٢١طريقة تفكير تجلب الثراء

مقال نشره موقع “بزنس إنسايدر”، غير طريقة تفكير العديد من قرائه، يقول المقال أن هناك 21 طريقة تفكير يختلف فيها الأغنياء والفقراء، وإذا كنت تطمح لتصبح غنياً فعليك التفكير مثل الأغنياء.

منذ عقود والطبقة الوسطى تنظر إلى الطبقة الغنية بعين الحسد ويحسبون أنهم ولدوا وفي فمهم ملعقة من فضة، ولم يدركوا أبدا العناء والاجتهادات التي يبذلها أصحاب الثروات من اجل تغيير حياتهم وطريقة تفكيرهم.

جينا رينيهارت أغنى امرأة في العالم تقول في إحدى مقالاتها أن الطبقة الوسطى “الحاسدة” تهتم بالشرب والتدخين واللقاءات الاجتماعية” بدلا من العمل لكسب ثروة خاصة بهم.

ستيف سيبولد، مؤلف كتاب “كيف يفكر الأغنياء”، قضى ما يقرب ثلاثة عقود في إجراء مقابلات مع الأثرياء من جميع أنحاء العالم لمعرفة ما يفصل بينهم وبين أي شخص آخر. وقال أن موضوع الثراء لا علاقة له بالمال بقدر ما له علاقة بطريقة التفكير. فالطبقة الوسطى تقول أنه عليك أن تكون سعيدا بما لديك ويتخوفون من مسالة الغناء اعتقادا منهم أنها تجلب التعاسة.

1. الأشخاص العاديون يعتقدون أن المال هو أصل كل الشرور. الأغنياء يعتقدون أن الفقر هو أصل كل الشرور.

“الشخص العادي كأنه تعرض لغسيل دماغ جعله يعتقد بأن الأغنياء أناس محظوظون ومخادعين وفقاً لما كتبه سيبولد. ولذلك أصبحت كلمة الثراء عندهم مرادفة للعار. أما الأغنياء فهم يدركون أن المال لا يجلب السعادة حتماً ولكنه يجعل حياتك أكثر سهولة ومتعة.

2. الناس العاديين يعتقدون أن الأنانية عيب. الأغنياء يعتقدون أنها فضيلة.

الأغنياء يحاولون إسعاد أنفسهم ولا يحاولون الظهور بأنهم منقذي العالم. الناس العاديون يعتقدون بأن ذلك تفكير أناني وسلبي وذلك يبقيهم فقراء فإنك إن لم تعتني بنفسك فلن يسمح وضعك بمساعدة الآخرين لأنه ببساطة لا يمكنك إعطاء ما ليس لديك.

3. الأشخاص العاديون لديهم عقلية التردد. الاغنياء لديهم عقلية الانجاز.

فيما تنتظر الجماهير اختيار الأرقام الصحيحة ويتمنون الرخاء، يعمل العظماء على حل الأرقام”

الأشخاص من الطبقة المتوسطة ينتظرون المساعدة من الحكومة أو رئيسهم في العمل أو من زوجاتهم. وهذه الطريقة في التفكير تولد هذا النهج في الحياة والمعيشة.

4. الناس العاديون يعتقدون أن الطريق إلى الثراء منوط بالتعليم الرسمي. الأغنياء يؤمنون باكتساب المعرفة المحددة.

“العديد من الفنانين العالميين ليسوا متعلمين، ولكنهم جمعوا ثرواتهم من خلال إتقانهم لمعرفة محددة. في حين يعتقد الشخص العادي بأن درجة الماجستير والدكتوراه هي وسيلة لبناء الثروة.

5. الأشخاص العاديون يتحسرون على أيام العز. الأغنياء يحلمون بالمستقبل.

الأثرياء بنوا ثرواتهم بعدما تحدوا أنفسهم وخططوا لمشاريع أحلامهم لمستقبل مجهول.

الأشخاص الذين يعتقدون أن أفضل أيامهم كانت في الماضي نادراَ ما تراهم أغنياء وكثيراً ما يعانون التعاسة والاكتئاب.”

6. الأشخاص العاديون ينظرون إلى الثروة بعين العاطفة، الأغنياء يفكرن بالمال منطقياً.

الشخص العادي الذكي والمتعلم أو الناجح عموما قد تمنعه المخاوف وحرصه على المادة من صنع الثروة لأنه يفكر فقط بجمع أكبر قدر من المال يستفيد منه بعد تقاعده.

الثري يرى المال بنظرة منطقية ويدرك بأن المال هو أداة حاسمة تطرح الخيارات والفرص”.

7. الأشخاص العاديون يجنون رواتبهم من وظائف لا يحبونها، الغني يتبع شغفه.

8. الأشخاص العاديون يرسمون توقعات صغيرة حتى لا يصابون بخيبة أمل. الأغنياء يقبلون التحدي.

“علماء النفس وغيرهم من خبراء الصحة النفسية ينصحون في كثير من الأحيان بوضع توقعات صغيرة لحياتهم لضمان عدم خيبة الأمل”.

وفي هذا الشأن يقول سيبولد أنك “لن تذوق طعم الغنى ولن تحقق أحلامك إلا بوضع توقعات كبيرة.”

9. الأشخاص العاديون يعتقدون بأنه عليك القيام بشيء لتصبح غنياً، الأغنياء يعتقدون بانه يجب أن تكون شيئا لتحصل على الثروة.

وهذا هو السبب الذي ساعد دونالد ترامب في الوقوف على رجليه مرة أخرى وأصبح أثرى من ذي قبل بعدما تعثر بتسعة مليار دولار من الديون.

وبينما يركز الأشخاص العاديون على تقييم النتائج الفورية لأعمالهم، يتعلم العظماء ويكبرون بعد كل تجربة، سواءً تعلقت بالنجاح أو الفشل.

10. الأشخاص العاديون يعتقدون أنك بحاجة إلى المال لتبدأ في صنع الثروة، الأغنياء يستخدمون أموال الآخرين.

الأغنياء لا يترددون في تمويل مشاريعهم من جيوب الآخرين. وهم يدركون أنهم ليسوا أغنياء لدرجة تسمح لهم بتحمل الهفوات الناتجة عن سوء الاختيار، ولذلك فهم يدرسون ذلك جيداً بالسؤال ما إذا كان ذلك المشروع يستحق شراءه أو الاستثمار فيه أو افتتاحه.

11. الأشخاص العاديون يعتقدون بأن السوق تحكمها الاستراتيجية والمنطق، الأغنياء تدفعهم العاطفة والجشع.

12. الأشخاص العاديون يعيشون فوق إمكانياتهم المادية الأغنياء يعيشون بأقل من إمكانياتهم.

13. الأشخاص العاديون يعلمون أطفالهم كيفية العيش، الأغنياء يعلمون أطفالهم كيف يصبحون أثرياء.

14. الأشخاص العاديون تنكد الأموال عيشتهم، الأغنياء يجدون راحة البال في الثراء.

15. الأشخاص العاديون يفضلون الترفيه عن التعليم، الأغنياء يحبون التعليم أكثر من الترفيه.

16. الأشخاص العاديون يعتقدون بأن الأغنياء متكبرون، الأغنياء يحبون أن يكونوا محاطين بأشخاص يقاسمونهم نفس التفكير.

17. الأشخاص العاديون يحرصون على الادخار، الأغنياء يركزون على الأرباح.

18. الأشخاص العاديون يشغلون أموالهم بطريقة آمنة، الأغنياء يدركون متى عليهم المخاطرة.

19. الأشخاص العاديون يحبون المشاريع التي يطمئنون إليها، الأغنياء يجدون راحتهم في المشاريع الغامضة.

20. الأشخاص العاديون لا يربطون أبدا بين الغناء والصحة، الأغنياء يدركون بأن المال ينقذ حياتك.

21. الأشخاص العاديون يعتقدون بأنه عليك الاختيار بين العائلة السعيدة أو المال، الأغنياء يدركون بانه يمكنك الحصول عليهما معاً.رعد موسيس (مفكر حر)؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

ياعاقد الحاجبين

يـاعاقد الـحاجبين على الجبين اللجين

إن كنت تقصد قتلي قـتلتني مـرتين

مـاذا يـريبك مني ومـاهممت بـشين

أصُـفرةٌ في جبيني أم رعشة في اليدين

تَـمر قـفز غزالٍ بين الرصيف وبيني

وما نصبت شباكي ولا أذنت لـعيني

تـبدو كأن لاتراني ومـلء عينك عيني

ومـثل فعلك فعلي ويلي من الأحمقين

مولاي لم تبق مني حـياً سوى رمقين

صبرت حتى براني وجدي وقرب حيني

ستحرم الشعر مني وليس هـذا بهين

أخاف تدعو القوافي عليك في المشرقينبشارة الخوري (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

نادين البدير: ألم يحن أوان العصيان؟

الراي

خلاصة الحقيقة الأنثوية أن هناك الحرمة وهناك السيدة. وأن علي الاختيار بين أن أكون الأولى أو أكون الثانية.

لا تعرفون كم كلفني الاختيار ذات يوم.

حتى أقرر التحول من خانة الحرمة العبدة إلى خانة السيدة الحرة فأنا أقرر التحول من البلادة للحركة ومن الخوف من كل شيء لإعلان خوض كل شيء حتى الحرب.

أعلن العصيان لأتحول. وثقافة المجتمع القبلي والعائلي لا تعترف بالعصيان، تنشئتنا تقوم على العكس. هناك الكبير وهناك العبيد. هذا ملخص الثقافة. من تعلن العصيان في هكذا مجتمع تعرض نفسها لكل أنواع اللعنات. لكني لا أهتم، سأستمر بإعلان العصيان.

انتقد الكاتبات اللواتي يضعن حياتهن في وصف الذات الأنثوية، أعرف أن التقاليد تجبر كل واحدة منا على البدء من الذات ومن الأنوثة حتى تتحرر على الورق أولاً وبعدها تتمكن من الانطلاق في الفضاء. أما كاتباتنا العربيات فمنهن من ماتت وورقها لم يحررها بعد، أوراقها كلها تصف نفسها وتتمنى حريتها، وتبوح بألمها وأحزانها. لم تكتب أبدا خارج نطاق الأنثى وغرائز الأنثى ومصائبها. أعترف أني أيضا بدأت بوصف ذاتي لأني لو لم أمارس وقتها تحرري (المطلق) على الورق وأمام العالم ما كنت تمكنت من الانتقال فيما بعد والكتابة عن أشياء أخرى أو مناقشة أي شيء آخر في الحياة. حتى عملي الإعلامي بدأته ببرنامج عن تعقيدات حياة العربيات، أردت أن أحصل على لقب (حرية) أمام نفسي ولم أكن أهتم بأن يعترف لي الآخرون بالحرية، لأنهم لن يفعلوا أبداً.

لكني أعود الآن لأكتب عن الأنوثة، ليس تحررا من النفس إنما من الغير. من النظام، من العائلة..فشبح يلاحقني أينما ذهبت. شبح المرأة الساقطة.

أنا شريرة بنظرهم، وكائن مستعد للخطيئة بأي لحظة. كل هؤلاء المحافظين يظنون بي ظنهم التعيس الذي في الحقيقة واقعهم… كيف تريدون للمختل أو المنحرف الاعتراف بأن هناك طهارة وهناك شرفا وأخلاقا. فكيف تسلمونه صكوك حريتنا؟

المختلون عقلياً يرسمون حياة ملايين المواطنات. أما آن أوان الغضب؟

اما آن أوان العصيان؟

في العام 2013، أستخرج جواز سفري بموافقة ولي أمري. في العام 2013 أتزوج بشرط موافقة ولي أمري. أسافر بإذن تسريح موقع عليه من ولي أمري. وأجري عملية جراحية بإذن من ولي أمري وأتعلم وأعمل بإذن من ولي أمري…. القائمة لا نهاية لها.

نساء فقيرات ممنوعات من العمل تحت مسمى الحرام والكفر، ونصفق لقرار السماح لهن بالعمل كبائعات. لم أعد أريد الاستماع لأي تصفيق. لن نصفق بعد اليوم. نحن لا نحصل على هبات أو منح إنما حقوق امتلكناها، لن نصفق بل سننتظر التغيير وبأقصى سرعة ممكنة، لم نعد نؤمن بالإصلاحات التدريجية. ولا نريد تصبيرة تضمن خرسنا كل عشرة أعوام. ولم نعد نصدق أن المجتمع لا يريد التغيير. انظروا للمجتمع في أسفاره ثم احكموا على رغبته الجامحة للتغيير.

تظنون أني وفقا للقوانين السائدة، لم أتحول إلى سيدة بعد. تعتقدون أني لا زلت ضمن الحريم؟

بنظر المحافظين والقانون فإلى جانب الولي الأكبر (السياسي) الذي تجب طاعته صائبا كان أم مخطئا، هناك الولي الأصغر (الأب أو الزوج أو الأخ) والذي تجب أيضا طاعته بل تسليم الحياة له. مهما كبرت أبقى طفلة لم تنضج. ومهما علت مراتبي العلمية والمهنية على مرتبة الولي أبقى قاصرة لا تستحق الولاية على نفسها… فأي حياة كريمة هذه؟ أقترح على من يضع القوانين( الذين ليس بينهم امرأة) عدم التزام الصمت تجاهنا. أقترح أيضا عدم تسليم المرضى والمختلين زمام أمور نساء كان يمكن لهن التحول لأهم السيدات في العالم لولا قدرهن الذي أنجبهن وسط هذه الرمال.

وإلا فماذا نفعل؟ هل تهاجر النساء؟ هل تترك وطن لا كرامة لهن فيه.. متى تتحرك السيدات أو الحريم؟ متى نعلن الثورة أو الحرب؟ متى نعلن جميعنا العصيان؟

هذه تحية لمتظاهرات 1991 المطالبات بقيادة السيارة. كل واحدة منكن أجرأ من ملايين منا وأكثر إيمانا بالحرية من كثيرات منا. لكن أين أنتن؟ ولما اختفيتن؟  نادين البدير – مفكر حر؟‎

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

القضية ليست الحجاب.. ولكن العقل

لم تكن المعركة التي بدأت في منتصف نوفمبر 2006م، إثر تصريحات الوزير فاروق حسني، ثم اشتعلت وتضرمت وشغلت الصحف ووسائل الإعلام والإنترنت، ودخل فيها الدكتور عمر هاشم، والشيخ طنطاوي، والشيخ علي جمعة، والشيخ القرضاوي وبقية الفقهاء.

أقول: “لم تكن في الحقيقة معركة مع الحجاب، ولكنها معركة مع العقل”.

لقد كشفت كل المساجلات عن غيبوبة تامة للعقل، سواء كانوا أساتذة الأزهر أو من الذين يسألون علي قارعة الطريق أو يقومون بمداخلة علي الإنترنت، الجميع بلا استثناء ينقلون، يكتب أحدهم علي الإنترنت أربعين تفسيرا للنقاب والحجاب في القرآن، وما دري أن تسعة وثلاثين منهم نقلوا ما روي عن ابن عباس، وكل واحد ينقل عنه بالألفاظ نفسها أو بتنويعات خفيفة كأن يكون الخلاف هو في العين التي تحجب والعين التي تترك للمرأة لترى بها، هل اليمنى أو اليسرى. 

الجميع بلا استثناء، يقولون الحجاب فريضة، بنص القرآن والسنة والإجماع، وأن من لا تلتزم به فإنها تنتهك أحد فروض الإسلام.

هل في القرآن نص علي تغطية الشعر أو الوجه؟ ضعوا أيدينا عليه إذا كان موجودا، فإن لم يكن موجودا، فكيف تتقولون علي القرآن وتدعون تفسيركم قرآنا؟ 

هل الآية “ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها” أو الآية “يدنين عليهن من جلابيبهن”، أو الآية “وليضربن بخمرهن علي جيوبهن”، تقتضي أن يكون جسم المرأة كله عورة إلا وجهها وكفيها؟

إن الحجاب جزء من الزي، والزي قضية عادات وتقاليد، وهو في البلاد الحارة غيره في البلاد الباردة، وهو “شكل” وقالب، والأديان لا علاقة لها بالأشكال والقوالب، إنها قيم وما يهمها في زي المرأة، أو في مشيها وحركاتها وسكناتها هو الحشمة. 

وهل كان القرآن الكريم عاجزا ـ لو أراد ـ أن يحدد تحديدا يكشف أو يحجب علي وجه التحديد، المعروف بالطبع أن التحريم والتحليل لا يكون إلا بنص صريح من القرآن لا يقبل تأويلا، فهل يعد تفسيركم أو تفسير ابن عباس أو غيره من العلماء أو الفقهاء ملزما؟ أو هل يملك أحد أن يتحكم في القرآن ويجعل تفسير ابن عباس قرآنا؟

إن المفسرين القدامى تصوروا أن القرآن إنما أرسل للعرب وقت نزوله، وفسروه علي هذا النحو، ولكن القرآن أنزل لكل الناس وكل العصور، ولهذا جاءت كل الإشارات عن الزي مرنة، غير محدودة، قابلة للعديد من التأويلات حتى تتناسب مع ما انتهي إليه التطور، ولا نلزم المرأة المسلمة في أوروبا وأمريكا والهند والصين وأفريقيا اليوم أن يضعن الخمار، كما ذهب الدكتور عبد المعطي بيومي إلي أن مجرد ذكر القرآن للخمار يوجبه، ويبدو أن هذا ليس رأيه وحده، لأنهم ثاروا علينا عندما اقترحنا علي المرأة المسلمة في الدول الأوروبية إذا لمست حرجا من ترك شعرها مكشوفا أن تلبس قبعة وليس ما يسمونه الحجاب الشرعي، لأن هذا سيفصلها عن المجتمع، وسيؤدي إلي إيذائها، وقد أوضح القرآن إن من حكمة توجيهاته الخاصة بالزي ألا يؤذين، واليوم انعكست الآية وأصبحت المحجبة في أوروبا هي التي تؤذي ولكن لا أحد يفكر، الجميع ينقلون، الجميع يرددون “قال فلان، وقال فلان”، ولكن لا أحد يفكر، فأين هؤلاء من القرآن الذي قال: “والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا” (الفرقان: 73).

أما السنة، فهل يخفي عليهم أن معظم الأحاديث التي جاءت عنها ضعيفة، أو فيها كلام، بما فيها الحديث “العمدة” (المرأة عورة)؟ وهل فكروا في معني حديث “ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”، إنه إذا كان يضع مبدأ عاما فإنه يكون مخالفة للقرآن الذي امتدح ملكة سبأ، وأن الحديث كان نبوءة من الرسول بما آلت إليه الأسرة الحاكمة في فارس التي اختلفت فيها بينها وولت أمرها امرأة فتنبأ لها بالفشل، فالحكم كان عن حالة بعينها، وليس مبدءا، وبعد هذا كله فإنه رواية الوحيد وقع عليه عمر بن الخطاب حد القذف ولم يتب، فلا تجوز شهادته.

أما الإجماع، فيا عيني علي الإجماع، أين كان هذا الإجماع؟ ومتي وماذا تقول في كلمة الإمام أحمد: “من ادعي الإجماع فهو كاذب.. وما يدريه”.

لا تقولبوا الإسلام في قالب معين، لأن الإسلام يرفض القولبة، ولأن مقاصد الإسلام هي القيم من كرم وصدق وعدل وإخلاص وفكر لا تتحقق بأي صورة من القولبة سواء كانت تربية لحية أو وضع حجاب، ولا تتحكموا في الإسلام، لأن الإسلام ليس ملكا لكم تتصرفوا فيه كما تشاءون الإسلام لا يملك، إنه كلام الله، وإذا كان هناك من يملك فهم المسلمون جميعا في كل البلاد، وفي كل العصور.  جمال البنا – مفكر حر

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

خيانتي الحقيقية كانت صمتي ….

ميس كريدي : كلنا شركاء

وبكل وقاحة يتحدثون عن الخيانة..ويقررون من منصاتهم التي تتراوح بين دكة في فندق وكرسي على رصيف مغترب..وقاعة في فيلا من يحبك سورية..ويحددون خرائطها على قياس الدول التي تشخلل بهم وتلاعبهم بخيطان الدمى..

حين تنتقل الثورة إلى المقاهي وتصبح مركوب فرسان الهواء …تستيقظ مدانا من شلة من العجازين, يرون في قضم أنوف بعضهم نصرا مؤزرا ..ويتجاهلون في العلك والثرثرة دما يراق على أرض تفتح فيها صواريخ السكود فجوات في أجساد الأطفال …ينتقل الوهن والعار للأدمغة فتصبح علامات الوطنية التي يوزعها انصاف الرجال مقياسا للرجولة..

من أنتم أيا ما كنتم لتطحنوا بعضكم بمليون تهمة وتهمة ..والنظام الذي تصارعون يتغول عليكم بتفككم وتفاهتكم..وتتخلون عن شباب يتعمد بالنار لتلقلقوا بسخافاتكم ..وطفل يتشظى في فراغ عجرفتكم ..وتنسوه في حوارات الهرطقة والدجل..

هل استيقظنا ذات صباح لنصبح عملاء …وتحتكرون عباءة الأخلاق أو ملاءتها… عباءة تلقونها تحت أرجل دبلوماسيين يرون فيكم أغرارا على السياسة..

دمعتي في الحلق وابني يغرد على الهاتف ولا ذنب له في يتمه الاختياري سوى إنني أمه..

لم أكن يوما أرغب في مكاشفة مؤجلة ولكن..

غبار المقاهي والنراجيل في القاهرة يخنقني ..ولبؤس حظي أن حضرت جلسات الثورة المصرية في صالوناتهم مثقفون كبار يناقشون الدم ..ودمهم غالي ودمي غالي ..ولكن هيهات أن يكون النهر مثل البحر..لكن الأمانة تقتضي أن أعترف كم كان فرقا شاسعا بين صالون الدكتور علاء الأسواني وتغريباتكم في القدح والذم على بعضكم ..وتموتون غلا وتتحرقون لتعرفوا كم قبض الواحد من أولاء القبيضة …وكم طفل قضى ليلة أمس ربما قلة من شرفاء بكت وانتحبت وارتحلت علها في بوابة من بوابات التاريخ تجد لهم حلا…

قررت أن أكتب اليوم وغلي يغلي.. وربوع أرضي تنهش لحمي …يا دار ما هذا حقك علينا ولكن صغار الكسبة والعملاء هكذا..تتحدثون عن العمالة ..هذا بحث واسع وقاعدة بياناته تهز الأرض والرعد لنعرف من دفع ومن قبض ومن حسب ومن جمع ومن طرح…

الآن لن أسكت فإني يوم أحببت سورية لم آخذ إذنا من واحد فيكم ..وإن قررت كرهها فسأقولها بأعلى صوتي لأني لم أكن يوما جبانة مثلكم …يا أيها المتلقحون على المقاهي تتصيدون الحظ …وتحولون الشعب السوري لمجموعة من المساكين يتلظون بطانية ورغيفا ومفتاحا وكل الذل والامتهان في المنح والمنحة…شعبي هناك يئن ملء الروح ولكن ..يرفع الريح على أكتافه عزة..وستسقطوا يا أقبح المرتزقة…و لن أنتظر مقعدا شاغرا بين موظفي المعارضة ..لأن سورية هي أنا شاء من شاء وأبى من أبى..

انشق المنشقون..فاتهمناهم …خرج الشباب فخذلناهم …وركبنا العفة على الرأس الذي نريد وخلعناها عن الرأس الذي نريد…

سؤال يعض قلبي ؟؟هل عملتم ياسادة بالسياسة أم غربتم في سفوح السفارات كل على ليلاه..ونقلتم عدوى مخابرات النظام وتهمها لجلساتكم فصرتم كلكم متهم وكلكم قاضي والرك على أكثر واحد فاضي …

أيها المستهلكون حتى نقي العظم ..أركع لشعب مات واستمات يضحي ولم تتفضلوا باحترام جراحه..إن خطابي هذا لمن يعنيه الأمر ..ولمن فتح يديه للبوكيت موني ..وتعلم عد الآلاف وهز الأكتاف..

وأنا المرأة السورية التي تعترف بعشقها الأبدي للوطن الذي سينظف نفسه ولو بعد حين ..

وتتساءلون لماذا ما توحدتم ..ولماذا تكالبتم على الوطن ..ولماذا امتشقتم سيوفكم على بعضكم..بكل بساطة جواب واحد واضح بكلمة ” المحاصصة”..

وحدهم الذين ترفعوا عنها ..لهم احترامي..

طوال عمري حلمت بمستقبل الطفولة في حضن الأرجوحة..عالم من الفضيلة..دنيا من الفرح..وليس بكائيات في خطاباتكم الرديئة..انا أمهم وهذا حقي الذي أتحول من أجله ذئبة شرسة ..وحقي في الحب هو حقي وكلكم يا باعة الكره في الحقد منتفعون ونافقون وراحلون..

من على الملأ ومن كل منبر أتيح أو أوصد في وجهي ووجه من مثلي وما أكثرهم في رقية القلب سورية ..قلت لبشار ارحل ولم أزل ..وحاربت غيلان الأمن لأنهم ذات حلم نهبوا وطني .في الانسانية ..في الله ..في الأرض ..في العرض.وكل من سينهبني فيه وفي روحي عدوي اليوم وغدا…وأنا سأرحب بكل من راعه الظلم فانتفض أولا أو آخرا لأني أقدس الأرض الثكلى وأريد لها روحا تدب وقلبا يستعيد الدم فينتفض ..فيا كل ضابط غادر نظام القتل اليوم أو أمس هات يدك ..يا كل قاض قرر العدل فانسحب من محاكم الزيف والقانون اللاقانون ..ويا كل تاجر لم يعد يقدم ولاءاته في مكاتب مدراء الأفرع والضباط الكبار..ويا كل كاتب يراجع في الحق نفسه..يا كل بني وطني ..لأجل وطني سأرفع قبعتي تمهيدا لشراكتي في الألم معكم…

ولفرسان الهواء وممتهني الصياح..أقول لكم النظام بينكم وفيكم ..في عقولكم الحجرية..في صراعاتكم الدونكيشوتية..هل تعلمون إني ما عدت أصدق إنه يرسل مخبرا لاختراقكم..إنكم ممزقزن حتى لتفشل أعتى المؤامرات لو أرادت لما تمكنت من تشريحكم قصاصات فسيفساء لا إبداع حتى الآن يجمعها بلوحة….لك الله سورية ولي قلبي ..

 
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

فورد ورؤية واشنطن للحلّ السياسي في سوريا

ناصر شرارة : الاخبار

… ……………….”

ويلمّح فورد إلى معادلة جديدة، بخصوص رؤية واشنطن للحلّ السياسي في سوريا، وهي تخالف الكثير من التحليلات السائدة عن أن واشنطن تفاضل بين «شرّ الأسد» عليها و«شرور جبهة النصرة». ويكشف رؤية أميركية جديدة في مقاربة هذه النقطة، قائلاً إنّ «الأميركيين كانوا يعتقدون بإمكانية أن تتغلب لدى الأسد بعض الحكمة والتعقل، ولم يعتقدوا أنّه سيكون انتحارياً إلى هذا الحدّ». ويوضح أن التكتيك الأميركي اليوم، هو إيصال قناعة للأسد بأن عليه التيقن «من أنّ الخيار الوحيد المطروح عليه، هو إما التحاور مع الخطيب وفق شروط الأخير أو أن تطارده جبهة النصرة ومثيلاتها حتى النهاية».

ومن وجهة نظر الدبلوماسي، الذي نقل أجواء فورد، فإنّ واشنطن تمارس نوعاً من استخدام عصا جبهة النصرة لترهيب الأسد وابتزازه، ودفعه «إلى حوار التنحي» مع «الائتلاف». وتشبه هذه السياسة لحدّ بعيد، التطبيقات التي تمارسها النظرية الأميركية المعروفة عن سياسة «الاحتواء المزدوج»، التي تجمع بمقتضاها بين خصمين لها، بغية إضعافهما، ومن ثمّ الحصول من بين ركامهما على هدفها الاستراتيجي.

ويفرد فورد في حديثه الخاص حيّزاً ملحوظاً للحديث عن الميدان في سوريا، وتكتيكات المعارضة القتالية والأوضاع السائدة داخل مناطقها وكيفية تدعيم «صمودها». ويقول: «تسيطر المعارضة السورية على الجزء الأكبر من سوريا، ولا تزال تحرز تقدماً تلو الآخر. ومن بين خططهم حالياً استهداف المطارات لمنع وصول الأسلحة للنظام».

لكن من جهة مقابلة، يعترف فورد بأن «الفوضى تعمّ المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة، حيث لا وجود لأية إدارة مدنية، ونحن نخشى من حدوث حالات مجاعة في بعض هذه المناطق». وقارن فورد الوضع المتردي فيها بالوضع الذي كان سائداً في العراق عام ٢٠٠٣، قائلاً: «كان هناك قوات المارينز على الأقل، حيث تولت هي الإدارة المحلية والإنسانية».

ويعترف فورد بأنّ النزاع المذهبي في سوريا يتصاعد بقوة على نحو مخيف. وضمن السيناريوات المحتملة الناتجة منه، والذي تخشى منه واشنطن، هو «أن يقرر الأسد في لحظة معينة الانسحاب مع قواته إلى مناطق العلويين، ما سيعرضه وأبناء طائفته، نتيجة هذا الإجراء، لأخطار مستقبلية، كما سيلحق بالمنطقة أضراراً فادحة». ويعتبر فورد أنّ «حزب الله موجود بقوة داخل الصراع في سوريا، وهو يساعد مع العلويين وشيعة عراقيين وخبراء إيرانيين على تكوين الجيش الشعبي المساند للنظام، وهذا سيؤجج حالة الصراع المذهبي في سوريا»، الذي يدعي فورد «أن واشنطن لا تريدها».

ويهدد فورد بأنّ إسرائيل ستستهدف نشاط حزب الله لنقل السلاح من سوريا إلى لبنان، بدليل الغارة التي شنتها على شحنات الأسلحة للحزب والمنشأة العسكرية السورية. ويقدم بشرى في هذا المجال لحلفاء واشنطن اللبنانيين، تتمثل بأمرين اثنين: واشنطن لم ولن تغير موقفها بخصوص مطالبة بالرحيل بأسرع وقت. ويضيف: «ونأمل أن يعرف اللبنانيون ذلك، وأن لا يذهبوا بعيداً في ترجمة بعض المواقف الأميركية «التكتيكية».

ويختم فورد بأنّ «سوريا البلد على وشك التفكك، ورغم ذلك فإن الروس لم يغيروا موقفهم من بقاء الأسد حتى الآن، وهم ما زالوا يرسلون الأسلحة إلى النظام السوري، ويتشددون في موقفهم المساند له، رغم ما يقولونه لنا في الغرف المغلقة».”

 
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

وليمة القبانجي

عمار السواد

لا يمثل احمد القبانجي تهديدا للداخل الايراني، رجل دين نقدي، يكتب باللغة العربية ويترجم للعالم العربي كتابات ايرانية متنورة.

رغم ذلك، اعتقل القبانجي من قبل السلطات هناك. مفارقة، اذا ما عرفنا ان مصطفى ملكيان مثلا، وهو احد اهم نقاد الفكر الديني الذين ترجم لهم القبانجي، ما زال يعيش في بلده، ولم يعتقل. وهذا لا يبرء ايران من ملاحقة النقديين او اصحاب الآراء الحرة، غير ان الملاحقة تتركز بدرجة رئيسية ضد مهددي فكرة الجمهورية الاسلامية الوارثة للثورة، كما هو حال عبد الكريم سروش الذي بات رمزا للإصلاح الفكري المعارض. الاعتقال قصة ابعد من تطبيق قوانين العقيدة.

تأثير القبانجي بدرجة رئيسية في اوساط عراقية، قد لا تكون واسعة، غير انها موجودة، خصوصا مع حالات السأم من المتاجرين بالدين. ترجمة المنتج “الايراني الشيعي المتنور” وسيلة رئيسية في تحقيق هذا الحضور، اعمال تعيد قراءة التراث الشيعي نقديا، وتفكك الاسلام السياسي الايراني، باتت بمتناول يد الكثير من قراء الشيعة العرب الباحثين عن رؤى نقدية جديدة تحدد لهم مسارات اخرى.

بينما، تسعى الجمهورية الاسلامية ليكون الوجه الوحيد المعروف شيعيا ذا سمة ايديولوجية خالصة، يقدم ولاية الفقيه كأساس للحكم، والاسلام السياسي اسلوبا فريدا للسلطة. هذا يضمن ان لا يجد الشيعة غير الايرانيين عند “اخيهم الاكبر” نمطا واخلاقا وقيما مختلفة تضرب تلك التي يراد تمريرها.

خلال السبعينات لعب علي شريعتي دورا ملهما لجيل ناقم على حكم الشاه، رجل تخرج عن السوربون بلحية حليقة واسرة مدنية واراء رفضت التقاليد البالية وتضحية خلقها مقتله في مهجره، اصبح معلم ثورة يقودها فقيه. غير ان الجمهورية الاسلامية رفضت المعلم رغم دفاعه عن الاسلام باعتباره هوية لشعب ايران ضد “الاغتراب” الثقافي فضلا عن التبعية السياسية. حاول رجال الدين السياسيون الحيلولة دون انتشار افكاره، وروجوا لمرتضى مطهري المفكر الديني الخالص، مقابل شريعتي متعدد المشارب.

صاحب وصف “التشيع العلوي والتشيع الصفوي”، طالما تغنى بالحرية التي رأى ان الهوية الاسلامية طريقا اليها.. وهنا يكمن الفرق بين شريعتي ومشرعني الدولة الدينية، الاول استهدف الحرية ورأى ان الهوية الثقافية الدينية طريقا لها، والباقون استهدفوا الحرية التي تقتصر طريقها على الفكر الديني، الاول يغير طريقه لو اكتشف ان هذه ليست هي الطريق، بينما لم يعنى الاخرون بالحرية الا ضمن حدود تأسيس عقيدة الاسلام السياسي لها.

عاد بعض المحافظين في التسعينات للتعامل بإيجابية مع شريعتي، انتهت الحاجة لسجن تلك الافكار، الزمن سلبها تأثيرها القديم. لكن دون جدوى، الافكار السبعينية ولدت اخرى، وشريعتي لم يعد كما هو عند ابنائه، جيل جديد من المفكرين ظهر، تحللت الأيديولوجيا في هذه المدرسة لتولد المعرفة. نتيجة طبيعية، افكار تحمل قيمتها المباشرة في لحظتها، وينتج عنها شرط جديد وظرف مختلف ونمو اخر للوعي مختلف ومتطور. من جديد، ابناء التطرف تحولوا لملاحقة أبناء شريعتي وهم اولاد الثورة ايضا. “التطرف” لا يريد وجها للثورة سواه.

عراقيا يقتصر السجال الدائر في السياسة والدين والمجتمع والثقافة داخل حدود المباح، لا يقترب الى محاكاة الثابت مباشرة، بل يقف عند اطلال ادانة “الممارسة”. وهي ادانة يغلب عليها روح النفاق والمجاملة والخوف، او التسطيح، وهي لا تؤسس فكرة، بل تلف وتدور دون ادنى قدرة على الاقناع.

غير ان فضاء اخر يتشكل بعيدا عن هذه المجاملات البلهاء، التي تقودها في الغالب مصالح او مخاوف. فضاء تشكله نخبة درست عقيدة الدين وفكره وفقهه، عاشت تجربتها القريبة من المعارضة السابقة قبل ان تكتسي بهيبة السلطة، لم تكن طرفا في النخبة التقليدية التي توارثت عن اليسار سطحية في فهم الفكر الديني، ولم تجد نفسها ملزمة بشروط الشعرية العراقية التقليدية.

احمد القبانجي جزء من مساحة النقد الجديد التي لم نعتدها. كعراقيين لسنا معتادين على نقاشات تدور ابعد مما عودنا عليه اليسار واليمين والشعراء، نقاشات الحداثة وما بعدها في واقعها الادبي، واراء الماركسيين الحاملين لقوالب ثابتة، لتقدم لنا جدلا فكريا محدد الشروط مسبقا، وشعارات رفعها القوميون مزجت الدين بالعرق للبحث عن مجد تليد.

تدرك التيارات الدينية السياسية خطورة الدخول في معركة مباشرة داخل مساحة النقد الجديد، ليس ضعفا، بل وعيا بان مثل هذه المعارك تخرج الجدل من دائرته النخبوية الضيقة، وهو ما لا ينفعها الان. لكن القبانجي بعمامته السوداء، واسم اسرته الدينية، وجرأته غير المسبوقة، يصنع حضورا غير مرغوب به. الى جانب كونه اصبح قناة تواصل مع وجه ايراني آخر لا تريد ولاية الفقيه له ان يُرى.

ينشغل بعض المثقفين العراقيين في توصيف القبانجي بالمفكر او رفض وصفه بذلك، كما درجوا عليه في البقاء عالقين بقوالب الجدل الثابتة ذاتها، التسميات طرائدهم. ليس مهما، في الجوار وليمة يتجمع حولها اناس لم نعهد وجودهم. 

 المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

قصة و حكمة من زياد الصوفي..110

 القصة:

أيام خدمتي العسكرية، سنتين كاملين خدم معنا شب صغير من عيلة الشويحنة بحلب..

أنا شخصيا خلال سنتين التقيت فيه مرتين..و بالمرتين كنت عم زيد قناعة من خلال طريقة تعاملو مع قائد الفرقة 18 اللواء مضر يوسف و أنبطاح كل ضباط الفرقة اثناء زيارتو الميمونة أنو الشبيحة مو بس من بيت الأسد، بل أنو هالعيلة زرعت أعوانها بكل مدينة و كل ضيعة و عطتهون صلاحيات كاملة..

قصة اليوم من حلب..

حلب اللي بحب دائما احكي عنها بسبب الظلم اللي كنت حسو عند أهلها لما كانو ثوار باقي المدن يتهموها بالتقاعس عن واجبها الثوري ببداية الثورة..

بالمناسبة.. سألني شب حلبي من سنة و نص عن أسباب تردد أهل حلب..

و جاوبتو أنو النظام ما رح يسقط إلا من حلب..

منرجع لحكاية اليوم..

بعد ما اتزوج أبو علي منصور، تاجر السلاح و المخدرات المعروف بحلب ببداية التسعينات.. التجارة اللي كان مغطيها مع أخواتو بتجارة البلاستيك و الاسمنت و الألمنيوم.

زواجو دام كم سنة من هالصبية، و انتهى بالطلاق كنتيجة متوقعة لهيك ارتباط بهيك نوعية من المخلوقات..

كل يوم جيرانها يسمعو أصواتها و هية عم تاكول القتل من زوجها، و بأكتر من مرة راحت اشتكت للشرطة و بلغت عن زوجها أديش عم يضربها و يظلمها، و الشرطة تلفلف الموضوع لمجرد سماعهون أنو زوجها أبو علي منصور أخوه لزهير منصور god father المجرمين من هالعيلة..

لما أخدت طلاقها ما صدقت حالها أنو خلصت من هالنجس، أخدت بنتها معها و راحت عاشت ببيت أهلها بالموغامبو..

اتعرفت بعد بكم شهر على جارها محمد العطار و اتفقوا عالخطبة تمهيدا للزواج..

بيسمع طليقها أبو علي بموضوع الخطبة و بدون سبب يذكر بيجن جنونو..و بتتحرك فيه كل دوافعو الأحرامية و بيقرر ينتقم..

بليلة راس السنة 2000، أهل حلب عم يحضرو لسهرة الألفية التالتة..

أهل الموغامبو تلاقيهون اللي راجع على بيتو و بأيدو أكلاتو ليسهر مع عيلتو عالتلفزيون، و حلب يومها دقلها موسيقا بتشوفها عم ترقص متل العروس..

بيوصل أبو علي عالحارة هوة و تلات كلاب من اللي بيشتغلو عندو.. اللي شافو يومها نازل من سيارتو عرف فورا من وجهو أنو أبو علي ناوي عالشر..

بيطلع على بيتو للعريس محمد العطار، و بينزلو قدام أهل كل الحارة دفش و ضرب ليوصل فيه عالساحة الرئيسية و بيقوصو قدام كل خلق الله تلات رصاصات براسو..

انت يا كلب بدك تمس شرفي؟؟

و بتلات رصاصات قدام شهادة كل أهل الحارة بيمسح العار اللي صاب شرفو عأساس أنو شرفو لهالكلب من شرف الأولياء..

و ما بيكتفي بهيك بس، بيربط جثتو لمحمد بطبون السيارة و بيبدا يجر هالجثة بكل مدينة حلب، ليفرجي أهاليها أنو أخد التار لشرفو..

بيسلم هالجثة لكلابو و بوجهو على مخفر شرطة باب النيرب..

أنا قتلتو لمحمد العطار و جثتو برا مع الشباب، و جاية سلم حالي للعدالة، و من هلق بدي قلكون أكتر من ست شهور ماني قاعد بالسجن..

بيتحول للنيابة و من بعدها للمحكمة لتنفيذ أشد العقوبة بحق هالمجرم..

بيوصل الملف للقاضي بولاد..

ما بيضل كلب من كلاب حلب ما بيتدخل عند المستشار بولاد لإطلاق سراحو لأبو علي..

ما ضل كلب من بيت الأسد ما اتدخل عند المستشار بالمال و التهديد بالإقالة و بحياتو إذا ما بيطالعو لأبو علي..

بس ضمير المستشار بولاد ما سمحلو يعمول هيك و اتنحى عن هالملف و سلمو للنيابة مرة تانية ليشوفو قاضي تاني يشتغل عليه..

احمد توفيق الأسد اللي اتزوج لاحقا بنتو لأبو علي منصور، بيشفلو قاضي تاني المستشار حنا عبد النور بيزبطو و بيجي موعد المحكمة..

و متل تماما ما وعد أبو علي شرطة باب النيرب بحكم ما بيتجاوز الست شهور، نطق المستشار حنا كفرا: حكمنا على أبو علي بطيخ منصور بالسجن ست شهور..

بيطلع بعد بكم يوم هالكلب من السجن و بيرجع لأعمال التهريب و تجارة المخدرات و السلاح و متل ما حكيت من قبل، حقق المعادلة التاريخية اللي بتقول: تزاوج المال و السلطة لما عطى بينتو و زوجها لابن الأسد..

بالشهر السادس للثورة.. اجتمعت بالصدفة على الغدا بمطعم أبو سعيد باللادقية مع هالمجرم و قلي حرفيا و الله بيشهد:

حكيت مع العميد ماهر مبارح و قلتلو: بشار الأسد خط أحمر، عندي نص مليون شب حلبي جاهزين يحرقو حلب إذا فكرو أهل هالمدينة يطلعو بوجه النظام..

الحكمة:

كل حثالات و عبيد الأرض انتحروا على أسوار قلعتك يا حلب..

حلبية العز عاشو و ماتو على مبدأ: شعير بلد و لا حنطة جلب..زياد الصوفي – مفكر حر؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

يتسامحون مع القتل والسلاح… ويتشددون مع الموسيقى!

وقع في يدي مشهد مصور لعرس في مدينة سعودية – أقول مدينة وليست قرية أو هجرة – أصرّ شبابها وهم يزفون العريس على تحيته بإطلاق رصاص من سلاح «الكلاشنيكوف»، وكل شاب يطلق الرصاص في جولة منفردة، ويده مرتخية وهو دائخ بغروره، ثم يجاوبه الآخر بوصلة من القصف العنيف، وقد أطلق في تلك الليلة رصاص كافٍ لتحرير فلسطين، ولهذا ظهر العريس مرعوباً، وقد يحتاج إلى شهر من العلاج النفسي كي يتخلص من آثار هذا الفرح العنيف، ولا أدري كيف نام الجيران بعد هذا القصف، والمشهد المصور جاء بعنوان: «عرس أم حرب أهلية؟»، لكن الحكم عليه لم يتعدَّ كونه نوعاً من «الهبل» البشري يمكن التسامح معه من دون قلق. أما المشهد الثاني الذي يَعبر سماءنا كأخبار أو حملات تنشرها وسائل التواصل الاجتماعي، فهو جمع تبرعات من أجل «إنقاذ رقبة قاتل من القصاص»، حملات تبللها الدموع والاستفزاع والاسترحام، نعرف منها أن أهل القتيل يشترطون على القاتل دية قدرها 40 مليون ريال، أي ما يفوق 10 ملايين دولار، شرطاً للتنازل عن حد القصاص، وينجح الناس في جمع هذا المبلغ ثم يحتفلون ويبشرون بخروج القاتل إلى أهله معافى وحراً.

تعال وانظر لهؤلاء حين يبعثون لك مشهداً يحوي موسيقى عبر رسالة إلكترونية أو عبر «واتسآب»، فهم يكتبون عليها عبارة تحذيرية «انتبه توجد موسيقى في الداخل»، وكأنهم يحذرونك من ثعبان سيلدغك، وإن كنت ممن يحذر سماع الموسيقى فلا تفتح الرابط أو افتحه وأغلق أذنيك! بسبب تربية دينية متطرفة قصرت الفقه الموجه المنتشر في المدارس والمساجد، والمنشورات في الشارع، على أنه لا يوجد سوى حكم فقهي واحد يقول بتحريم الموسيقى، تولدت في الأعوام الـ30 الأخيرة ثقافة تكره الموسيقى وتحاربها، وهذا الحكم لم يُترك لخيارات الناس في مواقفهم الحياتية، بل حاصر منافذ التعليم حتى وصل إلى جامعاتنا، فجاء الخبر الذي نشرته صحيفة «الشرق» السعودية مضحكاً أكثر منه محزناً، بل وكان بحد ذاته مسرحية، فجامعة الملك سعود التي استضافت مهرجان المسرح الخليجي، وقعت في ورطة بشأن وجود موسيقي في العروض المسرحية القادمة من البحرين وعُمان والكويت – لاحظوا أني لم أقل روسيا وأميركا وكندا – والمسرحيات تستخدم الموسيقى في مؤثراتها الصوتية، لكن إدارة الجامعة لديها حظر على الموسيقى، ولو كنت معهم لاقترحت عليهم أن يستخدموا «الكلاشنيكوف» والرصاص فلن يمنعهم أحد! المشكلة الكبرى التي زادت على وجود الموسيقى هي وجود نساء، وقد قبلت إحدى الفرق المسرحية أن تستبدل دور المرأة بدور رجل، ومنعت المشرفة على المسرحية العمانية – وهي أهم عنصر في طاقمها – من الظهور، ولا أدري كيف تم ذلك، فهل تبديل الأدوار بجعل الرجل يضع باروكة ويلبس ثوب امرأة، وهنا سيقع في حكم فقهي أسوأ من حكم حرمة الموسيقى! هل نحن بصدد مسرحية كوميدية ليست على المسرح بل على أرض الواقع؟ أم أنها قاعدة الخروج من ورطة بالوقوع في ورطة أخرى؟ أنا شخصياً استمتعت بهذه المسرحية الكوميدية التي جعلتني أضحك، واعتبرتها أطرف ما في المهرجان، وأطالب بإعادتها، لكن أحد «أساتذة جامعة الملك سعود نكّد عليّ بقوله إن هذه المسرحية لم تعجبه، بل وقال إن جامعة الملك سعود «متخلّفة» وزاد بقوله: «إنها مختطفة من جماعات متشددة». لا تصدقوهم فنحن لم نهتم بـ«دوشة» 20 رشاشاً في عرس، فهل سنعير اهتماماً لكلمتين طائشتين لأن المسرح حظر الموسيقى والمرأة؟ «قال أيش قال جامعة متخلفة.. الله يهديك يا دكتور!».

نقلاً لـ صحيفة “الحياة”

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

غانية تحاضر بالشرف

أظهرت صحيفة أمريكية كبرى سخريتها وتعجبها مما يدور في أروقة الأمم المتحدة بعض الأحيان، مما قد لايتناسب مع دور هذه المنظمة الأكبر والأكثر تأثيراً في العالم.

فتحت عنوان “سوريا مقرراً في لجنة أممية مسؤولة عن تحرير ساموا الأمريكية”، كتبت “واشنطن بوست” عن لجنة تابعة للأمم المتحدة هي لجنة “إنهاء الاستعمار”، موضحة أن هناك 16 منطقة لا تخضع لحكم ذاتي في العالم، من بينها مناطق في الكاريبي وجزر في المحيط الهادي، فضلاً عن “أملاك أمريكية” تضمها قائمة هذه المناطق.

وتقول الصحيفة إنه “رغم انتهاء الاستعمار فإن اللجنة المكلفة بتصفيته ما زالت قائمة، وليس هذا وجه الغرابة، إذ إن هناك أمراً آخر مثيراً للدهشة حول اللجنة التي تترأسها إكوادور، وهو إعادة انتخاب سوريا مقرراً لهذه اللجنة.

محظوظون

وهنا تتسلح “واشنطن بوست” بسخرية لاذعة، فتقول: نعم، إنها سوريا التي تمثل نظاماً قتل آلاف المدنيين في حرب وحشية، لقد أعادوا تعيينها في منصب مرموق ضمن لجنة أممية مسؤولة عن “تحرير” مناطق عدة، منها الجزر العذراء، وجوام وساموا الأمريكيتين.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن سوريا لا تشكل أول حالة ضمن “الدول المنبوذة” التي تبوأت منصباً مهماً في لجنة أممية، فالسودان حظي بمنصب نائب رئيس قطاع المساعدة الإنسانية ضمن المجلس الاقتصادي الاجتماعي التابع للأمم المتحدة، رغم أن هذه الدولة منعت وكالات الإغاثة الإنسانية من دخول مناطق النزاع داخلها.

وتتساءل الصحيفة باستنكار: لماذا يحدث كل هذا؟ وهل الأمم المتحدة تعتقد أن السودان يمثل قدوة في المساعدة الإنسانية، وأن سوريا يعقل أن تكون مسؤولة عن تحرير “جوام”؟ وهل ذلك يثبت عدم جدية الأمم المتّحدة ويأسها؟.. وتجيب: بالطبع لا، فهذا كله ناجم عن مراوغات سياسية.

وتعرب “واشنطن بوست” عن اعتقادها بأن اعتماد نظام المجموعات الذي يقسم العالم جغرافياً، هو السبب وراء ظهور هذه المفارقات، إذ إن كل مجموعة تريد ضمان انتخاب عضو منها، وهذا ما يتم غالبا دون كثير اكتراث بقدرة هذه الدولة على تمثيل المجموعة، وأهليتها لشغل المنصب المرشحة له.

وهناك أيضاً عامل آخر يمكن أن يفسر حصول بلدان مثل سوريا والسودان على مناصب أممية ولو لم تكن ذات مستوى مرموق، فمثل هذه الدول تسعى بكل ما أوتيت لشغل مقعد أممي أياً يكن، وأياً تكن الوسائل المبذولة لتحصيله (أي المقعد)… ومع مرور الوقت تصبح الدولة المنبوذة عضواً ثابتاً في هذه اللجنة أو تلك بغض النظر عن سجل هذه البلد.

وأخيراً ترى الصحيفة إأه من”حسن الحظ، أن لجنة إنهاء الاستعمار ليس لديها صلاحيات فعلية ضمن الأراضي الـ 16 التي تتوق لحكم ذاتي، وهذا بحد ذاته خبر جيد لسكان “ساموا” الأمريكية، التي لن تكون تحت رحمة ونفوذ بشار الأسد.

ترجمة: زمان الوصل – خاص

Posted in ربيع سوريا, فكر حر, كاريكاتور | Leave a comment