إبراهيم ابراش
ما بين الفينة والأخرى يتردد الحديث عن حرب شاملة في الشرق الأوسط كما ورد في الأيام الأخيرة على لسان قادة فلسطينيين وإسرائيليين، فما المقصود بالحرب الشاملة؟ وهل الظروف ناضجة بالفعل لهكذا حرب أم أن الأمر مجرد بروباغندا لتحقيق أهداف داخلية عند الطرفين؟ وقبل الاستطراد نُذكِر بأن كل القيادات الفلسطينية وفي كل الفصائل كانت تقول بأن استمرار إسرائيل في سياستها العدوانية ستؤدي لتفجير المنطقة واندلاع حرب شاملة، قالوا ذلك عند ضم القدس وعند اقتحامات المسجد الأقصى وبعد كل جريمة ترتكبها عصابات الاحتلال ضد المواطنين سواء في القدس أو جنين أو نابلس ومع كل مشروع استيطاني وبعد كل اغتيال لقيادي فلسطيني الخ، ومع ذلك يستمر العدو في جرائمه ولم يحدث الانفجار والحرب بل بالعكس يزداد الإقليم خضوعا لإسرائيل وهذا ما لمسناه في موجات التطبيع الأخيرة.
منذ سنوات تم تجاوز مصطلح الصراع العربي الإسرائيلي حيث أصبح واقعياً وفعلياً مقتصراً على الجبهة الفلسطينية، ولا يغير في واقع الأمر وجود (محور المقاومة) و بقايا الحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي أو الحديث عن التضامن الشعبي العربي مع فلسطين، وحتى على هذا المستوى فإن الصراع والحرب ليست شاملة وفي إطار استراتيجية وطنية بالنسبة للنظام السياسي الرسمي بطرفيه سلطة غزة والسلطة الفلسطينية، حيث ألزم الطرفان أنفسهم باتفاقات مع إسرائيل تحد من حالة الصراع، كاتفاق أوسلو في الضفة واتفاقيات الهدنة مع حماس في قطاع غزة، مما جعل حالة الصراع والحرب على المستوى الرسمي الفلسطيني أقرب لمعادلة (اللا حرب واللا سلم)، ولكنها حرب مفتوحة ومتواصلة بالنسبة للإسرائيليين الذين لا يلتزمون بأي اتفاقات أو يفسرونها بما يتوافق مع عقيدتهم الأمنية ومفهومهم للأمن، أيضاً هو صراع مفتوح بالنسبة للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده خصوصاً في الضفة الغربية.
معادلة أو حالة (اللا حرب واللا سلم) لا تدوم طويلاً وتسمح لكل الأطراف بتعظيم قوتهم وتقوية الجبهة الداخلية انتظاراً للحظة الحاسمة لكسر هذه المعادلة إما بتوقيع اتفاقية سلام أو بالحرب، وحيث إنه في حالة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا توجد مؤشرات على إمكانية تسوية سياسية تنهي الصراع، بالرغم من مبالغة البعض الساذجة بأن التطبيع السعودي سيتزامن مع تسوية سياسية وإنهاء حالة الصراع، في هذه الحالة فاحتمال الحرب هو الأقرب، ولكن السؤال متى ستكون الحرب؟ وشكل الحرب وأطرافها؟ وأين نضع حديث القيادي الحمساوي العاروري وحديث رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن حرب شاملة في هذا السياق؟
فقد تحدث نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، يوم الجمعة 25 أغسطس 2023، عن جهوزية المقاومة للحرب الشاملة. و “إن المقاومة جاهزة للحرب الشاملة وإسرائيل ستمنى بهزيمة غير مسبوقة، مضيفاً، نحن نتجهز للحرب الشاملة”.. Continue reading