هل يتغير الموقف الأميركي في سوريا؟

obamaفايز سارة

منذ انطلاقة الثورة السورية قبل ثلاث سنوات ونصف، ساد اعتقاد أن الموقف الأميركي من الوضع السوري ولأسباب متعددة، سيكون موقفا باردا، أساسه دعم محدود لمواقف الشعب السوري في نضاله ضد نظام بشار الأسد، وأنه لن يتخذ موقفا حازما من سياساته وممارساته الإجرامية، والقليل القليل من المتابعين كان لهم رأي مختلف، أساسه أن الولايات المتحدة لن تستطيع أن تتخلى عن مسؤوليتها الدولية والأخلاقية، وأنها ستقف إلى جانب السوريين في نضالهم ضد نظامهم.

وأثبت الموقف الأميركي إلى حد كبير صوابية الرأي الأول، وأضاف الواقع إلى ما سبق ارتباكا أميركيا في الموقف حيال الأسد وسياساته وممارساته، قبل أن يقبل الأميركيون بتسوية الملف الكيماوي السوري مع روسيا إثر المجزرة الكيماوية الرهيبة، التي قام بها النظام في غوطة دمشق العام الماضي، وقتل فيها مئات من الأطفال والنساء وهم نيام، وكان من ثمار تلك التسوية وقف هجمات جوية عقابية للنظام ردا على جريمته، كان يمكن أن تساهم في إسقاط النظام حينها.
غير أن تطورات القضية السورية في العام الماضي، وخاصة لجهة تمدد قوى التطرف والإرهاب ممثلة بـ«داعش» وأخواتها، وتحالفها الضمني والظاهر مع نظام الأسد المستمر في قتل السوريين وتهجيرهم وتدمير بلادهم، عززت فكرة التغيير في الموقف الأميركي والغربي من الوضع السوري، ولا سيما بعد ما حدث من فورة «داعش» وأخواتها في العراق وسوريا، وظهر الرأي القائل بأن الولايات المتحدة، تسير نحو تأثير أكبر في القضية السورية، وإن يكن من بوابة الحرب على الإرهاب الذي وإن كان موجها ضد «داعش» فإنه سيصيب إرهاب نظام الأسد أيضا.
وتتعزز حيثيات هذا الرأي في توجهات أميركية جرى الإعلان عنها، بدأت مع هجمات على «داعش» في العراق، أعقبها الإعلان عن خطوات عميقة في سوريا، منها عمليات رصد وتجسس في الأجواء، وقيام البيت الأبيض بدفع وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة لإقامة تحالف ضد الإرهاب الذي يشكل «داعش» ونظام الأسد أبرز أقطابه، وهذه بعض المؤشرات فحسب.
ومما يشكل إضافة إلى الحيثيات السابقة، وقائع تحيط بالتحركات الأميركية، لعل الأبرز فيها مرتبط مباشرة بالرئيس الأميركي، وقيامه فيها بدور مركزي ومباشر، فيما كانت التحركات السابقة تتم في الغالب عبر فريق الرئيس، وهناك فارق نوعي معروف بالحالتين، وثمة جانب آخر فيما يتصل مباشرة بسياسة الرئيس أوباما الذي رسم سياسته في السابق استنادا لفكرتي: الاهتمام بالموضوعات الداخلية أساسا، والابتعاد عن الانخراط في تدخلات وصراعات عسكرية والسعي لتصفية وإنهاء بعضها، ودخول الرئيس على هذا الخط قد لا يعني تحولا في سياسة البيت الأبيض عما كان مطبقا في السنوات الماضية، بل على الأقل مقاربة لسياسة أخرى، يرى الرئيس وفريقه أنها تطرح نفسها بقوة في مواجهة الإرهاب الذي وضعه الأميركيون في مقدمة اهتماماتهم منذ أحداث سبتمبر (أيلول).
والنقطة الثانية تتصل بالبيئة الدولية والإقليمية المحيطة بالقضية السورية، والتي كثيرا ما شجعت واشنطن على التدخل لمعالجة الوضع السوري بالأشكال المختلفة، وصولا إلى تأييد واحتمال مشاركة بعضها في عمل عسكري مباشر، لكنها غالبا ما تراجعت نتيجة مواقف واشنطن على نحو ما حصل في موضوع ملف الأسد الكيماوي عام 2013، وقد سارعت قوى رئيسة إلى تأييد خطوات واشنطن الأخيرة بحماس كبير، والمؤكد أن بعض الأطراف سوف تتفاعل بصورة إيجابية مع فكرة التحالف الذي سيبحث فيه وزير الخارجية الأميركي في المنطقة، وله في الواقع تجسيدات لوجيستية قائمة منذ سنوات طويلة.
أما النقطة الثالثة، فتتصل بالوضع السوري في أمرين منه؛ أولهما معارضة واشنطن وحلفائها أي مشاركة لنظام الأسد في موضوع محاربة التطرف والإرهاب، مما يعني رفض محاولة النظام تسويق نفسه في هذا المجال، بل إن تأكيدات أميركية وغربية واضحة أعادت توصيف نظام الأسد بوصفه نظاما إرهابيا «يقتل شعبه»، وهو ما ترافق مع إشارات إلى المعارضة السورية التي انخرطت عمليا في مواجهات مباشرة سياسية وعسكرية ضد «داعش» وعدد من أخواتها، وزاد على هذه الإشارات أحاديث عن تسليح للمعارضة السورية، مما يدعم جهودا مستمرة ولو كانت محدودة في هذا الجانب.
وإذا كانت النظرة العامة تؤكد أن سياسة واشنطن والسياسة الدولية عموما بصدد تغييرات في تعاملها مع القضية السورية ولو من بوابة الحرب على إرهاب «داعش»، فإن الأمر بحاجة إلى تأكيدات عملية، وهذا ما يفترض أن تبينه الأسابيع القليلة المقبلة؛ لأن واشنطن عودت العالم في سنوات الأزمة السورية، ألا ينظر إلى الأقوال، إنما إلى الأفعال فقط، وعندها فقط يمكن القول إن مواقف واشنطن تغيرت.

نقلاً عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

النظام السوري يتوسل التحالف مع شياطين المؤامرة الكونية

امير داعش المعين من قبل الولي الفقيه بشار الاسد

امير داعش المعين من قبل الولي الفقيه بشار الاسد

القدس العربي اللندنية

ما أن خرج الشاب السوري الأعزل إلى الشوارع للمطالبة بقليل من أوكسجين الحرية والكرامة الذي حرم النظام السوريين منه لحوالي نصف قرن من الزمان، حتى راح الإعلام الرسمي يصرخ بأعلى صوته: «مؤامرة، مؤامرة» كعادته، لكنه كي يجعل من الكذبة أكثر تأثيراً وإرهاباً للشعب السوري، أضاف إلى «المؤامرة» صفة «الكونية»، فأصبح النظام فجأة يواجه «مؤامرة كونية» يشارك فيها مئات الدول، وربما كائنات من كواكب أخرى، خاصة وأن «الكون» يحتوي كل الكواكب بما فيها «الأرض». لكن القائد لم يتغير، فقد ظل المتهم بالتآمر على النظام هي أمريكا الامبريالية وربيبتها الصهيونية، بالإضافة طبعاً إلى بعض الدوائر الأوروبية الدائرة في الفلك الصهيوني.

لقد استخدم النظام على مدى أكثر من ثلاث سنوات، كل أنواع الإجرام، بما فيه السلاح الكيماوي ضد الشعب بحجة مواجهة «المؤامرة الكونية». لم يترك وسيلة قذرة إلا واستخدمها تحت شعار التصدي للمؤامرة. اغتصب النساء، واعتدى على ممتلكات كل من فتح فمه في وجه فاشية النظام. ناهيك طبعاً عن تسوية أكثر من نصف سوريا بالأرض بحجة محاربة المتآمرين. وحدث ولا حرج عن تهجير أكثر من نصف السوريين داخلياً وخارجياً، وتحويل النصف الآخر إلى فقراء وعاطلين عن العمل، حسب إحصائيات النظام نفسه. كل ذلك بحجة وقف «المؤامرة الكونية».

ولو افترضنا أن كل الدمار الذي لحق بسوريا والسوريين بحجة التصدي للمؤامرة الكونية لا يحرك شعرة في نظام الأسد على اعتبار أن الملايين التي خرجت ضده عبارة عن ثلة من العملاء والخونة، كما وصفهم رأس النظام في خطاب القسم، وبالتالي فهم يستحقون ما نزل بهم من عقاب، فكيف سيشرح النظام لمؤيديه الآن نسيانه وتخليه فجأة عن «المؤامرة الكونية» ومطالبته أو لنقل توسله على لسان وزير خارجيته وليد المعلم التعاون مع أمريكا والغرب عموماً لمواجهة الإرهاب؟ ماذا سيقول لذوي أكثر من مائة وخمسين ألف عسكري سوري نظامي قضوا في ساحات التصدي لـ»لمؤامرة الكونية»؟ ماذا سيقول لأبناء طائفته الذين خسروا أكثر من مائتي ألف ضحية بحجة مواجهة «المؤامرة الكونية»؟ ألم يقدم هؤلاء الغالي والنفيس في سبيل هزيمة «المتآمرين» على سوريا من أمريكان وأوروبيين وصهاينة؟ فكيف يأتي النظام على حين غرة، ويعيد اوروبا إلى الوجود بعد أن كان وليد المعلم قد مسحها من الخارطة في الأشهر الأولى للثورة بعد أن فرضت عليه عقوبات بسبب همجيته مع الشعب السوري؟ ماذا يقول النظام لحليفه حسن نصرالله الذي لا يلقي خطاباً إلا ويذكرنا بأن حزبه لا يمكن أن يكون في مكان فيه أمريكا. فكيف يقبل بأن يكون شريكه الأسد في نفس الفراش مع أمريكا لمكافحة الإرهاب؟ هل قدم حزب الله كل تلك التضحيات في سوريا كي يأتي وليد المعلم ليقول: «مرحباً بأمريكا وبريطانيا مدبرتي «المؤامرة الكونية» على حلف الممانعة والمقاومة؟
ألم يتهم الإعلام السوري منذ اللحظات الأولى الغرب وأزلامه في المنطقة بالتآمر لتدمير سوريا وتخريبها وحرفها عن مسارها المقاوم؟ ألم يملأ حلفاء النظام في لبنان والأردن والعراق وأبواقه الإعلامية، ألم يملأوا الدنيا ضجيجاً وهم يهاجمون الامبريالية والصهيونية المتآمرتين على قائد حلف المقاومة والممانعة في المنطقة؟ ألم نسمع في الإعلام السوري وإعلام «الممانعة» كلمة «الصهيونية» مئات المرات يومياً في معرض الهجوم على «المؤامرة الكونية» التي تتعرض لها «سوريا الأسد»؟

كيف غفر النظام فجأة لهؤلاء المتآمرين، وعلى رأسهم طبعاً أمريكا والصهيونية غلطتهم التاريخية بالتآمر على سوريا؟ ألم يبد وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحافي الأخير وهو يستجدي «المتآمرين» للتعاون معه لمواجهة ما يُسمى «الإرهاب»؟ أليس الذين تآمروا على سوريا يجب أن يدفعوا ثمن مؤامراتهم الكونية التي أعادت سوريا خمسين عاماً إلى الوراء ودمرت بنيه التحتية ونسيجه الوطني، ودفعت الملايين من شعبه خارج منازلهم؟ هل يعقل أن هذه الجرائم التاريخية الكبرى بحق الشعب السوري التي ارتكبها مدبرو «المؤامرة الكونية» ستذهب دون عقاب، لا بل إن النظام بات يستجدي المتآمرين من أجل الصلح والوفاق؟ والبعض يتحدث عن أن النظام مستعد أن يقدم تنازلات «تاريخية» تحت الطاولة كي يقبل به أصحاب «المؤامرة الكونية» شريكاً.

وليد المعلم أطلق بالأمس النار رسمياً على «المؤامرة الكونية» التي تبين انها كذبة كبرى استغلها النظام وتعلل بها للقضاء على الثورة، بدليل انه توسل الى الذين اتهمهم بإدارة المؤامرة كي يقبلوه حليفا في مكافحة الارهاب. لقد سقطت كل مقولات النظام عن المؤامرة الخارجية عليه، واتهاماته الغرب وأمريكا بدعم القاعدة والإرهاب في سوريا، سقطت باستجدائه التعاون مع الغرب وأمريكا لضرب الإرهاب.

ألم يصدع النظام وحلفاؤه رؤوسنا منذ سنوات بأن الجماعات الإرهابية، وخاصة «داعش» هي صناعة أمريكية هدفها تدمير سوريا؟ فكيف يتنطع الآن لعرض خدماته على الأمريكان لمواجهة «داعش» التي يعتبرها حليفة الأمريكان؟ ألا يخجل وزير خارجية النظام عندما يعرض على الامريكان غزو سوريا بحجة محاربة الإرهاب؟ ألم ينتقل حلف الممانعة من الاحتفاظ بحق الرد الى طلب تدخل قوات على الارض؟ ألم يقل وليد المعلم حرفياً:» ضربات جوية أمريكية لسوريا لا تكفي وحدها». ألا يعني ذلك ضمناً دعوة لشياطين «المؤامرة الكونية» أن يغزوا سوريا براً؟

لقد لخص أحد رسامي الكاريكاتير تخبط النظام السوري ونفاقه وكذبه وضياعه بتعليق على صورة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم والرئيس الأمريكي أوباما. يقول المعلم الذي كتب الرسام تحت اسمه «مسيلمة»، يقول لأوباما:
«مستعدون للتعاون مع أمريكا التي تقود المؤامرة الكونية على سوريا للتخلص من داعش التي تحاربنا بأمر أمريكا».

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

المسيحيون فتحوا المدارس والمستشفيات في بلداننا والعرب المسلمون فتحوا النساء

صورة نادرة لجارية (طفلة) عارية بشكل كامل وهي تصب الماء لمالكها ليتم وضوءه ويذهب للصلاة - 1910م

صورة نادرة لجارية (طفلة) عارية بشكل كامل وهي تصب الماء لمالكها ليتم وضوءه ويذهب للصلاة – 1910م

كلما قرأت عن تاريخ دخول الإسلام إلى مصر القبطية الفرعوني, وكلما قرأت عن دخول الاستعمار الإسلامي إلى الحيرة وإلى معظم بلاد الشام, أتساءل!!!!!!!!!!!!, أقف محتارا من هذا الفتح العظيم, طبعا أنا لا أحتار لأنهم فتحوا بيت المقدس بالسيف أو بالخوف, ولا أستعجب ولا أحتار لأنهم فتحوا العراق وفارس وما وراء النهر بالسيف أو بالحديد والنار أو بالإقناع كما يتوهمون, وإنما أحتار حين أعقد مقارنة بين فتح نابليون لمصر أو فتح بريطانيا للعراق أو لشرقي الأردن, فهنالك اختلافٌ ظاهرٌ جدا وبائن للعيان ببينونة كبرى, وبحقيقة لا جدال فيها مطلقا, فمثلا نابليون حين فتح مصر أحضر معه 150 عالما فرنسيا من أعظم العلماء والمثقفين والدارسين الأكاديميين, هؤلاء العلماء قدموا الخير الكثير للشعب المصري القبطي من مسلمين ومسيحيين, واستفادت مصر من جهود هؤلاء العلماء في كافة الميادين, وكشف علماء الآثار الذين جلبهم نابليون في حملته على مصر, كشف هؤلاء العلماء عن كنوز المصريين المدفونة في باطن الأرض, وعرّفوا المصريين على حضارتهم القديمة واكتشف المصريون أنهم شعب عريق في الحضارة ولديه آداب وعلوم وفنون قديمة, ولكن أشعر أنا شخصيا بالخزي وبالعار حينما أقرأ عن دخول العرب المسلمين إلى العراق أو بلاد الشام أو مصر الفرعونية والأردن وإسرائيل السريانيتين, فالاستعمار الأوروبي جلب معه إلى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية الفنون والثقافة والعلم والأدب, فكشف الاستعمار الإنكليزي أيضا عن كنوز العراق الأثرية: مثل: ملحمة جلجامش, وملحمة(الإينوما إيليش)أي(عندما في الأعالي) الخاصة عن معركة الآلهة الأم (تعامه) وابنها الإله(مردوك) وغيرها وغيرها من الفنون, أنا أشعرُ بالخزي وأستحي جدا واضع يدي على فمي خجلا حين أقرأ عن قصة دخول الإسلام إلى مصر الفرعونية, فهؤلاء البدو الحفاة العراة سرقوا كنوز مصر وأرسلوا بها إلى الخليفة في المدينة المنورة(يثرب) وفي عام الرماد جاع الشعب المصري الفرعوني وانتفخت بطون العرب في الحجاز العربي جراء سرقة (عمرو بن العاص) غذاء المصريين الأقباط من القمح والشعير وكافة المواد الغذائية حين أرسلوا بها إلى المدينة المنورة, ولم يجلب معه عمرو بن العاص إلى مصر أي عالم عربي, ولا حتى أي طبيب أو أي خبير زراعي, كان همهم نكاح القبطيات الجميلات, كان هدفهم الأول والأخير النكاح والسبايا والغلمان.

وحين دخل العربُ المسلمون إلى القدس, لم يجلبوا معهم أي عالم أو أي مثقف, كان كل همهم سرقة الغذاء والدواء ونكاح النساء السريانيات المسيحيات الجميلات التي أعطاهن مناح حوض البحر الأبيض المتوسط بشرة بيضاء وبشرة سمراء فاتحٌ لونها تسر الناظرين, كان همهم نكاح الروميات والصقلبيات, كان الجنس يعشش في رؤوسهم, بل كانوا وما زالوا يقتلون من أجل أن ينكحوا, كانوا إذا وجدوا امرأة جميلة يقتلون زوجها بتهمة الكفر لكي يسبونها من زوجها وينكحوها على سنة الله ورسوله, كان كل همهم سرقة الغذاء وسرقة النساء.

الاستعمار الإسلامي من أسوأ أنواع الاستعمار الذي عرفه العالم, فقد كانوا إذا احتلوا مدينة ينكحون نساءها ويقطعون رؤوس الرجال, ولا يقدمون أي اختراع مفيد للبشرية, حتى أن علماء اللغة والنحو والأدب كلهم مع علماء الفقه من خراسان وسمرقند ونيسابور بما فيهم البخاري ومسلم أصحاب الاصحاحين الكبيرين المعتمدان لدى الجماعات السنية في العالم كله, وهذا هو التاريخ يعيد نفسه, فماذا مثلا تجلب(داعش) أو (النصرة) إلى المناطق التي يحررونها في العراق وسوريا؟ لا يقدمون لا العلماء ولا المثقفين ولا الشعراء ولا الفنانين, فقط يقتلون الرجال وينكحون النساء, وهم بهذا يمشون على سنة نبيهم العظيم وصحابته الأجلاء, فماذا فعل أيضا خالد بن الوليد حينما غزا قبيلة (مالك بن نويره)؟ هل جلب معه العلماء؟ طبعا لا, وإنما قطع رأس مالك ونكح زوجته في نفس اليوم, وماذا فعل محمد نفسه حينما فتح(خيبر) قتل أب صفية وأخيها ونكح صفية في نفس اليوم.

إننا نشعر بالفرق العظيم بين الاستعمار الأوروبي الذي استعمرنا في الدول العربية الإسلامية وبين استعمار العرب المسلمين لنفس تلك الدول, الاستعمار في مصر بنا السكك الحديدية والمطارات والموانئ وشق قناة السويس وأرسل الشباب ليتعلموا في أفضل الجامعات الفرنسية, الاستعمار الإنكليزي جلب معه الخير كله: من أطباء ومهندسين وعبّدوا الطرق ونظموا الأحواض السكنية وحفظوا حقوق الناس , وجلبوا معهم المبشرين المسيحيين من كاثوليك وبروتستانت, وهؤلاء لم ينكحوا نساء المسلمين ويقتلوا أزواجهن, ولم يفتحوا العذراوات, بل فتحوا المدارس والمستشفيات وقدموا الإرساليات التعليمية إلى بلدانهم وهذا هو الفرق الكبير بين فتح المسلمين واستعمارهم وبين فتح المسيحيين واستعمارهم, فالغرب فتحوا المدارس والمستشفيات وجلبوا العلماء والمسلمون سرقوا الخيرات وسبوا النساء وفتحوا العذراوات.
أنا أشعرُ بالخزي وأضع يدي على فمي خجلا من تصرفات المسلمين.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 10 Comments

هندكة – ومهد الآريين والعراق

(( هندكة )) ومهد الآريين والعراق …Gilgamesh

الهندوكية من احدى الاديان القديمة هذا ما قاله (( منو سمرتي )) …

ويعتقد بان اليهودية خليط من البابلية والمصرية وما أقتضته حاجة اليهود من تشريع حسب قوله …

والهندوكية خليط مما أقتضته حاجة المحيط الهندي ومن البابلية …

والدراورية التي لا نعرف مصدرها ولكن علماء التاريخ اثبتوا ومن خلال الاحفار بان الدراورين على وجه اليقين …

(اذ يقول علماء التاريخ) لم يكونوا من اهل الهند وجاءوا في بداية الألف الرابع قبل الميلاد …

وظهرت اثارها حديثاً في احفار السند وبعدها جاءوا الآريون في بداية الألف الثاني قبل الميلاد واستولوا على الهند …

والاريون هم الذين صنعوا أسس الديانة الهندوكية …

واختلف المؤرخون في تعيين الجهة التي انبعثوا منها …

فقال قائلون : انهم جاءوا من العراق …؟.

وقال آخرون بل هم من سكان حوض البحر الأبيض المتوسط …

وبعضهم قال انهم من أوربا الشرقية …

ولكن الأرجح انهم عراقيون وللأسباب التالية :-منو سمرتي..

1 _ ان صلة الهند بالعراق صلة قديمة وقوية ، وكانت ايران (( ليست فارس )) همزة الوصل بينهما …

2 _ ان العراق مهد الحضارة العالمية ومبعث الإشعاع الفكري والفلسفي ، ومدنيته اقدم المدنيات …

3 _ ان الكتب الآرية الدينية أكثرها شعرية وقول الشعر بديهية وارتجالا ، فهي ميزة امتاز بها العرق الآسيوي دون الأوربي ..

4 _ هجرة العراقيين الى الهند ، هجرة تدريجية تمت على مراحل …

5 _ ان أوربا قبل الميلاد بألفي سنة كانت بلاد غارقة في الجهالة ، والاريون لم يكونوا أمة جاهلة بل كانوا على علم ومعرفة …

6 _ ان تشريعات الآريون في الهند لا نجد لها مثيلا في أوربا بل نجد له مثيلا عند اليهود ….

كل هذه الأسباب تحفزنا على الاعتقاد بان العراق هو مهد الآريون …

استولى الآريون على الهند من شمالها الغربي ثم شمالها الشرقي ، ثم استولوا على جبال الهمالايا وفر الدراورين امام هذا الزحف الآري …

وبعد ان استتب الامر للار,يين وضعوا تشريعا لملكهم فكتبوا اول كتبهم الدينية ,التي تعرف باسم (ركويد)اي العالم الاقدس …

وهو عبارة عن مجموعة شعرية تحوي على (( 000 100 )) مئة الف بيت من الشعر ، وكتب كتابهم على مراحل …

كان تشريع الركويد ينطوي على الاعتقاد بآلهة متعددة …

من هذه الآلهة من تهب الخير ، ومنها من تدفع الضر ، ومنها من هو شر كله …

فكتب الهنادكة كتب تعرف باسم

(برهمنا…)

والبراهمة )هم الذين تولوا القيام بمراسيم الأضاحي فقد كسوا أعمالهم هذه بأنواعا من القداسة وأسرار غامضة )…

واحتكروا هذه الاعمال لأنفسهم وكانت التعاويذ والسحر لها (سادة وأربابا وآله)وطلبوا من الناس الأضاحي على اعتبار انها السبيل التي يكتسب بها المرء الخير والبركة في هذه الحياة …

مما دفع بعض الناس لرفض الطلبات الكثيرة وابتدعوا نوعا جديدا من التضحية …!.

وهي التضحية بالنفس …!!!.

لا بالحيوانات …؟.

والتضحية بالنفس هي بقتل الأهواء وذلك بممارسة الرياضات الروحية والبدنية الشاقة …

ولكي لا يخسر البراهمة موقعهم الديني ربطوا بين عمود الى الباس أعمالهم ثوبا قدسيا مستعمل من عالم الغيب وتوصلوا بعد بحث وتفكير الى فصل الجسد عن الروح ، فالجسد فانٍ ، والروح خالدة كما في بقية الاديان …

ومن الروح الإنساني ارتقوا الى الروح الأعظم …

والروح تندمج ، الروح الأصغر روح المخلوقات بالروح الأعظم (( برمانما )) …

وهذا الاندماج لا يتم الأمن خلال التناسخ …

ولكي يتم التناسخ يجب إرضاء الآلهة وإرضاء الآلهة يتم بألا ضاحي والرياضات الدينية …

وهكذا عادوا ,واستلموا زمام الأمور من جديد قبل ان يفلت من أيديهم …!!!.

حركة التفاف طويلة …!!!.

وقسم العبادات الى اربعة وقسموا انفسهم الى اربعة طبقات رئيسية ولكي تصل الى طبقة (المبرهم )ثم في سلم طويل حتى بلوغ (( البرهمن )) واصبح البرهمن إلها ,,وقد يفوق ألههم بعض الأحيان ، وكتبوا ثلاثة كتب …

الويد ، وكرويدرسام ، ويد ، وأشهرهم ويد ، وكتاب اسمه يبران …!.

وكتبوا تفاسير للويد تعرف باسم (( أبلشد )) وفي زمن الا ينشر تحرر الناس قليلا من سلطة البراهمة وكتبهم الفلسفية من الزمن أصبحت مقدسة وهي في المئة السادسة قبل الميلاد وهو دين معقد ولم يستطع الهنادكة تعريفا لديهم في القرن (( 19 )) التاسع عشر …

وفسروه بان كل من يسكن الهند وليس من دين الاسلام والمسيحية واليهودية والبوذية ويخدم البقر هو هندوكي ….

وهم يعتقدون بانهم( شعب الله المختار) معنى أريا هو الطاهر او المختار…!!!.

ويعتقد الهنادكة بالوحدة في التثليث فهم يعتقدون بان (( برماتما )) هو رب الأرباب …

وله ثلاثة أعوان يدبرون ملكوته وهم : – برهما ، وشنور ، ومهيش ، ولكل واحد منهم عمله الخاص …

وهذا هو فعلا أساس الدين …

أديان مابين النهرين ومرت بثلاثة أطوار وتعتبر الهندية طورها الاول …

وطور التأثر بالعقائد الغربية وذلك بعد دخول الإسكندر الهند واختلاط الهنود بجنوده وهم خليط من اليونان والمصريين والآراميين والكلدانيين والطورانيين وهذا الطور الثاني …

ويبدأ الطور الثالث مع بداية الفتح الاسلامي في القرن السابع عشر الميلادي وبعدها دخل المبشرين المسيحيين بعد ذلك …

العناصر الخمسة في عقيدة الهنادكة : –

_الفضاء او الأثير ، والهواء ، والنار ، والماء ، والتراب …

والآلهة عندهم نوعان ، عامل وغير عامل ، وليس في عقيدة الهنادكة اثر للملائكة …

مهايكية : – هي عبادات عظمى خاصة بالملوك والأمراء والأغنياء وفيها يضحون بالآلاف من الخيول والجياد ويحرقون خشب الصندل والعطور القيمة من المسك والعنبر …

وهذه موجودة في اليهودية (( سفر الملوك الاول 5/3 و 63/8 )) و (( سفر أخباره يام الثاني 5/7 و 11/15 )) …

يزعم الهنادكة بان الانسان يتكامل بالتناسخ المتكرر والأعمال الصالحة حتى ينتهي به الامر الى الاندماج في ذات اله …!.

ومن يستطيع الاندماج في اله اصبح إلها …!!.

ولهذا فهم لا يرون لزوما للنبوة ولا لأية وسيلة اخرى بين العبد وربه الا بالعمل الصالح …!!!.

وفرقهم هي برهمن Brahman ، تشتري Kahatri ، وويش Weish ، وشودر Shouder …

والتزام المرء بفرقته وأعماله ومأكله ومشربه وعبادته وشؤون حياته أمرا إلهيا لانه التزاوج بين الفرق يصبح الأطفال هجناء …!.

عنيت الاديان كلها بالروح ، ولكن واحد منها لم يكتشف عن ماهيته …؟.

وقطعت القرائن الطريق هذا للتسائل حين قال الله (( تعالى عزوجل )) في كتابه العزيز (( بسم الله الرحمن الرحيم … ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا … صدق الله العظيم )) الإسراء 85 …

عدد آلهتهم كثيرا جدا ولكل واحدا منهم منهاج محفوظ اما البرماتما هو سيد الآلهة …

ويزعمون بأنه يقيم في وسط الشمس …؟.

والشمس للعلم من أساسيات الديانة لدى البابليين …!.

(( ان المرء لا يغتسل في حوض ماء لغيره فان فعل ذلك فانه يأخذ على عاتقه جانبا من ذنوب صانع ذلك الحوض )) …

ولسعادة العالم … خلق برهما البراهمة … دين قائم عن شعوب وافدة صنعت مدنية ثم حضارة وبعدها قفز المنتفضون على صدر تلك الأمة وخلفوا دينا للسيطرة على المجتمع ….

هيثم هاشم

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | 2 Comments

ترجمة دقيقة لفصل من كتاب هيلاري كلينتون: لماذا سوريا معضلة خبيثة؟

hillaryclintonمنصور العمري : اورينت نت 

وقّعت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، والمرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية عام 2016، كتابها (خيارات صعبة) (1) في نيويورك قبل حوالي شهر. الذي تحدثت فيه عن تجربتها خلال السنوات الأربع التي أمضتها كلنتون على رأس وزارة الخارجية وهي الفترة التي تميّزت بأحداثٍ عاصفة في العالم. كما يتناول الكتاب الخلاف في الرؤيا بينها وبين الرئيس باراك أوباما في كل ما يخص الشأن السوري كتسليح الجماعات المعارضة في سوريا، إضافة إلى الحرب في العراق وقطاع غزة وغيرها من الأزمات والتحديات التي واجهت الإدارة الأمريكية.

أورينت نت، تترجم أهم ما جاء في كتاب كلينتون حول سوريا في الباب الذي حمل عنوان: (سوريا المعضلة الخبيثة) ، وتضعه بين يدي القراء والمهتمين، حيث تكشف كلينتون، الكثير من الحقائق، أهمها أن جواب كيري في المؤتمر الصحفي الذي سبق صفقة تسليم الأسد للكيماوي، لم يكن مرتجلاً كما ظن البعض وكما ظهر على الشاشات: جواب على سؤال لأحد الصحفيين، بل هو نتيجة مسبقة لمحادثاته مع الروس، الذين كانوا يريدون إيجاد مخرج لنظام الأسد من الضربة الأمريكية!

سوريا: المعضلة الخبيثة
بينما كان كوفي عنان الأمين العامّ للأمم المتحدة ينظر إلى الوزراء الذين لبّوا دعوته للحضور إلى جنيف نهاية يونيو/حزيران عام 2012 من أجل إيجاد حلٍ للحرب الأهلية الدموية المستعرة في سوريا قال:”إن التاريخ قاضٍ صارم وسيحاكمنا جميعاً بقسوة إن أثبتنا عدم قدرتنا على اتخاذ النهج الصحيح اليوم”.

رواية هيلاري كلينتون “للأزمة” السورية
بدأت الأزمة في أوائل عام 2011، عندما خرج المواطنين السوريين، تيمناً بالاحتجاجات السلمية الناجحة في تونس ومصر، إلى الشوارع للتظاهر ضد استبداد نظام بشار الأسد. وكما هو الحال في ليبيا، ردت قوات الأمن بالقوة المفرطة والاعتقالات الجماعية، وهذا بدوره أدى في نهاية المطاف إلى دفع بعض السوريون لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم في محاولة لإسقاط الأسد. لم تكن المعركة متوازنة، وبحلول يونيو/حزيران 2011، قتل النظام حوالي 1300 شخص، بما في ذلك الأطفال. (مع مطلع عام 2014، يقدر عدد الذين قتلوا أكثر من 150 ألف ولكن من المرجح أن هذا الرقم منخفض جداً.)

اختيار روبرت فورد
قبل نحو عام من بدأ الدوامة في سوريا أوائل عام 2010، أوصيت الرئيس أوباما بترشيح روبرت فورد، وهو من ذوي الخبرة الدبلوماسي الذي خدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كان آخرها في العراق، ليكون السفير الأمريكي الأول إلى سوريا بعد أكثر من خمس سنوات، لم يكن قراراً سهلاً فعودة السفير يمكن اعتباره تأييداً للأسد. لكني كنت اعتقد ولا أزال أن وجود سفير على الأرض، حتى لدى الأنظمة التي نعارضها بقوة، يكون بمثابة أعيننا وأذاننا.

وبعد مرور أقل من سنة على الأزمة في سوريا وفي نهاية يناير/كانون الثاني 2012، حضرتُ جلسة خاصة لمجلس الأمن في نيويورك للاستماع إلى تقرير الجامعة العربية ونقاش كيفية الاستجابة. قلت للمجلس ” لدينا كل الخيارات وعلينا الوقوف مع شعب سوريا والمنطقة أو سنكون متواطئين في استمرار العنف هناك” إلا أن الروس كانوا حازمين في معارضة أي قرار يشكل ضغطاً على الأسد فأعاقوا دعم خطة السلام التي طرحتها الجامعة العربية.

مصير سوريا تقرره بضعة كلمات
تحدثت فيما بعد مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من طائرتي في الطريق إلى مؤتمر الأمن في ميونيخ ثم التقيته هناك شخصياً. قلت له أننا بحاجة إلى رسالة موحدة من جانب المجتمع الدولي. ولكن موسكو تريد أن يكون القرار أكثر صرامة على المتمردين من النظام. وضغط لافروف عليّ لأجيبه عمّا من شأنه أن يحدث إن رفض الأسد للامتثال. وهل ستكون الخطوة المقبلة على غرار التدخل في ليبيا؟ أجبته بلا، فالخطة هي استخدام هذا القرار للضغط على الأسد من أجل للتفاوض. وأنه لن يستجيب إلا عندما يكون مجلس الأمن يتحدث بصوت واحد. وبذلت جهدي لأوضح له أن القرار ليس مشابهاً للسيناريو الليبي، وأنه ليس هناك أي نوع من الإذن لاستخدام القوة أو التدخل أو العمل العسكري.

سألني لافروف “ولكن ما هي نهاية اللعبة؟” لم يكن بوسعي توقع كل خطوة قادمة، وأعرف أنه سيكون من الخطأ التقليل من تحديات التي سيواجهها السوريون بعد الأسد. لكنني كنت متأكدة من شيء واحد، هو أنه إذا لم نبدأ عملية السلام، ستكون نهاية اللعبة قاتمة بالفعل. سيكون هناك المزيد من إراقة الدماء، وتحدٍ أكبر من الأهالي الذين تعرضوا للوحشية ودمرت منازلهم، مع وجود احتمال اندلاع حرب أهلية شاملة من شأنها جذب المتطرفين، وربما الوصول إلى دولة فاشلة، مع سيطرة الفصائل المتحاربة ومن بينها الإرهابيين على مناطق البلاد. كما أن كل يوم إضافي من القمع والعنف يصعّب على السوريين التوافق وإعادة البناء، وزيادة خطر عدم الاستقرار والصراع الطائفي الذي سينتشر من سوريا عبر المنطقة.

بعد ساعات قليلة من لقائي مع لافروف، اجتمع مجلس الأمن للتصويت على القرار. استخدمت روسيا والصين حق الفيتو لمنع العالم من إدانة أعمال العنف. وكان الفيتو يحمّل مسؤولية الأهوال في سوريا لمن استخدمه.

عسكرة النزاع في سوريا
كان هناك عدة أسباب لأن نكون حذرين بشأن المزيد من عسكرة الوضع وتسريع الدوامة الواسعة للنطاق المدني للحرب. فعندما يدخل السلاح إلى سوريا سيكون من الصعب السيطرة عليه، ويمكن أن يقع بسهولة في أيدي المتطرفين. لم يكن لدى داعمي الأسد مثل هذه المخاوف، فالقوات الإيرانية من الحرس الثوري ووحدات النخبة شبه عسكرية وفيلق القدس، وكانت بالفعل في سوريا لدعم الأسد والجيش السوري كان الإيرانيون يلعبون دوراً استشارياً رئيسياً، يرافقون القوات السورية إلى الميدان ويساعدون النظام في إنشاء وتنظيم قوات شبه عسكرية خاصة. كما انضم أيضاً مسلحون من حزب الله، وكلاء إيران في لبنان، إلى المعركة نيابة عن النظام السوري، وبذلك كان الوجود الإيراني وحزب الله حاسماً لامساك النظام بالسلطة.

والدة الأسد هي صاحبة القرار في سوريا
سألت الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي إن كان يعتقد أن الأسد سيتعاون مع خطة لإنهاء العنف والبدء في التحول السياسي، إذا ما تمكنا من إقناع الروس بتوحيد الموقف الدولي. ولكنه قال إنه لا يعتقد ذلك، كما قال إن عائلة الأسد بقيادة والدته لن تسمح له، وقال إنه كان تحت ضغط ثابت من عائلته ليحذو حذو والده الوحشي في كيفية قمع الانتفاضات. كان ذلك إشارة إلى تدمير حافظ الأسد لمدينة حماة في 1982 انتقاماً من انتفاضة سابقة.

في نهاية مارس/آذار، التقيت الأمير سعود والملك عبد الله وتحدثنا عن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج الست. كان التركيز على تهديد إيران، ولكن ناقشنا أيضا الحاجة إلى القيام بدعم أكبر للثوار في سوريا. وفي وقت متأخر من تلك الليلة طرت الى اسطنبول، حيث التقيت مع ممثلين من تركيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر واستمعت للرسائل نفسها حول الحاجة إلى دعم الثوار بالأسلحة، كنت في موقف صعب، لم تكن الولايات المتحدة على استعداد للانضمام إلى هذه الجهود لتسليح المتمردين، لكننا أيضاً لا نريد أن يتفكك التحالف ضد الأسد أو أن نفقد النفوذ مع الدول العربية. فقلت لهم نحن نتحدث عن مجموعة واسعة من المساعدات. لن تقدم كل البلاد الدعم نفسه، فبعض الدول ستزيد جهودها لتقديم الأسلحة، في حين أن أخرى سوف تركز على الاحتياجات الإنسانية.

القبول الروسي
شهد مارس/آذار 2012 الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة في سوريا، وقدّرت الأمم المتحدة أن عدد القتلى أكثر من ثمانية آلاف. وكان كوفي عنان يلتقي مع جميع اللاعبين، بما في ذلك الأسد نفسه، في محاولة لإنهاء الصراع قبل ازدياد عدد القتلى. في منتصف الشهر كشف النقاب عن الخطة البنود الست. ومن خلال الجهود للفوز بالموافقة الروسي، اقترح الجانب الروسي أن يصادق مجلس الأمن الدولي على الخطة “بيان” بدلاً من قرار كامل. ما ساعد على طمأنة موسكو على أنه لن يستخدم كأساس قانوني للتدخل العسكري في وقت لاحق.

بعد صدور البيان بموافقة الأسد ضغطت روسيا على الأسد لقبول شروط كوفي عنان حيث قبل بالفعل في نهاية مارس/آذار، ولكن رأينا فيما بعد عدم أهمية وعود الأسد ولم يعول أحد على وقف إطلاق النار، وعلى العكس فمع اقتراب الموعد النهائي في 10 أبريل/نيسان لم يظهر العنف أي علامات على التباطؤ، بل قامت القوات العسكرية السورية بإطلاق النار على تركيا ولبنان، الأمر الذي أثار شبح صراع إقليمي أوسع. فيما كان هناك هدوء في القتال. وأرسلت الأمم المتحدة فريقا من المراقبين لمراقبة الأوضاع على الأرض.

مرة أخرى، لم يقم الأسد رغم تعهداته، بأي خطوات ذات مصداقية لتنفيذ بقية خطة كوفي وسرعان ما بدأ وقف إطلاق النار الهش بالانهيار؛ وبعد نحو شهر تحدّث كوفي عن “انتهاكات خطيرة” ومن بعدها وقعت مذبحة مئات القرويين في (الحولة) ونصفهم من الأطفال!
بدأت الإشارة الى سوريا باعتبارها “المعضلة الخبيثة”، وهو مصطلح يستخدم من قبل الخبراء لوصف التحديات المعقدة التي تربك الحلول والمناهج القياسية. ونادرا ما يكون للمعضلة الخبيثة حل، وفي الواقع، جزء مما يجعلها خبيثة هو أن كل خيار أسوأ من الآخر. فالكارثة إنسانية تزداد حجماً. كما أن التدخل العسكري، قد يفتح (صندوق باندورا) (2) ويزيد من مخاطر الخوض في مستنقع آخر مثل العراق، أو ارسال المساعدات للمتمردين، ومشاهدتها في نهاية المطاف في أيدي المتطرفين. تواصل مع الدبلوماسية، وتشغيل الرأس أولا في الفيتو الروسي.

في ثمانينات القرن الماضي، قامت الولايات المتحدة والسعودية وباكستان بتسليح الثوار الأفغان الذين كانوا يسمون المجاهدين، لإنهاء الاحتلال السوفييتي لبلادهم، فقام بعض هؤلاء المقاتلين بما فيهم أسامة بن لادن بتشكيل القاعدة ووجهوا أنظارهم إلى الغرب، لم يكن أحد منا يريد تكرار ذلك السيناريو.

مقترح التسليح وآلياته
إذا كان من الممكن التحقق من الثوار في سوريا وتقديم التدريب الفعال لهم، سيكون ذلك مفيداً في عدد من الطرق.

أولا، يمكن لمجموعة صغيرة نسبياً أن تكون قادرة على تقديم دفعة معنوية كبيرة للمعارضة وإقناع الأسد وداعميه بالنظر في حل سياسي. وأعطى حزب الله مصداقية لهذا الرأي، عندما ساعد على تحول الحرب لصالح الأسد عن طريق نشر بضعة آلاف من المقاتلين الأشدّاء فقط.

ثانياً، فإن تحركنا أو عدمه كان له عواقب على علاقاتنا مع شركائنا الإقليميين، وكانت الدول العربية والأفراد يرسلون الأسلحة إلى سوريا. لكن تدفقها كان سيء التنسيق، فمع اختلاف البلدان الداعمة اختلفت الجماعات المسلحة المدعومة. وكانت كمية مقلقة من العتاد تجد طريقها إلى المتطرفين. ومع ذلك، كانت أميركا مستعدة أخيراً للتدخل في اللعبة، ولكن بفعالية أكثر في عزل المتطرفين وتمكين المعتدلين داخل سوريا.

كان أحد أسباب اعتبار سوريا معضلة خبيثة هو عدم وجود أي بدائل مجدية للأسد على الأرض. حيث يدعي وحلفاءه، مثل لويس الخامس عشر فرنسا “من بعدي الطوفان.” أن الفوضى ستأتي بعد الأسد. بالإضافة إلى فراغ السلطة في العراق بعد سقوط صدام وحل الجيش العراقي ما شكل أمثلة تحذيرية.

ولكن إذا تمكنت الولايات المتحدة من تدريب وتجهيز وقوة متمردة معتدلة فعالة وموثوقة، فإنه يمكن مساعدة البلاد على أن تبقى متماسكة خلال التحول، وحماية الأسلحة الكيميائية المخزونات، ومنع التطهير العرقي وتصفية الحسابات. ولكن هل يمكن أن يتم ذلك؟
يجب التحقق بدقة من المقاتلين المتمردين لضمان عزل المتطرفين ومن ثم الحفاظ على تبادل المعلومات الاستخباراتية والتشغيلية بالتنسيق مع جميع شركائنا. بذلت الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان جهوداً كبيرة لتدريب الجنود المحليين، في محاولة ادراجهم في جيش وطني متماسك قادر على توفير الأمن وهزيمة حركات التمرد.

مسؤولية أوباما عن رفض التسليح وتقييم المعارضة السورية
عرف الجنرال ديفيد بتريوس، الذي قاد الجهد العسكري الأمريكي في كلا البلدين قبل أن يصبح مدير وكالة الاستخبارات المركزية عام 2011، (3) كم كان من الصعب تحقيق ذلك. فرغم بعض النجاحات، كانت قوات الأمن العراقية والأفغانية ما تزال تكافح للوقوف من جديد. تعلّم بترايوس من خلال تجربته في تلك البلدان، الكثير حول ما يمكن أن ينجح أو يفشل.

دعوت بتريوس إلى منزلي في واشنطن لتناول طعام الغداء يوم السبت في يوليو/ تموز لمناقشة ما إذا كان ممكنا التحقق من مقاتلي المعارضة المعتدلة وتدريبهم وتجهيزهم، وإن تم هذا النوع من الجهد يمكن أن يغير الكثير في سوريا، وبدأ بترايوس بدراسة الوضع وكان يستعد لتقديم خطة.

قدم قادة الجيش الأمريكي المترددون أساساً في الانخراط في سورية، باستمرار توقعات وخيمة للقوات التي ستكون مطلوبة للتغلب على الدفاعات الجوية المتقدمة للأسد، وإجراء منطقة حظر جوي على غرار ليبيا!

في منتصف شهر أغسطس/آب، توجهت الى اسطنبول للتشاور مع الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء أردوغان، ووزير الخارجية داوود أوغلو. كانت تركيا تعاني بشدة مما كان يحدث عبر حدودها ومحاولة التعامل مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين من سوريا وحوادث العنف عبر الحدود بما في ذلك إطلاق سوريا النار على طائرة تركية مقاتلة فوق البحر الأبيض المتوسط. كما أن فقدان تلك الطائرة كان تذكيراً مثيراً أن هذه الأزمة يمكن أن تنفجر إلى صراع إقليمي في أي لحظة. عدت لواشنطن وأنا واثقة أننا إذا قررنا بدأ التسليح والتدريب للمعتدلين، فيمكننا التنسيق بفعالية مع شركائنا الإقليميين.

قدم بتريوس الخطة لأوباما الذي استمع بعناية وأثار كثير من الأسئلة، فهو يشعر بالقلق من أن تسليح المتمردين لن يكون كافياً لإسقاط الأسد، وأنه مع تدفق الأسلحة الكبير من الدول العربية لن تكون لأمريكا صاحبة القرار الحاسم. كما طلب الرئيس أمثلة على حالات دعم الولايات المتحدة المدعومة لتمرد والتي يمكن اعتبارها ناجحة.

كانت هذه المخاوف معقولة جداً، لكني وبتريوس أجبنا أن السيطرة وتنسيق الأسلحة القادمة من قطر والسعودية كانت جزءاً من مهام الخطة الأمريكية، كما أن الهدف من الخطة لم يكن بناء قوة كافية لهزيمة النظام أكثر من تأسيس شريك على الأرض يمكننا العمل معه لإقناع الأسد وداعميه أن النصر العسكري مستحيل. لم تكن خطة كاملة، بل في الواقع كانت الخيار الأقل سوءاً من بين العديد من البدائل الأسوأ.

رغم الدعم على مستوى عال من مجلس الأمن القومي للخطة، إلا أنّ البعض في البيت الأبيض كان متشككاً. كما أنه تمّ ترجيح كفة الرئيس في الانتخابات اعتماداً على معارضته للحرب في العراق ووعده لجلب القوات إلى الوطن. ولم يكن في نية أوباما التورط بأي طريقة في حرب أهلية طائفية أخرى في الشرق الأوسط، عندما أصبح رئيساً، كما اعتقد الرئيس أننا بحاجة لمزيد من الوقت لتقييم المعارضة السورية قبل زيادة التزامنا.

ومع رفض أوباما لخطة التسليح، رميت نفسي مرة أخرى في الجهود الدبلوماسية، في محاولة لزيادة عزلة النظام والضغط عليه وفي نفس الوقت معالجة الكارثة الإنسانية.

حقيقة موقف أوباما من السلاح الكيماوي السوري
بعد استخدام الأسد للسلاح الكيماوي في ريف دمشق، واتخاذ أوباما موقفاً صارماً للرد، تساءل بعض المعلقين وأعضاء من الكونغرس لماذا يهتم الرئيس كثيراً بالأسلحة الكيميائية في حين أن الأسد قتل الكثير من الناس بالأسلحة التقليدية. فأوضح أوباما: “إذا فشلنا في التصرف، لن يجد الأسد سبباً لوقف استخدام الأسلحة الكيميائية. والحظر ضد هذه الأسلحة سيتراجع، ولن يفكر الطغاة الآخرين بما يدعوهم إلى التفكير مرتين حول الحصول على الغازات السامة، واستخدامها. ومع مرور الوقت، فإن قواتنا ستواجه مرة أخرى احتمال الحرب الكيميائية في ساحات المعارك. ويصبح من الأسهل للمنظمات الإرهابية للحصول على هذه الأسلحة واستخدامها لمهاجمة المدنيين “.

عقد البيت الابيض مؤتمراً صحفياً في لندن، للتخطيط للخطوات القادمة للضربة الموجهة إلى نظام الأسد. وفي ذلك الصباح، سُئِل كيري إذا كان هناك أي شيء يمكن الأسد القيام به لمنع العمل العسكري، فأجاب كيري “بالتأكيد يمكنه تسليم كل ما يملك من الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي في الأسبوع المقبل دون أي تأخير، لكنه لن يفعل ولا يمكنه القيام بذلك”، عكس جواب كيري محادثاته السابقة مع الروس، رغم أنه بدا للعالم وكأنه ارتجل الإجابة.

قلل المتحدث باسم وزارة الخارجية من أهمية إجابة كيري بأنها “حجة خطابية” ومع ذلك، استولى الروس على تعليق كيري واعتبروها دبلوماسية جادة. قرر البيت الأبيض إعطاء الدبلوماسية فرصة أخرى، فوصل وزير كيري إلى جنيف وعقد اتفاق على التفاصيل لإزالة الأسلحة الكيميائية مع لافروف، وبعد شهر واحد فقط، تولت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تنفيذ المهمة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

كيف كشف لبنان النظام السوري؟

basharmaherassadيسعى النظام السوري إلى اعادة تأهيل نفسه عن طريق المشاركة في الحرب على الإرهاب. كان المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية وليد المعلّم قبل أيّام محاولة أخرى للعب ورقة الإرهاب. ذهب وليد المعلّم إلى حد القول انّ أي «عدوان» على سورية يجب أن يكون بالتنسيق مع النظام السوري. فحوى كلام وزير خارجية النظام السوري أن النظام مستعدّ حتّى لتبرير أي عدوان أجنبي على سورية شرط أن يصبّ هذا العدوان في خدمة النظام واستمراره. المهمّ متابعة قتل السوريين بكلّ الوسائل المتاحة، خصوصا بواسطة البراميل المتفجّرة.

ما زال هذا النظام يعتقد أنّ في استطاعته استخدام «داعش» لتحقيق هذا الغرض. كلّ ما يريده النظام هو الاحتفاظ بالسلطة لا أكثر. السلطة المطلقة، التي تعني استعباد السوريين، هي الأداة التي تسمح له بنهب خيرات سورية إلى الأبد. أو ليس شعار النظام «الأسد إلى الأبد»؟

تجربة النظام الطويلة مع لبنان، وهي تجربة امتدت ما يزيد على أربعة عقود أكثر من كافية لتأكيد أنّ تحويل النظام إلى مشارك في الحرب على الإرهاب من رابع المستحيلات.

قبل كلّ شيء، لعب النظام السوري منذ ما قبل استحواذ حافظ الأسد على السلطة كلها في خريف العام 1970 دورا في إغراق لبنان بالسلاح. كان الأسد الأب، وكان لا يزال وزيرا للدفاع، وهو منصب شغله بين العامين 1966 و1970، من باشر في إغراق لبنان بالسلاح. كان الشيء الوحيد المهمّ للنظام السوري الذي بدأ في الثالث والعشرين من فبراير من العام 1966 أن يتحوّل إلى نظام علوي لا أكثر، توريط مسيحيي لبنان في حرب مع الفلسطينيين.

كان مطلوبا تسليح المسيحيين والفلسطينيين في الوقت ذاته واستخدام التناقضات الداخلية اللبنانية من أجل أن يصبح الفلسطينيون «جيش المسلمين»، خصوصا جيش أهل السنّة في لبنان.

في كلّ وقت من الأوقات كان همّ النظام السوري، الذي سعى دائما إلى التقرّب من شيعة لبنان واستيعابهم، محصورا في اشعال الحرائق في البلد وذلك كي يسمح له الأميركيون، بمباركة اسرائيلية، بوضع يده على الوطن الصغير.

لم يكن النظام السوري في يوم من الأيّام بعيدا عن حلف الأقلّيات الذي اراد من خلاله جعل علويي سورية الطرف المهيمن في هذا الحلف المرتبط بطريقة أو بأخرى بمسيحيي لبنان والشيعة فيه. المؤسف أنّ المسيحيين لم يستوعبوا في أيّ وقت مآرب النظام السوري، فكانت النتيجة سقوطهم في الفخّ الذي نصبه لهم حافظ الأسد الذي استنجدوا به في يوم من الأيّام من أجل وقف الزحف الفلسطيني في اتجاه الجبل المسيحي والقرى المسيحية.

لم يكن المسيحيون وحدهم الذين لم يستوعبوا ما الذي يريده النظام السوري. بعض أهل السنّة عجزوا عن ذلك. كذلك عجز الدرزي كمال جنبلاط الذي اعتقد أن الفلسطينيين سيكونون قادرين على تغيير الصيغة اللبنانية بما يصبّ في مصلحته. لمّا أدرك كمال جنبلاط أن اللعبة من أولّها إلى آخرها لعبة النظام السوري، كان الأوان قد فات.

ذهب كمال جنبلاط، الذي اغتاله النظام السوري في العام 1977، ضحيّة هذا الإدراك المتأخّر لطبيعة نظام كان يستخدم الفلسطينيين لوضع اليد على لبنان. كان على الفلسطينيين إشعال الحرائق بأسلحة مصدرها سورية، لتبرير استنجاد الأميركيين بجيش النظام السوري بغية «السيطرة على مسلحي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان». تلك هي العبارة التي استخدمها هنري كيسينجر وزير الخارجية الأميركية وقتذاك، لإقناع اسرائيل بضرورة قبول الوجود العسكري السوري في لبنان والاعتراف بأهمّيته.

كان مفترضا في هذا الوجود العسكري تغطية كلّ الأراضي اللبنانية لولا «الخطوط الحمر» التي رسمتها اسرائيل بحجة أنّها متمسّكة بالوجود الفلسطيني المسلّح في جنوب لبنان. كانت حجة اسرائيل وقتذاك أنّها «في حاجة إلى الاشتباك مع المسلّحين الفلسطينيين بين حين وآخر». الأكيد أنّه كانت لديها أهداف خاصة بها تستدعي بقاء الجيش اللبناني خارج جنوب لبنان. كانت تلك نقطة التقاء اسرائيلية مع النظام السوري الذي اعتبر في كلّ الوقت أن جنوب لبنان يجب أن يبقى جرحا نازفا.

حتى العام 2006، بقي جنوب لبنان في عهدة المسلحين الفلسطينيين ثم تحت سيطرة «حزب الله» الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري» الإيراني. كان ذلك مطلوبا اسرائيليا. كان مطلوبا تبرير الإدعاءات الإسرائيلية التي تبرّر الهرب من أي مفاوضات جدّية مع الفلسطينيين والعرب بحجة أنّها «دولة مهدّدة».

لم يتوقف النظام السوري في أيّ وقت عن ممارسة لعبة مدروسة قائمة على ضرورة الاستعانة به من أجل مكافحة الإرهاب، علما بأنّه مصدر من مصادر الإرهاب.

كشف لبنان النظام السوري منذ زمن طويل. كشف طبيعته الحقيقية، خصوصا بعد تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من فبراير 2005. بعد ذلك اليوم الذي خرج فيه اللبنانيون إلى الشارع موجهين أصابع الاتهام إلى النظام السوري، انتهت اللعبة التي مارسها النظام واعتاد عليها. مارسها أطول بكثير مما يجب بموافقة قوى إقليمية على رأسها ايران واسرائيل، فيما المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة يتفرّج، بل يصفّق.

لم يعد من مجال لممارسة هذه اللعبة. كان ظهور وليد المعلّم في مؤتمره الصحافي الأخير باهتا، نظرا إلى أن معظم العالم يعرف ما هو «داعش» وكيف خلق النظام السوري هذا التنظيم بمباركة ايرانية بغية ابتزاز الولايات المتحدة في العراق بعد احتلالها لهذا البلد في العام 2003.

تغيّرت طبيعة «داعش» مع مرور الوقت وتطوّر الأحداث. انقلب السحر على الساحر. هناك الآن «داعش» المتعاون مع النظام السوري و«داعش» اخر يمتلك حسابات خاصة به. كلّ ما في الأمر أنّ نظاما مثل النظام السوري، يستطيع الادعاء أنّه يقاتل الإرهاب لو لم يكن نظاما يلجأ إلى الإرهاب بغية تبرير وجوده لا أكثر ولا أقلّ. من يستعين بمقاتلين لبنانيين وايرانيين وعراقيين للدفاع عن وجوده في دمشق من منطلق مذهبي بحت، لا يستطيع بأيّ شكل الاستعانة بـ«داعش» وجرائمه كي يجد لنفسه مقعدا مع المشاركين الحقيقيين في الحرب على الإرهاب.

لا يمكن بأي شكل تبرير جرائم «داعش» التنظيم الإرهابي المتخلّف. ولكن في الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل أن «داعش» ربطت بين مناطق سنّية في سورية والعراق، بعدما اعتبرت ايران، ممثّلة بميليشا «حزب الله»، أنّ الحدود بين بلدين عربيين مستقلّين هما لبنان وسورية لا قيمة لها، وأن ما يعلو على الحدود هو الرابط المذهبي بين النظام السوري وما يمثّله الحزب.

هناك بكلّ بساطة ما هو أبعد من الحرب على «داعش». هناك أنظمة مثل النظام السوري أسست لقيام مثل هذه الظاهرة بعدما شاركت في لعبة إثارة الغرائز المذهبية. هذه لعبة يمكن لعب دور في اطلاقها ولكن يستحيل التحكّم بها في المراحل اللاحقة.

من يشارك في اطلاق مثل هذا النوع من الألعاب الخطيرة ليس مؤهلا للعب دور في كبحها من أجل اعادة تأهيل نفسه. هذا ما لا يستطيع النظام السوري فهمه بغض النظر عن مدى سذاجة ادارة أميركية مثل ادارة باراك أوباما…

نقلاً عن “الراي”

www.alraimedia.com/Articles.aspx

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بالفيديو داعش تحرق محصول القنب شمال سوريا

deryonanبالفيديو داعش تحرق محصول القنب شمال سوريا

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

طرد عضو القيادة القطرية و صهر آل الأسد من تعزية أحد الشهداء !!

aynelxamanطرد عضو القيادة القطرية و صهر آل الأسد من تعزية أحد الشهداء !!
في خطوة لها دلالاتها الكبيرة و بأحد أهم معاقل آل الأسد (استطيع أن أقول بعد هذه الحادثة سابقاً ) قرية الهنادي بمنطقة اللاذقية هذه القرية و التي لطالما دعمت الأسدين الأب و الابن و قدمت الكثير لهما و لكن للأسف هذه العائلة لا تقدر التضحيات و لا تهتم بمشاعر الناس المهم بالأمس و أثناء زيارة عضو القيادة القطرية لحزب البعث صهر آل الأسد يوسف الأحمد للتعزية بأحد شهداء تسليم الرقة لداعش نتحفظ عن ذكر اسمه بناءً على طلب أهله بدأ السيد يوسف يتفلسف و يبيع الناس وطنيات كالعادة و بدأ الحضور بالتململ من خطابه التنظيري إلى أن وصل لجملة طالب فيها الأهالي أن يتعاونوا بإرسال أبنائهم للاحتياط فهنالك على حد زعم السيد الأحمد كما قال بالحرف /8000/ شب من اللاذقية متخلف عن الاحتياط هذا الرقم باستثناء المتخلفين عن الخدمة الإلزامية و هنا خرج أحد المسنين عن صمته و قال ليوسف الأحمد عندما ترسل ولدك للاحتياط سنرسل أبنائنا و أتمنى أن تكون تعزيتنا القادمة بأحد أولادك أو أخوتك لتحصل على مناقب الشهادة مثلنا و بدأ بشتمه و بشتم آل الأسد و انفجر الحضور بوجه الأحمد سباب و شتم عليه و على آل الأسد و لو لا تدخل مرافقته لإخراجه من العزاء كان بالتعبير العامي اللاذقاني شبع قتل و هنا لا يسعني إلا أن أشكر الله و من ثم أشكر أهلنا بالهنادي و أبارك لهم كسر حاجز الخوف و الصمت سوريا تحتاجكم و تنتظر منكم المزيد لنتمكن من حل أزمتنا و من حماية ما تبقى من شبابنا و بلدنا وفقكم الله و قدركم على عزل الأسد …

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

فنظرة العالم الى سوريا اكبر بكتير من اسد راكب على ضهر بغل و جارر وراه شوية حمير و خواريف

zyad2و كما هو الحال دائماً عند رغبة السياسيين بتمرير رسالة الى العالم ، يقوم السياسي بالتنسيق مع صحفي ما، ليقوم بسؤالو عن شيء يريد السياسي تمريرو.. مراسل

BBC

في دمشق عساف عبود يقاطع وليد المعلم عند حديثو عن دعوة النظام للقوى الراغبة في ” العدوان ” على سوريا بالتنسيق و التعاون و يسأله :
” حتّى بريطانيا و اميركا سيدي الوزير؟؟؟ ” ، فيجيب المعلم اهلا و سهلا بالجميع..

حدثت قبلاً عند مقاطعة الصحفية الأميركية لوزير الخارجية كيري و سألتو : ماذا لو سلّم النظام ترسانته الكيماوية ؟؟ فأجاب كيري : عندها سنوقف الضربة الجوية و سنقوم برسم خط احمر جديد..

وصلت رسالة المعلم للجميع ، و سمعها العدو قبل الصديق ، و لكن هل هناك اي دولة ستتعامل مع هذا العرض المغري ؟؟
الاميركان قالو حل عن قفانا ما رح نتعاون، الأوروبيين علّقو على العرض بالرفض ، البريطانيين رجعوا ذكّروا بإجرام النظام و عن عدم رغبتهم بالتعامل مع مجرم ، و لك حتّى الروس ردّوا بالصمت المطبق ..

أمّا البغل مازال يحمل هالاسد على ضهرو و عم يحاول يقّطعوا الى الضفة التانية من المستنقع لضمان يوم إضافي جديد في السلطة ..

بشار الاسد انتهى ايها البغل ، و نهيقك مؤخراً ليس الا النداء الأخير لمحاولة تعويم النظام في مجتمع دولي لا يتعامل مع الضعفاء..

فنظرة العالم الى سوريا اكبر بكتير من اسد راكب على ضهر بغل و جارر وراه شوية حمير و خواريف..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

لا تحاول الاتصال مجدداً احسن ما العن امّك على ابوك

من اكتر العبارات اللي كنت أتمتع باستخدامها و سماعها باللادقية ، العبارات المستخدمة من الناس للطلب من شوفير السرفيس بالتوقّف.

– الشب المثقف: عرياحتك معلّم..aza
– الشب المتديّن : زكاتك عند الموقف الله يرضى عليك..
– الشب الزعوري : نزّلني عمدرسة البنات ابو الشباب..
– الشب العصبي بيصرخ بقرف: وقّف ولا خي عاليمين وقّف..
– بنت الجامعة :باتهز كتف الشب اللي قاعد قدّامها و بتقلّو: الله يوفقك قلّو للشوفير ينزّلني..

وهكذا، فلكل شخص طريقة بطلب النزول من سرافيس طلب الحياة ، تماماً متل اللي بدي يصير مبارح بطلب حلفاء الاسد بالهروب من سرفيس الموت الاسدي..
– مبارح وئام وهاب : أغلقت مكاتب حزبي في سوريا لتعرضهم لمضايقات من رجل امن..
– اليوم رح يطلع علينا ميشيل عون: نزّلني ابو حافظ ، ضرصي عم يوجعني ، رح صلحو عند الحكيم سمير و برجع بطلع معك اذا الله راد..
– بكرة بينط حسن نصر الله: و الله يا ابو حافظ بدك ما تواخزني بس هالعكروتة ام هادي طلعت حامل و انا من سنتين ما لامسها، خليني شوف مين عامل هالعملة و برجعلك..
– بعد يومين بيطلعلنا سليمان فرنجية: لا تزعل مني ابو حافظ بس برنامج آراب ايدول رح يبدا، نزّلني الله يرضى عليك خليني احضروا ، و ببقى باتطمّن عليك من وقت للتاني..
– تلات ايام من اليوم بيطلعولنا شيعة ابو الفضل : مشي الحال ابو حافظ ، عرفنا مين قتل الحسين ، بقا نزّلنا عمفرق البوكمال و نحنا منقطع الحدود مشي لا تتعب حالك..
– بعد اسبوع بيهرب لافروف من شباك السرفيس و بيغيّر خط موبايلو..

كم اسبوع بيتطلّع بشار بالمراية على الركاب من ورا ليشوف انو سرفيسو صار فاضي ، بيصرخ لمساعدو اللي بيلم الأجرة :
– و لك حيدر ناولني غلة اليوم يا ولد.. بس حيدر مو موجود، هرب بالبوكمال مع شيعة العراق ..
بينتّع السرفيس و بيخلصو مازوتاتو، بيتصّل ابو حافظ بالخامنئي ليبعتلو حدا يعبّيلو ياه ، بتطلعلو الرسالة الصوتية التالية:
الرقم المطلوب غير مخصص او خارج الخدمة حالياً، لا تحاول الاتصال مجدداً احسن ما العن امّك على ابوك ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment