هل يحتاج المسيح ان يقول أنا الله فأعبدوني ؟

هل يحتاج المسيح ان يقول أنا الله فأعبدوني ؟

يتذرع الكثير من ناقلي الكلام وناشريه من يقلدون الببغاوات في ترديد ما يسمعه في مواقع الحوارات و الفيس بوك نقلا عن الداعية الإسلامي الهالك أحمد ديدات وتلميذه ذاكر نايك الذين قالوا : ” ارني في الإنجيل أين قال المسيح أنا الله فأعبدوني”؟
للرد على اولئك الذين منحهم الله عقولا لا يستخدموها وعيونا لا يبصرون بها وآذان لا يسمعون، نقول لهم اقراوا الإنجيل جيدا بعقل متفتح وعيون مبصرة لا مغلقة . لتفهموا كلام السيد المسيح الواضح الذي كرره عشرات المرات موضحا أنه كلمة الله المتجسد الذي يعمل أعمال الله، لأن روح الله متحد به وحال فيه منذ لحظة بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء أمه أنها ستحبل بحلول الروح القدس عليها بطفل يكون هو مخلص العالم من خطاياهم . في الإنجيل يعلن بوضوح أنه هو الله وسجد الناس له .
ان هؤلاء يعلمون ان المسيح إنسان و إله متجسد ، لكنهم يستشهدون بكلامه حين يتكلم عن نفسه كإنسان ولا يقتربون من الآيات الواضحات التي تشهد بألوهيته، من الطبيعي أنه لا يقول علنا أنه الله أو أنه إله . لكنهم يغلقون عيونهم عن الآيات الواضحة التي تعلم الناس وحتى العميان أنه هو الله متجسدا بهيئة إنسان . وسنفتح عيون وعقول من لا يفهم أو من لا يبصر جيدا لنوضح له من هو المسيح من الإنجيل والقرآن على السواء .
المسيح عمل أعمالا لا يقوم بها بشر أو نبي مهما اوتي من قدرات، بل الله وحده من له القدرة على عملها . وقال المسيح اقوالا لا يمكن لأي إنسان مخلوق على الأرض ان يتفوه بها لأنها من اختصاص الله وحده . ومعجزاته كان يجريها أمام مئات وألوف الناس في وضح النهار وليس بالخفاء . ولم يكن في عمله المعجزات يطلب الإذن من الله ليشفي أي إنسان مريض أو إحياء ميت. بل كان يقول له قم، فيقوم في الحال، و يقول للأعمى أبصر فيبصر فورا، والمشلول امشي فيمشي حالا.
من يريد أن يعرف شيئا عن حياة وأعمال ومعجزات المسيح ، يقرأ الإنجيل فقط لأنه المرجع الوحيد الصحيح عنه ، ولا يستشهد بكتاب آخر كتبه أناس مزورون جاء ليطعن به .
إذا المسيح لا يحتاج ان يقول لجمهور الناس القادمين اليه او من يلتقي بهم من طالبي الشفاء والمغفرة أنا الله فأعبدوني . أعماله المعجزية وأقواله تشهد له أنه هو الله المتجسد النازل من السماء ليظهر مجد أبيه السماوي الذي لا تراه عين . فظهر كابن الإنسان على الأرض ليرى الناس مجد الله ويسمعوا كلامه الذي يعجز البشر ان ينطق به . ومن الطبيعي ان يكون إنسانا .
سنعطي أمثلة من الإنجيل لما عمله يسوع المسيح وما قام به أعمال مماثلة لعمل الله في الخلق والشفاء وإحياء الموتى وغفران الخطايا وعلم الغيب و التسلط على الطبيعة والتحكم بالرياح وأمواج البحر .
هذه الأمثلة نقدمها لمن ينكر الوهية المسيح ولازال يتبع الشيطان ناسيا انه سيقف امام الديان يوم الحساب ولن ينفعه ما يتذرع به من ان الشيوخ وكتبهم الصفراء خدعوه وعلموه خطأ وبتعمد أن المسيح مجرد نبي ومثله كمثل آدم خلق من تراب . علّم المزورون اتباعهم هذه الخدع لكي ينكروا شخصية وقدرة (كلمة الله وروحه) الذي حل في جسد المسيح الذي كان نور العالم . وأصر هؤلاء المخدوعون ان يتبعوا الظلمة .
– الموعظة على الجبل : قدّم المسيح في هذه الموعظة الرائعة دروسا للبشرية كلها في القيم والأخلاق العظيمة ونصائح من يتبعها بإخلاص يكون ابنا للسيد المسيح في الحياة الأرضية والسماوية .اقرأ إنجيل متى (الموعظة على الجبل) لتعلم مدى عظمة الكلام فيها.


– قال السيد المسيح مبرهنا على ألوهيته : ” ليس كل من يقول لي يارب يارب، يدخل ملكوت السماوات”
هذا اثبات ان ملكوت السماوات ومفاتيحها بيده، وهو من يملكها لأنه ملك الملوك ورب الأرباب” .
– المسيح لم يتكلم اللغة العربية كي يقول كما يريد المرجفون (أنا هو الله) . كان يستخدم اللغة الآرامية في ذلك الزمان ويكلم اليهود بلغتهم العبرية التي يفهموها . وكان يستشهد ب عبارات قالها أنبياء العهد القديم التي وردت بتوراة موسى وكتب الأنبياء . استخدم السيد المسيح للتعريف عن نفسه العبارات التي قالها الله للنبي موسى عندما سأله عن اسمه . قال الله لموسى : اسمي (اهيا الذي أهيا) باللغة العبرية،
– المسيح لم يرفض سجود توما له، ولم يقل له أنا لست ربك ولا الهك . بل قبل السجود وتعبير ربي والهي
– من هو الإنسان الذي يموت ويقوم بعد موته بثلاثة أيام بقوة لاهوته، تماما كما أخبر المسيح تلاميذه قبل ان يصلب ويموت، قام فعلا من الموت كما قال في اليوم الثالث، وظهر لتلاميذه بالجسد وسط غرفة مغلقة أبوابها وشبابيكها، وتكلم معهم وأكل معهم الطعام كي يؤمنوا بقيامته. بعد سنوات من البشارة بالمسيح القائم من بين الأموات، استشهدوا جميعا ثمنا لإيمانهم بقيامته و بشارتهم به دون ان ينكروا ذلك .
– من هو الإنسان الذي يقبل السجود ولا يرفض عبارة ربي والهي غير الله المتجسد كإنسان يسوع المسيح ؟ هذه هي دلائل الوهية المسيح، فهل يحتاج كما يريد المشككون ان يقول: (أنا الله فأعبدوني)؟
– جاء في إنجيل يوحنا 30:5 : في بركة ماء بيت حسدا قرب هيكل سليمان في مدينة أورشليم شفى المسيح رجلا كسيحا (مشلولا) لا تتحرك أطرافه منذ 38 سنة. كان راقدا قرب حافة البركة ينتظر من يلقيه بالماء، عندما يحرك ملاك الرب الماء ، فكل من ينزل إلى ماء البحيرة يشفى بمعجزة من أمراضه وسقمه بقوة الرب.
عندما رأى المسيحُ هذا الكسيح : قال له : “احمل سريرك وامش” فقام في الحال ومشى سليما معافى. وكان ذلك في يوم السبت الذي يحرّم اليهود العمل فيه حسب شريعتهم . وعندما واجه قادة اليهود الدينيون المسيح احتجوا على عمل الشفاء الذي قام به يوم السبت ، لأنهم اعتبروه كسر شريعة السبت وعمل معجزة شفاء للكسيح في يوم السبت الذي لا يحل العمل فيه. ولم يتعجبون من معجزة شفاء الرجل الكسيح ! أجابهم السيد المسيح قائلا : ” أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل ” … فمن أجل هذا الكلام كان اليهود يطلبون أن يقتلوه لأنه لم ينقض شريعة السبت فقط، بل لأنه قال أن الله ابوه (معادلا نفسه بالله) . فهم اليهود معنى هذا الكلام أنه يقصد : أنا هو الله فأشفي من اريد كما يعمل ابي ايضا” .
– في إنجيل متى 12 : قال المسيح : إن إبن الإنسان (وهذا لقبه) ايضا، هو رب السبت !
ورب السبت هو الله خالق الزمان والأيام، وكان هذا ما يقصده المسيح لليهود : أني أنا هو الله رب السبت والأيام كلها. وفهم اليهود كلام المسيح تماما ولهذا تآمروا لقتله معتبرينه مجدفا على الله.
– المسيح هو الديان : قال المسيح : لأن الآب يقيم الأموات ويُحي الأموات، كذلك الابن ايضا يُحي من يشاء .لأن كما الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن (المسيح) أن تكون له حياة في ذاته، وهذا معناه ان المسيح الإنسان تتطابق مشيئته مع مشيئة الله الآب (الروح) في السماء لأنه كلمة الله وروحه القدوس ، ولديه كل قدرة وسلطان الله في ذاته، فهو لا يحتاج ان يطلب الإذن من الله ليعمل المعجزات وهو كلمة الله الناطق على الأرض ؟
– لنقارن بين صفات وقدرات الله في السماء والمسيح الإنسان على الأرض:
1- الله الخالق : والمسيح خلق من تراب الأرض عيونا للمولود بلا عيون. كما خلق الله من تراب الأرض آدم . وخلق المادة ، فأكثر الخبز والسمك واشبع آلاف الجياع من خمس خبزات وسمكتين .
– جاء في سورة آل عمران قول المسيح : ” أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطيرفأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم ، إن في ذلك لآيات لكم إن كنتم مؤمنين ” … هذا اعتراف صريح من القرآن ان المسيح يخلق الحياة و يحيي الموتى ويجعل من الطين الميت طيرا حيا بعد ان نفخ الروح فيه، تماما كما خلق الله آدم من الطين ونفخ فيه الحياة . المسيح يعلم الغيب ويشفي كل أنواع الأمراض المستعصية . فلمن أعطي الله كل قدراته من الأنبياء وعملوا المعجزات من ذاتهم بغير مساعدة الله ؟ القرآن يشهد ان المسيح كلمة الله ، ينطق بما يريد الله وقد حل فيه روح الله القدوس لأنه آية للعالمين، وجيها في الدنيا وفي الآخرة من المقربين . فهل بعد كل هذا تريدون ان يقول : انا هو الله فأعبدوني ؟ هل يحتاج أن يقول هذا وقد أراهم قدرات الله ينفذها على يديه بكلمة منه ؟
– سبعة صفات إلهية للمسيح جاءت في آية واحدة في سورة آل عمران أعلاه . وهي جميعها من صفات الله وحده . ترتبط بعمله وصفتين ترتبط بذاته .
2 – الله مانح الحياة : والمسيح نفخ في الطين ومنح الحياة (فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله) . أي هو معطي الحياة والمتحكم بالروح .
3 – الله البارئ : المسيح يبرئ المرضى من كل أنواع الأمراض المستعصية .
الله المحي : المسيح أحيا الموتى وأقام من في القبور بعد أربعة أيام من الموت .
الله علام الغيوب : والمسيح يعلم ما يفكر به الناس وما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم .
لم يخبرنا الإنجيل ان المسيح طلب إذنا من الله ليعمل أي معجزة، فكلمة الله الناطق على الأرض لا يحتاج الا لينطق بكلمة الله (كن فيكون) على الفور .
تعبير (بإذن الله) التي أدخلها كاتب القرآن مع معجزات المسيح بالقرآن كان يقصد بها تجريد المسيح من سلطان الله الحال في ذاته بالروح والكلمة . وهذا يتنافى مع اعترافه بنفس القرآن ان المسيح آية للعالمين .
قال المسيح في إنجيل يوحنا 5: “لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.”
أَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ،
لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ
لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،
وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ.
لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ،
فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.
المسيح يتحكم بأرواح البشر و يسمع من في القبور صوته فيخرجون الى الدينونة والحساب ، وهو يدين الأشرار والأبرار . وهذا كله من عمل الله، فمن يكون المسيح الإنسان .؟
وهل يحتاج بعد كل هذه الأدلة ان يقول للناس : أنا الله فأعبدوني ؟
أسمعت من كان حيا،، ولكن لا حياة لمن تنادي .
صباح ابراهيم

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.