الحوار مع الأخوان المسلمين و(شرعية استيلائهم) على تمثيل الثورة السورية .. الحلقة -2

مواصلة الحوار مع الأخوان المسلمين و(شرعية استيلائهم) على تمثيل الثورة السورية ….الرد على حماسنا للثورة وكأنه mf20 (2)حماس لهم ………… الحلقة (2)

تعود علاقتي الحوارية المباشرة مع الأخوان، إلى فترة (إعلانهم ميثاقهم الوطني) في لندن، الذي تحمسنا له، بسبب إعلانهم التوافق مع (القوى الوطنية السورية الأخرى) على مفهوم (الدولة المدنية) ….فكتبت عدة مقالات حوارية في جريدة (النهار اللبنانية)، التي كانت (منبرا) للصوت المعارض السوري، وكانت فترة الحوارات هذه من أخصب الحوارات الوطنية السورية.. حيث شارك فيها صوتان أخوانيان يتصفان بالنزاهة والصدق والانفتاح على الآخر الوطني …

وهما الراحل الأستاذ محمد الحسناوي، والأستاذ محمد زهير سالم ..كما وتزامنت هذه الحوارات في الصحافة بحوارات على (قناة الديموقراطية ) شاركت فيها مع الأستاذ علي صدر الدين البيانوني، والأستاذ محمد زهير سالم …

تواصلت علاقة الصداقة على الأرض من خلال تضامن الأخوان معي في هجرتي المضطرة للخارج، وتعاوانهم معي للخروج من بيروت، وقد قدموا دعما ماليا شهريا عند وصولي إلى باريس، فوافقت عليه شريطة ان يكون مقابل أربع مقالات في جريدتهم (أخبار الشرق)، وبعد شهرين من ذلك ..أخذت الجريدة تغير عناوين مقالاتي ملطفة من لهجتي النقدية الحادة نحو النظام الأسدي، فرفض الموقع (الأخواني) تسميتي لللنظام الأسدي بـ (سفهاء سوريا) ، فغير العنوان دون استشارتي، وكان ذلك بالتزامن مع إعلان الأخوان عن (تجميد معارضتهم ) مع النظام، بالتوافق مع اليسار الشيوعي لحزب الشعب ( الترك وصبرة) …

أعلنت رفضي لموقف الحزبين (الأخواني والشيوعي) في كتاباتي، ورفضت في الشهر الثالث التعاون مع جريدتهم، واستلام المكافأة المالية، وكان رد فعلهم غاضبا ومقاطعا لي من قبل ( الأخوان وجماعة والترك ) حتى اليوم …
مع ذلك، تجاهلنا الموقف المخجل الداعي، إلى تجميد معارضة النظام من قبل الأخوان، وتزوير موقف (إعلان دمشق) من قبل حزب رياض الترك بتوظيف (صبرة) صاحب تيار الحوار مع (النظام )، ومثقفيه (برهان غليون) دعاة (رفض محاصرة النظام، ودعوة الغرب لنصيحة النظام وليس إلى مقاطعته …

مع قيام الثورة، والتحاق الطرفين (الأخواني والشيوعي) بالثورة، تجاهلنا كل خلافاتنا مع الطرفين، بل وكرسنا جهودنا الإعلامية على القنوات الغربية (الحرة الأمريكية -24 الفرنسية -بي-بي-سي البريطانية) للدفاع عن الأخوان المسلمين ، بوصفهم فريقا وطنيا مدنيا ديموقراطيا جزءا لا يتجزأ فكريا وسياسيا من الحراك الديموقراطي ضد النظام الطغياني الأسدي….

يبدو أن الأخوان لم يروا في موقفنا دعما للثورة ولوحدة القوى الوطنية الثورية السورية ، بل اعتبروا مواقفنا هذه، أنها مواقف داعمة لهم حزبيا، وأنهم (هدية السماء لنا ليكونوا قادتنا …

وعندما فوضت بالدعوة إلى تشكيل (لجنة تحضيرية ) لمؤتمر (أنطاليا )، بعد الثورة بشهرين، دعوت بعضا ممن أعرفهم وأثق بهم من الأخوان، للمشاركة في مؤتمر أنطاليا، فاعتذروا على أن لديهم مؤتمرهم في (بروكسل )، لكني فوجئت بمجيئهم لأنطاليا، وبعد يومين ذهابهم جميعا لبروكسل … فكانت أول مرة اكتشف بها درجة التشهي والجوع للسلطة في محاولتهم السيطرة على المؤتمرين…عندما وجدت اكتساحهم لمؤتمر أنطاليا بشكل مفاجيء انسحبت من الترشيح لأية هيئة تمثيلية انسجاما مع موقفي بأن مؤتمكر أنطاليا ، هو مؤتمر تضامني مع الثورة ، وليس مؤتمرا تمثيليا لنرشح أنفسنا لقيادة ثورة لم نصنعها …ولم يصنعها لا يمين ولا يسار …

وكان من نتائج مؤتمر بروكسل وأنطاليا …ترشح الأخوان في كليهما …ومن ثم تشكيل أغرب وفد في التاريخ السياسي الحديث …حيث سيضم الأغلبية المطلقة من (الأخوان ) لتمثيل الثورة في الحوار مع موسكو ….التي أظهرت أنيابها الذئبية من الأيام الأولى للثورة .. ولا نعرف ما هي الحكمة من استيلاء الأخوان على الوفد ؟؟ ومع الدولة التي اتخذت موقفا معاديا وشرسا صريحا من الثورة…..

.لم نستطع أن نفهم أي مبرر سياسي لهذا الاستيلاء على تمثيل الثورة ….إلا بالنهم الأخواني للهيمنة وتجاهل الآخرين ليس استنادا لقاعدة شعبية ، بل استنادا لقاعدة العلاقة الأخوانية مع تركيا …

في حين أن الديموقراطيين السوريين (العلمانيين ) هم أكثر تلاقيا وتواشجا ودعما وثقة بالمشروع اللإسلامي التركي التنويري الليبرالي الديموقراطي …هذا السلوك من اللحظات الأولى للثورة ، هو الذي يفسر هيمنة الأغلبية المطلقة للأخوان في تشكيل ( المجلس الوطني بداية ، وفي الإئتلاف لاحقا …وهو مايفسر تجربة المأساة في مصر ( بين الأخوان والعسكر ) ونحن نتحدث بهذه الصراحة والعلنية والتفصيلية لكي نتجنب أخطاء وعيوب تجارب الربيع العربي في مصر …

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الردح في بلاد الملح

ارسل وزير الاسكان في بلد من بلدان الكفار رسائل الى مجموعة من المواطنين يسكنون في مجمع جكومي يرجوهم مغادرة سكناهم خلال 90 يوما لأجراء الصيانة على هذه البيوت.
ولم يشر هذا الوزير الى توفير سكن مؤقت لهم، ويوم امس كان مارا من المجمع السكني فتصدى له احد كبار السن ورمى عليه”سطل” من التراب. الوزير نفض التراب من بدلته الانيقة واكمل طريقه.
هذا الخبر بثته وكالات الانباء وعدد من القنوات الفضائية وحين شاهد عدد من اولاد الملحة هذا الخبر المصور اقسم بعضهم بانهم لايمكن ان يرموا المالكي بحفنة تراب ويستحيل ان يتصدوا الى حسن السنيد او محمود عبد الحسن بل ولا حنان الفتلاوي التي نالت شهادة الدكتوراه الثانية والموسومة “الردح في بلاد الملح”.
ولكن ان نفعت الذكرى فانهم فقط يذكرون هؤلاء بان اكثر من نصف مليون يعيشون في بيوت عشوائية حول بغداد ،عدا نفس الرقم في بقية المحافظات.
طبعا عدا بيوت التنك وهم يصلون كل ليلة الى رب العزة الا تمطر عليهم السماء وتغرق”تنكهم” كما حدث في الشتاء الماضي.
لايهمهم من يسرق ومن يوزع الرشاوى من اجل كسب الاصوات،كما لايهمهم توزيع الاراضي الزراعية بالمجان ولكنهم يذكرون المالكي بانه قال قبل فترة”كل عراقي يستحق سكنا خاصا”.
يارئيس وزرائنا الموقر لو تنفذ هذا الوعد لوجدت ان كل الفقراء معك ومستعدون لأنتخابك للولاية العاشرة وربما الى الابد.
لأنك تعرف تماما ان كل رئيس يجلس على كرسي السلطة يوعد بذلك ولاينفذ وعده وهي فرصة امامك ان تكسر هذا الطوق وتكون اول الرؤوساء الذي يقول ويفعل.
صحيح ان وعودك كانت كثيرة خلال ال 8 سنوات الماضية ولكن توفير السكن يعني توفير الكرامة للعراقي.
لاتدر بالا الى هؤلاء الذين ينادون بالديمقراطية فانها”ماتوكل خبز” هذه الايام،كما لاتعير اهتماما الى بعض وزرائك وهم يصرخون في القنوات الفضائية بانجازاتهم التي تحققت في عهدهم، لأنهم بصراحة كذابون حد النخاع.
السكن ثم السكن ثم السكن.
هذا كل مايريده اولاد الملحة حتى يكونوا الى جانبك، واذا لم ترد ذلك فستكون الخسران الوحيد.
لماذا؟
لأن هذا الشعب له ذاكرة قوية وسيضمك الى بقية الروؤساء الذين ابتعلهم التاريخ ونساهم الناس.
اتذكر الزعيم عبد الكريم قاسم حين امر ببناء مدينة “الثورة” واسكن فيها كل المحتاجين؟
فاصل ينتل: نفت وزارة الكهرباء، امس، الانباء التي تحدثت عن هروب مسؤوليها الى خارج البلاد، معتبرة إياها “اشاعات مدفوعة الثمن”، فيما اكدت انها ماضية لزرع البهجة لدى ابناء العراق..
ما هي هذه البهجة يرحمكم الله؟.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

رفع الرقابة شرط من شروط التقدم

رفع الرقابة العامة عن كل شيء وعدم السماح للدولة بالتدخل بكل شيء إحدى أهم ميزات أو شروط التقدم نحو الإصلاح muf30والتطور والتمدن والتطوير, فلا يجوز للدولة أن تكمم الأفواه وأن تغلق الأفواه سواء أكان عن طريق الضغوطات الأمنية أو عن طريق إغراق المتطورين بالديون أو بملء جيوبهم بالأموال كحالة من حالات إسكاتهم نهائيا , فمعظم الدول العربية تراقب الناس مراقبة مكثفة من كل النواح ومن كل الاتجاهات, فلا تسمح لهم بالتغيير في أسلوب حياتهم ولا تسمح لهم بالتقدم للأمام,وعن طريق فرض الرقابة تجبر الناس على الصمت وعلى الخنوع , وحتى نتقدم ونتطور يجب على الدولة أن ترفع الرقابة عن كل شيء.

ها هنا في الأردن نشعر بأننا مراقبون,ونحس بذلك, فالدولة تراقبك, والجيران يراقبونك,وزوجتك تراقبك,وكل خطواتك محسوبة عليك بالسنتمتر المربع,وكل الناس تتدخل بك, فإذا اشتريت شيئا من السوق يسألك البائع لماذا تريده, وإذا تحركت في داخل بيتك يسألك أبوك :ماذا تفعل, وتسألك أمك, ويسألك أخوك ويسألك الجيران, وإذا لقيك صديقك في السوق وأنت تحمل كيسا فيه بضاعة يسألك:شوهاظا(هذا) اللي معك,ووين رايح,ومن أين أتيت وإلى أين ستذهب,وماذا طبخت, هنا الرقابة على هذا النوع لا يمكن للدولة أن تقول للناس راقبوا جهاد أو فلان أو علان, ولكن هكذا اعتدنا وهكذا تربينا, تربينا على أساس أن الكل يشاركك حياتك والكل يتدخل بك أينما ذهبت وأينما توجهت, لذلك نحن نشق طريقا وعرة في التقدم أو نحو التقدم, هنا الكل يراقبك بحجة أنهم يخافون عليك, فأنا مثلا جيراني وأقاربي يتدخلون بما أنشره على الفيس بوك بحجة أنهم يخافون عليّ ويريدون حمايتي من نفسي, وإذا مررت هنا بالسوق فورا يخرج لك رجلا ممتطيا حذاءه وهو يسألك:شو لوين رايح؟شو فيه؟شو في مافيه,شو أخبارها؟شو إعلومها معك؟كيف الدنيا, شوعامل؟شواللي صار إمبارح(البارحه) هنا اعتاد الناس على التدخل بك, حتى لو دخلت مسجدا للصلاة أو كنيسة للصلاة يلقاك الناس وهم يقولون لك:شو جاي على الصلاه؟إمبارح ما شفتكيش بالصلاه؟شو وين كاين؟وين بدك إتروح,؟؟وهذه أسألة كلها على السنة الناس, وإذا مرت امرأة في الطريق الكل يراقبها حتى تغيب عن الأنظار, ومن ثم يسألون: هذي بنت مين,من وين جايه؟ووين رايحه؟ وشو لابسه؟وشو حاطه على وجهها, وإذا مررت أنت بالطريق وكنت في مشوار إلى السوق وكان جارك يجلس أمنام بيته, يغضب منك وينزعج إذا لم تخبره إلى أين هي وجهتك, وكأنه يدير حركة الملاحة في الطرق, فالمراقبون الذين يراقبون حركة الملاحة في الطرق وفي الشوارع كثيرون جدا, وإذا خطبت لأبنك عروس ولم تخبر قبل ذلك جيرانك ومعارفك بأسبوع على الأقل ينزعجون منك ويقولون: سبعه ما أهمله ولا قال غير هسع لما تم كل شيء, هنا الرقابة تمارس أيضا على ملابس المرأة أكثر شيء وعلى الكُتّاب وعلى الصحفيين وعلى كل شيء, والناس تتدخل بكل شيء, يمارسون الرقابة على ملابس المرأة في الوقت الذي تموت فيه المرأة من الجوع,المرأة والرجل وبعض فئات المجتمع, هنالك مشاكل ضخمة ومعقدة مثل الفساد والبطالة ولا أحد يراقبها, آه من أمة تركز وتراقب شعر المرأة وأرجل المرأة وطول المرأة وصدر المرأة وتثور ثائرتها إذا ظهر شعر المرأة أو عنق المرأة ولا تثور ثائرتها للجوع الذي كاد أن يفتك بكل الناس.

هنا الناس تراقبك والدولة تراقبك, وزملائك الموظفون يراقبونك في العمل, حتى وإن دخلت المرحاض يرسلون عيونهم خلفك, وإذا خرجت من المرحاض يراقبونك ماذا ستفعل أول ما تخرج من المرحاض, وإذا دخلت مطعما الكل يراقبك كيف تأكل وكيف تشرب وماذا تشرب وماذا تأكل , الكل يتجسس عليك وحتى إن أغلقت عليك باب بيتك الكل يتدخل بك, والكل يوجه لك الأسئلة, هنا الرقابة صارمة ومجحفة وأنانية والكل يتدخل بك وبطريقة حياتك ولا يمكن أن تتركك الناس ولشأنك, يتدخلون بك على الفوته وعلى الطلعه, هذا شيء مقرف ويجعلونك تكره الحياة, لذلك لا يمكن أن نتقدم أو نتطور إذا ما رفعنا الرقابة عن الناس وتمكنا من تثقيف المجتمع بالخصوصيات فلكل إنسان خصوصيته, ولكل بيت أسرار, ولكن الكل يدخل بيتك كرها أو طوعا ويحاولون الكشف عن أسرارك الغامضة أو غير الغامضة, الدولة تراقب الناس والناس ترتقب الدولة, وهذا واقف لهذا على أقل حركة والكل مستعد للهجوم عليك إذا اكتشفوا أنك تحاول تطوير نفسك أو تحديث نفسك, يمنعونك من التطور من خلال أساليبهم التي تعتمد على الجهل, يظنون بتدخلهم بك أنهم يتدخلون بك لمصلحتك ولا يدرون أنهم يعيقون عجلة التقدم والتطور ويضعون العصا بين عجلات التقدم, الكل هنا يفتش عنك ليعرف عنك أكثر التجسس والتدخل بالأمور الخاصة طريقة حياة, ولا أحد يدعك تقيم علاقة مع الله كما تريد أنت, الكل هنا يمارس القمع من خلال الرقابة على كل شيء.,أتمنى أن يمشي أحدنا في الشارع من غير أن يراقبه أحد,أتمنى أن تمشي أي امرأة في الشارع من غير أن تراقبها آلاف الأعين…..يا ناس يا شر كفايه قر.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الاتجاه المعاكس الى متى تتحكم العصابة العلوية الحاكمة بسوريا عسكرياً وامنياً وماليا 03.06.2014

زوجة فارس الشهابي تنتخب بشار الاسد في لبنان

زوجة فارس الشهابي تنتخب بشار الاسد في لبنان

وفيق ابراهيم ماهر شريف الدين

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

حديث سويسري عن السيسي

sisidaughter

ابنة السيسي

زيورخ فى 3/6/2014

حديث سويسري عن السيسي

بتوقيت سويسرا تمام التاسعة رن الموبايل فإذ به مذيع لراديو لايف نت منبهرًا “بنجاح السيسي الكاسح فى الانتخابات الرئاسية – بحسب تعبيره – وقد قام بطرح عدد من الأسئلة تدور حول نجاح السيسي ورؤيتى كمواطن مصري قبطي :

أولها يتعلق بنزاهة الإنتخابات فإذا به يقرّ شخصيًا وبشهادة عدد من الدول الأوربية بأنها كانت أكثر الانتخابات نزاهة، وثانيها هل السيسي أمل لأقباط مصر أيضاً؟ فكانت إجابتى واضحة: أنا أتحدث ليس كقبطى وإنما كمصرى، السيسي ليس أمل الأقباط فقط بل أمل مصر وليس مصر فقط وإنما المنطقة بأسرها وبتدقيق أكثر إنه أمل العالم أجمع ولا أكون مبالغاً.

فمصر كانت فى عصر الإخوان بؤرة ومركز للجماعات الراديكالية والتنظيمات الإسلامية الإرهابية، وجماعة الإخوان هى الأم التى خرجت من رحمها كل التيارات الإرهابية على مستوى العالم، وقدعايشنا مرحلة اختطاف مصر والزج بها في غياهب التاريخ السحيق وكان هدف الخبثاء تحويل مصر إلى مركز تجمع عالمي لكل القوى الإرهابية فى العالم، فسمعنا عن علاقات تنظيم القاعدة بمرسي، فالإخوان جماعة فاشية كانت تسعى لتحويل مصر إلى دولة فاشية فاشلة.

وقد نوهت في مقالى المعنون ب “السيسي أمل مصر” والمنشور قبل أسبوع فى المانيا وسويسرا باللغة الالمانية ؛ أنه قادر على تحويل الصحراء إلى واحة خضراء ولا أكون مبالغًا في قولي أيضًا أنه يتمتع بمصداقية الشعب له.

وعلاوة على ذلك فهناك عدد من الدول العربية الغنية التى موَّلت مصر بعشرين مليار دولار، وبإرادة شعبية قضى على دولة الإخوان الفاشية.

وثالثا عن آمالي فى المستقبل؟

صرحت له أن أملي هو عدم الخلط بين الدين والدولة والفصل التام بينهما وتجريم استخدام الدين فى السياسة، كما تطرقت إلى الدستور المصري ومواده التى نصّت على منع الأحزاب الدينية.

وكانت إجابتى على السؤال المفاجىء أوليس السيسي مسلم ؟ أبالطبع مسلم ولكنه ليس مسلم راديكالى فالإخوان المسلمون مسلمون راديكاليون، ومرسي كان أحد الرؤساء الراديكاليين، وشرحت له أن الرئيس السادات هو أول من سخَّر التيار الدينى ليكسر الناصريين واليساريين، وحصد منهم ونال جزاءه جزاء سينمار، ومبارك أيضا سخَّرهم ليكونوا فزَّاعة للغرب إما نحن أو الغرب فكان تنازلهم عن ثوابت مصر تعاونًا مع الغرب وطريقًا لهم للتخلص من مبارك وتعضيدًا لهم.

وأخيرًا شرحت له نحن لا نريد رئيس يظهر فى شاشات التليفزيون وهو يصلي من مسجد إلى مسجد ولكن رئيسًا يعمل ليلًا نهارًا ويترجم إيمانه بالوطن والوطنية على أرض الواقع ويجسده بوحدة المصريين ومنع التمييز بينهم على أرض الواقع وليس مثل الأنظمة السابقة، فالسادات صرَّح أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة فلم يكن رئيسًا لنا نحن الأقباط، ومبارك أغمض عينيه عن الانتهاكات الموجهة ضدَّ الأقباط فنال غضب الشعب القبطى وصُرِّح فى قداس مذبحة القديسين لا لا لا معلنين رفضهم له، ومرسي كان بوقًا لمكتب الإرشاد ورئيسًا لعشيرته وجماعته من إخوان وسلفييين وجهاديين.

نحن نحتاج رئيسًا مؤمنًا بالعدل والمساواة والوطن، ونحن نثق أن السيسي يملك هذه كلها.

ختم برنامجه بشكري واستيضاح أخير : هل تثق في السيسي؟ قلت له: نحن نثق به بالفعل والأيام ستثبت صدق توقعاتنا.

مدحت قلادة

Posted in فكر حر | Leave a comment

نعم للحجاب لا للصليب!!

zyad1

المدرسة العلمانية تتخذ قراراً بالسماح بالحجاب فقط

مدرسة لبنانية علمانية تسمح بارتداء الرمز الديني الاسلامي وتمنع الزمز الديني المسيحي؟؟؟

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

نفي 8 من زملائه من السجناء السياسيين المحبوسين في ايفين الى سجن كوهردشت

إيران: تزامنا مع اعدام غلام رضا خسرويwalifaqih
نفي 8 من زملائه من السجناء السياسيين المحبوسين في ايفين الى سجن كوهردشت
المجاهد غلام رضا خسروي تم نقله من سجن ايفين الى سجن كوهردشت قبل اعدامه بأربعة أيام

عقب العمل الإجرامي باعدام المجاهد غلام رضا خسروي، قام نظام الملالي المعادي للاانسانية بنفي 7 من السجناء السياسيين من العنبر 350 في سجن ايفين الى سجن كوهردشت يوم الأحد الأول من يونيو/حزيران وهؤلاء هم: اسدالله هادي ورضا اكبري منفرد وابوالقاسم فولادوند واصغر قطان وعلي سلان بور وغلام حسين اسدي ورضا شهابي.
وقبل ذلك بيوم واحد حول نظام الملالي سجينا سياسيا آخر باسم بهزادعرب كول من سجناء العنبر 350 في سجن ايفين الى سجن كوهردشت بعد أن تم استدعاه بأمر من كبير الجلادين المدعو خدابخشي نائب المدعي العام الى مكتب السجن حيث تعرض للضرب المبرح على أيدي القوات القمعية. واحتج عدد من السجناء السياسيين باطلاق هتافات بعد ما سمعوا أصوات المشادة بالأيدي.
وأعلن رضا شهابي عضو مجلس ادارة نقابة عمال مصلحة نقل الركاب في طهران وضواحيها اضرابا عن الطعام للاحتجاج على الاجراء القمعي لارسال السجناء السياسيين الى النفي لتصعيد الضغط عليهم.
جلادو ايفين وخوفا من تضامن ومقاومة السجناء في العنبر 350 في سجن ايفين كانوا يهدفون قبل مدة طويلة تفكيك العنبر 350. وكانت المداهمة الوحشية لحرس السجن يوم 17 أبريل/ نيسان الماضي والقمع الدموي الذي استهدف السجناء السياسيين في هذا العنبر خطوة بهذا الاتجاه.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – باريس
2يونيو/حزيران 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

فورد: ازلنا 93% من تراسنته الكيماوية ولكنه يستخدم الكلور

قال سفير اميركا في سوريا السابق ” فورد ” لشبكة ال”سي إن إن” الاميركية:”لم أعد في مركز استطيع فيه أن ادافع عن fordالسياسة الأمريكية بسوريا.. نحن لم نتمكن من معالجة جذور المشكلة سواء الصراع القائم على الأرض أو التوازن على الأرض إلى جانب ازدياد تهديدات المتطرفين بالبلاد.”

ثم قال: “لا يوجد شيء يجدر الإشارة لنجاحه وفقا لسياستنا عدا عن إزاله نحو 93 في المائة من الترسانة الكيماوية للأسد، ولكن الآن هو يستخدم غاز الكلور في صراعه مع خصومه….. وان بشار الأسد ما كان ليكون بموضع القوة التي هو عليه الآن دون دعم حزب الله وإيران وروسيا….  وقد حذرنا قبل سنتين من أن المجموعات الإرهابية ستستغل هذا الفراغ تماما كما لاحظناه في أفغانستان والصومال ومالي واليمن….ولا اعتقد أن الانتخابات بسوريا لها علاقة بالديمقراطية.. الواقع أن بشار الأسد والدائرة المحيطة به يستعدون للاستمرار في الصراع القائم.”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

ســــين ) .. الألـه المقدّس لحــرّان )

بقلم: عضيد جواد الخميسيHarran

حرّان ،مدينة لعبادة الاله القمر سين ، وعرفت بهذا الوصف للتعبير للفترة ماقبل الميلاد وبعده لعدة قرون ، او بتوصيف اخر يعود الى القرون الوسطى وفق مسميات المصادر العربية بوصفها مدينة الصابئة ، ولدينا القليل عن دين الحرانيين في القرون الاولى للميلاد ،وكل مايعرف من ذلك الوقت بعض المعلومات عن بانثيون الالهة وهياكلهم وبعض طقوسهم ، حيث عثر على بعض المواد الاثرية القديمة من لوحات مسمارية وكتابات سريانية منقوشة وبعض الشواهد الاثرية من خرائب الهياكل والقبور ، ففي سنة 1906 اكتشف الباحث الاثاري[ بوغنون] بعض الكتابات المسمارية من زمن نابونائيد (555 ـــ 538ق.م)ملك بابل في حرّان القديمة ،وبعد ذلك عثر الباحث الاثاري [رايس] في سنة 1956م على ثلاث لمسلات تحمل كتابات بابلية ،حين كان منغمسا في فحص التصميم المعماري للمسجد الكبير المدمر في ذلك المكان ، وكانت هذه المكتشفات ايضا هي من فترة حكم الملك نابونائيد ،وكل هذه المعلومات تخص ديانة حرّان وخاصة عبادة سين الاله القمر ,,وإي حُل حُل هيكل سين,,، وفي سنة 1951 عثر رايس عل كتابين كتبا باللغة الارامية لشمال بلاد الرافدين،صنفهما الباحث الاثاري والمتخصص بعلم الاديان[سيغال] لاحدهما الى القرن الثاني الميلادي والاخر الى القرن الرابع او الخامس الميلادي ،وعثر ايضاعلى بعض النصب التذكارية وعدة كتابات سريانية حولها ،بعض منها يعود الى قرون عديدة ماقبل الميلاد في اطلال سوماتار الكائنة على جبال التكتك شمال شرقي حرّان ، وهذه المصادر تعطينا بعض التفاصيل عن ديانة هذه المدينة في ذلك الوقت، كما توجد في المنطقة المجاورة لحرّان بقايا اثرية لمباني يعتقد على مايبدو هياكل حرّانية ،حيث هناك مكان للصلاة او مكان عبادة وقصر مشيد على تلة قريبة ،وهناك ايضا بناية حجرية ضخمة جدا اشبه بالقلعة من حيث التصميم والبناء وتوجد كتابة مسمارية منقوشة في اسفل الجدران ،علاوة على ذلك هناك بعض بقايا متناثرة من الابنية الى الشمال من المدينة ..

إنّ الكتابات المنقوشة والصور الحجرية في اطلال سوماتار من القرن الثاني الميلادي تبرهن على أنّه في ذلك العصر كان مذهب سين في حرّان منتشراً ليس في مدينة حرّان وحسب بل في جميع المنطقة. فاطلال سوماتار هي على جبال التكتك، وهي هضبة وعرة على شرقي سهل حرّان، 40-50 كيلو متراً شمال شرقي حرّان. ففي سوماتار توجد أطلال منتصبة في شبه قوس على رابية إلى شمال وغرب جبل مركزي وحوله مغاور. ونتيجة للدراسات على هذا الموقع وجد عدد من الكتابات المنقوشة وبعض الصور الحجرية . زار المكان أولاً العالم بوغنون في بداية القرن وسجل بعض الكتابات والصور في كهف. وبعد ان صرف ج.ب. سيغال في سنة 1952 بعض الوقت في سوماتار اكتشف سلسلة كاملة من الكتابات السرّيانية المنقوشة على صخرة ملساء على الجبل المركزي. وأخيراً نشر دريجيفرز بعض الكتابات المنقوشة والصور الحجرية الإضافية من سوماتار في سنة 1973. وقد أعاد دريجيفرز أيضاً ونشر معظم الكتابات المنقوشة في سوماتار التي كان قد نشرها من قبل بوغنون وسيغال ولكن بدون ترجمة في كتابه “كتابات سريانية (رهاوية) منقوشة قديمة”.
وهناك بعض المصادر العربية للمسعودي وابن النديم والبيروني والشهرستاني وشيخ الاسلام السلفي احمد بن تيمية(1263 ـــ1328م) ،والذي كان مولودا في حران ونسبه يعود الى قبيلة بنو نمير العربية ، ، والمصادر السريانية دينسيوس ،وابن العبري ،والمصدر اليهودي فهو مايمونيدس ، لكن لابد وان نبدأ بالمرور على اهم المحطات التاريخية للمعتقدات الحرانية المصنفة لثلاث فئات -;-
أولاُ ـــ( من الزمن الاشوري البابلي حتى العصر المسيحي )
في الممالك الاشورية البابلية،كان الاله القمر,,سين,,بين الهة حرّان ،كان الاله الاعظم منذ القرون الاولى للالف الثالث ق.م على الاقل ، وكان ولدا الاله سين هما ابنته عشتاروت ، وابنه شمش ، ويذكران معه في احدى كتابات حرّان ، ويبدو كان هناك ثالوث من الالهة ، ولربما يعود بذلك الى عادة ذكر الالهة الثلاثية ،وكانا يعبدان في حران ذلك الوقت ، كما انهما يظهران على مسلة منحوتة (واحدة من المسلات التي عثر عليها رايس) شعار الشمس[قرص بداخله نموذج من اربعة رؤوس واشعة منتشرة بينها] وعشتاروت ,, الزهرة,, [نجمة من سبعة رؤوس في دائرة] .
تحت سلطة الاله القمر سين الجبارة ، نرى من الكتابات المنقوشة لثلاثة الهة اخرى ، نينغال زوجة سين ، ونوسكو الاله النار ، وسادارنونا زوجة نوسكو ، وفي نقش اخر عن الملك نابونائيد تذكر الالهة الثلاث مرارا مع الاله القمر سين،ويتحدث عن ارجاعها الى حران ليقيموا في هيكل سين إي حُل حُل .وكذلك نجد ان عددا من الالهة التي اقل مقاما كانت تعبد ،وكثيرا ماتظهر باسماء متواضعة ، مثل اله الكتابة والحكمة والقدر ,, نابو ,, واله المطر,, وتر ,, والرعد,, وسر,, والبرق ,, وآلاي,, ،ويطرح المؤرخ (سمث) ان الالهة اشور وإبا ومردوخ كانوا يُعبدون في حرّان في زمن الاشوريين ، ولو ان بعض علماء الاشوريات لايوافقونه الرأي ، لكنه يبقى احتمالا واردا ..
ثانياً-;- من بداية ظهور المسيحية حتى الاسلام
تعلق الحرّانيون بعناد واصرار بمذهبهم التاريخي في عبادة القمر سين والكواكب الاخرى،بالرغم من المحيط المسيحي ، ففي القرنين الثاني والثالث الميلاديين ،يتكلم,, ابن ديصان,,ــ السرياني ـــ وهو مسيحي عرفاني من الرُها عن مذهب الكواكب السبعة ،وهو مذهب البابليين والكلدانيين،وعن كتبهم ومؤلفاتهم ،ويطرح فكرة ما للنجوم من تاثير في مجموعتها على طالع البشر ، وكذلك عقيدة ,, أداي ,, 400م ،تخبرنا عن الحرّاننيين في مذاهبهم . تذكر ان الشمس والقمر اللذين كان يعبدهما
الناس في حرّان ، والنجوم والكواكب وخاصة ,, النجم المضيء,, اي الزهرة ــ نجم الصباح والمساء ــ ويظهر الرأي عند ,,أداي,, ان عبادة الاله القمر من قبل شعب حرّان ، ماهي الّا تقديس وعبادة الاله ,, سين ,, و,, بث نيكال,, ـــ ابنة نيكال ـــ ونيكال هوالاسم الآرامي لينغال ،زوجة الاله سين ، لذا فمن الواضح فان بث نيكال ،هي تسمية محلية لعشتاروت ــ الزهرة ،لان عشتاروت هي ابنة القمر الاله سين وزوجته نينغال.
ويشير كل من ابن ديصان وأداي الى الهة ,,ترعاثا,, الاول ينسبها على انها الهة رهوية ،في حين ان الاخر يذكر ترعاثا كالهة ,, منبج,, ـــ مدينة قديمة ومقدسة في محافظة حلب السورية ـــ وترعاثا هي تهجئة مختلفة للالهة السورية الشهيرة ,, اتارغاتيس,, والتي هي بدورها نسخة محلية للالهة السامية عشتاروت ، ويقول العالم الاثاري [دريجفرز] ان اسمها في حقيقة الامر يتكون من كلمتين ,, استارت و انات,, وكان مكان عبادة اتارغاتمس المقدس في منبج ـــ هيرابولس، كما ذكر في,, عقيدة أداي ,,

ان اسماء الالهة التي تنتمي الى البانثيون الحرّاني كانت تتغير من وقت لاخر ،وتعتمد على مدى تاثير الحضارات والظروف المحيطة المختلفة ، وخصوصا هنلك ثلاثة عوامل يبدو انها اثرت في اللاهوت الحرّاني، واهمها التاثير الاشوري ـــ البابلي ، والذي يظهر بشكل خاص في عبادة الكواكب ومعتقداتهم التي تقترن بالسحر والغموض ، فالالهة سين ونينغال وتموز هي نفسها كالتي تجدها في المعابد البابلية ـــ الاشورية ،وكذلك نفس الشيء بما له صلة بامور الزراعة و الارواء والمطر والى ما ذلك .
اما العامل الثاني، بعد غزو الاسكندر الاكبر المقدوني ،دخلت المطقة المفاهيم اليونانية ، والتي كانت لها الدور المهم في تغيير اسماء الكثير من الالهة مثل اليبوس ولاريس وقرقيس ، وكذلك تغيير الكثير من اعتقادات تخص الكون والكواكب والعناصر الالهية التي لها صلة وثيقة في الفلسفة اليونانية القديمة .
اما العامل الثالث ،نجد ان تاثير الديانات ومذاهب الاعتقاد في اله واحد ،وهو يظهر كاله مقدس ،وهذا لايلقى قبولا لدى حرّان ،والذين امنو بتعدد الالهة لاختلاف المذاهب والاعتقاد ،لذا كان مناخا قاسيا عليهم في تقبل فكرة الاله الواحد ،وهذا الاعتقاد قد يكون يهوديا او مسيحيا او اسلاميا ،وكما اشار المؤرخ ,,مارغوليت,, يبدو ان التاثير الاسلامي اكثر احتمالا،لان هذا الاعتقاد يظهر فقط في القرون الوسطى ، وعاش الحرّانيون تحت حكم المسلمين منذ القرن السابع الميلادي ..
ثالثاـــ في العصر الاسلامي ــــ
في زمن الخليفة الثاني عمر ، اجتاح جيش المسلمين بقيادة ,, عياض بن غنم ,, كل انحاء شمال بلاد ما بين النهرين من دون قتال بعد هزيمة الروم البيزنطيين ،وبضمنها الرُها ونصيبين وحرّان سنة 639م ، وكما هو معروف كانت حرّان في ذلك الوقت تحت التاثير السياسي الرهاوي ، وعندما دخل المسلمون تلك الاماكن ، عقد القائد العسكري عياض بن غنم اتفاق سلام مع الحرّانيين ، وفرض عليهم الجزية .
وعرف الحرّانيون على انهم قوة سياسية فكرية معرفية ثقافية اقتصادية لايمكن تجاهلها وفق منظور خلفاء الدولة الاموية الحاكمة وقتذاك ، حيث امر الخليفة الاموي الثامن ,,عمر بن عبدالعزيز ,, (682ــ720م ) بنقل مدرسة الطب من الاسكندرية في مصر الى حرّان ، وفي الفترة الاخيرة من الحكم الاموي قام الخليفة ,,مروان الثاني,,(744ـــ 750م) بنقل مقر الخلافة الاموية من دمشق الى حرّان ،وبها انهارت الدولة الاموية. اما من الاحداث المهمة في زمن الخلافة العباسية ، الا وهي مرور الخليفة المأمون(813ـــ833م) في مدينة حران في طريقه لملاقاة جيش الروم ،وقضى نحبه خلال المعركة مع الروم بعد توعده لاهل حران بالويل والثبور ما لم يتركوا دينهم ،دين الاباء والاجداد الاولين ،ويعتنقوا الاسلام ،او يتخذوا دينا له ذكراً في القرآن ، وسناتي على هذا الموضوع فيما بعد بشيء من التفصيل ..
اذن من هو الاله سين ؟
كانت عبادة سين الاله القمر ، الديانة الرئيسة والمركزية في حرّان منذ زمن بعيد جدا وحتى هدم اخر هيكل للرب سين فيها ، وحرّان منذ القدم كانت مدينة مهمة ولربما ليست لموقعها الاستراتيجي و محطة هامة على الطريق التجاري بين الشرق والغرب فحسب بل بسبب اهمية معبودهم الاله سين عند شعوب المنطقة باسرها ، وعلى مايقوله البروفسور ,,ليوي,,[ لم يكن المتعبدون للقمر المزارعين الذين حرثوا الارض ، بل كانوا الاراميين والاراميين الاوائل الرّحل الذين كانوا يتنقلون في الصحراء السورية ، وكان الاله القمر يعتبر في بلاد مابين النهرين القديمة ،على ان القمر اقدم الكواكب ، وكان يتقدم على الشمس ، وعلى الليل والنهار ،وكانوا يقدسونه على انه والدا للشمس (شمش) الاله ولعشتاروت ـــ الزهرة ــ ايضا ،ولمركزه القيادي في العائلة ، لذا استحق الاولوية في العبادة] .
ان اسم سين الاله القمر ، هو اسماً مستعارا من اللغة السومرية مفترضا ،وكان يدعى في السومرية ,, آنزو,,ـــ اي رب المعرفة ـــ الذي قد يكون الاسم سين مستمدا منه ، اما المظهر السامي لاسمه فهو ,, نانار المضيء المنير,, ، وفي رأي المؤرخ جاسترو [ ان هذا لدليل واضح على ان سين هو نفس الاله المقدس في حرّان] . وفي اثناء الحكم السومري ،كان سين يقدس غالبا مع زوجته,, نينغال,, السيدة العظيمة في اور ،المركز الرئيسي للسلالة السومرية الشهيرة ، وكما بينت النقوش الاثرية السومرية بتراتيلها تعتبر سين من ابرز الالهة ، وكان ايضا يلقب ,,بالملك,, او,, والد الالهة ,,مثل,, أنو,,الذي يدعى ايضا ــ الابن البكر لأنيل ــ الذي هو اله السماء والارض ، وعلاوة على هذا فان الاله ممثّل بالمسلة المعروفة ـــ اورنمو ــ مؤسس السلالة الثالثة في اور ــ 2112 ــ 2095ق.م ـــ وهو جالس على العرش والعصا والصولجان في يده اليمنى ، ونينغال جالسة الى يمينه والملك امامهما ، فالعصا والصولجان هما يشيران الى السلطة التي يمنحها الاله الملك ، وفي الميثولوجيا السومرية ايضا يجوب سين الاله القمر السماوات وياتي بالنور اليها .
كانت هناك في العصر الاشوري البابلي مدينتان ، أور و حرْان ، وهما المركزان المهمان لعبادة القمر بشكل خاص ، وكان الاله القمر يعتبر الرب السامي والمالك للبلاد ،ليس في أور وحرّان فحسب ، بل في المقاطعات الشاسعة الموصوفة بالاصطلاح الجغرافي ,, أمورو ,, وفي زمن السلالة الأمورية البابلية الاولى ، كان الاله الاكثر شهرة ، وكانت سلالة لارسا المخلصة بشكل خاص لسين في اور ، وكانت شقيقة ام سين قد خدمت ككاهنة للالهة نينغال ، وكان الحاكم الذي عينه اشوربانيبال على الارض والبحر ، قد اعاد بناء هيكل في ,, إي ـــ عيش ـــ شير ــ غال ,, هيكل سين العظيم في اور ، وايضا في زمن نابونائيد(555ــــ 539ق.م) كان الاله القمر يبجل في كل ارجاء بابل ، ومن الكتابات المنقوشة على اسطوانة نابونائيد ، انه اعاد بناء ,, إيغيبار,, وهو كرسي قديم للكهانة وكانت له خصوصية في هيكل ,, إي ــ غيش ــ شير ــ غال .
كانت هناك روابط وثيقة بين سين الاله القمر الذي يوصف بانه ـــ الاله ذو الجلال الذي كلمته ثابتة ـــ بحسب نابونائيد ،وبين الرتبة الملكية في مابين النهرين القديم ، فالظهر الطبيعي للهلال يشبه تاجاً للملكة ،ولذلك يدعى سين ,,رب التاج,, في ملحمة الخليقة البابلية ,, اينوما اليش,, وتنص شريعة حمورابي بان سين سيجرد المعتدي على قوانين حمورابي من تاج العرش الملكي ، وحمورابي نفسه يوصف ,,البذرة الملكية التي خلقها الاله سين ,, وفي انشودة لحمورابي منها,, عيْن سين الاولوية لك,,
وكذلك فان عددا من الاسماء الشخصية من اشور مثل ــ سينشاراديف ــ اي,, سين خلق الملك,, و سينا شارا يشكون ،اي,, ثبّت سين الملك,, و سينشار أو سور ،اي,, سين يحمي الملك,, ويدل ذلك على انه في ذلك العصر كان سين الاله القمر يعتبر الهاً له سلطة عظيمة على الملوك في آشور ..
كان سين الاله القمر في الحقبة الاشورية البابلية يدعى ,, نانار,,ايضا ،واما القابه الاكدية فكانت,, الهة الالهة,, و,,رب الالهة,, علاوة على الاسماء الشخصية الآشورية مثل ـــ سين اشاريد ــ اي,, سين هو الاول في المكان ,, و ــ سين كابتي يلاني ــ اي ,, سين هو اقوى الالهة ,, و ــ سينشار ايلاني ــ اي ,,سين هو ملك الالهة,, ويظهر لنا بوضوح ان سين قد نال اعلى مرتبة في سلم الالهة ، وما عدا هذه الميزات كما نرى من الاسماء الشخصية والكتابات المنقوشة ، كان الاله القمر سين يعتبر الطبيب والخالق وحارس البشر جميعا ..
كان الاله القمر في اور يمثل في شكلين، اولهما ــ يصوّر على الاختام الاسطوانية ،كرجل مُسن بلحية منسابة كما توصف بقصائد الشعر ،بانها من اللازورد ـــ السماوي الازرق ــ وغطاء رأسه ، يتكون من قبعة عليها قرنا هلال ، ويبدوان واضحين على الاسطوانة . وثانيهما ــ كان سين يمثّل بثور ، ويبدو ان المتعبد ،يؤدي الصلاة الى الاله ويتضرع له بصفته حامي الديار وهيكلها الرئيسي ، ويثني عليه كـ ,, ثور يافع مشاكس بقرنين ثخينين ، وبكامل الاطراف ولحية من اللازورد,, ..
ومن ناحية اخرى ، هناك قطعة اثرية قديمة تم اكتشافها مؤخرا ، تحمل شكلا بوصف الاله سين على انه ثور يافع راسه مصنوع من صفيحة رقيقة من الذهب مطروقة على كتلة خشبية ، في حين تتكون اللحية من قطعة صغيرة من اللازورد المنقوش ، وهذه القطعة الاثرية عثر عليها في القبر الملكي ، وهو احد القبور الخاصة بالملوك في اور ..
يعتقد المؤرخ جاسترو ،فيما يخص اصل مذهب القمر في حرّان، انه نقل من اور الى حرّان ، ولكن الباحث سميث ، يعتقد ان المذهب في حران كان قديما ،وهو نتاج بيئته ،وربما كان اقدم من كل الديانات في بابل واشور ، ويظن على انه كان قائما منذ الالف الثالث ق.م ،ولربما اقدم من ذلك ، حيث كانت مدينة حرّان مركز عبادة القمر في زمن ,, امريليم,,في ماري ,, القرن الثامن عشر ق.م,, كان هناك للمدينة معبد سين .
وكما في اور ، كان سين اكثر الالهة شيوعا في حرْان اثناء العصر الاشوري البابلي ، وكما ان الاسماء الشخصية من منطقة حرّان في ذلك الوقت ، يلحق بها حرف,, السين ,, او ,,سي,, مثل ــ سي بابا ، سي اكايا ، سي ديكير .
منذ الالف الثاني قبل الميلاد ، كان سين حرّان يؤتى على ذكره في المعاهدات في مناطق واسعة ، ففي رسالة منذ زمن امريليم ملك ماري (1777 ـــ 1746ق.م) ياتي ذكره في معاهدة ابرمتها قبيلة ,, بنو ايامينا,, مع ملوك صغار لولايات مجاورة في هيكل سين الحراني ، وهناك شاهد اخر عل ان سين حران كان ضامنا مناسبا للمعاهدات السياسية ، ففي معاهدة بين ,, شوبيلوليوما ملك هاني,, حوالي,, 1385ـــ1345ق.م,, وشاتيوازا الميثاني ، كان سين وشمش الحرانيان يذكران فيها .
كان سين يعبد بصورة عامة على انه رب حران في الالف الاول قبل الميلاد ، حيث هناك كتابة منقوشة بالارامية على بلاطة من زنجرلي في شمال سوريا يعود تاريخها الى حوالي 730 ق.م ،تذكر,, بعل حران ,,مشيرة ال سين الحراني ( انا بارراكاب بر ينامو) اي,, ربي هو بعل حرّان,, …
إنّ اسم هيكل سين الشهير في حرّان كان إي حُل حُل (ترجمة أكدية: شباط حيداتي ) “بيت الفرح” رغم أنّنا لا نعرف من بنى هذا الهيكل، وليس لدينا أيّ معلومات عنه, فإنّه قد يرجع إلى عهد بابلي قديم…((يتبع))

المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدينة اله القمر ـــ تمارا . م. غرين ــ ليدن هولندا .1992
حرّان في العصور الوسطى ـــ ديفيد ستورم ــ 1952
حـــرّان ـــ سيتون لويد و وليم بريس ـــ دراسات الاناضول ــ 1951
شظايا من حرْان ـــ ه.و. ساجس ـــ 1969
بيزنطة والفتوحات الاسلامية ــــ كايجي والتر ـــ لندن ــ 1992
الاشورية والبابلية ــ سقوط نينوى ـــ اي.كي.غرسون ــ نيويورك ــ1975
فصول التأريخ البابلي ـــ س.سمث ــ لندن 1924

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

شاهنده عبد الحميد مقلد أمرأة مصرية شجاعة

شاهنده عبد الحميد مقلد

شاهنده عبد الحميد مقلد

شاهنده عبد الحميد مقلد

أمرأة مصرية شجاعة ومفعمة بحب مصر ومتميزة في الحنان والرقة

اعداد عادل حبه

المناضلة شاهندة عبد الحميد مقلد.. سيدة ذات خصوصيات فريدة. ولدت في عام 1938 في قرية كمشيش من أب ضابط وطني. اختارت منذ نصف قرن مناصرة فقراء الفلاحين ضد قوي الظلم والفساد والقمع، حيث تروي شاهندة قائلة” لن انسي ابدا ما كتبه أبي في الاوتوجراف الخاص بي، إذ قال …ابنتي العزيزة. اتقي الله في كل كبيرة وصغيرة. لا تفعلي سرا ما تخشينه علنا ودافعي عن رأيك حتى الموت…. قائم مقام عبد الحميد مقلد”.
كان والد شاهنده القائم قام عبد الحميد مقلد ضابطا وطني الاعتقاد وفدي الانتماء. وكانت الأسرة ذات ثراء يكفي لكي نصفها بأنها من أغنياء الفلاحين. فجدها لأبيها هو الشيخ علي مقلد عمدة كمشيش. وجدها لأمها البكباشي محمد خالد الضابط في سلاح الحدود. الأم متعلمة، والأب القائم قام مثقف على عادة ضباط هذا الزمان، يقرأ كثيرا ويتحدث في السياسة دون خوف. ولا يخفي الأب احترامه لحزب الوفد وسياساته، وهو عاشق للموسيقي وعازف ممتاز علي العود. وبسبب “وفديته” تعرض للمطاردة على الدوام في فترات ابتعاد الوفد عن الحكم. وهكذا تعين على الضابط الوفدي أن ينقل من مكان سيئ إلي مكان أسوأ مصطحبا معه زوجته وابناءه الستة بين أسوان – منفلوط-اسيوط- الفيوم – قنا – دير مواس- طلخا وبلدات أخرى وصل عددها إلي أربع عشرة. وقامت حكومة الوفد بنقل الضابط العاشق للوفد كمأمور لمركز سمنود مسقط رأس النحاس باشا.
حصلت شاهنده علي شهادة المدرسة الاعدادية، ولكنها لم تكمل الدراسة. توفي الأب وهي في سن السادسة عشر عاما. وبعد وفاة والدها فقدت الزهو بأنها «بنت البيه المأمور». وعندما الغي النحاس باشا معاهدة 1936، شاركت في المظاهرات بحماس . وكانت تلاحظ أنه عندما تندلع اية مظاهرة يقوم والدها “البيه المأمور” برفع سماعة التليفون لكي لا يتلقى اية اوامر بفضها. ويتفتح إدراك شاهنده ويزداد وعيها أثناء حرب فلسطين عام 1948 (ولدت في عام 1938). وعندما قامت ثورة 23، تحرر الأب بعض الشيء من قيود الوظيفة ووجه برقية إلي محمد نجيب يقول فيها «مادام الدستور رائدكم، وصالح الأمة مقصدكم فإلى الإمام والله يرعاكم. بكباشي عبد الحميد مقلد….مأمور مركز سمنود». وعندما خاضت الثورة معركة الإصلاح الزراعي، كان الأب أول من ايدها من ضباط البوليس، فنقل مأموراً لمركز طلخا حيث تهيمن عليه أعتى الأسر الاقطاعية (البدراوي باشا وسراج الدين باشا). ويظل الضابط الثائر على علاقة بكمشيش فهي بلدته، لكنها ايضا بلدة أسرة كبار الاقطاعيين من عائلة الفقي. واستنادا إلي علاقة الفقي بأنور السادات، فقد استطاعت الاستيلاء على مساحات كبيرة من الأرض من الإصلاح الزراعي عبر عقود بيع وهمية ومزورة. وبدأت المعارك بين الفلاحين المتمسكين بالأرض وعائلة الفقي، وكان «البيه المأمور» مع الفلاحين ووصل الأمر إلى إنه كان يهرب لهم السلاح في سيارته الحكومية لكي يردوا علي ترويع عائلة الفقي لهم. وفي أحيان كثيرة كان يستخدم شاهندة في تهريب الذخيرة والسلاح. وكالعادة لجأ الاقطاعيون إلى السادات الذي رتب نقل المأمور إلي بني سويف وفي محاولة لتبرير النقل منحوه ترقية.
ونعود إلي شاهنده وهي تلميذة في ثالثة اعدادي بمدرسة شبين الكوم. ففي هذه المدرسة التقت بمدرّسة يسارية هي «أبله وداد متري»، وهي مدرّسة يسارية تفيض حماساً وحيوية. شاهنده أحبت أبله وداد ، لكن همسات من زميلاتها تقول إن «أبله وداد شيوعية»، مما جعلت شاهنده تتعلق بها وتطاردها لتعرف ماهية الشيوعية. أبله وداد اعطتها كتاب “أصل العائلة”، لكنها لم تفهم حرفا من الكتاب المعقد، فأعطتها كتاباً آخراً أكثر تعقيدا. ولاحظ صلاح إبن عمتها ذلك فاعطاها كتاب الاقتصاد السياسي من تأليف ليونيتيف. واستطاعت أن تقرأ وتفهم. وهكذا أقتربت شاهنده من ابن عمتها صلاح حسين. تقول شاهنده في حديث لها مع أحد المراسلين” إن أول ما قرأت هو كتاب الصراع بين الصين وروسيا، وقرأت كتب حول الاشتراكية، كما قرأت كل الكتب اللي موجودة في السوق في الفترة دي…قرأت كتاب رأس المال لماركس وقرأت كتاب ما العمل للينين وقرأت كل الكتب دي، لكن كان أمامي حاجة واحدة إنها تبقى مرتبطة بالدين اللي هو أنا به، الدين الإسلامي..مش لازم كلمة شيوعي متدين، أنا مسلمة ولكن بأؤمن بالتغيير وأؤمن بالمعرفة”.
أما العمة، والدة صلاح، فلها حكاية تناقلتها الأسرة جيلا بعد جيل. فقد سافرت إلى القاهرة مع بعض الكبار لشراء جهازها وفساتينها استعداداً للزواج. وكانت القاهرة تغلي بثورة 1919. وجدت العمة اناساً يجمعون تبرعات لتمويل رحلة سعد زغلول والوفد المصري المرافق له لحضور مؤتمر الصلح. وتبرعت بكل ما لديها من نقود وعادت دون أن تشتري جهاز العرس. وكان صلاح كأمه يفيض حماسا وثورية، سافر إلى فلسطين عام 1948 ليحارب الصهيونية. ثم سافر إلى القنال عام 1951 ليحارب الانجليز. وفي عام 1956 شكل كتيبة من فلاحي كمشيش ليواجهوا العدوان الثلاثي. وعاش مع الفلاحين ليدافع عنهم ولينشر الوعي بحقوقهم في صفوفهم. تعلقت شاهنده بصلاح وكان يكبرها بعشر سنوات، وتزوجته رغم أنف الجميع. وبفضل «أبله وداد» اصبح صلاح وشاهندة ماركسيين على الطريقة الكمشيشية، اي يعيشان مع فلاحي كمشيش ويناضلان معهم يوما بعد يوم. والتهب النضال الفلاحي ضد عائلة الفقي ودوي الرصاص وسقط قتلى ثلاثة بلطجية استأجرتهم عائلة الفقي. ومرة أخرى يظهر السادات ويقرر اعتقال 27 فلاحا وأن ينفي صلاح والفقي إلى الاسكندرية. ولم تلتزم عائلة الفقي الصمت. فبعد shahinda6سلسلة من المعارك سقط زوجها صلاح حسين مضرجاً بدمائه بعد أن تم اغتياله سياسيا في 30 نيسان 1966

في بلدة كمشيش. ويشعل استشهاده معركة تصفية الاقطاع. أما شاهنده فقد جعلت من كمشيش رمزاً للنضال الفلاحي. وتحول يوم اغتيال صلاح عيداً سنوياً يؤكد تواصل النضال الفلاحي. وهكذا مضت شاهنده لتجعل من ذكرى استشهاد زوجها صلاح عيد اليساريين، حيث تتمتلئ كمشيش بزائرين من شعراء ومسرحيين وموسيقى وأغاني وندوات. وفي خطاب لعبد الناصر في عيد أول مايو عام 1967 أشار إلى أن:”صلاح حسين استشهد بعد 14 سنة من الثورة …. وده معناه أن لسه فيه رجعية”. ويعلو صوت شاهنده ليجتذب الكثيرين. وتقرر لجنة تصفية الاقطاع استعادة الأرض المهربة وفرضت الحراسة على أملاك عائلة الفقي وتم القبض على كبارها. ووزعت الأرض على الفلاحين وصودر قصر الفقي وأصبح قصرا للثقافة ومركز اعلاميا. كما سلّمت شاهنده مفاتيح بيتها إلى لجنة من الفلاحين ليستخدمه الفلاحون متى شاءوا واسموه بيت الشعب. وتمتد سيرة كمشيش عابرة للقارات. ففي عام 1966 زار جون بول سارتر مصر، وطلب زيارة كمشيش وذهل من وعي الفلاحين. وصرح سارتر وهو يغادر مصر قائلا :” اغادركم وقد تأثرت بفلاحي كمشيش وعمال مصنع كيما”.
شهيد فلاحى كمشيش يحتفل بذكراه كل سنة. ويتحدث عنه أحد الفلاحين” صلاح حسين الشيوعى المناضل،عاد من حرب 1948 وهو مؤمن بان الحرب مع العدو و مقاومة الاستعمار لا تكفى فحسب لانتزاع الحرية والعدالة، لانه لابد من مواجهة إتباعهم فى الداخل. ولابد من حرب على الجبهتين “. هكذا تحدث عبد المجيد الخولى احد فلاحى كمشيش – والذى كان شاهد shahinda5عيان على نضال صلاح حسين فى كمشيش حيث استطاع

صلاح حسين ككادر شيوعى في تنظيم الفلاحين لاسترداد أرضهم ورد الظلم ومقاومة استعباد عائلة الفقى الذى مارسوا القهر والاستبداد ضد الفلاحين. وكانت رفيقة الدرب شاهنده مقلد تعمل يداً مع الفلاحين لتنظيم أنفسهم حتى أنهم بادروا إلى التسلح لمقاومة جبروت عائلة الفقى وللدفاع عن أنفسهم فى ظل سلطة تخلت عنهم حتى فى ظل العهد الناصرى.

وعلى إثر نكسة حزيران عام 1967، شكلت شاهنده كتيبة من 50 من فلاحي كمشيش، وسافرت معهم إلى بورسعيد. وبعد رحيل عبد الناصر جاء السادات، وقرر الانتقام من كمشيش، وحوصرت القرية وهُدم النصب التذكاري لصلاح حسين، وصدر قرار من وزير الداخلية بإبعاد 20 شخصا، منهم ثلاث نساء وعلى رأس الجميع شاهنده، إلى خارج القرية. ويبقي المبعدون مشتتين لمدة خمس سنوات حتى صدر حكم من محكمة القضاء الإداري بعدم دستورية قرار النفي. وفي عام 1975 وعقب المظاهرات الشهيرة اعتقلت شاهنده، ويتوالى الاعتقال ثلاث مرات، وفي المرة الرابعة هربت شاهنده. وكرد على هروبها تم اعتقال ابنها الأكبر ناجي، ولكنها واصلت نضالها وهي هاربة.

شاهنده في وسط الفلاحين ومع معاناتهم

شاهنده في وسط الفلاحين ومع معاناتهم

ومع تأسيس حزب التجمع شاركت شاهنده في نشاطه ومعها فلاحو كمشيش . وتصبح شاهنده أول أمينة للحزب في المنوفية. وواصلت شاهنده معارك الفلاحين في صفوف

اتحاد الفلاحين ومعاركها في صفوف حزب التجمع. وعملت كمرشح في الحملات البرلمانية. ولا تزال تمارس نضالها الدؤوب من أجل حقوق الفلاحين وحقوق الفئات الشعبية الأخرى. وصدر ضدها أخيرا حكم بتغريمها 10 آلاف جنيه في دعوى السب والقذف المقامة من عائلة الفقي الذين وصفتهم بالاقطاعيين في كتابها «من أوراق شاهنده مقلد». إلا أنها قررت عقب صدور الحكم كتابة الجزء الثاني لتطلق عليه من «أوراق كمشيش» ليصدر موثقا وقاطع الدلالة في عرض تاريخ تلك القرية التي واجهت الاقطاع، مؤكدة أن كل إنسان له موقف وتقول: منذ بداية حياتي أخترت طريقي.
ورغم تجاوزها العقد السابع من عمرها، إلا أن شاهنده مازالت على صمودها وصلابتها في مواقفها. فكلما زادت عليها المحن، ازدادت قوة وكبرياء حتى إنها واجهت بصمود وقوة خبر مقتل نجلها «وسيم» في روسيا في السنوات الأخيرة ، تماماً كما واجهت من قبل استشهاد زوجها المناضل السياسي صلاح حسين بكل صلابة وقوة. هذه الجريمة التي لم توضخ التحقيقات الجنائية في روسيا دوافعها حتي الآن.. إنها امرأة مصرية من معدن خاص، مازالت ترفض الظلم بكل أشكاله. ولأنها لا تحب الرياء، فعندما عرضت عليها محافظة المنوفية اطلاق اسمها على قرية كمشيش التي واجهت الاقطاع وسيطرة الأغنياء على الفقراء من الفلاحين والاساءة لهم، رفضت لأنها ترى أن كمشيش بلد النضال والحرية، وأنها أولى باسمها الذي يحفظه تاريخها النضالي في مواجهة الاقطاع. حصلت شاهنده مقلد والفلاحون علي 4 مقاعد من أصل عشرة في الاتحاد القومي لتوزع

المغدور وسيم صلاح الدين وأمه شاهنده

المغدور وسيم صلاح الدين وأمه شاهنده

الأرض

التي صادرتها الدولة من الاقطاعيين على الفلاحين والتي وزعوها من قبل على 199 منتفعا ليهربوا من مصادرة الدولة لها وفقا لقانون الإصلاح الزراعي لتناضل من داخل كمشيش من خلال فضحها لممارسات الاقطاع إلى أن فرضت الحراسة على أموالهم.
وعلى طريقة المصريين، راح أهل الفن والأدب يتغنون بشاهنده ومآثرها، حيث غنى لها الشاعر زين العابدين فؤاد ليصور قصة كمشيش ، قصة صراع الفلاحين مع الإقطاع… قصة صراع من يسلب مع من استلبت أرضه ، انها قصة مقاومة فلاحي وفلاحات كمشيش ضد اقطاعين تصوروا أنهم يمتلكون الأرض ومن عليها !.. وهى ذاتها القصص التي كنا نسمع عنها في تعذيب وجلد الفلاحين وسلب أرضهم.
“كمشيش بتنفض من ترابها الموت
الدم ناشع، م الجدور، للصوت
الأرض أرض الفلاحين ولا حد قد الفلاحين “
إنها الحكايات نفسها التى عادت مرة اخرى فى قرى مصر وبمعاونة السلطة التنفيذية ممثلة فى شرطة تنفيذ الأحكام وقانونيا فى إصدار قانون الإصلاح الزراعي الجديد فى عام 1992 والذي تم تطبيقه فى عام 1996 ومازال – يطبق فى قرى عديدة التهبت بتوترات واحتجاجات فلاحية رأينا فيها سلب الاراضى من الفلاحين. لقد عادت ذات القصص مرة اخرى الى الواقع فلم تعد ذكريات نسمعها من الإباء والأجداد حول ظلم الإقطاع عادت قرى كمشيش وبهوت وسراندو مرشاق وغيرها من القرى فى بر مصر .
مازالت شاهنده ورغم تقدم السن مشرقة وملئ عينيها الامل. ” شاهنده مقلد ” لم تنكسر، ومازالت كما كانت منذ الستينات والى يومنا من اجمل نساء مصر وأكثرهم نقاء وتفانى فى حب مصر – مصر الفلاحين الغلابة مصر العمال -. ولهذا قال عنها فواد نجم:
“النيل عطشان يا صبايا للحب والحنين والشط لا ناي ولا نسمة ولا نور ولا عود ياسمين.. يا شاهنده وخبرينا يا أم الصوت الحزين.. يا أم العيون جناين يرمح فيها الهجين.. إيش لون سجن القناطر وإيش لون السجانين… وإيش لون الصحبة معاكي نوار البساتين.. كل المحابيس يا بهية وعيونك زنازين… وغيطانك الوسيعة ضاقت على الفلاحين”.
إن شاهنده مقلد التي تحولت إلى قصيدة فى شعر أحمد فؤاد نجم ونجمة فى قلوب فلاحي كمشيش، استمرت فى النضال بعد اغتيال زوجها وترشحت أكثر من مرة للانتخابات فى عقر دار الرئيس الراحل أنو السادات وسُجنت مرات عديدة حين كانت أبواب السجون مشرَّعة لمَن يطالب بحقه أو بزرعه وبتراب الأرض. وكانت شاهنده مقلد رفضت أن تنزع عنها ثيابها السوداء حداداً على زوجها ولكنها نزعتها فقط حين وصلها خبر اغتيال السادات وكانت آنذاك وراء قضبان السجن.
ورغم كل ما عانوه فلاحي كمشيش – مازالوا على المبدأ صامدين – يحتفلون كل عام بذكرى استشهاد صلاح حسين وتكون الذكرى يوما لتجمع فلاحين من شتى المواقع ليس

شاهنده ما زالت تقاوم تكميم الأفواه في محيط الاتحادية بتاريخ 7/12/2012

شاهنده ما زالت تقاوم تكميم الأفواه في محيط الاتحادية بتاريخ 7/12/2012

لتخليد ذكرى صلاح حسين فحسب ولكن للنقاش حول قضاياهم وهمومهم – محاولين ابداع السبل لصد هجمات الإقطاع الذى عاد بمساندة الدولة من جديد. ومازلت شاهندة مقلد

تعانى وتكابد من قضايا ترفع ضدها وضد فلاحين آخرين لا لشىء سوى دفع ثمن نضالها ضد الإقطاع فى كمشيش وفى مواقع أخرى هى وآخرين من فلاحى كمشيش وغيرها من المواقع ، سواء كانوا فلاحين او ناشطين من اليسار او المجتمع المدني وفى مختلف الإشكال الجبهوية سواء كانت لجنة الدفاع عن منتفعى الاصلاح الزراعى او جبهة النضال الفلاحى او مركز ومنظمات حقوقية وسياسية مهتمة بقضايا الفلاح المصرى.

شاهنده مقلد مع سلام وياسمين عادل حبه في دمشق في منتصف الثمانينيات

شاهنده مقلد مع سلام وياسمين عادل حبه في دمشق في منتصف الثمانينيات

لقد ألتقينا بهذه السيدة الفاضلة عند زيارتها دمشق في الثمانينيات، وكان برفقتها الفنان

فؤاد التهامي. حديثها معنا كان بسيطاً في عباراته، ولكنه ينفذ بسرعة إلى شغاف القلب. فهمها هو نفس هم الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين الذين فرضت عليهم “جمهورية الخوف” الهجرة . ولذا كان التواصل معها في الفكر والوجدان سلساً وبدون عقبات. كانت تفيض بالحماس والأمل، وتستمع باعجاب وتعاطف إلى قصص العراقيين الرهيبة ومعاناتهم من قبل ديكتاتورهم. إن ذكرى تلك السويعات مع “ماما شاهنده” مازالت كشريط سينمائي في ذاكرتنا. لها العزم والقوة وتحقيق إرادتها خدمة لشعب أرض الكنانة ولفلاحي مصر.
2/6 /2014

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment