حول المظلومية (الشيعية)،والرفاقية (الشيوعية)، و (عبادة الحسين … !!!)
د.عبد الرزاق عيد
إن جيلنا اليساري في الستينات والسبعينات، تشبع بفكرة الانقسام الطبقي للمجتمع المكي، ووقوف الفقراء والعبيد مع الاسلام، مقابل وقوف (الملأ المكي (السادة ) ضد الاسلام، وعلى رأسهم (ابوسفيان ) والد معاوية وجد يزيد …
حيث (عورة أبوسفيان قبحت وجه التاريخ … على حد تعبير شاعر شيوعي عراقي شهير (مظفر النواب ) ، وحيث علي بن أبي طالب لو جاء اليوم لسموه (شيوعيا ) !!!…
، وكان قد سبقه كاتب يساري مصري ( أحمد عباس صالح ) في نشر كتاب مبسط حول (اليمين واليسار في الإسلام ) ، ليأتي رهط الشيوعيين العرب مضيفين مؤيدين جددا للمذهب الشيعي بوصفه مذهب المستضعفين (المظلومين ) ، فبدأت مرحلة ثقافية تجعل من الشيعة رمزا أدبيا للظلم الطبقي في المجتمع …
وقد كتبت نصوص شعرية و كتابات مسرحية ذهبت بعيدا في تأليه الحسين كرمز (للحق والخير)، حيث جاهرت بنزعتها (التعبدية) للحسين بوصفه سيد الشهداء (الحسين )، مع- أنه غفر الله لم يسجل له التاريخ أية مأثرة تظهر مشاركته في الدفاع عن بيضة الإسلام وحياضه !!! ،
فهو لم يشارك بحروب الردة ولا بحروب الفتح الإسلامي في افريقيا ولا بالقادسية ، رغم أنه غنم من الحرب مع الفرس، ابنة كسرى (يزدجرد ) التي ستنجب لنا الأئمة (الاثني عشر المعصومين ) …وذلك على عكس غريمه يزيد ” الملعون” شيعيا …. الذي شارك بكل هذه المعارك والحروب ، والتي كان آخرها قيادته للجيش في عهد والده معاوية سنة 49 للهجرة لفتح القسطنطينية، والتي شارك بها الحسين وجميع الصحابة حتى المسنين منهم… لأن النبي اعتبر انها معركة (توبة الله عن جميع من سيشارك بها لاحقا )، وهي الحرب العظمي لفتح القسطنطينية …
مع ذلك فإننا كشباب راديكالي يساري انطلقنا في تقويمنا لهذا الزمن، من المنظور الااشتراكي، حيث انقسام المجتمع المكي إلى (البورجوازية الأموية اليمينية )، واليسار الذي يمثله ( علي وبنوه ) وفق المنظور الطبقي) بوصفهم ممثلي الفقراء والعبيد والمظلومين ..
فانحزنا سياسيا وشرعيا لهم، وتجاوزنا كل التاريخ الشعوبي (الفارسي ) الذي كان يقرض كالفئران من داخل هيكل المقومات المكونة لكيان الأمة .. ولهذا لم نأخذ جديا- كيساريين- اراء المفكر العبقري الأهم في العصور الوسطى ( الجاحظ ) وربما العصور الحديثة!!! الأستاذ المعتزلي الأكبر لأبي حيان التوحيدي …
الذي كان ينظر إلى المشروع الفارسي (نظرة اجتماعية مدنية قومية حضارية ) وليس نظرة دينية فقهية مذهبية صراعية .. فانحزنا (بسذاجة مع شيوخ السنة )، بأن الموضوع لا يتطلب كل هذه العدوانية ( المذهبية ) ،هذا من جهة ، ومن وجهة أخرى ( حداثية ) فإننا لا نريد أن ندخل حروب الماضي في زمن الحاضر ..حيث لا يزال الكثيرون منا (يسارا شيوعيين، وقوميين، بل وإسلاميين !!!) يمشون تحت راية حزب الله ( الإيرانية –الشيطانية ) بوصفها راية (مقاومة ) …
.فوصلنا إلى لحظة أن الماضي الذي صنعه الفرس عدوانية وكراهية وثأرا تجاه الاسلام والعرب المنتصرين يومها، والحاضر الذي صنعته (إيران ) سياسيا واستراتيجيا واقليميا اليوم، يطبق علينا ( قوميا صفويا بفحوى طائفية شيعية :ايرانية -عربية ) لاستغلال المشاعر الدينية الطيبة لمحبة الأكثرية السنية ( للنبي وآل بيت النبوة )!!! والمسخرة في الموضوع هذا …هو ما علاقة إيران بالبيت النبوي الهاشمي العربي ؟؟؟!! …
ولهذا وجدنا أنه لا بد من تحطيم حزمة سدنة هيكل الوهم الطائفي الإيراني، عبر تحطيم منظومة البنية الوهمية الكاذبة للخديعة الرمزية الايديولوجية الإيرانية المتمثلة (بتأليه الحسين ) و(شيطنة يزيد)، وذلك عبر الكشف التاريخي، عن ( الحقائق التاريخية العارية بلا لبوس ) … وهي أن الحرب هي بين البيت ( الهاشمي : الحسين ) و(البيت الأموي :يزيد )، ليست سوى حرب سياسية دنيوية مفعمة بل وقائمة على المصالح والمطامح الذاتية والفردية الدنيوية، حيث لا علاقة لها بالدين أو المذهب أو المباديء المثالية العليا ..!!!
وان كليهما ( الحسين ويزيد كانا يدافعان، عن حقهما الوراثي في الحكم .. ولا يفضل أحدهما عن الآخر من حيث المعاني والمثل والقيم، سوى أن الحسين لا يملك سوى موروثه الوراثي الديني وقرابته للنبي) اي قيمة لا فضل له فيها … بينما يزيد يمتلك (نجابته الدنيوية ) في شؤون السياسة والحرب، وذاك هو المعوّل عليه في هذه المنافسات الدنيوية… أي هذا هو الأهم في ميزان الحكم والإدارة والحرب، وليس ميزان الفقه والدعوة والقرابات الدموية والدينية والمذهبية على حد تعبير التوحيدي ..
.ومع ذلك فإن الحسين لم يترك لنا أثرا عظيما حتى في مجال (العلوم الفقهية والدعوية!! ) ناهيك عن العلوم الدنيوية في شؤون (الحكم والإدارة والحرب )، سوى وراثته لأبيه (علي ) كوراثة بشار بن أبيه ( حافظ ) لأبيه الجيفة النافقة … الذي تتبناه إيران بكل مالها من هذا الحماس ( الطائفي والقومي ) … في استخدام عملائها الطائفيين المفترض أنهم عرب (لبنانيين وعراقيين …)
ووراثته لأبيه تمثلت بهوسه للنساء ..هذا الهوس الذي ربما هو سبب ابعاده عن جليل الأعمال في الحكم والسياسة والحرب والدعوة …فقد قال المؤرخون : فقد نكح علي رضي الله عنه بعد وفاة فاطمة عليها السلام بسبع ليال، و يقال إن الحسين بن علي كان منكاحا حتي نكح زيادة على مائتي امرأة، و كان ربما عقد على أربع في وقت واحد وربما طلق أربعا في وقت واحد و استبدل بهن … )، وربما أن هذا الهوس يكمن وراء اباحة زواج المتعة ..والله أعلم ..
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولود
Published by:مفكر حر** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية