Iran provokes the war in Syria desperately

walifaqihBy: Heshmat Alavi
mullah proxiesThe death of Iran’s most senior military commander, General Hamedani , head of Iran Revolutionary Guard forces in Syria, shows how Tehran’s bubble-like expansion has burst and ended not only in Iraq and Yemen, but also now in Syria. Thus, Tehran is currently facing a series of catastrophic defeats. However, we must take into consideration a devious reality that for its own sake Tehran needs and perpetuates the war in Syria.
In recent days, thousands of Iranian forces are reported to have arrived at a military airport in Syria’s coastal Latakia province, according to Syrian military sources. They would join senior Iranian military advisors and the Tehran-backed Lebanese militant group Hezbollah in bolstering the Assad’s regime troops. The clerical regime says it is willing to send fighters to key ally Syria if Damascus request, according to a senior Iranian regime official.
“If Syria makes a request (for Iranian forces), we will study the request and make a decision,’ said Alaedin Boroujerdi, the chairman of the Iranian regime parliament’s national security and foreign policy committee carried by the AFP agency.”

As much as the ayatollahs need to continue its crackdown inside the country to maintain its rule, they are also in need of warmongering, exporting terrorism and creating crises outside of its own borders. The main reason is this regime’s substantive weakness, lacking social base and political-ideological legitimacy, and the fundamental intransigence of its corrupt and retrograde rule in the face of growing demands of Iran’s society, being freedom and democracy. This has placed the regime before continuing instability and major vulnerability from a deeply dissatisfied society.
The Ayatollahs’ objective in exporting war and terrorism with an Islamic tag outside of its borders is to maintain their rule in Tehran. Ali Shamkhani, Secretary of the Supreme National Security Council, said back in January 2015 when another senior Quds Force commander was killed in Iraq, “If (our commanders) don’t shed blood in Iraq, we must shed blood in Tehran, Azerbaijan, Shiraz and Isfahan.”
Two elements have encouraged Iran in continuing its policies of terror and repression. Firstly, the weakness seen in Western governments in the face of Iran’s meddling in the region; secondly, the interest of various countries to have this regime join the international coalition against ISIS, involving it in Iraq and Syria.
Partnering the ayatollahs in Iraq is extremely dangerous as it provides grounds for the Quds Force to carry out attacks in Iraq, and engulf the entire Middle East in flames and bloodshed.
Various political circles are warning that not involving the ayatollahs in Iraq and expelling them from this country will lead to war. This theory is fundamentally a grave mistake or a deliberate treason, since the main elements behind wars are meddling and assassinations. Involving Tehran in Iraq would provide the regime just what it needs, at the wrong place at the wrong time.
ISIS would have never grown in Mesopotamia if an Iranian marionette government was not in power in Baghdad. Extremists would not have advanced if in 2013 the West had stopped the massacre of civilians in Syria and shown timely reaction.
We would be mistaken to think the massacre of over 300,000 Syrians will only plunge this country into destruction and devastations. We are currently witnessing how the flames of this war have spread across the Middle East, from Iraq, to Syria and Yemen, and now even Europe is facing a massive refugee crisis rooted in Syria.
This aggression is in fact an aggression by Islamic fundamentalism and terrorism seeing no future for itself in this era.
If the international community and the United States shown a strong political will against Bashar Assad when he crossed the red line of using chemical weapons, today Syria and the entire Middle East would not be in such an explosive state.
What are the principle and effective solutions to end these crises?
First: evicting Iran from Syria and supporting the Syrian nation in toppling Assad.
Second: removing Iran, the Quds Force and their so-called Shiite militia groups from Iraq.
Heshmat Alavi is a political activist and supporter for regime change in Iran. He writes on Iran and the Middle East.He tweets at @HeshmatAlavi

Posted in English | Leave a comment

ما هي حقيقة المصالح الروسية في سوريا؟

طلال عبدالله الخوري 17\10\2015 مفكر حرputinassadnas

نصاب بالغثيان عندما نرى المعارضة السورية الرسمية من اسلاميين يساريين وقوميين الفاشلين على قناة الجزيرة وهم ينظرون ويفسرون التدخل الروسي بسوريا طمعاً بالنفط والغاز وماشابه من هراءاتهم المعهودة.

أولا: روسيا ليس لها اي مصالح اقتصادية بسوريا, ونزيدكم من الشعر بيتاً, فإن علاقتها بالنظام السوري تكلف الخزينة الروسية مئات الملايين من الدولارات سنوياً في حال السلم, وفي حال الإضطرابات كما هو حاصل الآن فان التكلفة تتضاعف الى مليارات الدولارات, أي بكلام أخر فان بائعة الهوى الروسية التي تعمل بالخليج وترسل ما تكسبه الى عائلتها لكي تدفع الضرائب الحكومية والتي يذهب قسم منها لتمويل مصالح روسيا مع النظام السوري, وليس لروسيا اي مطامع بالنفط والغاز السوري فهي من اغنى دول العالم على الاطلاق بالنفط والغاز والثروات الباطنية ومناجم الذهب والالماس بسيبيريا تتعدى الخيال بغناها.

السبب الوهمي الثاني الذي يرفعونه هو القاعدة العسكرية بطرطوس والتي لا تحوي الا خردة قديمة لا تنفع لسلة المهملات, فالقاعدة العسكرية عادة هي موقع متقدم لرصد جيوش الاعداء في حال قاموا بهجوم على بلدهم, ومحاولة اعاقتهم ريثما يتم الاستعداد لوصولهم في بلدهم, وهي تكتيك قديم, ومع تطور وسائظ النقل والاتصالات عبر الاقمار الصناعية وجمع المعلومات الاستخباراتية على الشبكة العنكبوتية فان هذا التكتيك القديم سيزول من الوجود, فأميركا قلصت قواعدها العسكرية بالعالم الى اقل من النصف وقريبا ستتخلى عنها جميعها لعدم وجود اي حاجة لها.

إذا ما هي حقيقة المصالح الروسية في سوريا:

تنحصر المصالح الروسية بسوريا بالمجال اللإستخباراتي  كحديقة خلفية لجهازها الأمني ” الكي جي بي”, وتأمين الدعم اللوجستي لعملياتها, حيث من خلالها يستطيع أن يستخدم جميع سفارات سوريا بالعالم كغرفة عمليات له, ويستطيع ان يراقب جميع سفارات دول العالم الموجودة في دمشق وان يتواصل معها من خلال الدبلوماسيين السوريين ولكن لتنفيذ المصالح الاستخباراتية الروسية, وأيضاً استخدام كامل فعاليات ونشاطات وزارات الدفاع والخارجية والاقتصاد والتجارة الخارجية السورية في الدعم اللوجيستي لعملياته الاستخباراتية, ولكي يتم كل ذلك بنجاح وبسرية تامة وضمان عدم تسريبها للاستخبارات المعادية لروسيا ومنافساتها, فيجب ان يكون نظام الحكم في سوريا من قبل سوريين يعملون في المخابرات الروسية وان يكون جهاز الامن في سوريا تابعا مباشرا للكي جي بي الروسية, وهذا بالضبط هو حال عائلة الأسد وكبار ضباط المخابرات في اجهزة الامن السورية التي تتكون من 13 فرعا تديرهم الكي جي بي من وراء الستار.

ما هي اهم عمليات الكي جي بي الروسية التي نفذتها باستخدام سوريا: نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر

تفجير السفارة الاميركية مع قتل 241 عنصرا من قوات المارينز ببيروت عام  1983

إحتلال لبنان من قبل القوات السورية وجعل لبنان حديقة خلفية ايضا للعمليات الاستخباراتية الروسية.

افشال الاحتلال الاميركي للعراق من خلال ارسال الجهديين عبر الحدود السورية

اقناع نظام الملالي بطهران باتخاذ روسيا حليفا لها.

هناك من يظن بان اغتيال رفيق الحريري المحمي من قبل المخابرات الفرنسية تم من قبل الضراط بشار الاسد! ونحن نقول بانه ليس لديه مثل هذه الصلاحيات فهي من تدبير الكي جي بي, ولا نفش سرا هنا اذا قلنا بانه تم تمريغ انف المخابرات الفرنسية بالوحل واصبحت مصداقيتها بالحضيض والفضل يعود لنشاط الكي جي بي بسوريا.

اكتشاف مؤامرة أصف شوكت مع المخابرات الفرنسية للانقلاب على بشار الاسد وتفجير خلية الازمة… نكتفي بهذا القدر.

هناك سؤال يتم طرحه كثيراً هذه الأيام وهو هل يمكن ان تتخلى روسيا عن بشار الأسد؟

الجواب نعم بكل تأكيد, وسعر بشار بالنسبة لها قشرة بصلة , بشرط ان يكون البديل هو احد ضباط الكي جي بي في سوريا من رجال الامن السوريين بحيث يستمر نظام الحكم كما هو ونظام الامن كما هو, وليس لنا كسوريين اي مصلحة بذلك.

 

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 2 Comments

شاهد اللاجئون السوريون في ألمانيا – ديما عودة

تواجه ألمانيا الموجة الأكبر من تدفق الباحثين عن اللجوء في أوروبا خصوصاً من السوريين، بعد أن أعلنت تعليق العمل باتفاقية دبلن، وفتحت ابوابها لاستقبال القادمين الجدد. فما الذي ينتظر اللاجئين بعد وصولهم إلى ألمانيا…

refugeedoctor

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

إذا كان هذا سلوك حزبكم الديمقراطي .. فسلوك الغير الديمقراطي كيف يكون

khomeintiraqالمقدمة
يقول المفكر السوري الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ، ما أشبه المستبد في نسبته إِلى رعيته بالوصي الخائن القوي الذي يتصرف في أموال الأيتام وأنفسهم كما يهوى ما داموا ضِعافاً قاصرين ؟

الموضوع
ويكمل ، فكما أنه ليس من صالح الوصي الفاسد أن يبلغ الأيتام رشدهم كذلك ليس من غرض الطاغي والمستبد أن تتنور وتتطور رعيته ، ولا يخفى على المستبد مهما كان غبياً أن لا إستعباد ولا إعتساف ولا إستخمار مالم تكن رعيته جاهلة أو حمقاء وعذاراً للقول هذا ولكنها الحقيقة ؟

فلولا جهل وغباء وطيبة شعوبنا لما وصلنا الى ما نحن عليه ألان ونحن في القرن ال 21 ، فلقد صدق الفيلسوف الاغريقي أفلاطون { إن الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء عدم إهتمامهم بشؤون الآخرين (العامة) هو أن يحكمهم الأشرار والسفهاء } ؟

فلو صير المستبد طيراً لكان خفاشاً يصطاد هوام العوام في دهاليز الظلام ، ولو وحشاً وحشاً لكان إبن آوى يتلقف دواجن الحواضر في دجى الليل وغفوة الأقوام ، ولكنه الإنسان يصيد عالِمَهُ جاهِلُهُ ؟

والسؤال لكل أصحاب الأحزاب الديمقراطية ودوّل القانون ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني ، بالله عليكم إذا كان هذا سلوك حزبكم الديمقراطي في زمن الديمقراطية والخير والفيض فكيف سيكون سلوكه لو لم يكن ديمقراطياً في زمن أيام النحر والقهر والقيض ؟

وأخيراً يبقى السؤال … من نلوم ؟؟
هل نلوم أنفسنا أم نلوم ألاقدار والأيام التي حولت الكثير منا مع ألاسف إلى جحوش ومرتزقة ومسوخ وأقزام ، أم نلوم ساستنا ومعميمنا الَذِين أوصلونا للتهلكة وإلى الذبح كالبقر والنعاج والأغنام ، حتى صارت لافتات الشهداء تملى جدران مدننا وقرانا وفي كل مكان ، حتى زادت جحافل أراملنا والمفقودين والمهجرين في الوطن وخارجه والأيتام ، وكل هذا ويريدوننا أن نخرس ونصمت دون نقد أو كلام ، سلام ؟

سرسبيندار السندي
Oct / 17 / 2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

شاهد صحتين سم الفئران الطلاء والحبر لجماعة الفياغرا

الفياغرا العشبية، ليست حقيقية, يمكن الحصول عليها بسهولة في محطات الوقود وعلى الانترنت ومتاجر الأدوية العشبية , بعضها تحتوي على سم فئران أو طلاء أو حبر طابعات, ومواد قد تؤدي إلى تخفيف كثافة الدم أو مستوى السكر فيه.الصورة احد الدبلوماسيين الفلسطينيين مع تسيبي ليفني التي اعترفت بممارسة الجنس من اجل مصالح بلادها.

tzipilivni

Posted in اعتني بصحتك | Leave a comment

مبروك لأردوغان نجاح سياسته لتحقيق رفاه شعبه على حساب السوريين

erdogancaricaturefudeeuropجورج كدر

كمن يربي خروف العيد ويسمنه قبل ذبحه في العيد … كذلك يفعل رجب اردوغان باللاجئين السوريين في بلاده . يستثمر بهم ليحصد مكاسب اوربا…
من امتعض من شبيحة اردوغان فليراجع مفاوضاته خلال اليومين مع القادة الاوربيين وكيف يهددهم باغراق اوربا بالسوريين اذا لم يحققوا مطالبه …
3 مليار دولار ثمن اتعابه لقاء خدماته باستضافة اللاجئين السوريين
دخول الاتراك لاوربا بدون فيزا
احياء محادثات انضمام تركيا للاتحاد الاوربي

كل هذه الميزات التاريخية وافق القادة الاوربيين عليها امس بفضل السوريين ..السوريون الذين يستثمر شياطين السياسة الامهم ودماءهم …. وليس اخرهم اردوغان … الذي قال انه لن يسمح بحماة اخرى وهيج مثير من السوريين الذين وثقوا به ليفاجؤوا ان سوريا بأكملها صارت حماة ….
اقرؤوا ما يلي
أعنلت المفوضية الأوروبية أنها توصلت إلى “خطة عمل مشتركة” مع تركيا من أجل وقف تدفق المهاجرين إلى اوروبا وتقديم مساعدات مالية سخية لتحسين ظروف اللاجئين السوريين في تركيا. جاء ذلك بعد قمة بين قادة دول الاتحاد الأوروبي.
وعرض الاتحاد الاوروبي على تركيا مساعدة بقيمة محتملة ثلاثة مليارات يورو مع احتمال تيسير إجراءات تأشيرات السفر وإحياء محادثات الانضمام إلى الاتحاد في مقابل المساعدة في وقف تدفق المهاجرين إلى اوروبا…

يعلم الاوربيون ان الاطاحة بالقذافي حامي سواحلهم من تدفق اللاجئين لسنين طويلة ارهقهم وقضد مضجعهم وهو الذي كان يهددهم دائما بفتح ساحل ليبيا لغزو المهاجرين وحصد بنجاح المكاسب الكبرى… وعليه يعلم الاوربيون ان الاطاحة بأردوغان مع اقتراب الانتخابات بطريقة القذافي سيكلفهم الكثير متعظين من درس القذافي …. فكان لأردوغان ما أراد …
مبروك للاتراك اتفاقهم التاريخي مع اوربا وهو اتفاق يسجل لسياسة اردوغان البرغماتية …على امل ان يصحى منحبكجية اردوغان انو مو لسواد عيون السوريين فتح ابواب تركيا الهن… اردوغان يا سادة احد اسباب المقتلة السورية وليس رسول عطف ومحبة ان هو الا احد شياطين السياسة الذين يعيثون خرابا ودمارا في سوريا  لكن يسجل له ان يفعل كل ذلك لصالح رفاه شعبه. مبروك لأردوغان نجاح سياسته لتحقيق رفاه شعبه على حساب اسوريين. ‎

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

السيد صاحب البار.. يبتسم!!

nabilaudehهذا النهار سيء من أوله، أستاذ الفلسفة دخل متجهماً على غير عادته، وضع دوسيته بضربه قوية على المنضدة، وهو ينفخ أنفاسه من بين أسنانه ويبدو أن جسده دخل حقاً، لكن الطلاب لم يشعروا بوجوده الذهني الساطع الذي اعتادوه منه، منذ بدأوا معه الفصل الدراسي الأول.
ليس صعباً الإحساس بنفسية هذا المحاضر، فهو يكاد يكون لوحة تُقرأ نصوصها بسهولة، وفي صميم اللوحة عقله الذي يجرهم دوماً إلى عوالم جديدة، تبدو للوهلة الأولى غير قابلة للفهم، وعصية عن الاستيعاب.. ولكنها شديدة الإثارة بالوقت نفسه.ربما بسبب ما تثيره من تساؤلات وتفكير.
طال صمت المحاضر، قبل أن يتمالك نفسه ويقول بصوت هادئ: “تعالوا نواصل”. توقع الطلاب أن يفصح قليلاً عما يعتمل في نفسه، كما عودهم دوما، لدرجة باتوا يشعرون أنه زميلهم في الدراسة وليس أستاذهم فقط. اليوم فهموا جملته التي كثيرا ما رددها: “العلاقة بيننا يجب أن تكون علاقة بين مفكرين، وليس بين طلاب ومحاضر”، وكان يضيف وهو يتأمل انعكاس كلماته على وجوههم:” رغم أن الكلمة الفصل هي كلمتي، مؤقتا وحتى بلوغكم الفكري الكامل، مستقبلا سأكون سعيدا حين تواجهوني رأيا برأي ، هذا سيشعرني بسعادة مطلقة”.
عاد يكرر دون أن يبدو انه يقصد ما يقول: “نواصل”… ثم صمت.
ضم قبضته بقوة، كأنه يجمع نفسه، وقال وضحكة كبيرة تكسر التوتر الذي خلفه من
لحظة دخوله:
– أسمعوا هذه الحكاية.. نشرت مقالاً… قبل نشره قرأناه سوية وناقشتم طروحاتي في المقال وعدلت بعض أفكاره بناء على نقاشكم. اليوم فاجأني أستاذ اللغة العربية… لا تذكروا أسماء من فضلكم، المضحك ان كل ما لفت انتباهه أني أخطأت في تجليس جلالة الهمزة في مكانها الصحيح، وأنزل على رأسي أطناناً من الانتقادات التي لم أفهم منها إلا أنه ضليع في تجليس جلالة الهمزة بمكانها الصحيح. قلت له:” يا هذا، لغتي في كتابة النصوص أفضل من لغتك، لغتي واضحة، تُقرأ بحماس ولغتك لا تقرأ لصعوبة ألفاظها ووعورتها وبعدها عن المناخ الثقافي، فهل تظن أن جلوس الهمزة على كرسي بدل أن تظل فالتة ، سيغير تاريخ الفلسفة ، أو ينسف كرامة اللغة العربية وكرامة المواطن العربي؟!”.
وقلت له:” حقاً أنت ضليع في نحو عمره مئات السنين، وصار يحتاج إلى انتفاضة ثورية، الى ربيع لغوي يندمج بالربيع السياسي العربي.. انتفاضة تجعل لغتنا وعقولنا ومجتمعاتنا وانظمتنا العربية أقرب للحياة ولواقع التطور. أنا حقاً لست لغوياً ولا أريد أن أكون ضليعا بنحو لغتي أكثر مما أعرف، هذا لا يلزمني للتفكير ومعرفة ما يلزم نهضتنا، ما هو ضروري لتحرير عقولنا من رواسب التخلف وكيف ننجز تنويرنا الاجتماعي والثقافي.قلت له: “أعترف انك أفضل مني في التعامل مع الهمزات، وأنا أفضل في التعامل مع الأفكار ومع الواقع، انت أفضل مني في عبادة الماضي المتحجر وانا افضل منك في فهم ضرورات التنوير وتحرير العقل من الخبل، فلماذا لا نقر بيننا اتفاقا بأن لا نشهر ببعضنا ، أنت لا تشهر بي بسبب الهمزة، وأنا لا أشهر بك بسبب قصورك الفكري؟!..”
فغضب وكأنه زعيم دولة عربية وليس مجرد خبير في تجليس الهمزة معتبرا كلامي تجريحا ومشاركة في المؤامرة الاستعمارية والصهيونية على العرب.
قلت له:
– أنت مناسب لعضوية البرلمانات العربية.
اتهمني أني بذلك أشوه عقول الطلاب بلغة غير سليمة، وأزرع بذور الفتنة والطائفية، وأضعف مناعتهم القومية، واجعلهم فريسة للمؤمرات… ولا بد من عقابي بتهمة تشجيع التراخي القومي. قلت له انه الآن أصبح انسب للتوزير في حكومة عربية. قلت له أن طلابي عقولهم تتطور مع الهمزة أو بدونها، وعقول طلابك تتلبك حول قضايا لن تفيدهم في حياتهم أو حتى في عملهم بالتعليم. ففقد أعصابه تماما وأسمعني كلمات لا تليق بزملاء في نفس المعهد، بالطبع لم أبق مديوناً، قلت له:
– يا أستاذ الضاد، وعميل سيبويه، وعدو الاستعمار وعميل نظام القهر الاجتماعي واللغوي، أنت تقول لي أنه مسموح لي أن أخطئ بكرامتي، بوطنيتي، بعقلي، بثقافتي، بضميري، وأن أخدم حتى عدوي ومضطهدي، وان اكون شبيحا ضد ابناء شعبي، هذا لا تحتج عليه. أما أن أخطئ بتقعيد جلالة الهمزة أو بالنحو ، فتقيم علي الدنيا ولا تقعدها ؟!
صمت. أخذ نفسا طويلا. تأملنا لبرهة قصيرة، ثم أضاف:
– هذه حالة يجب أن تنتبهوا لها وان تمنعوا تحويلكم إلى روبوتات لا تفكر؟ جهاز حافظ بلا وعي؟ نحن نعيش في عصر العقل، في عصر التطور، في عصر الإقلاع نحو الفضاء، وبعض الناس غارقون في الهمزة أو النصب والرفع والشبح. إياكم أن تستبدلوا فكركم في جدال لغوي عقيم. للغة أهمية عظيمة في تيسير الفهم ونقل المعرفة، لذا عليكم إثراء عالمكم اللغوي، وجعل جملكم مفهومة وسهلة ، وليس خطابا رئاسيا لا شيء فيه قابل للتحقيق .
وبعد ان تجولت عيناه على وجوه الطلاب أضاف:

-أعزائي أريد أن تعلموا شيئاً لا يقل أهمية عن نظريات الفلسفة، وهو جعل اللغة أداة ميسرة التعبير، وطز في النصب والرفع وجلالة الهمزة وحرمة الأنظمة التي تظن نفسها دائمة أبد الدهر مثل نحو سيبوية.
وأنفجر الصف ضاحكاُ. وفجأة تغير شكله وسطع وجوده وقال:
– الآن نعود إلى العقل!!
– العقل.. العقل .. عاش العقل .
صدر صوت قوي، ولم يكن صعبا معرفة صاحبه.
– هل لديك إضافة يا زاهر؟
– حول العقل وقلة العقل لي ما أضيف.. نادرة تشبه قصتك مع الهمزة وشبيحها الواقف بالمرصاد للمؤمرات الاستعمارية.
– أحذرك.. إذا لم تكن حكايتك حسب توقعاتنا سأخصم من معدلك 10 علامات كاملة؟
– أنا أقبل التحدي.. على شرط ان تضيف لي 10 علامات اذا كانت قصتي مناسبة ؟
– كلنا آذان ..
– التقى نازي ويهودي في بار، والقصد هنا الإشارة الى نقيضين. كان اليهودي جالسا بعيدا عن زبائن البار، في زاوية منعزلة، يحتسي الويسكي ويقرأ كتابا ولا يلتفت لما يجري بين الزبائن في البار،.عبثا حاول النازي أن يجر اليهودي إلى حوار ، وان يخرجه من تركيزه بالقراءة واحتساء الويسكي بمتعة ظاهرة. لكن اليهودي رسم ابتسامة على شفتيه وحافظ على صمته وهدوء أعصابه وكأن النازي لا يواصل استفزازه له.
كان النازي يزداد غضبا لأنه لم ينجح بجعل اليهودي يسقط ابتسامته ويترك كتابه، أو يتفوه بكلمة ضيق ليكيل له الصاع صاعين. وفكر النازي كيف يستفز اليهودي؟
ووجدها!!
قال النازي للبارمان بصوت حاد يسمعه جميع زبائن البار وخاصة اليهودي:
– وزع على جميع الموجودين كؤوس ويسكي على حسابي ولا تقدم كأسا لذاك الشخص.
وأشار إلى اليهودي، لكن اليهودي ظل يبتسم وغارقا في كتابه وكأسه الذي يملأه البارمان كلما فرغ وحتى بدون ان يطلب اليهودي ذلك.
بعد أن شكره جميع الزبائن على كرمه وعلى نخوته وتضييفه لهم، التفت النازي للبارمان مرة أخرى وقال بنفس الصوت الصاخب، وزع من جديد على حسابي كؤوس ويسكي للجميع ما عدا لذلك اليهودي الذي يبتسم بدون سبب.
وأشار إلى اليهودي، ولكن اليهودي ظل يبتسم.. بل تزداد ابتسامته وضوحا وامتدادا. هذا الأمر لم يعجب النازي. اقترب من البارمان وسأله:
– قل لي من ذاك اليهودي الذي يواصل الابتسام رغم إني أهنته ولم ادعوه لشرب الويسكي على حسابي؟
– أوه عزيزي انه صاحب هذا البار!!
nabiloudeh@gmail.com

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (8)

mostafalidawiصورٌ معيبة وتصرفاتٌ مشينة

الصورة الفلسطينية ليست كلها ناصعة البياض مـتألقة، وليست كلها مشرقة مبهجة، وموضع فخرٍ واعتزاز، ومحل تيهٍ ورضا، رغم أن الصورة الغالبة هي كذلك، فهي صورةٌ بمجموعها مشرفة، وتبعث على الفخر، وتعيد الألق إلى القضية الفلسطينية التي عرفتها الأمة وضحت في سبيلها، وهي صورةٌ عظيمة أحبتها الأمة وأيدتها، وساندتها وساعدتها، وجعلت منها أيقونة للفخر، وصورةً للزينة، وشعاراً للنصر، وصاغت منها قصيدة ولحنتها أغنية، وغنتها أنشودة، وكانت محل إعجاب الشعوب وموضع تقديرهم، وعنوان تطلعاتهم، وألهمتهم القوة، ومنحتهم الإحساس بالكثير من العزة والكرامة، وتمنى الكثيرون لو كانوا من المرابطين فيها، أو المدافعين عنها، أو المقاومين في صفوف رجالها.

لكن هذا لا يمنع وجود بعض الهنات، وظهور بعض الصور والمشاهد المشينة، وصدور بعض المواقف المعيبة، ووجود من يتعمد تشويه الصورة، وتغيير النمطية العظيمة للشعب والقضية، لمقاصد خاصة أو استجابةً لتعليماتٍ خارجية أو ضغوطٍ دولية، إذ يحرصون بغباءٍ أو بدهاءٍ على رسم صورةٍ أخرى مخالفة ومغايرة، لا تعبر أبداً عن حقيقة هذا الشعب العظيم، الطموح العنيد، الذي يضحي بلا يتردد، ويرفع رأسه رغم القهر بكل كبرياءٍ وشموخ.

اليوم وفي ظل انتفاضة القدس الثانية، التي ما زالت برعماً يتفتح، وغصناً يشتد ويقوى، وأملاً يكبر في النفوس، ورغبةً تكبر مع الأيام، فإن بعض الجهات تأبى إلا أن تشوه الصورة المتألقة التي يحاول الشبان الفلسطينيون الشجعان رسمها، الذين يصحون بأرواحهم وهم في ريعان الصبا وميعة الشباب الواعد، ويحرصون على أن يجدفوا عكس التيار، وأن يقولوا للعالم أن الصورة الفلسطينية التي ترونها صورة زائفة، وأنها لا تعبر عن كل الشعب الفلسطيني، وأنه يوجد من يعارضها ويرفضها، ويبدون اعتراضهم على الانتفاضة، ويصفون فعالياتها بالعنف والتطرف، ويدعون إلى وقفها والإقلاع عنها.

هو ذات الصوت الذي نسمعه من المسؤولين الإسرائيليين، عبر المؤسسات الإعلامية ورجالها، أو الجهات الأمنية وقادتها، ومن السياسيين ورئيس الحكومة أيضاً، الخائفين من الانتفاضة، والجزعين من ظواهرها، والقلقين من استمرارها وانتشارها، وتأصيلها وتنظيمها، إذ يسكنهم خوف عدم السيطرة عليها أو احتوائها، وتمكنها من اكتساب الرأي العام الدولي والتأييد الرسمي، ونيل الاعتراف الدولي بشرعية مطالبها، وعدالة قضيتها.

كما أنهم يخشون من نجاح الانتفاضة الجديدة في تشويه صورة كيانهم، وكشف حقيقته العنصرية من جديدٍ أمام العالم الحر، لهذا فإنهم يحاولون استباق الأحداث والتأثير على الرأي العام ويشكون بأن الأحداث تشكل خطراً على أمنهم وسلامة مستوطنيهم، ويصفونها بالأعمال الإرهابية الفوضوية، التي ترعاها دولٌ وتشجعها تنظيماتٌ، وأنها تضر بالفلسطينيين ومستقبلهم، وتعيق المفاوضات وتعطل مساعي التوصل إلى حلولٍ نهائية، وأنها حالاتٌ شاذة لا تعبر عن الشعب الفلسطيني كله، ولا يقبل بها كل الفلسطينيين، في محاولةٍ منهم ماكرة وخبيثة لعزل المقاومين، وفصل الثائرين عن محيطهم الوطني ووسطهم الاجتماعي، كي ينفردوا بهم، ويسهل عليهم السيطرة عليهم، وتطويق محاولاتهم، وإجهاض انتفاضتهم.

من الصور المقيتة التي يرفضها الشعب الفلسطيني ولا يقبل بها، والتي لا تعبر عن إرادته ولا تتوافق أبداً مع ما يقدمه ويقوم به، والتي لا تدل على استقلالية القرار ووطنية أصحابه، والتي تثير الريبة وتبعث على القلق والخوف معاً، الأوامر الصادرة إلى تلفزيون فلسطين، وهو التلفزيون الرسمي للسلطة الفلسطينية، تطلب منه تقليص بث المواجهات الفلسطينية، وعدم بث موجة مفتوحة من أماكن المواجهات، خشية أن تؤدي إلى زيادة وانتشار الغضب في الشارع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

لو أن الجهات الرسمية كانت تقصد حقن دماء الشبان الفلسطينيين، وتحرص على ألا يعرف الإسرائيليون أماكن تجمعات المتظاهرين، وتخاف من أن بث الصور وتحديد الأماكن، من شأنه أن يسهل على سلطات الاحتلال مداهمتهم وفض جمعهم، وربما قتل بعضهم، وتدعي بأن لديها شواهد قديمة وسوابق عديدة تبرر فعلها وتجيزه، فلو كان هذا هو قصد المسؤولين فإننا نحمده ونشكرهم عليه، ولكننا نعلم أن قصدهم غير ذلك تماماً، إذ أنهم يريدون تطويق الأحداث، وضبط انتشارها لمنع امتدادها وخروجها دائرة عن السيطرة.

أما المواقف الأشد غرابة والأكثر سوءاً، فهي تلك المواقف الفلسطينية غير المسؤولة، التي دعت الحكومة الإسرائيلية ورئيسها إلى ضبط المستوطنين الإسرائيليين، وتنظيم حركة ونشاط الأحزاب الدينية المتطرفة، ومنع طلاب المدارس الدينية من الاحتكاك بالمصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، في الوقت الذي تلتزم فيه السلطة الفلسطينية بضبط الأحداث، وتقييد حركة المتظاهرين، ومنع العمليات العسكرية كلها، ويضيفون بأن هذه الإجراءات المتبادلة، فضلاً عن أنها تعزز الثقة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، فإنه من شأنها أن تهدئ الأجواء، وأن تقلص من ألسنة اللهب المتصاعدة، وتضمن أن تعيد الهدوء إلى كل المناطق.

ونشرت بعض الجهات الفلسطينية تقارير ومستنداتٍ رسمية، صادرة عن جهاتٍ أمنية فلسطينية، تطالب عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالانتشار باللباس المدني في الشوارع العامة ، والانخراط في المظاهرات وسط الجمهور، لمنع تظاهرهم أولاً، أو لحرف مسيرتهم ومنعهم من الوصول إلى مراكز الجيش الإسرائيلي أو طرق مستوطنيه، وإطلاق الأعيرة النارية خلال المظاهرات لتبرير قيام الأجهزة الأمنية باعتقالهم وفض جمعهم.

لعل هؤلاء قد نسوا انتفاضة القدس الأولى، عندما اعتدى الاحتلال على مؤسسات السلطة الفلسطينية، وقتل عناصرها واستهدف رجالها، ولم يفرق بينهم وبين بقية المواطنين، فسقط برصاصهم وقصفهم من المنتسبين إلى الشرطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية مئات الشهداء، في الوقت الذي وقف الكثير من أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية الفلسطينية إلى جانب شعبهم، ووضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم، واستطاعوا أن يرسموا صورةً فلسطينية رائعة، جسدت ملاحم بطولية لهذا الشعب الأبي.

تلك هي الصورة الرائعة لأبناء شعبنا الفلسطيني، أياً كانت صفاتهم ووظائفهم، وانتماءاتهم وتنظيماتهم، فهم فلسطينيون أولاً، وهذا وطنهم محتلٌ سليب، وهذا عدوهم قاتلٌ مجرم، وهذا هو شعبهم العظيم يقاتل ويقاوم، ويضحي ويقدم، ويرسم بدم شبابه للشعب والأمة أزهى الصور وأعظم اللوحات الخالدة، أفلا ننتمي إليه وندافع عنه، ونكون جزءاً أصيلاً منه.

بيروت في 17/10/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

شعب الجبابره

jawadaswadمع كل انتفاضه فلسطينيه بل مع كل وقفة صمود وتحدي يثبت هذا الشعب المغلوب على امره انه شعب الجبارين
شعب اعزل لا ترهبه اسلحة الصهاينة ولا طائراته ولا دباباته ولا جنوده. اثبتوا للعالم ان العين لا تقاوم المخرز فقط بل وتقاوم حتى المدفع والصاروخ
عندما يتفوق سكين المطبخ بيد الفلسطيني على بنادق عشرات الجنود. وهم يرتدون دروعهم وترتعد فرائصهم حتى من جسد الشهيد خوفا من ان يقف مرة اخرى ليطعنهم….عندها فقط نعلم ان من خان القضية وسلم البلاد والرقاب لبنو صهيون هم حكام العرب الخونه
والدليل ان سكين المطبخ بيد الثائر الفلسطيني يرعب جيش الاحتلال اكثر الف مرة من كل الجيوش العربية طالما ان قادتها خونة وعملاء
هذا هو الشعب العربي في بلاد الشام في فلسطين كما هو في سوريا يخافه العدو كما يخافه من يدعي صداقته لذلك حجبوا عن ثوار سوريا السلاح النوعي وتركوه يواجه خصما لايقل وحشيه عن جيش الاحتلال الصهيوني
لا تستبعدوا ان نحرم غدا من استخدام السكاكين في المطابخ ويستبدلونها لنا بسكاكين بلاستيكيه كما فعلوا في شركات الطيران بعد 11 سبتمبر 2001
ولكن لن يعجر هذا. سنصنع من الهواء عواصف تبيدهم ومن الماء سيولا تجرفهم

Posted in فكر حر | Leave a comment

الحرب المقدسة ليست مقدسة

geoegemasouhالأب جورج مسوح: النهار اللبنانية

“وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين في السماء، ولا الابن، إلاّ الآب. انظروا ! اسهروا وصلّوا، لأنّكم لا تعلمون متى يكون الوقت” (إنجيل مرقس 13، 32-33).

لا أحد يعرف الساعة التي تحلّ فيها نهاية الأزمنة متى تكون. ليس لأحد أن يتنبّأ عن نهاية الأزمنة. الإنجيل واضح، والمسيح يستثني حتّى نفسه من هذه المعرفة. فكيف لإنسان أن يزعم أنّه يكشف الأوقات والأزمنة، ويتنبّأ عن سقوط أمم ودول وصعود أخرى، وعن انتصارات مسيحيّة “أرضيّة” لم نعهدها عند القائل إنّ مملكته ليست من هذا العالم!
مناسبة هذا الكلام هي نشوء حالة أخرويّة (نشوريّة) عند بعض المسيحيّين في بلاد الشام التاريخيّة، وبخاصّة بعد دخول روسيا الحرب في سوريا، إذ اعتبر بعضهم أنّ هذا الدخول هو بداية لتحقيق نبوءة القدّيس باييسيوس الشيخ، كما اعتبر بعضهم الآخر أنّ الرئيس الروسيّ هو “الرئيس المؤمن المستقيم الرأي” الذي أتى ليخلّص المسيحيّين من “الإرهاب الإسلاميّ”.

القدّيس باييسيوس
في مقالة نشرها موقع “النهار” الإلكترونيّ تحت عنوان “باييسيوس أحدث القدّيسين الأرثوذكس… ماذا تنبّأ عن الشرق الأوسط؟” استنادًا إلى موقع تابع لأحد الديارات الأرثوذكسيّة، ورد أنّ أشهر نبوءات باييسيوس المتعلّقة بالشرق الأوسط تؤكّد أنّ “الروس سيأخذون تركيا ويعبر الصينيّون نهر الفرات. تخبرني العناية الإلهيّة أنّ حوادث كثيرة ستجري. سيأخذ الروس تركيا وتختفي تركيا من خريطة العالم، لأنّ ثلث الأتراك سيصبحون مسيحيّين، ويموت الثلث الآخر في الحرب، ويغادر الثلث الأخير إلى بلاد الرافدين. سيصبح الشرق الأوسط مسرحًا لحرب تلعب فيها روسيا دورًا كبيرًا. ستراق دماء كثيرة. سيعبر الصينيّون نهر الفرات بجيش عدده 200 مليون، ويسيرون وصولاً إلى أورشليم”.
أمّا علامة اقتراب هذه الحوادث فستكون “دمار جامع عمر، لأنّ دماره سيعلن بدء عمل اليهود في إعادة بناء هيكل سليمان الذي كان مبنيًّا في الموضع نفسه. ستنشب حروب كبيرة بين الروس والأوروبيّين. ستراق دماء كثيرة. ولن تلعب اليونان دورًا كبيرًا في هذه الحرب. لكنّ الروس سيعطونها القسطنطينيَّة، ليس لأنّهم يحبّون اليونان، لكن لأنّهم لن يجدوا حلاًّ أفضل، وستسلّم المدينة إلى الجيش اليونانيّ حتّى قبل أن يصل إليها”.
ثمّ يتنبّأ باييسيوس عن اليهود فيقول: “يزداد اليهود اعتدادًا بقوّتهم، وسيساعدهم الأوروبيّون، فيبلغون غطرسة تفوق كلّ تصوّر. وسيتصرّفون بلا رادع، حتّى إنّهم سيحاولون أن يحكموا أوروبا. سيجرّبون كلّ أنواع الخداع. لكنّ الاضطهادات الناتجة ستوحّد المسيحيّين كلّيًّا. إلاّ أنّ هذه الوحدة لن تكون في الشكل الذي يرغب فيه من يحاولون بأساليب عديدة توحيد الكنيسة تحت قيادة دينيّة واحدة. سيتّحد المسيحيّون، لأنّ الحوادث التي تنكشف ستفصل تلقائيًّا الخراف عن الجداء. عندئذ ستتحقّق النبوءة: “رعيّة واحدة وراع واحد”.
أقرّت البطريركيّة المسكونيّة في القسطنطينيّة قداسة باييسيوس في بداية هذا العام بعد نحو عشرين عامًا على وفاته (ولد في العام 1924)، وذلك في مدة تعتبر قصيرة وغير اعتيادية، وفقًا للمعايير الكنسيّة. وقد شكلّت شعبيّته الواسعة بين المؤمنين كـ”نبيّ” و”رجل حكيم” أحد أبرز الدوافع إلى إعلان قداسته. وقد ورد في المقالة المذكورة أنّ “الراهب باييسيوس الذي عاش في جبل آثوس في اليونان، اشتهر بتعاليمه ومواهبه الروحيّة ونبوءاته. وحتّى قبل إعلان قداسته، اعتبره المؤمنون من أكبر القدّيسين في جبل آثوس في القرن العشرين. وعلى مرّ الأعوام، قصده آلاف لنصيحته ونبوءاته، وتجاوزت شهرته اليونان إلى مختلف أرجاء العالم”.
يأتي التدخل الروسيّ في سوريا ليوقظ لدى بعضهم الشعور الدينيّ بأنّ نبوءة باييسيوس قد بدأت بالتحقّق. وما الرئيس الروسيّ سوى الأداة الإلهيّة لإعادة مجد القسطنطينيّة، وإعادة السيطرة اليونانيّة على هذه المدينة العظمى. فبدأنا نسمع كلامًا على “الحرب المقدّسة” الدائرة في سوريا يتبنّى هذا التوجّه، علمًا أنّه لا يمثّل رسميًّا وواقعيًّا رأي أيّ كنيسة من الكنائس. فحلّ بوتين في أيقونة مار جرجس مكان القدّيس الشهيد، وأوباما أو أحد الإرهابيّين مكان التنين. وبدأنا نشاهد صورًا أخرى لـ”الرئيس المؤمن”، القيصر، وتحت صورته ترنيمة عيد الصليب: “خلّصْ يا ربّ شعبك وبارك ميراثك، وامنح ملوكنا المؤمنين الغلبة على البربر، واحفظ بقوة صليبك جميع المختصّين بك”.
لا بدّ من التأكيد أنّ المؤمنين ليسوا ملزمين قبول كلّ ما نطقه القدّيسون في حياتهم. المؤمنون ملزمون فقط ما يختصّ بالعقيدة وبخلاصهم، أي ببنائهم الروحيّ. لذلك لنا الحقّ في التشكيك في نبوءة باييسيوس، لا في قداسته الشخصيّة ولا في معظم تعاليمه الروحيّة، وبخاصّة أنّ العديد من أتباعه يشكّكون بدورهم في صحّة هذه النبوءة المنسوبة إليه. سندُنا في ذلك هو أنّ المسيح نفسه دعا إلى عدم احتساب الأزمنة والأوقات. وقد خاب إلى الآن كلّ مَن وضع أوقاتًا من كلّ الديانات، اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام، ومن كلّ الشيع والفرق الدينيّة كشهود يهوه والألفيّين…
معظم التراث الآبائيّ يذهب إلى القول بأنّ النبوءات كلّها قد تحقّقت بمجيء السيّد المسيح، واستمرّت النبوّة بصورة أخرى مقياس صحّتها، كما يقول الرسول بولس في رسالته إلى رومية، “فمَن أوتي النبوّة فليتنبّأ بحسب قاعدة الإيمان” (رومية 12، 6). ليست نبوّة، إذًا، تلك التي لا توافق القواعد الأساسيّة للإيمان المسيحيّ، ولا سيّما في ما يختصّ بالعقائد الأساسيّة التي يقوم عليها هذا الإيمان كالثالوث الأقدس والتجسّد والصلب والقيامة… لذلك يبقى أرثوذكسيًّا مَن لا يؤمن بنبوّة القدّيس باييسيوس طالما هو يؤمن بالأساسيّات، والنبوّة هي من الثانويّات!
الكنيسة، إذًا، ليست ملزمة أن تأخذ أقوال كلّ القدّيسين، قديمًا وحديثًا، على المستوى ذاته الذي تخضع فيه لنصّ الكتاب المقدّس. طبعًا، لا بدّ من التكرار حتّى لا يساء فهمنا، يستثنى من عدم الإلزام الكلام الذي أجمعت عليه الكنيسة، ولا سيّما المجامع المسكونيّة السبعة.

سفر الرؤيا
هنا لا بدّ من العروج قليلاً إلى سفر “رؤيا يوحنّا” الذي يلجأ إليه بعضهم لتأكيد صحّة بعض النبوءات المتعلّقة باليوم الأخير. يخطئ مَن يظنّ أنّ كتاب “رؤيا يوحنّا” يتنبّأ عن نهاية الأزمنة. ويخطئ مَن يقرأه قراءة حرفيّة، كأنّه يقرأ تحقيقًا صحافيًّا عن حدث جرى، أو كأنّه يشاهد فيلمًا وثائقيًّا… كتاب “رؤيا يوحنّا” لا يقدّم إلى قارئه صورة عن نهاية العالم، بل يتحدّث بلغة رمزيّة عن مسيحيّي عصره الذين عانوا من الاضطهادات، وتاليًا عن كلّ عصر مماثل.
لم يكن هاجس كاتب الرؤيا أن يلقّن قارئه علامات نهاية الأزمنة، بل أن يحضّه على الثبات في الإيمان وعدم الارتداد أمام الدولة الرومانيّة وحكّامها الذين عادوا المسيحيّين واضطهدوهم ومارسوا تجاههم أشنع التعذيبات كي ينكروا إيمانهم، وكي يقدّموا الولاء والعبادة لهم لا لإلههم. يسعنا القول إنّ الرؤيا نصّ عظيم في مديح الشهادة والاستشهاد وعدم التخاذل مهما قست الظروف.
كتاب الرؤيا دوّن في نهاية القرن الأوّل المسيحيّ إبّان حكم الأمبراطور دوميسيانوس الذي أطلق على نفسه لقب “السيّد والإله”. فأضحت عبادة الأمبراطور والسجود له العلامتين المميّزتين للمواطن الصالح، وتاليًا الوسيلة الوحيدة لممارسة بعض الوظائف أو القيام بالأعمال التجاريّة. هكذا، وجد المسيحيّون أنفسهم أمام خيار مرّ لا مساومة فيه: إمّا أن يؤدّوا فروض العبادة لقيصر، وإمّا أن يرفضوا هذه الوثنيّة فيعيشون متّهَمين بعصيان الدولة ويتهيّأون للاستشهاد بين أنياب الأسود أو بقطع رؤوسهم بالسيف…
كتاب الرؤيا هو كتاب الثورة ضدّ السلطات الغاشمة. لم يهادن المسيحيّون الأباطرة والجلاّدين، بل واجهوهم بصلابة الإيمان والوفاء لتعاليم السيّد المسيح ومقتضيات الإنجيل. لم يمارسوا التقيّة للحفاظ على أنفسهم، ولم يكن لديهم ظاهر وباطن. جاهروا بإيمانهم في الميادين والشوارع وفي ساحات الاستشهاد، ولم يتراجعوا عن اقتناعاتهم. بقوا مخلصين لربّهم وسيّدهم إلى آخر رمق، لأنّهم لم يفقدوا الرجاء بالخلاص الآتي.
كتاب الرؤيا كتاب ثورويّ لأنّه لم يتوانَ عن تشبيه السلطة القائمة بالوحش، وعن تشبيه الأمبراطور- الإله بالشيطان. فكاتب الرؤيا يقول: “وهنا لا بدّ من الحكمة؛ مَن كان ذكيًّا فليحسب عدد اسم الوحش. هو عدد اسم إنسان وعدده 666 (أو في مخطوطات أخرى 616)” (الرؤيا 13، 18). يدعو كاتب الرؤيا قارئه إلى اكتشاف الرمز الكامن خلف الرقم 666 (أو 616). فإذا استعملنا حساب الجمل، أي أنّ كلّ حرف من حروف الأبجديّة العبريّة يقابله رقم، لوجدنا أنّ الرقم 666 يعني عبارة “القيصر نيرون”، أمّا الرقم 616 فبالحساب اليونانيّ يعني “قيصر هو الله”.
ليس كتاب الرؤيا كتابًا يتحدّث عن الغيب وعن أزمنة لم تأتِ بعد، ولا يدعو المسيحيّين إلى الحياة الأبديّة عبر التكاسل والتخاذل وعدم اتّخاذ موقف إزاء ما يجري في عالمهم من اضطهادات. هو ليس كتابًا يدعوهم إلى الخوف والتقوقع والانعزال والهروب من مواجهة الأمر الواقع. هو كتاب يدعوهم إلى الحرّيّة التي زرعها الله في الإنسان لتمييزه عن باقي المخلوقات، وإلى الدفاع عن هذه الحرّيّة وإن كان ثمن ذلك باهظًا، ثمنه حياتهم.
لكنّ الكتاب أيضًا هو كتاب الرجاء. الرجاء بالربّ لا بالحاكم ولا بالسلطة ولا بالقوّة. فلا يحقّ للمسيحيّين أن يهملوا الرجاء باللجوء إلى الخوف وربط بقائهم ببقاء نظام أو حاكم. لم يلجأوا إلى نيرون أو ديوكليسيانوس أو سواهما من الأباطرة بل لجأوا إلى الربّ واستمرّوا. لم تقضِ عليهم أزمنة الاضطهادات ولن تقضي. كتاب الرؤيا هو كتاب “الأرض الجديدة والحياة الجديدة”.
لقد كتبنا منذ أشهر مقالة عنوانها “مجد القسطنطينيّة انتهى… لكنّ المسيح باقٍ” (ليبانون فايلز، 13 أيّار 2015) قلنا فيه: “انتهى مجد أنطاكية التي دعي فيها التلاميذ مسيحيّين أوّلاً. انتهى مجد القسطنطينيّة العاصمة العظمى للأرثوذكسيّة. انتهى مجد كبادوكية ونيقية وأفسس وخلقيدونية وإزمير والرصافة وتدمر… انتهى مجد الأمبراطوريّات المسيحيّة… بيد أنّ مجد المسيحيّين لن ينتهي، طالما هم متمسّكون بالأمانة ليسوع المسيح، يحملونه معهم حيث يرتحلون، وحيث ينتقلون، وحيث يستقرّون. يسوع وحده مجدهم”. والآن نقول الكلام نفسه، ونصلّي من أجل ألاّ يُقتل أحد في الحروب، لا في سوريا ولا في لبنان ولا في فلسطين… ونصلّي من أجل ألاّ يُقتل “ثلث الأتراك” ولا اليونانيّين… فمجدنا ليس في الأمبراطوريّة، بل في الشهادةالحقّ.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment