خيانتي الحقيقية كانت صمتي ….

ميس كريدي : كلنا شركاء

وبكل وقاحة يتحدثون عن الخيانة..ويقررون من منصاتهم التي تتراوح بين دكة في فندق وكرسي على رصيف مغترب..وقاعة في فيلا من يحبك سورية..ويحددون خرائطها على قياس الدول التي تشخلل بهم وتلاعبهم بخيطان الدمى..

حين تنتقل الثورة إلى المقاهي وتصبح مركوب فرسان الهواء …تستيقظ مدانا من شلة من العجازين, يرون في قضم أنوف بعضهم نصرا مؤزرا ..ويتجاهلون في العلك والثرثرة دما يراق على أرض تفتح فيها صواريخ السكود فجوات في أجساد الأطفال …ينتقل الوهن والعار للأدمغة فتصبح علامات الوطنية التي يوزعها انصاف الرجال مقياسا للرجولة..

من أنتم أيا ما كنتم لتطحنوا بعضكم بمليون تهمة وتهمة ..والنظام الذي تصارعون يتغول عليكم بتفككم وتفاهتكم..وتتخلون عن شباب يتعمد بالنار لتلقلقوا بسخافاتكم ..وطفل يتشظى في فراغ عجرفتكم ..وتنسوه في حوارات الهرطقة والدجل..

هل استيقظنا ذات صباح لنصبح عملاء …وتحتكرون عباءة الأخلاق أو ملاءتها… عباءة تلقونها تحت أرجل دبلوماسيين يرون فيكم أغرارا على السياسة..

دمعتي في الحلق وابني يغرد على الهاتف ولا ذنب له في يتمه الاختياري سوى إنني أمه..

لم أكن يوما أرغب في مكاشفة مؤجلة ولكن..

غبار المقاهي والنراجيل في القاهرة يخنقني ..ولبؤس حظي أن حضرت جلسات الثورة المصرية في صالوناتهم مثقفون كبار يناقشون الدم ..ودمهم غالي ودمي غالي ..ولكن هيهات أن يكون النهر مثل البحر..لكن الأمانة تقتضي أن أعترف كم كان فرقا شاسعا بين صالون الدكتور علاء الأسواني وتغريباتكم في القدح والذم على بعضكم ..وتموتون غلا وتتحرقون لتعرفوا كم قبض الواحد من أولاء القبيضة …وكم طفل قضى ليلة أمس ربما قلة من شرفاء بكت وانتحبت وارتحلت علها في بوابة من بوابات التاريخ تجد لهم حلا…

قررت أن أكتب اليوم وغلي يغلي.. وربوع أرضي تنهش لحمي …يا دار ما هذا حقك علينا ولكن صغار الكسبة والعملاء هكذا..تتحدثون عن العمالة ..هذا بحث واسع وقاعدة بياناته تهز الأرض والرعد لنعرف من دفع ومن قبض ومن حسب ومن جمع ومن طرح…

الآن لن أسكت فإني يوم أحببت سورية لم آخذ إذنا من واحد فيكم ..وإن قررت كرهها فسأقولها بأعلى صوتي لأني لم أكن يوما جبانة مثلكم …يا أيها المتلقحون على المقاهي تتصيدون الحظ …وتحولون الشعب السوري لمجموعة من المساكين يتلظون بطانية ورغيفا ومفتاحا وكل الذل والامتهان في المنح والمنحة…شعبي هناك يئن ملء الروح ولكن ..يرفع الريح على أكتافه عزة..وستسقطوا يا أقبح المرتزقة…و لن أنتظر مقعدا شاغرا بين موظفي المعارضة ..لأن سورية هي أنا شاء من شاء وأبى من أبى..

انشق المنشقون..فاتهمناهم …خرج الشباب فخذلناهم …وركبنا العفة على الرأس الذي نريد وخلعناها عن الرأس الذي نريد…

سؤال يعض قلبي ؟؟هل عملتم ياسادة بالسياسة أم غربتم في سفوح السفارات كل على ليلاه..ونقلتم عدوى مخابرات النظام وتهمها لجلساتكم فصرتم كلكم متهم وكلكم قاضي والرك على أكثر واحد فاضي …

أيها المستهلكون حتى نقي العظم ..أركع لشعب مات واستمات يضحي ولم تتفضلوا باحترام جراحه..إن خطابي هذا لمن يعنيه الأمر ..ولمن فتح يديه للبوكيت موني ..وتعلم عد الآلاف وهز الأكتاف..

وأنا المرأة السورية التي تعترف بعشقها الأبدي للوطن الذي سينظف نفسه ولو بعد حين ..

وتتساءلون لماذا ما توحدتم ..ولماذا تكالبتم على الوطن ..ولماذا امتشقتم سيوفكم على بعضكم..بكل بساطة جواب واحد واضح بكلمة ” المحاصصة”..

وحدهم الذين ترفعوا عنها ..لهم احترامي..

طوال عمري حلمت بمستقبل الطفولة في حضن الأرجوحة..عالم من الفضيلة..دنيا من الفرح..وليس بكائيات في خطاباتكم الرديئة..انا أمهم وهذا حقي الذي أتحول من أجله ذئبة شرسة ..وحقي في الحب هو حقي وكلكم يا باعة الكره في الحقد منتفعون ونافقون وراحلون..

من على الملأ ومن كل منبر أتيح أو أوصد في وجهي ووجه من مثلي وما أكثرهم في رقية القلب سورية ..قلت لبشار ارحل ولم أزل ..وحاربت غيلان الأمن لأنهم ذات حلم نهبوا وطني .في الانسانية ..في الله ..في الأرض ..في العرض.وكل من سينهبني فيه وفي روحي عدوي اليوم وغدا…وأنا سأرحب بكل من راعه الظلم فانتفض أولا أو آخرا لأني أقدس الأرض الثكلى وأريد لها روحا تدب وقلبا يستعيد الدم فينتفض ..فيا كل ضابط غادر نظام القتل اليوم أو أمس هات يدك ..يا كل قاض قرر العدل فانسحب من محاكم الزيف والقانون اللاقانون ..ويا كل تاجر لم يعد يقدم ولاءاته في مكاتب مدراء الأفرع والضباط الكبار..ويا كل كاتب يراجع في الحق نفسه..يا كل بني وطني ..لأجل وطني سأرفع قبعتي تمهيدا لشراكتي في الألم معكم…

ولفرسان الهواء وممتهني الصياح..أقول لكم النظام بينكم وفيكم ..في عقولكم الحجرية..في صراعاتكم الدونكيشوتية..هل تعلمون إني ما عدت أصدق إنه يرسل مخبرا لاختراقكم..إنكم ممزقزن حتى لتفشل أعتى المؤامرات لو أرادت لما تمكنت من تشريحكم قصاصات فسيفساء لا إبداع حتى الآن يجمعها بلوحة….لك الله سورية ولي قلبي ..

 
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.