ضد مفهوم السيادة الوطنية :ـ

brainshitingبرجاء قبل قراءة هذه السطور التخلص ـ ولو مؤقتا حتى الإنتهاء من قراءتها ـ من القناعات السخيفة التي عزّزتها المدارس ببعض أدبياتها الرزيلة على غرار ( بلادي وإن جارت عليّ غزيزةٌ ** وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ ) فقد يُساعد ذلك على توصيل فكرتي إليك بشكل جيد.
مفهوم السيادة الوطنية مجرد شعار هتافي عرقي عاطفي فضفاض فارغ المضمون ، يُستخدم من قِبل الدولة عندنا لكسب تعاطف ضحاياها وإستجداءً منها لضحاياها هؤلاء للوقوف معها في معركتها ضد المجتمع الدولي الذي يفرض عليها عقوبات بسبب إنتهاكاتها الصارخة والمزعجة للضمير الإنساني لحقوق الانسان ، حيث تُصوِّر الدولة الصراع مع المجتمع الدولي على أساس أنه صراع ( ضد الإستعمار الحديث ) ومعركة ( من أجل إستقلال القرار ) و( حرية الوطن ) و ( الكرامة القومية ) ، لكنه في الحقيقة صراع مع المجتمع الدولي على القيم الإنسانية و الحقوق والحريات التي أصبحت لغة عالمية يتحدث بها ، أو يجب أن يتحدث بها الجميع .
أعلم تماما بأن المجتمع الدولي لم يصل حد الكمال المرجو منه بالطبع ، ولا زال ينتظره الكثير حتى يعبر أو يعكس القيم الأخلاقية والإنسانية التي بلورتها التطورات المطردة على مستوى التنظير لحقوق الإنسان على صعيد الفلسفات الإجتماعية والأخلاقية والسياسية المعاصرة ، لذلك فأنا لا أنكر أنه ثمة إنتقائية في أحيان كثيرة في إستخدم الدول العظمى ( الأسرة الدولية ) لحق التدخل الإنساني وإجبار بعض الدول على التعديل من سياساتها الداخلية لا سيما بما يختص بملفات حقوق الإنسان والحريات العامة والسياسية ، وبما أنني لست هنا بصدد مناقشة أسباب تلك الإنتقائية ، ولا بصدد تحليل المعيقات التي تحول دون وصول المجتمع الدولي لمرحلة الكمال أو الإنسجام مع تلك التطورات التنظيرية في حقوق الإنسان سياسيا وإجتماعيا وأخلاقيا ،
أقول بما أنني لست بصدد مناقشة كل ذلك فسأكتفي هنا بطرح التساؤل التالي : هل العيوب المرافقة لحق التدخل الإنساني ـ لا سيما المتمثلة بإنتقائيته ـ يجعلنا نتنازل عن المنجزات التي حققها هذا الحق ، أعني حق التدخل الأنساني في شؤوننا الداخلية من جانب المجتمع الدولي ؟ مثلا هل تُقلل تلك المثالب من أخلاقية وضرورة تدخل بريطانيا لإيقاف حد الردة على مواطنة سودانية أو وقف تنفيذ حكم برجم سيدة ( متهمة ) ـ وياللعجب ـ بممارسة الجنس في إيران أو وقف بتر يد شاب في السعودية ؟
يُبرر البعض تخوفه من التدخلات الغربية في شؤوننا الداخلية بسبب مطامع تلك الدول في مواردنا الإقتصادية ورغبته التاريخية في إستغلالنا إقتصاديا ، ولكن وعلى إفتراض صحة هذه النية من قِبل الغربيين ، ماذا يعني إستغلال موارد البلاد والإستفادة من خيراتها أو حتى مضاعفة عدد الفقراء بها مقارنة بحماية إنسان قد يُقتل وهو يسير في الشارع ومعرض حتى وهو في منزله للإقتياد في أي وقت للتعذيب وربما التصفية الجسدية ؟. أليس حق الحياة أهم من حق الغنى ؟ أليس حق الحياة من الحقوق الطبيعية وحق التمتع بالأموال حقاً ثانويا مقارنة بحق الحياة ؟ ، ألا يُعد حيار أن أعيش فقيرا بسبب سياسات الرأسمالية الإمبريالية أفضل من أن لا أعيش من الأساس و أُقتل بسبب سياسات حكامنا تحت شعار السيادة الوطنية ؟
بالطبع أنا أبحث عن الاثنين : حفظ حق الحياة ، وحق الإنسان في أن لا يعيش فقيرا ، ولكن لو أن حياة هذا الإنسان ـ للتو واللحظة ـ معرضة للقتل فلن أتورع عن التضحية بكل شئ في سبيل إنقاذ حياته على أن أعاود الكفاح مرة أخرى لإنتزاع بقية حقوقه وهذا ما نفعله عندما ندعم السياسات الغربية المعادية لبلداننا التي تنتهك حقوق الإنسان .
لأنه بالنسبة لي لا يمكن أن ندافع أخلاقيا ومنطقيا عن ذلك المفهوم الفضفاض الذي أسمه السيادة الوطنية على حساب الحق بالحياة والحماية من التعذيب والإعتقال والقتل ؟ و لا مكان للحديث عن السيادة الوطنية ومن يحتكر القوة في الدولة يمارس أبشع أنواع القمع والقتل والعنف ضد الجميع . و لا مكان لمفهوم السيادة الوطنية في بلد يعاني الفقر والجوع ويفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الدولة الحديثة ،و لا مكان لمفهوم السيادة الوطنية في ظل حق التدخل الإنساني المكفول أخلاقيا بنظري للأسرة الدولية التي باتت تهتم إلى حد بعيد بحقوق الإنسان رغم الماخذ العديدة التي تؤخذ عليها بهذا الصدد .
ختاما فإن الدولة ليست وثنا يقدس في جميع الأوقات والأحوال ، وليست قيمة أخلاقية سامية تتعالى على النقص أو تتحرر من النسبية التي تخضع لها جميع قيمنا الأخلاقية ، الدولة كيان سياسي جغرافي مهمة القائمينعلىإدارتها تقديم الخدمات للمواطنيين ، أي أنها ـ أي الدولة ـ فكرة حديثة وليست فكرة سحرية متجاوزة للتاريخ ، ولو فقدت الدولة أو تخلت عن مهامها فستغدوا الدولة قيمة سلبية يجب أن تُحارب ولو بالإستعانة بالشياطين، ومجرد أن وضعتني صدفة الميلاد في رقعة جغرافية بعينها فإن ذلك لا يعني أنني مدين لتلك الدولة بعاطفة ترغمني على تقديم تنازلات باهظة الثمن على غرار التنازل عن كوني إنسان
ولو وجدت دولة تكفل لي حق الحياة الكريمة والتعليم والرعاية الصحية وحق التعبير عن الرأي والإعتقاد وحرية الضمير فسأعتبرها وطني وأشعر بالإنتماء العاطفي لها وسأدافع عنها حتى ولو كان الخطر الذي يتهددها قادم من الدولة التي شاءت صدفة الميلاد أن تمنحني جنسيتها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاً ضد كلّ سلطة ظلامية تمنع العقل الإنساني من الوصول إلى نور الحرِّية حباً في الإستبداد وتعلقاً بالسيطرة !

محمد ميرغني – مفكر حر

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

جريح سوري لنتنياهو معاملة اسرائيل افضل من الاردن

altaghribasyria

Syrian Christian Watch †
لاجئون سوريون بمستشفيات إسرائيل يشكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حسن المعاملة الانسانية التي لم يلقوها بالبلاد العربية اثناء زيارته لتفقد اوضاعهم

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu visiting Syrian refugees in Israeli Hospitals

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

منشان حرية سوريا

حالة من اليأس تجتاح صفوف السوريين المؤيدين للثورة نتيجة الإحساس المتزايد يومياً بفقدان قدرتهم على التغيير..syrfkowermap
هالشي ما اجا نتيجة لقوّة الاسد او قدرتو على إسقاط الثورة ، و لكن هالشعور اجا كنتيجة طبيعية لاحساسنا بعدم امتلاكنا اي اداة من أدوات التغيير اللازمة لإسقاط الاسد..

يا جماعة ..
ما بحياتها كانت الثورة لاسترداد أراضي محتلة، او تحرير أراضي و بسط السيطرة عليها..
ما خرج الشعب السوري للشوارع و نادى في بداية الثورة ” الشعب يريد استرداد دمشق”. طلبنا و شعارنا كان واضح و بسيط ، ” حرية و بس”..

شعار الحرية خوّف الجميع ، من اقرب جار الى ابعد صديق..حاربنا نفوسنا لتطلع كلمة الحرية من صدورنا ، و واجهنا كل صنوف الحقد لاستجرار أنفاس الكرامة من قلوبنا..
اللي كان معتقد انو تمن الحرية للشعب السوري رح يكون رخيص، فهاد إما انسان رومانسي او انسان ما بيفهم بالسياسة ، او الاثنين معاً..

خمسين سنة و النظام عم يحبك كل المؤامرات لمواجهة مطلب الحرية .. خمسين سنة و المجتمع الدولي عم يمرر أخطاء النظام الواحد بعد الاخر بحجة دعم الاستقرار في منطقة تعج بالمتناقضات..

منشان حرية سوريا.
شفنا المجازر و البراميل و الكيماوي ، و حضرنا تلاتة فيتو و اجتماعين دوليين في جنيف و شهدنا على وجود حالش و داعش ..
منشان حرية سوريا.
شفنا العراق عم يتفكك، و العسكر كيف رجعوا يحكموا مصر ، و اليمن كيف صار اتنين، و لبنان اربعة و من دون رئيس ..
منشان حرية سوريا.
شفنا الخليج عم يطرد قطر، و المشوّه بو تفليقة رجع يحكم الجزائر ، و انقلاب بعد التاني في ليبيا ، و وحل سياسي في شوارع اسطنبول..
منشان حرية سوريا.
شهدنا ولادة الخلافة بالأنابيب ، و تقهقر الاميركان قدّام مفترق الانسانية، و انهيار مؤسسة مجلس الأمن ، و تخبّط مؤسسات الامم المتحدة..
منشان حرية سوريا.
خسرنا مليون شهيد، و متلهون معتقل و مفقود ، و اتشرد عشرة مليون عن بيوتهون..
منشان حرية سوريا.
انهار مفهوم العروبة، و انمحت مرتكزات القومية العربية، و تعرّت المؤسسات الدينية و رجالها..
منشان حرية سوريا.
اكتشفنا انو في سوريين مو سوريين ، و عرب مو عرب ، و مسلمين ما بيتبعوا رحمة الاسلام، و مسيحيين بعيدين عن سلام المسيح..
منشان حرية سوريا..
انهارت مفاهيم المقاومة، و هرّت ورقة توت الممانعة ، و انتست القضية المركزية..

يا أبن بلدي..
لا تيأس .. فحريتك الغالية عم تحاربها كل قوى العالم، لانهون ببساطة بيعرفوا شو يعني يكون السوري حر..
بيجوز تقلّي صارو تلات سنين و نص و لسّا النظام ما سقط، بس رح جاوبك فوراً و من دون تردد، صارو تلات سنين و نص و العالم ما قدر يكسر إرادتنا..

حرية و بس..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

ثمة من يعتقد أن الأولوية اليوم ليست لمواجهة العدو الإيراني

ثمة من يعتقد أن الأولوية اليوم….. ليست لمواجهة العدو الإيراني !!!؟؟iraq-security
د.عبد الرزاق عيد
نعرف أن الأغبية التي ردت علينا مستفظعة ومستنكرة علينا ، وضعنا (الحسين بن علي ويزيد بن معاوية بمستوى بشري واحد ) من حيث صراعهما على السلطة ،باعتبار أن الاثنين يوحدهم موقف (الدفاع عن شرعية وراثية …وراثة الحسين لأبيه علي بن أبي طالب .. ووراثة يزيد لأبيه معاوية بن ابي سفيان ) ..
هؤلاء المستفظعون والمستنكرون علينا مقارنة (ربوبية الحسين) ببشرية و(دنيوية يزيد ) ،نعرف أن معظمهم من (الشبيحة : الشيعة والعلويين …أسديين وإيرانيين .. أو من معتوهي الأكثرية السنية ،الذين لا يزالون يراوحون في خبلهم الناريخي (القومي واليساري وبعض الإسلام السياسي كحماس والأخوانيين …)، والبعض الآخر الأكثر خبالا الذي يعتقد أن كشفنا وتعريتنا للمشروع الايديولوجي ( الشيعي المقومن قارسيا وإيرانيا ) هو تضييع للوقت والدماء التي يهدرها الشعب السوري بمسائل ثانوية !!!
إذن ما هو الرئيسي ؟؟؟ هل هناك وطني سوري صادق لا يؤمن أن صمود النظام الأسدي حتى اليوم، ليس إلا صمود النظام المجوسي الأيراني بجناحيه الطائفيين الشيعيين الموصوفين أنهما عربيان مرتزقان وخائنان ( لبنانيا حالشيا – وعراقيا خيانيا) !!!
ما هي الايديولوجيا التي يعتمدها (العدو الإيراني -الأسدي) في حربه ضد الغالبية المطلقة للأمة (السنة ) …!!!
أليست أطروحة أن الأقلية الطائفية (الإيرانية -الشيعية – الأسدية ) هي المقاومة، وأن باقي الأمة (الأكثرية -السنية) متخاذل ..ولهذا لا يجدون حرجا أن يرفعوا رايات ثأر الحسين على مساجد سوريا الخائنة المنشقة على نظامها الوطني المقاوم !!!
هل على أخوتنا الوطنيين المؤيدين للثورة أن ينتظروا حتى إسقاط كل المناطق في سوريا تحت راية الحسين (الإيرانية ) ، ليقتنعوا أننا تجاه غزو إيراني ،وأن معركتنا معه مثلها مثل المعركة مع الأسدية …وهل علينا أن ننتظر أن تسقط الكعبة (رمز الاسلام الأغلبي) ،أمام أقدام الحرس الثوري الإيراني لكي نصدق أن عرب الخليج سيقاومون المشروع الإيراني ، مادام العقال العربي الخليجي (القطري) هو المكلف (أمريكيا ) بقيادة النضال العربي والخليجي والإسلامي، نحو السيادة وسؤدد الأمة -عربيا وإسلاميا – …

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

دعوش: طخ المسيحي دبل حسنات

وطن ع وتر 2014 – داعش syriagreatfriday

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

أيها الغباء والجهل المقدسان

الشرق الاوسط اللندنيةign

شغل تفكيري هذه الأيام سؤال في غاية الأهمية. عندما قابلت صديقا لي سألته هذا السؤال وأدركت أن معظم أصدقائي يشغلهم نفس السؤال أيضا: لماذا يقتل الناس بعضهم بعضا باسم المعتقدات الدينية؟ لماذا يستخدم الدين (الإسلام في أيامنا هذه) باعتباره أداة لتبرير الكراهية والقتل؟

حديثا، قامت «القاعدة» في أفغانستان بقطع إصبع السبابة لمن وجدوا إصبعه ملونة نتيجة المشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية. إن مجرد تخيل هذا الفعل والسلوك الوحشيين أمر في غاية الصعوبة.

وبمجرد أن تنظر إلى صور الرجال كبار السن ذوي الوجوه الودودة وهم يرتدون القمصان الزرقاء الطويلة، تستطيع أن ترى أن طالبان قامت بقطع سباباتهم، حيث حذرت طالبان الناس من المشاركة في الانتخابات الرئاسية في البلاد وإلا فعليهم أن يواجهوا العقاب. ففي مدينة هرات، بترت أصابع هؤلاء الرجال الذين تجاهلوا التهديد الإرهابي.

بل إنني عثرت على صورة لسيدة صغيرة قد قطعت إصبعها. كيف يمكننا أن نستوعب مثل هذا الفعل الوحشي؟ ومن أين ينبع مثل هذا النوع من السلوك؟

قيل إن الفيلسوف الإيطالي البارز والشاعر الساخر جوردانو برونو عندما حكم عليه بالحرق حيا، ابتسم وقال لنفسه في هدوء:

أيها الغباء المقدس! الجهل المقدس! الحمق والورع المقدس! أنتم وحدكم تفعلون الكثير للتقدم وإصلاح النفوس، أكثر مما يفعل الإبداع البشري والعلم!

إنني أؤمن بأن ما نواجهه الآن هو ازدياد الحماقة المقدسة في العالم. فلدينا طالبان في أفغانستان وباكستان، و«القاعدة» في سوريا واليمن وشمال أفريقيا، و«بوكو حرام» في نيجيريا، و«داعش» في العراق وسوريا، فهي مثل الأخطبوط ولكن بجسم صلب. وهنا يثور سؤال في غاية الأهمية: ما الذي سيكون عليه مستقبل الجيل الجديد مع الأخذ في الحسبان وجود هذا الأخطبوط؟

إنه ليس سوى وجه واحد لعملة ملعونة. فالوجه الآخر الذي علينا أخذه في الاعتبار هو الاستراتيجية التي تتبناها الولايات المتحدة والدول الأوروبية تجاه هذا الخطر. يبدو أنهم ينظرون إلى الأزمة باعتبارها ثروة مهمة بالنسبة لهم. فهم يقولون لأنفسهم: دعوهم يقتل بعضهم بعضا، فهذا من مصلحة أميركا. والآن دعوني أركز على هذه القضية المعقدة.

أتذكر جيدا أنني قرأت، خلال الحرب السخيفة بين العراق وإيران، مقالا كتبه هنري كيسنجر. قال فيه إنه يرغب أن تتحول الحرب بين العراق وإيران إلى حرب مثل القتال الذي يقع بين الديوك المكسيكية. عندما يقتتل ديكان، غالبا ما ينتهي الأمر بهما بالنزف حتى الموت.

تمنى كيسنجر أن تستمر الحرب حتى تهلك الدولتان والحكومتان والشعبان. وعندما وافقت إيران على قرار الأمم المتحدة رقم 598، وقرر آية الله الخميني إنهاء الحرب، قال كيسنجر: «من المؤسف أن كليهما لم يخسر!».

وقام أندرو مكارثي، وهو محلل صحافي أميركي، باقتباس مقولة كيسنجر واستخدامها عنوانا لمقالته، التي نشرت في مجلة «ناشيونال ريفيو أونلاين».

ما أحاول أن أقوله هو أن هذه الفكرة لا تزال قائمة بشدة، حيث نشر فريد زكريا بعض المقالات والمقابلات حول الأزمة في العراق وسوريا. منها مثلا عندما قال:

«إذا لم ننظر إلى الأمر إلا من منظور الواقع السياسي، فإن قتل الأشرار بعضهم بعضا ليس بهذا السوء بالنسبة للولايات المتحدة».

منذ سبعين عاما، قال علامة إقبال لاهوري، الشاعر والفيلسوف الكبير في شبه القارة الهندية وباكستان:

«أيها الغرب! لقد كنا نجرح بسببك، فالخنجر خنجرك، والدم يتدفق من أجسادنا، وما زلنا في انتظار العلاج منك!».

وقال فريد زكريا، إن العراق باعتباره دولة تاريخية كبيرة، على شفا التقسيم الفعلي. إنه ليس مجرد تقسيم جغرافي، إنه تقسيم للأمة التي تعاني من كوارث خلال هذه الفترة من تاريخها. فبعد السودان، وليبيا، وسوريا، يأتي العراق رابع بلد إسلامي يجري تدميره.

إن الأمر أصبح مسرحا هزليا يستمتع به الأميركان، كيف يقتل الأشرار بعضهم بعضا؟ ما المنطق أو التبرير الذي يستند إليه تفسير فريد زكريا؟

أنا لا أريد أن ألقي باللوم على أميركا أو إسرائيل بسبب تحليلهم الخاص للأحداث الحالية في المنطقة، حيث يبدو جليا أننا السبب الرئيس وراء ذلك.

يروي سلافوي جيجك في كتابه «العنف» حكاية غاية في التأمل، يقول فيها:

«زار ضابط ألماني بيكاسو في الاستوديو الخاص به في باريس خلال الحرب العالمية الثانية. وصُدم عندما رأى هناك لوحة غرنيكا، فسأل بيكاسو: (هل أنت من فعل هذا؟).

فأجاب بيكاسو بهدوء: (لا، أنت من فعل هذا!)» (كتاب العنف، صفحة 9).

في حقيقة الأمر، لعبت الولايات المتحدة دورا رئيسا في تدريب الأشرار وقيادتهم ودعمهم. وحديثا، تبعت هيلاري كلينتون توني بلير، واعترفت كذلك بأن الاستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في العراق كانت معيبة على نحو جوهري.

أعتقد أن الحرب على الإرهاب بأوجهها وأشكالها المختلفة هي مسؤولية عالمية تقع على عاتق جميع الدول والحكومات والأمم. ومن الواضح أن المسؤولية الرئيسة تقع على عاتق الحكومات والدول في منطقتنا، وهذا يشمل رجال الدين باختلاف دياناتهم.

وإذا نظرنا إلى ما حدث في العراق وسوريا وأفغانستان من دون تمعن، إذن ربما في المستقبل سنلوم أنفسنا، لأن الثقافة المعادية التي تحض على العنف والكراهية لن تقتصر على هذه الدول فقط. بل ستكون أسوأ من تسونامي!

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

ميشيل كيلو: النظام حقق انتصارات كبيرة بفضل المعارضة

tur2ميشيل كيلو : قيادة الائتلاف تستفرد بالقرارات والنظام حقق انتصارات كبيرة بفضل المعارضة…
القدس العربي اللندنية

ميشيل كيلو : قيادة الائتلاف تستفرد بالقرارات والنظام حقق انتصارات كبيرة بفضل المعارضة… والكثير من الأموال سرقت ولم تصل لأصحابها وتلقينا أسلحة من تركيا والعراق أعيد بيع بعضها للنظام ولمسلحين

محمد واموسي

في هذه المقابلة التي خص بها المعارض والعضو البارز في الائتلاف السوري المعارض ميشيل كيلو «القدس العربي» يفتح النار على قيادة الائتلاف الحالية التي يصفها بالمستفردة بالقرارات و يحملها مسؤولية الانتصارات الكبرى التي حققها النظام السوري على الأرض، ميشيل كيلو يتحدث أيضا عن المساعدة المالية الأمريكية المرتقبة للمعارضة ويطرح أكثر من علامة استفهام حول مصير كميات كبيرة من الأسلحة التي ضلت طريقها للجيش السوري الحر فأعيد بيعها في الأسواق المجاورة ومنها من بيعت للنظام و لداعش، ويتهم بعض الجهات بتكديس أموال طائلة من وراء تجارتها في السلاح وفيما يلي نص الحوار:

■ نبدأ من التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، دعا من خلالها المعارضة السورية المعتدلة إلى التصدي لتنظيم «داعش».. هل الأمريكيون باتوا اليوم يرون في دوركم فقط مواجهة داعش؟
□ لا أبدا لا تزال الأولية بالنسبة لنا هي مواجهة النظام، ولازلنا نعتقد أن هذا النظام هو الأصل و أن الإرهابيين هم الفرع، النظام هو القوة الأساسية في قتل وسحق الشعب السوري و داعش ليس سوى تنظيم مساعد له، رأس الحربة هو النظام هو من قتل وسحق الشعب السوري طيلة خمسين عاما لم يكن خلالها داخل سوريا وجود لأي تنظيم اسمه داعش أو غير داعش.. النظام هو الأصل و كل ما عدا ذلك فروع وقوى مساعدة.
■ لماذا في نظرك يقلص الأمريكيون اليوم دور المعارضة السورية في مواجهة داعش فحسب؟
□ من دون شك هناك دور للمعارضة السورية في مواجهة داعش هذه مسألة واضحة، نحن نواجه هذا التنظيم قبل ان يتحدث عنه الأمريكيون، بدأنا في مواجهتهم منذ ثمانية أشهر، وتوفقنا في ذلك في بعض المناطق لكنها تعود الآن من جديد في أكثر من مكان، وتقوي وجودها في سوريا وتعززه خاصة في المناطق الحدودية مع العراق القريبة من الصحراء، المعارضة السورية لها دور كبير في مقاتلة الإرهاب وتعتبر ذلك جزءا من معركتها ضد النظام، وبالتالي نحن لا نفصل النظام عن الإرهاب ولا الإرهاب عن النظام ونعتقد أن ما يضعف هذا النظام يضعف الإرهاب والعكس صحيج، لكننا نخوض هذه المعركة على جبهتين دون أن يكون هناك دعم دولي حقيقي أو دعم عربي حقيقي أو حتى تفهم دولي وعربي لهذا الدور المزدوج الذي نقوم به.
■ تحدثتم عن غياب الدعم الدولي والعربي لحربكم ضد «داعش» طيب كيف ستواجهون هذا التنظيم إذن في غياب الدعم كما قلتم؟ ما هي حدود إمكانياتكم اليوم في هذا الاتجاه؟
□ هذه هي المشكلة وقلنا ذلك في الولايات المتحدة بكل وضوح، قلنا لهم إن إمكانيات الإرهابيين تكبر شيئا فشيئا لتتجاوز إمكانياتنا لاحتوائها أو مواجهتها، قلنا لهم إن استمريتم في سياستكم الراهنة في تجاهل القوى الديمقراطية المدنية في سوريا التي تسمونها قوى معتدلة وإذا لم تدعموها فإننا لن نتمكن من مواجهة الإرهابيين وستجدون أنفسكم مجبرين إما على القدوم إلى بلادنا لمواجهتم أو مواجهتهم في بلادكم والحل أن تساعدوننا كي نواجههم نحن في بلادنا ولدينا الرغبة والقدرة من أجل ذلك وهذا سيوفر عليكم المواجهة عندكم أو عندنا اي سيمكنكم من تجنب المواجهة المباشرة معهم وأفضل حل أن تدعموننا وتؤيدوننا ضد النظام الذي يطبق حل عسكري شامل يعتبره حلا سياسيا و يتجاهل بموجبه كل القرارات والاتفاقات الدولية خاصة وثيقة جنيف والقرار الدولي بحل سياسي ومن جهة أخرى يؤيد عبره الإرهابيين ويدعمهم في إمكانياتهم وقدراتهم وأكبر دليل على ذلك العمل العسكري المنسق الذي يتم بينه وبينهم في أماكن كثيرة من سوريا.
■ وبالنسبة للعراق و قصف طيران النظام السوري لمواقع لـ»داعش» داخل التراب العراقي كيف تعلقون عليه هل يكون رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي هو من طلب ذلك في نظركم؟
□ النظام يحاول أن يستثمر فرصة الحدث العراقي كي يمرر رسالة مفادها أنه مستعد للدخول في حرب إقليمية في المنطقة ضد الإرهاب، وبالتالي يسلم العالم بضرورة بقائه في الحكم في دمشق، لذلك شن غارة على القائم وغارتين على مركز داعش في الرقة لكن المعلومات التي جاءتنا من الرقة تقول إن المركز أخلي بالكامل قبل الإغارة عليه وربما يكون قد أخلي بطلب من النظام الذي أراد أن يستثمر ذلك سياسيا كي يقول نحن على استعداد لخوض حرب إقليمية او دولية ضد الإرهاب وان النظام هو الجهة الوحيدة التي يمكن أن تقاتل الإرهاب.
■ ماذا عن الخلافات التي تصاعدت حين ألغى الإئتلاف الوطني السوري قرار الحكومة المؤقتة حل المجلس العسكري وإحالة أعضائه على التحقيق ألا تعتقدون أن هذه الخلافات تقلل من مصداقيتكم؟
□ بدون أي شك، تقلل كثيرا و تسيء إلينا كمعارضة و أهم من هذا وذاك تسيء إلى الشعب السوري الذي قدم تضحيات أسطورية، وكان يجب ان يكون هناك معادل جدي لهذه التضحيات على مستوى المعارضة، لكن ذلك للأسف الشديد لم يحدث هناك هوة حقيقية بين ما يقدمه الشعب وما تقوم به المعارضة، الشعب يخوض قتالا جديا ويقدم تضحيات كبيرة من أجل الحرية أما ما تفعله المعارضة فهو في حالات كثيرة صراعات سخيفة جانبية قليلة الأهمية، صراعات لا جدوى منها، نحن نتصارع داخل الإئتلاف منذ عامين تقريبا بين تيارين أحدهما ينسب لهذه الدولة وآخر ينسب للدولة الأخرى، واليوم في الوقت الذي ندعو فيه إلى توافق واسع وكبير وعريض هناك من يفكر في العودة إلى فكرة التصارع مع أن هذه الفكرة تسببت في تدمير سمعة الإئتلاف وشل فاعليته من طرف يعمل في الشأن الوطني إلى تنظيم مقوض من قدراته لا يفعل أي شيء وبالتالي عزله عن السوريين في الداخل، هذه الخلافات هي إحدى المقاتل التي يخضع لها مع الأسف الشديد نضال الشعب السوري العظيم، وهي لا تشبه هذا النضال بالعكس من ذلك لتلحق به ضررا فادحا، وكل من يدعو اليوم إلى معارك كسر عظم وإلى صراعات ثنائية داخل الإئتلاف و خارجه يلحق أذىً شديدا بالشعب السوري وبقضيته وبنضاله ولا يرى المسألة الجوهرية المتمثلة في دعم هذا النضال والتعبير عنه، هذه الصراعات الجانبية والهامشية ألحقت ضررا كبيرا بالشعب السوري وبنضاله، المعارضة تتحمل المسؤولية كاملة وتحديدا الإتلاف، تتحمل مسؤولية خطيرة عن ما آلت إليه الأوضاع في سوريا وعن الانتصارات التي حققها النظام وعن الهزائم التي لحقت بالمعارضة، ولو تأملنا العام الماضي وحده لوجدنا سلسلة من الهزائم المخيفة في كل من تلكلخ، القصير، جنوب دمشق، الغوطة الشرقية، منطقة العتيبة، الغوطة الغربية، النبك، يبرود، دير عطية، قارة، حمص، قلعة الحصن، الزارة، الرقة، دير الزور ومناطق دير الزور والريف الشمالي والشرقي من دير الزور، الريف الشمالي والشرقي من حلب، حلب، هذه الهزائم تسببت فيها عقلية استأثرت بالقرار وانفردت به، عقلية ليست لديها رؤية استراتيجية ولا خطة سياسية وتقوم على فكرة التصارع والتطاحن والانشقاقات والخلافات الخ، هذه العقلية يجب أن تنتهي نهائيا إذا أراد الائتلاف أن يكون خادما حقيقيا للشعب السوري.
■ هل يمكن ان نشخص أصحاب هذه العقليات؟ من هي هذه الشخصيات التي تقصدونها بهذه الصفة داخل الإئتلاف؟
□ قيادة الائتلاف الحالية مع المطابخ السرية التي ركبتها والطريقة التي تتخذ بها قراراتها الفردية بكل ما للكلمة من معنى، أي دون أي تشاور أو اتباع عمل فريق أو مراجعة أحد، بمعنى انها ترى الأمور باستمرار انطلاقا مما يخدمها كقيادة وليس ما يخدم العمل الوطني.
■ هل تحملون قيادة الإئتلاف مسؤولية الانتصار الذي حققه النظام في الكثير من مناطق سوريا؟
□ النظام كسب و حقق انتصارات كبيرة و منيت المعارضة بهزائم حقيقية بما شابهها من ملابسات وانسحابات مبكرة وخلافات إلى ما هنالك، النظام حقق مكاسب حقيقية على الأرض ولا يجوز ان نغمض عيوننا الآن عليها، ما جرى في القلمون انتصار حقيقي للنظام، ما يجري في الغوطة وما حولها انتصار حقيقي للنظام، ما يجري بحمص انتصار حقيقي للنظام، ما يجري في الرقة والطريقة التي ركبت بها داعش ودخلت بها واحتلت بها القسم الشمالي من سوريا المحاذي للحدود التركية مع ما رافق ذلك من احتلال خطوط الإمداد و مواقع الثروة النفطية وغير النفطية، والطريقة التي احتلت بها قوسا استراتيجيا واسعا يمتد من الحدود التركية شمالا إلى وسط سوريا، هذه انتصارات حقيقية للنظام، يكفينا صم آذاننا ونقول إنها انتصارات فرعية وغير مهمة، لا هذه انتصارات حقيقية للنظام، وشخصيا أرى أنه لم يعد يكفي اليوم أن نطالب بتوازن قوة بيننا وبين النظام لأن هذا سيعني استمرار المعارك في سوريا لفترة طويلة ما يعني استمرار وتفاقم الأزمات و الشعب السوري ضحى و عانى الكثير من استمرار هذه الأزمات.
■ وما هو الحل في نظركم في ظل هذه المعادلة هل يترك النظام يتذوق حلاوة الانتصارات التي قلتم أنه حققها؟
□ لكي نضع حلا علينا أن نجد خطة استراتيجية عسكرية سياسية حقيقية وأن لا نتلاعب بالقضية العسكرية، وان نخلق حقيقة جهازا مقاوما، عسكريا و سياسيا، له القدرة على القتال بطريقة منظمة لكي نحقق غلبة، لأن التوازن يعني استمرار الحرب لفترة طويلة، النظام حقق انتصارات وعلينا أن نخرج من وضع الهزيمة المتتالية منذ عام وحتى اليوم بخطة استراتيجية حقيقية وليس بأموال توزع هنا وأخرى توزع هناك وهي غالبا لا تصل إلى أصحابها، وإن وصلت تصل متأخرة ويسرق الكثير منها ويضيع الكثير منها و لا أحد يسأل عنه، النظام يسير في طريق سيقوده نحو هزيمة الثورة وعلينا أن ننجز مراجعة جدية عميقة وطنية ومسؤولة للمسار الذي أدى من جانبها إلى مساعدته على تحقيق هذه الانتصارات.
■ حين تقولون لابد أن نخلق جهازا عسكريا وسياسيا قادر على القتال بطريقة منظمة ويضمن للمعارضة الغلبة، هل تقصدون حل الائتلاف وتأسيس تنظيم بديل عنه؟
□ لا ليس بديلا للائتلاف، بل ضمن إطار خيارات مختلفة للائتلاف علينا أن نخلق هذا الجهاز العسكري، ليس بطريقة أن نخرج أحدا ونعوضه بآخر هذا ليس بديلا، المطلوب ان يكون هناك بديل للخيارات الفردية للأشخاص، ان يكون هناك جهاز عبارة عن مؤسسة عسكرية وسياسية وطنية مقاومة حقيقية تتضمن كل ما يلزم لمؤسسة عسكرية وليس استبدال شخص بشخص لأن هذا لن يفعل شيئا ولن يعطي أي نتيجة، لا يكفي أن نعقد اجتماعا هنا ثم آخر هناك وننفق أموالا هنا وأخرى هناك ثم نقول انتهينا لقد وحدنا الجيش وبات جاهزا لا هذا لن يفعل شيئا، والقرار الذي اخذه رئيس مجلس الوزراء منذ يومين وما رافقه من لغط شديد يعطي الانطباع بأننا فعليا لسنا أمام مؤسسة عسكرية حقيقية، ولو كنا نمتلك مؤسسات حقيقية لما رأينا اليوم هذه الخلافات أو هذه الهزائم.
■ فيما يتعلق بالشق السياسي أكثر من شهر مر الآن على تقديم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لاستقالته ولم يتم تعيين بديل عنه، هل هذا يعني أن باب التفاوض السياسي أغلق إلى غير رجعة؟
□ اعتقد أن النظام ومعه روسيا وإيران اغلقوا باب الحل السياسي منذ بداية الأزمة، ويوجد داخل المعارضة أيضا ومنذ بدء الثورة من أغلق هذا الباب السياسي أيضا واعتقد أن المسألة ستحسم عسكريا بمساعدة غربية وأمريكية كما جرى في ليبيا، اليوم نحن امام قرار روسي إيراني والنظام تابع لهما يعتبر الخيار العسكري هو الحل السياسي، وهناك حيرة وتخبط وضياع رأس عند المعارضة التي انتظرت طويلا تدخلا خارجيا وهي اليوم تنتظر كثيرا العون الخارجي و ليس لديها أي خطة ولا أي رؤية للعمل ولا لإعادة تنظيم الداخل ولا لترتيبه ولا لخلق بنية حقيقية بالداخل قادرة على المقاومة وقادرة أيضا على إقناع الخارج بأن عليه أن يساعد لأن الحل في النهاية سيأتي لصالح الشعب ومن مصلحة هذا الخارج أن يقف في صف الشعب بدل أن يدير ازمة سوريا وان ينقل ملك الأزمة من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان وأن يتلاعب بدماء السوريين.
■ إذا استمر هذا الواقع الذي تتحدثون عنه الآن هل هذا يمكن أن يؤدي إلى وأد الثورة السورية؟
□ بدون أي شك، بالسياسات الراهنة وطريقة القيادة الحالية في الائتلاف سنرسم طريق الهزيمة الكبرى.
■ الاهتمام الدولي والاعلامي اليوم تجاه العراق وما يعيشه على الأرض بعد وقوع مدن عراقية في شباك داعش الم يجعل الملف السوري يبدو وكأنه موضوع ثانوي في سياق الأحداث، يعني هذا التحول الإعلامي من سوريا نحو العراق ألا يمكن أن يساهم أيضا في تعميق جروح المعارضة و القضية السورية برمتها؟
□ هذه الغارة التي شنها النظام السوري على مناطق داخل العراق تصب في هذا الاتجاه وهي أرادت ان تقول إن الأزمة السورية انتهت ونحن على استعداد للدخول معكم في الصفحة الجديدة وهي صفحة العراق، ويمكن للحدث العراقي إذا تصاعد وهو مرشح للتصاعد على ما يبدو بسبب رفض إيران القبول بحكومة مشاركة وطنية وتريد حكومة شيعية صرفة مسلحة بميليشيات شيعية صرفة تقاتل ما تبقى من الشعب العراقي، وهذا يشبه إلى حد ما، ما فعله في سوريا، اعتقد انه إذا تركز الحدث مستقبلا في العراق فهذا سيعطي النظام الفرصة كي يحسم الأمور بقدر ما يستطيع من سرعة، والروس أعلنوا في اكثر من مرة أنهم على استعداد لمساعدته على ذلك والإيرانيون يعززون مواقع النظام ويتحملون أعبائه السياسية والمالية والعسكرية وأتصور أن فتح صفحة العراق سيساعد النظام على طي صفحة سوريا وربما كان هذا يمثل غطاءً للسياسة الدولية التي اتخذت موقفا من الأزمة السورية يقوم على إدارتها وليس على حلها.
■ إعلان واشنطن نيتها زيادة المساعدات للجيش السوري الحر، بالتزامن مع طلب البيت الأبيض من الكونغرس تمويل ما قيمته 500 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية هل يمكن أن يغير شيء وهل الرقم يكفي في نظرك؟
□ في اعتقادي هذا لا يكفي، وقبل ذلك أرى أن هناك مجموعة مسائل يجب أن تتم بالتوازي مع ذلك، النقطة الجوهرية والمركزية ليست المساعدة الخارجية وإنما الوضع الذاتي السوري، إذا كان هذا الوضع لا يسمح باستخدام المساعدات الخارجية على أحسن وجه ولا يسمح باستعمالها بصورة مركزة وموحدة فإن هذه المساعدات ستضيع، دعني أقول لك أنه دخلت إلى سوريا أسلحة ثمنها يتجاوز الـ500 مليون دولار لكنها ضاعت بسبب الخلافات والفوضى وعدم وجود قيادة ولا خطة ولا هيكل عسكري حقيقي ولا مقاومة منظمة متفاعلة مطورة متكاملة في جميع انحاء سوريا، المسألة في النهاية ليست مسألة 500 مليون دولار ولا الدعم الخارجي، المسألة الجوهرية هي الوضع الذاتي السوري، الوضع الذاتي للمعارضة، الوضع الذاتي للشعب، الوضع الذاتي للجيش الحر وللمقاومة وللمقاتلين، قبل عام كان الجيش السوري الحر القوة الأولى في سوريا أما اليوم فقد أصبح القوة الرابعة أو الخامسة.
■ هل تقصدون أن جزءا من الأسلحة التي قدمت للمعارضة كمساعدات خارجية وصلت إلى داعش بطريقة او بأخرى؟
□ نعم وصلت لداعش و لغير «داعش».

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل تُربط فرصة عون بمصير المالكي؟

النهار اللبنانيةrb

روزانا بومنصف

هل يؤدي ابعاد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من ولاية ثالثة في رئاسة الحكومة العراقية الى رفع فرص العماد ميشال عون الى الرئاسة الاولى؟

السؤال قد يبدو غريبا بالنسبة الى كثر. فالانتخابات النيابية العراقية أتاحت للمالكي الحصول على كتلة كبيرة تتصدر سائر الكتل ما رجحه مجددا لتأليف حكومة عراقية لاربع سنوات جديدة لولا ان الانتفاضة الاخيرة ضده وركب الافرقاء السنة والاكراد موجتها وحتى بعض الافرقاء الشيعة ايضا في العراق قد تطيح بفرصته في حال اقتنعت ايران بالتخلي عنه لمصلحة شخصية عراقية قادرة على ان ترأس حكومة وحدة وطنية. اذ تحدثت معلومات عن ان ايران يتوزعها رأيان احدهما ينحو في اتجاه التخلي عن المالكي من اجل استيعاب الوضع العراقي ومنع تفاقمه، ورأي آخر يرفض التخلي عن المالكي نظرا الى محوريته بالنسبة الى طهران من جهة ولئلا يكون التخلي عنه تحت الضغط الشعبي والسياسي مقدمة لسلسلة تنازلات يتعين على ايران القيام بها بحيث تنسحب عليها في موضوع التخلي عن بشار الاسد في المرحلة المقبلة. وموضوع ارتباط بقاء المالكي بانتخاب العماد عون يعود، وفق اعتقاد مصادر عليمة، الى انه حين طرح الاخير موضوع انتخابه جديا فان الثمن بدا كبيرا في ظل تسليم اقليمي باعادة المالكي في العراق واعادة تأمين بشار الاسد لولاية ثالثة في سوريا وايصال العماد عون الى رئاسة الجمهورية في لبنان باعتبار انه جزءاً من تحالف مع المحور الايراني في المنطقة بما يجعل وصوله انتصارا متكاملا لهذا المحور.

وتالياً فإن تطيير المالكي من رئاسة الحكومة العراقية قد يعزز من هذه الزاوية امكان استعادة العماد عون فرصة انتخابه للرئاسة الاولى وفقا لتسوية اقليمية قد ترضي المملكة العربية السعودية من خلالها بالاستغناء عن المالكي. وهو ما تجزم مصادر ديبلوماسية بأنه ما قد يكون ينتظره الفريق الحليف لرئيس تكتل “التغيير والاصلاح” باصرار الاخير على استمرار سعيه الى الرئاسة الاولى وعدم قبوله بالتنازل عن ذلك على رغم المخاوف التي تبديها هذه المصادر من ان تطول الازمة في العراق وتطول تاليا مرحلة انتظار العماد عون الى حد ان هذه المصادر اقترحت في مجالس عدة لو انه يتم الاقتراح على العماد عون ان يحدد مهلة زمنية في انتظار بلورة التطورات العراقية ونتائجها، كأن تكون هذه المهلة شهرا مثلا او شهرين نظرا الى ان تعقيدات التطورات العراقية قد تسفر عن نتائج سريعة في حال نجحت المساعي التي تبذل من اجل تأليف حكومة عراقية شاملة، كما يمكن ان تستمرالازمة العراقية سنة كاملة او اكثر فلا يستطيع لبنان ولا يتحمل ان يعلق مصير رئاسته كل هذه المدة.

ومع ان هناك معارضات داخلية لانتخاب عون رئيساً، فانه يعتقد ان الاتفاق الاقليمي في حال التوصل الى تسوية عراقية مرضية للدول الخليجية قد يساهم في تذليل العقبات الداخلية في حال نجح عون في تذليل العقدة المسيحية المعارضة لوصوله، اذ ان احدى ابرز الثغر في ادائه هو السعي الى اهمال المكون المسيحي في المعادلات الاقليمية والداخلية التي يسعى اليها، مختصرا الطائفة المسيحية في شخصه في حين ان الواقع لا يعبر عن ذلك.

وحتى الى ما قبل ايام قليلة، فان كل المحاولات الداخلية والديبلوماسية التي جرت مع العماد عون هي من اجل ثنيه عن ابقاء انتخابه عقبة في حصول انتخابات رئاسية على رغم ان بعض المداولات بدأت تثير الاحتمالات لجهة من يمكن ان يرشح عون بديلا منه من زاوية دفعه الى ان يصنع الرئيس بدلا ان يكون هو الرئيس، وما اذا كان يمكن ان يقترح صهره الوزير جبران باسيل، في حين يعتبر البعض ان هذا الاحتمال قد يكون بمثابة خيار صعب يقترحه عون لان باسيل لا تنطبق عليه المواصفات التي يحددها عون للرئاسة ويشدد عليها من ضمن انطباقها على شخصه، اي ان يكون الرئيس ممثلا قويا لطائفته ومعبرا عنها. لكن ثمة كثراً يتوجسون في المقابل من الثمن الذي قد يسعى اليه عون للافراج عن انتخابات الرئاسة أكان لجهة من يرشحه بديلا منه او حتى لجهة الاثمان الاخرى في قيادة الجيش وفي الحكومة المقبلة، كما في قانون الانتخاب العتيد.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

حول المظلومية (الشيعية)،والرفاقية الشيوعية)،

حول المظلومية (الشيعية)،والرفاقية (الشيوعية)، و (عبادة الحسين … !!!)snsh
د.عبد الرزاق عيد
إن جيلنا اليساري في الستينات والسبعينات، تشبع بفكرة الانقسام الطبقي للمجتمع المكي، ووقوف الفقراء والعبيد مع الاسلام، مقابل وقوف (الملأ المكي (السادة ) ضد الاسلام، وعلى رأسهم (ابوسفيان ) والد معاوية وجد يزيد …
حيث (عورة أبوسفيان قبحت وجه التاريخ … على حد تعبير شاعر شيوعي عراقي شهير (مظفر النواب ) ، وحيث علي بن أبي طالب لو جاء اليوم لسموه (شيوعيا ) !!!…
، وكان قد سبقه كاتب يساري مصري ( أحمد عباس صالح ) في نشر كتاب مبسط حول (اليمين واليسار في الإسلام ) ، ليأتي رهط الشيوعيين العرب مضيفين مؤيدين جددا للمذهب الشيعي بوصفه مذهب المستضعفين (المظلومين ) ، فبدأت مرحلة ثقافية تجعل من الشيعة رمزا أدبيا للظلم الطبقي في المجتمع …
وقد كتبت نصوص شعرية و كتابات مسرحية ذهبت بعيدا في تأليه الحسين كرمز (للحق والخير)، حيث جاهرت بنزعتها (التعبدية) للحسين بوصفه سيد الشهداء (الحسين )، مع- أنه غفر الله لم يسجل له التاريخ أية مأثرة تظهر مشاركته في الدفاع عن بيضة الإسلام وحياضه !!! ،
فهو لم يشارك بحروب الردة ولا بحروب الفتح الإسلامي في افريقيا ولا بالقادسية ، رغم أنه غنم من الحرب مع الفرس، ابنة كسرى (يزدجرد ) التي ستنجب لنا الأئمة (الاثني عشر المعصومين ) …وذلك على عكس غريمه يزيد ” الملعون” شيعيا …. الذي شارك بكل هذه المعارك والحروب ، والتي كان آخرها قيادته للجيش في عهد والده معاوية سنة 49 للهجرة لفتح القسطنطينية، والتي شارك بها الحسين وجميع الصحابة حتى المسنين منهم… لأن النبي اعتبر انها معركة (توبة الله عن جميع من سيشارك بها لاحقا )، وهي الحرب العظمي لفتح القسطنطينية …
مع ذلك فإننا كشباب راديكالي يساري انطلقنا في تقويمنا لهذا الزمن، من المنظور الااشتراكي، حيث انقسام المجتمع المكي إلى (البورجوازية الأموية اليمينية )، واليسار الذي يمثله ( علي وبنوه ) وفق المنظور الطبقي) بوصفهم ممثلي الفقراء والعبيد والمظلومين ..
فانحزنا سياسيا وشرعيا لهم، وتجاوزنا كل التاريخ الشعوبي (الفارسي ) الذي كان يقرض كالفئران من داخل هيكل المقومات المكونة لكيان الأمة .. ولهذا لم نأخذ جديا- كيساريين- اراء المفكر العبقري الأهم في العصور الوسطى ( الجاحظ ) وربما العصور الحديثة!!! الأستاذ المعتزلي الأكبر لأبي حيان التوحيدي …
الذي كان ينظر إلى المشروع الفارسي (نظرة اجتماعية مدنية قومية حضارية ) وليس نظرة دينية فقهية مذهبية صراعية .. فانحزنا (بسذاجة مع شيوخ السنة )، بأن الموضوع لا يتطلب كل هذه العدوانية ( المذهبية ) ،هذا من جهة ، ومن وجهة أخرى ( حداثية ) فإننا لا نريد أن ندخل حروب الماضي في زمن الحاضر ..حيث لا يزال الكثيرون منا (يسارا شيوعيين، وقوميين، بل وإسلاميين !!!) يمشون تحت راية حزب الله ( الإيرانية –الشيطانية ) بوصفها راية (مقاومة ) …
.فوصلنا إلى لحظة أن الماضي الذي صنعه الفرس عدوانية وكراهية وثأرا تجاه الاسلام والعرب المنتصرين يومها، والحاضر الذي صنعته (إيران ) سياسيا واستراتيجيا واقليميا اليوم، يطبق علينا ( قوميا صفويا بفحوى طائفية شيعية :ايرانية -عربية ) لاستغلال المشاعر الدينية الطيبة لمحبة الأكثرية السنية ( للنبي وآل بيت النبوة )!!! والمسخرة في الموضوع هذا …هو ما علاقة إيران بالبيت النبوي الهاشمي العربي ؟؟؟!! …
ولهذا وجدنا أنه لا بد من تحطيم حزمة سدنة هيكل الوهم الطائفي الإيراني، عبر تحطيم منظومة البنية الوهمية الكاذبة للخديعة الرمزية الايديولوجية الإيرانية المتمثلة (بتأليه الحسين ) و(شيطنة يزيد)، وذلك عبر الكشف التاريخي، عن ( الحقائق التاريخية العارية بلا لبوس ) … وهي أن الحرب هي بين البيت ( الهاشمي : الحسين ) و(البيت الأموي :يزيد )، ليست سوى حرب سياسية دنيوية مفعمة بل وقائمة على المصالح والمطامح الذاتية والفردية الدنيوية، حيث لا علاقة لها بالدين أو المذهب أو المباديء المثالية العليا ..!!!
وان كليهما ( الحسين ويزيد كانا يدافعان، عن حقهما الوراثي في الحكم .. ولا يفضل أحدهما عن الآخر من حيث المعاني والمثل والقيم، سوى أن الحسين لا يملك سوى موروثه الوراثي الديني وقرابته للنبي) اي قيمة لا فضل له فيها … بينما يزيد يمتلك (نجابته الدنيوية ) في شؤون السياسة والحرب، وذاك هو المعوّل عليه في هذه المنافسات الدنيوية… أي هذا هو الأهم في ميزان الحكم والإدارة والحرب، وليس ميزان الفقه والدعوة والقرابات الدموية والدينية والمذهبية على حد تعبير التوحيدي ..
.ومع ذلك فإن الحسين لم يترك لنا أثرا عظيما حتى في مجال (العلوم الفقهية والدعوية!! ) ناهيك عن العلوم الدنيوية في شؤون (الحكم والإدارة والحرب )، سوى وراثته لأبيه (علي ) كوراثة بشار بن أبيه ( حافظ ) لأبيه الجيفة النافقة … الذي تتبناه إيران بكل مالها من هذا الحماس ( الطائفي والقومي ) … في استخدام عملائها الطائفيين المفترض أنهم عرب (لبنانيين وعراقيين …)
ووراثته لأبيه تمثلت بهوسه للنساء ..هذا الهوس الذي ربما هو سبب ابعاده عن جليل الأعمال في الحكم والسياسة والحرب والدعوة …فقد قال المؤرخون : فقد نكح علي رضي الله عنه بعد وفاة فاطمة عليها السلام بسبع ليال، و يقال إن الحسين بن علي كان منكاحا حتي نكح زيادة على مائتي امرأة، و كان ربما عقد على أربع في وقت واحد وربما طلق أربعا في وقت واحد و استبدل بهن … )، وربما أن هذا الهوس يكمن وراء اباحة زواج المتعة ..والله أعلم ..

Posted in فكر حر | Leave a comment

سقوط هلال الحرس الثوري

نديم قطيش: النهار walifaqih

لم يكن ينقص السيناريوات الكابوسية حول مستقبل المشرق العربي إلا صورة مقاتلي “داعش” يزيلون الحواجز الترابية على الحدود بين العراق وسوريا.

تلا ذلك شريط على موقع يوتيوب لأحد مقاتلي التنظيم يجاهر فيه بأن “داعش” لا تعترف بالحدود بين الدول، وأنه قاتل في سوريا ثم في العراق ويتهيأ للانتقال إلى لبنان والأردن.
كرَّست هذه الصورة الكثير من المبالغات الرائجة حول الدولة الإسلامية قيد الولادة وكون هذه الولادة مقدمة لاستعادة الخلافة المندثرة عام ١٩٢٤. وهي جاءت لتترجم بصرياً، فوضى عارمة تعتري منطق التحليل السياسي الذي يملأ فضائيات وصحف ومنشورات إلكترونية عربية، وتفيد بسقوط اتفاقية سايكس – بيكو. سمعنا الكثير من مثل هذا الكلام بعد حرب الخليج عام ١٩٩٠. كان المحرك يومها لإعلان وفاة سايكس – بيكو، حيازة أكراد العراق منطقة حكم ذاتي شمال العراق محمية بسياسة الحظر الجوي، ولد للمرة الأولى في تاريخ هذه القومية.
تعود وتزدهر اليوم مثل هذه الافتراضات الراديكالية من بوابتي سوريا والعراق، حيث يبدو في المكانين أن انهيار الدولة يسبق انهيار النظام. أو أنها دول لا يمسك بعضها بعضاً إلا الحكم القائم فيها، فإذا ما طار الحكم أو تهدد، طارت الدولة نفسها. في سوريا يستعصي الحكم الأسدي (لصاحبه نظام الخميني) في وجه ثورة شعبية متحركة ومتغيرة في طبيعتها ومشروعها وتكوينها، وفي العراق يستعصي حكم نوري المالكي الآخذ في التبلور كديكتاتورية شوفينية تديرها إيران، في وجه استنفار سني وكردي و… شيعي.
وبالتالي يبدو لوهلة أن حصيلة الاستعصاء وإصرار الرافضين على رفضهم مآله الوحيد هو تفتت الكيانات في المشرق العربي، وبالتالي انهيار سايكس – بيكو، وهو ما أرى فيه مبالغة كبيرة لا تسندها الوقائع بقدر ما ترفدها المقاربات الكابوسية.
لا شك في أن داعش اليوم هي أخطر تطور طرأ على تكوين تفرعات “القاعدة” أو الكيانات غير الدولتية المشابهة، لناحية قدرتها على التجنيد وثرائها بالسيولة النقدية وتحكمها بجغرافيا كبيرة نسبيا متماسكة ومتصلة وعابرة لحدود سايكس – بيكو. غير أن لا مستقبل واقعياً لمشروع “داعش” التي ما كانت لتقف على قدميها في العراق وبعض سوريا لولا أنها مسنودة بقاعدة سنية عشائرية كانت على خصومة وعداء معها في السابق قبل أن تلتقي مصالح الطرفين في مواجهة المالكي.
وهذه القاعدة العشائرية السنية في العراق، وإن كانت تستند جزئياً على “داعش” إلا أنها تفترق معها في أن مشروعها السني يقع في صلب الوطنية العراقية وليس على نقيض منها كما هي “داعش”. أي أن العشائر السنية المنتفضة، منتفضة لأسباب تتصل بالوطنية العراقية وبخلل الشراكة الوطنية في العراق وهو ما فاقم المالكي تمثيله منذ انسحاب الولايات المتحدة من العراق. ما يعني أن “داعش” مرشحة لأن تفقد بيئتها الحاضنة إذا ما جنحت العشائر نحو تسوية سياسية عادلة تريدها وتسعى إليها في العراق. هنا تكمن المسؤولية الدولية في مقاربة المسألة العراقية المستجدة ليس باعتبارها حربًا على الإرهاب، بل باعتبارها أزمة شراكة سياسية ووطنية، تصحيحها هو المدخل الوحيد والإجباري لمحاربة الإرهاب في مرحلة تالية.
ما ينطبق على العراق ينطبق على سوريا. وها هو “حزب الله” في لبنان يذوق اليوم، ويذيقنا معه، مرارات الفشل الذي ذاقه نظام الأسد قبله، باعتماده على جلافة الحل الأمني وتزوير الحل السياسي عبر معارضات ينتجها النظام المملوك لإيران. وكما في العراق كذلك في سوريا، تشكل التسوية السياسية الحقيقية مهبطاً اضطراريا لأي مقاربة تتوسل محاربة الإرهاب لاحقا.
وبالتالي ما يسقط في المشرق العربي، عبر هذه التسويات الآتية لا ريب فيها، ليس سايكس – بيكو إنما هلال الحرس الثوري الممتد من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا. فهذا الهلال يتفسخ في سوريا ويتشظى في العراق ويُستنزف في لبنان. وليس بغير دلالة أن النظريات عن سقوط سايكس – بيكو تزدهر أكثر ما تزدهر في أوساط معلقي هلال الحرس الثوري.
طبعاً، لا أفترض هنا أن ما شهدناه في المشرق العربي وشمال إفريقيا سيمر بلا نتائج دائمة وعميقة. ولكن إن كان من متغيرات ستطرأ فهي على العقد الاجتماعي للدول في المشرق العربي وليس على الدول نفسها ووحدة كياناتها.
مرة أخرى ليس بغير دلالة أن يتابع المرء الحماسة التي بها باتت تناقش مسألة الفيديرالية على شاشة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”. إنه الإقرار النفسي والفكري والسياسي بالفشل في حكم الكل واللجوء تالياً إلى البحث عن كيفية حكم الأجزاء.
سايكس – بيكو بخير، حتى إشعار آخر. ما يسقط هو هلال الثورة الخمينية.

Posted in فكر حر | Leave a comment