المبالغة بالأرقام في العقيدتين الصوفية والصفوية/27

علي الكاش كاتب ومفكر عراقيiraq-security

من الصفات المشتركة بين العقيدتين المبالغة في الأرقام، ولا نقصد هنا المغالاة، مع أن هذه المبالغة هي جزء من المغالاة بصورة عامة. ولكننا سنحددها بجاب أحادي وهو الأعداد المهولة التي تعلن عن عدد الشيعة والفوائد التي تحققها العقيدة لأتباعها. الحقيقة إن هذه المبالغة العددية هي بلا شك من نتاج مركب النقص الذي يعاني منه الرافضة والمتصوفة بشكل عام، بإعتبار إنهم أقلية ولا يشكلون إلا نسبة ضئيلة من مجموع المسلمين في العالم، مما إنعكس على المغالاة العددية بطريقة مفزعة للتعويض عن هذا النقص، لذلك تراهم يهولون في أعدادهم بشكل فاضح كالزيارات المليونية والتظاهرات المليونية وغيرها، في الوقت الذي يصغرون فيه من شأن بقية المسلمين.
وهذا ما يحدث حاليا في العراق وايران، حيث يشكل أهل السنة من العرب والأكراد وبقية الأقليات ما لا يقل عن 60% من السكان ولكن نظام الملالي يتعامل معهم كأقلية ويحاول ان يمسخ عروبة العرب في اقليم عربستان. وكذلك الحال في العراق فهم لا يشكلون أكثر من 45% من السكان، لكنهم لعبوا لعبة ذكية بتقسيم أهل السنة الى العرب السنة والأكراد السنة، في حين هم يجمعون الأكراد الشيعة والتركمان والفرس وغيرها من الأقليات إلى نسبتهم، في تصنيف جغرافي بعيد عن المنطق، لأن السكان يصنفوا أما على أساس الدين والمذهب، أو على أساس العرق والقومية، ولا يخلط بين التصنيفين، وهذا ما تجده في جغرافية السكان لدول العالم قاطبة.
مركب النقص هذا أنتج ما يسمى بالمظلومية التي إستعاروها من اليهود لكسب شفقة ورأفة العالم بهم على أساس إنهم مظلومون، فهم يتباكون على المظلومية الكاذبة حتى وهم في سدة الحكم! كما هو الحال في العراق، ولا يعرف التأريخ ظلاما مثلهم. وإن كان لليهود هولوكوست واحد فأن للرافضة مائة هولوكوست. والحق إنهم نجحوا نجاحا باهرا في تسويق خطة المظلومية على العالم العربي والإسلامي. فهم يدعون مثلا في العراق بأنهم الأكثرية وهذا يعطيهم الحق في الحكم، في حين لا يوجد تعداد سكاني في العراق حسب المذهب، وهم يرفضون إجراء التعداد السكاني رغم أن وزير التخطيط (علي شكري) من الشيعة المتطرفين! أما السبب؟ لكي لا تفتضح نسبتهم الحقيقية من جهة ولكي يستمروا في قتل وتشريد أهل السنة من جهة أخرى، حتى يكونوا اكثرية وهذا ما جرى في بغداد والبصرة. مع إن منطق الأكثرية الذي يتشدقون به لا يعني إقصاء الأقليات ولا تهميشها. ولا هو يتوافق مع النهج الديمقراطي الذي يدعونه.
لكن المثير في الأمر، إنهم يرفضون حكم الأكثرية لأهل السنة في سوريا! مع ان العلويين لا يشكلون اكثر من 10% من سكان سوريا، بل هم يحاربون أهل السنة في سوريا ويقفون مع المذهب النصيري مع ان مراجعهم يكفرون هذه المذهب الضال! ولم تتوقف المبالغة على أعدادهم بل تراهم يسوقونها في أحاديثهم بطريقة مبتذلة ولا مبرر لها. إنهم يوزعون الحسنات بالملايين على أتباعهم دون الإعتماد على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، بل يعتمدون على أحاديث وروايات منسوبة لأئمتهم أو ممن يحسبون عليهم، وهم براء منهم، الرواة أصلا لم يعيشوا مع الأئمة الا ما ندر، كان الأئمة يعيشون في المدينة، والرواة يعيشون في الكوفة! وهذه حالة نادرة في التأريخ! على سبيل المثال، مرجع رواياتهم الرئيسي جابر الجعفي الذي روى (70000) حديثا عن الأئمة، قال عنه الكشي، وهذا مؤرخ شيعي وليس من النواصب ” سألت أبا عبد الله (ع) عن أحاديث جابر؟ فقال ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة، وما دخل عليّ قط”. (رجال الكشي/191). ومرجع أحاديثهم الثاني هو زرارة بن أعين الذي قال عنه أبو عبد الله” لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة”. (رجال الكشي،133).
ويقدم لنا الإمام الصادق صورة متكاملة عن رواة الشيعة بقوله” كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي وياخذ كتب اصحابه، وكان اصحابه المستترون باصحاب ابي ياخذون الكتب من اصحاب ابي فيدفعونها الى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها الى ابي، ثم يدفعها الى اصحابه فيامرهم ان يثبتوها في الشيعة، فكل ما كان في كتب اصحاب ابي من الغلو، فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم” (المصدر السابق/196). كالعادة مشوا المتصوفة على نفس طريق الرافضة في المبالغة الرقمية، كما سيتضح في النصوص التالية.
فيما يتعلق بالمتصوفة.
قال محمد بن واسع” قدمت مكة، فلقيت بها سالم بن عبد اللّه بن عمر؛ فحدثنى عن ابيه عن جده عمر؛ عن رسول اللّه (ص) قال” من دخل السوق فقال لا إله إلا اللّه، وحده لاشريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حى لايموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب اللّه له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة”.(طبقات الصوفية/118). وذكر الشيخ أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني ” اعلم أن الله خلق من نور بهائه سبعين ألف ملك من الملائكة المقربين، وأقامهم بين العرش والكرسي في حضرة الأنس لباسهم الصوف الأخضر، ووجوههم كالقمر ليلة البدر، فقالوا متواجدين والهين حيارى خاشعين سكارى منذ خلقوا مهرولين من ركن العرش إلى ركن الكرسي لما بهم من شدة الوله، هم صوفية أهل السماء فإسرافيل قائدهم، ومرشدهم، وجبرائيل رئيسهم ومتكلمهم والحق تعالى أنيسهم، ومليكهم فعليهم السلام من الله عز وجل”. (الطبقات الكبرى1/137). لا نعرف من أين لهم هذه المعلومات عن الملائكة وطريقة صنعهم وسكرهم وهرولتهم وولههم وقائدهم ومرشدهم؟ أحاديث الأرض يمكنهم فهمها وتحليلها، أما أخبار السماء فهي عند خالقها فقط.
كما ذكر الشيخ السهروردي” الزائر لأم عبيدة يمشي على أجنحة الملائكة، وله بكل نفس ألف ألف حسنة”. (بوارق الحقائق/224). وللعلم أم عبيدة قرية صغيرة ومتخلفة وقذرة فهل الملائكة تتواجد فيها؟ ويضيف الشنقيطي نقلا عن الشيخ التيجاني حول صلاة الفاتح” بأن كل ما تذكره من صلاة وإذكار وأدعية على النبي(ص) لو توجهت بها (100) ألف عام، وتذكرها كل يوم(100) ألف مرة، ما بلغت مرة واحدة من صلاة الفاتح”. (الفتوحات الربانية للشنقيطي/115)! ومن العجائب ما ذكره العلامة محمد البشير” ان تلاوة صلاة الفاتح مرة واحدة تعادل ستة آلاف ختمة من القرآن”. (الطرق الصوفية/39). ولديهم صلاة أخرى تسمى (جوهرة الكمال) إدعى الشيخ أحمد التجاني إنه أخذها عن النبي(ص) وأخبره إنها تعادل تسبيح العالم (3) مرات!(للمزيد راجع الهدية الهادية إلى الطريقة التجانية). أن إدعائه بأنه أخذها عن النبي(ص) يؤكد بطلانها.
كما قال الشيخ المتصوف أحمد بن عروس عن الشفاعة” كل إصبع من أصابعي يشفع في سبعين ألفا”. (الوصية الكبرى لعبد السلام الفيتوري/85). إنه صاحب الإصبع الذهبي! وذكر محمد عثمان عبده البرهاني” طلب سيدي إبراهيم الدسوقي في عالم الأرواح أن يزداد له في جسمه فزيد ثم طلب أن يزداد أكثر فأكثر فزيد وهكذا، حتى سأله الجبار جل وعلا عما يريد من كبر جسمه فقال يارب أنت قلت وقولك الحق في كتابك العزيز (لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) وأنا أريد أن أملأ جهنم لوحدي حتى لا يصلاها أحد! فقال جل وعلا أتتكرم على كريم يا إبراهيم؟ إنا شفعناك في سبعين ألف مع كل فرد منهم سبعون ألفاً، وكل هذا غير من أخذ طريقتك وغير من دخل مقامك وزارك”. (تبرئة الذمة في نصح الأمة/314). ألا يعلم الله تعالى سبب طلبه فيسأله؟ وهل هناك جسم مهما كبر حجمه يمكن أن يملأ جهنم؟ وما الغرض من هذه السفسطة غير تشويه صورة الإسلام.
كما نسب محمد أبو الهدى للرفاعي القول” صحبت ثلاثمائة ألف أمة ممن يأكل ويشرب ويروث وينكح، ولا يكمل الرجل عندنا حتى يصحب هذا العدد ويعرف كلامهم وصفاتهم وأسمائهم وأرزاقهم وآجالهم، قال يعقوب الخادم، فقلت له: يا سيدي إن المفسرين ذكروا إن عدد الأمم ثمانون ألف أمة فقط! فقال ذلك مبلغهم من العلم”. ( قلادة الجواهر/68). الطريف في القول (يروث) ويبدو إن الشيخ لا يعرف بأن الروث لا علاقة له بالبشر، وإنما بالحوافر، فهو رجيع ذو الحافر، يقال راث الفرس وراثت البقرة، وجمعه أرواث.
ونسب محمد بن سليمان الجزولي حديثا كاذبا للنبي(ص) جاء فيه “ما من عبد صلى عليٌ، إلا خرجت الصلاة من فيه، فلا يبقى بر ولا بحر ولا شرق ولا غرب إلا وتمر به وتقول: أنا صلاة فلان بن فلان صلى على محمد المختار خير خلق الله، فلا يبقى شيء إلا وصلى عليه، ويخلق من تلك الصلاة طائراً له سبعون ألف جناح، وفي كل جناح سبعون ألف ريشة، وفي كل ريشة سبعون ألف وجه، في كل وجه سبعون ألف فم، في كل فم سبعون ألف لسان، يسبح الله تعالى بسبعين ألف لغة، ويكتب الله له ثواب ذلك كله”. (دلائل الخيرات/16). يبدو إن الشيخ من هواة الرقم (7)!
قال البسطامي ” استقبلني ملك يقال له: نيائيل، فمد يده وأقعدني على كرسي له موضوع على شاطئ بحر عجاج، ثم رأيت كأني عرجت إلى السماء السابعة، فإذا بمائة ألف صف من الملائكة استقبلني. كل صف مثل الثقلين ألف ألف مرة، مع كل ملك لواء من نور، تحت كل لواء ألف ألف ملك، طول كل ملك مسيرة خمسمائة عام”. (اللمع/464). الشيخ يتحدث عن برتوكول سماوي حافل لإستقباله! وربما نسى القول بـأنه فرشت له سجادة حمراء بطول مائة ألف متر، كي تسع جماهير الحضور!
وروى إبن عربي عن النخشبي وهو يحث أحد مريديه على رؤية البسطامي” لو رأيت أبا زيد مرة، كان خيرا لك من أن ترى الله ألف مرة”. (رسائل إبن عربي/5). هذا الحديث لا يحتاج إلى تعليق، لكنه فيه ردٌ شافِ ومفحم لمن يدافع عن العقيدة الصوفية.
فيما يتعلق بالصفوييين.
نسبوا للإمام الرضا حديثا عن وفاة الحسين بن علي يصور لنا فيه تأخر الملائكة عن نجدته، فآل مصيره إلى الموت بسبب تأخرهم، ربما لزحمة المواصلات! يقول الرضا” لقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله، ونزل إلى الأرض من الملائكة (4000) لنصرته. فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شُعث، غُبر”. وهم في وضع التأهب بإنتظار القائم لينضموا لجيشه.(الأنوار النعمانية3/239).
أولا: هنيئا لأهل الكوفة الذين خذلوا الحسين وأذلوه. فلم يكن موقفهم سببا لمقتله بل الملائكة المتقاعسون عن النجدة.
ثانيا: كان من المفروض أن يوضح لنا الرضا سبب تأخر الملائكة عن نجدة من( خلق الله الجنة من نوره، ويزوره مع كل الأنبياء في قبره)؟ لنتبين السبب كي نعذرهم أو نلومهم عن تأخر النجدة؟
ثالثا: إن الملائكة كما يفترض يعلمون كل شيء! فكيف يبررون تأخرهم عن نجدة الحسين، ولم يضبطوا الوقت؟
رابعا: الرضا يضعنا في حيرة أيضا! طالما إن الإمام يموت بإختياره كما يشيرون في أحاديثهم! فكيف تنقذه الملائكة وهم لا يملكون هذا الخيار؟
خامسا: هل وجود الملائكة قرب القبر هو بسبب غضب الرب عن تأخرهم؟ أم بسبب الندم والأسف ومعاقبة النفس؟ كما يفعل البعض في عاشوراء من بكاء وتطبير وضرب بالزناجيل.
سادسا: إذا كان لدي القائم (4000) من الملائكة المطوعين في جيشه! فلماذا لا يخرج من الحفرة ويقاتل بهم؟ طالما أنه لا يحتاج سوى إلى (300) من الأنصار الصالحين والمخلصين؟
سابعا: يدعون في رواياتهم بأن الإمام الحسين خُير ما بين الشهادة أو النصر، فإختار الشهادة! قال الإمام الباقر” لما نزل النصر على الحسين بن علي حتّى كان بين السماء والأرض ثم خيّر: النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله “. (أصول الكافي1/465). وبهذا إما الإمام الباقر يكذب، أو الإمام الرضا، أو الرواة!
ثامنا: كيف” بكت السموات السبع والأرضون لقتله؟ وكيف إستدل الإمام على البكاء؟ ربما إعتبر المطر دلالة على بكاء السماء؟ رغم إننا لا نعرف إن مات الحسين صيفا أم شتاء؟ ويبدو إنه مات صيفا لشدة عطش أتباعه. لكن كيف يفسر لنا بكاء الأرضون؟ هل فاضت البحار والأنهار مثلا؟
من مبالغاتهم ما جاء عن الإمام الصادق” نِعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي وألف وصي، الصلاة فيه تعدل بألف صلاة”. (شجرة طوبى/13). كذلك ” من زار قبر الحسين كتب له ألف حجة وألف عمرة وألف أجر شهيد وثواب ألف نسمة وأجر ألف صائم وثواب ألف صدقه ووكل به ملك كريم وإن مات سنته حضرته الملائكة ويحضرون معهم أكفانه ويشيعونه إلى قبره ويفسح له في قبره من بصره ويؤمن من ضغطة القبر ومن منكر ونكير ويعطى كتابه بيمينه ويعطى يوم القيامة نور يضيء ما بين المشرق والمغرب وينادى هذا من زار الحسين شوقاً إليه فلا يبقى أحد يوم القيامة إلا تمنى يومئذٍ أنه كان من زوار الحسين”. (كامل الزيارات/134). عجبا لماذا لم يرد إسم الكوفة في القرآن الكريم طالما هي مهمة وبمثل هذه المميزات التي لا تتمتع بها المساجد التي يشد لها الرحال؟ لدينا العكس تماما، قال الشعبي” الكوفة أول مصر نزع الشيطان بين أهله”. (تأريخ الطبري4/251). وقال الإمام أحمد” أهل الكوفة لو قدروا أن يلطخوا كل أحد لفعلوا”. (مسائل الإمام أحمد لإبن هانيء2/201).
كما قال المجلسي” من زار الحسين يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكياً لقي الله يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة”. (بحار الأنوار). من يقرأ هذه الأفكار الضالة بالتأكيد لا يفكر بالحج والعمرة! لهذ السبب لم يحج لا الخميني ولا السيستاني ولا بقية المراجع الشيعية. وجاء في كتاب (منهاج الصالحين للخوئي1/14) بأن” الصلاة عند ضريح الإمام علي كرم الله وجهه أفضل بمائتي الف صلاة”. لاحظ! إنهم يحرضون أتباعهم على ترك الفرائض والتوجه للزيارات، وهذا الخوئي صاحب المؤسسة المالية الكبرى في بريطانيا ليس من المراجع القديمة.
ونَسب الفيض الكاشاني للإمام الصادق القول” من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم. وألف ألف عمرة ع الرسول(ص) وعتق ألف ألف نسمة، وحمل ألف ألف فرس في سبيل الله”. (الوافي 14/2476). وذكر الكاشاني بأن” ثواب صلاة ركعة واحدة في حرم الحسين كثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، واعتق ألف رقبة، ووقف في سبيل الله ألف ألف مرة مع نبي مرسل”. (كتاب الوافي للفيض الكاشاني 14/ 1478). هذه ركعة واحدة! فما بالك بمائة ركعة؟ أي تساوي (100000000) وقفة في سبيل الله! لله درك يا كاشاني أضحكتنا!
ذكر أبي حمزة الثمالي” من لعن الجبت (الصدِّيق) والطاغوت (الفاروق) لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف ألف درجة، ومن أمسى يلعنهما لعنة واحدة كتب له مثل ذلك، قال مولانا علي بن الحسين: فدخلت على مولانا أبي جعفر محمد الباقر، فقلت: يا مولاي حديث سمعته من أبيك، قال: هات يا ثمالي، فأعدت عليه الحديث قال: نعم يا ثمالي! أتحب أن أزيدك؟ فقلت: نعميا مولاي، فقال: من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسي، ومن أمسى لعنهما لعنة واحدة لم يكتب عليه ذنب في ليلة حتى يصبح، قال: فمضى أبو جعفر، فدخلت على مولانا الصادق، فقلت: حديث سمعته من أبيك وجدك، فقال: هات يا أبا حمزة! فأعدت عليه الحديث، فقال حقاً يا أبا حمزة، ثم قال عليه السلام: ويرفع ألف ألف درجة، ثم قال: إن الله واسع كريم”. (ضياء الصالحين/513).
لأول مرة نسمع في تأريخ الأديان بأن لعن أقرب الناس للنبي(ص) يحقق كل هذه الجوائز السخية! الغريب في الأمر انهم لا يلعنون إبليس! ولا يرون في لعنه فائدة واحدة من الفوائد المذكورة. هل صحابة الرسول(ص) ألعن من إبليس؟ الا لعنة الله على الظالمين.
أي أنتم من قوله تعالى في سورة الفتح/29((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً))؟

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

هل حشدت أمريكا أربعين دولة لإنقاذ بشار الأسد؟

sinkingpassportصحيح أن السياسة والاستراتيجيات عمليات معقدة ومتشعبة، إلا أن نظرة سريعة إلى التحالف الدولي الذي يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا جواً تؤكد ببساطة أنه يصب، بطريقة أو بأخرى، في مصلحة النظام السوري وحلفائه تحديداً. دعكم من سخافات انتهاك السيادة السورية. فلا أخلاق في السياسة. صحيح أن طائرات التحالف تنتهك الأجواء السورية بمفهوم القانون الدولي، لكنها تقصف ألد أعداء النظام الذين اسقطوا العديد من مطاراته ومواقعه، ومرغوا أنوف جيشه بالتراب. ألا تتذكرون ما فعله تنظيم الدولة بجنود الأسد في الرقة والطبقة؟ ألم تروا طوابير الجنود العراة الذين استعرضهم التنظيم كنوع من الإهانة للأسد في الرقة، ثم أعدمهم جميعاً بطريقة وحشية؟ ألا تتذكرون مناظر قطع الرؤوس الرهيب لقوات الأسد في أكثر منطقة؟
هل كانت تلك المشاهد المريعة مجرد لعب عيال، أم إنها كانت ضربة نجلاء لكبرياء الجيش السوري ونظامه؟ ألم يثر جماعة النظام على القيادة وحمّلوها مسؤولية سقوط المطارات وإهانة الجنود والضباط على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية؟
فماذا ستكون ردة فعل النظام وجماعته إذن عندما يرون طائرات التحالف تدك مواقع وأرتال القوات التي أهانت الجيش السوري، وقطعت رؤوس العديد من جنوده؟ لا شك أنهم سيشعرون بالتشفي والفرحة، وسيقولون: عدو عدوي صديقي.
لقد نزلت ضربات التحالف الدولي على مواقع تنظيم الدولة في سوريا برداً وسلاماً على نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين وحزب الله وروسيا. وبالرغم من التصريحات الروسية الخجولة حول عدم شرعية التحالف، فلا شك أن الروس والإيرانيين سعداء في قرارة انفسهم وهم يرون الطائرات الأمريكية والعربية تدك مواقع تنظيم الدولة في سوريا والعراق. ولا شك أنهم يرددون المثل الإيراني الشهير: «لا تقتل الأفعى بيدك، بل اقتلها بيد عدوك». وهذا ما يحصل فعلاً في سوريا والعراق.
دعكم من التحليلات الرغبوية. المهم ما يحصل على الأرض. ألم يستغل النظام السوري عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لتكثيف عملياته العسكرية الرهيبة ضد المناطق الثائرة؟ ألم يلجأ في حي جوبر إلى استخدام أسلحة روسية لم يسبق لها مثيل في التدمير، بينما أعين العالم كلها منصبة على عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة في شمال وشرق سوريا والعراق؟ ألم تزدد همجية الجيش السوري مرات ومرات؟ ألم يلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة تماماً، حتى لو أزال مناطق بأكملها عن الخارطة؟ بعبارة أخرى، فإن القصف الدولي لتنظيم الدولة جاء بمثابة غطاء للنظام السوري كي يفعل ما يشاء في المناطق الخارجة عن سيطرته. ولا شك أنه ينجح. لاحظوا أن النظام استعاد الكثير من المناطق أثناء القصف الدولي لتنظيم الدولة. وهو يبلي بلاء حسناً في ريف دمشق وحتى حلب، بينما الكل مشغول بعمليات التحالف ضد تنظيم الدولة.
ليس صحيحاً أن تنظيم الدولة يواجه فقط حرباً جوية غير مجدية، وأن لا أحد مستعدا أن يواجهه على الأرض. ألا تقوم قوات النظام السوري وحزب الله وإيران بمواجهة تنظيم الدولة براً، بينما تقصفه طائرات التحالف جواً. والنتيجة أن الجيش السوري يسيطر على كل المناطق التي يتركها تنظيم الدولة. بعبارة أخرى، فإن الطائرات الأمريكية والعربية تقوم بإضعاف التنظيم جواً تاركة المجال للقوات السورية كي تنهكه براً، ومن ثم تسيطر على المناطق التي تركها، خاصة وأنه ليس هناك أي قوات للجيش الحر تستطيع أن تملأ الفراغ الذي تركه انسحاب تنظيم الدولة من هذه المنطقة أو تلك. فقوات الجيش الحر التي تزعم أمريكا أنها ستدربها لن تكون جاهزة قبل أشهر. وفي هذه الأثناء يكون الذي ضرب، ضرب، والذي هرب، هرب كما يقول المثل الشعبي. بعبارة أخرى، يكون الجيش السوري قد استعاد المناطق التي فقدها بدعم جوي أمريكي وعربي. باختصار، فإن الحملة الدولية على تنظيم الدولة تتم عملياً بالتعاون بين أمريكا جواً ونظام الأسد وإيران براً، ينما يدفع العرب كلفة الحملة العسكرية لصالح تعزيز نظام الأسد .تلك هي نتيجة التحليلات الغربية الواقعية.
ويؤكد روبرت فيسك في صحيفة «الاندبندنت» أنه «في اللحظة التي تحركت فيها الولايات المتحدة، ووسعت حملتها ضد تنظيم الدولة لتشمل سوريا، حصل بشار الأسد على دعم عسكري وسياسي أكثر من أي قائد آخر، فبانفجار القنابل في مناطق شمال وشرق سوريا يمكن للأسد الاعتماد الآن على دعم روسيا والصين وإيران وأمريكا، وحزب الله والأردن ودول الخليج للحفاظ على نظامه. ويشير الكاتب إلى أن الأسد يمكنه الآن الجلوس في بيته في دمشق ليفكر كيف تقوم أقوى دولة في العالم، التي حاولت ضربه العام الماضي باستهداف أعدائه.و يضيف فريديريك بيشون الكاتب والمحلل السياسي «لوكالة فرانس برس» في تقرير نشره موقع «شؤون خليجية» أنه بالنسبة إلى بشار الأسد، فإن وضعه ممتاز من الناحية السياسية والجيوسياسية، لأن واشنطن ولندن ستجدان نفسيهما في الخط نفسه إلى جانب دمشق. ويعتبر الباحث في معهد بروكينغز «تشارلز ليستر» أن النظام السوري سيخرج أكثر قوة.
وينتهي موقع «شؤون خليجية» إلى نتيجة مفادها أن دول الخليج تتحمل فاتورة التحالف الدولي ليس من أجل القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن من أجل القضاء على المعارضة السورية وإعطاء قبلة الحياة لنظام بشار الأسد، الذي نجح حتى الآن في السيطرة على الأماكن التي انسحب منها تنظيم الدولة.
البعض يأمل أن تطال ضربات التحالف لاحقاً مواقع النظام السوري، مما سيقلب الطاولة رأساً على عقب. لكن ذلك يبقى في إطار التكهنات والتمنيات الرغبوية حتى الآن على الأقل.
٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

د. فيصل القاسم
نقلا عن القدس العربي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الجنرال جون الن استراتيجية التصدي لتنظيم داعش سوريا

syriadaiishU.S. Embassy Damascus
المبعوث الرئاسي الخاص، الجنرال جون الن، يتحدث للصحفيين عن استراتيجية التصدي لتنظيم داعش فيما يخص سوريا،

15 تشرين الاول/اكتوبر 2014

“ان الجزء الخاص بسوريا من هذه الاستراتيجية مهم جداً. فـ نية التحالف في هذه المرحلة هي تعزيز التماسك بين عناصر الجيش_السوري_الحر الامر الذي سيمنحه مع الوقت القدرة و الموثوقية ليكون اكثر تأثيراً في ميدان المعركة ضد داعش. وهذا سيتطلب مرحلة بناء و يتطلب مرحلة تدريب و تجهيز. و اعتقد انكم ربما رأيتم ان هناك دول في المنطقة – واحدة منها تركيا – قد اعلنت استعدادها لاستضافة هذه المراكز من اجل ان يبدأ مدربونا ببناء تلك القدرات. لكنه حقيقةً نهج شامل. فالعملية ليست فقط بناء القوات الاضافية التي ستلتحق بالجيش السوري الحر؛ بل هي ايضاً ما أكدتُ عليه لدى لقائي مع الطبقة السياسية من المعارضة السورية المعتدلة وهي انهم بحاجة الى البدء بالبناء و العمل معاً لخلق بنية سياسية متماسكة سيكون لهم من خلالها في نهاية المطاف دوراً سياسياً يلعبونه في محصلة استراتيجيتنا ككل فيما يتعلق بسوريا. وهي الحل السياسي للنزاع.
وهكذا فعندما تكون لديك بنية سياسية قوية وتكون مرتبطة بقوة ميدانية يعتد بها، وهي ما نأمل ان نبنيه، قوة ميدانية تتصدى لداعش في نهاية المطاف لكن في سياق النهج الشامل- الجزء السياسي و الجزء العسكري- تخلق معارضة سورية معتدلة كقوة يتم التعامل معها على المدى الطويل في المحصلة السياسية لسوريا.. هذه هي النية، لكن هذا لن يحدث على الفور. نحن نعمل الآن على تأسيس مواقع التدريب، وسنمر بعملية تدقيق المتدربين و نبدء بجلب المدربين و المقاتلين للبدء ببناء تلك القوة.”

Special Presidential Envoy, John Allen, briefs reporters on countering #ISIL
“The Syrian portion of this strategy is very important. At this point, the intent of the coalition is to build coherence to the Free Syrian Army elements that will give it the capacity and the credibility over time to be able to make its weight felt in the battlefield against ISIL. It’s going to require a build phase; it’s going to require a training and equipping phase. I think you have probably seen that there are countries in the region that have announced – Turkey being one of them – that has announced a willingness to host those centers for our trainers to begin to build that capability. But it’s really – it’s a holistic approach. It’s not just building the additional forces that will go into the Free Syrian Army; it’s also an emphasis that I made when I met with the political echelons of the free – of the moderate Syrian opposition that they need to begin to build and work together to create a coherent political superstructure within which they will ultimately have a political role to play in the outcome of our strategy overall with regard to Syria, which is a political resolution of this conflict.
And so when you have a strong political superstructure and it’s tied to a credible field force, which is our hope to build, a field force which ultimately deals with ISIL but in the context of the holistic approach – the political portion and the military portion – creates the moderate Syrian opposition as the force to be dealt with in the long term in the political outcome of Syria. And so that’s the intent. It’s not going to happen immediately. We’re working to establish the training sites now, and we’ll ultimately go through a vetting process and begin to bring the trainers and the fighters in to begin to build that force out.”

Posted in فكر حر | Leave a comment

الشخصية النرجسية والسايكوباثية

لمتابعة الجزء -1 يرجى فتح الرابط   نرجسية محمد – ج1pizagman

اخذ اسم النرجسية من زهرة النرجس التي تنمو على حافات الانهار والبحيرات وتنحني لتعكس صورتها في الماء .

يعرف علم النفس التحليلي النرجسية بأنها التوضيف الليبيدي في الانا ، اي الحب الموجه الى صورة الذات .
والنرجسي هو الشخص الذي يحب صورته وذاته فقط ، ويتطلع لها دائما في المرايا ، ويعتقد انه افضل من غيره ، وان الله اصطفاه على الاخرين .
قال العالم النفسي جاك لاكان عن النرجسية انها تحوي خصائص الشبقية والعدوانية المدمرة ، ويكون صاحبها مفتتن بنفسه وصورته فقط ، وتفضي الحالة احيانا به الى العدوان النرجسي الانتحاري .
وهذه الصيغة المرضية توحي لصاحبها ان يصيغ عالمه الاسطوري لتصل الى قيمة انسانية عليا هي قيمة الآخر بصورته وصوته ، على اعتبار الاخر هو زورق النجاة في العالم الاجتماعي . والنرجسي كثير المغامرات النسائية ويعشق النساء .
في دراسة جامعية اجريت على مجموعة من الطلبة الجامعيين في غزة ، توصلت الدراسة الى ان النرجسية ترتبط ببعض السمات وانماط السلوك غير المرغوبة ، حيث يميل النرجسيون الى ان يكونوا اكثر رغبة في الانتقام ، واقل استعدادا للتسامح ، واكثر غضبا ، واندفاعية واكثر عدوانية ، ويميلون الى الانتحار عند فقدانهم لمكانتهم الاجتماعية او الحصول على التأييد لرغباتهم . ولديهم الرغبة في استغلال الاخرين لتحقيق مأربهم الشخصية .

النرجسي لايريد ان يعارضه احد او ينتقده . يرغب في الحصول على الشهرة والمال والنساء باي وسيلة كانت .
يريد ان يراه الناس جميعا سواء بسمعة جيدة او سيئة فلا فرق عنده .
يريد ان يخاف منه الجميع وان يبدوا اعجابا به . يكره النرجسي ان يكون متجاهَلا من الغير ، حلمه ان يكون كلي القدرة والحضور في المجتمع .

كل هذه الصفات النرجسية الغير طبيعية نراها في الاشخاص الذين عاشوا طفولتهم ايتاما او مشردين وبلا حنان ورعاية ابوية . ولدينا امثلة كثيرة لشخصيات نرجسية عدائية مثل صدام حسين ، هتلر ، ستالين وغيره .
محمد بن عبد الله نبي الاسلام ، مثال واضح للنرجسية فقد كان لخشونة حياته الاولى وعدم حصوله على حنان الأب والام في طفولته وصباه الاثر القوي لظهورالنرجسية فيه . واذا درسنا السيرة الذاتية لحياة محمد منذ طفولته وشبابه ، سنجد ان طفولته كانت صعبة جدا ، فقد عاش يتيم الاب منذ ولادته فاقدا للرعاية والحب والاهتمام الابوي، ولم يحض بحنان الام في طفولته المبكرة ، فلم يرضع الحنان في احضان امه ، بل اعطته امه آمنه بنت وهب الى مرضعة بدوية هي حليمة السعدية لارضاعه وتربيته على حياة الصحراء والبداوة بعيدا عنها ، و في قبيلة غريبة عنه ولدى امراءة لا تمت له بصلة قرابة ولا تعوضه حنان الام المفقود . فعاش حياة صعبة في صحراء لا ترحم، بقساوة مناخها وخشونة الحياة فيها من دون رعاية أب ولا حنان أم ولا اخوة يهتمون به ، بل عاش غريبا فقيرا يرعى الابل والغنم والماعز .
كل ذلك ترك أثرا سلبيا في طفولته وبقى ذلك الاثر في سلوكه وفي مستقبله وعلى تصرفاته في الكبر.

ان جميع الصفات النرجسية نراها موجودة في سلوك محمد ، فقد كان محبا لنفسه نرجسي الهوى ، فقد ابتدع دينا جديدا لبدو وعشائر العرب في بادية الجزيرة العربية كي يبرز في ذلك المجتمع وينال الاحترام والتقدير والمهابة بين العشائر .
قال عن نفسه انه افضل المرسلين وخاتم الانبياء ، وقال انه افضل ولد آدم ، فاعطى لنفسه المكانة العظمى بين البشر بكونه افضل خلق الله ، وهذه من صفات النرجسي.

جاء محمد من غار حراء مسرعا الى زوجته خديجة خائفا مرعوبا يرتجف بعد ان تخيل انه سمع صوتا لكائن يكلمه دون ان يراه ، وقال لها زملوني زملوني . فلما هدات خديجة من روعه وعرفت انه سمع صوتا افزعه وكائنا احتضنه وكاد ان يخنقه ، اقنعته انه رأى ملكا وليس هو بجن او شيطان ، وشجعه ورقة بن نوفل قس مكة النصراني ابن عم خديجة بأنه سيكون نبي هذه الامه وسيكون له شأن كبير فيها، واقتنع بكلامهما ونصبا منه نبيا بعد عملية غسيل المخ .
عندما مات ورقة بن نوفل الشيخ الطاعن في السن و الذي كان يزود محمدا بالتعليمات والايات ويشرح له ما جاء في التوراة والانجيل وقصص الانبياء السابقين، انقطع الوحي الذي كان يغذيه ويزوده بالايات القرآنية ، و لم يجد عند قومه واقرباءه من يؤيده في دعوته بدينه الجديد في مكة سوى زوجته وبضعة اشخاص ، واحتمال فشل خطته ليكون نبي الامة ، اصابه الاكتئاب وشعر بالحزن فحاول الانتحار من شواهق الجبال عدة مرات ,. وهذه احدى صفات النرجسي وهي الانتحار واذية الذات عند الفشل .

Posted in فكر حر | 2 Comments

نرجسية محمد – ج1

pizagmanالنرجسي هو الشخص المريض نفسيا ، ويتصور نفسه يمتلك وحده كل صفات الجمال والقوة والذكاء ، وغيره لا يملك من صفاته شيئا . ينظر دائما لنفسه في المرآة يتفحص شخصيته ويبدي اعجابا بنفسه ، ويعتقد ان كل الناس معجبون به وبصفاته .
محمد كان شخصية نرجسية ، يعتقد ان الله اصطفاه على العالمين ، وهو خير خلق الله ، وانه رسول قد خلت من قبله الرسل ، ولابد للناس اجمعين ان يطيعوه وينفذوا امره ، لأنه لا ينطق عن الهوى بل انما هو وحي يوحى . هذه هي مواصفات النرجسي تماما .
يفرض اقواله على الناس ويقول اطيعوا الله ورسوله ، مساويا نفسه بالله دائما .
النرجسي يفرح بتصغير اعداءه واذلالهم ، وكان محمد يتهلل فرحا بقتل يهود بني قريضة فهل هذه صفات نبي الرحمة واشرف خلق الله ؟
نبي الرحمة هذا غزا بني قريضة وامر بقتل 900 من رجالهم في يوم واحد ذبحا بالسيوف ، ثم اصطفى له صفية بنت حيي بن الاخطب من اجمل نساء اليهود بعد ان كانت من حصة دحية الكلبي ، واغتصبها عنوة بعد ان قتل اباها واخاها وزوجها وهي لا زالت عروسا وفي ليلة مقتل اهلها وعشيرتها. هل هناك سادية ونرجسية اكثر من هذا في نبي الرحمة واشرف خلق الله؟ اين الحس الانساني والاخلاق النبوية ؟
كيف اطاعته نفسه ان يمارس الجنس مع من قتل اباها واخاها وزوجها في ليلة مقتلهم دون ان يراعي مشاعر هذه الارملة المكلومة في اهلها . هل يعتقد محمد ان هذه المراءة تستلذ بممارسة الجنس مع قاتل اهلها ؟ ام تراه اناني الهوى يرغب في الاستمتاع وحده بجسد امراءة مكسورة الجناح وكسيرة القلب ؟
انه سلوك النرجسي والسادي ومن لا يعرف الرحمة .
النرجسي يحب ان ينال اعجاب الاخرين به ، ويكون بارع جدا وخبيث في انتزاع مشاعر الناس .يريد ان يكون الافضل في كل شئ ، يضع الشريعة ويكسرها بنفسه عندما تكون في مصلحته . لقد سخر القرآن لمصلحته وهواه وحبه للنكاح من نساء بلا حدود بعد ان حددها على جنده واتباعه باربعة نساء وما ملكت ايمانهم ، اما هو فلا حدود له وطلب من كافة النساء بآية قرأنية ان تهبن انفسهن لممارسة الجنس معه لكونه نبي الامة .
طبق محمد قاعدة الناسخ والمنسوخ والغى التبني بآية قرآنية ليسهل له الطريق للوصول الى نكاح من شاهدها شبه عارية واشتهاها وتزوجها بآية أخرى وهي زينب بنت جحش.
محمد زعل من عائشة في قضية سهرتها مع صفوان بن المعطل في الصحراء ، واعادها الى اهلها بعد 29 يوما ، لأنه كان يشك في ممارستها الجنس مع صفوان ، وبعد ان تأكد انها غير حامل بعد مرور شهر واحد وقد جائتها الدورة ، استنزل آية البراء من الزنى لمصالحة عائشة التي لم يصبر على فراقها لفراشه شهرا واحداً واعادها الى بيته.
يتبع في ج 2

Posted in فكر حر | 4 Comments

لا يستطيع أوباما محالفة الأسد سريِّاً!

obamaputinسركيس نعوم: النهار

شغل “الموقف هذا النهار” الذي نُشِر قبل أيام تحت عنوان “شريك مجهول يحمي نظام الأسد”! عدداً من المهتمين. فبعضهم المؤيد للنظام اعتبره مفيداً إذ يوحي أن أميركا هي الشريك وأن الأسد تبعاً لذلك لن يخسر. أما بعضهم الآخر المعارض له فلم يرتح له رغم التأكيد في نهايته أن النظام انتهى، وأن الأسد قد يبقى زعيماً لأقلية على جغرافية سورية محددة.

دفع “الموقف” المذكور، متابع أميركي صديق، للملف السوري إلى إرسال رأيه في السياسة السورية لبلاده حيالها استناداً طبعاً إلى معطيات ومعلومات جدّية.
ماذا تضمّن الرأي المشار إليه؟ تضمّن أولاً اعتبار كل من يعتبر أميركا شريكاً مجهولاً للأسد مؤمناً بالفكر الأمنياتي

(Wishful Thinking).
وتضمّن ثانياً تأكيداً أن الرئيس بشار الأسد سيبقى على قيد الحياة سياسياً
(Survive)
ما دامت الحرب التي يشنها “التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب” على “تنظيم داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما مستمرة، وما دامت إيران وروسيا، وهما الحليفتان والداعمتان الأساسيتان له مصممتين على التمسّك بموقفهما هذا.
وتضمّن ثالثاً أن باراك أوباما سأل بعدما تسلَّم سلطاته الدستورية في ولايته الأولى فريق معاونيه عن أسباب كره الشعوب في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً التيارات الإسلامية المتشددة أميركا. وحصل على جواب واضح أشار إلى أن الولايات المتحدة كانت نشطة جداً في المنطقة، ودعمت كثيراً الأنظمة القمعية والاستبدادية، وبذلت جهوداً كثيرة لتغيير أنظمة في المنطقة، وانخرطت في عدد من الصراعات الشرق أوسطية، وأحجمت عن حل الصراع الذي كان عليها الاستماتة لحلِّه لأنه الوحيد الذي كان يمكن أن يساعدها لتغيير صورتها في المنطقة.
وتضمّن رابعاً أن أوباما واستناداً إلى جواب معاونيه قرَّر أن يخفض “المظهرية والاستعراضية” لبلاده. وأول خطوة تنفيذية لذلك كانت الانسحاب من العراق، والعمل الجاد لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وهو نجح في تنفيذ الأول. لكنه أخفق في تنفيذ الثاني رغم الجهود الكبيرة التي بذلها شخصياً وعبر وزيرة خارجيته الأولى هيلاري كلينتون. وتسبَّب إخفاقه بإحباط، زاد علاقته برئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو سوءاً دفعه إلى التردد في تكرار المحاولة الثانية. إلا أن إصرار وزير خارجيته جون كيري في ولايته الثانية على تكرارها جعله يوافق بتردد. إذ أبلغ إليه أن عليه التحرك وحده بين القدس وتل أبيب ورام الله والعواصم العربية، فإذا تأكد من النجاح يحصل منه على كل الدعم. لكن المحاولة الثانية فشلت أيضاً.
لماذا أحجم أوباما عن ضرب الأسد ونظامه عسكرياً عندما قرر ذلك؟
لأسباب عدة يجيب الصديق الأميركي المتابع نفسه. أولها الحرص على عدم تصعيب أو تعقيد المفاوضات الدائرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية سواء على الملف النووي أو على الأزمات الكثيرة في الشرق الأوسط. وثانيها عدم إعطاء روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين الذريعة ليعمق تورطه أو تدخله في أوكرانيا، وليكرِّره في دول أخرى مجاورة لبلاده كانت يوماً جزءاً من الامبراطورية الحمراء. وثالثها الحرص على عدم تسبُّب أميركا بمجازر جديدة وكثيرة في سوريا. لكن ذلك كله، يضيف المتابع إياه، لم يمنع “إدارات” أميركية معنية أو ربما أجهزة من تدريب عدد مهم من عناصر المعارضة المعتدلة ولكن من دون إعلان وإعلام. كما أنه لم يغيّر إرادة أوباما رؤية الأسد ونظامه خارج السلطة نتيجة أي تسوية يتم التوصل إليها بالتفاوض. وهنا يؤكد: لا يستطيع أوباما أن يكون حليفاً سرياً للأسد. وإذا صار كذلك فإنه سيخسر قطعاً دعم دول الخليج (مجلس التعاون) وخصوصاً السعودية، وسيخسر أيضاً دعم تركيا رغم أنها لا تزال غاضبة لأن أميركا لم تنفِّذ ما وعد رئيسها بالقيام به ضد الأسد. فضلاً عن أنه (أي أوباما) سيواجه في حال كالمذكورة أعلاه مشكلات مع الكونغرس بجناحيه الديموقراطي والجمهوري.
في اختصار يشدِّد المتابع: ما يجدر الانتباه إليه هو أن أوباما يكره الأسد ويعتقد أنه ومحيطه ليسا إلا مجموعة من الخارجين على كل القوانين والأعراف والحقوق. وينهي: عاجلاً أو آجلاً سيجد الرئيس الأميركي نفسه مضطراً للتجاوب مع عدد من مطالب تركيا التي تريد مع السعودية الانتهاء من الأسد.

sarkis.naoum@annahar.com.lb

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

جذور الإرهاب الإسلامي

tersiandonkeyسلمان مصالحة: شفاف الشرق الأوسط

”أَفِيقُوا أَفِيقُوا يَا غُوَاةُ فإنَّمَا   دِيَانَاتُكُمْ مَكْرٌ مِنَ القُدَمَاءِ“  أبو العلاء المعرّي

مقدمة

”إنّ الإسلام في أزمة اليوم“، يقول محمد مجتهد شبستري، أستاذ الفلسفة في كلية أصول الدين في جامعة طهران، ويضيف: ”إن دينًا لا يستطيعُ أنْ يعرض قِيَمَه بصورة سليمة هو دين يعيش في أزمة.“ [1]

قبل الخوض في هذه الأزمة، والتي نشأ على خلفيّتها الإرهاب الإسلامي، من الجدير بالتذكير أوّلاً وقبل كلّ شيء إنّ الطبيعة البشرية واحدة ويشترك فيها جميع بنو البشر منذ أن وُجدوا على هذه الأرض. الاختلاف الظاهر في العنصر، الجنس، لون البشرة، اللّسان وسائر المزايا البشرية لا تُلغي تلك الحقيقة الواحدة الجامعة لهم بوصفهم خلقًا ناطقًا، ضاحكًا، باكيًا وحالمًا. لذلك، فلدى الحديث عن موضوعة الإرهاب يجب التفريق بين منظومتين اثنتين: أوّلاً، منظومة المسلمين الذين ولدوا لأبوين ينتميان للإسلام في مجتمع يدين بالإسلام كعقيدة متوارثة أبًا عن جد. وثانيًا، منظومة المسلمين الذين يتّخذون من الإسلام عقيدةً أيديولوجيةً تستند إلى ركائز من موروث قديم بدعوى أنّ هذا الإسلام الذي نشأ في جزيرة العرب في القرن السابع هو كامل متكامل وصالح لكلّ زمان ومكان.

ما من شكّ في أنّ الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي اجتاحت العالم في العقود الأخيرة قد وضعت جمهور الذين ينتمون إلى العالم العربي والإسلامي في خانة صعبة. لقد وجد هؤلاء أنفسهم مضطرّين إلى مواجهة التحدّيات التي يجلبها معه هذا العصر المتسارع باختراعاته واكتشافاته. فقد أضحى العالم، على خلفية هذه الطفرة المعلوماتية، قرية صغيرة تنتقل فيها المعلومة بالكلمة، بالصوت وبالصورة بسرعة البرق. فيكفي أن يمتلك الفرد حاسوبًا متّصلاً بالإنترنت ليشاهد ويعرف ما يجري حوله في هذا العالم.

غير أنّ هذا الانفتاح الذي كان يمكن أن يشكّل نعمة على العالم العربي قد وضع الناس أمام حقائق العصر التي لا يمكن تجاهلها. فكلّ تقارير التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة في العقود الأخيرة والتي بحثت الأوضاع البشرية قد أشارت إلى أوضاع مأساوية مزمنة في العالم العربي وعلى جميع الأصعدة: الاقتصادية، السياسية، الثقافية والاجتماعية.

ولمّا كان الفرد العربي يترعرع في هذه البلدان على ثقافة تمجيد الماضي العربي من العصور الإسلامية الإمبراطورية السالفة، فقد وجد نفسه مضطرًّا إلى مقارنة أحواله في هذه الأيّام بتلك الأزمان السالفة من جهة أولى، ومقارنة أحواله هذه بسائر شعوب العالم التي اندفعت قدمًا على جميع الأصعدة، بينما ظلّ هو على قارعة الطريق مستهلكًا لكلّ ما تنتجه الشعوب الأخرى. إنّه لا يبدع ولا ينتج أيّ شيء يذكر من مقوّمات حياته على هذه الأرض، بدءًا من الإبرة، الثّوب والكوفية، وانتهاءً بالسيّارة، الطائرة والحاسوب. وكلّ هذا ناهيك عن إنتاج الغذاء لملايين البشر.

وهكذا، يتحوّل الحنين إلى الماضي الأسطوري والمتوهّم، والّذي ترعرعت عليه الأجيال العربية والإسلامية طوال عقود طويلة، إلى الملجأ الوحيد الذي يهرب إليه العربي، والمسلم بعامّة، من حالات الإحباط النفسية في حياته الراهنة. إنّ هذه الحال بالذات، هي الخلفية التي تستغلّها الحركات الأصولية التي ترى في ذلك الماضي المتوهّم دواءً جاهزًا لمعالجة كلّ أمراض مجتمعاتها في هذا العصر. كذلك، فإنّها ترى في ذلك الماضي المتوهّم أرضيّة خصبة للخيال والسبيل الوحيد للانطلاق مجدّدًا في رحلة ”الفتوحات“ العصرية، على هدي الأسلاف من الأزمان الصحراوية الغابرة. وإذا ما أردنا تقريب هذه الحال إلى الأفهام، يمكننا القول إنّ حال الإسلاميين هذه، على العموم، هي أشبه بشخص أُثبتت عيونه في قفا رأسه، وأنظاره موجّهة دومًا إلى الوراء. ولمّا كان على هذه الحال، فهو لا يستطيع أن يخطو قدمًا، فكلّما حاول التقدّم خطوة للأمام، فهو سرعان ما يعثر في طريقه وينكبّ على وجهه، إذ أنّ عيونه ترى الوراء – الماضي – والوراء فقط.

نافع لكلّ زمان ومكان

‎إنّ الركود الفكري الذي يُحذّر منه الأستاذ شبستري مُستمرّ منذ القرن السابع الهجري. لقد كان منتصف ذلك القرن علامة فارقة في تاريخ الإسلام من الناحية السياسية والفكرية، حيث شهدت تلك الفترة علامات أفول الدولة العباسية، كما سُدّ في تلك الفترة باب الاجتهاد في الإسلام، فانحسر الإسلام إلى وجوب اتّباع النّقل عن مذاهب السنّة الأربعة وتحريم اتّباع أيّ مذهب آخر. لقد حدث ذلك مع افتتاح المدرسة المستنصرية في بغداد، وهي التي تمّ تقسيمها إلى أربعة أجنحة، واحد للشافعية، واحد للحنفية، واحد للحنابلة، وواحد للمالكية. وقد تمّ اختيار فقهاء لتدريس كلّ مذهب سيرًا على نهج المشايخ الأربعة: ”وألزموهم أن لا يذكروا شيئًا من تصانيف أنفسهم للطلبة المتفقهين عندهم، وأن لا يلزموهم بحفظ شيء من تلك التصانيف، بل يقتصرون على ذكر كلام المشايخ القدماء.“ وعندما اعترض مدرّس الشافعية، ومدرّس الحنفيّة على ذلك: ”بما معناه أن المشايخ كانوا رجالا ونحن رجال، ونحو ذلك من الكلام الموهم للمساواة بينهم وبين المشايخ القدماء… أنهى الوزير صورة الحال إلى حضرة الخليفة المستعصم، فتقدم الخليفة بأن يُلزموا المدرسين بذكر كلام المشائخ واحترامهم، فأُلزموا بذلك، فأجابوه جميعًا بالسمع والطاعة.” [2] وهكذا، ومنذ ذلك الأوان، دخل الإسلام في مرحلة الجمود الفكري لقرون طويلة لاحقة.

‎لقد سارت الحال على هذا المنوال حتّى بدايات القرن العشرين، حيث ظهرت على الساحة دعوات لفتح باب الاجتهاد من جديد. ولعلّ أبرز الذين كانوا قد دعوا مجدّدًا إلى الإصلاح وإلى إعمال العقل من جديد هو مفتي الديار المصرية وشيخ الأزهر، الإمام محمّد عبده. لقد أطلق محمد عبده دعوة مجدّدة إلى إلغاء التحريم المفروض على الفلسفة وطالب بتدريسها، كما نادى بتحكيم العقل وفتح باب الاجتهاد من جديد. لقد طالب بالإقرار بحقّ الفرد في أن ينظر في النصوص المؤسِّسة للإسلام ”بدون توسيط أحد من سلف أو خلف“.ل [3] لقد ذهب بعيدًا في محاولاته الإصلاحية، حيث أصدر فتاوى بتحليل الفوائد المصرفية وإباحة اللباس الإفرنجي للمسلمين وندّد بتعدّد الزوجات، كما إنّه طالب بحرية المعتقد الديني لدرجة أنّه أتاح للفرد حرية الاختيار: “من شاء أن يدخل في الإسلام فليفعلْ، ومن شاء أن يخرجَ منه فله ذلك”. [4] غير أنّ دعواته الإصلاحيّة هذه قد ذهبت أدراج الرياح.

وهكذا، وبعد مرور قرن من الزّمان على تلك الدعوات الإصلاحية المتجدّدة، فإنّ التحذيرات التي يطلقها الأستاذ شبستري في هذا الأوان، تشي لنا بأنّ شيئًا لم يتغيّر في التوجّهات الإسلامية. إنّها تُحيلنا من جديد إلى تلك المقولة المتأصّلة في أذهان الإسلاميين، على اختلاف تيّاراتهم، بأنّ الإسلام بشرائعه وتشريعاته كامل متكامل منذ نشأته في القرن السابع في جزيرة العرب، وأنّه عابر للحدود الزمنية والمكانية، وهو صالح لكلّ زمان ومكان.

مصدر التشريع

أمّا المصادر التي تتأسّس عليها هذه الشريعة الإسلامية العابرة للزمان والمكان ومنذ القدم فهي النصّ القرآني أوّلاً، ثمّ النصوص المتوارثة عن السنّة النبويّة، إذ أنّ: ”الكتاب والسنة، بما تضمّناه من نصوص وأحكام، جاءت على قدر كبير من الدقة والأحكام الموروثة والمبادئ العامة والقواعد المقررة، مما يجعل هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان“. [5]

وبكلمات أخرى، فإنّ النصّ القرآني الذي خرج من جزيرة العرب في القرن السابع هو القول الفصل العابر للزمان والمكان في كلّ شاردة وواردة. وإذا اتّسم هذا النصّ القرآني بعدم الوضوح وكان قابلاً للتأويل، فيجب الأخذ بالسنّة النبوية وبنهج الصحابة والتابعين: ”فقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته السنة، وأوضَحَها لأصحابه، وهم الجماعة“. [6] ليس هذا فحسب، بل ينظر علماء المسلمين، منذ القدم وحتّى يومنا هذا، إلى الأحاديث النبويّة بوصفها وَحْيًا إلهيًّا، كنظرتهم إلى النصّ القرآني ذاته: ”جميع ما جاء في القرآن حقّ، وكل ما جاء في الحديث الصحيح وحيٌ. [7] بل وأبعد من ذلك وأخطر، إذ أنّ من لا يرى هذا الرأي فهو في عرف فقهاء الإسلام كافر ومرتدّ عن دين الإسلام، بما تتضمنّه هذه المصطلحات من أبعاد خطيرة. هذا ما تصرّح به الفتوى الإسلامية التالية: ”فإن شمولية دين الإسلام وصلاحيته لكل زمان، وكل مكان، ووفاءه بكل متطلبات الإنسانية الدينية والدنيوية واجب ديني. ومن اعتقد خلاف ذلك، وأن الإسلام يصلح لزمن دون زمن، أو لطبقة دون أخرى، أو أن غيره أصلح للناس منه، وأوفى بمتطلباتهم، فقد كفر… وكل هذا معلوم من الدين بالضرورة. وعلى هذا، فمن أنكر شمولية الدين بالمعنى الذي ذكرنا، فهو كافرٌ مُرتدّ عن الإسلام. [8]

ولمّا كانت الطفرة المعلوماتية قد وصلت أطراف الأرض، فإنّ عولمة المصادر الإسلامية تتيح لكلّ من يملك حاسوبًا أن يغوص في هذا الموروث الذي أُسبغت عليه قداسة تُحظر مساءلتها ويمنع التشكيك فيها. ولمّا كان باب المساءلة والاجتهاد قد أُغلق على هذا الموروث منذ قرون طويلة، فإنّ هذه النّعمة التكنولوجية التي أتاحت لنا الوصول إلى أمّهات المصادر التراثية بسرعة البرق تُضحي في نهاية المطاف نقمة على أصحابها، فلا يستطيعون فكاكًا من هذا الموروث الإسلامي على ما يتضمّنه من أمور لا يستطيع المنطق السليم أن يتقبّلها في هذا الأوان. وبكلمات أستاذ الفلسفة في جامعة طهران: ”نحن اليوم في طور لم يعد فيه ما قيل في القرون الماضية يملك أية قيمة في نظرنا كمسلمين معاصرين. [9]

العصور الذهبيّة للخلافة؟

(1) اغتيال الخلفاء: جدير بالذّكر أنّ عصور الخلافة الإسلامية الغابرة، وعصر الخلافة الراشدة على رأسها، تتمثّل في ذهنيّة الإسلامويّين بوصفها عصورًا إسلامية ذهبية يطمح المسلمون في العودة إليها وإلى منظوماتها الأخلاقيّة التي ينبغي للمسلمين السير على هديها. غير أنّ ذلك الماضي البعيد لم يكن في يوم من الأيّام على تلك الصّورة الورديّة التي ترتسم في المُخيّلة التي ترعرعت عليها الشعوب العربية والإسلامية. إذ إنّ العودة إلى المصادر الإسلاميّة الّتي وثّقت لنا أحداث تلك الأزمان الغابرة تكشف لنا نقيض ما تمّ غرسه في مخيّلة هذه الشعوب.

فهل حقًّا كان ذلك العصر عصرًا أخلاقيًّا بكلّ ما يعنيه المصطلح من معنى؟ للإجابة على ذلك، يكفي أن ننظر إلى ما آل إليه مصير الخلفاء الراشدين من اغتيال وتمثيل بجثثهم لينكشف لنا زيف هذه النّظرة المتوهّمة لماض هو أبعد ما يكون عمّا يرتسم في المخيّلة.

فها هو الخليفة عمر بن الخطّاب يلقى حتفه بطعنة من أبي لؤلؤة. يجدر بنا أن نتذكّر أنّ أبا لؤلؤة هذا هو من جملة من سبتهم الجيوش العربية في نهاوند من بلاد فارس. أمّا الروايات العربيّة التي تتطرّق إلى هذا الحدث فإنّّا تصف أبا لؤلؤة هذا بالخُبث. إنّها تُغدق عليه هذه الصفة، لا لشيء إلاّ لأنّه كان يتفطّر حزنًا ويعطف على الأولاد الصغار الذين اقتادتهم جيوش الاحتلال العربية من بلاد فارس وأحضرتهم لاستعبادهم في جزيرة العرب: ”وكان خبيثًا، إذا نظرَ إلى السَّبْي الصّغار يأتي فيمسح رؤوسَهم ويبكي، ويقول: إنّ العرب أكلت كبدي.“ [10]

وإذا بحثنا عن مصير الخليفة الثالث عثمان بن عفّان فسنرى أنّه لم يكن بأفضل حالاً من سابقه. فها هو المؤرّخ الطبري يروي لنا كيف كانت نهايته الوخيمة: ”وأمّا عمرو بن الحمق فوثبَ على عثمان، فجلسَ على صَدْره وبه رَمقٌ، فطَعنَه تِسعَ طعنات. قال عمرو: فأمّا ثلاث منهنّ، فإنّي طعنتهنّ إيّاه للّه. وأمّا ستّ، فإنّي طعنتهنّ إيّاه، لما كان في صدري عليه“ [11]

. كما تذكر الروايات أنّه جرت محاولات لحزّ رأسه، لولا التوسّل والاستجداء من قِبَل أهله [12]. ليس هذا فحسب، بل أكثر من ذلك: ”إن عثمان بعد قتله أُلقي على المزبلة ثلاثة أيام… وأما غلاماه اللذان قُتلا معه فجرّوهما برجليها وألقوهما على التلال، فأكلتهما الكلاب.“ [13] وقد تمّ دفنه فقط بعد أن أذنَ عليّ بن أبي طالب بذلك: ”بقي عثمان ثلاثة أيام لا يدفن، ثم إن حكيم بن حزام القرشي وجبير ابن مطعم كَلّمَا عليًّا في أن يأذن في دفنه، ففعل.“، أنظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ. وحينما خرجت جنازته في نهاية المطاف، بمشاركة قليل من أهله، بعد أن أذنَ بذلك عليّ بن أبي طالب، كان النّاس يرجمون سريره، ويهمّون بإلقائه أرضًا، ثُمّ دُفن أخيرًا في مقبرة لليهود. [14]

أمّا عليّ بن أبي طالب فقد لقي مصرعه في المسجد بالكوفة، حيث كمن له هناك عبد الرحمن بن ملجم الذي كان قد اختار أن يقتل عليًّا ثأرًا على قتل إخوان له، وذلك لأنّه ”قد حَكّم الرجال في كتاب الله، وقتل إخواننا المصلينَ؛ فنقتله ببعض إخواننا [15]؛.. وكان ابن ملجم قد تواعد مع آخرين على تنفيذ الاغتيالات: ”اجتمَعُوا فتذاكَرُوا أمرَ الناس وعابُوا عملَ وُلاتهم، ثم ذكرُوا أهلَ النهر فترحّموا عليهم، وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم؟ فلو شرَينا أنفُسَنا وقتلنا أئمة الضّلالة وأرحنا منهم البلاد! فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليًّا.“”وقال البرك بن عبد الله: أنا أكفيكم معاوية. وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص“، [16] كما إنّ الروايات التي أوردها لنا المؤرّخون تشي بوجود جانب شخصي لهذا الاغتيال، حيث تذكر لقاء ابن ملجم بابنة عمّ له وكانت بارعة الجمال. فحين تقدّم لخطبتها اشترطت عليه مَهرًا، وكان أحد بنوده أن يقتل عليًّا، وذلك لأنّه قتل أباها وأخاها في موقعة النهروان.” [17]

نفهم ممّا سلف أنّه لم تكن ثمّة حرمة لشيء، فلا حرمة شهر رمضان ولا حرمة المساجد تعني شيئًا في نظر هؤلاء، ولم يعرها المسلمون اهتمامًا بأيّ حال من الأحوال. [18] ومنذ ذلك الزّمان الأوّل توالت الحروب القبليّة والاغتيالات على مرّ التاريخ الإسلامي فلم يكد خليفة واحد تقريبًا من خلفاء المسلمين، أو زعمائهم أن يموت موتًا طبيعيًّا، إذ جلّهم قد لقوا حتفهم بطعنة من خنجر أو ضربة من سيف. [19]

غير أنّ الاغتيالات السياسية لم تتوقّف عند الخلفاء والزعماء فحسب، بل تعدّتها إلى ارتكاب المجازر بأتباعهم، كتلك المجزرة الرهيبة التي ارتكبت بأمر من عبد الله السفّاح العبّاسي ضد عشرات من أتباع الأمويين في بلدة قلنسوة على مقربة من نهر أبي فطرس من أرض فلسطين. [20] لقد أُعملت السيوف في هؤلاء، ثمّ وُضعت البسط عليهم، ونُظّمت في المكان مأدبة ووليمة، حيث وُضع الطعام على البسط والأنطاع المفروشة عليهم، بينما كان يُسمع أنين المغدورين تحتها وهم في النزع الأخير. [21]

‎(2) رؤوس متطايرة: من الجدير بالذكر أنّ الرؤوس قد تطايرت منذ بداية التاريخ الإسلامي، وقد طيفَ بها في ديار الإسلام شرقًا وغربًا. فعلى سبيل المثال، ها هو المصير الذي آل إليه محمد ابن الخليفة الراشد الأوّل أبي بكر الصدّيق، حيث قُتل ووضع جسمه في جوف حمار ثمّ أُحرق، بينما احتُزّ رأسه وأُرسل إلى معاوية بن أبي سفيان بدمشق، حيث طيفَ به هناك. [22]“ وها هو رأس الحسين بن عليّ، وهو حفيد رسول الإسلام، يتمّ التمثيل به بعد قتله، حيث يُعلّق في الكوفة، ثمّ يُرسل إلى يزيد بن معاوية في الشام: ”ثم إنّ عبيد الله بن زياد نصبَ رأس الحسين بالكوفة، فجعل يُدار به في الكوفة، ثم دعا زحر بن قيس فسرّح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية … فخرجوا حتّى قدموا بها الشام على يزيد بن معاوية. [23]

‎ولعلّ في هذه الرواية التي يوردها المسعودي في مروج الذهب، بلسان شاهد عيان عمّا جرى في دار الإمارة بالكوفة، أوضح مثال على هذا الإرث العربي بشأن الرؤوس المتطايرة: ”عن أبي مسلم النخعي، قال: رأيتُ رأسَ الحسين جيء به، فوضع في دار الِإمارة بالكوفة بين يدي عُبَيْد اللّه بن زياد. ثم رأيتُ رأسَ عبيد اللهّ بن زياد قد جيء به، فوُضع في ذلك الموضع بين يدي المختار، ثم رأيتُ رأسَ المختار قد جيء به، فوضع بين يدي مصعب بن الزبير. ثم رأيتُ رأسَ مصعب بن الزبير قد جيء به، فوضع في ذلك الموضع بين يدي عبد الملك. [24]

‎كما إنّنا لا نستطيع أن ننسى ما اقترفه خالد بن الوليد، الذي يُكنّى بسيف الله المسلول، بالشاعر مالك بن نويرة وبرفاقٍ له آخرين، طمعًا في زوجة مالك التي كانت توصف بجمالها. إذ بعد المقتلة التي ارتكبها خالد وجيشه فقد قاموا باحتزاز الرؤوس واستخدامها أثافي للقدور التي يوقد تحتها لطبخ الطعام لجيشه: ”كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعرًا وإنّ أهل العسكر أثّفُوا برؤوسهم القدور، فما منهم رأسٌ إلا وصلت النار إلى بشرتِه، ما خلا مالكًا فإنّ القدر نضجتْ وما نضج رأسُه من كثرة شعره. وقى الشعرُ البشرةَ حرّها أنْ يبلغ منه ذلك. [25]

‎وإذا ما واصلنا التقدُّم للوراء إلى تلك الفترة الذهبيّة المتوهّمة، فماذا نجد؟ فها هو رأس أبي جهل يُقطع بعد أن كان مُصابًا ملقيًّا على الأرض في يوم بدر، ثُمّ يُحضر الرأس ويوضع بين يدي الرسول: ”عن أنس قال: مرّ بن مسعود فإذا هو بأبي جهل يجود بنفسه فجاء حتى قعد على صدره، فرفع أبو جهل رأسه فقال: ألستَ رويعنا بالأمس بمكة؟ لقد صعدت مصعدًا صعبًا. فاحتزّ رأسه فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: هذا رأس أبي جهل فقال: الله، قال: الله! إنّه رأسه.“الطبراني، المعجم الأوسط؛ أ [26] وكذا كان أيضًا مع رأس كعب بن الأشرف . [27]، ورأس الأسود العنسي [28]، ناهيك عن عشرات الرؤوس الأخرى المتطايرة في الصحارى العربية.

‎الخلافة الإسلامية المتجدّدة

مع تفاقم الأوضاع السورية، إثر انتفاضة الشعب السّوري وخروجه ضدّ الاستبداد المعاصر، لم ينتبه أحد إلى حادثة واحدة جرت في بلدة سوريّة اسمها ”معرّة النّعمان“. لقد ذاع اسم البلدة في العالم العربي، لا لشيء إلاّ لانتساب أحد أعظم الشعراء العرب في العصور الوسيطة إليها، ألا وهو الشاعر الفيلسوف الزاهد أبو العلاء المعرّي. فعندما احتلّت الكتائب الإسلامية بلدة معرّة النعمان، كان من بين ما فعلته هذه الكتائب تحطيم تمثال هذا الشاعر الذي كان منصوبًا في البلدة منذ سنوات الخمسين من القرن الفائت. لكنّها لم تكتف بتحطيم التمثال، بل عمدت إلى قطع رأس التمثال ودحرجته في الطرقات. لقد كانت هذه الحادثة بمثابة المسدّس الّذي ظهر في المشهد الأوّل على حلبة مسرح الأحداث. فقد كشف هؤلاء بهذا المشهد المسرحيّ عن نواياهم اللاحقة، وعن عزمهم على الانتقال من قطع رؤوس التماثيل المصنوعة من المعدن، إلى قطع رؤوس البشر، المخلوقة من لحم وعظم ودم، وذلك سيرًا على نهج القدماء، كما أسلفنا من قبل.

العقيدة الداعشية

المسلمون، على اختلاف مذاهبهم، يقسمون العالم إلى معسكرين: معسكر الإيمان ومعسكر الكفر. ولهذا، فليس من المستهجن أن يطفو مصطلح الكفّار من جديد على السطح، في تعامل كتائب ”داعش“، أو جيش ”الخلافة الإسلامية“ الجديدة التي احتلّت أجزاء من العراق والشام. فها هي التقارير التي تخرج من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم ”داعش“ تكشف عن عمليّات اختطاف النساء وبيعهنّ في أسواق العبوديّة المتجدّدة، أو تفريقهنّ على عناصره. وذلك لأنّهنّ في أعراف وشرائع هذه الخلافة الإسلامية ”سبايا من غنائم الحرب مع الكفّار.“

هكذا، إذن: سبايا وغنائم وحرب على الكفّار. إنّها المصطلحات ذاتها التي خرجت من رحم الصحراء العربية قبل ألفيّة ونصف من السنين، يُعمل بها الآن في القرن الواحد والعشرين. ولمّا كانت الحال على هذا المنوال، فلعلّه من المفيد في هذا السياق أن ننظر في هذه التعابير المُستنبطة من موروث هذه الأيديولوجيّة الصحراوية الضاربة في القدم. ولعلّه من المفيد أيضًا أن نعيد إلى أذهان القارئ بعض ما دوّنه لنا السلف من روايات تعجّ بها المصادر العربية والإسلامية. إذ إنّ هذه المصادر هي ذات المصادر التراثية التي يفتخر بها الإسلامويّون والقومويّون على كافّة مذاهبهم وتيّاراتهم، ينهلون منها معلوماتهم ويتّخذونها منصوصاتها أساسًا لأيديولوجيّاتهم.

فإذا كان المسلمون، كما فصّلنا من قبل، يقترفون الجرائم بحق مسلمين منذ القدم، فما بالكم بالجرائم التي تُرتكب بحقّ غير المسلمين، أو بحقّ الذين يُعتبرون كُفّارًا في نظر الإسلام.

من هم الكفّار؟

هنالك إجماع في الإسلام على تعريف الذين يشملهم المصطلح ”كافر“. فالكفّار، بحسب النّظرة الإسلامية، ينقسمون إلى ثلاثة أصناف: فصنف منهم هم الكتابيّون، أي أولئك الذين يدينون بدين أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وصنف منهم له شبهة كتاب كالمجوس، وصنف يجمع كلّ ما عدا هؤلاء: ”الكفار على ثلاثة أضرب: أهل كتاب، وهم اليهود والنصارى… ومن له شبهة كتاب فهم المجوس فحكمهم حكم أهل الكتاب… ومن لا كتاب له ولا شبهة كتاب وهم من عدا هؤلاء… من عباد الأصنام والأوثان والكواكب وغيرهم… [29] وبكلمات أخرى، فإنّ الكفّار بنظر الأيديولوجية الإسلامية هم كافّة البشر الذين لا يدينون بدين الإسلام، بدءًا من عامّة المشركين على شتّى معتقداتهم، مرورًا بمن له شبهة كتاب كالمجوس، وانتهاءًا بأهل الكتاب، اليهود أو النصارى، لا فرق. [30]

ولمّا كان رجال هذه ”الدولة الإسلامية“ الجديدة راغبين في العودة إلى الأصول الأيديولوجية للإسلام بغية تطبيقه على الأرض فإنّهم يأخذون الكلام المتوارث بحذافيره، وكما يفصّله لهم فقهاء هذه الأيديولوجية في النصوص المتوارثة منذ القدم. ولهذا أيضًا فإنّ عمليّات القتل والسلب والنهب، تهديم الكنائس والتماثيل، قطع الرؤوس وسبي نساء الكفّار واستعبادهنّ وتوزيعهنّ على محاربي الدولة تصبح أمرًا عاديًّا في عرف هؤلاء. إذ إنّهم، بهذه السلوكيّات، يقتفون آثار القدماء من ”السلف الصالح“، مثلما يتعرّفون عليها تضاعيف المصادر التاريخية الّتي دوّنت لهم ذلك منذ ظهور الإسلام في الصحراء العربيّة.

ما هو مصير الكفّار؟

هنالك بالطبع الكثير من المسلمين الذين يعبّرون بصدق عن اشمئزازهم ممّا يُعرض في وسائل الإعلام من جرائم يرتكبها جيش داعش بحقّ بني البشر في المناطق التي يسيطرون عليها ولما في هذه الجرائم من تشويه لصورتهم في الرأي العام. غير أنّ هؤلاء المشمئزّين، ومهما كان اشمئزازهم صادقًا، فهم لا يكلّفون أنفسهم التعبير عن الاشمئزاز من النصوص التي تشكّل جذور هذه السلوكيّات والمنابع التي ينهل منها هؤلاء سلوكيّاتهم. فعلى سبيل المثال، عندما يحزّ جيش ”الخلافة الداعشية“ رؤوس صحفيّين غربيين وغيرهم، فإنّما هم يسيرون على نهج صحرواي مُغرق في القدم ومتجذّر في الأيديولوجية الإسلامية. فقد روي حديث عن الرسول يقول صراحة: ”لم أُبعث لأُعذِّب بعذاب الله، وإنّما بُعثتُ لضَربِ الرّقاب وشَدّ الوَثاق. [31]

أمّا ”ضرب الرقاب“ هذا فهو المنصوص عليه في سورة محمّد. وهذا الضرب يعني، كما يفسّره لنا ابن كثير: ”فاحصدوهم حصدًا بالسيوف [32]. أي، ليس مجرّد القتل، بل الإثخان فيه، وذلك ”لأنّ في العبارة بضرب الرقاب من الغلظة والشدة ما ليس في لفظ القتل، لما فيه من تصوير القتل بأشنع صوره، وهو حزّ العنق وإطارة العضو الذي هو رأس البدن وعُلوُّه وأوْجَهُ أعضائه.“، كما يشرح لنا القرطبي هذه الآية [33]. إذ أنّ هذه البشاعة في القتل هي بنظر منظّر الإخوان المسلمين، سيد قطب: ”تصوير لعملية القتل بصورتها الحسّية المباشرة، وبالحركة التي تمثلها، تمشيًا مع جوّ السورة وظلالها. [34].

‎من الخاطف ومن المخطوف؟

عندما بدأ الإرهاب الذي ينفّذه مسلمون في العقود الأخيرة يضرب أماكن شتّى في العالم، أخذت صورة الإسلام والمسلمين تتشوّه في الرأي العام. وهكذا أيضًا، بدأت تصدر في العقود الأخيرة تصريحات من مسلمين، ذوي نوايا طيّبة بالطبع، تقول إنّ هؤلاء الإرهابيين التكفيريين قد اختطفوا الإسلام وشوّهوا صورته، ويؤكّدون على أنّ الإسلام هو خلاف ذلك. فهو، كما يصرّحون، دين محبّة وسلام وما إلى ذلك من مقولات نابعة بالطبع من إيمان صادق، مع أنّه إيمان شعبيّ شائع لدى العامّة من المسلمين، وهو إيمان يختلف عن إيمان الفقهاء الذين يعرفون الأصول المؤسسة للعقيدة.

غير أنّ السؤال الذي لا مناص من طرحه في هذا المسألة هو: من الخاطف ومن المخطوف في الإسلام؟ إنّ الإجابة على هذا السؤال تتجلّى بوضوح في كتابات الإسلامويين والسلفيين أنفسهم. إذ يتّضح من كتابات هؤلاء وممّا يتلفّظون به أنّ الخاطف هو في الحقيقة الأيديولوجية الإسلامية بالذّات، وأنّ المخطوفين هم هؤلاء السلفيون على كافّة تيّاراتهم الذين، كما يتّضح، قد تمّ اختطافهم من قِبَل النصوص الإسلامية ذاتها. فالإسلام، كما يراه هؤلاء، بل وكما يكتبون ذلك حرفيًّا، هو: ”دين قوّة، ودين قتال، ودين جهاد، ودين تقطيع رؤوس، ودين سفك دماء، وليس دين إدارة الخدّ الأيسر لمن صفعك على الخدّ الأيمن“. هكذا، وبهذه الكلمات الواضحة والصريحة، التي لا تحتمل التأويل على وجوه، يصف أحد الإسلاميّين حقيقة دين الإسلام كما يراه. [35]

‎وحول مقولات المسلمين الذين يدّعون بأنّ الإرهابيّين يشوّهون صورة الإسلام يؤكّد الكاتب ذاته: ”الحقيقة أنّ الذي يشوّه صورة الإسلام ليس قطع رؤوس الكفّار وإرهابهم، وإنما من يريدها مانديليّة غانديّة لا قتل فيها ولا قتال ولا بطش ولا دماء ولا ضرب رقاب ولا ضرب أعناق. فهذا ليس دين محمدّ بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – المبعوث بالسيف بين يدي الساعة، الذي سُميّت السورة الوحيدة باسمه في القرآن سورة محمد. بسورة القتال“. كما يذهب الكاتب أبعد من ذلك فيقول إنّ تصوير الإسلام كدين ”سلام وحمام وحبّ ووئام، لا دم فيه ولا قتل“ هو تصوير قد تأثّر ”بنظريّات الغرب الكاذبة وأفكارهم الخبيثة التي تُصدّر إلى الأمّة الإسلاميّة لإضعافها“. إنّ هذه التّصوّرات السلميّة للإسلام، كما يقول الكاتب، هي في الحقيقة من تحريف الصّليبيّين، أي الاستعمار الغربي المسيحي، لحقيقة الدين الإسلامي. [36]

وبعد هذا الكلام الواضح، فما من شكّ في أنّ هؤلاء الإرهابيّين الإسلامويين يضعون كلّ من ينتمي إلى الأمّة الإسلامية، كما ويضعون علماء وفقهاءَ هذه الأمّة في مأزق كبير. إذ أنّ هؤلاء السّلفيين يضعون أمام أعين المسلمين ما يستنبطونه سلوكيّات وأحكام شرعيّة من ذات المراجع الإسلامية التي ينهل منها هؤلاء الفقهاء أنفسهم أيضًا.

إذن، فمن وجهة نظر هؤلاء السلفيّين، ما داموا يؤسّسون أيديولوجيّاتهم وسلوكيّاتهم على ذات المراجع المؤسّسة للعقيدة، فعلى أيّ أساس ينتقدهم المسلمون الآخرون؟ والحقيقة التي تجدر الإشارة إليها هي أنّ الانتقادات الموجّهة لهؤلاء من بعض المسؤولين المسلمين هي انتقادات باهتة. إذ أنّ النقد الموجّه لهم يتطرّق فقط إلى أمور شكليّة وإدارية وليس إلى الجوهر. أي إنّ النقد، مثلاً، هو بشأن مسألة من هو المخوّل بإعلان الخلافة الإسلامية وفي أيّ ظرف. وليس ثمّة أيّ نقد بشأن الأيديولوجيّة، العقائد والسلوكيّات المتّبعة ضدّ من يعتبرهم الإسلاميّون ”كفّارًا“، إذ أنّ هذه الأيديولوجية ”صالحة لكلّ زمان ومكان“.

خلاصة

والسؤال الذي لا مناص من طرحه إزاء كلّ فصّلنا آنفًا هو: هل من سبيل للخروج من هذا المأزق العربي والإسلامي؟ والإجابة على ذلك هي بالإيجاب قطعًا.

ولكن، من أجل الوصول إلى هذه الغاية وإلى سبيل للخروج من هذا المأزق، هنالك حاجة ماسّة إلى بروز علماء مسلمين متنوّرين يواجهون بشجاعة أخلاقية الكثير من منصوصات هذا الموروث الدّموي القديم وينزعون عنها صفة القداسة، ومن ثمّ يقومون بوضعها في إطارها الزّمني الذي قد مضى وانقضى، ولم يعد نافعًا لكلّ زمان ومكان، فكم بالحري في هذا الأوان.

أمّا إذا لم يظهر مثل هؤلاء العلماء المتّصفين بالشجاعة الفكرية والأخلاقية، فلا يسعني إلاّ أن أضُمّ صوتي إلى الصوت الصارخ في البريّة الإسلامية الذي أطلقه الأستاذ محمد مجتهد شبستري، أستاذ الفلسفة وأصول الدين بجامعة طهران، والذي قد حذّر من مغبّة الرّكود الفكري في الإسلام، قائلاً: ”وأنا أتوقّع بأنّه، إذا لم نُحقّق المراجعة الفكرية المطلوبة، فإننا سوف نُدفَن في هذا العالم.“ [37]

***

حواشي

[1] أنظر: محمد مجتهد شبستري، ديننا في أزمة“، الشفاف.

[2] للتوسع في هذه المسائل، أنظر: آغا بزرگ الطهراني، توضيح الرشاد في تاريخ حصر الاجتهاد.

[3] قد عارض بذلك ما ذهب إليه فقهاء الحنفيّة الذين يقولون: “العامي لا رأي له ولا مذهب، وإنما مذهبه قول مفتيه وشيخه”، كما قال الفقيه الحنفي محمد بيرم، انظر: مجلة المنار؛ انظر أيضًا: مجلة الأبحاث الإسلامية.

[4] أنظر: علي عمران، قراءة في حركات الإصلاح الديني.

[5] انظر: عبد الله بن محمد العجلان، ”صلاحية التشريع الإسلامي للبشر كافة“، مجلة البحوث الإسلامية.

[6] ولذلك ”فمن خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من أمر الدين فقد كفر … فاحذر المُحدَثات من الأمور، فإنّ كلّ مُحدثة بدعةٌ، وكلّ بدعة ضلالةٌ، والضلالة وأهلها في النار“. انظر:شرح السنة، للإمام أبي محمد بن علي الحسن البربهاري 329 هـ.

[7] “أنظر: رسالة من عشرات علماء المسلمين إلى الخليفة البغدادي. بل وأكثر من ذلك، ينظر هؤلاء العلماء في هذا الأوان إلى الرسول والصحابة بوصفهم: ”كانوا أكبر وأعظم منَّا جميعًا فهمًا وفقهًا وعقلًا“، رغم أنّهم كانوا يعيشون بدون التكنولوجيا المعقّدة، كما تنصّ عليه الرسالة المذكورة.

[8] أنظر: إسلام ويب – مركز الفتوى، رقم الفتوى: 9263؛ أنظر أيضًا: البربهاري، شرح السنة.

[9] “أنظر: محمد مجتهد شبستري، ديننا في أزمة“، الشفاف.

[10] أنظر: ابن سعد،الطبقات الكبرى؛ انظر أيضًا: البلاذري، أنساب الأشراف.

[11] انظر: الطبري، تاريخ الأمم والملوك؛ انظر أيضًا: ابن الأثير،الكامل في التاريخ ]؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق؛ ابن كثير، البداية والنهاية.

[12] أنظر: باقر شريف القرشي، علي بن أبي طالب، الجزء الثاني.

[13] أنظر: عبدالحسين الاميني، من حياة الخليفة عثمان؛ أنظر أيضًا: الطبري، تاريخ الرسل والملوك؛ وقد تمّ دفنه فقط بعد أن أذنَ عليّ بن أبي طالب بذلك: ”بقي عثمان ثلاثة أيام لا يدفن، ثم إن حكيم بن حزام القرشي وجبير ابن مطعم كَلّمَا عليًّا في أن يأذن في دفنه، ففعل.“، أنظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ.

[14] ”وخَرجَ به ناسٌ يسيرٌ من أهله؛ وهم يريدون به حائطًا بالمدينة، يُقال له: حُشّ كوكب، كانت اليهود تدفن فيه موتاهم. فلما خُرج به على الناس رَجَمُوا سريرَه، وهَمُّوا بطرحِه. فبلغَ ذلك عليًّا، فأرسلَ إليهم يعزمُ عليهم ليكفّنّ عنه، ففعلوا. فانْطلقَ حَتّى دُفن رضي الله عنه في حُشّ كوكب.“ أنظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك.

[15] “أنظر: المسعودي، مروج الذهب

[16] أنظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ.

[17] فلما قدم الكوفة أتى قطَام بنت عمه، وكان علي قد قتل أباها وأخاها يوم النهروان، وكانت أجمل أهل زمانها، فخطبها، فقالت: لا أتزوج حتى تسمي لي: قال: لا تسأليني شيئًا إلا أعطيته، فقالت: ثلاث آلاف وعبدًا وقينة، وقتل عليّ، فقال: ما سألت هو لك مهر، إلا قتل عليّ، فلا أراك تدركينه، قالت: فالتمس غرّته، فإن أصبته شفيت نفسي وَنَفَعَك العيشُ معي، وإن هلكْتَ فما عند اللّه خير لك من الدنيا، فقال: واللّه ما جاء بي إلى هذا المصر، وقد كنت هاربًا منه، إلا ذلك. وقد أعطيتك ما سألت.“ أنظر: المسعودي، مروج الذهب؛ .

[18] فقد تمّ اغتيال عليّ في الليلة الثالثة عشرة من رمضان ”وهي الليلة التي واعد ابن ملجم أصحابه على قتل علي ومعاوية وعمرو، أخذ سيفه ومعه شبيب ووردان وجلسُوا مقابل السدّة التي يخرج منها عليّ للصلاة. فلما خرج عليّ نادى: أيّها الناس، الصلاة الصلاة. فضربَه شبيب بالسيف، فوقع سيفه بعضادة الباب، وضربَه ابن ملجم على قَرْنه بالسّيف، وقال: الحكم للّه، لا لكَ يا عليّ ولا لأصحابك!“، أنظر: ابن الأثير،الكامل في التاريخ. أنظر أيضًا: الطبري، تاريخ الرسل والملوك؛ المسعودي، مروج الذهب؛ اليعقوبي، تاريخ؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيّين؛ ابن منطور، مختصر تاريخ دمشق.

[19] أنظر: هادي العلوي، الاغتيال السياسي في الإسلام.

[20] أنظر: ابن تغري بردي،النجوم الزاهرة؛ أنظر أيضًا: المسعودي، مروج الذهب؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق؛ الذهبي، تاريخ الإسلام.

[21] ”فامر بهم عبد الله فشدخوا بالعمد وبسط من فوقهم الانطاع فأكل الطعام عليها وأنينهم يُسْمع حتى ماتُوا، وذلك بنهر أبى فطرس.“ أنظر: ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.

[22] أنظر: ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة؛ .

[23] “أنظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك ؛ أنظر أيضًا: ابن كثير،البداية والنهاية؛ ابن الأثير،الكامل في التاريخ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق؛ المباركفوري، تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي.

[24] “أنظر: المسعودي، مروج الذهب؛ رواية مشابهة لهذا الخبر برواية عبد الملك بن عمير الليثي، انظر: ابن المطهر، البدء والتاريخ؛ .

[25] أنظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك .

[26] نظر أيضًا: الطبري، تاريخ؛ الواقدي، كتاب المغازي؛ أبو الفدا،المختصر في أخبار البشر؛ اليافعي،مرآة الجنان وعبرة اليقظان

[27] أنظر: الطبري، تاريخ؛ ابن كثير، البداية والنهاية.

[28] أنظر: ابن عبد البر،الاستيعاب في معرفة الأصحاب.

[29] “أنظر: المبسوط للشيخ الطوسي،ج 2، ص 9، انظر أيضًا: ابن ادريس الحلّي، السرائر…

[30] ”كل من خالف دين الإسلام من مُشرك أو كتابي إذا لم يكن صاحب عهد ولا ذمّة، ذكره الماوردي، واختاره ابن العربي وقال: وهو الصحيح لعموم الآية فيه.“ انظر: القرطبي، تفسير

[31] “أنظر: الثعلبي، الكشف والبيان؛ ابن كثير، تفسير.

[32] “انظر: ابن كثير، تفسير.

[33] أنظر: القرطبي، تفسير، أنظر أيضًا: النسفي، تفسير؛ الزمخشري، الكشاف؛ ابن الجوزي، زاد المسير؛ الشوكاني، فتح القدير.

[34] “أنظر: سيد قطب، في ظلال القرآن.

[35] هذا ما يكتبه حسين بن محمد في مقالة نشرها في موقع سلفي إسلامي على الإنترنت، أنظر: ”مسألة قطع الرؤوس“، موقع الإسلاميّون..

[36] أنظر: ”نفس المصدر“، موقع الإسلاميّون..

[37] أنظر: محمد مجتهد شبستري، ديننا في أزمة“.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

مرضى مخيم ليبرتي لهم الحق في مراجعة مستشفى واحد فقط كل يوم

stealinglibertyفي مضايقة لا انسانية جديدة تفرضها القوات العراقية
مرضى مخيم ليبرتي لهم الحق في مراجعة مستشفى واحد فقط كل يوم

موظفو اليونامي وفي انتهاك صارخ للمعايير الانسانية يريدون من السكان التكيف على هذه القيود الجائرة ويتفقون كل يوم على حذف عدد من المرضى بينهم من التوجه الى مستشفى

أخذ الحصار الطبي الاجرامي ابعادا أكثر خطورة مع فرض ممارسات تعسفية ممنهجة لمضايقة جائرة جديدة على ليبرتي. اضافة الى جميع المحدوديات والمضايقات السابقة ووضع العراقيل اليومية أمام نقل المرضى الى مستشفى، تقوم القوات العراقية منذ فترة بنقل المرضى الى مستشفى واحد فقط. وبذلك كل يوم يفقد عدد من المرضى المصابين بالامراض المستعصية مواعيدهم الاختصاصية والعاجلة حيث تتفاقم حالتهم المرضية.
يوم الاربعاء 15 تشرين الأول/ أكتوبر أجبرت القوات العراقية المرضى على تبديل مترجميهم وممرضيهم ثلاث مرات وأخروهم في مدخل المخيم لمدة الساعة ونصف الساعة، بالاضافة الى منع احد المرضى وهو عشية فقدان بصره، من نقله الى مستشفى خاص للأعين. رغم انه ، كان قد أخذ موعدا لهذا المستشفى والطبيب الخاص وببذل مساعي كبيرة بعد فترة طويلة. الا ان القوات العراقية وبذريعة انه لايجوز للمرضى الذهاب الى مستشفى الا مستشفى واحد، منعوه من الذهاب الى المستشفى المذكور والغوا بذلك موعده عمليا. وكانت القوات العراقية قد منعت نقل هذا المريض الى المستشفى الاسبوع الماضي ايضا. وكان من المقرر ان يحقن الطبيب دواء خاصا يوم أمس في عيونه بحيث عدم حقن هذا العلاج سيؤدي الى فقدان بصره. وقد تم تنسيق ذهاب هذا المريض والمرضى الآخرين الى مستشفيين اثنين مع مراقبي اليونامي قبل عدة أيام.
مع أن موضوع منع نقل المرضى الى مستشفيين اثنين قد طرح خلال الأسابيع الأخيرة مع اليونامي عدة مرات، الا ان مراقبي اليونامي التابعين لقسم حقوق الانسان قد طلبوا من المرضى والسكان خلال توصية مثيرة يوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر بالانصياع الى المضايقات الاجرامية الجديدة التي يفرضها الطرف العراقي وان يحدد السكان هم أنفسهم من الذي يجب ان يذهب الى مستشفى من عدمه. ويعتبر ذلك انتهاكا صارخا لمعايير حقوق الانسان والمعايير الانسانية وتواطأ فعلا مع اولئك المجرمين الذين سببوا في وفاة 21 مريضا بطريقة الموت البطيء. ان توصية اليونامي بقبول هذه المضايقة تعني ان يبقى السكان في انتظار لعدة أشهر حتى يصل دور مريض وهو عشية فقدان بصره أو مريض مصاب بالسرطان الذي يصارع الموت، وحتى اذا وصل دوره سيبدأ وضع العراقيل والتأخيرات المتعمدة من قبل القوات العراقية.
وفي عمل لا انساني آخر يوم الخميس 16 تشرين الأول/ أكتوبر منعت القوات العراقية دخول الدراجة الخاصة للمعوقين بهدف عملية معالجة فيزيائية الى داخل المخيم واعادوها من مدخل المخيم.
ان المقاومة الايرانية تدعو مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لشؤون حقوق الانسان والمفوض السامي لشؤون اللاجئين وسائر المؤسسات المعنية للأمم المتحدة الى عدم التقاعس تجاه الحصار الطبي اللا انساني المفروض منذ ستة اعوام وخاصة الحصار الطبي الجائر على سكان اشرف وليبرتي وارغام الحكومة العراقية على الالتزام بتنفيذ تعهداتها ومنع قسم حقوق الانسان التابع لليونامي من أي نوع من التواطؤ والتنسيق مع هذا الحصار الذي يؤدي الى وفاة المرضى بطريقة الموت البطيء. وتعهدت الأمم المتحدة والحكومة الامريكية مرات تجاه أمن وسلامة سكان ليبرتي بصورة مكتوبة بحيث انه كان شرطا لنقل السكان من اشرف الى ليبرتي.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس
17 تشرين الأول/ أكتوبر 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

الإسلام يؤدلج للإرهاب

crosingyoungdaiishكتب السيد عماد ضو في تعقيبه على مقالي الأخير عن شعيرة الذبح: ” يصر الكثير من المراقبين على تكرار ان المسلمين بشكل غالب هم شعوب بسيطة مسالمة حسنة المعشر ولكن الإرهاب الإسلامي بدأ منذ أربعين أو خمسين سنة على يد أقليات سلفية لا تشكل ثقلا وهذه الإرهاب هو صنيعة غربية أو وهابية او إيرانية الخ الخ ولكنه لا يمثل الإسلام
بينما ما نفهمه من مقالاتك هو ان الإرهاب نتاج حتمي للفكر الإسلامي وجزء لا ينفصل عن التاريخ الإسلامي والقرآن والحديث وأن مقولات مثل الجملة أعلاه نابعة إما عن جهل ام بقصد التعمية وذر الرماذ في العيون.
فما رأيك في الموضوع؟ ولماذا حسب رأيك، يعتقد البعض ان الإرهاب الإسلامي إنما بدأ مع ظهور الخطف والتفجير وقطع الرؤوس؟ ولماذا يدين معظم المسلمون الإرهاب ولكنهم بنفس الوقت يشكلون أرضه الخصبة وحاضنته الأساسية؟” انتهى
عقل الطفل الصغير صفحة بيضاء خالية من المعلومات يكتب المشرفون عليه في البيت أو المدرسة أشياء معينة تصبح فيما بعد هي البرامج الذي يسيّره في الحياة، تماماً مثل الهارد ديسك في الكمبيوتر. الأدلجة الدينية أو الأدلجة الاجتماعية هي التي تصبح كالوشم في العقل الباطن، لا تمحوها السنون. الأدلجة الاجتماعية تعلم الطفل الانتماء إلى القبيلة أو القومية والفخر بها، كما تعلمه السلوك المجتمعي الذي يتوقعه منه مجتمعه. الأدلجة الدينية هي الأخطر لأنها تعلّم الطفل أنه إذا لم يفعل ما يقوله الدين فسوف يعذبه الله عذاباً عسيراً يوم القيامة ويُلقي به في نار جهنم. الأديان الإيراهيمة (اليهودية، المسيحية، الإسلام) تتحمل العبء الأكبر في انتشار العنف بين الناس.
يقول عالم الفيزياء الأمريكي استيفن واينبيرج
Religion is an insult to human dignity. With´-or-without it you would have good people doing good things and evil people doing evil things. But for good people to do evil things, that takes religion.
أو ما معناه “أن الدين إساءة لكرامة الإنسان. بالدين أو بدونه سوف تجد أناساً طيبين يفعلون الأشياء الطيبة، وأناساً شريرين يفعلون الأشياء الشريرة. ولكن لكي يفعل الطيبون الأشياء الشريرة فلا بد من الدين ليدفعهم لذلك
الإسلام يحتل المرتبة الأولى في الإرهاب والقتل لأنه دين من نتاج بيئة صحراوية قبلية كانت قد اعتادت على الغزوات بين القبائل ونهب مواشيهم وسبي نسائهم لينجبن أطفالاً للقبيلة المنتصرة يزيدون من عدد الرجال القادرين على الغزو. وبما أن محمداً قد تربى في هذه البيئة فقد أصبحت عاداتها وتعاليمها جزءاً من الوشم على عقله الباطن. لذلك جاء محمدٌ بآيات في قرآنه تقول (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (الأنفال، 60). وكلمة “ترهبون” مهمة هنا لأن الإرهاب يجعل الشخص في موقف الضعف من القوة الغازية. محمد كان يسير بجنوده ليلاً ويفاجئ القبائل عند الفجر وهم نائمون فيصيبهم الرعب ويهربون تاركين مواشيهم وربما أطفالهم ونساءهم خلفهم ليقتادهم محمد وجنده. ولكي يزيد محمدٌ من أعداد الرجال الذين يغزون معه أتى بآية تقول (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التوبة، 39). فالله هنا ينذر المؤمنين إذا لم ينفروا في الغزوات مع محمد فسوف يعذبهم الله ويستبدلهم بقومٍ مستعدين للنفور. تربية الصحراء عندما اختلطت بآيات محمد انتجت نوعاً من البشر مدمنين على القتل حتى بعد أن ينتصروا على أعدائهم. فمثلاً، عندما تمرد الإخوان على عبد العزيز بن سعود في عشرينات القرن المنصرم بقيادة فيصل الدويش وقبيلة مطير، أرسل عبد العزيز ضدهم ابن جلوي الذي قضى عليهم وقطع رؤوس كل الأسرى وكانوا مائتين وخمسين رجلاً، وعندما سمع أن هناك حوالي أربعين رجلاً مختبئين في الصحراء وينقصهم الماء ولا سلاح لهم، لم يفكر في أن يأسرهم ويسجنهم، بل أرسل رجالاً مسلحين بالبنادق اقتنصوا كل واحد من الأربعين ولم يتركوا واحداً منهم رغم أنهم لم يكونوا يشكلون خطراً عليه أو على عبد العزيز
Robert Lacey, The Kingdom, p 219.
المسلمون في عالم اليوم يمكن تقسيمهم إلى:
1. مسلمين عرب أميين قرويين
2. مسلمين عرب حضر متعلمين غير مثقفين
3. مسلمين عرب مثقفين
4. مسلمين أعاجم (باكستان، أتراك، هنود، أفغانستان، بنغلادشيين، أفارقة، فلبينيين، أندونيسيين، صينيين من أصل تركي، ماليزيين)
5. مسلمين أوربيين من مخلفات الاستعمار التركي لشرق أوربا مثل البوسنة وهيرسوغفينا
6. مسلمون نزحوا إلى أوربا بعد الحرب العالمية الثانية وحديثاً في عملية لجوء سياسي
المجموعة الأولى تتكون من ناس بسطاء لا يهمهم غير كسب قوتهم ولا يعرفون من الإسلام غير الشعائر. هؤلاء القرويون لا يؤدلجون أطفالهم ولا يشتركون في الإرهاب لأن لديهم ما يكفيهم من مشاكل الفقر والحاجة، ولكنهم مع ذلك ربما يهللون ويكبرون عندما يسمعون بالغزوات الميمونة مثل غزوة مانهاتن ويقولون “اللهم انصر الإسلام والمسلمين”
المجموعة الثانية في أغلبهم يعيشون في المدن ويقرؤون الصحف الرياضية ويؤدون طقوس دينهم من صيام وصلاة. هذه هي المجموعة التي تعتمد جماعة الإخوان المسلمين وبقية الجماعات الإرهابية في تجنيدهم وتجعل منهم جند الإسلام الذين يرسلونهم إلى العراق وأفغانستان وسوريا لتفجير أعداء الله. هذه المجموعة رغم أنهم متعلمين في المدارس والجامعات فتعليمهم من نوع
spoon feeding
الذي لا يعلمهم التفكير الفردي أو النقد، ويسهل أدلجتهم بأفكار الإسلام المعادية لغير المسلمين
المجموعة الثالثة هي الأخطر لأنهم متعلمون ومثقفون ويحتلون مراكز القيادة في تنظيم الإخوان العالمي، ويعرفون كيف يعللون الإرهاب الإسلامي للغربيين فيزعمون أن الإسلام دين مسالم اختطفه قلة من المتشددين المتطرفين. هذه هي المجموعة التي تنشر المقولة التي ذكرها السيد عماد ضو ” ان المسلمين بشكل غالب هم شعوب بسيطة مسالمة حسنة المعشر ولكن الإرهاب الإسلامي بدأ منذ أربعين أو خمسين سنة على يد أقليات سلفية لا تشكل ثقلا وهذه الإرهاب هو صنيعة غربية أو وهابية او إيرانية الخ الخ ولكنه لا يمثل الإسلام”. طارق رمضان، حفيد حسن البنا والذي يعيش في سويسرا، خير مثال لهذه الفيئة
المجموعة الرابعة وهم الغالبية العظمى من المسلمين، فهؤلاء يحفظون القرآن والأحاديث عن ظهر قلب دون أن يفهموا معناها لأنهم لا يتحدثون العربية، ويعتمدون على شيوخ الكتاتيب لشرح القرآن والأحاديث. هؤلاء من السهل أدلجتهم وجعلهم إرهابيين لأنهم لا يعرفون غير أن الذي يقتل كافراً يدخل الجنة ويتزوج اثنتين وسبعين حورية. وأغلب هؤلاء، خاصةً في باكستان وأفغانستان وأزبكستان وغيرها، التي افتتحها المسلمون بالسلاح وقتلوا واغتصبوا ونهبوا أسلافهم، وهم من أكثر الناس تشدداً في الإسلام ربما بفعل متلازمة ستوكهولم
Stockholm syndrome
التي يتعاطف فيها الضحية مع الجزار ثم يقتدي بعد ذلك بأفعاله. فأغلب التفجيرات والقتل في أوربا يقوم بها شباب من باكستان
المجموعة الخامسة وهم مسلمو البوسنة ورومانيا وبلغاريا وألبانيا، فربما صقلتهم أصولهم الغربية قليلاً فلا نجد منهم إرهابيين كثيرين رغم أن بعضهم قد سافر إلى سوريا ليقاتل مع داعش.
المجموعة السادسة تتكون من بعض المهنيين كالأطباء والمهندسين، ولكن أغلبها من الشباب العاطل في بلادهم والذين دخلوا أوربا عن طريق اللجوء السياسي أو بطرق غير قانونية. وهناك العمال الأتراك الذين جلبتهم ألمانيا إليها إبان الحرب العالمية الثانية واستقروا بها وهم حوالي 4 ملايين الآن. أحفادهم رغم أنهم ولدوا وتربوا في ألمانيا فما زال جزء كبير منهم يدعم الإرهاب نادياً عن طريق شركات وتنظيمات وهمية وهناك مجموعات منهم تُقدر بحوالي ثلاثمائة قد سافروا إلى سوريا للقتال مع داعش. أما الشباب المسلم الذين دخلوا أوربا للجوء السياسي فهؤلاء يعيش أغلبهم على الضمان الاجتماعي وهم عاطلون لا عمل لهم. هؤلاء يكونون التربة الخصبة للجماعات الإرهابية الإسلامية التي يسهل عليها تجنيدهم بعد أن تأويهم وتقدم لهم الطعام والشراب وتدخلهم مساجدها حيث يعمل عليهم الملتحون من أمثال أبي قتادة وعمر بكري وحزب التحرير لغسل أدمغتهم وخلق قنابل بشرية منهم
فما الذي يجعل هذا الخليط من المسلمين يتبارون في دعم الإرهاب مالياً ويشتركون فيه بأنفسهم؟ إنها التربية الإسلامية التي ما زالت مدارسها تعلم النشء فقه البراء والولاء، وتمجد غزوات محمد وأتباعه الذين غزوا شمال أفريقيا وآسيا وأجزاء من أوربا. حتى قتل النفس، أي التفجيرات الانتحارية قد أوصى بها الله، كما يقول ابن حزم الأندلسي في كتابه “الملل والأهواء والنِحل”: ” وأما قتل المرء نفسه فقد حسّن الله تعالى تعريض المرء نفسه للقتل في سبيل الله عز وجل، وقد أمر عز وجل من قبلنا بني إسرائيل بقتل أنفسهم قال تعالى‏:‏ ‏ ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم ‏) ولو أمرنا عز وجل بمثل ذلك لكان حسناً” (ص 57). وفي سيرة ابن إسحق نجده يتكلم عن شخص يُدعى ابن الهيبان، فيقول “حدثنا أحمد قال ثنا يونس عن ابن إسحق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة، قال اجتمعنا إليه فقال: يا معشر يهود ما ترونه أتوقع خروج نبي قد أظل زمانه، هذه البلاد مهاجره، فأتبعوه، فلا تُسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود، فإنه يُبعث بسفك الدماء، وسبي الذراري والنساء ممن خالفه، فلا يمنعكم ذلك منه” (ص 86). فيبدو أن أحبار اليهود قد عرفوا أن محمداً سوف يُبعث بسفك الدماء وسبي الحرائر. وفي حديث عن محمد أخرجه الترمذي وصححه عن أنس بن مالك قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله: المجاهد في سبيلي هو عليّ ضامن إن قبضته أورثته الجنة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة”. فإذا كان الله يتعهد على نفسه أن يدخل المجاهد الجنة إذا قُتل أو يمنحه السبي والمال والأجر إن عاش، كيف لا يهبّ المسلمون إلى الجهاد كلما سنحت الفرصة؟ وفي حديث آخر يقول لنا محمد “الجنة تحت ظلال السيوف” (تفسير البغوي، ج2، سورة الأنفال، 47). وهاهو ذا ابن قيم الجوزية يخبرنا ” وأمّا نبي الملحمة، فهو الذي بُعث بجهاد أعداء اللّه، فلم يجاهد نبي وأمته قطُّ ما جاهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأمّته، والملاحم الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يُعهد مثلُها قبله، فإن أمته يقتلون الكفار في أقطار الأرض على تعاقب الأعصار، وقد أوقعوا بهم من الملاحم ما لم تفعله أمّة سواهم” (زاد المعاد، ج1، ص38). فليس هناك أمة قبل الإسلام أو بعده أوقعت بالأعداء مثل ما فعل ويفعل المسلمون في جميع الأعصار.
فهل حقيقةً أن الإرهاب بدأ قبل أربعين أو خمسين سنة، كما يقول السيد عماد ضو في تعقيبه؟ الواقع أن الإرهاب متجذر في الأمة العربية من قبل ظهور الإسلام، وجاء محمد وقنن هذا الإرهاب وجعله أمراً إلهياً بعد أن كان أمراً قبلياً في عرب ما قبل الإسلام. واستمر الإرهاب الإسلامي في غزوات خلفاء محمد ثم في خلفاء بني أمية، وتبعهم خلفاء بني العباس ثم الخلفاء العثمانيين الذين أرعبوا أوربا حتى وصلوا دول البلقان، وسموا ذلك الرعب والإرهاب “فتوحات” إسلامية. ولأن الخلفاء العثمانيين كانوا غلاظاً ونهمين للضرائب فقد أفقروا شعوب الشرق الأوسط الذين كانوا تحت سيطرتهم على مدى أربعمائة سنة ولم يتركوا لهم مالاً أو وقتاً للإرهاب. وبعد الحرب العالمية الأولى عندما سقطت دولة الخلافة سنة 1924، ظهرت جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928 تحت قيادة حسن البنا الذي شرّع للإرهاب وكوّن “التنظيم السري” ليقوم بالاغتيالات السياسية التي تتوجت بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية وما تبعها من تشريد الإخوان المسلمين الذين احتضنتهم السعودية وفتحت لهم خزائنها للقضاء على عبد الناصر. ولسوء حظنا فقد كانت فترة الثلاثينيات من القرن الماضي هي الفترة التي اكتشفوا فيها النفط في دول الخليج. وقد شجعت مملكة الشر الوهابية على نشر التكفير والجهاد في أغلب الدول الإسلامية، ومولت المدارس الدينية في أفغانستان وباكستان التي بها أكثر من اثنتي عشرة ألف مدرسة دينية ممولة من مملكة الشر. هذه المدارس الدينية انتجت لنا ملالي أفغانستان وتنظيم القاعدة وعساكر طبية وبقية المنظمات الإسلامية الأخرى. وبما أن الجهاد والقتل والتفجير يحتاج للمال لشراء المعدات وللصرف على الإرهابيين، فقد ازداد الإرهاب في الخمسين سنة الماضية مع ازدياد ثروة دول الخليج وفتح خزائنها على المجاهدين.
فمقولة إن غالبية المسلمين يدينون الإرهاب ولا يتعاطونه، مقولة يسوّق لها المسلمون المثقفون الذين يعيشون في الغرب للتغطية على دموية الإسلام. فالإرهاب صنيعة إسلامية بحتة، وليست غربية كما يقول المدافعون عن الإسلام. الغرب استفاد من نزعة الشر والقتل في المسلمين وموّل بعض التنظيمات أيام الحرب الباردة لينتقم من الاتحاد السوفيتي ويمنع تغلغله في بلاد الشرق الأوسط للحفاظ على مصالح الدول الغربية. وبما أنه من الصعب أن تخلق شيئاً من العدم، ما كان ليتوفر للغرب خلق هذه التنظيمات الجهادية لو لم يكن الجهاد والرعب والقتل يجري في دماء المسلمين.. ويمكن أن نسأل لماذا لم يخلق الغرب مجموعات انتحارية من مسيحيي الشرق المضطهدين ليدافعوا عن المسيحية – دين الغرب؟ أو لماذا لم يخلق الغرب مجموعات جهادية من البوذيين في التبت التي تحتلها الصين وتقتل مواطنيها، والغرب من صالحة أن يعارض توسع الصين ونموها الاقتصادي والتكنولوجي؟ والجواب طبعاً أن البوذية لا تشجع على القتل والدمار كما يفعل الإسلام، ولذلك لا نجد اليوم أي تفجير أو ذبح في العالم إلا ووراءه مسلم رغم أن هناك اليوم أكثر من عشرين ديانة رئيسية غير المذاهب المختلفة. والذين يقولون إن الإرهاب لا يمثل الإسلام عليهم أن يفسروا لنا آيات القتل مثل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة، 123)، وأحاديث محمد مثل “بعثت إلى الأحمر والأسود وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم وأعطيت، الشفاعة” (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج3، سورة البقرة، الآية 253). مثل هذه الأحاديث والآيات جعلت الشاب المغربي يوسف فكري يذبح مغربياً مثله لاختلافه عنه ويقول في المحكمة “كان المدعو عمر الفراك أول عدو أتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى” (أسبوعية الصحيفة المغربية، 18/4/2003).

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

فرع جديد لسوق الجمعة في المنطقة الخضراء

iraqprisdentmlakiمن منا لايعرف سوق الجمعة؟انه السوق العراقي الاصيل الذي يغار منه سوق الهرج حيث نال شهرة تفوق شهرته.
سوق يضم كل شيء ولاشيء بددءا من اسياخ الحديد “المصدية” وانتهاءا بمجموعة البراغي التي لايعرف احد من اي ماكينة او جهاز “خربان” اخذت مرورا بكتب المنفلوطي ونازك الملايكة وحسين مردان وغيرهم الكثير.
ولانه نال شهرة يستحقها فقد قرر المسوولون في المنطقة الخضراء فتح فرع له ولكن ليس لبيع البراغي ولا كتب المشعوذين ولا ملابس مهترية،انه فرع لسوق سيكون له شهرته الخاصة خصوصا بعد الدراسات المطولة التي ناقشها مجلس النواب بحضور معديها وهم مجموعة من المورخين والباحثين الذين اشتهروا في تحليل الارقام وشرح مابين السطور.
وقد استطاع محللون اخرون من المغضوب عليهم ان يحصلوا على خارطة طريق لهذه السوق وردت فيها الكثير من اسماء وانتيكات سوف تعرض على مدى سبعة ابام فقط.
وتضمنت الخارطة ايضا ظهور منادين يلبسون العمامة والجلباب العريض وهم ينادون على بضاعتهم بصوت شجي رخيم.
المنادي الاول: صاح هذا المنادي ،اثناء البروفة الاولى قبل افتتاح السوق بحضور المخرج مع عدد من الوزراء والسادة النواب .
صاح المنادي:ايها الناس اسمعوا مني مالايعجبكم فاني والله لا اميل الى الاشاعات وعليكم انتم ان تتحروا من حقيقتها ،فقد قيل ان حرم السيد النايب الاول لريس الجمهورية تحتفظ الان ب 50 كيلو من الذهب الخالص غير المخلوط وفي النية وضعها في سرداب خاص في قصر طويريج الذي بني حديثا.
ولم نعرف مدى صحة الاشاعة التي ذكرت ان راتب مسوولنا المالكي 50 مليون دينار شهريا وقيل ايضا ان هذا الرقم وضع بناءا على الجهود المضنية التي يبذلها المالكي في قيادة دفة الحكم في العراق ومحاولته صد الاخرين وعدم الاقتراب من هذه الدفة لغرض كسرها.
مداخلة سريعة:بعد ان انتهى المنادي من اكمال هذه الفقرة حتى انخرط في بكاء مستمر ولم يتوقف الا بعد ان صاح المخرج في وجهه”ان هذا البكاء غير موجود في النص فارجو الانتباه والا …..
ظهر المنادي الثاني الملقب بالراكض بسبب ركضه طول النهار واناء الليل وصاح: ابدعت حكومتنا الميمونة باستحداث الكثير من المسميات الرسمية انطلاقا من تكريم الرعيل الاول الذي ساهم في بناء العراق الصامد بوجه التدخلات الاجنبية وكسر اصابع من تجرا على صناعة المفخخات من المواد الاولية المعروضة في سوق الجمعة.
وقبل اسبوعين ايها السادة تم استحداث درجة النايب الاول في جميع وظايف الدرجات العليا ومنها بشكل خاص درجة النايب الاول لريس الجمهورية وقد منحت لاول مرة الى فخامة نوري المالكي وهي درجة تمنح بعد استيفاء الشروط التي تكون في معظمها قابلة للتحقيق ولكن بصعوبة عالية النسبة.
وانتهينا قبل فترة من ادراج هذه الدرجة للعديد من الشخصيات الذين عارض بعضهم هذه التسمية واشاروا الى ضرورة ادراج مسمى النايب الثاني او الثالث في الهيكل الاداري للحكومة.
المنادي الثالث: تفاجا القوم وهم يرون هذا المنادي الذي ظهر وهو يلطم في حركة استعراضية ملفتة للنظر بسبب قناعتهم بان اللطم يمارس في امكنة ومعينة وفترات محددة ولايجوز الاستهانة بهذا الطقس ،وجمعها طقوس،وعرضه على العامة في غير مواعيده المحددة.
صاح هذا المنادي: يتوقع الكثيرون عدم عرض الملابس المستعملة في فرع السوق الجديد خشية من اثارة ذكريات العديد من نواب البرلمان التي يحاولون ان ينسوها باي ثمن لما لها من تاثير سلبي على حاضرهم النيابي البهي.
هتف المخرج “ستوب، لم ازل غير مقتنع بالاداء.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment