زعامة السنة بغرب العاصي بحي الصليبة باللاذقية !!!

زعامة السنة بغرب العاصي بحي الصليبة باللاذقية !!!sleiba

عندما أتحدث عن أهل حي الصليبة باللاذقية لا أجد ما أصفهم به أبلغ من كلام الله ) الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ( أخذوا من البحر صفتين أساسيتين إن هاجوا ابتلعوا كل شيء و إن سكنوا استوعبوا كل شيء طبعاً الصليبة الكبرى تشمل أكثر من نصف اللاذقية و تمتد على عدة أحياء من القلعة للأشرفية و الطابيات و العامود و البساتين السمكة و الحمامي و الصيداوي و الاسكنتوري كل من حاول أن يخترقها على مر العصور اخترقته و دخلت قلبه و هو لا يدري و اليوم لم يعد أحد باللاذقية أو بالساحل عامة ليس به دماء من أهل الصليبة و العكس صحيح لم يبقى بيت بالصليبة إلا به دماء من الساحل كله بسبب الزواج و المصاهرات فالصليبة تختصر الساحل السوري و أكثر فأملاك و نفوذ و دماء و تأثير أهل الصليبة يمتد على حوض العاصي كاملاً و من أكثر ما يميز أهل الصليبة هو تمسكهم بأرضهم و بعدهم عن الشعارات و المهاترات و البطولات الوهمية و علاقتهم المتميزة مع كل مكونات الساحل السوري كان أحد أقربائي يحدثني دائماً قائلاً بالحب و بالعشرة ننتصر على الكره و العزل يجب أن نأتي بالجميع لمدينة اللاذقية لنحميها من كيدهم كنت لا افهم كلامه و اختلف معه بقلبي و دائماً أسأل نفسي نأتي بهم لعندنا لنحمي مدينتنا من كيدهم !!! اليوم فهمتك فعلاً لكبير بيفهم و أهل الصليبة هنن كبارنا و المطلوب منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية كبار بصدقهم و بمحبتهم و بإصلاحهم لذات البين بالساحل السوري من غير المنطقي أن يستمروا بسلبياتهم من الغرور للأنانية للحسد و التفكك و حب المظاهر آن الأوان ليعود كما كانوا أهل علم و أيمان و حب و إصلاح فنحن نحتاج لخبراتهم و لعلاقاتهم و لحنكتهم و لإصلاحهم لم تخرب بدنا نرجع لصليبة منارة للعلم و الإيمان و الفكر و الكرم و الحوار و لن نسمح بعودتها مرتعاً للسفلة و المخبرين و البركة بكم يا شباب و يا رجال و يا عائلات الصليبة و الله ولي الأمر و التوفيق صدق و حب و إصلاح لذات البين وصل للأرحام و حفظ لحدود الله كما عودتمونا لا تستهتروا بحدود الله الساحل و حوض العاصي أمانة برقابكم …

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تندر اهل حمص على مأساتهم

لولا حمص واهلها لكانت الثورة في وضع أسوء, وصمودهم كان اسطورياً تعجز الاقلام عن وصفه, والى جانب عزتهم وكرمهم makhloufcusinودماثة خلقهم, يتميزون بروح النكتة حتى في احلك الظروف, وهذه بعض نوادرهم, على الفيسبوك:

نكتة 1

مكالمة مع أحد الشباب الذين خرجوا من الحصار ..
– كيفك خيو .. انشالله ما تعذبتو بالطلعة؟
– لا ولله عادي بس كنا خايفين
– ليش صار شي ع الطريق
– لا ابدا بس ما كان معي كرت بالباص وخفت يطلع المفتش…

نكتة 2
أبو عبدو زلمي نظامي وما بحب المخالفات، أول ما طلع بباص النقل الداخلي للخروج من حمص القديمة، أعطا الشوفير 10 ليرات، وقلو: عطيني كرت باص …
صار يضحك الشوفير: وقلو لأبو عبدو، الكرت صار بخمسين ليرة!!
اندهش أبو عبدو وقال: يا إلهي كم لبثنا!؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

إحدى حريم سلطان بروناي تفضح شريعته الاسلامية

حريم السلطان

حريم السلطان

أديب الأديب 8\5\2014 مفكر دوت اورج

قالت ” جيليان لاورين” التي قدمت لسلطان بروناي, وهي في الثامنة عشرة, كهدية ضمن حريمه الخاص, بأنها تعرف السلطان بشكل جيد, وفقا لما ذكرته في كتاب روت فيه تجربتها معه بعنوان: “بعض الفتيات: حياتي في الحريم” حيث كان ينتهك شخصيا كل قوانين الشريعة التي يزمع بتطبيقها على شعبه, من زنا  وشرب للمنكر  وكانت حياته بعيدة كل البعد عن الاستقامة.

ومن المعروف بان جميع الدول الاسلامية التي تطبق الشريعة, زعمائها مصابون بالفصام حيث يطبقون قانونا على أنفسهم وآخر على عامة الناس المستضعفين الذين لا يملكون المال والسلطة, وخاصة في دول الخليج, وللاستزادة هذا الرابط  “إزدواجية الحكام العرب“؟

مواضيع ذات صلة: إزدواجية الحكام العرب

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

DNA نظام الأسد وحمص.. 08/05/2014

khaldiya

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

الإنسان هذا المخلوق

أفضل أنواع الأسمدة التي نستعملها لتحسين نوعية طعامنا وشرابنا مصنوعة من روث أي براز الحيوانات التي نحتقرها,

لوحة سريالية : الناس مثل اعواد الثقاب

لوحة سريالية : الناس مثل اعواد الثقاب

وفضلات الحيوانات والطيور نستعملها في أشياء مفيدة,ما عدى فضلات الإنسان التي تشكل مشكلة كبيرة في صرفها بنظام صرفي حديث وتشكل خطرا على النظام البيئي أكثر من خطر انبعاث غاز الميثان, والإنسان أصلا خرج من مجرى البول مرتين ومع ذلك يرى نفسه بأنه أفضل من الملائكة علما أن كل صفات الإنسان أو أغلب صفاته صفات قميئة يخجل هو نفسه منها ولولا أن الرب ظهر في الدقيقة الأخيرة من حياة الإنسان على الأرض لبقي حتى اليوم محملا بالذنوب ولا يجد من يغفرها له.

وأرقى وأغلى وأجود وأفضل أنواع الألبسة التي نلبسها مصنوعة من الدود الذي نقرف جدا من النظر إليه ولا نطيق حتى سماع أسمه وإذا ما وجدنا دودة في صحن الطعام نستفرغ معدتنا ونصاب بالدوار وصداع الرأس من المنظر المقرف الذي نراه قد تمثل أمامنا, وأشهى وألذ أنواع الكيك والبسكويت الذي نبذل كل ما بجيبنا للحصول عليه مصنوع من دهن الخنزير الذي يحرم المسلمون أكله وتربيته, ونجد أناسا غير مسلمين أيضا يقرفون من لحم الخنزير ودمه ذلك أنه من الحيوانات القمامة الزبالة التي تأكل أو تشتهي الفضلات بنهم شديد, وأفضل وأجود أنواع الأنسولين الخاص بتنزيل السكر وارتفاعه في مدم الإنسان بنسبة عالية مصنوع أكثر شيء من الخنزير أو مستخلص منه, وحديثا تم استخلاصه من البقر والحيوانات الأخرى, وأشهى وأطيب وأنقى أنواع الخمور التي نشربها مصنوعة من أغذية يتم نبذها وإفسادها بطريقة متعمدة حتى تتخمر من البكتيريا, وأحسن أنواع الخبز مخمرة بطريقة الخميرة الصناعية وغير الصناعية, وأفضل أنواع السُترْ أي الجاكيتات التي نلبسها مصنوعة من جلود الحيوانات كالأفاعي والنمور, وتستطيع بعض الحشرات التي نحتقرها ونعتبر أنفسنا أرقى منها أن تستمر على قيد الحياة عدة أشهر بدون لا ماء ولا طعام في حين أننا وأنا واحد منكم نصاب بالهستيريا لو تأخر علينا طعامنا عدة ساعات, ونحن أيضا كبشر نتربع على أعلى سلم الغذاء والدواء والإنسان أول من يجوع وأول من يأكل ويستأثر نفسه أكثر من كل المخلوقات ويعيش على حساب غيره من المخلوقات ويعتمد في أكله وشربه على القتل والصيد المشروع وغير المشروع ويشرّع الإنسان الجريمة بحجة حماية نظامه الغذائي من التلف ويستولى على أكثر من 90% من مساحة الكرة الأرضية ويقاتل باقي المخلوقات في البر والبحر والصحاري والغابات بحجة الجوع وزيادة نموه والحفاظ على نوعه, ويقتل الإنسان بدون رحمه أبناء جنسه بحجة حمايتهم من الخطر أو بحجة إدخالهم إلى الجنة وبحجة وبدون حجة يقتل الإنسان ويدمر ويدعي أنه أفضل عند الله من الملائكة.

وأبسط أنواع الجراثيم تهدد حياة الإنسان ولا يستطيع أقوى رجل مفتول العضلات أن ينتصر على أنواع الإنفلونزا المنتشرة هنا وهناك, وشوكة صغيرة في أخمص قدم الإنسان تعيقه عن الحركة وتجعله يرقد في منزله يومين وثلاثة أو حتى شهرا, ويدعي الإنسان أنه تفوق على قوى الطبيعة من خلال علومه وهندسته الذكية للبيئة وبنا السدود من أجل فتح أراضي زراعية بكر لم يفتحها من قبله لا فأسٌ ولا معول, والإنسان بحق كما قيل عنه: أنه إما أن نجده عقل بلا دين أو دين بلا عقل, وأقل الحشرات نموا على سطح كوكبنا نعرف عنها بأنها أقل عقلا من الإنسان وأقل قوة وأقل مراوغة, غير أن تلك الحشرات البسيطة تعرف النظام أكثر من الإنسان مثل النمل والنحل وغيرها من الحشرات, وكل الحيوانات الصيادة من السنارويات الكبيرة والقطط الصغيرة والكبيرة تصطاد لتأكل ما عدى الإنسان يصطاد ليأكل وليخرب وليدمر, وتعرف تلك الحشرات عملية تخزين غذائها في أيامها البيضاء أو تخزن الغذاء وتخبئه في اليوم الأبيض لتجده في اليوم الأسود رغم أنها لم تدخل مدارس ولا جامعات, وتدافع عن نفسها ضد قسوة الطبيعة بطريقة حضارية جدا, والإنسان الذي يتعلم في المدارس والجامعات نجده لا يحب أن يلتزم لا بالنظام ولا بالواجبات المنوطة به ويتهرب من مسئولياته كرب عائلة وأسرة, وأغلبية الناس لا يمشون على الخط المستقيم ولا على النظام المستقيم إلا بالعصا وبالترهيب وبالتخويف وبالتهديد, ورجل واحد لديه الاستعداد لقتل ألف1000إنسان من أجل أن يعيش طماع وانتهازي واحد, ويحتكر الغذاء والسلطة من أجل أن يموت الملايين من الجوع.,ويصنع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة التقليدية لحماية نفسه من إنسان آخر يدعي بأنه متحضر ومثقف جدا,وكل المخلوقات على وجه الأرض لها الفضل في استمرارية الإنسان على هذا الكوكب ذلك أن باقي المخلوقات هي المصدر الرئيسي لغذاء الإنسان,هذا هو الإنسان الذي استخدم ذكاءه مدة طويلة من الزمن من أجل أن يسيء إلى نفسه وأبناء جنسه وأن يهدد النظام البيئي المحيط به والذي لا يعرف حتى اليوم كيف يحافظ عليه,والذي لا يعرف حتى اليوم كيف يحافظ على الأمن والنظام والقانون الذي يخترقه كل يوم مئات المرات لتمرير أخطائه وعبثه بالطبيعة.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

رأي أسرة التحرير 13: فشل الجربا بواشنطن

flagssyrنستطيع ان نجزم بأن زيارة رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السورية “احمد الجربا” لواشنطن، فاشلة بأمتياز, لأن المعارضة الرسمية منذ بداية الثورة المباركة اضاعت البوصلة, لانها لم تعمل قط من اجل مصالح الشعب السوري, وإنما تنفذ أجندات مموليها من اتراك وقطريين واردنيين وسعوديين, وما طالب به الجربا من أسلحة متطورة نوعيا، بما فيها صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف, قد تضغط على عائلة الاسد لكي تنصاع الى التفاوض الجدي على حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات لا يشارك بها كل من تلوثت ايديهم بالدم السوري, ولكن لن تحل المشكلة السورية قطعيا, وكان يجب عليه ان يعقد صفقة مع الاميركان تضمن فيها افضل ما يكون من مصالح الشعب السوري بإسقاط نظام الاسد, واي شئ غير ذلك فهو مخالف لمصالحنا الوطنية, لأنه من الواضح ان نظام الاسد وجد حديقة خلفية فيها نبع غير محدود من المقالتلين الايرانيين والعراقيين ومقاتلي حزب الله ويستطيعون تأخير انتصار الثورة الى ما لا نهاية, ويجب ان تفهم المعارضة بانه لن ينتصر احد بالحرب والحل هو بالصفقة مع الاميركان ولا حل اخر.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أين تقف حدود إيران؟

هناك مسؤول عربي كان يتحدّث إلى مسؤول أميركي عن سبب تخوفه من السياسة الإيرانية. قال هذا المسؤول العربي ان ما walifaqihيلفت انتباهه ويثير مخاوفه في الوقت ذاته وصف الإذاعة الإيرانية نفسها بأنّها «صوت الجمهورية الإسلامية من طهران». حسنا، تبث الاذاعة الإيرانية من طهران، لكنّها لا تحدّد لمستمعيها أين تتوقف حدود «الجمهورية الإسلامية». صارت حدود إيران هذه الأيام في لبنان. هذا، على الأقلّ، ما يؤكّده كلام الجنرال يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري لـ«مرشد» الجمهورية الإسلامية في إيران، السيّد علي خامنئي.

كلام القائد العسكري الإيراني المسؤول في مكتب خامنئي أكثر من كافٍ كي يتأكّد اللبنانيون من أن بلدهم ليس، بالنسبة إلى إيران، أكثر من «ساحة».

قال صفوي، الذي كان حتّى السنة 2007 ولمدة عشر سنوات قائدا لـ«الحرس الثوري»، الذي لديه فرعه اللبناني، ان «قدرة إيران ونفوذها امتدا إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أنّ «خط الدفاع الأوّل لإيران أصبح في جنوب لبنان». كان كلام القائد العسكري الإيراني بمثابة كشف للاستراتيجية الإيرانية في المنطقة. تقوم هذه الاستراتيجية التي عبّر عنها «حزب الله» عبر تدخلّه العسكري في سورية، إلى جانب نظام يذبح شعبه، على أن الرابط المذهبي فوق كلّ اعتبار. انّه يتجاوز حدود الدول وسيادتها والانتماء القومي، قبل أيّ شيء آخر.

لم ينسَ صفوي بالطبع، في سياق كلامه الصادر بمناسبة استعادة إيران مدينة خورمشهر (المحمّرة بالعربية) التي احتلها العراق في بداية حربه مع إيران في العام 1980، التذكير بوقوف إيران مع النظام السوري.

عادت به الذاكرة إلى أن حافظ الأسد جعل سورية تدعم إيران في حربها مع العراق. كانت سورية وقتذاك النظام العربي الوحيد، إلى جانب نظام معمّر القذّافي، خاطف الإمام موسى الصدر، الذي يزود إيران بالصواريخ دعما لمجهودها العسكري في المواجهة مع العراق.

أشاد صفوي بموقف النظام السوري وجدّد دعم إيران له. قال بكل بساطة ووقاحة ما معناه أن سورية تعني كلّ شيء لإيران وهي جسرها للوصول إلى لبنان بغض النظر عن الظلم الذي يتعرّض له شعبها.

كاد أن يقول ان لبنان مجرّد مستعمرة إيرانية بعدما أشار إلى أن إيران كانت في الحرب مع العراق بين 1980 و1988 تدافع عن حدودها، فاذا بها في السنة 2014 على تماس مع إسرائيل عبر لبنان، كما أنها دولة مطلة على البحر المتوسّط بعدما صارت في وضع القوة المهيمنة على الوطن الصغير. تغيّرت حدود إيران على حساب لبنان!

يكشف هذا الكلام حقيقة النظرة الإيرانية إلى لبنان. هناك بلد صار رهينة لدى «الجمهورية الإسلامية» لا أكثر ولا أقلّ. لم يكن الأمر ممكنا لولا وضع اليد على الطائفة الشيعية الكريمة في مرحلة أولى ثم تمدّد الميليشيا المذهبية المسمّاة «حزب الله» في كلّ الأراضي اللبنانية تقريبا. حصل ذلك بعد استيعاب الحزب لحركة «أمل» التي صارت جزءاً لا يتجزّأ منه اثر فقدانها القدرة على مواجهته عسكريا. خضعت «أمل» للحزب وباتت تستخدم لأغراض تخدم إيران، بعدما كانت في الماضي، في مرحلة ما بعد اخفاء الامام الصدر في ليبيا، أداة سورية. كان أفضل تعبير عن تلك المرحلة الدور الذي لعبته «أمل»، لما طلبت منها دمشق مهاجمة المخيّمات الفلسطينية، خصوصا في بيروت وضواحيها. لايزال مخيّم صبرا وشاتيلا شاهدا حيّا يرزق على ذلك!

من يتمعّن في كلام صفوي يفهم حقيقة ما يجري في لبنان حاليا. يكتشف قبل كلّ شيء لماذا الاصرار الإيراني على الفراغ الرئاسي من جهة ولماذا هذا الاصرار الآخر على افقار اللبنانيين من جهة أخرى.

يتبيّن كل يوم، في ضوء كلام الجنرال الإيراني أن الفراغ الرئاسي في لبنان هدف بحدّ ذاته. امّا يكون رئيس الجمهورية اللبنانية في تصرّف إيران، والّا لا يكون رئيس مسيحي للجمهورية. لا يمكن هنا الّا العودة إلى الحملة الإيرانية على الرئيس سعد الحريري التي أدت إلى التخلص من حكومته عن طريق السلاح الإيراني الذي جاء بنجيب ميقاتي (السنّي) رئيسا لمجلس الوزراء. كلّ ما في الأمر أنّ سعد الحريري، بصفة كونه رئيسا لمجلس الوزراء في لبنان رفض في خلال زيارته لطهران ثلاثة مطالب.

كان المطلب الأوّل اعفاء الإيرانيين من تأشيرة دخول إلى لبنان، وقد وافقت حكومة ميقاتي على هذا المطلب بعيد نيلها الثقة. كان المطلب الثاني توقيع لبنان معاهدة دفاعية مع إيران، على غرار المعاهدة الإيرانية – السورية. وكان المطلب الثالث السماح لإيران بدخول النظام المصرفي اللبناني بما يسمح لها بتجاوز العقوبات الدولية المفروضة عليها.

تندرج الحملة الإيرانية الهادفة إلى ايجاد فراغ على مستوى الرئيس المسيحي في سياق النظرة العامة إلى لبنان بصفة كونه «ساحة» فيما بيروت مدينة إيرانية على المتوسط. هناك نظرة إيرانية إلى موازين القوى في المنطقة تقوم على وجود محور يمتد من طهران إلى بيروت، مرورا بدمشق وبغداد. هذا المحور يدار من طهران وليس من مكان آخر. امتلك الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ما يكفي من الشجاعة للحديث عن هذا المحور والتحذير منه في أكتوبر 2004.

هذه النظرة الإيرانية إلى لبنان، التي عبّر عنها الجنرال صفوي بدقّة ليس بعدها دقّة، تفسر التركيز على منع العرب من المجيء إلى لبنان والاستثمار فيه بغية تدمير اقتصاده، في حين هناك من يسعى باستمرار إلى الاستحواذ بطريقة قانونية، أي عن طريق الدولار النظيف والشريف، على أراض للمسيحيين والدروز في مناطق معيّنة لربط «المربّعات الأمنية» لـ«حزب الله» ببعضها البعض.

لمن لا يريد أن يفهم، من المسيحيين خصوصا، لماذا لا تريد إيران انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولماذا تعمل على افقار اللبنانيين، يمكن الاستعانة بكلام الجنرال صفوي.

كلام القائد العسكري الإيراني مفيد إلى حدّ كبير، لا لشيء سوى لأنّه يؤكّد مرّة أخرى لماذا يجب أن يكون لبنان، من وجهة نظره، ورقة إيرانية… ولماذا كلّ هذه المبالغات عن العداء الإيراني لإسرائيل، ولماذا تعتبر إيران نفسها في مواجهة معها انطلاقا من وجودها العسكري والسياسي على الأرض اللبنانية.

يبدو مطلوبا من لبنان، بكلّ بساطة، أن يكون ورقة إيرانية أكثر من أيّ وقت نظرا إلى أن طهران في حاجة ملحّة إليه بعد دخول المفاوضات في شأن ملفّها النووي مرحلة حاسمة. هناك حاجة إيرانية إلى لبنان من أجل توفير الشروط اللازمة لصفقة مع «الشيطان الأكبر» عبر مجموعة 5+1، أي الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن زائد ألمانيا. هل يعي اللبنانيون هذا الواقع ويفهمون أخيراً الأسباب التي تعيق انتخاب رئيس للجمهورية؟ كذلك، هل يعي اللبنانيون هذا الواقع من أجل فهم لماذا كلّ هذه التهديدات الموجهة إلى العرب الراغبين في زيارة لبنان ولماذا تزايد مطالب النقابات المهنية والعمالية ونزولها إلى الشارع؟

بكلام أوضح، هل بات في استطاعة اللبنانيين فهم الأسباب التي تعيق تطوّر بلدهم وتقدّمه وتشجيع الاضرابات فيه والحؤول دون استفادته من التطورات الاقليمية التي كان مفترضاً أن تصبّ في مصلحته وفي مصلحة ازدهاره؟

*نقلاً عن “الرأي” الكويتية.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أي طريق سيسلك إخوان سوريا؟

جورج كتن: الحوار المتمدن

أي الطرق سيسلك اخوان سوريا بعد اسقاط النظام السوري الاستبدادي؟ طريق حزب النهضة التونسي ونموذجه حزب العدالة والتنمية التركي الذي قبل بالعلمانية كأحد أوجه الديمقراطية، أم طريق جماعة الإخوان المصرية المتبع للنموذج الإيراني في تطبق الشريعة التي فشل خلطها بالديمقراطية في أكثر من مكان؟ لمحاولة معرفة جواب هذا السؤال لا بد من العودة لمواقف ووثائق الإخوان الأخيرة وخاصة “مشروع رؤية سياسية لسوريا” لعام 2004 ووثيقة “عهد وميثاق” لعام 2012.
مشروع “الرؤية” اعترف بالتعددية الحضارية والاستفادة من تجارب الشعوب ومعطيات الحضارة الإنسانية في مجال النظم السياسية والاقتصادية، وليس في مجال التكنولوجيا والعلوم فقط. الا انه حصر ذلك فيما تقره الشريعة الإسلامية. ف”الرؤية” مع إسلام متجدد، ولكن في “إطار مقاصد الشريعة العامة”، التي هي “المصدر الأساسي للتشريع والحقوق”. وهي نقلة من: “دستورنا القرآن”، الشعار الرئيسي المناقض لها حسب الامام حسن البنا مؤسس الجماعة، الذي ما زالت أفكاره متبناه من المتشددين الإسلاميين باعتبار ان الشريعة “المصدر الوحيد للتشريع والحقوق”.
أما في الوثيقة الاحدث “عهد وميثاق” فقد طور اخوان سوريا موقفهم ليصبح “الالتزام بحقوق الانسان كما اقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية”، وهو موقف متقدم من حيث استبدال الشريعة الإسلامية بالشرائع السماوية، لكنه لا يذكر أي من المواثيق الدولية يلتزم، وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهود الدولية المتممة له، كما أنه تعبير فضفاض لا يحدد أي من المرجعين يتوجب اعتماده فيما إذا تناقضت نصوص الشرائع السماوية مع المواثيق الدولية، وهي تتناقض كما هو معروف في عدد من المواضيع وخاصة حقوق المرأة وحق تغيير الدين والعقوبات الجسدية وغيرها ..
اعتبرت وثيقة “عهد وميثاق” أساسا لعقد اجتماعي جديد لمكونات المجتمع السوري بكافة اطيافه، لبناء دولة مواطنة متساوية لجميع الأعراق والأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية، وهنا لا تذكر “لجميع الاجناس” المضمنة في الإعلان العالمي لحقوق الانسان، والتي تعني ان المساواة تشمل جنسي الرجل والمرأة. فالوثيقة تقبل بمساواة الرجال والنساء في “الكرامة والأهلية” فقط ولكن ليس في الحقوق، فتقر “بتمتع المرأة بكافة حقوقها”، مما لا يعني ان “كافة حقوقها” هذه مساوية لحقوق الرجل. ورغم هذا القصور فهو خطوة أخرى متقدمة على مفهوم مشروع الامام البنا للمرأة المسلمة الذي الزمها بيتها ورأى عدم حاجتها للتعلم سوى القراءة والحساب!!. كما أنه ربما متقدم على ما جاء في “الرؤية” التي دافعت عما تفترضه نصوص الشريعة من أن النساء “ناقصات عقل ودين” وأن شهادتهن وحصتهن في الإرث نصف شهادة وحصة الرجل، مما يتناقض مع المواثيق الدولية التي تقر بمساواة الجنسين التامة في كافة الحقوق.
كما يقر “العهد” و”الرؤية” بحرية الانسان في “اختيار” عقيدته وليس في “تغييرها” التي يقرها الإعلان العالمي لحقوق الانسان كما يقر بحرية الانسان بعدم اتباع أي دين، والحالتين حسب الشريعة تعتبران ارتدادا يستوجب العقاب الذي قد يصل لقتل المرتد. كما يشير “العهد” إلى حق أي مواطن في الوصول لأعلى مناصب الدولة دون تحديد إن كان ذلك يشمل رئيس الجمهورية حيث تشترط الدساتير التي يقترحها الاخوان عادة ان يكون رئيس الجمهورية مسلما، يضاف له “سنيا” كما يفضل البعض، أو شيعيا جعفريا كما في دستور الدولة الدينية الإيرانية، بناء على ان دين الدولة الإسلام، فيما الدول الديمقراطية تعتبر الدين خاصا بالأفراد وليس الدول.
كما ان وثيقة العهد تنبذ العنف وتدعو لمحاربة الإرهاب في عمومية لا تحدد أي إرهاب تقصد فيما ان الإرهاب حاليا تمارسه منظمات إسلام سياسي تكفر جميع من لا يوافقها بتطبيق الشريعة حسب تفسيرها لها. محاربة هذا النوع السائد من الإرهاب مهمة خاصة بالإسلام السياسي المعتدل إن كان فعلا يتبنى الوسائل الديمقراطية للوصول الى السلطة، ويريد ان يميز نفسه عن التكفيريين بانتقاد مواقفهم المتشددة بجرأة باعتبارها خارجة عن الإسلام العصري المتجدد الذي تدعو له وثائق الإخوان. حتى الآن لم يقدموا ما يكفي لمواجهة الهجمة الأصولية الإرهابية في المنطقة، ويخشى انهم يغضون الطرف عنها حيث يمكنهم الاستفادة من اعمالها بشكل غير مباشر، كما يفعل إخوان مصر بخصوص الأعمال الإرهابية للمنظمات التكفيرية التي انطلقت من سينا ونقلت نشاطها للمدن المصرية.
نتيجة العموميات التي تطبع وثائق الإخوان السوريين التي ذكرنا بعضها يخشى ان يكون التزامهم بالديمقراطية معاقا بأفكار مسبقة ما زالت تجرجر نفسها في وثائقهم المتتالية، دون ان يحسموا امرهم في قبول فصل الدين عن الدولة كما قبل به الإسلام السياسي التركي، والاعتراف بفشل خلط الديمقراطية مع تطبيق الشريعة بعد اعترافهم بفشل تطبيقها كدستور للبلاد حسب الشعار القديم “القرآن دستورنا”. وربما يجتازون هذا القاطع بنبذ العودة لمرحلة الثمانينيات عندما انجر الإخوان وراء طليعتهم المسلحة التي مارست الإرهاب، وبالاعتماد على تجربة الخمسينيات الديمقراطية عندما طور مؤسس الجماعة مصطفى السباعي فكرها، فقبل بالاشتراكية، وكان يمكن ان ينتقل بالجماعة إلى إسلام سياسي ليبرالي. وقد شارك الإخوان في مؤسسات الديمقراطية السورية إلى ان قضت عليها الانقلابات العسكرية وآخرها الانقلاب البعثي المتحول في المرحلة الاسدية لديكتاتورية مطلقة.
الإخوان السوريون أحد القوى الأساسية في الثورة السورية، لعبوا دورا رئيسيا في المجلس الوطني اول تجمع للمعارضة السورية الساعية لإسقاط النظام الاستبدادي، فأقصوا قوى اخرى عن المشاركة في المجلس، لكنهم تعلموا من تجربتهم أن مواجهة النظام الذي ما زال متماسكا تفترض قبول التشارك مع جميع القوى الأخرى المعارضة مما جعلهم يقبلون دخول الائتلاف الوطني الجديد متنازلين عن اشتراطاتهم للهيمنة عليه. التطوير الذي حدث في برامجهم لسوريا القادمة ذو أهمية لطرحه موقفا إسلاميا معتدلا يقبل بالديمقراطية التي قامت الثورة من أجلها وتحاول قوى مسلحة إسلاموية في الداخل خطفها لأهدافها الخاصة التي من بينها ما أعلنه البعض عن “خلافة إسلامية” تكفر الديمقراطية.
التحالف مع الإخوان من اجل سوريا ديمقراطية لا يمنع نقدهم لتصحيح مواقفهم، فالتطوير الذي احدثوه في برامجهم من خلال “عهد وميثاق” غير كاف، ولكن يجب عدم تجاهله بل الدفع لتطويره للأفضل نحو التخلي الواضح والصريح وبلا مواربة عن النية لتطبيق اية شريعة ثبت تعارضها مع الديمقراطية، واعتبار الدين شأن فردي بين الانسان وربه لا يتدخل في شؤون الدولة وبحرية الانسان كما يقررها التوافق الانساني في كل مرحلة. فالشرائع السماوية يمكن قبول “مقاصدها” الخيرة التي لا تتناقض مع الحداثة الانسانية المعاصرة، فيما البعض من بنود الشرائع وان كانت صالحة في وقت النزول، لم تعد صالحة الآن.
ان إسلام سياسي سوري معتدل يقبل بعدم خلط الديمقراطية مع تطبيق الشريعة، يقطع الطريق على ما تحاول تعميمه قوى سلفية تكفيرية تحمل السلاح من أهداف تتعارض مع اهداف الثورة السورية مما قدم ذرائع للنظام فيما ادعاه من محاربته للإرهاب الاصولي. كما أن إسلام سياسي سوري يقبل بالعلمانية، ينزع ذرائع القوى الدولية التي لا تتدخل بفعالية في الصراع السوري لترحيل النظام بحجة الخشية من البديل التكفيري القادم كما تتصور.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بوتين… و .. – وا معتصماه-… اوكرانيا..

من السذاجة القول ان مشكلة أوكرانيا نتجت عن فراغ او في أحسن الأحوال نتيجة صراعات داخلية تعكس مخلفات الحقبة السوفيتية… هكذا دون ربطها بتطورين مهمين و هما النمو المضطرد في مستوى اعتماد دول الاتحاد الاوروبي على الطاقة التي توفرها روسيا و أيضاً نمو الطموحات الروسية نتيجة هيمنتها على انتاج الطاقة في أوروبا…

و لكن في المقابل لابد أيضاً من الأخذ بالاعتبار التغييرات الاستراتيجية التي تشمل التطور الرهيب في التكنولوجيا و بالتالي الخطط العسكرية و التكتيكات المتجددة في الانتشار و التمركز و إقامة القواعد و تغيير الأولويات و التي وضعت أوروبا مرة اخرى على خارطة الاهتمام والتي يلعب فيها أيضاً التمدد الاقتصادي الصيني دورا مهما في توجيه الانتباه الى أهمية القارة العجوز و تطوراتها السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية…

في تقاطع مهم بين كل هذه العوامل برز انبعاث جديد للقومية الروسية متلازما مع طموحات شخصية لبوتين في مواجهة مشروع توسع أوروبي بدأ منذ سنوات نتيجة تقولبه في إطار استراتيجيات الهيمنة الكونية للناتو حيث ان المشروع الأوربي و هو مشروع اقتصادي أساسا لم يستطع الانفصال عن خطط ناتو في سلخ المجال الحيوي لروسيا و مواصلة الضغط عليها للتراجع و التقوقع…

في خضم هذا التجاذب الذي كان يشتد كل يوم برزت “فجأة” مشكلة أوكرانيا على شكل ثورة داخلية هي امتداد للثورة البنفسجية التي تلتها الثورة البرتقالية في مشهد للصراع المرير بين قوى تمثل قمة التجاذب و تقاطع العوامل التي ذكرناها آنفا و تأثيراتها المباشرة على التطور الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي في مجتمع حديث الولادة لكنه مثقل بإرث الصراع بين الشرق و الغرب و تداعيات الحرب الباردة و كارثة جرونوبل و غيرها..

و لكن التطور الدراماتيكي في تصعيد الأحداث خلال ايام قليلة و التدخل المباشر للاتحاد الاوروبي و بروز حركات دموية نازية و اخرى قومية روسية متشددة و من ثم هروب الرئيس بعد ساعات قليلة من الاتفاق مع الوفد الاوروبي …. كل ًهذا أكد ان ما يجري في أوكرانيا هو صراع روسي أوروبي ( بالاضافة الى الولايات المتحدة و دراعها العسكرية الناتو)… و ان الصراع يدار بطريقة مختلفة عن المنهج السياسي والعسكري التاريخي للقوى الغربية…

الانطباع الأولي يوحي بسلاسة غير معهودة و بنوع من التشرذم داخل المعسكر الاوروبي و الغربي عموما مقابل تشدد روسي واضح و اعتقد ان هناك لعبة كبرى تلعبها القوى الغربية بحيث قد تجعل من أوكرانيا جبهة مفتوحة لاستنزاف القدرات الروسية التي شهدت تطورات مهمة في العقد الأخير…. لكن هناك اشكالية بنمط مختلف تتشكل في العالم العربي و ربما في أماكن اخرى أيضاً اعتمادا على هذه الصورة بالذات ….

نعم في العالم العربي هناك من يحلم بتغيير كوني يكون محصلة هذا النوع من التحدي الحقيقي و الحازم الذي تشكله روسيا للهيمنة الغربية التي تبدو متصدعة و عاجزة عن الرد على عمليات القوات الروسية في شرق أوكرانيا..!!!… لكن كيف ان نفهم هذه الصورة و هل يمكن ان ينتج تغييرا جوهرياً في العلاقات الكونية ليس فقط بين الدول و إنما أيضاً بين الطبقات اي بين الأغنياء و الفقراء و بين اهل السلطة و الشعوب..؟؟..

لا شك ان الكثير من الشرائح في المجتمعات العربية التي تعرضت لأنتكاسات تاريخية و مزمنة في ما تحلم به من تغيير جوهري في مجموعة العلاقات الدولية … البعض جرب الاعتماد على الغرب في خلق تغييرات داخلية لكن تجربتي أفغانستان و العراق و كذلك الفوضى و انتشار القتل و الدمار التي واكبت و أعقبت الثورات العربية قد أعادت خلق الأسس التاريخية للتنافر مع الغرب …

لكن في المقابل…..الذين يحملون ان تمتد اليهم يد بوتين لتنشلهم من مهانة يتعرضون اليها على أيدي القوى الغربية او قوى محلية ذات توجهات تختلف عن او تتعارض مع رؤاهم…. يجب ان يعلموا ان أيدي بوتين مغلولة الى عنق مصلحته الشخصية و مصلحة روسيا… فالرجل ليس قديسا و لا مناصرا لحقوق الشعوب و لا مؤمنا بحق الانسان أساسا…. بوتين هو رجل طموح يحمل في عقله الباطن أثارا نفسية عميقة لهزيمة الروس عبر القرنين الماضيين و سقوط إمبراطورياتهم المختلفة… هو لم يقل انه يحمل مشروعا كونيا… بل كل ما يقوله هو اعادة بناء الأسس القومية لظهور جديد للإمبراطورية الروسية من تحت إنقاظ الهزائم الماحقة امام “أفكار جرثومية” …. كما يفهمها رجال المخابرات و بوتين القادم من كي جي بي ليس بعيدا عن هذا الفهم…. وردت من خارج الحدود باسم الاشتراكية فأحدثت ثورة و حربا أهلية في بداية القرن الماضي …. و لكن ما ان نجحت في بناء امبراطورية “سوفيتية” حتى عادت ألاحقاد التاريخية لتتجمع في بوتقة قوة عسكرية غاشمة و تقضي على تلك التجربة العابرة للفكر القومي…

الان لم يعد امام روسيا سوى العودة الى جذورها القومية و قيمها التاريخية الدينية و اللغوية و الأهم من هذا و ذاك العودة الى النمط التقليدي للعلاقة بين الحاكم و الرعية… نعم الرعية… لان ما تفعله روسيا في أوكرانيا يتجاوز المفهوم الحديث للشعب او الأمة الذي اصبح الأساس في قيام الدولة الحديثة…كما يتجاوز مفهوم الدولة الحديثة ذاتها و كذلك مفهوم الديمقراطية الذي يتشدق بها الجميع…

الأساس القانوني الذي يشرعن للتوغل الروسي في أوكرانيا و الذي قد يمتد الى الدول المحاذية الاخرى في شرق أوروبا هو أساس يعود الى زمن التوسع الإمبراطوري حيث كان يتم تجاوز الحدود بحجة حماية الرعية … دعنا نتذكر في العالم الاسلامي العبارة الشهيرة ” وا معتصماه” الذي استخدم حجة لتوسع الدولة الاسلامية … ما يهمنا هنا… و هذا واحد من اهم مظاهر التوسع الخارجي… و هو ان حملة ” وا معتصماه” قد أزهقت أرواح الآلاف ليس فقط من هذا الطرف او ذاك … بل من الناس الذي دخلوا او لم يدخلوا بيوتهم اثناء مرور جيش المعتصم ( الإشارة الى الآية القرانية… حتى اذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلو مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون … سورة النمل… الآية 18…)…

من سخرية السياسة ان المصادر التاريخية تذكر ان جيش المعتصم قتل ثلاثين ألف من اهل العمورية لكن تلك المصادر لا تستطيع أبدا ان تؤكد ان تلك المراة التي أطلقت صيحة ” وا معتصماه” كان لها وجود حقيقي..!!!…(للتذكير فقط ان رقم ثلاثين الف في ذلك الوقت ربما يساوي ثلاثة ملايين في حسابات الوقت الحالي نتيجة الزيادة الهائلة في عدد سكان الارض)…

المهم … ان الخلاصة التي يعلمنا إياها التاريخ … هو انه اذا كان هذا المظهر مؤشرا على تغيير كوني فليطمأن المطبلون لبوتين شأنهم في ذلك شأن الذين طبلوا للمعتصم … و لاشتراكية ستالين و لليبرالية أمريكا و لعقلانية بريطانيا و تحرر فرنسا….و… و الأمثلة التاريخية كثيرة…..ان اي تغيير يحصل نتيجة الحروب و الدمار لن يكون تغييرا كونيا و لا يمكن ان يحمل اية سمة للقيم التي يمكن ان تسود و تحقق السلام و العدالة….

ما يحصل الان في شرق أوكرانيا و قد يحصل غداً في غيرها … هنا و هناك في هذا العالم…. يخلف أيضاً آلاف الضحايا… بعضهم فقد حياته و اخرون كثيرون فقدوا عملهم و لقمة عيشهم و استقراهم و أشياء كثيرة اخرى… لكن في هذه اللعبة السياسية الكبرى فان بوتين ليس وحده الذي يلعب دور المعتصم بل ان القوى الغربية تفعل ذلك بشكل اكبر مما يعتقد البعض… و فكرة اعادة بناء العالم ليست غريبة….

ختاما…موضوع اوكرانيا موضوع و اعادة بناء العالم هما موضوعان كبيران و شائكان و لهما ابعاد كثيرة لاشك اننا نعود اليها في مقالات لاحقة…حبي للجميع…

أكرم هواس (مفكر حر)؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

السيسى مايستروا مصر فى المرحله القادمه

رفيق رسمىidesinven

الكثير من اطباء التحليل السياسى والنفسى تناولوا تحليل مطول مفصل لاول خطاب للمرشح الرئاسى ” عبد الفتاح السيسى” ، تحليل للغه الجسد ولغه العينان ونبرات ” تون ” الصوت الهدوء والحده ومابينهما من درجات ،وتحليل المضمون والمحتوى لعباراته ، وما تحمله الكلمات ومابينها من مضمون خفى و وكيفيه انتقاءه لمفرداته ،وماتحملها من رؤيه وعمق وقيمه او عكس ذلك ، وتحليل لغه الصمت بين الجمل ، والاشارات باليدان ، وقيمه الافكار المطروحه ، سواء بالسلب او الايجاب، وعدم اكتمال طرح الاسئله فى كل المجالات ،او عدم اكتمال الاجابه ، وقد فعلت مثلهم اولا بشكل مطول جدا ، ولكننى وجدت من الافضل ان اطرح عليكم الخلاصه ، وهى ايجابيه حيث جوهر وعمق مانحتاج اليه فى الرئيس القادم هو” حسن الاراده” ” حسن النيه ” وليس “حسن الاداره” رغم اهميتها القصوى فهى تاتى فى المرتبه القصوى والجوهريه الثانيه وليست الاولى ، لانه ان توافرت” الاراده” الحسنه الصادقه القويه والرؤيه الناضجه ، يستطيع الرئيس القادم ان يجمع حوله الاكفاء وذوى الجداره فى كل المجالات بلا استثناء واولهم خبراء ” الاداره” ليديروا كل شى بكفاءه ، مصر لاينقصها عباقره التخطيط على الورق لمشروعات التنميه المبتكره فهم متوفرون بكثره جدا ، بل ينقصها قائد لديه الرغبه فى تحويل هذه المشروعات ” التى على الورق ” الى واقع فعلى ملموس يعود على المواطن البسيط ، ، و” السيسى ” لديه بقوه هذه النيه وهذه الاراده ، وهذه القدره ، لان لديه الخبره العمليه الناجحه وهذا ما اهله الى ان تم انتقاءه وزيرا للدفاع ،والتحدى القادم هولارادته وعزيمته واصراره فى قياده فرق العمل لتغير الواقع الحالى ، رغم التحديات والصعوبات العملاقه

فان مصر فى المرحله القادمه تحتاج الى مايستروا ، ونحن نراهن على السيسى

وننتظر الغد

المخرج رفيق رسمى

رئيس لجنه الاعلام النوعى لحزب المصريين الاحرار

مواضيع ذات صلة:  عبيد السيسي مختلين عقلياً رسمي

Posted in فكر حر | Leave a comment