
مدونة محمد السـمّان
بتاريخ 04-12-2011 ذكر المدعو/ زهير سالم الناطق الرسمي بإسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية تصريحات خطيرة جداً عن الدولة السورية وهويتها الوطنية في مقابلة صحفية مع موقع “كردووتش” في سياق حديثه عن القضية الكردية في سورية. وقال حرفياً: “طز بالهوية السورية! نحن لا نعترف بسوريا هذه” لكن هذا الإخونجي القميء تناسى تصريحاته ولحس كلامه “مؤقتاً” ليعود ويشيد بكل وقاحة وصفاقة بالمبادرة التي أطلقها مؤخراً المجلس الإسلامي السوري (وثيقة المبادئ الخمسة للثورة السورية) والتي تنص في البند الرابع على: “الحفاظ على وحدة سـوريا أرضـاً وشعباً واسـتقلالها وسـيادتها وهويـة شـعبها”. ويقول عنها الآن أنها تاريخية رائدة بتوقيتها وبمضمونها ، بمنطلقاتها وآفاقها ، وبمبادئها وهوامشها على السواء!!!!
ومن المدهش فعلاً ملاحظة أن هذا التفكير المنحط والأخلاقيات الهابطة والاستهزاء بالدولة ومواطنيها والسخرية من الهوية الوطنية ليست عقيدة خاصة بإخونجية سورية فقط الذين كان يعتبر زهير سالم واجهتهم الإعلامية وهو أيضاً مدير مركز الشرق العربي للدراسات الاستراتيجية والحضارية الذي يتخذ من الآية الكريمة: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) شعاراً له!! فقد سبق للمرشد العام في مصر محمد مهدي عاكف أن قال في حوار مع الصحفي سعيد شعيب سنة 2006 نشرته جريدة روز اليوسف: “طز في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر…”، وقال أيضاً القيادى السابق فى جماعة الاخوان المسلمين كمال الهلباوى خلال حواره مع الإعلامي محسن عيد فى برنامج أنا المصري على قناة نور الحكمة: “طزيين فى مصر مش طز واحدة”!!
وللمعلومية فإن جماعة الإخوان المسلمين عموماً لا تعترف بالدولة الوطنية ولا تحترم الحدود الجغرافية بين الدول، قال الأستاذ الهضيبي المرشد الثانى للإخوان فى إحدى المناسبات: “نحن معشر الإخوان المسلمين لا نعترف بحدود جغرافية فى الإسلام، وإن اهتمامنا موجه لعزة الإسلام وسوف نخوض دفاعاً عنه المعركة التى تضم العالم الإسلامي برمته، فعلى سبيل المثال قد لا يكون مهمًا بالنسبة للإسلام أن تبدأ المعركة فى القناة بل أن تبدأ من تونس أولاً، إن لنا خططنا وأهدافنا وقادتنا المستقلين الذين يكرسون حياتهم لهذا المجال الرحب، وليس ضرورياً أن تستثمر رؤيتهم المحلية فى مصر”. إنظر كتاب: عشماوي، علي: التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (مذكرات أحد قادة التنظيم الخاص) – مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية، 2006 – (صفحة 65).
ولعل أوصاف “طز” التي تحتقر إسم الدولة وتستهزيء بالهوية الوطنية تعكس خلفية فكرية وتاريخية خاصة بجماعة الإخوان عموماً التي لا تحترم المنجزات الإنسانية في العصر الحديث في مجال تأسيس الدولة القومية وحقوق المواطنة. يقول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ .
ويتضح النفاق والتدليس والخداع والكذب بأحقر صوره عندما نقارن ثقافة “الطز” الإخونجية ببنود الوثيقة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين في سورية “أهدافنا ومبادئنا” المنشورة سنة 1945 وبنود “الخطة العامة لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين في سورية” التي تم التصديق عليها وإعتمادها سنة 1977 وبنود “بيان الثورة الإسلامية ومنهاجها” الذي صدر سنة 1979 و”ميثاق التحالف الوطني لتحرير سوريا” سنة 1982 و”ميثاق الشرف الوطني للعمل السياسي في سورية” الذي أصدروه سنة 2001 و”المشروع السياسي لسورية المستقبل” الذي نُشر سنة 2004 ووثيقة ”عهد وميثاق” التي نشروها بداية سنة 2012 ووثيقة ”العهد الوطني” الصادرة عن مؤتمر المعارضة السورية في شهر آذار/مارس 2012 ومباديء وثيقة “سورية التي نريد” المنشورة نهاية سنة 2012 وبيان تأسيس “المجلس الوطني السوري” التي شاركوا بتأسيسه بتاريخ 02/10/2011 و”أهداف الائتلاف وثوابته” التي وافقوا عليها بعد تأسيسه بتاريخ 11/11/2012. هذا غير العشرات من البيانات والتصريحات الرسمية التي أصدرها جماعة الإخوان المسلمين في سورية وفيها تأكيدات على إحترام الدولة السورية ووحدتها وهويتها الوطنية!!
ورغم كل ذلك فإنه من المذهل حقاً أن هؤلاء الإخونجية الغوغائيين الفاشلين يحاولون باستمرار خداع الشعب السوري المنكوب وممارسة “التقية” الباطنية كعادتهم لتنفيذ مخططاتهم السرية المشبوهة، ومؤخراً أعلنوا عن وثيقة المبادئ الخمسة للثورة السورية ومن المدهش أن معظم الموقعين على تلك الوثيقة هم من جماعة الإخوان المسلمين في سورية!!!
لا أفهم هذا التناقض الإخونجي الفاضح بين “طز” بالهوية السورية و “نحن لا نعترف بسورية” وبين الحفاظ على وحدة سـوريا أرضـاً وشعباً واسـتقلالها وسـيادتها وهويـة شـعبها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ألا لعنة الله على المنافقين المتأسلمين
——————————————–
إنظر كتاب شعيب، سعيد: حوار الطُظ (الطز).. خطايا الإخوان المسلمين – القاهرة، مصر، دار صفصافة للنشر، 2006
إنظر مقال بعنوان: “الإخوان يقولون: طز في الأوطان!” – الكاتب: تركي الدخيل
***
للتواصل مع محمد السمّان يرجى المراسلة على:
mjsamman@gmail.com
مواضيع ذات صلة: الوطنية كفرا بالنسبة للمسلم
المجلس الإسلامي السوري يبادر .. (1) وثيقة المبادئ الخمسة