فلسطين و اسرائيل

pizagman

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

مندوب فلسطين: لا نستطيع الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية لاننا مذنبون واسرائيل تتبع الاصول

popfranc3 Envoy to UNHRC on Palestinian ICC Hopes: Israelis Warn Civilians Before Attacks, We Don’t
الفلسطينيون لا يستطيعون الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية لانهم مذنبون واسرائيل تتبع الاصول

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

حماس تغني بالعبري لابادة الصهاينة الفئران الصراصير

israel--2Hamas TV Song in Hebrew: Annihilate all the Zionists, Exterminate the Coackroaches’ Nest
حماس تغني بالعبري لابادة الصهاينة الفئران الصراصير

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

«ميم» المؤامرة

تيد جورتزلbrainshiting

ترجمة زينب عاطف: موقع هنداوي

٥ يناير ٢٠١٤

الكثير من نظريات المؤامرة ما هي إلا نظريات سخيفة، لكن بعضها معقول والبعض الآخر ينطوي على بعض أوجه الحقيقة.

تتسم نظريات المؤامرة بأنها سهلة النشر وصعبة التفنيد. فعقب ازدهار هذه النظريات في مجالَي السياسة والدين، انتشرت كذلك في مجالَي العلم والطب. ومن المفيد التفكير في عملية وضع نظريات المؤامرة على أن «ميم»، وهي ترجمة الكلمة الإنجليزية

meme

بمعنى اختراع ثقافي ينتقل من عقل إلى آخر ويزدهر أو ينحسر من خلال عملية تشبه الانتقاء الجيني (وكان دوكينز أول من ابتكر هذا المصطلح عام ١٩٧٦). تتنافس ميم المؤامرة مع الميمات البلاغية الأخرى، مثل: ميم النقاش العادل وميم الخبرة العلمية وميم مقاومة الأعراف.

إن المنطق الرئيسي لميم المؤامرة هو التشكيك — على أساس افتراضي عادةً — في كل شيء تقوله «الصفوة» أو تفعله، والمطالبة بإجابات فورية وشاملة ومقنعة لكل الأسئلة. وتعتبر الإجابات غير المقنعة دليلًا على خداع تآمري. وخير مثال على هذا فيلم «تغيير فضفاض ١١/٩: انقلاب أمريكي» (إفري، ٢٠٠٩)، الذي بدأ في صورة فيديو قصصي قصير في عام ٢٠٠٥ عن الهجمات على مركز التجارة العالمي، والذي تم تسويقه على أنه فيلم وثائقي يبحث عن الحقيقة. وقد انتشر الفيديو الصادر عام ٢٠٠٥ كالنار في الهشيم على الإنترنت، وشاهده أكثر من عشرة ملايين شخص. ويطرح فيلم «التغيير الفضفاض» سلسلة طويلة من الأسئلة موضَّحة بمعلومات تحمل بين طياتها نية محددة، مثل حقيقة أن الحرائق في مركز التجارة العالمي لم تولد حرارة كافية لتذيب الصلب. إلا أن أحدًا لم يزعم أن الصلب قد ذاب، وإنما ارتفعت درجة حرارته بما يكفي ليضعف وينهار، وهذا ما حدث. ويعرض الفيديو حقيقة أن دائرة الإيرادات الداخلية بالولايات المتحدة تحافظ على سرية الإقرارات الضريبية لأشخاص محددين، مع إضافة خلفية موسيقية تنذر بوقوع أعمال شريرة. هذا رغم الحقيقة المعروفة للجميع، وهي أن دائرة الإيرادات الداخلية تحافظ على سرية الإقرارات الضريبية للجميع.

وهكذا عندما يُفضَح زيف حقيقة مزعومة، عادةً ما تستبدل بها ميمُ المؤامرة حقيقةً أخرى. فقد قال كوري رو — أحد منتجي الفيلم: «إننا لا نقول: إن كل ما نقدمه صحيح ١٠٠ بالمائة، فنحن نعلم بوجود أخطاء في الفيلم الوثائقي، بل وقد تركناها بالفعل حتى يرفض الناس تصديقنا ويبحثون في الأمر بأنفسهم» (سلينسكي، ٢٠٠٦).

وعندما تُعزَّز ميم المؤامرة بتدفق منتظم لمقاطع الفيديو «البديلة» والكتابات المتحيزة، يمكن أن تصبح أسلوبًا معتادًا في التفكير. فمن يؤمنون بمؤامرة معينة يزيد احتمال إيمانهم بالمؤامرات الأخرى (جورتزل، ١٩٩٤؛ كرامر ١٩٩٨). وقد تحدَّاني شاب يعتبر نفسه أحدَ منظري نظرية المؤامرة لمناقشة نظرية واحدة للمؤامرة معه في الأسبوع، وهذا يشمل نظريات عن الأغذية المعدَّلة وراثيًّا، والسموم العصبية في اللقاحات، ومرض الإيدز، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١. وقد عبَّر عن «إيمانه الحقيقي» بوجود «وجه للحقيقة» في كل نظريةِ مؤامرة تقريبًا، وادَّعى أنه بمجرد فهم ذلك الوجه من أوجه الحقيقة، يكون كل ما عليك فعله هو «توصيل النقاط ببعضها لتكوين صورة».

وقد قام منظرو نظرية المؤامرة بتوصيل العديد من النقاط. فتتراوح الاثنتان والتسعون نظريةَ مؤامرةٍ الواردةُ في دليل صدر حديثًا (ماكوناتشي وتدج، ٢٠٠٨) في موضوعاتها ما بين توت عنخ آمون ولعنة الفراعنة، وبروتوكولات حكماء صهيون، وطقوس التعذيب الشيطانية، إلى التآمر المزعوم لمجلس العلاقات الخارجية واللجنة الثلاثية والعائلة المالكة البريطانية. وتشتمل النظريات الأخرى على طوائف دينية، أو عمليات اختطاف من قِبَل كائنات فضائية، أو مخططات إرهابية. وبعض هذه النظريات مسلٍّ فحسب، لكنَّ البعض الآخر تسبب في اندلاع حروب وبَدء تحقيقات وحمَلات إبادة جماعية قُتل فيها الملايين.

تزعم المؤامرات العلمية والتكنولوجية عادةً إساءةَ استخدام العلم من قِبل الحكومة أو الجيش أو الشركات الكبرى. وتشمل مزاعمَ غريبة بأن الجيش قد قمع التكنولوجيا التي بإمكانها أن تجعل السفن الحربية غير مرئية، وأن شركات السيارات أو البترول تمتلك تكنولوجيا خفية تستطيع تحويل الماء إلى بنزين، وأن الجيش لديه شراكة سرية مع كائنات فضائية. بل وقد أشار منظرو المؤامرة إلى أن فيروس الإيدز أُنتج عن عمد كجزء من خطة لقتل السود أو المثليين، وأن الهبوط على القمر في عام ١٩٦٩ صُوِّر داخل ستوديو لتصوير الأفلام، وأن أطباء الأسنان يسعَون إلى تسميم الأمريكيين من خلال إضافة مادة الفلورايد إلى إمدادات المياه العامة. هذا، ويزعم منظرون آخرون أن موظفي الشركات ومسئولي الصحة العامة يطمسون الأدلة على أن المواد الحافظة في اللقاحات تسبب مرض التوحُّد، وأن المواد المصنوعة من السليكون التي تستخدم في عمليات زرع الثدي تسبب مرض النسيج الضام (سبكتر، ٢٠٠٩؛ والاس، ٢٠٠٩).

وتتضمن نظريات المؤامرة مزاعمَ بأن شركة كبرى للأدوية أخفت تقارير تشير إلى أن عقَّارها الرئيسي المضاد للالتهاب يتسبب في الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية (سبكتر، ٢٠٠٩)، وأن علماء البيئة قد تآمروا من أجل منع الصحف التي يراجعها النظراء من نشر أبحاث أجراها باحثون يشكون أن الاحترار العالمي يمثل أزمة (هايوارد، ٢٠٠٩؛ ريفكن، ٢٠٠٩). ثمة العديد من النظريات عن تآمر أطباء أو شركات أدوية من أجل حظر عقاقير طبية وفيتامينات وأطعمة صحية غير تابعة للتيار السائد. فيزعم أحد المؤلفين أن الشركات الكبرى والمؤسسة الطبية تآمرت من أجل إعاقة البحث عن علاج لمرض الإيدز حتى يستطيعوا بيع عقاقيرهم وأدويتهم غير الفعالة (نوسباوم، ١٩٩٠).

الكثير من هذه النظريات ما هي إلا نظريات سخيفة، لكنَّ بعضها معقول والبعض الآخر ينطوي على بعض أوجه الحقيقة. كيف يمكننا إذن التمييز بين غريبي الأطوار المسليين، والمُضَلَّلين بحق، والخصوم الجشعين، والمتشككين الجادين الذين يشككون في قضايا لا تحظى بإجماع كافٍ؟ في ظل المزاعم العلمية تكون الإجابة الحاسمة الوحيدة هي إعادة فحص بيانات الأبحاث الأصلية وإعادة إجراء التجارب والتحليل. إلا أنه لا يوجد من يملك الوقت أو الخبرة لفحص كتابات البحث الأصلية في كل موضوع، ناهيك عن تكرار الأبحاث. ومن ثَمَّ، فإنه من الأهمية بمكان وجود بعض الخطوط الإرشادية من أجل تقرير أيُّ النظريات معقولة بالقدر الكافي لتستحق دراسة جادة.

ومن بين الإرشادات القيمة البحثُ عن منطق متسلسل في مناقشات نظرية المؤامرة (ساستاين وفيرميولا، ٢٠٠٨). يحدث هذا عندما يرى المدافعون عن إحدى نظريات المؤامرة أنه من الضروري تضمين المزيد والمزيد من الأشخاص الذين يمكن فقط تفسير فشلهم في اكتشاف المؤامرة أو كشفها بتورطهم المزعوم. ومن الإرشادات الأخرى البحث عن مزاعمَ مبالغٍ فيها عن سُلطة المتآمرين، وهي مزاعم توجد حاجة إليها من أجل تفسير كيف تمكنوا من إخافة الكثير من الأشخاص وإخفاء آثارهم ببراعة كبيرة. وكلما زاد اتساع نطاق المؤامرة المزعومة وقوتها، قل احتمال إمكانية بقائها دون أن يكتشفها أحد.

على سبيل المثال، ادعاء أن الهبوط على القمر في عام ١٩٦٩ كان خدعة يشير ضمنًا إلى تواطؤ آلاف العلماء والفنيين الأمريكيين في الخدعة، وكذلك علماء الفلك السوفييت وغيرهم في جميع أنحاء العالم ممن تابعوا الحدث. ومن غير المعقول على الإطلاق تصديق أن مثل هذه المؤامرة يمكن أن تصمد. من ناحية أخرى، كانت نظرية تآمر عدد قليل من الأفراد في حملة ريتشارد نيكسون لاقتحام مكاتب خصومهم في مبنى ووترجيت معقولة وثبت أنها تستحق التحقيق. بالمثل، فإن نظريةَ تآمر مجموعة من علماء المناخ من أجل إخفاء أبحاث يعتقدون أنها مضللة وتضر بالسياسة العامة معقولةٌ وتستحق التحقيق، رغم الاحتمال الضئيل بأن تظل مثل هذه المؤامرة غير معروفة لمدة طويلة.

تعريف «المؤامرة»

يرجع نجاح ميم المؤامرة إلى وجود المؤامرات بالفعل في عالم الواقع. فلا يمكن رفض مزاعم وجود المؤامرات دون تفكير، لكن يصعب اختبارها؛ لأن غياب الدليل يمكن تفسيره على أنه في حدِّ ذاته دليل على مدى براعة المتآمرين في إخفائه. وأول خطوة في اختبار مزاعم المؤامرة تحديد الأمر المزعوم بالضبط. لا يوجد تعريف واحد متفَق عليه «للمؤامرة»، ويستخدم الناس المصطلح بطرق مختلفة بناءً على وجهة نظرهم. يضع قاموس أكسفورد للغة الإنجليزية تعريفًا عامًّا وواسعًا للمؤامرة على أنها «اتفاق بين فردين أو أكثر للقيام بعمل إجرامي أو غير قانوني أو مستهجن.» وهناك تعريفات قانونية للمؤامرة الإجرامية، لكن كون الشيء «مستهجنًا» إنما يعتمد على ما يراه المشاهد. فعندما أكَّدت هيلاري كلينتون أن زوجها كان ضحية «مؤامرة واسعة من حزب اليمين»، واتهم ليندون جونسون الإعلام والنشطاء الليبراليين «بالتآمر» لمعارضة سياساته المتعلقة بحرب فيتنام، كان هؤلاء المدعين يتعمدون الغموض بشأن ما إذا كانوا يشيرون إلى سلوك غير قانوني أم مجرد سلوك مستهجن (كرامر وجافريلي، ٢٠٠٥). فأي مجموعة من الأشخاص يتحدون معًا من أجل قضية لا يحبها المتحدث فربما يتهمون بأنهم «متآمرون».

إلا أن كلمة مؤامرة عادةً ما تشير أيضًا إلى شيء سري أو خفي. يعرف بيجدن (٢٠٠٦، ٢٠) المؤامرة بأنها «خطة سرية من جانب مجموعة ما من أجل التأثير جزئيًّا في الأحداث بعمل خفي.» والمؤامرات — بتعريفها هذا — تحدث قطعًا، وقد يحدث ألا يُكتشف أكثرها نجاحًا أبدًا. وتضم هذه المؤامرات: المؤامرة (الفاشلة) لاغتيال أدولف هتلر، وهجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ الإرهابية، ومؤامرة ووترجيت. إلا أن مصطلح «نظرية المؤامرة» عادةً ما يشير إلى مزاعم بأن أحداثًا على قدر كبير من الأهمية تسبب فيها مؤامرات لم يكشف أمرها إلى الآن (كودي، ٢٠٠٦). فلا يعتبر الادعاء بأن مركز التجارة العالمي قد فجَّره تنظيم القاعدة نظريةَ مؤامرة من هذا المنظور، لكن الادِّعاء بأن من فجره هم عملاء إسرائيليون أو أن السلطات الأمريكية كانت تعلم مسبقًا بالأمر يعد كذلك. ليس هناك مجال للتوصل إلى اتفاق بشأن تعريف «رسمي»، لكن من يدَّعون وجود مؤامرة يجب تحديهم بأن يكونوا واضحين بشأن ما يقصدون.

وتشهد ميم المؤامرة أفضل فرص ازدهارها في مجالات السياسة والدين والصحافة؛ حيث يستطيع العاملون بهذه المهن النجاح من خلال جذب أتباع من عامة الشعب. وليس من الضروري أن يؤمن أصحاب هذه المهن فعليًّا بالنظرية، فربما يرونها معقولة فحسب ومفيدة في إثارة الشكوك وإضعاف الثقة في المنافسين. لكن هذه الاستراتيجية لا يجب أن تكون كافية بالنسبة للعلماء؛ فالاكتشافات العلمية تكون اكتشافاتٍ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وليست تكهناتٍ بشأن أحداث غير مكتشفة. ويجب أن تكون هذه الاكتشافات قابلة لإعادة اكتشافها من قِبل علماء آخرين.

لا يوجد متسع لاستخدام ميم المؤامرة في عمل العلماء الروتيني؛ لأن النجاح في المهن العلمية يأتي من تطبيقات تنجح في الفوز بمنح، ومن نشر اكتشافات مهمة في المجلات التي يراجعها النظراء. فمهاجمة علماء آخرين بوصفهم متآمرين لا تساعد معظم العلماء في مهنهم، مهما كان مقدار إحباطهم من الحكام أو المحررين أو الزملاء أو الإداريين الذين يرفضون مخطوطاتهم أو مقترحات المنح الخاصة بهم أو يحرمونهم من وظائف دائمة. إلا أن ميم المؤامرة قد تكون مفيدة للعلماء البعيدين كل البعد عن التيار السائد في مجالهم، حتى إنهم يسعون للُّجوء إلى مصادر تمويل بديلة أو منافذ بديلة للنشر. كما تظهر ميم المؤامرة من حين لآخر عندما تتدهور الصحة العقلية لأحد العلماء لدرجة أنه يفقد الاتصال بالواقع.

أما المحامون — على النقيض — فلديهم مجال واسع لاستخدام ميم المؤامرة؛ لأنهم ينجحون من خلال إقناع المحلِّفين. إذ إنها تمثل جزءًا من المخزون القياسي للميمات التي يستخدمونها من أجل تكذيب الأدلة التي يقدمها جميع أنواع «الخبراء»، بما فيهم العلماء. يركز المحامون على دوافع الخبراء، وعلى من وظفهم، وعلى ما يتقاضونه نظير شهادتهم، وهكذا. كذلك فإنهم يبحثون عن «خبير» يشهد لصالحهم، مما يشير إلى أن الخبرة معروضة للبيع مقابل أعلى سعر، وأن الرأي منقسم في القضية موضع النقاش. وقد تكون المكافآت عظيمة للغاية إذا أسفرت دعوى جماعية عن تسوية ضد شركة ثرية.

مؤامرات اللقاحات

حصلت نظريات المؤامرة فيما يتعلق باللقاحات على دفعة هائلة عندما نشرت المجلة الطبية المحترمة «لانسيت» دراسة تشير إلى صلة افتراضية بين مصل الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية من ناحية، ومرض التوحد من ناحية أخرى (برجس وآخرون، ٢٠٠٦). وقد ألقى الإعلام الضوء على هذا الخبر رغم الحجم الصغير للعينة التي فحصتها الدراسة واستنتاجاتها السببية الافتراضية. وقد كان رد فعل الجمهور أكبر بكثير مما توقعته الهيئات الطبية وهيئات الصحة العامة. ومن ضمن الأسباب التي أثارت رد فعل الجمهور: الاستياءُ من الضغط على الوالدين، وانعدام الثقة في الهيئات الطبية، والطبيعة الكارثية المحتملة للخطر المتوقع على جماهير ضعيفة. وكان ثمة احتمال أيضًا في وجود تسوية لدعوى جماعية لصالح آباء وأمهات يعتقدون أن أطفالهم قد تعرضوا للأذى بسبب اللقاحات — وكان بعضهم في حاجة ماسة للمساعدة في الاعتناء بأطفالهم المصابين بالتوحد.

وكانت النتيجة هي تراجع نسبة الآباء الذين يطعِّمون أطفالهم؛ ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة الإصابة بالمرض، خاصة في المملكة المتحدة. وقد استجابت السلطات لذلك من خلال اقتباس اكتشافات من دراسات وبائية كبرى، لكن معظم التغطية الإعلامية ركزت الضوء على سرد قصصي وقصص شخصية. وربما يعود استعادة الجماهير لثقتهم في اللقاح إلى الإفصاح عن وجود تضارب للمصالح من جانب الطبيب الذي نشر المقال الأصلي — والذي سحبته المجلة في نهاية المطاف — أكثر منه إلى تقديم دليل دامغ على عدم وجود علاقة بين التطعيم ومعدلات الإصابة بالتوحد.

عادةً ما يتغاضى منظرو المؤامرة عن الهفوات في منطق وأدلة مؤيديهم، لكنهم سرعان ما ينقضُّون على أي خطأ من جانب معارضيهم. فعندما اتُّهم باحث دنماركي رائد في مجال اللقاحات بسرقة أموال من جامعته، انقض عليه منظرو مؤامرة اللقاحات. فقد استَخدم روبرت إف كينيدي الابن — ابن النائب العام الأمريكي السابق — الحادثةَ لشجب «التستر على اللقاح» على المدونة المؤثرة التي تحمل اسم «هفينجتون بوست» (كينيدي، ٢٠١٠). فقد استبعد نتائج البحث المتعلقة باللقاحات ومرض التوحد على أساس أن هناك تغيرًا طرأ على القانون الدنماركي، إلى جانب افتتاح عيادة جديدة لمرض التوحد. وانتقد الباحثين الذين أجرَوا الأبحاث على هذا اللقاح؛ لتلقيهم أموالًا من مراكز مكافحة الأمراض واتقائها على دراساتهم، وبسبب «وجود شراكة بينهم وبين مسئولي مراكز مكافحة الأمراض واتقائها العازمين على الخداع في انتقاء الحقائق التي تثبت سلامة اللقاح.» لكن إذا لم تكن مراكز مكافحة الأمراض واتقائها قد مولت هذا البحث — إلى حدٍّ كبير استجابةً للمخاوف العامة — فإن معارضي اللقاح كانوا سيستهجنون عدم قيامها بهذا.

مؤامرات الأغذية المعدَّلة وراثيًّا

بدأ الذعر العام من الأغذية المعدلة وراثيًّا عندما ادَّعى العالم أرباد بوستاي في لقاء تليفزيوني أن الفئران قد عانت أضرارًا معوية نتيجة لتناول البطاطس المعدلة وراثيًّا (جينيتكالي موديفايد، ٢٠١٠؛ إنسرينك، ١٩٩٩). كان من الواضح أن هذا الاكتشاف مبدئي؛ فقد اشتملت كل مجموعة من أصل مجموعتين على ستة فئران فقط، وقد تناولت إحداهما بطاطس معدلة وراثيًّا لمدة عشرة أيام فقط. وكانت الآثار المعلن عنها على الفئران ثانوية، لكن الدراسة حظيت بشهرة هائلة؛ نظرًا لأنها غذَّت المخاوف التي كان ينميها منذ وقت طويل أنصار الحفاظ على البيئة والحركات الاجتماعية المناهضة للرأسمالية. ومع تطور الجدال، بدأت تطرح أسئلة حول نزاهة الدراسة، الأمر الذي دفع بوستاي إلى ترك معهد الأبحاث الذي كان يعمل به. إلا أن النشطاء المناهضين للأغذية المعدلة وراثيًّا أدانوا الانتقادات الموجهة للبحث واعتبروها مؤامرة، ونشروا التماسًا بين العلماء يدعم حقوق بوستاي. وفي النهاية، نشرت مجلة «لانسيت» دراسته، والتي لم تكن قد ظهرت بعد في مجلة يراجعها النظراء. وقد أرسلوها إلى ستة مراجعين ولم يرفض نشرها إلا واحد فحسب، ولكنَّ أحد المراجعين الذين وافقوا على النشر قال إنه «يرى الدراسة معيبة، ولكنه وافق على النشر حتى يتجنب شبهة التآمر ضد بوستاي، وليعطي زملاءه فرصة لرؤية البيانات بأنفسهم» (إنسرينك، ١٩٩٩).

عندما عرض بوستاي اكتشافاته على التليفزيون، تلقَّى اهتمامًا استثنائيًّا لدراسةٍ ربما لم تكن لتُقبل بخلاف ذلك من قِبل إحدى أهم المجلات العلمية. على الأقل، كان هذا رأي محرر مجلة منافسة تساءل: «متى كانت آخر مرة نشرت فيها [مجلة لانسيت] دراسة عن الفئران لا يمكن تفسيرها؟ فهذا يقلل المعايير حقًّا» (إنسرينك، ١٩٩٩). فنشر اكتشافات على الإنترنت أو عبر الإصدارات الصحفية يُبرَّر على أنه طريقة لإتاحة الاكتشافات المهمة بسرعة، لكنه يتحايل كذلك على عملية المراجعة العلمية الطبيعية. فأحيانًا تصبح هذه «الاكتشافات» — مثل الادعاء بأن التراجع في معدلات الجريمة بالولايات المتحدة في تسعينيات القرن العشرين كان نتيجة لتشريع الإجهاض في سبعينيات القرن نفسه — جزءًا من الحكمة التقليدية قبل أن يحصل العلماء الآخرون على فرصة لفضح زيفها (زيمرنج، ٢٠٠٦).

ميم النقاش العادل

يستشهد عادةً المنشقُّون عن التيار العلمي السائد بميم وجود جانبين في كل قضية، ولكل جانب الحق في فرصة متساوية لعرض حجته. كان من أشهر اقتراحات جورج دبليو بوش اقتراح أن يَدرس الطلاب كلًّا من نظرية التطور ونظرية الخلق حتى يستطيعوا تحديد أي منهما لديها الحجة الأكثر إقناعًا. وبالمثل، يطالب منكرو الهولوكوست بالحصول على فرصة مماثلة لعرض حجتهم، ويمكنهم السفر إلى طهران أو أي مكان آخر يستطيعون العثور فيه على جمهور يتقبل حجتهم. إذا نجح هؤلاء المنشقون — أو «المراجعون للتاريخ» — في الحصول على فرصة لعرض حجتهم؛ فإنهم سوف ينقضُّون على أي ثغرات أو تناقضات في الدليل المقدم من قِبل باحثي وجهة النظر السائدة، باستخدام خطب بلاغية تشكك في دوافع خصومهم، في حين يتجنبون أية إشارة إلى ضعف أو تحيز في حجتهم.

تُستخدم ميم الدفاع هذه على نطاق واسع في المحاكم والمناقشات السياسية، وتكون مجدية عندما تكون القضية المطروحة تتعلق بالذوق أو الأخلاق. ولكن لا يكون الأمر مجديًا للعلماء بسبب وجود إجابات صحيحة وخاطئة بصورة موضوعية لمعظم القضايا العلمية، فلا يمكن حل هذه القضايا بتصويت طلاب المدارس. فربما يكون طلاب المدارس في عام ١٩٤٥ قد اتفقوا مع التصريح الشهير للأدميرال الأمريكي ويليام ليهي أن «القنبلة الذرية لن تنفجر أبدًا، وأنا أقول ذلك بصفتي خبيرًا في المفرقعات.» لكن بمجرد انفجار القنبلة، لم يعد هناك جانبان للنقاش.

ميم الخبرة العلمية

عندما قرر الرئيس هاري ترومان متابعة مشروع القنبلة الذرية، اعتمد على ميم أخرى قوية للغاية في المجتمعات الغربية، وهي الاعتماد على الخبرة العلمية. وعلى الأرجح سيقتنع صناع القرار وعامة الناس بهذه الميم عندما يكون العلماء متفقين، وعندما يكون هناك سجل جيد لنصائحهم والتوصيات المتعلقة بالسياسة. وهناك توتر متأصل بين رغبة صناع السياسة في الحصول على إجماع للرأي، وحاجةِ العلماء في أن يظلوا منفتحين على نظريات وأدلة بديلة. وربما يتراءى للعلماء الذين يرغبون في التأثير على السياسة ادعاء وجود إجماع علمي عندما لا تبرهن الحقائق على وجود مثل هذا الإجماع.

لقد خسرنا — نحن علماءَ الاجتماع — كثيرًا من تأثيرنا المحتمل؛ لأننا كثيرًا ما يُنظر إلينا على أننا مؤيدون لقضية ما أكثر من كوننا باحثين موضوعيين. وقدرتنا على توقع نتائج السياسة محدودة للغاية، إلا أننا أحيانًا ما نقع في شَرَك ادعاء معرفة أكثر مما نعرف بالفعل. ظل علماء الاقتصاد القياسي ينشرون تحليلاتٍ متضاربةً للعلاقة بين عقوبة الإعدام ومعدلات جرائم القتل لعقود دون إحراز أي تقدم فعلي، ومع ذلك استمروا في استخدام اكتشافاتهم في الدفاع عن عقوبة الإعدام أو مناهضتها (جورتزل وجورتزل، ٢٠٠٨). عندما اقترح الرئيس بيل كلينتون إصلاحًا لنظام الرعاية الاجتماعية في الولايات المتحدة، تنبأ علماء الاجتماع المتخصصون في هذا المجال على مستوى العالم تقريبًا بزيادةٍ كارثية في معدلات الفقر والجوع نتيجة لذلك. ودافعوا في بعض الحالات عن توقعاتهم باستخدام نماذج إحصائية مفصلة، رغم أن هذه النماذج لا يوجد لها سجل مثبت للتنبؤ بتوجهات الفقر (جورتزل، ١٩٩٨). وقد أذعن الرئيس كلينتون لرأي السياسيين والنشطاء المحافظين الذين تنبئوا بأن معدلات الفقر والتبعية ستنخفض، وقد حدث هذا بالفعل.

تصادم الميمات: منكرو فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز

ظهر الصراع بين ميم النقاش العادل وميم الخبرة العلمية في الجدل بين المحرر الراحل لمجلة «نيتشر» جون مادوكس وعالم الأحياء بيتر ديوسبرج، الذي يعارض نظرية أن فيروس نقص المناعة البشرية يسبب مرض الإيدز. واعتمادًا على معايير العدالة في النقاش، طالب ديوسبرج (١٩٩٥) بحق الرد على الأبحاث العلمية التي تدافع عن الآراء السائدة بشأن العلاقة بين فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. وفي مرحلة معينة من النقاش، رفض مادوكس الاستمرار في إعطاء ديوسبرج «حق الرد»، مشيرًا إلى أن ديوسبرج «قد خسر حق الحصول على إجابات بسبب أسلوبه البلاغي. فكان يعتبر الأسئلة التي لا يجاب عنها لمدة أكثر من عشر دقائق تقريبًا إثباتًا آخر على أن فيروس نقص المناعة البشرية لا يسبب الإيدز. ومن ناحية أخرى، فإن الدليل الذي يناقض فرضية العقَّار البديل يُنحَّى جانبًا.» وأشار مادوكس إلى أن ديوسبورج لم يكن يطرح أسئلة علمية منطقية، بل بالأحرى يقدم مطالب ويفترض أنك «إن لم تستطع الإجابة عن هذا، وعلى الفور، فإن اعتقادك بأن فيروس نقص المناعة البشرية يسبب الإيدز خاطئ» (مادوكس، ١٩٩٣).

قال مادوكس: إن «ديوسبرج لن يكون وحده من يؤكد على أن هذا لا يزيد عن كونه وصفة لقمع الاعتراضات على الحكمة المعترف بها. وربما يكون كذلك، إلا أن مجلة «نيتشر» لن تستخدمه على هذا النحو. بدلًا من ذلك، سيُنشر ما يستمر ديوسبرج في التصريح به عن سبب الإيدز للصالح العام. فعندما يقدم للنشر نصًّا يمكن توثيقه، فإنه سينشر إن أمكن ذلك.» ونظرًا لأن مادوكس محرر في مجلة علمية، كان لديه مبرر عندما قال إنه ينشر الأبحاث التي تقدم اكتشافات جديدة، لا الأبحاث التي تنتقي الأسئلة غير المجاب عنها في أعمال أناس آخرين. إلا أن مادوكس كان واقعيًّا في إدراك أن رفضه نَشْرَ تعليقات إضافية من ديوسبرج قد يراه المؤمنون بنظرية مؤامرة الإيدز على أنه نوع من الرقابة.

ميم مقاومة الأعراف

يعتمد ديوسبرج وغيره من المنشقين أيضًا على ميم بلاغي آخر راسخ، وهو الميم الخاص بالعالِم الشجاع المستقل الذي يقاوم الأعراف. ويُقدم هذا الميم عادةً باستخدام مثال دفاع جاليليو عن نموذج مركزية الشمس في نظام المجموعة الشمسية ضد عرف الكنيسة الكاثوليكية. وتوجد حالات أخرى لعلماء منشقين ثبتت صحة كلامهم فيها بعد. ويخبرنا توماس جولد (١٩٨٩) عن مواجهته «لعقلية القطيع» في العلم عند تطوير نظرياته عن آليات عمل الأذن الداخلية وطبيعة النجوم النابضة بوصفها نجومًا نيوترونية دوارة، واللتين قُبلتا فيما بعد. ولا تعد «عقلية القطيع» هذه نتاجًا لمؤامرة متعمدة، رغم أنه يمكن رؤيتها كذلك. فهي ظاهرة سلوك جماعي؛ فالاعتقاد يُدعَّم ويصبح جزءًا من الحكمة التقليدية بسبب تكراره كثيرًا. وهذا هو سبب أهمية من يقدمون وجهات نظر مختلفة. والانشقاق عن العرف ليس صعبًا؛ بل الجزء الصعب هو أن يكون لديك بالفعل نظرية أفضل من النظرية التقليدية. ويجب نشر النظريات المنشقة إذا كانت مدعومة بدليل مقنع، لكن هذا لا يعني إعطاء النقاد «وقتًا مساويًا» للانشقاق عن كل اكتشاف يصل إليه عالم من علماء التيار السائد.

يشير مادوكس — في رده على ديوسبرج — إلى الحجة الفلسفية المرتبطة بكارل بوبر، بأن العلم يتقدم من خلال تكذيب الفرضيات. فيقول مادوكس: «إن النظريات الصحيحة الجيدة (وفقًا لبوبر) هي نظريات قابلة للتكذيب، ويمكن لتكذيب واحد أن يتسبب في انهيار نظرية جيدة.» إلا أنه يستأنف حديثه في الجملة التالية، ويستند ضمنيًّا إلى فلسفة مختلفة للعلم — ترتبط عادةً بعمل إمري لاكاتوش — وهي أن العلم عادةً ما يتقدم من خلال تصحيح برامج الأبحاث القائمة والإضافة إليها، لا تركها كلما فشلت إحدى الفرضيات. ويقول مادوكس: «لا تعد الأسئلة غير المجاب عنها تكذيبًا، بل يجب أن تكون محفزًا لمزيد من الأبحاث.»

يغير العلماء بالفعل أفكارهم استجابةً للأدلة الجديدة، ربما أكثر من غيرهم في معظم مناحي الحياة. فقد ترك لينوس بولينج نموذج اللولب الثلاثي للحمض النووي (دي إن إيه) بمجرد رؤيته الدليلَ على نموذج اللولب المزدوج. لكنه لم يتخلَّ قط عن تأييده لفيتامين ج كعلاج لنزلات البرد الشائعة والسرطان، بصرف النظر عن العديد من الدراسات التي فشلت في إظهار فَرْقٍ جوهريٍّ بين المجموعات التجريبية والمجموعات الضابطة. وجد بولينج أخطاءً في تصميم أبحاث كل دراسة، وأصر على أن النتائج ستكون مختلفة إذا أجريت الدراسة بأسلوب مختلف. وهو نفسه لم يُجرِ قط أيَّ أبحاث تجريبية على فيتامين ج، وهي أبحاث كانت ستخاطر بإثبات عدم صحة فرضياته. بدلًا من ذلك حصر نفسه على فضح زيف الدراسات العلمية المنشورة. وللأسف، ربما يُعرف بولينج أكثر لدى عامة الناس بهذا العمل أكثر من إسهاماته الأساسية التي لا جدال فيها في مجال الكيمياء. لم يدَّعِ بولينج أنه كان ضحية مؤامرة؛ ولكنه رأى نفسه في تحدٍّ مع عقلية القطيع في العلم؛ إلا أن مكانته العلمية أضفت مصداقية على من سعَوا للتشكيك في العقَّار العلمي بوصفه مؤامرةً من الأطباء وشركات الأدوية (جورتزل وجورتزل، ١٩٩٥). وعادةً ما تكون الخبرة العلمية متخصصة إلى حدٍّ ما، والعلماء المؤيدون لقضايا سياسية ذات صلة طفيفة بمجال تخصصهم لا حق لهم على وجه الخصوص في ادعاء الحقيقة.

يبدو منظرو المؤامرة عادةً أنهم يؤمنون أن باستطاعتهم إثبات خطأ إحدى النظريات العلمية من خلال العثور على خطأ ثانوي أو ثغرة في الدليل الذي يثبتها. ثم يدَّعون وجود مؤامرة عندما يحاول العلماء إصلاح الخطأ أو سد الثغرة. وإذا ثابر العلماء في عملهم — على افتراض أنه سيتم العثور على حل — فإنهم يُتهمون مرة أخرى بحياكة مؤامرة. في الواقع، فإن حالاتِ الإطاحة بنظرية علمية كاملة بسبب اكتشاف سلبي نادرةُ الحدوث وتقع على فترات متباعدة. وينطبق هذا فعليًّا على المجالات التي تعتمد على عمل نماذج إحصائية للظواهر المعقدة التي عادةً ما يكون لها نماذج متعددة متساوية في الجودة (أو السوء)، ويكون عادةً اختيار مجموعة البيانات، والقرارات المتعلقة بتصفية مجموعة البيانات مهمًّا. والاختبار الأهم للبرنامج البحثي هو ما إذا كان هناك تقدم يتم إحرازه على مدار فترة من الزمن، وما إذا كان من الممكن إحراز تقدم أفضل باستخدام منظور آخر. ويمكن قياس التقدم من خلال تراكم كيان صلب من المعرفة يمكن إثباته مع وجود احتمال كبير في صحته (فرانكلين، ٢٠٠٩).

مؤامرة تغير المناخ

حظيت ميم المؤامرة بحضور بارز على وجه الخصوص في الجدل الدائر حول الاحترار العالمي. فعندما نشرت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية تقريرها في عام ١٩٩٦، اتهمها عالم الفيزياء البارز المتقاعد فريدريك سايتز (١٩٩٦) «بالخدعة الكبرى بشأن الاحترار العالمي» في الصفحات قبالة المقالات الافتتاحية في صحيفة «وول ستريت جورنال». لم يقدم سايتز حجةً علميةً على أن استنتاجات التقرير خاطئة، بدلًا من ذلك هاجم إجراءات اللجنة في تحرير وثيقتها، متهمًا المحررين بانتهاك قواعدهم من خلال إعادة صياغة وإعادة ترتيب أجزاء من النص بهدف إخفاء وجهات نظر العلماء المتشككين. وقد ثبتت فعالية هذه النقطة التي تبدو غير واضحة بشأن تحرير وثيقة تقنية للأمم المتحدة على نحو ملحوظ في توفير نقطة يتجمع حولها المعارضون لاستنتاجات التقرير.

وقد خلصت مراجعة متأنية للواقعة (لاهسن، ١٩٩٩) إلى أن المحررين لم ينتهكوا أيًّا من قواعدهم، وأن تغييرات التحرير كانت منطقية. فدور المحررين في نهاية الأمر هو تحرير النصوص، لا سيما عندما تكون النصوص قد كتبتها إحدى اللجان. لم تُمحَ الحجج المتشككة من التقرير، لكن تم تغيير موقعها وإعادة صياغتها، وربما هذا ما منحها تأكيدًا أقل من الذي ظن سايتز أنها تستحقه. إلا أن ميم المؤامرة كانت ناجحة في تحويل كثير من الجدل العام من جوهر الموضوع إلى نقد الأشخاص والإجراءات والدوافع. وقد شعر علماء المناخ بالهجوم عليهم وبدءوا بوضوح في النظر إلى أنفسهم على أنهم نشطاء تحت الحصار أكثر من كونهم علماء محايدين. وفي عام ٢٠٠٩، نشر متسللو أجهزة الكمبيوتر رسائل بريد إلكتروني خاصة توضح في ظاهرها أن بعض علماء المناخ مارسوا ضغوطًا على المحررين حتى لا ينشروا أبحاث المتشككين، وأن علماء المناخ قد بحثوا عن طرق من أجل تقديم بياناتهم لدعم وجهات نظرهم المؤيدة (ريفكن، ٢٠٠٩؛ هايوارد، ٢٠٠٩؛ برودر، ٢٠١٠).

يعتمد علم المناخ بشدة على نماذج إحصائية معقدة تقوم على بيانات محدودة؛ لذا ليس عجيبًا أن تقدِّم النماذج القائمة على افتراضات مختلفة نتائجَ مختلفة (شميت وأمان، ٢٠٠٥). وقد كان بعض العلماء عند تقديم نتائجهم متسرعين، حتى إنهم لم يتمكنوا من صياغة اتجاهاتهم برفق في صورة «الرسم البياني للحرارة» الذي يتناسب مع الاتجاه الذي يؤيدونه. وقد راجعت العديد من المجموعات المختلفة من متخصصين مؤهلين البيانات بعناية، وكانت النتيجة «رسم بياني للحرارة» أقل استقامة، مع وجود ارتفاع في درجة الحرارة خلال فترة من الدفء في القرون الوسطى، وانخفاضها خلال عصر جليدي صغير. لكن الارتفاع الحاد في الدفء في القرن العشرين — الذي يعد النقطة الرئيسية للتحليل — لا يزال موجودًا («جدل الرسم البياني للحرارة»، ٢٠١٠؛ برومفيل، ٢٠٠٦).

ولا يتسع المجال هنا لاستعراض جوهر المسألة، والذي حظي بنقاش مكثف في هذه المجلة. ورغم هذا، من الجوانب المشجعة أنه رغم مرارة هذا النقاش عن سلوك العلماء، فإنه يوجد إجماع كبير على مسألة الاحترار العالمي نفسها. يقول أحد النقاد الموثوق بهم — على سبيل المثال — صراحة: إن «تغير المناخ ظاهرة حقيقية، وتوجد مخاطرة لا يستهان بها في وجود عواقب كبرى في المستقبل» (هايوارد، ٢٠٠٩). لكن لا يوجد إجماع للآراء حول مدى ارتفاع هذه المخاطرة، أو مدى سرعة احتمال تحققها، أو تكلفة الاستراتيجيات اللازمة للتصدي لها أو مدى فائدتها.

أما النقاد الأقل إحساسًا بالمسئولية، فينبذون هذه القضية ببساطة بوصفها خدعة، ويركزون بشكل حصري على هفوات الجانب الآخر. وقد أعطى علماء المناخ منظري المؤامرة مدخلًا من خلال إتاحة المجال لتأييدهم لتشويه علمهم، مما عرض مصداقية عملهم للخطر، وللمفارقة! أضعف الحركة السياسية نفسها. وهذا مؤسف بشكل خاص؛ لأن العلم الأساسي صحيح في جوهره.

عواقب المؤامرة

ربما يميل العلماء — عندما يواجهون هجمات على مصداقيتهم المهنية — إلى الانسحاب من عالم السياسة العامة. إلا أن السماح لمنظري المؤامرة بالهيمنة على الجدل العام يمكن أن تكون له عواقب مأساوية. فالخوف من العلم والإيمان بالمؤامرات أدى بالآباء البريطانيين إلى تعريض أطفالهم لأمراض تُعرِّض حياتهم للخطر؛ وأدى بوزارة الصحة في جنوب أفريقيا إلى رفض علاجٍ بالفيروسات القهقرية لمرض الإيدز، وأدى بحكومة زامبيا إلى رفض الأغذية المعدلة جينيًّا من الولايات المتحدة في غمرة التعرض لمجاعة. والخوف من العلم ليس بالأمر الجديد، فقد كان بنجامين فرانكلين خائفًا من تطعيم عائلته ضد الجدري، وندم على هذا بشدة عندما توفي ابن له من المرض في عام ١٧٣٦. واليوم، يرتكب الآباء الخطأ نفسه!

أحيانًا تجد مجموعاتُ التأييدِ أن إثارة المخاوف من العلم أسهل من الدفاع عن أهداف أخرى ربما تكون فعليًّا أكثر أهمية لمخاوفهم. فقد كان النشطاء المناهضون للرأسمالية والمناهضون للشركات والمناهضون للأمريكان هم من حشدوا الحركة المناهضة للأغذية المعدلة جينيًّا في أوروبا إلى حدٍّ كبير؛ إذ إنهم رأوا أن هذا الأسلوب أكثر فعالية من مهاجمة رأسمالية الشركات مباشرةً (بوردو، ٢٠٠٠؛ سكورمان، ٢٠٠٤). وتحظى هذه الأيديولوجيات بدعم أقل بكثير في أمريكا الشمالية، وكانت جهود الحشد المناهض للأغذية المعدلة جينيًّا هناك أضعف بكثير. فسكان أمريكا الشمالية لم يعانوا أي آثار صحية سيئة واضحة بسبب إدخال هذه الأغذية في نظام غذائهم، وهي حقيقة تتجاهلها عمدًا منظمة السلام الأخضر وغيرها من مجموعات التأييد الأخرى. ويتوقع المرء أنه إذا كانت البذور المعدلة جينيًّا قد ابتكرتها إحدى الحكومات الاشتراكية، فإن مجموعات التأييد هذه كانت ستعلن أنها انتصار عظيم في الحرب ضد الجوع.

تتطلب السياسة العامة التوصل إلى إجماع آراء من أجل اتخاذ قرارات، رغم أن بعض الشك عادةً ما يبقى. وإذا لم يستطع العلماء فعل ذلك، فإن توقع قيام السياسيين أو الصحفيين به أمر مبالغ فيه قطعًا. وجهود تحديد ماهية إجماع الآراء عرضة للهجوم من قِبل منظري المؤامرة الذين يصوِّرون إجماع الآراء على أنه آلية لقمع المعارضة والنقاش. لكن سيظل دائمًا المعارضون موجودين، وفي مرحلة معينة يصبح الجدال معهم غير مثمر. في عام ١٨٧٠، سمح ألفريد راسل والاس لنفسه بالانخراط في صراع مطول مع الباحث في النظرية القائلة بأن الأرض مسطحة جون هامبدن، وهو محرر مجلة «تروث سيكرز أوراكل وسكريبتورال ساينس ريفيو». وقد اشتمل جدالهم حول ما إذا كانت الأرض كروية أم لا على قياس درجة انحدار الماء في قناة أولد بيدفورد في إنجلترا. وكان هناك رهان علني فاز به والاس، تلاه رفع قضية عندما رفض هامبدن سداد قيمة الرهان، وتهديد ضد حياة والاس، وحكم بالسجن على هامبدن. ولم يقتنع هامبدن وأتباعه قط بأن الأرض ليست مسطحة، ومن الواضح أن الاعتقاد في «مؤامرة كروية الأرض» موجودة إلى يومنا هذا (جاروود، ٢٠٠٨؛ أونيل، ٢٠٠٨).

لن يصل العلماء قط إلى إجماع للرأي مع أنصار نظرية أن الأرض مسطحة أو مع من يعتقدون أن الأرض قد خلقت في عام ٤٠٠٤ قبل الميلاد، ولا حاجة لهم بذلك. فأفضل ما يستطيع العلم تقديمه هو درجة محددة بوضوح من إجماع الرأي بين العلماء الذين يبنون استنتاجاتهم على بيانات تجريبية. وقد أعيقت جهود التوصل إلى إجماع للآراء بشأن قضايا مهمة بسبب تأثير فلاسفة العلم الذين يؤيدون برامج الأبحاث المتصارعة، والتحولات النموذجية والثورات العلمية (فرانكلين، ٢٠٠٩؛ ستوف ١٩٨٢). ورغم أن هذه الأحداث توجد بالفعل في تاريخ العلم، فإنها استثنائية. فمعظم العلوم — أغلب الوقت — تتقدم من خلال التراكم المنظم والتدريجي للمعرفة التي يُقرُّها ويقبلها المتخصصون في المجال. فالمعارضة المتأصلة في المخاوف الدينية أو الأيديولوجية مقبولة كجزء من العملية السياسية الديمقراطية، لكنها لا ينبغي أن تمنع العلماء من التوصل إلى إجماع للآراء عندما يكون ذلك مبررًا.

مراجعة النظراء

تلعب عملية مراجعة النظراء في الدوريات العلمية دورًا محوريًّا في تحديد اكتشافات الأبحاث التي تستحق تضمينَها في الإجماع العلمي على قضية ما. ومن ثَم، فإن هذه العملية مستهدفة من قبل منظري المؤامرات. وعادةً ما يكون النظراء المراجعين مجهولي الهوية؛ مما يشير إلى أنه ربما يوجد لديهم ما يخفونه. رغم أن أسماء المؤلفين عادةً ما تمحى من على الدراسات التي تُراجع، فإن المراجعين غالبًا ما يكونون متخصصين في المجال نفسه، ويمكنهم دومًا تخمين هوية المؤلفين. ولا يكون المراجعون في وضع يخوِّلهم رصد تزييف فعلي؛ فلا يستطيعون إعادة تنفيذ التجارب أو تحليل البيانات. وربما يرفضون أبحاثًا تتعارض مع الحكمة التقليدية أو الإجماع السياسي في مجالهم (فرانكلين، ٢٠٠٩، ٢٠٥-١١). ولم يُقترح بديل مناسب لمراجعة النظراء، لكن ربما تساعد المبادرات التي تهدف إلى جعل عملية المراجعة أكثر شفافية، بما في ذلك جعل تعليقات المراجعين والبيانات الأصلية متاحة على الإنترنت.

تم التقليل من شأن مصداقية مراجعة الأقران في الجدل الحالي حول الاحترار العالمي؛ لأن المراجعين مأخوذون من مجموعة صغيرة إلى حدٍّ ما من المتخصصين المعروفين بأن لديهم أجندةَ سياسات. فتعيين لجان من علماء بارزين من أجل مراجعة متن البحث في المجال يعد خطوة ممتازة لإعادة بناء المصداقية (برودر، ٢٠١٠). يجب أن يتوافر للِجان المراجعة وصول كامل لكل مجموعات البيانات، بالإضافة إلى الوقت والخبرة لإجراء تحليلها الخاص عند الحاجة، وهو الأمر الذي لا يتوقع عادةً من المراجعين المتطوعين في إحدى المجلات. من المهم أن يعطي هؤلاء المراجعون للمتخصصين المؤهَّلين فرصةَ تقديم وجهات نظر بديلة، طالما أن وجهات النظر هذه تعتمد على تحليل علمي لبيانات مناسبة، لا مجرد نقد جدلي. ومع ذلك، بصرف النظر عن كفاءة عمل هذه اللجان، فمن المحتمل أن تتعرض للهجوم من قِبل منظري المؤامرة.

فإذا أقرَّت اللجان العلمية رفيعة المستوى نتائجَ البحث الأصلية — ربما مع بعض التحذيرات الطفيفة — سيقتنع العديد من الأشخاص. لكن ربما يلجأ من لديهم آراءٌ قوية تجاه القضية إلى منطق تسلسلي، شكًّا منهم في أن لجنة المراجعة جزءٌ كذلك من المؤامرة. ويمكن تطوير المنطق التسلسلي بسهولة إلى عدم ثقة في أي شيء يأتي من مصدر يتعلَّق بالتيار السائد أو طبقة النخبة. في الماضي، توصلت الدراسات النفسية الاجتماعية إلى أن هذا النوع من الاعتقاد السائد في المؤامرات كان أكثر شيوعًا بين المستائين من المؤسسات القائمة ومجموعات النخبة في مجتمعهم، والذين يعتقدون أن الظروف تسوء بالنسبة لأشخاص مثلهم، والذين يعتقدون أن السلطات لا تهتم لأمرهم (جورتزل، ١٩٩٤؛ كرامر، ١٩٩٨).

تستطيع ميم المؤامرة تحويلَ أي قضية علمية جامدة إلى دراما إنسانية يمكن فيها كشف المجرمين واتهامهم. والعلماء غير مدربين على التعامل مع هذا النوع من النقاش، ولا يوجد سبب للتوقُّع أنهم سيبرعون في هذا الأمر على وجه الخصوص. وإذا كانت لديهم آراءٌ قوية أيضًا تجاه القضايا، فمن المحتمل أن يقعوا بأنفسهم في ميم المؤامرة. لكن عندما يستسلم العلماء إلى إغراء «محاربة النار بالنار»، فإنهم يخاطرون بفقدان مصداقيتهم كخبراء. وقد يكون من المغري المبالغةُ في الاكتشافات في منافذ وسائل الإعلام باستخدام رسومات بيانية تلقي الضوء على أكثر الاحتمالات تطرفًا. وقد يكون هذا فعَّالًا على المدى القريب، لكنَّ العامة يشعرون بالخداع عندما يُفنِّد إصدار صحفي غدًا ما أحدث ذعرًا اليوم، فيضعف إيمانهم بالعلم. وفي ظل المناخ السياسي الحالي، يحتاج العلماء إلى الحذر بشأن نشر اكتشافاتهم بشأن القضايا الجدلية، فيجب أن يتأكدوا من أن الاكتشافات قد خضعت لمراجعة شاملة وأن مجموعات البيانات متاحة للآخرين لتحليلها.

في النهاية، ستعكس القرارات السياسية قطعًا المصالح الاقتصادية والمخاوف العاطفية التي تتناقض مع ما يعتقد العلماء أنه الأفضل. لكن يمكن للعلماء أن يصبحوا أكثر فعالية، إذا تجنبوا استخدام ميم المؤامرة وغيرها من الأدوات البلاغية الأخرى، وفصلوا بوضوح — بدلًا من ذلك — بين عملهم العلمي وتحيزهم السياسي كمواطنين.

المراجع
1.Avery, Dylan. 2009. Loose Change 9/11: An American Coup. Distributed by Microcinema International. Released September 22.
2.Broder, John. 2010. Scientists taking steps to defend work on climate. New York Times (March 2). Available online at http://www.nytimes.com/2010/03/03/science/earth/03climate.html.
3.Brumfiel, Geoff. 2006. Academy affirms hockey-stick graph. Nature 441(7097) (June): 1032–33.
4.Burgess, David, Margaret Burgess, and Julie Leasak. 2006. The MMR vaccination and autism controversy in United Kingdom 1998–2005: Inevitable community outrage or a failure of risk communication? Vaccine 24(18): 3921–28.
5.Coady, David. 2006. Conspiracy theories and official stories. In Conspiracy Theories: The Philosophical Debate, edited by David Coady. Hampshire, UK: Ashgate.
6.Dawkins, Richard. 1976. The Selfish Gene. Oxford: Oxford University Press.
7.Duesberg, Peter. 1995. Infectious AIDS: Have We Been Misled? Berkeley, CA: North Atlantic.
8.Enserink, Martin. 1999. The Lancet scolded over Pusztai paper. Science 286 (October 22): 656.
9.Franklin, James. 2009. What Science Knows and How it Knows It. New York: Encounter.
10.Garwood, Christine. 2008. Flat Earth: History of an Infamous Idea. New York: Thomas Dunne.
11.“Genetically modified food conspiracies.” Wikipedia. Accessed March 15, 2010. Available online at http://en.wikipedia.org/wiki/Genetically_modified_food_controversies#cite_note-Enserink1999B-64.
12.Goertzel, Ted. 1994. Belief in conspiracy theories. Political Psychology 15: 731–42. Available online at http://crab.rutgers.edu/~goertzel/conspire.doc.
13.───. 1998. Why welfare research fails. Available online at http://crab.rutgers.edu/%7Egoertzel/fail2.html.
14.Goertzel, Ted, and Benjamin Goertzel. 1995. Linus Pauling: A Life in Science and Medicine. New York: Basic Books.
15.───. 2008. Capital punishment and homicide rates: Sociological realities and econometric distortions. Critical Sociology 34(2): 239–54.
16.Gold, Thomas. 1989. The inertia of scientific thought. Speculations in Science and Technology 12(4): 245–53. Available online at www.suppressedscience.net/inertiaofscientificthought.html.
17.Hayward, Steven. 2009. Scientists behaving badly. The Weekly Standard 15(13) (December 14). Available online at www.weeklystandard.com/Content/Public/Articles/000/000/017/300ubchn.asp.
18.“Hockey stick controversy.” Wikipedia. Accessed February 27, 2010. Available online at en.wikipedia.org/wiki/Hockey_stick_controversy.
19.Kaufman, Leslie. 2010. Darwin foes add warming to targets. New York Times (March 3). Available online at www.nytimes.com/2010/03/04/science/earth/04climate.html.
20.Keeley, Brian. 2006. Nobody expects the Spanish inquisition! More thoughts on conspiracy theory. In Conspiracy Theories: The Philosophical Debate, edited by David Coady. Hampshire, UK: Ashgate.
21.Kennedy, Robert F. 2010. Central figure in CDC vaccine cover-up absconds with $2m. Huffington Post (March 11). Available online at www.huffingtonpost.com/robert-f-kennedy-jr/central-figure-in-cdc-vac_b_494303.html.
22.Kramer, Roderick. 1998. Paranoid cognition in social systems. Personality and Social Psychology Review 2(4): 251–75.
23.Kramer, Roderick, and Dana Gavrieli. 2005. The perception of conspiracy: Leader paranoia as adaptive cognition. In The Psychology of Leadership, edited by D. Messick and R. Kramer, 251–61. Mahway, NJ: Lawrence Erlbaum Associates.
24.Lahsen, Myanna. 1999. The detection and attribution of conspiracies: The controversy over Chapter 8. In Paranoias within Reason: A Casebook on Conspiracy as Explanation, edited by G. Marcus. Chicago: University of Chicago Press, 111–36.
25.Maddox, John. 1993. Has Duesberg a right of reply? Nature 363: 109. Available online at www.virusmyth.com/aids/hiv/jmrightreply.htm.
26.McConnachie, James, and Robin Tudge. 2008. The Rough Guide to Conspiracy Theories. London: Penguin.
27.Nussbaum, Bruce. 1990. Good Intentions: How Big Business and the Medical Establishment are Corrupting the Fight Against AIDS. New York: Atlantic Monthly Press.
28.O’Neill, Brendan. 2008. Do they really think the Earth is flat? BBC News Magazine (August 4). Available online at http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/magazine/7540427.stm.
29.Pigden, Charles. 2006. Popper revisited, or what is wrong with conspiracy theories? In Conspiracy Theories: The Philosophical Debate, edited by David Coady. Hampshire, UK: Ashgate.
30.Purdue, Derrick. 2000. Anti-GenetiX: The Emergence of the Anti-GM Movement. Surrey, UK: Ashgate.
31.Revkin, Andrew. 2009. Hacked e-mail data prompts calls for changes in climate research. New York Times (November 27).
32.Schmidt, Gavin, and Caspar Amman. 2005. Dummies guide to the latest “hockey stick” controversy. Available online at http://www.realclimate.org/index.php/archives/2005/02/dummies-guide-to-the-latest-hockey-stick-controversy.
33.Schurman, Rachel. 2004. Fighting “Frankenfoods”: Industry opportunity structures and the efficacy of the anti-biotech movement in western Europe. Social Problems 51(2): 243–68.
34.Seitz, Frederick. 1996. Major deception on global warming. Wall Street Journal (June 12). Available online at www.sepp.org/Archive/controv/ipcccont/Item05.htm.
35.Slensky, Michael. 2006. The loose cannon of 9/11. AlterNet.org (August 21). Available online at www.alternet.org/story/40476.
36.Specter, Michael. 2009. Denialism: How Irrational Thinking Hinders Scientific Progress, Harms the Planet, and Threatens Our Lives. New York: Penguin.
37.Stove, David. 1982. Popper and After: Four Modern Irrationalists. Oxford: Oxford University Press.
38.Susstein, Carl, and Adrian Vermeule. 2008. Conspiracy theories. Available online at papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=1084585.
39.Wallace, Amy. 2009. An epidemic of fear. Wired 17(10): 128–36.
40.Zimring, Franklin. 2006. The Great American Crime Decline. New York: Oxford University Press.

مجلة سكيبتيكال إنكوايرر، المجلد ٣٥، العدد ١، الصفحات ٢٨–٣٧
يناير/فبراير ٢٠١١

Posted in فكر حر | Leave a comment

إله القرآن يكذب كثيراً

bashirmorciالمسلمون يؤمنون إيماناً راسخاً أنّ كل كلمة في المصحف هي من كلام الله الذي نطق به بواسطة جبريل. ولكن في نفس الوقت يساورهم الشك في صدق الله فيما يقوله ولذلك نجدهم بعد تلاوة أي آيات من القرآن يقولون “صدق الله العظيم”. وهذا يعني أنهم يعطون الله شهادة بأنه صادق في قوله، وما دام الله قد صدق في تلك الآيات فيجوز بالمنطق أن يكون قد كذب في آيات أو أقوال أخرى، وإلا تصبح مقولة “صدق الله العظيم” مقولة بلا معنى يرددها المسلمون كما تردد الببغاء الكلام دون استيعاب معانيه. والقرآن نفسه يُثبت أن إله القرآن يكذب كثيراً فيما يقول وفيما يعد به المؤمنين. وسوف نذكر بعض الأمثلة هنا
ترديد الكلام بكثرة يوحي للسامع أن المتحدث يعرف أن كلامه كذب ولكنه يود أن يطمئن السامع بكثرة التكرار، وكما قال جوبلز، وزير إعلام هتلر، “اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”، أي كرر الكذبة مراراً حتى تصبح كالحقيقة ويصدقها الناس. نجد في القرآن أن الله يكرر ثمان مرات مقولة “إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون”. (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (يس 82). (ما كان لله أن يتخذ من ولدٍ سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) (مريم 35). وهناك ست آيات أخرى تقول بنفس الشيء. فهل حدث أن أراد الله شيئاً وقال له كن فكان؟ لم يحدث إطلاقاً. فعندما كان عرشه على الماء وأراد أو قرر أن يخلق السماء والأرض، قال (والسماء بنيناها بأيدٍ وإنّا لموسعون) (الذاريات 47). فهو قد بنى السماء بأيديه أو بقوته واستغرق ذلك منه يومين، وخلق الأرض في أربعة أيام. ولو كان صادقاً في قوله لقال للأرض والسماء (كونا) فتكونان.
ثم عندما فكر في خلق خليفة للأرض وقرر أن يخلق آدم، كان من الممكن أن يقول له كن فيكون، ولكنه، حسب التراث الإسلامي، أرسل جبريل ليجمع له عينات من تراب الأرض فبنى منه آدم ونفخ فيه من روحه (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين) (ص 75). وهناك قصة خلق عيسى بن مريم، وخلقه كان يجب أن يكون أسهل من خلق آدم لأن الله سبق له أن اكتسب خبرة خلق الإنسان، وكان من الممكن أن يقول لعيسى (تكون في رحم مريم)، ولكنه بدل ذلك تجشم مشقة عزل مريم في مكانٍ قصي، ثم جعل جبريل يتقمص هيئة رجل ويأتي إلى مريم التي استعاذت منه فطمأنها بأنه رسول الله ليهب لها غلاماً زكياً، ثم اقتحم جبريل خصوصيتها ونفخ في فرجها الذي كانت قد احصنته حتى ذلك الوقت. هل هناك سذاجة أكثر من ذلك بينما كان من الممكن أن يقول لعيسى (كن) فيكون؟
وليس هناك من شك أن محمداً كان يعلم أن قرآنه كذب ولذلك أكثر من القسم على لسان الله، والله ليس بحاجة لأن يقسم لخلقه لأنه إله والإله لا يكذب، وبالتالي يصبح القسم توكيداً على أن الكلام اللاحق كذب. فنجد الله يقول لمحمد (تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك) ( النحل 63). محمد وعرب ما قبل الإسلام كانوا يؤمنون أن رب السماء قد أرسل أنبياءً ورسلاً لبني إسرائيل، فهل هناك أي سبب يجعل الله يقسم بنفسه أنه قد أرسل رسلاً قبل محمد؟ إنه الاعتراف بالكذب، وهذا الاعتراف يكون لا إرادياً من الشخص الكاذب، وكما يقول المثل المصري الشعبي “الحرامي على رأسه ريشة”. فالحرامي يأتي بحركات لا إرادية عندما يكون في مجموعة من الناس كأنما يريد أن يطمئن نفسه بأن أمره لم ينكشف. وإله القرآن يقسم بالشمس وبالقمر وبالخيل وبالبلد الأمين وبرب المشرق والمغرب، وبالضحى وبالليل وبالنجوم والكواكب، وبكل شيء يخطر بباله. إنها عقدة الكاذب
ويتضح كذب إله القرآن في اعتماده على طبيعة الأرض الصحراوية التي ظهر فيها محمد. يقول إله القرآن (الله الذي يرسل الرياحَ فتثير سحاياً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كِسفاً فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون) (الروم 48). بالطبع إذا كان الإنسان يعيش في منطقة صحراوية لا ينزل بها المطر إلا كفافاً، فإن ذلك الشخص سوف يفرح ويستبشر إذا رأى السحاب والبرق الذي يبشره بنزول المطر. ولكن عندما يسوق إله القرآن ذلك السحاب إلى بنغلاديش التي تعاني من أمطار المنسون كل عام بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين) حين يكون متوسط هطول الأمطار في هذه الفترة 4000 مليمتراً تتسبب في فيضانات وسيول يموت من جرائها الإنسان والحيوان، فهل يستبشر البنغلادشيون بالسحاب عندما يسوقه إله القرآن لهم؟ بالطبع هم لا يستبشرون بل ربما يلعنون السحاب ومن أرسله لهم.
يفتخر إله القرآن بأنه خلق الناس بألوان مختلفة، فمنهم الأبيض والأسود والأصفر (ومحمد كان يُغري المؤمنين ببنات الأصفر إذا خرجوا معه في غزواته). يقول إله القرآن (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) ( الروم 22). وبالطبع هو لم يخلق الناس بألوان مختلفة، فظهور الإنسان بدأ في إفريقيا حيث كان اللون الأسود يحمي الإنسان من حرارة الشمس الإفريقية التي قد تسبب سرطان الجلد وضربة الشمس لمن لا يمتلك مادة الميلونين في جلده. تلك المادة هي التي تعطي الإنسان اللون الأسود. وعندما هاجر إنسان إفريقيا إلى أوربا وآسيا حيث البرد القارس، لم يعد يحتاج إلى الميلونين الذي كاد أن يختفي من جلده بمرور آلاف السنين، فأصبح جلده أبيضَ أو أصفرَ. ويؤكد لنا محمد في أحد أحاديثه أن ربه قد كذب، فيقول ” “إن اللّه لا ينظر إلى صوركم ولا إلى ألوانكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” (مختصر تفسير ابن كثير، اختصار الصابوني، ج1، سورة الأنعام، الآية 50). فإذا كان رب القرآن لا ينظر إلى ألواننا، لماذا يفتخر بأنه خلقنا بألوان مختلفة؟ ما الحكمة في خلقنا بألوان مختلفة وهو لا ينظر إليها؟ هل كان هدفه خلق التفرقة العنصرية بين عبيده أم أنه الكذب الذي اعتاد عليه إله القرآن؟
ونجد المبالغة في الكذب في قوله (وكأين من دابةٍ لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) (العنكبوت 60). وكذلك (وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتاب مبين) (هود 6).ويستطيع أي شخص يملك تلفازاً أن يرى مدى الكذب هنا عندما يرى كل عام أخبار المجاعات التي تضرب شرق إفريقيا في الصومال والحبشة وجيبوتي حيث يعرض التلفزيون صور الحيوانات النافقة من الجوع والعطش وبجوارها الأطفال الذين يشبهون الهياكل العظمية. ولولا الفنان بوب جيلدوف الذي أقام الحفلات الحية من أجل مساعدة المتأثرين بالمجاعة في إثيوبيا قبل عدة سنوات لمات الآلاف من الإثيوبيين. ولولا تبرع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان بآلاف الأطنان من القمح للسودان لهلك الآلاف من السودانيين قبل عدة سنوات عندما أصابهم القحط والمجاعة. فأين كان الله الذي أكد لنا في عدة آيات أنه يرزق كل دابة في الأرض والسماء؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 3 Comments

العدس لحم الفقراء

foodietستقولون معي في نهاية هذا المقال بأن المثل الأردني ليس صحيحاً –القائل-:(يا مسترخص اللحم عند مرقة العدس تندم) والموضوع بصراحة هو أن العدس كان لحماً للفقراء وطبخة ووجبة رخيصة وكان عسلاً للفقراء ودجاجا للفقراء ودواءً ينقذ الفقراء من حالات الإمساك الشديدة ومنقذا للفقراء من عُقدة الانتحار, وحافظ ردحاً طويلاً من الزمن على نوع الإنسان حين لم تكن تتوفر في الأغذية السعرات الحرارية اللازمة للإنسان وسلاحاً للفقراء يواجهون به سوء التغذية الصحية ويواجهون به لحم الأغنياء , وفعلاً كانت رائحة البيت الذي تنتشر به وجبة العدس تشبه رائحة اللحوم وكنتُ أظن وأنا راجعٌ إلى البيت من المدرسة بأن رائحة العدس رائحة لحمة وكنتُ أكشُ بوجهي حين أُفاجأ بأن تلك الرائحة ما هي إلا رائحة العدس أما اليوم فإن العدس لم يعد لحما للفقراء بل هو طعام للبرجوازين,لأنه غالي الثمن بدينار ونصف أردني للكيلو الواحد ولأول مرة في حياتي آكل وأنا أضحك أو وأنا أقلب ُ على ظهري من شدة الضحك حين علمت بأن وجبة العدس التي وضعتها زوجتي أمامي كانت قد كلفتها 3 ثلاثة دنانير أردني ذلك أن ثمن كيلو العدس بدينار ونصف أردني , فقلت لزوجتي في البداية متسائلاً : شو طابخه عدس على شان العدس رخيص؟ فقالت : شو رخيص الكيلو بدينار ونصف, فقلت وأنا فارطٌ من الضحك : يا سبحان الله زمان كانوا الناس يقولون بأن العدس لحم الفقراء,فضحكت أمي وهي متكئة على وسادتها قائلة في لهجةٍ كلها سخرية (الله يرحم أيام زمان)… والآن لحم الفقراء أصبح سعر الكيلو الواحد له بدينار ونصف أردني أي بما يعادل دولارين و100 سنت أمريكي , وقلت لزوجتي ابحثي عن أي طعام آخر في مطبخك يكون لحماً للفقراء, طبعاً قلتُ ذلك وأنا أضحك وأقلب على ظهري من الضحك ففتشت(الحُرمه) في كل أرجاء المنزل فلم تجد أرخص من العدس فضحكتُ وقلت لها (بل أرخص شيء هو الإنسان) وشربت أول ملعقة من (شوربة العدس) وصرت أضحك وأنا أتذكر أيام زمان حين كان الفقراء يتهكمون على (شوربة العدس) لأنها كانت رخيصة جدا وتذكرتُ طُرفة أردنية كانت وما زالت شائعة بين الجماهير العريضة حين جاء رجلٌ على مِقبرة ورأى رجلاً آخر يقوم بدفن ابنته وهي على قيد الحياة فسأله الرجل الآخر عن السبب فقال: ليس عندي لها أي طعام أو أي نوع حليب, فقال له الرجل الآخر: يا رجل أطعمها عدساً, فسمعته البنت التي يريد أباها دفنها حية فقالت له متسائلة في أسلوب بلاغي استنكاري: شو عدس؟ بدك ترجع تطعمني عدس؟ ما بديش ادملني أحسن لي… يلله ادمل ادمل.

تذكرت هذه الطُرفة وعرفت الآن لماذا توقف الأردنيون عن روايتها والسبب واضحٌ جداً وهو أن سعر كيلو العدس أغلى بكثير من سعر الأرز الأمريكي (التايجر )أو (الحصاد) الأصلي النخب الأول وكذلك سعر العدس اليوم يعادل سعر كيلو الدجاج الحي وما أضحكني مرة ثانية وثالثة ورابعة أكثر هو أني حين قمت بتقطيع الخبز لوضعه في (شوربة العدس) خطرت ببالي فكرة أنه لم يعد للفقراء أي لحم يسترخصونه , فأيام زمان كنا نصترخص العدس لطبخه, وكان الأردنيون يقولون مثلاً (يا مسترخص اللحم عند العدس تندم) واليوم لا نستطيع أن نندم لأن سعر العدس بسعر الدجاج ,لذلك أنا أطالب الحكومة الأردنية بأن توفر لنا لحماً رخيصا يكون مثله مثل العدس ..وتذكرتُ وأنا آكل بوجبة (شوربة العدس) كيف كنتُ وأنا طفل صغير أأكلُ وجبة العدس مع إحساسي بالإهانة, لأن الفقراء وحدهم من كان يأكلُ العدس وكنت كلما آتي إلى البيت من المدرسة وأشتم رائحة العدس كنتُ فعلاً أترفع عن أكله وأتظاهر أمام أمي وجدتي بأنني لست جائعا وكانت جدتي رحمها الله تقول (خله جعله لا أكل أصلا العدس عليه أكثير هذا الشكل) وكل أهل حارتنا كانوا يأكلون العدس وهم يشعرون بأنه البديل عن الدجاج وعن اللحوم الطازجة, ولم يكن أهل حارتنا مثقفون جدا في التغذية حين كانوا يطلقون على وجبة العدس (لحم الفقراء) فلم يكونوا يعرفوا بأن العدس غني جدا بفيتامين (ب1+ب2) عدى البروتين وقليل من الدهون ولكنهم كانوا يشعرون بأن العدس رخيص جدا وسهل الحصول عليه قياسا بالصعوبات الكثيرة التي تواجههم أثناء حصولهم على الدجاج ولحم العجل أو البقر أو الخروف , لذلك أطلقوا على العدس مصطلح (لحم الفقراء) واليوم العلماء في مجال التغذية يطلقون على العدس مصطلح (لحم الفقراء) ليس لأن سعر العدس رخيص ولكن لكونهم يعرفون بأن كل 100غرام من العدس تزود الجسم ب340 سعر حراري أي بزيادة 150 سعر حراري عن اللحمة.

و جاء في قصص التوراة بأن (عيسى ) شقيق (يعقوب) كان قد تنازل ليعقوب عن زعامة العائلة مقابل وجبة (عدس) يمنحها يعقوب لعيسى ونظرا لأن العدس كان متوفرا بكميات هائلة فإننا لم نكن نرغب به كما كان يرغب به شقيق يعقوب, ولكنه على الأقل أعطى البشرية مزيدا من الطاقة حتى بدأت الأغذية تتوفر وعلى رأسها اللحوم والدواجن والأبقار, وأنا شخصيا لم أكن وأنا صغير كثير الحُب لوجبة العدس ربما لأنها كانت متوفرة في منزلنا بشكل هائل جدا ويفوق تواجد العدس في مطبخنا أي نوعٍ آخر من البقوليات وكان جميع أهل حارتنا حين لا يجدون لحما أو حين يشتهون أكل اللحوم ولا يستطيعون شراءها كانوا على الفور يخرجون العدس ويطبخونه كتعويض عن اللحوم, واليوم لا يستطيع أي إنسان أو أي مواطن أردني أن يحصل على العدس بسهولة لذلك وجبة العدس اليوم هي طعام الأغنياء ولحم الأغنياء وعسل الأغنياء ودجاج الأغنياء, ولم يعد صحيحاً المثل القائل(يا مسترخص اللحم عند شوربة العدس تندم).

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

هل تعلمون ما نتيجة دخول آل الأسد لسلمى و جبل الأكراد !!

assadmasskilerهل تعلمون ما نتيجة دخول آل الأسد لسلمى و جبل الأكراد !!
على الجميع أن يعلم عواقب دخول آل الأسد لجبل الأكراد و إعادة سيطرتهم على سلمى قبل وقوع الفاس بالراس طبعاً آل الأسد يحشدون قواتهم على أبواب سلمى و بمحيط الجبل و يحركون طابورهم الخامس داخله و من هنا سننطلق :
يقسم الموجودون بالجبل إلى خمسة نمازج 1- لصوص 2- و أنذال 3- و مخبرين زرعهم النظام 4- و وصوليين و انتهازيين 5- و مؤمنون مخلصون . نريدأن نشرح عواقب دخول آل الأسد لجبل الأكراد على كل فئة من هذه الفئات و نتمنى أن يعلم الحاضر الغايب نتيجة دخول آل الأسد عليه :
1. اللصوص : هنالك مجموعة كبيرة موجودة بالجبل تورطة بسرقة بيوت و ممتلكات الأهالي و بمجرد عودة آل الأسد للمنطقة سيعود الأهالي و سيعلم كل شخص من سرق ممتلكاته و سيلاحقهم ليحاسبهم و سيلحق بهم الخزي و العار و الذل لأبد الآبدين و أظن لا مصلحة للصوص بالتعاون أو بالتخاذل مع آل الأسد لأنهم سينتهون بمجرد عودة آل الأسد للمنطقة الطريق الوحيد أمامهم هو بالتوبة و بالعودة لله و بالثبات بخنادقهم مع المؤمنين ليكفروا عن ذنوبهم و ليعيدوا ثقة و احترام اهلهم لهم و هيك نحن نتكفل بكل ما سرقوه و نسدد عنهم .
2. الأنذال : مماً هربوا للجبل خوفاً من آل الأسد و بدأوا يتحدثوا عن بطولاتهم و اكتسبوا احترام و محبة بعض الناس البسطاء فإن عادت قوات الأسد للجبل بسبب تخاذلهم و تعاونهم مع أعوانها بالجبل ستكشف ندالتهم و سيعودون لسابق عهدهم تافهين لا قيمة لهم و إلى أين سيهربون من بطش الأسد و من ألسنة من كشفهم !!! لا حل أمامهم سوى العودة لله فلا يصيبهم إلا ما كتب الله له عليهم أن يتوبوا من كذبهم و أن يثبتوا مع المؤمنين بخنادقهم .
3. المخبرين : ممن خانوا أهلهم و منطقتهم و وطنهم و دينهم ما أن تدخل قوات الأسد للجبل سيكشفون و سيلحق بهم و بأولادهم العار لأبد الآبدين بالدنيا و الآخرة و لن تستقر المنطقة و اقسم بالله سيعاقبهم الله بالدنيا و الآخرة و لكم بمن سبقكم من المخبرين قدوة حسنة لا حل أمامكم سوى التوبة لله و مد الأسد بمعلومات و الثبات مع المؤمنين بالخنادق غلط لتكفروا عن ذنوبكم و لتعودا لمكانكم الطبيعي فأنتم أهلنا .
4. الوصوليون و الانتهازيون : مماً تبعوا الثورة ليحققوا مكاسب و تاجروا بنا كثيراً بالمنطقة ما أن تدخل قوات الأسد للمنطقة ستنتهي تجارتهم و سيفتضح أمرهم و ستبدأ ملاحقتهم ممن قاموا بسرقتهم أو بالتغرير بهم لذلك فتعاونهم مع آل الأسد سيقضي عليهم و على تجارتهم و على وجودهم بالمنطقة لأبد الآبدين و لا حل أمامهم سوى بتضليل الأسد و أعوانه بالمنطقة و بالتوبة لله و بالثبات مع المؤمنين بخنادقهم .
5. المؤمنون و المخلصون : حماهم الله و سدد خطاهم و أبعد عنهم المفسدين و المخربين و لكن سقوط الجبل سيشكك بإيمانهم كيف مؤمنين و يلدغون من الجحر مراراً و تكراراً كيف مؤمنون و فوضويون بنفس الوقت ؟؟ كيف مؤمنون و يطلبون من البشر و ينسون رب البشر !!! لابد لهم من العودة لله و من تجديد الإيمان ليتمكنوا من الثبات و الصبر و من تحقيق النصر .
المعركة على الأبواب و على الجميع أن يعلموا أننا بامتحان و باختبار و لسنا بلعبة و سيران و الله يرانا و هو مولانا و علينا مسؤولية كبيرة و نحن أما فسحة من الوقت لنتوب و لنصلح أخطائنا و لنعود لله قبل فوات الأوان اللهم قد بلغت اللهم فشهد الحاضر يعلم الغائب من أبناء الجبل لا أريد لكم أن تخسروا الدنيا و الآخرة فلنتعاون بوجه آل الأسد معركتنا ليست معركة سلاح أو عدد أو شعار معركتنا معركة حق و صبر و انضباط و الله ولي الأمر و التوفيق .

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

المذيعة المصرية حياة الدرديرى تطلب من الجيش مساعدة اسرائيل وضرب غزة بالقوة العسكرية

eg2المذيعة المصرية حياة الدرديرى تطلب من الجيش مساعدة اسرائيل وضرب غزة بالقوة العسكرية

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

ماذا جرى في انتخاب رئيس الائتلاف السوري؟

altaghribasyriaبعد تعطيلٍ دام عاماً كاملاً لـ”القائمة الديمقراطية” في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وقد ضمّت نيّفاً وعشرين عضواً، وأوصلت واحداً منهم، أحمد الجربا، إلى رئاسة الائتلاف، تمّت، قبل قرابة شهرين، دعوة ديمقراطيي الائتلاف إلى عشاء في بيت الجربا، دار فيه حديث، بدا متّفقاً عليه، مع عضوي المطبخ السري، هادي البحرة وفايز سارة، بشأن ما سمّاه الأخير: “إعادة إحياء” الكتلة الديمقراطية. وكان واضحاً، منذ أول جملة قالها الجربا، أنه يحتاج أصوات العدد الكبير من الديمقراطيين في الانتخابات القادمة للائتلاف الذي يريد ترك رئاسته لهادي البحرة، على أن يبقى ممسكاً به، وأن ينسحب “الرئيس بالوكالة”، بعد ستة أشهر، تاركاً موقعه لأحمد الجربا الذي أخذ المقرّبون منه يسمونه “السيد الرئيس”.

مطبخ سري

لم يقل فايز سارة هذا بصراحة، بل ادّعى أن إعادة الإحياء تستهدف تفعيل التيار الديمقراطي، وخطه السياسي والنضالي داخل الائتلاف وخارجه، وأن الكتلة ليست ولن تكون انتخابية، بل هي بداية مشروع دمقرطة “الائتلاف” والساحة السياسية السورية. ذكر سارة هذا رداً على مَن اعتقد، مثلي، أن القصة مرتبطة بانتخاباتٍ، لن يربحها وكيل البحرة، من دون كسب أصوات

أحمد الجربا
الديمقراطيين العشرين، وليس لها أية علاقة مع أي مشروع ديمقراطي، والدليل سلوك الجربا السلبي جداً طوال عام تجاه “القائمة الديمقراطية” التي لم يفعل شيئاً لتسجيلها بين كتل الائتلاف، وأقصى ممثليها وكوادرها عن قراراته وعمله السياسي، وشقّها، وربط كل شيء به وليس بها،

وخرج عن جميع أطر ومعايير الديمقراطية في العمل العام والعلاقات الشخصية، وانفرد مع مطبخه السري (البحرة وسارة) بجميع القرارات، وكرّس شخصه أسدياً جديداً، على الرغم ممّا وقع في عام رئاسته من هزائم سياسية وعسكرية، توشك أن تقضي على الثورة السورية، تبدو جليةً في ما حققه النظام وداعش من انتصارات، وانحسار الثورة عن معظم ما كانت قد حررته من مناطق، كما في تلاشي الجيش الحر وتراجعه أمام النظام والتشكيلات المتطرفة في معظم أنحاء سورية.
“خرج أحمد الجربا عن جميع أطر ومعايير الديمقراطية في العمل العام والعلاقات الشخصية، وانفرد مع مطبخه السري (البحرة وسارة) بجميع القرارات، وكرّس شخصه أسدياً جديداً، على الرغم ممّا وقع في عام رئاسته من هزائم سياسية وعسكرية، توشك أن تقضي على الثورة السورية”

بعد التمهيد، وصلنا إلى التطبيق، فقدم فايز سارة، الذي ترأس اجتماع الكتلة الأول، من دون أن يقترحه أحد، أو يدعوه لتولي رئاستها، أعدَّ نصاً، يذكّر بنضال الديمقراطيين، ويعلن أن الكتلة ستكون جزءاً منها، واقترح لجاناً يغطي نشاطها الحياة العامة. في نهاية اجتماعها، بعد ظهر ذلك اليوم، طرح فكرة انتخاب رئيسٍ لها، فرشّحتُ نفسي، باعتباري مؤسس “القائمة الديمقراطية”، والشخص الذي أدار مفاوضات دخولها إلى الائتلاف، ومعركة انتخاب الجربا رئيساً له. واقترحت إحدى الأخوات اسم فايز. سألته، عندئذٍ، إن كان يتمسك بترشيح نفسه ضدي، وحين رد بالإيجاب، سحبت ترشيحي، كي لا أعطي الجربا فرصة الوقيعة بيننا، باعتبارنا صديقين تاريخيين، ارتبط اسمانا أحدهما بالآخر، ستكون لأي عراك انتخابي بينهما آثار سلبية جداً على العمل الديمقراطي.
في اليوم التالي، وكان قد صار رئيساً بالتزكية، التقينا، فشرحتُ له وجهة نظري حول ما فعله، وسألته إن كان يعي معنى أن نكون في موقعين متناقضين، فقال إنه رشح نفسه لأنني قلت له، ذات يوم، أن يتولّى رئاسة القائمة الديمقراطية، بما أنه مقيم في اسطنبول. فقلت: لكنك رشحت نفسك بعدي، فبدا ترشيحك وكأنك ضدي، علماً بأنني أحق الناس بترشيحك ودعمك، وأعتقد أن وجودك في رئاسة الكتلة كان سيمثلني، لو أنك أخبرتني برغبتك في توليها، وأعطيتني فرصة ترشيحك بنفسي. عرض عليّ، عندئذٍ، أن يستقيل، فتمنيت له النجاح، ونصحته بالابتعاد عن الجربا، الذي يستخدمه اليوم، وسيتخلى عنه في أول مناسبةٍ لا يحتاج فيها إليه، وذكّرته بأن خيارنا الديمقراطي يجب أن يضعنا في موقع المعارض لنهجه القائم على تفرّده بكل شيء، على الرغم من ضحالة ثقافته السياسية وخبرته النضالية، وما يبديه من ضيق صدرٍ بأي رأي نقدي، أو مخالفٍ لموقفه، واعتماده معايير شخصيةً في تقويم الآخرين، تحفل بالتحقير والسباب، واتّباعه طرقاً أسدية في التسلّط، كوصف نفسه بـ”القائد”، وطلب من سوريين أميركيين السير وراءه، والالتزام بطاعته.

ورقة مقترحة

بعد أيامٍ من هذا الاجتماع، كتبت ورقة أرسلتها إلى سكرتير الكتلة، زكريا الصقال، مندوب الائتلاف في مدينة غازي عينتاب والمقرّب من الجربا، عنوانها: “مقترح لعمل الكتلة الديمقراطية”، بنيتها على ضرورة تصحيح تجربتنا مع “السيد الرئيس” التي قامت على إيكال تنفيذ برنامج “استعادة القرار الوطني” الذي كنت قد وضعته لـ”القائمة الديمقراطية”، إلى شخص تبيّن أن لديه برنامجاً شخصياً مناقضاً لبرنامجها، مكّنته آليات التعطيل في الائتلاف ونظامه الأساسي من تنفيذه، على الرغم من اعتراضي بعد شهر من انتخابه، ودعوتي إلى اتخاذ موقف نقدي مفتوح ضد نهجه، وهو في بداياته، لأنه يعادي الديمقراطية وأسس العمل الوطني، ويجعل الائتلاف مؤسسة له، بدل أن يكون مؤسسة لهذا العمل، تخضع لسيطرته الشخصية ولأشكال متنوعة من المشاحنات والعداوات والانفراد بالرأي.
قالت الورقة التي قدمتها: علينا الخروج من أي احتجاز خارجي، أو داخلي، سواء تجسّد في أشخاص أم في سياسات، ومن واجبنا “معايرة” سلوك القيادة التي سننتخبها ببرنامج واضح للعمل الديمقراطي، بعد فشل تجربتنا في تنفيذ هذا البرنامج، من خلال شخص خلنا أنه سينفذه فنفذ عكسه.
في هذا السياق، بلورت الورقة معايير وضوابط ملزمة للقيادة الجديدة، تسمح بمراقبة نشاطها، وتحدثت عن تأييد مشروط يمنح لمَن يتولاها، يتضمن إمكانية سحب الثقة منه، ومعارضته العلنية والمنظمة، وحددت جملة هيئات استشارية، ولجان عمل تساعده وتنظم جهوده، وتضبطها لصالح ائتلافٍ قوي، يستطيع إلزامه بتوجه وطني، ينقل مركز ثقل العمل النضالي من الخارج إلى الداخل، وفق أسسٍ واضحةٍ، يشارك في تطبيقها أكبر عدد من أعضاء الائتلاف، على أن تؤيد الكتلة أي مرشحٍ يوافق على برنامجها، وتتم المفاضلة بين المرشحين انطلاقاً من مؤهلاتهم الشخصية والسياسية والإدارية. في نهاية الاجتماع، تم انتخاب مرشح الكتلة لرئاسة الائتلاف خلفاً للجربا، فوقع اختيار أغلبية أعضائها على موفّق نيربيّة، وسقط هادي البحرة، مرشح “السيد الرئيس”، وفايز سارة. عندئذٍ، أعلن الجميع، بمَن فيهم البحرة، التزامهم بالمرشح المنتخب، وبالعمل لإقناع أعضاء الائتلاف بانتخابه، وشكل سارة غرفة انتخابية، تضم أعضاء من الكتلة برئاسته. إلى هنا، سار كل شيء على ما يرام، أو هكذا بدا لنا.

فايز سارة

2
بعودة الجربا من السعودية، تغيّرت الأحوال، فقد طالب بإعادة الانتخاب، ليكون هادي البحرة مرشح الكتلة، وحجته أن مؤامرةً دبّرت ضده، وانتخاب موفّق نيربية باطل. أعلم فايز “السيد الرئيس” أن كلام هادي عن المؤامرة ضده ليس صحيحاً، وأن الانتخابات كانت شرعية، وأن من العار أن يتهم هادي زملاءه بالتآمر عليه، لمجرد أنهم لم ينتخبوه. ثم، وفي اليوم التالي، جاء فايز إلى موفق، وطلب منه الانسحاب، بحجة أن الوضع العربي والدولي لا يقبل مرشحاً غير هادي! بعد يوم آخر، قال سارة لموفق إن رؤساء كتل الائتلاف لا يؤيدونه، ومن المصلحة ترشيح هادي كي لا “نفقد” سيطرتنا عليه.

“بعودة الجربا من السعودية، تغيّرت الأحوال، فقد طالب بإعادة الانتخاب، ليكون هادي البحرة مرشح الكتلة، وحجّته أن مؤامرةً دبّرت ضده، وانتخاب موفّق نيربية باطل”

في هذه الأثناء، كانت المعلومات تتحدث عن اتصالات بين الجربا وعدوه اللدود مصطفى الصباغ، وتشير إلى أنهما اتفقا على هادي رئيساً وخالد خوجه، من كتلة الصباغ، أميناً عاماً. استفسر أعضاء الكتلة عن صحة الخبر، فنفى فايز الموضوع جملة وتفصيلاً، وكرر رأي الجربا بالصباغ “رجل قطر وتاجر سياسة، وخطّ أحمر لا يجوز الاقتراب منه”، وانتقد ميشيل كيلو، لأنه قبل الجلوس معه في “الهيئة الاستشارية “. بل إن زكريا الصقال قال لميشيل بغضب، عندما أعلم الكتلة بحضوره لقاء رؤساء كتل، بينهم الصباغ، من أجل التوافق على مرشحٍ يلتزم ببرنامج الكتلة: الصباغ خط أحمر، لا يجوز الجلوس والحوار معه، وهو … إلى آخر موشح الجربا وفايز سارة الذي كان أعضاء الكتلة يطالبونه، منذ ثلاثة أيام، بعقد اجتماع لها، من دون أن يستجيب لطلبهم، متذرّعاً بتأجيل اجتماع الهيئة العامة للائتلاف.
نيربية ثم البحرة
ثم، وفجأة، دعاهم إلى لقاء لم يدعُني إليه، لعلمه أنني لن أقبل تحقيق مطلب الجربا باستبدال موفق بهادي. خلال اللقاء، طرح فايز على الحاضرين فكرة التصويت لهادي، لأن رؤساء الكتل في الائتلاف لن يعطوا أصواتهم لموفق. حين رفض طلبه، شرع يمارس عليهم ضغوطاً تنبع من عالم العصا والجزرة، وصلت إلى حد تهديدهم بأرزاقهم ووظائفهم، وبفصلهم من الكتلة التي بدا جلياً، الآن، أنها كتلة انتخابية، يُراد منها ضمان عشرين صوتاً لهادي، مهما كان الثمن وأياً كانت الوسائل، ما دامت رئاسته تبقي الائتلاف في يد الجربا، وتكفل عودته إلى رئاسته، بعد ستة أشهر على أبعد تقدير. في النهاية، وفي اجتماع ثانٍ، نجح فايز في إرغام أحد عشر عضواً على إعطاء أصواتهم لهادي البحرة، وسارع إلى اعتباره مرشح الكتلة، بعدما كان قد أبلغ جهات كثيرة، وطوال أسبوع، أن مرشحها هو موفق نيربية. هكذا، انتصر الجربا على الكتلة، وألغاها عملياً، بمساعدة فايز سارة، رجل مطبخه السري الذي نقل موقفه من النقيض إلى النقيض خلال أيام، ومارس أنواعاً من الابتزاز على رفاقه، تليق بعرّاب في المافيا، بل واتّهم مَن رفضوا الانصياع للجربا وانتخاب هادي بـ”شق الكتلة”، والعمل ضد الديمقراطية، وهدّدهم بالطرد منها، وحرمانهم من الترشيح للهيئة السياسية، وبالتالي، من رواتبها.

موفق نيربية

في الوقت نفسه، لم يعد الصباغ خطاً أحمر، بل صارت العلاقة معه “توسيعاً لتحالفاتنا”، في نظر سكرتير الكتلة زكريا الصقال، مع أن الاتفاق معه أقصى جميع تيارات وكتل العمل السياسي والحزبي داخل الائتلاف، التي كان فايز سارة يتذرّع بموقفها، كي ينتزع الموافقة على ترشيح هادي البحرة لمنصب الرئاسة، ويبطل قراراً بترشيح موفق، مع أنه كان في رأيه شرعياً ونظامياً، قبل عودة الجربا من السعودية، وخلال أول لقاء بينهما! في حين لم يقل أي من طرفيه كلمة واحدة عن الأسس التي قام عليها، وما هو برنامجه، إن كان له

“بمثل هذه الأحابيل والممارسات، وبضغوط المال السياسي وابتزازه، تم انتخاب البحرة لرئاسة ائتلافٍ لعب دوراً رئيساً في تهميشه ووضعه على الرف، وفي سلسلة الهزائم القاتلة التي وقعت خلال عام من الحكم الفردي الفاسد، الذي يشبه حكم الأسد، كما تشبه عينٌ العين الأخرى”

برنامج، وما أهدافه، إن كان له من هدف غير ضمان حكم الجربا الائتلاف، وما هو موقفه من الانهيار الشامل الذي ترتب على سياسات “السيد الرئيس”، وأدى إلى سقوط تل كلخ والقصير وجنوب دمشق وشرقها وغربها والقلمون ويبرود وجيرود وحمص وقلعة الحصن والزارة والرقة، واليوم حلب ودير الزور ومعظم ما يحيط بهما من مناطق، بينما سيادته غارق في عسل الزعامة، همّه الوحيد تغطية الكارثة، بإيكال رئاسة الائتلاف إلى مساعده في المطبخ السري، هادي البحرة، الذي شاركه العمل لتحقيق هذه “الإنجازات”. وللعلم، قبل يوم من إنجاز سارة الديمقراطي، زعم أن “الإشاعات” حول المصالحة بين العدوين اللدودين ليست غير أكذوبة، روّجها ميشيل كيلو، المسؤول عن تخريب الائتلاف، و”إنجازات” الجربا في عامه الرئاسي القصير.
قدم الأستاذ فايز في اجتماعات الهيئة العامة هادي مرشحاً عن الكتلة الديمقراطية، التي كان جلياً أنها انشطرت إلى قسمين، يذكّر أحدهما بـ”القائمة الديمقراطية”، وثانيهما بالجربا ومطبخه السري، الذي استباح كل ما عرفته الدنيا من مبادئ ومستلزمات العمل الديمقراطي، وأحبط التوافق خياراً أصلياً للكتلة، وروج أكذوبة هادي مرشحاً ديمقراطياً. لا عجب أن يقول أحد الأعضاء لفايز: ليتك حرصت على تغطية مسرحيتك المفضوحة بأي غطاء آخر غير الكذب. بالمناسبة، كان فايز سارة قد وزّع في إحدى جلسات الكتلة ورقتين، واحدة خاصة بأعضاء الائتلاف، تبيّن أنها تتضمن تصنيفاً لهم، وضع قبل أسبوعين من وجهة نظر الجربا وهادي البحرة وفايز سارة، حشرتهم في ثلاث فئات: موالية ووسطية ومعادية، وقد ورد اسمي فيها إلى جانب اسم مصطفى الصباغ و44 عضواً باعتبارنا “أعداء”.
حكومة المعارضة

عندما طرحتُ الموضوع، وقلت إن النظام يعتبرني معارضاً وأنتم تعتبرونني عدواً، اكتفى سارة بالقول: هذه القائمة وزّعت بالخطأ وليست الكتلة مَن وضعتها. طلبت منه، ومن أعضاء الكتلة إدانة تصنيفي بين أعداء الديمقراطية، فكرر قوله، وتجاهل الطلب.

مصطفى الصباغ

أما الورقة الثانية، فخاصة بالحكومة، ووضعت قبل فترة من قرارات رئيسها إقالة المجلس العسكري الأعلى والأركان، وهي تتضمن تصنيفاً لأعضاء الحكومة يدمغهم بطابع إسلامي، ويصورهم أعضاء في حكومة إخوانية، تماشياً مع رأي الجربا برئيسها الذي يعتبره إخونجياً، وعمل المستحيل لمنعه من إقامة علاقات مع السعودية، من خلال إبلاغ مسؤوليها أنه إخواني ورجل قطر، مع أن علاقاته مع المملكة كانت دوماً على رأس رغباته وأولوياته، فيما أن للسيد أحمد طعمة تاريخ عريق في معارضة النظام.
عندما قلت إن هذا ليس تقويماً للحكومة، بل وشاية أمنية، تشبه تقارير ووشايات البعث، عاد فايز سارة إلى معزوفة أن الكتلة ليست مَن أعدّ الورقة، وقال إنها وزعت علينا خطأ، فرددت عليه بأنها الورقة الوحيدة التي قدمت لنا عن الحكومة، التي يراد لنا تشكيل رأينا تحت تأثيرها، وأنها أتت عن طريقه، فهي تعبّر عن رأي وموقف مطبخه السري، ومن غير

“آمل أن يرفض البحرة استكمال ما بدأه أحمد الجربا: استخدام مشكلات الائتلاف والأركان والحكومة، لدفع عربة الثورة السورية نحو الهاوية، بالجهل والغباء، أو عن سابق عمد وتصميم”

المقبول الاكتفاء بالقول إن الكتلة ليست مَن أعدّها. لذلك، لا بد من إدانتها وإدانة مَن أعدّها في الرئاسة، وخصوصاً أن عليها ملاحظة تقول إنها ورقة “سرية ومحدودة التداول”، وإنها تقوم على أحكام مسبقة، فاسدة ومضللة، وأن من غير المقبول تصنيف أعمال ودور حكومة بمثل المعايير التي اعتمدتها، وتركزت على الأشخاص، ووصلت إلى حد اعتبار الصداقة بين بعض العاملين في الحكومة دليلاً جرمياً، كأن الصداقة غدت ممنوعة، في نظر مَن أعدّوها للرئاسة! اقترحت، في نهاية ردي، تشكيل لجنة من ثلاثة زملاء، تقدم تقريراً حقيقياً عن الحكومة، وتضع مقترحات لتحسين عملها وتطويره، فتظاهر سارة بالموافقة، ثم قتل اللجنة.
قبل التصويت… وبعده

قبل التصويت للبحرة، تلقى أعضاء الكتلة الذين رفضوا ترشيحه، تهديداً بإبعادهم عنها، وجرى بالفعل إبعاد بعضهم عن الترشيح للهيئة السياسية، مع أن الكتلة قررت بإجماع أعضائها اعتمادهم مرشحين. بمثل هذه الأحابيل والممارسات، وبضغوط المال السياسي وابتزازه، جرى انتخاب البحرة لرئاسة ائتلافٍ لعب دوراً رئيساً في تهميشه ووضعه على الرف، وفي سلسلة الهزائم القاتلة التي وقعت خلال عام من الحكم الفردي الفاسد، الذي يشبه حكم الأسد، كما تشبه عينٌ العين الأخرى. هذا البحرة شارك، أيضاً، في إقالة الأركان، والمجيء بأركانٍ جديدة، قال رئيسها، في شهادةٍ قدمها أمام الائتلاف، إنه وضباطه “شهود زور” على ما يجري، وليس لهم أي مكان أو دور فيه، فهل وحّد الجربا والبحرة الأركان، كما قالا مراراً وتكراراً في أميركا، أم أنهما ألغيا وجودها، وأسهما بشق الجيش الحر وتشتيته وحرمانه من أبسط مقومات الدعم والتوجيه؟ واليوم، يأتي دور الحكومة، بحجة أنها عزلت الأركان التي قال رئيسها ما أوردته بالحرف، أمام نيّف ومئة عضو في الهيئة العامة للائتلاف، وجوهره أنه لا توجد أركان. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: مَن يخدم تقويض مؤسسات الثورة الثلاث: الائتلاف والأركان والحكومة: شعب سورية أم نظام الأسد؟
آمل أن يرفض البحرة استكمال ما بدأه أحمد الجربا: استخدام مشكلات الائتلاف والأركان والحكومة، لدفع عربة الثورة السورية نحو الهاوية، بالجهل والغباء، أو عن سابق عمد وتصميم.

نقلا عن العربي الجديد

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بالفيديو قصص سورية اغتصاب و تجارة بالبشر

syrgirl

سارة ابنة 23 عاماً تروي قصة اغتصابها تحت كذبة الزواج من مغتصبها و نائل الذي تاجر بشرف اللاجئات السوريات بسبب صعوبات المعيشة تابعوا هذا التحقيق لتتعرفوا على تفاصيل هذه القصص .

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment