اللغة الآراميّة في الكتاب المقدّس

أشخين ديمرجيان: أبوناbibleancient2

لغة ساميّة انطلقت مع قيام الحضارة الآراميّة في وسط سوريا، وكانت لغة رسميّة في بعض دول العالم القديم ، كما تُعَدّ لغة مقدّسة إذ كُتِب بها أجزاء من سِفرَي دانيال وعزرا في العهد القديم من الكتاب المقدّس، ومخطوطات البحر الميت، وهي اللغة الرئيسيّة في التلمود. ومن المؤكّد أنّ الآراميّة هي لغة يسوع المسيح.

تعود بدايات كتابتها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، إلا أنّها أصبحت اللغة المسيطرة في الهلال الخصيب منذ القرن الخامس قبل الميلاد بعد هزيمة المملكة الأشوريّة. تطوّرت الكتابة الأراميّة عبر العصور ليتوصّل الآراميون إلى كتابة خاصة بهم في القرن السابع قبل الميلاد بالترتيب الأبجديّ. ومن الخط الآراميّ انبثقت صيغة كتابة الأبجديّات، حتّى للغات غير الساميّة، في جميع أنحاء المعمورة، كما سنوضّح في نهاية المقال.

تتكوّن الأحرف الأبجدية للآرامية البيبليّة من 22 حرفاً. كما أنّ الأحرف الأبجديّة العبريّة هي أحرف آراميّة الأصل، وما يُسمّى بالأحرف “المربّعة” في الكتابات العبريّة، قد أُخِذَ من الكتابة الآراميّة القديمة. وحالاً مع بداية العهد المسيحي شاع استعمال الآراميّة لنسخ الكتب المقدّسة، تماماً كما كانت مألوفة قبل ذلك بفترة طويلة الأمد للمراسلات العاديّة، ولأغراض أخرى في مجال الكتابة. وكذلك الحروف الخمسة في اللغة العبريّة والتي يتغيّر شكل كتابتها في نهاية الكلمة مأخوذة أيضًا من الآراميّة القديمة، وهي: “كاف نون ميم فاء وصاديه”.

الآراميّة في الكتاب المقدّس

نجد الآراميّة البيبليّة في العهد القديم في خمسة مواقع: التكوين 31: 47؛ إرميا 10: 11، عزرا 4: 8 إلى 6: 18، عزرا 7: 12-26، ودانيال 2: 4 ب الى 7: 28.

الاسم

يشتقّ اسم اللغة “الآرامية” مِن القبائل الآرامية، لقرون عدّة، قبل أن يتمّ كتابتها “بالآرامية القديمة” (والتي تعود الى حوالي القرن العاشر قبل الميلاد السيدي).

حينما رحل الآراميّون إلى أشور وبابل، حلّت لغتهم تدريجياً محل الأكَّادية، وصارت اللغة السائدة في المنطقة. ثم أصبحت اللغة الرسميّة في الإمبراطوريّة الفارسيّة إذ تبنّتها هذه الإمبراطوريّة، وفي تلك الحقبة كانت تُدعى “آرامية الإمبراطوريّة”، وبها كُتِبَت مجموعة المخطوطات اليهوديّة القديمة، المعروفة باسم “مخطوطات بردى مدينة إليفانتين” (وكانت مستعمرة عبريّة في مصر). الوثائق اليونانية القديمة لعزرا مكتوبة أيضًا بآرامية الإمبراطوريّة، كذلك اللغة المستعملة في سفر دانيال لها صلة وثيقة بتلك اللغة.

أطلق اللغويّون في القرون السابقة على الآراميّة في الكتاب المقدّس اسم “الكلديّة” أو “الكلدانية”. لا بدّ أنّ أحد أسباب تلك التسمية كان يعود إلى عمليات التنقيب الجارية في بابل في ذلك العصر، والتي كانت تُركّز الاهتمام على الإمبراطوريّة الكلدانيّة. وبما أنّ سفر دانيال ظهر حينما كانت تلك الإمبراطوريّة في أوجها، فقد كان من الطبيعي إطلاق لفظة “كلديّ” أو “كلدانيّ” على اللسان غير العبريّ للكتاب المقدّس (سفر دانيال 1 : 4 و 2 : 26). لكن هذه التسمية لا تُستخدم الآن، وبدلاً منها، يُطلق فقط اسم “الآرامية”. وفضلاً عن ذلك، نشأت لدى الآراميين لا الكلدانيين.

توزيع اللغات الساميّة

تندرج الآرامية مع اللغات الساميّة الشماليّة الغربية ومنها أيضًا الكنعانية والآوغاريتية والفينيقية والعبريّة. أمّا اللغات الساميّة الشماليّة الشرقية فهي الأكّادية والأشورية والبابلية.

اللغات واللهجات الآراميّة

تشمل “الآرامية القديمة”، وآراميّة الامبراطوريّة”، والآراميّة في الكتاب المقدّس (أي البيبليّة). ويُصنّف معظم الخبراء هاتين الاخيرتين تحت اسم “الآراميّة الغربية”.

الآراميّة الغربيّة

انتشرت الآرامية الغربيّة في مناطق متفرّقة من بلاد آرام التي دعاها اليونان الهلينيّون خطأ “سوريا” وجنوبها، وبقيت سائدة في الممالك الآراميّة السوريّة، مع سعة انتشار اليونانيّة. بقيت الآراميّة لسان الشعب إبّان القرن الميلادي الأوّل، ولم تنافسها إلاّ العربيّة بعد قدوم المسلمين في القرن السابع للميلاد.

يمكننا ان نميّز على الأقلّ اربع لهجات سادت الآرامية الغربية: الآرامية اليهوديّة وظهرت في جنوب “سوريا” وفلسطين. وقد بقيت عبارات في صيغتها الآرامية في العهد الجديد (متى 27: 46، مرقس 3: 17، 5: 41، 7: 34، 14:36، 15: 34، اعمال الرسل 9: 36، 1: 19، 1 كور 16: 22، روم 8 :15، غلاطية 4: 6).

وكانت آراميّة الجليل اللهجة التي نطق بها المسيح ورسله، وهي تختلف اختلافاً واضحاً عن لهجة الجنوب السائدة آنذاك في اورشالم وما حولها (متّى 26: 73). وقد كُتِب بها التلمود وأقدم المداريش، والترچومات الأورشليمية وبعض من الترچوم الفلسطيني. ومن لهجات الآراميّة الغربية الآرامية السامرية، ثمّ الآرامية الفلسطينية المسيحيّة، وكان يستخدمها أيضًا مسيحيّو مصر الناطقون بالآرامية كذلك.

كما أنّ الآراميّة التي ازدهرت في منطقة من سوريا والمستعملة في معلولا وبخعا وجبعدين هي الآراميّة الغربيّة.

الآراميّة لسان التداول

تُستخدَم للتداول اليوميّ في الشرق الأوسط خاصة بين معتنقي المسيحيّة في تركيا وإيران، وفي ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الهجرة الكثيفة للناطقين بالآرامية ولاسيّما في لهجاتها السريانيّة من السوريين والعراقيين إلى مدينة ديترويت، وفي السويد وألمانيا وهولندا بين المهاجرين من الشرق.

خاتمة

تعلّم الآراميون من الكنعانيين فنّ الكتابة الأبجديّة، وحاولوا استخدام الكنعانية في كتاباتهم، وسرعان ما تخلّوا عنها وأخذوا في استعمال لغتهم الخاصة.

أصبح الخط الذي اقتبسه الآراميون من جيرانهم الكنعانيين مصدراً لمعظم الكتابات الحاليّة، للّغات الساميّة وغير الساميّة، فانتشرت إحدى صِيَغه في آسيا الصغرى، ومنها انتقلت إلى بلاد اليونان، حيث أعطت الأبجديّة اليونانيّة التي أصبحت بدورها –مع اليونانيّة- مصدر اللاتينية الغوطية والأبجديّة المستعملة في أوروبا والكتابات القبطيّة في مصر.

وإحدى صيغها الأخرى كان مصدراً لبعض أحرف من الكتابة الارمنيّة التي منها جاءت الكتابات الجيورجية والقفقاسية.

وهناك صيغة أخرى انبثقت منها الكتابة البهلوية في إيران، ومن خلالها الافستية والسغدية والمانوية التي منها أتت الكتابات الويغورية والمغولية والمانشؤية والكالموكية واليورياتية.

وأعطت صيغة أخرى منها الكتابات الخروشتية والبرهمانية، ومن خلالها الكتابات التيبتية وكتابات مستعملة في الهند والجنوب الشرقي من آسيا واندونيسيا.

وعن إحدى صيغها نتجت أيضاً الكتابة العربيّة المربّعة وينسب علماء آخرون القلم العربيّ مباشرةً إلى النبطيّ. ومن الآراميّة انبثق أيضًا الخطّان التدمري والنبطي، ومن هذا الأخير جاء الخط العربي باشكاله العديدة في الفارسية والتركية والاوردية والمالوية والماندية.

وهكذا ينعم العالم الشّرقيّ بتعدّديّة وتنوّع في الألسنة الساميّة، ويا ليت المودّة والوفاق والوئام تجمع الشّعوب المختلفة خصوصًا في الوطن العربيّ الحبيب!.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

لا استطيع احترام هذا الرجل الملتحي بمهنة معلم ومربي اجيال!

salafiعندما كنت في المدرسة اعترف انني كنت طالب فاشل وكسول وكنت امقت الدراسه كثيرا وكسلي كان مكتسباً بسبب ان المدرسة مملة والمعلمين متزمتين قساة ومتشددين، سيما مرحلة المتوسطة . مدير المدرسة المتوسطة التي تحمل اسم عثمان بن عفان كان يوبخني ويستغرب ان كل اخوتي ناجحين واذكياء وهذا يجعله يهزأ بي لكثرة شكاوي المعلمين واخذي للمدير والإتصال بالوالد العصبي الذي ينالني منه التهزيء المضاعف. . لا زلت اذكر ما قاله لي المدير بعصبية مخيفة وهو ممسك بعصاه الغليظة والمخيفة بالنسبة لطالب صغير مثلي اذ قال بأنني ولد فاشل وان مستقبلي سوق الخضار او راعي غنم ابيع فيه اذا ماشديت حيلي ( وكأن العمل بسوق الخضار والغنم شتيمة ومنقصة!) قلت له بنبرة خوف لكن الرسول كان راعي غنم ( عصب وقال افتح يدك وضربني بعصاه العليظه وقال لما اتكلم لا تقاطعني) فيما كان المعلم الذي اخذني للمدير يضحك وينظر الي كما لو انني عدوه اللدود!
الزبدة!
كنت في بريده فبل سفري لتركيا بأسبوع ودعاني صديقي لوليمة عشاء بمناسبة ترقيته لرتبة نقيب، لاجد المدير المتقاعد احد المدعويين، لوهله عرفته لكن الشيب قد ملأ لحيته والتجاعيد طابعة عليه ومرض السكر انهكه وجعله نحيل الجسد، قلت له باللهجه العامية ( عرفتن يابو تركي؟) فأخذ يحدق بي لثوان قال لا، قلت انا فلان ابن فلان كنت طالب عندك بالمتوسطة قبل اكثر من عشرين عام،فرحب بي وسأل عن بعض اخواني والذين كانوا تلاميذ في مدرسته ويترحم على والدي الذي ( خلف) رجال!
قلت له وانا ارتشف فنجان القهوة العربية المزعفرة بالزعفران الإيراني ( تراك قلت لي بالمتوسطة ان مستقبلي بائع بسوق الخضار او راعي غنم، وانا الحين عكس توقعاتك،فقال ( وين تشتغل) قلت انا مشرف تمويل بكل انواعه بأكبر فرع للبنك (٠٠٠) في الرياض ولدي ٧ موظفين تحت اشرافي ، ليضحك الرجل ويقول ما شاء الله الله يوفقك يا ولدي ، قلت انا لو تأثرت بكلامك كطفل في مرحلة حساسة لشعرت بالتحطيم وهبوط المعنويات وصدقتك انني شخص فاشل ، وقلت ضاحكا فيما كانت يدي على فخذه ، حقيقة ابو تركي لو كنت مديرا عليك لعاقبتك لانك لا تعالج المشكلة بل تزيدها وتزرع بدواخل الطلاب انهم حقا فاشلين وتزيدهم فشل وكرهاً للمدرسة بسبب الخوف من عقابك!
فدار نقاش طويل حول هذه النقطة تحديداً.
لقد قصدت احراجه ولا تهمني لحيته البيضاء لأقدّره بسببها لأني بكل صراحة لا استطيع احترام هذا الرجل الملتح لانه لا يستحق ان يكون بمهنة معلم ومربي اجيال!
لقد وضع هذا المدير بصمة سيئة وذكرى غير جميلة بحياة مئات التلاميذ الذي اغلبهم اليوم يلعنوه عند ذكره كما يلعنوا ابليسهم!
لا انكر انني في تلك الليلة شعرت بشيء من النصر والتفوق الذي صاحبه غرور!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

عولمة داعش…3

 عولمة داعش….1 tersiandonkey

عولمة داعش….2

بودّي ان أعطي هذه المقالة عنوان ” داعش و صورة الذات”… لان هذا العنوان يتوائم مع السؤالين الذين تم طرحتهما في خاتمة المقالة الثانية و هما عن البعد الفلسفي لمفهوم العولمة و الجانب الوظيفي لهذا البعد وسط غابات السياسة و ممارساتها اللا إنسانية …

لكن فلنبدأ ببعض الملاحظات الأولية قبل ان ندخل في صلب الموضوع… أولى هذه الملاحظات … هي ان طبيعة العنف المصاحب لظهور و تمدد داعش ليس أمرا غريبا في تاريخ ظهور اغلب الحركات و اتساعها و بناءها دولا و إمبراطوريات … او فشلها و اندحارها… هذا لا يلغي ان حركات تاريخية اتخذت مناهج اقل عنفا … او حتى “لا عنف”… لكن العنف ظل هو العنصر الأكثر فاعلية في خلق الدوافع الذاتية و كذلك العوامل المادية في صنع الانتصار… سواء كان هذا الانتصار ماديا متمثلا ببناء دول و إمبراطوريات … او معنويات من خلال تسجيل مواقف تاريخية ضد الظلم او الاحتلال الأجنبي او الدفاع عن منهج فلسفي او ديني او قومي او اثني او وطني … او عن القبيلة او العشيرة او العائلة … اي عن الذات… الذات الفردي او الجمعي… ( موضوع العنف طويل و يمكن ان نعود اليه في مقالات لاحقة)…

ثانيا…ما نشهده اليوم هو تكبير صورة

Image Enlargement

لنموذج العنف الذي وجد عبر التاريخ و هذه العملية تتوافق كثيرة مع عملية تكبير صورة نموذج الاستغلال الاقتصادي و التوسع

(Expansionism)

على حساب الآخرين… و اعني هنا العولمة ….الذي هو ايضا نموذج تاريخي بدأ منذ بدايات بناء المجتمعات و توسع عبر ما يصطلح عليه الحضارات القديمة و الامبراطوريات و الاستعمار… الخ… هذا النموذج تم تكبيره ليشمل كل العالم في إطار توحيد مناهج الاستغلال و مركزية القوى التوسعية و هي غالبا قوى غربية لكن بالتأكيد لها امتدادات في كل المجتمعات الاخرى و تستند في قوتها الدافعة للتمدد و التوسع على قوة الغرب العسكرية و التكنولوجية…و هذا هو جوهر مصطلح العولمة…

ثالثا…بهذا الوصف هناك نظرتين اختزاليتين… “1”.. تتعلق باختزال العالم و قواها و مركباتها الاجتماعية و مستويات التطور الاجتماعي المختلفة في مجتمعات مختلفة و تجارب مختلفة… كل هذا يتم اختزاله في رؤية النخبة الاقتصادية و العسكرية و السياسية الاجتماعية الثقافية المهيمنة على اليات العولمة و تمددها و توسعها…”2″..يتم اختزال صورة العولمة ذاتها الى الهيمنة الاقتصادية و ما يصطلح بعض المفكرين و القوى السياسية بأنها مرحلة متقدمة من الاستعمار و الإمبريالية… و كفى..

هنا لا بد ان نتذكر… انه تم طرح مفاهيم بل و مشاريع اخرى للعولمة و منها مفهوم “العولمة من تحت

Globalisation from Below “

هذه كانت فكرة او مشروع القوى اليسارية و المجموعات الانسانية التي و ان عارضت اليات الاستغلال و التوسع الاقتصادية للقوى الرأسمالية فإنها سعت الى توظيف الانفتاح العام في خلق اليات عابرة للدولة و للحدود الجغرافية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي اعتاشت عليها الرأسمالية في القرون الماضية خاصة منذ تأسيس الدولة القومية و تقسيم العالم الى أغنياء و فقراء…

مشروع “العولمة من تحت” هو محاولة لانسنة العولمة اي اعطائها جوهر انساني يقوم على توسيع فكرة التضامن الإنساني و التعاون في صنع السلام و الأمن و التطور و النمو للجميع.. افرادا و مجتمعات… هذا المشروع توسع و شمل اغلب قوى المجتمع المدني و كذلك العديد من القوى الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و كذلك من الأحزاب السياسية من اليسار و الوسط و الأحزاب الخضر و حتى بعض قوى اليمين غير المتطرف في أوروبا و الغرب عموما….لكن تبقى هناك تساؤلات حول الى اي مدى نجح هذا المشروع و هل كان مخترقا من القوى المهيمنة حتى يخفف من قوة الرفض و مقاومة اليات العولمة … هذه التساؤلات هي شرعية و واقعية و تحتاج الى دراسات كثيرة…لكن الخلاصة الأولية هي ان هذه التساؤلات لم تلغي فكرة “أنسنة العولمة” بغض النظر عن نجاحها الواقعي خاصة في ظل توسع مستويات العنف و الجريمة و الفقر و التصحر و الهجرات و انتشار الأمراض … الخ من المشاكل المتفاقمة…المصاحبة ايضا للازمات الاقتصادية و الاخلاقية و السياسية التي تجتاح العالم خاصة في عالم الفقراء و الشرق الأوسط في قلبه… رغم كثرة الموارد..!!!…

رابعا…اعتمادا على ما تقدم فانه يمكن الوصول الى خلاصة أولية و هي ان العولمة… شأنها شأن اية ظاهرة… لا يمكن تقييمها باي شكل اختزالي من حيث فتحها لأبواب تطورات مصاحبة قد تتوافق معها او تقاومها … كما لا يمكن وضع هذا التمدد و التوسع في إطار خط مستقيم تبدأ من مرحلة و تنتهي في اخرى يمكن استقرائها بشكل واضح… بل ان اية ظاهرة و منها العولمة تحتمل اتجاهات مختلفة و قابلة ان تنتج محصلات مختلفة عن الأهداف و التوقعات المسبقة …

خامسا… الان لو وضعنا ظاهرة داعش في هذا الإطار … اي باعتبارها احد مظاهر العولمة… فإننا لابد ان ننتبه الى عدم الوقوع في خلاصات تحاول اختزال ظاهرة داعش الى الاسلام .. فكرا و فلسفة و تجربة… او حتى اختزالها داخل الإطار الاسلامي الى تجارب مجموعات معينة دون غيرها من المجموعات …

لاشك ان القوة الدافعة للفعل و الفكر التأويلي و الأسس التنظيمية و المحددة للاهداف يمكن ربطها بتجارب محددة اكثر من تجارب اخرى و كذلك بأسس اجتماعية اكثر من غيرها… قبلية تقليدية غالبا… الا انها لا تنفصل أبدا عن الرؤية العامة لتجربة الاسلام و ترسيخه و توسعه… و القوة الاخلاقية و التأويلية لأسباب هذا التوسع…او الفتح… على حساب النظم و القيم الحضارية للمجتمعات السابقة للإسلام …

هذه اشكالية عامة و تتعلق أساسا بمفهوم التطور الحضاري لأي مجتمع… لان اي مجتمع أينما كان في هذا العالم… يكون انثروبولوجيا … قد بدأ بمجموعة صغيرة من الأفراد الذين اتفقوا… او اضطروا… لقبول مجموعة من المفاهيم و السلوكيات الضامنة لامنهم اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا…قبل ان يتم تمدد هذه السلوكيات و التقاليد و الاعراف و وسائل الانتاج … لتزيح تجارب المجتمعات المحيطة او تتأقلم معها بشكل او باخر…. لتشكل في النهاية قوة مهيمنة تقودها نخبة اقتصادية سياسية اجتماعية و عسكرية…و هكذا…

و لاشك ان مستويات مختلفة من العنف… سواء كان عنفا جسديا و حربيا او قهرا سياسيا او ترغيبا اقتصاديا او اجتماعيا…غالبا دينيا… كان ضرورة لاجبار او إقناع الآخرين بقبول هيمنة الأفكار الجديدة و سيطرة النخب المختلفة… و لا شك ايضا انه دوما كان هناك نوعا من المقاومة…. كما كان هناك دوما انواعا من المساومات… و في النهاية أنتجت مناهج جديدة و تجارب ناجحة و أليمة … منتصرون و خاسرون ماديا و اخرون معنويا…

الان اعود الى السؤالين المهمين في مقدمة المقالة… هنا اعتقد ان أهمية البعد الفلسفي و التوظيف الإنساني في مفهوم العولمة… و داعش كأحد مظاهرها… هذه الأهمية تكمن في ضرورة رؤية الذات… ضرورة دراسة العوامل الذاتية… للتطور الاجتماعي الذي مهد لظهور داعش و الأسس الاخلاقية … الاجتماعية و الدينية و السياسية… لانتهاج مبدأ العنف و تبرير مستوياته… و توظيف ذلك كألية للتمدد و التوسع…

بالمقارنة بين المشروعين المختلفين للعولمة… المشروع الاقتصادي السياسي الاختزالي و المشروع الإنساني التضامني… يمكننا ان نفترض التفكير في مشروع بديل لمشروع داعش… مثل هذا هذا المشروع لابد ان يتضمن الكثير من العناصر و الاحتمالات ( سنتحدث عن ذلك في المقالات المقبلة) لكن مبدئيا لابد من البدأ بمرآة الذات..

بكلام اخر … رغم انه من الأهمية بمكان عدم الوقوع في شرك الاختزال… الا اننا نحتاج ان نعيد قراءة الذات…خاصة المسلمون…قراءة التناقض بين سعادتنا عندما نقرأ عن تاريخ الفتح الاسلامي و توسع الاسلام و رفضنا و اشمأزازنا و القشعريرة التي نشعر بها الان عندما نرى كيف تمدد داعش عن طريق القتل و سبي النساء و الأطفال…. و تدمير حضارة المجموعات الاجتماعية الاخرى… سواء كانوا مسلمين لا يؤمنون بمنهج داعش او غير مسلمين او من إثنيات اخرى … خاصة المسيحين و الايزيديين و الكاكائيين …. كورد و تركمان و ارمن و شبك… الخ….

لنا ان نتصور تلك اللحظات التاريخية المفعمة بالتفوق و الاعلوية لدى البعض و الرهيبة و المفجعة لدى الآخرين عندما كانت قوات المسلمين تحقق الانتصارات و تفتح المدن و تزيح أسس الحضارات السابقة او تغييرها وفق منطق الاسلام… لا شك ان مثل تلك اللحظات وجدت ايضا قبل الاسلام في توسع حضارات و إمبراطوريات سابقة كما جرت في التاريخ الحديث من الاستعمار… لابد ان نتذكر قساوة الفايكنغ الاسكندنافيين في التوسع في شمال أوروبا … و فتح الأوربيين للقارتين الامريكيتين و ابادة سكانها الأصليين تحت عنوان نشر المسيحية… بمستويات أسوأ من الحروب الصليبية…و التوسع الاستعماري الحديث في افريقيا واستعباد سكانها…. و بين هذه المراحل التاريخية هناك الكثير و الكثير من التجارب المرعبة..مثلا التمدد السوفيتي خارج روسيا… الحربين العالميتين و قتل ملايين الناس … و حروب أمريكا في فيتنام و شرق اسيا عموما و استخدام القنبلة الذرية و اخيرا في أفغانستان و العراق …التي ما تزال تتجدد تحت تأويلات مختلفة…. مع تطوع القوى الذات الشرق-اوسطية لدعمها بشريا و اقتصاديا بل ثقافيا و اجتماعيا..

اعادة التفكير في تلك اللحظات هي اعادة لتشكيل وعينا… ليس فقط بالحضارات السابقة التي نفتخر بها و نحتقرها… بل ايضا بما ننعم به من نتاج حضارة اليوم….. شرقا و غربا… شمالا و جنوبا… بكل ما ينم و يعني مفهوم التنعم … سلبا و ايجابا…. نحن… جميعا… نحتاج الى لحظة وعيوية مختلفة و بعيدة … قدر الإمكان… عن مصالحنا المباشرة و احلامنا و طموحاتنا و مشاريعنا و استراتيجياتنا…. الشرعية منها… كما نسميها… او غير ذلك…

كلامي ليس قرعا للذات او لوم الذات

Self-reproach

كما يسميها البعض…. بل محاولة لفهم الذات من خلال دورها فيما يجري …. و من هنا فان الخلاصة الأولية هي ان العنف كان و ما يزال المنهج الاسهل و الغالب في تفكير بني البشر…فيما يتعلق بما يحدث الان في الشرق الأوسط … لابد ان نعترف جميعا… ان ظاهرة داعش… هي اشكالية ذاتية متمثلة في محصلة “سعادة” المسلمين للانتصارات التاريخية… و “خضوع” غير المسلمين و تعايشهم مع تلك الانتصارات و الفتح و التوسع رغم انها كانت على حساب حضاراتهم و تجاربهم الخاصة…

في المقالة التالية سنتحدث عن “تشظي الذات”… حبي للجميع..

Posted in فكر حر | Leave a comment

يا اغبياء داعش مش صنع امريكا بل ابن تيميه رب الارهاب في العالم

womenslavesاسلام البحيري يصرخ : يا اغبياء داعش مش صنع امريكا بل من صنع الاسلام وابن تيميه رب الارهاب في العالم

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

آلام واحدة وردود أفعال مختلفة قد تصيب الانسان بالاحباط

libertycamp2حدثان مؤلمان وتعاملان مختلفان
آلام واحدة وردود أفعال مختلفة قد تصيب الانسان بالاحباط
*حسن محمودي
يعتبر خطف الابرياء وقطع رؤوسهم ارهابا وعملا وحشيا جبانا أينما كان وفي أي بلد كان لانه ليس الا عملا ارهابيا عدوانيا ضد الانسانية ولا يمت بصلة لأي قيم أو أخلاق أو أعراف. و وقد شاهدها العالم هذه الجرائم عبر وسائل الاعلام ثم انتفض لها وأقام الدنيا ولم يقعدها.، ولكنه من المؤسف أن ترى تفاوتا في مواقف هذا العالم ذاته من مكان لآخر كأنهم يعيدون الى أذهانك قول (قتل امرئ آمن قضية فيها نظر وقتل وحش ضاري في غابة جرم لا يغتفر) ففي مكان من عالم اليوم نفس العالم الرافض للارهاب المحارب له وفي نفس الزمان والمحيط هناك محنة أخرى يعاني منها مرضى مصابون بامراض مستعصية بما في ذلك السرطان أو ورم في المخ وكذلك عملية وفاة 21 من سكان مخيم ليبرتي بطريقة الموت البطيء من خلال فرض حصار طبي جائر عليهم.، ويعتبر هذا الحصار الطبي المنهجي ايضا جريمة مخجلة تدمي قلوب البشرية ذي الضمائر الحية حيث ان النية من الحصار هي القتل والتنكيل لاسباب سياسية تتعلق بدولة أخرى.، ويبدو أن هناك فرقا بين هذا وذاك مما يثير تساؤلك هل يصحو ويغفو الضمير البشري وفق إرادة موجهة وقد يكون كذلك .. بحيث لم يشاهد ولم يسمع احد عن ذلك وفي الحقيقة يجب القول بانهم لم يسمحوا بسماع ذلك ورؤيته وتم التعتيم عليه.
إنه مخيم ليبرتي الواقع بالقرب من مطار بغداد الدولي. فهل سمعتم دوي اصوات المرضى المصابين بالسرطان والامراض المستعصية أو المصاب بورم في المخ في هذا المخيم؟ ويسمع هؤلاء المرضى يوميا دوي اصوات الطائرات العملاقة التي تحلق فوق سماء هذا المخيم ويسألون أنفسهم هل يعرفون ماذا يجري في هذا المخيم تحت أجنحة هذه الطائرات وهل يشعرون بذرة من الظلم الذي يعصف بنا وهل يعلمون؟
أكّد أمين عام المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وسفير المفوضية في الشرق الأوسط هيثم ابو سعيد أنه ‘تلقّى شكاوى كبيرة من مخيم ليبرتي الواقع قرب بغداد، وأن الوضع الإنساني غير لائق ولا يتمتّع بأدنى المقومات الحياتية اللائقة هناك والتي كفلتها الشرعية الدولية وتبنتّها الحكومة العراقية’.
وأشار أمين عام المنظمة الدولية لحقوق الانسان في بيان الى أنّ ‘المفوضية الدولية تحذّر من إستمرار إنتهاك تلك الحقوق التي يعاني منها سكان المخيم لغرض تعذيبهم واهانتهم والقتل والتنكيل بهم ومنع وصول الدواء للتداوي هو أمرٌ مرفوض كلياً كما أشار إلى أن التعامل مع مواطنين المخيم بمكيال مختلف على اساس عرقي وديني وطائفي وحزبي وجغرافي وعشائري أيضاً مرفوض ونذكّر أن هؤلاء الأفراد هم محميون بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، سيما وأنه تم التيقن منهم وتفتيشهم بشكل دقيق من قبل السلطات وبعض الجهات الدولية في مواقعهم وتمّ الاعتراف بهم فردا فردا من قبل قوات التحالف الدولي والامم المتحدة كافراد تحت الحماية الدولية وفقا للاتفاقية الدولية اتفاقية ( جنيف الرابعة) وعلى الحكومة العراقية أن تتعامل معهم بناءً على تلك المقاييس كلاجئين معترف بهم تحت مظلة المفوضية السامية’.
واتصلت بالدكتور محمد الذي يفحص المرضى في المخيم بشكل دوري حيث قال:
« شاهدنا حاليا في هذا المخيم ان الحصار الجائر أخذ ابعادا جديدة ويضيق الخناق على السكان يوما بعد آخر بحيث يجب ان ننتظر عواقبه الخطيرة. انني ومن باب قـَسمي كطبيب أرى أنه من واجبي ان أحيطكم علما بالظروف المزرية التي فرضتها القوات العراقية التي تعمل بأوامر ايرانية على المخيم بحيث انهم يتدخلون في جميع شؤون السكان العلاجية ويمنعون نقل السكان الى مستشفيات بغداد بذرائع مختلفة. انهم يضعون كل يوم مضايقات وقيود جديدة. و مع الأسف بالرغم من الكم الهائل من الرسائل والاتصالات وحتى اللقاءات المباشرة مع مراقبي اليونامي في مخيم ليبرتي فانهم لم يفعلوا شيئا ملموسا حتى الآن».
توفي محمد بابايي احد سكان ليبرتي بتاريخ 28 نيسان/ ابريل 2014 بسبب منع قوات الامن العراقية نقله الى بغداد لمعالجته من مرض في القلب، كما توفي تقي عباسيان في 18 ايلول/ سبتمبر 2014 بسبب وضع العراقيل من قبل القوات العراقية وذلك بعد تحمله لآلام ومعاناة كبيرة.
اتصلت بعدد من المرضى وقالت احدى المريضات واسمها «سمانه ع»: بعد فترة من الانتظار والمتابعة أخيرا أخذت موعدا مع الطبيب الا ان قوات الاستخبارات المتمركزة في مدخل المخيم عرقلت خروج سيارة الاسعاف من المخيم بذرائع مختلفة وقد وصلت الى عيادة الطبيب متأخرة جدا ولم أتمكن من اكمال عملية علاجي واليوم و بعد مرور 7 أشهر مازلت لم أتمكن من الذهاب الى الطبيب مجددا وقد ساءت كثيرا حالتي المرضية.
احد المرضى الاخرين اسمه «احمد ط» يقول تعرضت منذ آذار/ مارس 2014 لصداع شديد نتيجة الضرب الذي تعرضت له خلال الهجوم الإرهابي على مخيم اشرف وحينها تم نقلي بعد مرور 22 يوم الى بغداد ولكن بسبب العراقيل التي وضعتها قوات الاستخبارات المتمركزة في سيطرة مدخل المخيم وبذرائع مختلفة تأخرنا في الوصول الى المستشفى واعتذروا عن استقبالنا بحجة إنتهاء الدوام. الا ان وبسبب اصراري قام الطبيب بعيادتي وقال لي ان الصداع الذي تعاني منه بسبب اصابتك بنوبة في المخ وانتم تتأخرون في المراجعة للعلاج .، وبعد اسبوعين اصبت بنوبة ثانية وعند مراجعتي المستوصف الداخلي للمخيم بشكل طاريء وهو مستوصف يفتقر الى ابسط المستلزمات الطبية، كان الطبيب يائساً جدا، الا انه ورغم كل هذه المعاناة وحالتي السيئة تلك لم و لن استسلم أبدا مع أنني أواجه جدران الصمتت واللامبالاة والخذلان.
تتطلب هذه المعاناة التي اوردنا جزءا يسيرا منها شيئا من العدل و اتخاذ خطوات انسانية عاجلة من قبل المؤسسات الدولية خاصة الأمم المتحدة وكذلك اهتمام والتفات من قبل وسائل الاعلام لايصال صوتنا وآلامنا الى مسامع العالم لوضع حد لهذا الحصار الطبي والسماح للمرضى بالحصول الحر على الخدمات الطبية ومراجعة الاطباء بكرامة ويسر وهذا بمثابة الحد الادنى لاحد حقوق الانسان.
*كاتب ايراني

Posted in فكر حر | Leave a comment

باي طريقة سنقسم سوريا بين افراد هذه العائلة؟

اسرة سورية مكونة من الزوج والزوجة وولدان وبنتانhomismenyou

الزوج: علوي يعمل “مساعد أول” في الأمن, خلال أوقات الدوام يدير الحواجز الأمنية التابعة للدولة، وخارج أوقات الدوام يعمل في التشبيح على عدد من الحواجز الطيارة لتشليح الناس العابرين في حمص.

الزوجة: سنية تعمل معلمة مدرسة هجرت زوجها ونزحت الى مخيم اللاجئين السوريين في لبنان لكي لا يرغمها زوجها على التشيع.

الولد الاول: يعمل كقائد ميداني في الدفاع الوطني ومستقر في حلب.

الولد الثاني:  هرب مع والدته الى مخيم اللاجئين السوريين في لبنان

 البنت الاولى تزوجت من ابن خالتها السني اللذي انضم للثورا السوريين لاسقاط نظام عائلة الاسد في ريف دمشق.

البنت الثانية تزوجت من ابن عمها العلوي وهو ضابط في جيش النظام ومستقر في طرطوس

والسؤال اللذي نطرح هنا, وبعد ان تعالت الاصوات الخارجية بتقسيم سوريا, باي طريقة سنقسم سوريا بين افراد هذه العائلة؟

مواضيع ذات صلة:  نظام الأسد يفرق بين افراد العائلة الواحدة!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

كل مشاكل المسلمين ان اليهود نزعوا الحجاب عن نسائهم وغطوا بها القرآن فقط لاغير!؟

messagejewsyoungلا ابالغ ان قلت لكم ان الرساله هذي وصلتني خلال يومين اكثر من خمس مرات!
مقال كتبه صحوي ملتح من احد الدعاة على اساس ان شاباً يهودياً كتبه!

ان الطامة الكبرى ان يصدق المسلمين هذا النوع من المقالات كما كانوا بالتسعينات يصدقون قصص الصحويين المشهورة كفتاة النمص وفتاة الجينز وفتاة التلفاز وشاب مات وهو يسمع اغاني.. الخ
هنا نظرية التطور الصحوي الإسلامي!
المقال طويل وصورت هذا الجزء

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

هل تبرج النساء في الاسلام حرام أم مباح ؟

nms (1)اشارة// ان ما ينشر ادناه ، هي فتوى حقيقية دون تدخل الكاتب في النص ،ومنقولة من موسوعة الدرر السنية ، لفتوى الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد .. لذا اقتضت الاشارة بذلك ….

تبرّج .. تَفرّج ..!!
أيوب المفتي
هل تبرج النساء في الاسلام حرام أم مباح ؟؟
الجواب
أما بعد ..

من خراب المجتمع ، تبرج النساء !! فلقد افتتن كثير من النساء، في وقتنا هذا، بما يزيد على عمل نساء الجاهلية الأولى، من التبرج.. وإظهار المحاسن.. والجمال أمام الرجال الأجانب..!! مما يثير الشهوة.!! ويوقع في الفتنة.! ويوجب غضب الله سبحانه وتعالى..!!!
وخروج المرأة إلى المجتمعات ، سبب لتغير زوجها الغيور عليها والمحسن إليها، ووالد أولادها..!! فتحصل بينهما الفرقة بعد الألفة.. والبغضاء بعد المحبه.. والشقاوة بعد السعادة..!!
ولا شك أن من أقبح المنكرات وأكبر البلايا وأعظم الأخطار على المجتمع، أن تتبرج المرأة.. وتظهر زينتها للرجال الأجانب في الطرقات.. والأسواق.. وبيوت التجارة.. أو المساجد وغيرها من المجتمعات..!!
فهي في كل يوم تزداد في تبرجها..!! وتتفنن في أشكال ملابسها.. فخلعت عنها ثياب الحشمة.! والصيانة.! والحياء.!والعفاف.! وظلت لا تراعي الآداب.! ولا تبالي بهتك النقاب والحجاب..!!!

فماذا سترت المرأة إذا خرجت إلى السوق عارية الذراعين والساقين..؟! كاشفة عن وجهها وصدرها..!! بادية النهود والأرداف..!! حاسرة الرأس.! فلا دين يمنعها.! ولا حياء يردعها.. ولا ولي يحافظ عليها ويوقفها عند حدها..!!! قد استشرفها الشيطان..!!! فخرجت متجملة متعطرة فاتنة!!!!

ألم تسمعوا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟: ( صنفان من أمتي لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)..

أما يكفي هذا ردعا وزجرا؟!
مع قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا خرجت المرأة متجملة متعطرة، استشرفها الشيطان)…
كيف ترضون أن تكون نساؤكم محط الأنظار، ومثار الفتن؟؟!!
لقد قال صلى الله عليه وسلم( ما رأيت من ناقصات عقل ودين، أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن)..!!!
كيف تخرج المرأة إلى السوق تتمطى! في مشيتها عجبا وتيها!، وتتلون اختيالا وزهوا، بتدلل وتكسر وتظرف ؟؟ !!…
كيف يرضى حياؤها أن تكون مبعث إثارة فتنة وشهوة، في نفس رجل يراها.؟؟! !
وكيف تطيق الشعور والصبر، بأنه يصبو إليها ويتمناها..؟ !!
كيف ترون ذلك وتصبرون؟ !.. أما تغارون؟.. أما تخجلون؟.. أما تخافون من رب العالمين؟؟..
فالمرأة مأمورة بالاحتشام والحياء.. والبقاء في قعر بيتها.. لئلا تفتن وتنفتن.. فتتنغص عليها حياتها وسعادتها.. ويخدش عرضها.. وتهان كرامتها.. وتنطلق إليها النظرات الوقحة الجريئة..!!!
ما هو والله إلا التقليد الأعمى سيطر على النفوس.. واستعبد القلوب.. وأعمى بصائر الرجال والنساء..!! خضعوا له من غير تفكر ولا تدبر..!! ومن غير تورع ولا تأمل.. وانقادوا له باستسلام ونشوة..!! فسلبت زهاهم مضرته وفتنته…!!!

فالتبرج ضرره جسيم، وخطره عظيم ، يخرب الديار، ويجلب الخزي والعار ..!!

إنكم مسؤولون أمام الله عما أولاكم..!! وجعلكم قوامين على النساء..!! فلماذا أهملتم؟.. فأحسنوا تربيتهن وتوجيههن..!! وخذوا على أيديهن..!! فإنه إذا نزل العذاب عم الصالح والطالح..!!!
فما لنا نرى المرأة في مجتمعنا، تزداد كل يوم في تبرجها؟؟! وإظهار جمالها ومحاسنها، بثيابها الجميلة وحليها البراق..؟؟ !…
وكأن المعني بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [سورة الأحزاب آية: 59] .

فيا للأسف.!!
لقد خلعت المرأة ثياب الحشمة والصيانة..! وتجردت من الحياء والعفاف والكرامة..!
كل هذا بسبب ضعف الدين في القلوب..!! وعدم الغيرة من وليها..!

والمرأة اليوم زادت في تبرجها.. على ما كان عليه نساء الجاهلية الأولى.!

فقد قال بعض المفسرين في ذلك، هو: أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده..!! فلم يوار قلائدها وقرطها وعنقها..!! هذا هو تبرج نساء الجاهلية الأولى.. فهل نساء اليوم قد ابتعدن منه وحذرنه؟؟!!!…
لا والله، بل زدن عليه، وأتين بما هو أشد..!!
بل نرى المرأة تجوب الشوارع العامة.. وتأتي المجتمعات.. عارية الذراعين والساقين..!! بادية الصدر والنهدين..!! كاشفة عن وجهها.!! مظهرة لمحاسنها.! فلا دين ولا حياء ولا مروءة.! ولا ولي يحافظ عليها.! ويوقفها عند حدها.! بهذا وأمثاله يسري الفساد على الأسر والبيوتات..!!

والله يوفق المسلمين لما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم…

مواضيع ذات صلة:  إزدواجية الحكام العرب

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

انتهاكات حقوق الإنسان خروج عن حدود الله

acidfacetehran*د.محمد الموسوي
جلية هي تعاليم الله السامية وعظيمة رسالاته وواضحة دعوته الى الرحمة والتراحم والسلام والمحبة ووضوح ذلك في (بسم الله الرحمن الرحيم) وفي كل ما تبعها من آيات ومن كان لله خليفة ومؤمنا وداعيا ولنبيه وآل بيته تابعا لن يخرج عن حدود الله او أخلاق نبيه وما جاء به وبالتالي لن ينتهك حقوق الانسان المتمثلة في حرية الرأي والعقيدة والحق في حياة حرة كريمة لائقة حقه في سلطة عادلة سواء كانت بقوانين شرعية دينية تنصف الانسان وتعلي كلمة الله..أو وضعية علمانية تمت صياغتها لاجل اعلاء مفاهيم العدل وفي كلا الحالتين يكون الإنسان معززا مكرما تحت راية العدل .، وفي حال عدم استطاعة السلاطين بان يكون يكونوا حكاما اي يحكمون بما انزل الله مفرقين بين الحق والباطل لن يكونوا حكاما عادلين في اطار وفلسفة العدل مفضلين طبيعة السلاطين على طبيعة الحكام فانه من الافضل العمل بقوانين وضعية علمانية تعزل بين الدين والسلطة وليس بين الدين والدولة وتراعي منطق العدل والمساواة والتطور والنمو واحترام مبادئ الحريات خاصة حرية الرأي والعقيدة ومن خلال عدة تجارب ادعت العمل بمبدأ الشريعة ومنها تجربة النظام الديني القائم في ايران وقد تبين بالدليل القاطع فشل النظام في تطبيق الشريعة وكذلك عدم نجاحه في التوفيق بين الدين وهوى الدنيا ومتطلبات السلطة من وجهة نظر فئوية شمولية لا تتطابق مع الدين أساسا لذا فانه عندما يختار الدين كوسيلة لبلوغ غاية السلطة والبقاء فيها فانه يكون قد خرج عن شرع الله وحدوده ورغم وضوح نهجه المعادي للشريعة لمدة اكثر من ثلاثين عاما فانه كان ولازال متمسكا بذلك الشعار الذي لا يؤمن به ذاتيا.
تتعلق حقوق الانسان بجوهر الدين حيث لا يتعارض الدين مع حقوق الانسان والتراحم والتسامح علما ان اغلب الانظمة والكيانات المدعية دينيا هي انظمة فاشية وصورا بائسة لبعضها البعض.
حرم الله قتل النفس الا بالحق وتتصاعد الإعدامات في إيران لكنها ليست وفق شرع الله الذي يتطلب مزيدا ومزيدا من التحري والدقة والتأني فهي إعدامات لاسباب سياسية تهدف الى خلق أجواء من الخوف والرعب لدعم سلطة الحكم..وهذا خروج عن حدود الله قبل الخروج عن غيرها ومن قتل لن يتوانى عن إرتكاب أي من الجرائم الأدنى؟ أليس هذا إرهابا يتناقض مع إدعاءات إيران في و تنديدها بالإرهاب الى جانب العالم الذي لم يصدر قانون يمنع الانظمة الراعية للارهاب من المشاركة في اي مكافحة دولية للإرهاب ما لم تتخلى هي عنه..وهل تسير القرارات والمواقف الدولية المتصارعة مع إيران في مسارها الصحيح أم أنه ترويض على طاولة المساومة والمناورة التي يجيدها نظام طهران اكثر من غيره..وهل مغازلة رجال الدين الحاكمين في طهران للمجتمع الدولي في لحظة أو موقف تعفيه من عواقب إنتهاكه لقوانين دولية ؟ وهل يعبئ ويهتم من خرج عن حد الله بــــ قوانين دولية لا يعترف بها ولا يحترمها أساسا؟ التقرير السنوي للمقرر الخاص بالامم المتحدة في مجال حقوق الانسان الذي عبر عن استيائه لتصاعد حالات الاعدام الوحشية وانتهاكات حقوق الانسان جاء مؤكدا ان النظام يقوم بقمع كل شرائح وفئات الشعب على اختلافها نساء وعمال وطلبة وأقليات دينية وعرقية وانتهاك مبادىء حرية الرأي والفكر.
وهل يعد اعتقال ستة اشخاص من اهالي مدينة الاهواز بتهمة اداء صلاة التراويح بشمال المدينة ومنعها للسنة من أداء صلاة العيد او فرض وضع صورة للخميني في معبد للصابئة أمرا يتماشى مع الشريعة الاسلامية أو حقوق الانسان.،وهل يحاكم بالاعدام أو السجن وفق الشريعة من قام بالدفاع عن نفسه وشرفه كما حدث مع مصممة الديكور الايرانية ريحانه جباري التي دافعت عن نفسها وشرفها فقتلت عن غير عمد أو تخطيط احد رجال النظام الذي اراد النيل من شرفها..افتونا هل يعد حكمها بالاعدام او سجنها او تعذيبها متماشيا مع الشريعة ام خروج عنها.
يؤمن او يدعي النظام الايراني بانه مؤمن بالإسلام وفقا لتشريعات المذهب الجعفري وعليه فانه يجب ان يؤمن بمبدأ الاجتهاد الذي يقره المذهب لكن هذا الاجتهاد وان جاء من عالم دين شيعي جعفري رافضا لمبدأ ولاية الفقيه فانه واجتهاده يعد مرفوضا خارجا عن الدين والملة وهذا ما حدث مع آية الله كاظميني بروجردي الذي كان يدعو الى فصل الدين عن السلطة حماية للدين من الاستغلال السيء واستخدامه كوسيلة وشعار للظلم والاستبداد وقد حكموا عليه بالسجن لمدة 11سنة ونقلوه من سجنه في الاول من اكتوبر تشرين الماضي الى جهة مجهولة ومنعوا ذويه من زيارته.؟ فهل يتماشى هذا مع شرع الله وحدوده . لقد خرجوا عن حد الله وشرعه الرحيم المتسامح مع الجميع باختلاف عقائدهم وأعراقهم واجناسهم وفئاتهم.
ولم يكتفي نظام طهران بمارسة الظلم والخروج عن حدود الله في ايران فقط فقد مارس القتل والرعب والارهاب والتنكيل و الحصار خاصة الحصار الطبي على معارضيه سكان مخيمي أشرف وليبرتي الواقعين على اراضي دولة العراق ذات السيادة وفي حمى سيادتها مستفيدا من سطوته المفرطة على السلطة بالعراق رغم انهم تحت حماية ومظلة القوانين الدولية..فهل يجيز الشرع ذلك للنظام الايراني..واليوم يندد نظام طهران بالارهاب ويعلن انه مستعدا لمحاربته وانه يحارب داعش الارهابية الى جانب المجتمع الدولي المهادن المجامل والمساير له.
طهرانهم خارجة عن حد الله وبوضوح فج مشوهة للإسلام هي ومثيلاتها من حملة الشعارات.
كفاكم ظلما لله يا رافعي رايات الله في كل مكان.
*كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

المواهب السورية اللي عم تغرّد فوق سقف الوطن

خلال سماعي اليوم لأصوات السوريين المشاركين في برنامج أراب ايدول، و الأداء العظيم الممزوج مع ثقافة موسيقية نادرة ، asalahsisrerمر قدّام عيوني شريط طويل من المواهب السورية اللي انسحقت خلال الأربعين سنة الماضية ، و اللي اختارت الغربة مرغمة لإظهار مواهبها..
و تذكرت حديثي مع صديق لبناني من كم سنة و قبل الثورة ، الحديث اللي انهيتو مباشرة بعد سؤالو الاستفزازي: نحنا عندنا جبران و المعلوف و الرحباني ، انتو بسوريا مين عندكون؟؟؟
يومها ما عرفت جاوبو ، بس اليوم صرت قادر قلّو و بالفم المليان عن المواهب السورية اللي عم تغرّد فوق سقف الوطن:
عندنا ايمن جادة مدير عام شبكة الجزيرة الرياضية ، و اللي لو ضل بسوريا لكان ماكسيموم مراسل لملعب تشرين في برنامج ملاعبنا الخضراء..
عندنا أصالة نصري المطربة العربية الاولى، و اللي لو ضلت في سوريا لكان أقصى طموحها تغني في مهرجان المحبة و السلام ، او بالنسخة المعدّلة مهرجان الوفاء للباسل..
عندنا الماغوط، و اللي ُترجمت اعمالو بكل اللغات، و اللي تسع و تسعين بالميّة من جمهور و ناخبي حافظ الأسد ما سمعانين باسمو..
عندنا رسام الكاريكاتور العالمي علي فرزات ، اللي اتكسّرت اصابعوا لمجرد رسمو لكاريكاتور مخالف لافكار سيادتو، و اللي لو بقي في سوريا لكان بالحد الأقصى مصمم آرمات فليكس على واجهات محلات دمشق..
عندنا الموسيقار مالك جندلي ، اللي دفعوا اهلو تمن لإسكات موهبتو ، و اللي لو استمر بلعب الموسيقا في سوريا ، لكان اليوم عم يلحّن لعلي الديك و فراس حمزاوي ..
عندنا الإعلامي فيصل القاسم صاحب اهم منير إعلامي عربي، و اللي لو اشتغل اعلام في سوريا لكان مقدّم لبرنامج أرضنا الخضراء ..
عندنا شباب كفرنبل ، مصنع المواهب الصارخة و اللي بحياتنا ما كنّا سمعانين بإسم ضيعتهون قبل الثورة، بينما اسم قرية القرداحة مصنع الاجرام و التهريب كان على كل لسان..
عندنا اهم الأطباء السوريين في مشافي اميركا ، و اللي لو مارسوا الطب في سوريا، لكانوا ممرضين في مشفى الأسد الجامعي أو في مستوصفات البادية..
عندنا اهم المهندسين السوريين في أوروبا، و اللي لو ضَلُّوا بسوريا لكانو موظفين في الإسكان العسكري و براتب عشر آلاف ليرة ، ليرة تنطح ليرة..
عندنا اهم القضاة السوريين في محاكم و دور القضاء الدولية ، و اللي لو ضلّو بسوريا لكان راسمالهون ميتين ورقة ان غلي سوقهون..
عم اكتب هالبوست و انا عم استخدم الايفون، فتذكرت خبرك يا صديقي عن شخص كنت رح أنساه ..
ستيف جوبز السوري و صاحب ثالث اهم تفاحة في التاريخ بعد تفاحة ادم و تفاحة نيوتن، لو شاءت الأقدار و ضل في سوريا الأسد لكان بالكتير موظف صيانة مُعتمد في مؤسسة مياه الحفة..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment