا وتابعت أداءه الواثق، وهدوءه، واحتواءه لمقاطعات المستعجلين ممن يتحدّون عقلانيته بما يدّخرونه من منقول رواياتهم، ينتابني إحساس بأن العمر لن يخذله، ليقول الكثير مما نحتاج إليه في سفرنا الطويل، وحيرتنا بين إسلام يُلَوِح بالسيف ويغتال العقول، وآخر انبثق قبل قرون، باركت ولادته سيدة جليلة أسمها خديجة، وأعلنه الرسول (ص) بلغة السماء، فقال: {إقرأ}، أحبه المستضعفون والمستعبدون لأنه بشرهم بالرحمة.

ذلك الإحساس رافقني أيضاً حين كنت أقرأ للشهيد حسين مروة، والراحلة المتميزة في عطائها ومعاركها الفكرية مع المتعصبين، أمينة السعيد، رئيسة دار الهلال العريقة.

لم أصدّق يوماً إن الكلمة النيّرة ترحل مع الغياب المادي لصاحبها، حتى لو حاصرتها أمم الجهل المتكاثرة في أيامنا هذه.

جمال البنا بميراثه من المؤلفات والمقالات والمناظرات الفكرية، وبنزعته لتحكيم العقل، عصّي على النسيان، ظاهرة يصعب تكرارها، فهو من الكبار الذين أسسوا لفكر إسلامي متصالح مع الحداثة بقدر ما تعنيه من الإهتمام بالإنسان كقيمة عليا. ففي تقديمه لفكرة الإحياء الإسلامي التي دعا إليها كطريق للنهوض بالمسلمين والأخذ بيدهم على مشارف القرن الحادي والعشرين، يقول:

“إن الإسلام أراد الإنسان ولكن الفقهاء أرادوا الإسلام”، وما كان يعنيه هو العودة إلى البدايات الأولى لانطلاق الدعوة الإسلامية، التي رمت إلى تحرير الناس من بدائية المعتقدات وتقديس ما اتبعه آباؤهم وأجدادهم، ونشر قيم العدالة والخير. كان يؤرقه استشراء العنف المتسربل بالدين، لذلك دعا لنبذ كل إيمان لا ينطوي على احترام إرادة الإنسان، فهو يؤكد على ضرورة ” الإقلاع عن التأثر السلبي بالماضي، أو محاولة فرضه على الحاضر” مستشهداً بالآية الكريمة { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم } (البقرة 141). وعن فكرته لإحياء الإسلام، يقول البنّا: ” إذا أريد لهذه الدعوة أن تكون جماهيرية، شعبية، يتجاوب معها عامة الناس فلابد أن تكون إسلامية، أما إذا كانت دعوة نخّب تعتمد على الفكر المجرد أو تستلهم التجارب والدعوات الأوربية، بصرف النظر عن المجتمع العربي.. فإن دعوتهم ستكون دعوة صالونات “، ذلك لأنه لاحظ تجذّر الدين في المجتمع المصري والعربي، وهذا ما نلحظه ربما بشكل أساسي لانتشار الأحزاب الإسلامية ورفدها بأموال طائلة.

فكرة الإحياء التي نادى بها الراحل الكبير كانت عميقة الجذور في وعيه وثمرة سنوات طويلة من البحث، قاربت الخمسين عاماً، وقد كان كتابه ” ديمقراطية جديدة ” الذي أصدره في العام 1946 هو نقطة البداية، لما تضمنه من رؤية تجديدية للدين. ولم يعلن دعوته للإحياء إلا بعد بلوغه الثمانين من عمره الحافل بالعطاء، وبعد أن صدر الجزء الثالث من كتابه ” نحو فقه جديد “، في مسعى منه لتجميع أفكاره في وحدة متناسقة، ترفد العقل الإسلامي، وتساعد في تطور المسلمين.

أكثر ما تميز به البنا هو تواضعه وثقته بجانب الصواب في توجهاته الفكرية، واستقلاليته، كان حراً غير مقتاد لجهة داعمة، أو لمصلحة حزبية، أو حكومية، وعلى الرغم من الإساءات التي لحقت به جرّاء صراحته ونبذه للنفاق الإجتماعي، كان مُهاباً من خصومه، يقابل تطاولاتهم بابتسامة ساخرة غافرة، ويعفّ عن الرد عليهم بما يستحقون، حتى لو كان محدثه مقدم برامج لا علم له بالدين، أو التاريخ، يطلق القول جزافاً أو نفاقاً. وفي تعليق له على انتقادات المتفيقهين لأفكاره، نقله الباحث المصري عمارعلي حسن ( الشرق الأوسط، السابع من فبراير 2013) يقول: ” ما ينسبونه إليّ لم أخترعه، فهو موجود في بطون كتب صفراء يحفظونها عن ظهر قلب، ويتلونها على أسماع الناس كما هي، وقد وصفهم زكي نجيب محمود بـ«الحفظة المتعالمين”.

اهتمامات الراحل تجاوزت همه الأكبر المتعلق بتجديد الإسلام، فقد ركّز على العمل النقابي واستغرق الكثير من مؤلفاته، بالإضافة إلى كتاباته في شؤون السياسة المختلفة وفي هذا الجانب كان له موقف يعبّر عن إباء وأنَفة لم يتحل بها كثيرون من العرب ممن يحملون أسماءً كبيرة في دنيا الأدب والصحافة والسياسة، فقد رفض العمل في العراق في العام 1979 عندما كان يشغل منصب مستشار في منظمة العمل العربية التي كان مقرها في القاهرة ونقلت إلى بغداد ضمن عدد من المنظمات التي انتقلت من مصر بعد توقيع اتفاقية كمب ديفيد، حينها أجاب من طلبوا منه الإنتقال بالتالي: ” لا يمكن أن أعيش مطلقاً في ظل طاغية ومجرم وسفاح مثل صدام حسين”. وفي العام 1990 وبعد غزو الكويت، لم تتغير نظرته لذلك الرجل، فقد أضاف: ” صدام 1990 هو صدام ما قبلها وما بعدها، لقد خاض حرباً عبثية مع إيران لمدة 8 سنوات، وأنا أعتقد أن الإعدام كان أقل ما يستحقه، ولو أنه قطع إرباً إرباً لما كفر ذلك عن جرائمه ” (من لقاء مع خالد الكيلاني نشر في موقع الحوار المتمدن في 21-02-2008). كان حريصاً على التوثيق السياسي فقد ألّف سبعة مجلدات بعنوان: وثائق الإخوان المسلمين المجهولة.

غير أن ما أحاول التركيز عليه هنا هو رؤيته النقدية لمواضيع حساسة تتعلق بمنظومة الأحكام التي اعتنقها معظم الفقهاء المسلمين وجعلوها بمثابة أحكام منزّلة أجبروا الناس عليها، فضيّعوا الحكمة وخلطوا التاريخ بالعبادات، والعقيدة الثابتة بمتغيرات الحياة والمجتمع. والحديث عن هذا الجانب يتطلب آلاف الصفحات، لذلك سأذكر أهم الأفكار التي تميز بها جمال البنا، على أن أعود لها في الجزء الثاني من مقالي، مع شيئ من التفصيل.

أولاً- الحجاب ليس فريضة، ولا يوجد في الإسلام ما يؤكد فرضه، فشعر المرأة ليس عورة، وإن ما طُلب منها تغطيته في النص القرآني هو فتحة الصدر، ولم تُؤمر النساء بلبس الخمار لأنهن كن يلبسنه اتّقاء الشمس والتراب.

ثانياً- النقاب وصمة عار لأنه يطمس شخصية المرأة وإنسانيتها.

ثالثاً- كما أن الزواج يكون بالتراضي بين الرجل والمرأة، فإن الطلاق لا يكون بإرادة منفردة.

رابعاً – الشهادة في الزواج للتوثيق فقط وليست شرطاً للإنعقاد.

خامساً- المرأة الأكثر علماً بالقرآن يحق لها أن تؤم الرجال في الصلاة.

سادساً- الإختلاط ضرورة والفصل بين الجنسين عملية وحشية.

سابعاً- مقولة الإسلام السياسي بأن الحكم لله، ضالة ومُضلة، لأن الآية القرآنية لا تتعلق بالدنيا، بل بالآخرة حين يحكم الله بين الناس.

ثامناً- الإسلام دين وأمة وليس دين ودولة. 

ومن معالم أفكاره التي تفسر نهجه في الإصلاح

الإسلامي، قوله: ( .. وقد آن للمسلمين أن يعلموا أن كل ما خرج عن إطار الاعتقاد دخل فى إطار الاجتهاد وما دمنا لا نتحدث عن الله تعالى أو طبيعته أو ذاته، وما دمنا لا نجحد الوحى والرسل واليوم الآخر فلا جناح علينا إذا أخضعنا الموضوعات الأخرى للاجتهاد وإذا كانت الدولة الإسلامية ترتبط فى أذهان البعض بذكريات مجيدة، فإنها تتضمن أيضا سوءات عديدة ).

ومن أبرز مؤلفاته غير ما ذكرت:

– المرأة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء

– الحجاب

– ختان البنات ليس سنّة ولا مكرمة ولكن جريمة

– الجهاد

– تثوير القرآن

– التعددية في مجتمع إسلامي

– الإسلام دين وأمة وليس دين ودولة

– مطلبنا الأول هو الحرية

– هل يمكن تطبيق الشريعة؟

– قضية الفقه الجديد

– موقفنا من العلمانية والقومية والإشتراكية

– تعميق حاسة العمل في المجتمع الإسلامي.

وللبنّا كذلك مئات من المقالات المهمة منها:

– مابعد السلفية 

متى يتعلم الأزهر إنه جامعة وليس كنيسة أو محمة تفتيش

– الإخوان المسلمون الظالمون والمظلومون

– معركة الفقه الجديد

– مرة أخرى نقول الحجاب ليس فريضة

– الجهاد المفترى عليه

– أحداث الحادي عشر من سبتمبر والحملات الإستشهادية، الموت في سبيل الله أم الحياة في سبيل الله.

رحل جمال البنا العالم الجليل، ومُحال أن ترحل أفكاره إلى شاطئ النسيان، فالمستقبل لما تريده الإنسانية، لا لما يسعى إليه طغاة السياسة والفقه القديم.

bdourmohamed@ymail.com 

 المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

اغتصاب حلال مدعوم بفقهاء الفتاوي

ايلاف

الاغتصاب الحلال:

 استوقفني عدد من العناوين الاخبارية التي ظهرت مؤخرا في موقع ايلاف ومقال للكاتبة السيدة احلام أكرم. القاسم المشترك بين العناوين والمقال هو موضوع الاغتصاب والانتهاك الصارخ للمرأة والطفلة. لننظر سريعا عل العناوين التي يمكن الرجوع لها وقراءتها في موقع ايلاف:

 شرطي لناجية من اغتصاب جماعي: “بتروحي التحرير ليه؟

 حالة اغتصاب في يوم واحد ومركز النديم يوثق ثلاث حالات

 اغتصاب أمّ في الستين في التحرير.. وشهادة إضافية لمتطوعة ضد التحرّش

 ناجية من اغتصاب جماعي: هذا ما فعلوه بي في التحرير

 طعن فتاة في المهبل بعد اغتصابها واستئصال رحم أخرى في ميدان التحرير

 داعية سلفي يبرر اغتصاب المصريات في التحرير: انهن صليبيات وارامل

 عندما تقرأ هذه العناوين والتفاصيل تشعر باشمئزاز وغضب شديدين على هذا الانتهاك الصارخ وتستنتج ان هناك سقوط وخلل أخلاقي كبير ومتجذر في المجتمعات العربية والثقافة الذكورية المتفشية في صفوف الشعوب الاسلامية التي تعتبر اغتصاب المرأة حقا من حقوق الرجل. والمؤلم ان بعض من يلتحفون بغطاء الاسلام يبررون الاغتصاب ويدافعون عنه ومن يتجرأ ان ينتقد هذا السلوك المشين الغير انساني يعتبروه عدوا للاسلام وكارها للاسلام والمسلمين. بعبارة اخرى عليك ان توافق على اغتصاب النساء لأنه حلال من وجهة نظر تجار الفتاوي والدعاة المنحرفين دماغيا واذا لم توافق وتنتقد فانك عدو للدين.

 مقالة السيدة أحلام أكرم:

 وهذا يجلبني لمقالة الاستاذة احلام أكرم تحت عنوان:

 “قوانين دينية برأت قاتل إبنته الطفله بعد إغتصابها” الخميس 7 فبراير

 جلب المقال العديد من التعليقات وغالبيتها تهاجم الكاتبة وتتهمها بالعداء للاسلام والمسلمين وكارهة للاسلام. هذا الاتهام باطل وغير صحيح بل هو ظلم وتجني على سيدة ناشطة في مجال حقوق الانسان وحقوق المرأة على الأخص. ولأنها تناولت الموضوع بصراحة وبجرأة تعرضت لهجوم من قبل البعض الذين اتهموها بالعداء للاسلام. الحقيقة ان الكاتبة ادانت السلوك الوحشي لرجل دين داعية انتهك ابنته الطفلة شر انتهاك. لو قام بهذا العمل المشين رجل أمي جاهل لقلنا ان جهله وانعدام ثقافته دعته لهذا السلوك الذي لا ترتكبه الحيوانات. ولكن عندما يأتي رجل دين منافق ويقوم بتنفيذ هذه الجريمة ويحاول التنصل من جريمته بالاستناد الى تفسيرات مشبوهة يرافقها تواطؤ من السلطات الحكومية المسؤولة فهذه هي الطامة الكبرى. والسؤال الهام ما العيب ان تأتي كاتبة وتفضح الدجل والكذب والنفاق والجريمة التي يرتكبها رجل دين بحق طفلة بريئة.

 علينا ان نتقدم بالشكر والتقدير للسيدة الكاتبة التي امتلكت الشجاعة للخوض في موضوع شائك لفضح نفاق سماسرة الفتاوي. السيدة أكرم لا تعادي الاسلام ولا تكره الاسلام بل هي ضد السلوك القبيح لبعض الاسلاميين المعاصرين. ولا يوجد أدنى شك ان هناك ملايين من المسلمين العقلانيين العلمانيين وغير العلمانيين يدينون بأقسى العبارات افعال واقوال تجار الفتاوي ودعاة الكره والتحريض من منابر الاعلام الفضائي او الانترنيت او المساجد. هؤلاء لا يمثلوا الاسلام الحقيقي بل الاسلام المعاصر المتطرف الذي يسمح لاغبياء وجهلة ان يتحدثوا باسم الاسلام ويشوهوا صورة الاسلام الحقيقية. في هذا العصر يستطيع كل من هب ودب ان يصدر فتاوي سخيفة وتحريضية وفاضحة لا تليق برجل دين.

 داعية يبرر اغتصاب النساء في ميدان التحرير:

 هل الداعية السلفي الذي يبرر اغتصاب المصريات في التحرير “انهن صليبيات أو وأرامل” يمثل الاسلام والمسلمين؟ هل هذا الكلام لا ئق برجل دين محسوب على الأمة الاسلامية.

 ولا يزال هذا النذل حر طليق ينشر سمومه على الملأ دون حساب او عقاب. لنقرأ التقرير التالي الذي ظهر في موقع ايلاف 8 فبراير:

 “انتشر على موقع يوتيوب مقطع فيديو للداعية السلفي أحمد محمود عبدالله، الشهير بـ”أبو إسلام”، مالك قناة “الأمة” الخاصة، يبرر فيه اغتصاب النساء في ميدان التحرير بأنهن إما “صليبيات” أو “أرامل”.

 وأضاف: “تسعة أعشارهن صليبيات، والعشر “روتاري” و”ليونز” وأرامل ما لهمش حد يلمهم أو يخافوا منه أو يختشوا”. ووجه “أبو إسلام” نقدًا لاذعًا للناشطات السياسيات اللواتي يتواجدن في ميدان التحرير مطالبات برحيل النظام بأنهن يذهبن للتحرير لكي يتم اغتصابهن متنازلات عن أنوثتهن.

 وقال إنهن نساء عاريات سافرات “رايحين علشان يُغتصبوا”، ووصفهن حين يتكلمن بأنهن يصبحن كالـ”الغول”، يتكلمن “من دون حياء أو أدب أو خوف ولا حتى أنوثة”. وأضاف قائلاً إن المرأة منهن دائماً تكون “ناكشة شعرها مثل الشيطانة”، ووصفهن بأنهن “شياطين اسمهن نساء”.

 مشكلة الاسلام الحقيقية:

 اين ادانات الأزهر وقادة الاخوان المسلمون؟ لماذ تسكت الدولة على المحرضين للعنف والكراهية باسم الدين؟

 بربكم هل هذه لغة رجل دين يمثل دين المحبة والتسامح والسلام وقبول الآخر والتعايش مع الآخر ام انها لغة ابله حاقد وجاهل ومحرض ومريض نفسيا؟ أين الاسلام الذي كرم المرأة؟ الاسلام ليس المشكلة بل زمرة المعتوهين المعاصرين هم المشكلة ويجب التصدي لهم وفضحهم.

 المحزن والمبكي ان الساحة العربية تعج بالجهلة والكذبة وعباقرة الغباء اللامحدود حيث تتضارب الفتاوي السخيفة مثل مضاجعة الزوجة الميتة وتفخيذ الطفلة وتبرير الاغتصاب والتحريض على الارهاب وقصص كثيرة لا مجال للخوض فيها في مقال واحد. هذه الخزعبلات السخيفة يتبادلها وعاظ وقصاصين يتاجروا بالخرافات وتجعل المسلمين موضع السخرية والتهكم في العالم. لذا لا غرابة ان معظم الناس ينفرون من الفتاوي ولا يأخذوها على محمل الجد. لسنا بحاجة الى رسوم دنماركية او افلام يوتيوب لتبث مواد مسيئة للاسلام. نحن نفعل ذلك بأنفسنا مجانا من خلال نشاطات اصحاب الفتاوي البائسة.

 لندن

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي

ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي … بِذِكْـرِ سُلَيْمَـى وَالرَّبَـابِ وَتَنَعّمِ

وَإيَّـاكَ ذِكْـرَ العَـامِـرِيَّـةِ إِنَّنِـي … أَغَـارُ عَلَيْـهَا مِـنْ فَـمِ المُتَكَلِّـمِ

أَغَـارُ عَلَـى أَعْطَافِهَـا مِنْ ثِيَابِهَـا … إذَا لَبَسَتْـهَا فَـوقَ جِسْـمٍ مَنَعَّـمِ

وَأَحْسُـدُ كَاسَـاتٍ تُقَبِّـلُ ثَغْرَهَـا … إِذَا وَضَعَتْهَا مَوْضِعَ اللَّثْـمِ فِي الفَـمِ

يزيد بن معاوية القرشي: مفكر حر

 

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

هل نحن محظوظون بسقوط الإخوان…؟

ناصر الصرامي

نعم، نعم نحن محظوظون جداً بسقوط الإخوان – وأحزاب الإسلام السياسي – السريع لأكثر من سبب، وأولها أن يصبح ما سمي بالربيع العربي، ربيعا للإنسان العربي وليس شتاء طويل أو خريف دائم.

من تونس إلى مصر، وحتى حركي الداخل في اطارها-، اثبتت جماعة الإسلام السياسي، وفي مقدمتهم الإخوان، إنهم وجبات سياسية سريعة وعسرة وسيئة الهضم، بعد سنوات من العمل السري والصفقات والمناورات، وادخل العنف للضغط السياسي، نجح الإخوان في الوصول إلى السلطة، والإمساك بها من القمة بعد أن اختطفوا الثورات العربية، مقتنصين فرصتهم التاريخية للقبض على السلطة بكل السبل الممكنة واللا ممكنة.

لكنهم في ذات الوقت – وهذا لحسن الحظ طبعاً- أخفقوا بسرعة مذهلة، وخلال أشهرسقطوا في كل اختبارات السياسة والإدارة والاقتصاد والأمن، الحقيقة أنهم فشلوا في إدارة كافة الملفات، والأزمات الصغيرة والكبيرة، في سقوط كبير على كافة الأصعدة دون استثناء.

وأقول إنه من حسن الحظ جداً أن انكشفت ورقة التوت عن خرافة التنظيم الإخواني، والذي كان يقدم بطريقة الأساطير، لكن تاريخ صلاحيتها قصير جداً، كل ما احتاجته – أسطورة الإخوان – هو النزول من التنظير، أو المعارضة التامة والعامة إلى الواقع.

والحقيقة أن لا أحد من المراقبين كان يتوقع لهذه الجماعة أن تنجح في إدارة دولة أو دول، لكن لم يكن أحد من مناصريها أو الرافضين لها أو المعترضين عليها، أو حتى الحانقين عليها يتوقع أن تخفق بهذه السرعة المثيرة، والسعيدة أيضاً.

والحكم لا يحتاج للكثير من التحليل، بل جولة سريعة على الأخبار والأحداث والاحتجاجات والفوضى في تونس ومصر، وبشكل أقل ومختلف حول الأداء السياسي والاقتصادي في ليبيا، تؤكد وتبرهن أن الجماعة أخفقت في أول اختباراتها في كل الدول العربية التي وصلت فيها للسلطة أو جزء منها.

هذا طبعاً لا يعني الخروج من اللعبة السياسية، لكنه الكشف المبكر عن إمكانياتها الفكرية والإدارية بعيداً عن الشعارات الخيالية، والتفرد بالحكم.

وسقط معها شعارها الخادع “الإسلام هو الحل”، لنكتشف أن الجماعة هي المشكلة، وهي من يقود أكثر من بلد عربي نحو الفوضى والإعاقة، وفي نفس الوقت تمارس دور الضحية، إنها -الجماعة- أم المشاكل دون منازع.

وسقط معها التفويض باسم الإسلام كله، وإدارة الشعوب والدول بطريقة قديمة، تمنح نفسها تفويضاً غير قابل للمعارضة أو الحوار والنقد أو الرفض، من هنا ومن طبيعة فكر الجماعة والتنظيم السري والعالمي، وتركيبتها الإدارية وبرمزية المرشد، ولأسباب أخرى، نفرح بإخفاق الإخوان، وفشلهم في تصدر المشهد السياسي والتفرد به.

فالتجربة الإخوانية التي كانت تتجه إلى محاكاة نموذج الثورة الإسلامية في إيران، وحاولت استنساخها وتعريبها سياسياً. لم تدرك أن الوقت تغير والأدوات اختلفت، كم نحن فعلا محظوظون ببداية النهاية السعيدة لسقوط الإخوان. وعودة الساحـة السياسية إلى بداية ووضع تعددي طبيعي، يضع كل تيار في إطاره السياسي المستحق وتحت الضوء..

* نقلا عن صحيفة “الجزيرة” السعودية

Posted in فكر حر | 1 Comment

أوباما : نهاية الأسد ستأتي عاجلا أم آجلا

 المجموعة: سورية اليوم

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما “إن نهاية نظام بشار الأسد ستأتي عاجلا أم آجلا وسوف تتاح الفرصة للشعب السوري لتقرير مصيره بنفسه , وسنقوم جنبا إلى جنب مع تركيا والمجتمع الدولي بمواصلة السعي من أجل المستقبل”.

وأضاف أوباما – في حديث لصحيفة (ميلليت) التركية نشرته اليوم الأحد -“أن ما تشهده سوريا يعد مأساة , وأن نظام الأسد دمر أحياء عديدة , وقتل النساء والأطفال وشرد الشعب الذي كان يطالب فقط بمنح حقوقه”..مشددا على أن نظام الأسد فقد شرعيته ولهذا السبب هو بحاجة لترك منصبه. 

وتقييما للعلاقات التركية الأمريكية والتطورات الجارية في المنطقة , أجاب الرئيس الأمريكي “لا يمكن لأمريكا أن تغض الطرف عما يعانيه الشعب السوري وبالتأكيد لا نتجاهلها , وأنني أكدت خلال أغسطس 2011 على ضرورة ترك الأسد لمنصبه وتحديد الشعب السوري مستقبله , واتفق معي رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان على نفس النقطة , وأننا منذ ذلك الوقت وبشكل وثيق نعمل مع تركيا وحلفائنا الآخرين , وستقود الجهود الدولية سوريا إلى مرحلة انتقالية مبنية على الديمقراطية والسلام بعد نهاية نظام الأسد

تعليق مفكر حر: نحن نعرف بأن كل شئ بيد اميركا وإسرائيل, ونعرف بأن بشار الاسد المجرم فقد صلاحيته بالنسبة لكم ولم يعد مقبولا, ونعرف بأنكم وحسب مصالحكم ستقررون لحظة سقوطه, ونعرف بأن ايران وروسيا لا محل لهم من الاعراب.

Posted in فكر حر | Leave a comment

بشارة الراعي مثال لرجل الدين العربي السفيه

بشارة الراعي مثل كل رجال الدين العرب, مسلمون ومسيحيون, كذبة, رخاص مرتزقة, كفار, مسيسون تهمهم مصالحهم الشخصية, يأتي الى سوريا ليصلي في ظل قاتل الاطفال والنساء المجرم بشار الاسد لكي يدعمه في جرائمه,… ولكن اذا كان رجال الدين من الاكثرية الاسلامية قذرون فلا نلوم رجال الدين من الاقلية…  رجال الدين العرب المسيحيون قبل المسلمون الى جهنم وبئس المصير 

Posted in فكر حر | Leave a comment

المتربصون بالثورات العربية لن يمروا!

 الشرق القطرية 

 تنتشر في الساحتين الإعلامية والسياسية العربيتين جوقة من الغربان الذين لا هم لهم سوى تحبيط الشعوب وتيئيسها ودفعها إلى الكفر بثوراتها، لا لشيء إلا لكي يحموا بعض الأنظمة المهددة بالسقوط والحلم باستنساخ الأخرى الساقطة، مع العلم أن رياح التغيير جارفة بكل المقاييس، ولن يستطيع ثلة من القومجيين واليسارجيين والعلمانجيين المأجورين الوقوف في وجهها مهما علا عويلهم، وتضخمت أكاذيبهم، وانتفخت جيوبهم. فما إن تعبّر بعض شعوب الربيع العربي عن بعض استياء من المراحل الانتقالية الصعبة التي تمر بها بلدان الثورات والتي تورط أعداء الثورات في التسبب بها عن سابق إصرار حتى يخرج بعض الأصوات الإعلامية والسياسية المأجورة التي تعمل بالقطعة مع بعض الطواغيت لتبدأ بطريقة منسقة بجلد الثورات والثوار وتصويرهم على أنهم ثلة من المخربين الذين يتآمرون على بلدانهم وتفتيتها، مع العلم أن المسؤول عن التشرذم الذي تعاني منه بعض بلدان الربيع العربي الآن سببه بالدرجة الأولى الطغاة وأنظمتهم الساقطة والمتساقطة، لا الثورات ولا الثوار الذين ثاروا لتصحيح الأوضاع البائسة.

هل يعلم الذين مازالوا يسخرّون أقلامهم وأصواتهم النكراء لدعم الديكتاتوريات والتشكيك بالثورات أنهم إلى تفليسة عاجلاً أو آجلاً؟ لقد باتت الشعوب العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا وغيرها تعلم جيداً أن ما تمر به من صعوبات ومشاق بعد الثورات أمر طبيعي مهما تفاقم وتصاعد هنا وهناك، وهي تدرك أيضاً حجم المؤامرات التي يدبرها البعض بليل لجعل الشعوب تكفر بثوراتها، وهي تعرف خير المعرفة أيضاً أن مجرد العودة إلى حظيرة الطغيان هو انتحار عظيم للشعوب وأوطانها؟ لماذا مازال بعض الدافعين لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء يحلمون باستعادة الأنظمة الساقطة وإعادة تأهيل المتساقطة؟ ألا يخجل بعض المعارضين المصريين من الدعوة بشكل صارخ للانقلاب على رئيس جاء إلى الحكم بطريقة شفافة للغاية عبر صناديق الاقتراع؟ ألا يعلم أولئك أن عقوبة الانقلابيين حتى في البلدان الديمقراطية لا تقل قساوة عن عقوبة الخيانة العظمى؟ ألا يخجل البعض من الاستخفاف بإرادة السواد الأعظم من الشعب الذي اختار هذا الرئيس أو ذاك بعد ثورات الربيع العربي؟ ألا يدرك الذين يحاولون وضع العصي في عجلات النظام الجديد في مصر هم ليسوا أعداء للحزب الفائز بالانتخابات الرئاسية فقط، بل أعداء للشعب والوطن المصريين. لماذا لا ينتبهون إلى أن الأحزاب والقوى السياسية المنضوية تحت لواء ما يسمى بـ”جبهة الإنقاذ” هم مجرد شراذم سياسية لا يجمع بينهم أي رابط سوى عدائهم لحركة الإخوان المسلمين؟ ما الذي يجمع بين الفلول والليبراليين واليساريين والشيوعيين والناصريين وأزلام أمريكا المفضوحين وحيتان الفساد والإفساد في مصر؟ إيه لم الشامي على المغربي؟ أليس الذين يحاولون الانقلاب على الثورة المصرية أشبه بخلطة “لبن سمك تمر هندي”؟ أليس من السخف أن يعتقد بعضهم أنه يستطيع أن ينقلب على رئيس انتخبه أكثر من نصف الشعب المصري الذي شارك في الانتخابات؟ هل فكروا بأن أنصار الرئيس المنتخب الذي يرتكز إلى أرضية شعبية حقيقية ومنظمة ربما يزلزلون الأرض تحت أقدام الانقلابيين عندما يجد الجد؟ 

قد يكون هناك مئات المآخذ السياسية والأيديولوجية على القيادة المصرية الجديدة، لكن ألا تأخذ كل الأحزاب الفائزة فترتها الرئاسية كاملة في كل الدول كي تنجز برامجها، وإذا فشلت تصوت الشعوب ضدها في الانتخابات القادمة؟ لماذا يريدون التخلص من القيادة الجديدة وهي لم تمض في الحكم سوى بضعة أشهر، ناهيك عن أنها تحاول تنظيف البلاد من الأوساخ التي لحقت بها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً؟

ومن الواضح تماماً أن السيناريو المصري الشرير بدأ يظهر في تونس بنفس الأساليب والطرق المفضوحة، ومن داخل البلاد بمباركة ودعم خارجي طبعاً. فكما أن بعض القوى تريد شق الشارع المصري بين إخوان وجبهة إنقاذ لعل ذلك يضرب الثورات في مقتل، فإن قوى مشابهة في تونس تحاول دق أسافين بين الشعب التونسي وقواه السياسية لجعل الشعب يكفر بثورته، ويلعن الساعة التي ثار فيها على النظام الساقط. لقد جاء اغتيال القيادي شكري بلعيد في تونس محاولة مفضوحة لاستنساخ المخطط المصري في تونس. فعلى ما يبدو أن المطلوب ضرب الإسلاميين بالعلمانيين، تماماً كما هو الأمر في أرض الكنانة. وقد لاحظنا كيف راح بعض المتورطين في لعبة دق الأسافين ينحون باللائمة على الإسلاميين في حركة النهضة التونسية متهمين إياهم باغتيال بلعيد، وذلك لتأليب الشارع ضدهم، مع العلم، أنهم كنظرائهم المصريين، وصلوا إلى السلطة بأصوات الشعب الحرة. ولا شك أن حادثة الاغتيال ستترك شرخاً عميقاً بين القوى السياسية التونسية، لعله، حسب محركيه، يفت في عضد الثورة، ويعيد عقارب الساعة إلى الوراء. ومن اللافت أن القيادي المقتول في تونس يناهض الثورة السورية ويعتبرها مؤامرة، مما يذكرنا ببعض الناصريين الذين رفعوا صور الرئيس السوري في ميدان التحرير في القاهرة، وكأننا أمام مشهد صارخ وساقط من الثورة المضادة يقوده خصوم الإسلاميين جهاراً نهاراً. فبعض المصريين والتونسيين يريدون العودة بالشعبين إلى العهد السابق تحت نفس الحجج السخيفة، ألا وهي محاربة الإسلاميين. ويلتقون في ذلك بشكل واضح للعيان مع إستراتيجية النظام السوري الذي يعمل المستحيل للبقاء في السلطة بحجة محاربة المتطرفين. لاحظوا الانسجام بين أعداء الثورات في مصر وتونس وسوريا! كلهم يحاولون تكريس الأوضاع القديمة تحت حجة إبعاد الإسلاميين عن السلطة. وهذا طبعاً ليس دفاعاً عن الإسلاميين أبداً، بقدر ما هو دفاع عن خيارات الشعوب التي لن تتردد يوماً في إزاحة الإسلاميين عن السلطة إذا لم يفوا بوعودهم لها.

لا بد من الاعتراف أخيراً بأن مخططات إجهاض الثورات أصبحت مكشوفة للقاصي والداني. وهذا يتطلب من القوى الثورية والشعوب أن تبقى مؤمنة بثوراتها، وأن تحميها بأسنانها، وأن تقف بالمرصاد لكل من يحاول إجهاضها وإفسادها في مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا وبقية البلدان المرشحة للتغيير

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment