الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (10)

mostafalidawiأقوالٌ وتعليقات من الشارع الإسرائيلي

أثرت الانتفاضة الفلسطينية على مجمل الشارع الإسرائيلي بشهادة واعتراف العامة والخاصة، والشعب والحكومة، وباتوا يحملون بعضهم البعض المسؤولية عن تفجير الأوضاع وتوتير الأجواء والتمهيد لاندلاع الانتفاضة، التي ألقت بظلالها عليهم جميعاً، وفرضت نفسها بقوة على يومياتهم، وطغت على إعلامهم، وهيمنت على نشرات أخبارهم، وانبرى المحللون والمختصون، العسكريون والأمنيون والسياسيون وغيرهم، يدرسون ظاهرة الانتفاضة، ويتعرفون على أسبابها، ويفكرون في نتائجها وأبعادها، وإلى أين يمكن أن تصل، وحتى متى ستستمر، وما هي برامجها المستقبلية، وهل ستنتظم وستتطور، وستتغير أهدافها وتتعدد.

ليس بالضرورة أن يكون أصحاب بعض الكلمات من الساسة المخضرمين، أو من الباحثين والدارسين، الذين يدرسون كلماتهم بعناية، ويختارون مفرداتهم بدقةٍ وعقلانية، ويخافون أن تحسب عليهم كلماتهم وتسجل مواقفهم، بل يكفي أن بعضها معبر وله معنى، وإن صدرت عن العامة والدهماء، وفي أوقات الهزل والجد، والأمن والخوف، والسلامة والخطر، لأنها الأصدق والأكثر عفوية، والأقرب إلى حقيقة المجتمع، والخالية من الزخرف والزينة، وليس لها تبعاتٌ أو مسؤوليات، ولا يخاف أصحابها من السؤال والحساب، كقائلٍ وهو من العامة “إذا كانت إسرائيل تريد وقف ثورة السكاكين، فإن عليها أن تسمح بقيام دولةٍ فلسطينية”.

ولكن خبيرة اقتصادية إسرائيلية مسؤولة، تعي بقلقٍ ما تقول، وتقصد بكلماتها بدقة، وتتلمس بعلميةٍ وإحصائياتٍ رقميةٍ لا تخطئ، ما أصاب اقتصاد كيانها، وما لحق بأسواقه المالية والتجارية بفعل الانتفاضة فتقول “إن الضرر الذي لحق بالسوق الإسرائيلي نتيجة الأحداث، أكبر بكثيرٍ مما ألحقته حرب غزة”.

وينتقد كاتبٌ إسرائيلي رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، ويحمله كامل المسؤولية عن تصاعد أعمال العنف وتأجيج المشاعر، وتحريض الجمهور، عندما أراد أن يستميل المتدينين، ويكسب تعاطف المتشددين اليمينيين، فسمح لهم باستفزاز مشاعر الفلسطينيين، والدخول بصورة مستفزة إلى باحات المسجد الأقصى، فيقول “إن كيد نتنياهو قد ارتد عليه”.

أما صحيفة هآرتس فهي تتهم نتيناهو بعدم الحكمة، وأنه أهوج في قرارته، وغير حكيمٍ في سياسته، وأنه يتخبط ويسير خلف قادة اليمين المتشدد وزعماء المستوطنين الكبار، فتقول في وصف إجراءاته “قرارات نتنياهو لن تجلب الأمن لإسرائيل”، وهي بهذا تنتقد سلسلة القرارات العقابية التي اتخذها نتنياهو بحق منفذي عمليات الطعن والدهس وقذف الحجارة، والتي أرادها قراراتٍ ردعية وزجرية لمنع الفلسطينيين من تكرار عملياتهم، أو المضي في انتفاضتهم.

بعض الإسرائيليين يتهمون نتنياهو أنه يهوى تفجير الأزمات، وأنه يتعاقد مع التحديات، فهو لم يكد يخرج من أزمته مع الإدارة الأمريكية، في الوقت الذي فشل فيه في فرض الرؤية الإسرائيلية على الاتفاق الغربي مع إيران حول مشروعها النووي، حتى أدخل البلاد في أزمةٍ جديدة، قد يكون من الصعب عليه أن يجد له أنصاراً ومؤيدين في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا الغربية، وهو ما أكدته القناة العبرية الثانية، من خلال نتائج استطلاعٍ أجرته، بأن “71% من الإسرائيليين ليسوا راضين عن أداء نتنياهو، ويعتبرون أنه فاشل في مواجهة الأزمات، والتعامل مع الأحداث التي تشهدها المناطق، وأنه كان بشكلٍ أو بآخر أحد أهم أسباب انفجار الأزمة”.

كما كشفت الهبة المقدسية، التي باتت تؤول يوماً بعد آخر إلى انتفاضةٍ شعبيةٍ عامة، تشترك فيها غزة والضفة مع القدس، أن “قرابة ثلثي الإسرائيليين باتوا يؤيدون الانسحاب من الأحياء العربية في مدينة القدس، ويوافقون على قيام دولة فلسطينية، تلتزم أمن إسرائيل، وتلاحق وتعاقب كل من يفكر بالاعتداء عليها وعلى مصالحها، وترتبط مع الحكومة الإسرائيلية باتفاقياتٍ ضابطة”.

أما عملية بئر السبع فقد أثارت موجة كبيرة من الانتقاد والسخرية والتهكم في أوساط الإسرائيليين أنفسهم، الذين ذكروا أن “جنود جيشهم لا يصلحون للقتال، ولا يحسنون غير الجري والركض والهروب”، فقد فروا جميعاً أمام شابٍ فلسطيني أعزل إلا من سكينٍ، قبل أن يتمكن من أحد الجنود ويسلبه بندقيته، ومن آخرٍ مسدسه، ثم استخدمهما في إطلاق النار على الجنود والمارة، ولم يوقفه عن الهجوم سوى نفاذ الذخيرة، ولو أنه أراد الهروب والتواري عن الأنظار لفعل، لكنه آثر مواصلة هجومه حتى النهاية، التي كانت بالنسبة له محتومة ومعلومة، ولكنه لم يكن يخشاها أو يتردد منها.

ويزيدون في تهكمهم على الجنود ورجال الشرطة الذين لم يجدوا إلا أن يشتبهوا في مواطنٍ إسرائيلي من أصلٍ أرتيري، فأوجعوه ضرباً وركلاً، قبل أن يأتي شرطي ويطلق النار عليه، ثم قاموا بركل جثته ونكلوا بها وداسوها بأقدامهم، ولكن خيبتهم كانت كبيرة عندما علموا أن هذا القتيل “المسكين” لم يكن إلا مهاجراً يهودياً، كان من حظه العاثر أن ملامحه قريبة من ملامح العرب.

ويتهكم معلقٌ عسكري إسرائيلي تعقيباً على عملية بئر السبع “جنودنا جلبوا لنا العار، إنهم يصلحون لتنظيم السير وليس للقتال”، وذلك بعد أن أفرجت الرقابة العسكرية عن عشرات صور كاميرات الرقابة في منطقة العملية، التي بينت أن الجنود كانوا مشغولين في الفرار والاختباء في الزوايا وخلف الجدران، بينما كان الفلسطيني يلاحقهم ويطلق النار عليهم.

ما عاد إسرائيليٌ بمأمنٍ من تداعيات الانتفاضة، ولا بعيداً عن نتائجها، فكلهم سيناله جزءٌ منها، وسيتعرض لبعض لفحاتها الساخنة أو اللاهبة أحياناً، التي قد تلسع البعض، ولكنها قد تحرق وجوه وأيدي وأجساد آخرين، وقد أصابهم فعلاً لهيبها، ومسهم الكثير مما أوجعهم وآلمهم، وأقلقهم وأخافهم، ما جعل الكثير منهم يخرج عن صمته، ويعبر بلسانه، ويظهر بعض ما يخفيه في قلبه، ويعبر جاداً أو هازلاً، بالقدر الذي تمسه الأحداث وتنعكس عليه، وبمجموع التعليقات واختلافها، فإنها تشكل صورةً مختلفة شبه حقيقية عما يدور في الأوساط الإسرائيلية الداخلية، وهي الصورة البعيدة نسبياً عن الإعلام العام، والتي لا قد تصل إليها آذان وأذهان العرب، الذين لا يتابعون المجتمع الإسرائيلي من الداخل.

بيروت في 20/10/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

شاهد تقرير السي ان ان هروب السوريين من حلب بسبب القصف الروسي

شاهد تقرير السي ان ان هروب السوريين من حلب بسبب القصف الروسي
An assault on Syria’s largest city is heating up, causing more despair, as CNN’s Nick Paton Walsh reports
altaghribasyria

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

أمريكيا هي السبب

jihadalawnaسألني الكثير من الأصدقاء لماذا توقفت عن الكتابة فجأة أو لماذا قلّ حجم ما كنت تنشره من ناحية النوع والكم؟, والحق أقوله لكم أنني يئست وشعرتُ بأني أحرث في البحر وأزرع في الرمل ومحبوس في عنق الزجاجة وأرجلي في قاع القمقم وليس هنالك من سبيل إلى الخلاص, أنا رجل واحد ناضلت وكافحت ما يقرب من ربع قرن وأنا أحاول تنوير العقول وغيري يدفع بالملايين من الدولارات من أجل العودة إلى الحضيض والمحافظة على التخلف وأنا رجل يئست كثيرا لأنني جعت كثيرا وتعبت كثيرا ولم أعد أملك في جيبي ثمن الخبز والكل يدعو لي بالتوفيق ولكن لا أحد يمد لي يد العون ولم يتبق مني غير أن أجلس على الطرقات وأمد يدي الناعمة أمام المساجد والكنائس فرضوان الله عليهم أولاد الحلال لاحقوني وحاصروني في كل بقعة ضوء أقف عليها.

وكذلك أنادي بالسلام وأصرخ بصوت السلام والدبابات تمخر الشوارع وتبحر في دماء المساكين في سوريا وتونس والعراق ولا أحد يستمع إلينا معشر الكُتاب, وإذا نادينا بالحرية الكل يهبُ بوجهنا هبة رجل واحد ويتهموننا بالخلاعة وبالدعارة, أنا يئست من هذا العالم, أنا قدمت زهرة شبابي وأنا أقاوم وأناضل وخسرت حيويتي وشبابي وأنا أنادي بضرورة أن يعم السلام معظم المدن العربية ولكن لا أحد يستمع لي, فمثلا هل سيقرئ رئيس حكومة أو زعيم عصابة مسلحة مقالتي عن السلام ويتوقف عن إطلاق النار؟ على العكس إنهم حين يقرؤونها يطلقون النار عليّ وعلى آل بيتي.
يئست من صلاتي في النور وأنا لا أملك في جيبي دولارا واحدا وغيري يملك ملايين الدولارات ويدفع بالناس إلى ظلام القرون الوسطى, ثم أن لي عتب على أمريكيا والتي من المفترض بها أن تكون راعية للحرية, ولكنها تدعم كل الأنظمة الاستبدادية التي تقهر الشعوب العربية وتذل بها, فمعظم الأجهزة الأمنية التي تضطهدنا انحن الكتاب تتلقى دعمها المالي واللوجستي من الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الأجهزة تلاحق المثقفين وتعطل مصالحهم التجارية وتضر بهم وتحاول تشويه سمعتهم الأخلاقية, فبدل أن تدعمنا أمريكيا كونها تدعي أنها تدعو إلى الحرية والديمقراطية نجدها تساند الأنظمة الاستبدادية وترعاها هنا وهناك وتدافع عنها في كل مكان.

فماذا يبقى لنا نحن المثقفون في هذا الزمن غير أن نعيش فقراء وتعساء في الظلام, ماذا يتبقى لنا غير الديون والفقر وملاحقة الناس لنا في الشوارع والأزقة, يئست من الكتابة وتعبت منها لأنني لم أجد يوما أي تقدير من أي جهة سواء أكانت حكومية أو خاصة, لم أجد التشجيع من المؤسسات الأوروبية التي ترعى الحقوق المدنية للمضطهدين, وها نحن أصبحنا في الشوارع شبه متسولين من أجل أن نأكل لقمة الخبز وغيرنا يتلقى الدعم بالملايين من أجل أن يحافظ على النفاق والدجل والشعوذة ويعيد إنتاج الأساطير بوسائل حديثة جدا.

إن أمريكيا تقود عالمنا العربي إلى الهلاك, الحرب على الأبواب وداعش تتقدم ولا تستطيع روسيا إيقافها ذلك أن داعش ليست جماعة إرهابية وحسب وإنما هي عقلية متواجدة في أجهزة المخابرات والجيش ووزارات التربية والتعليم والزراعة والصحة والجمارك والمخابرات وكافة الأجهزة الأمنية, وأنا أين أفر وأين أهرب من كل أولئك؟ أنا رجل لا حول لي ولا قوة وأريد أن أربي أولادي الآن هم تقدموا في العمر وبعد أربع أو خمس سنوات سيتوجهون إلى الجامعات وأنا رجل مفلس وتحيط بي عصابات داعشية إرهابية في كل مكان أذهب إليه, حاصروني ولم أعد قادرا على العمل كسابق عهدي, أين أذهب هذا اليوم بوجهي من بطش المستقبل؟ أين أذهب بكتبي ومقالاتي من بطش العصابات الإرهابية؟ ماذا سينفعني التنوير وما الذي فعلته لي الكتابة إلا أنها جلبت لي الفقر والعازة وجعلتني أخسر عملي أكثر من عشرين مرة, التيار أقوى مني وأنا شعرت بأنني لم ولن أقدم أي شيء طالما أمريكيا ترعى الجماعات الإسلامية المتطرفة, تلك الإمبراطورية التي عولت عليها وراهنت عليها بأن تحفظ لي حياة كريمة وإذ بها تقدم الدعم للعصابات الإرهابية الخارجة على القانون وتقدم الدعم أيضا للعصابات الحكومية المرخصة قانونيا لكي تضطهد المثقفين أمثالي من البؤساء والتعساء في الأرض وفي السماء, أنا راهنت على ورقة خاسرة, أمريكيا ورقة خاسرة لأنها تدعم الإرهاب وتدعم الحكام المتسلطين على رقاب الناس.

ثم أنه لا أحد يستجيب لصلوات المثقفين, ولا لنداءات المثقفين, الكل يستهزئ بنا, الكل يتمصخر علينا ويتندرون علينا في الأمسيات والندوات, لا أحد يستجيب لسحر الكلمة ولا أحد يستسلم لجمال لوحة فنية مرسومة بالزيت أو بالفحم والرصاص, إننا لا نُعجبُ أحدا من الناس ولا حتى أبناءنا وأنا توصلت إلى نتيجة فحواها: لماذا نكتب ؟.

Posted in فكر حر | Leave a comment

آخر تجليات الغيطاني في رحيله عن عالمنا اليوم طوبى للغرباء الذين سيلتقون بكوثر رحيق العطر الكوني

Abdulrazakeidصدمني خبر وفاة الصديق العزيز القديم الحامل الأول لارث نجيب محفوظ الرواية العربية، فلم يخطر من قبل –قط- على بالي أنه سيسبقنا إلى الرحيل، فقد توارب عن الزمان من خلال الإيغال في طبقات المكان فتلاشى في الضوء، حتى أنه في كل لحظة مصرية مهما كانت راهنة وعابرة، يحضر بسلاسة هائلة كل أجداده النوبيين من الفراعين المؤبدين في الزمان والمكان وكأنهم تعويذته أو تعويذة مصر للخلود …

لقدا اكتشف نواة العالم من خلال الحفر وراء تجليات (الذات في الذات ) على طريقة مولانا جلال الدين الرومي، الذي يرى سدرة المتتهى في لحظة تأمله التي لا تتوقف عن البحث في الأعماق ، أعماق الذات والأنا …

الروائي العربي الأول جمال الغيطاني بعد استاذه وأستاذ الرواية العربية نجيب محفوظ ، كان يفترق عنه في خط مدرسة اللهب التي تشتعل في أعماق الذات بحثا عن النور والأنوار والتنوير، لأنه لا قيمة للنور والأنوار إذا لم تنبعث من الداخل …حيث عبر هذا الخط تتم عملية ( تنظيم فوضى الكلمات والأشياء)، وذلك بالتوازي والتقاطع مع مدرسة (البلور) المحفوظية ذات الانتظام الذاتي وفق تعبير ايتالو كالفينو …

كتبت أول دراسة سورية عن جمال الغيطاني (الزيني بركات ) سنة 1976، ونشرت في الملحق الثقافي الذي كان يشرف عليه الشاعر محمد عمران، فنشره على صفحتين من القطع الكبير (الثانية والثالثة ) التي يحتفظ بها لأصدقائه الكبار، وكان النشر حينها في الملحق شهادة عليا في الدخول إلى نادي الثقافة والأدب والنقد الأدبي …فعرفت من حينها وبشكل سريع عبر الملحق بالناقد المتخصص بالغيطاني …ولم يكن الأمر كذلك، بل كانت رواية الزيني بركات مفاجأة للقاريء السوري والعربي في مساق سيرورة الرواية العربية ..
كتبت عن قصته (ذكر ما جرى ) في سنة 1980 التي عبر من خلالها عن سياسة الانفتاح التي ستقود وفق رؤيته الفنية المعرفية –السياسية – إلى بيع مياه النيل بالقناني…وذلك بمجلة (اليسار العربي ) التي كان يشرف عليها أنبل وأعمق شخصيتين يساريتين عربيتين عرفهما اليسار العربي سياسيا وفكريا، وهما الأستاذان الجليلان ( محمود أمين العالم وميشيل كامل )، وقد تم تعارفي مع الراحل العزيز برعايتهما في مقر اسبوعية (اليسار العربي) …

وفي هذه السنة كنت طالب دراسات عليا في باريس التي جاءها الغيطاني زائرا، ففوجئت باتصاله حيث تم لقاؤنا برعاية أستاذينا الكبيرين الشيخين (العالم وكامل ) وهما شيخان جليلان وفق مصطلحات التصوف الذي بدأ الغيطاني من حينها الدخول في غمامه الكريم، لتبدأ رحلة تجلياته الروحية وهو يصافح المطلق مشتعلا شوقا لمعانقته التي حققها اليوم وغادرنا إلى أحضان جدنا وشيخنا العظيم أيوحيان التوحيد و(إشاراته الإلهية) ليلتقي الغربا، بعد أن نشرت في ملحقه (أخبار الأدب ) جزءا من كتابي عن أبي حيان ..حيث التقيت جمال رحمه الله بندوة التوحيدي في القاهرة ….

بدأ سوء الفهم والتفاهم بيني وبين أخي الراحل الغيطاني، بعد عتابي له على قبول دعوات عصابة الطاغوت الأسدي المتوحش لمهرجانه الثقافي الطائفي في اللاذقية باسم (مهرجان المحبة ) قبل أن يغرق اليوم بدم الشعب السوري، حيث كان الغيطاني يدعى سنويا لهذا المهرجان …

فرد على عتابي بطريقة مجازية هي من (تجلياته ) بأن نشر محاضرتي في منتدى (الأتاسي) “ثقافة الخوف” التي كان لها صدى حيث نشرت في عدد من الصحف العربية ( الحيان والنهار)، وذلك في المساحة المخصصة له كرئيس للتحرير في اسبوعية ( أخبار الأدب)، وكأنه يقول: نحن شركاء وموحدون وصوت واحد في حلم الحرية لسوريا ومصر …

لكن سوء التفاهم مع الراحل الغيطاني كان يؤثر سلبيا على علاقتنا به، ومع المثقفين المصريين الذين يعتقدون وهما آن آل الأسد وطنيون حتى سلموا سوريا إلى روسيا وإيران!!!!، وأنهم علمانيون حتى لم يتركوا أفقا لمستقبل سوريا سوى التقسيم بسبب زراعتهم لألغام الطائفية في نسيج سوريا الوطني …وأن علمانيتهم الظاهرة ليست سوى طائفية بدائية وثنية حسية غريزية تغلف بالحداثة العلمانية التي غطوا بها كل بربريتهم ووحشيتهم وهمجيتهم في ذبح الأطفال وهتك بكارة العذارى انتقاما وثأرا من شعبهم الذي تمرد وانتفض مطالبا بحريته …..

لكن ما طمأنني على نبل ونزاهة وصدق ايمان الغيطاني بالتجلي الصوفي الالهي للحرية، رفض فقيدنا لكلا (الدولتين الشموليتين الدينية والعسكرية، إذ أن ينأى بنفسه وعبقريته الأدبية والفكرية والروحية والوجدانية عن الدخول في استقطاباتها الشمولية الشعبوية العنفية …وذلك عندما سمعته يعلن انحيازه للدستور المدني من خلال تأييده للدكتور محمد البرادعي مع نخبة المثقفين المصريين وحركات الشباب، حيث يعتبره تجليا لسعد زغلول في الثورة المصرية التي لم تنته ولن تنتهي وهي في فلك معراجها المقدس نحو الحرية …
.
.تعازي القلبية لزوجتك (ماجدة ) ولعائلتك، ولأصدقائك ولمصر القادرة على انجاب أمثالك، وكذلك العزاء للعرب الذين أثريت لغتهم بتجلياتك اللامتناهية لأساليب الكلام، لتكشف عن عبقرية هذه اللغة بعبقريتك … خسرناك ….!!! لكن قد يكون الأمر تجليا من تجلياتك السالكة نحو الأعلى، حيث سنلتقي بأن تأتي إلينا أم نذهب إليك إلى مجالس مولانا المثنوي أو شيخنا التوحيدي الذين سيفرحون بعروجك إلى مقامهم وبحضرتك وبهائك بوصفك ابنا مشرقا لهما ….

وسنسميه ( مجلس طوبى للغرباء … ) كما كنت تناشد جدك التوحيدي !!!!!!!

Posted in فكر حر | Leave a comment

DNA- نصرالله.. إسرائيل والتكفيريين- 19/10/2018

DNA- نصرالله.. إسرائيل والتكفيريين- 19/10/2018
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

يبدو انه كان ضابط ايقاع بشي كباريه

jawadaswadالخبر في جريدة الديار يقول:”أوقفت روسيا غاراتها الجوية فوق الأراضي السورية لمدة 48 ساعة والسبب هو ان روسيا ركّبت في طائراتها أجهزة إلكترونية لا تجعل الصواريخ التركية والصواريخ أرض/جو أن تصيب الطائرات الروسية”. انتهى الاقتباس.

هل تعلم لماذا جريدة الديار …..مسخرة ؟؟
هل تعلم المقامر اذا كان رئيس تحرير بيلعب على جريدته ؟؟؟
هل تعلم ان التنجيم و تلبيس ابليس هو من افعال جرائد و اعلام المقاومه و الممانعه ؟؟
اقرأ هذا الخبر من جريدة الديار
على اساس ان هذا الجهاز يلي بده يركب على الطائرة متل الدولاب ( العجله ) الاحتياطية
المصيبة ان رئيس التحرير شارل ايوب كان ضابط
يبدو انه كان ضابط ايقاع بشي كباريه

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

شاهد المرشد لم يوافق بعد على الاتفاق النووي مع الغرب

بالرغم من تطبيق ايران لبنوده بحذافيرها, وموافقة البرلمان عليه, في خطبة الجمعة، في طهران، قال “آية الله أحمد جنتي، الأمين العام لمجلس صيانة الدستور الإيراني أن الاتفاق النووي”لم يتم بعد الموافقة والتوقيع عليه من قبل المرشد الأعلى”. واضاف: “إذا رفعت العقوبات، وليس مجرد تعليقها أو تجميدها، عندها الاتفاق النووي سيكون قد حقق نتائج”.

In a Friday sermon, delivered in Tehran on October 16, 2015, Ayatollah Ahmad Jannati, Secretary-General of the Iranian Guardian Council said that the JCPOA “has not yet been approved and signed by the Supreme Leader.” He further said: “If the sanctions are lifted, and not merely suspended or frozen, [the JCPOA] will have achieved results.”
walifaqih

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

ج 2 / سقوط الإسلام السياسي ونهوض العقل العربي !

لوحة الجورنيكا لبيكاسو

لوحة الجورنيكا لبيكاسو

(قراءة في كتاب سقوط العالَم الإسلامي ,للمفكر المصري حامد عبد الصمد)

مقدمة :
العلاقة الجذريّة بين الإسلام والعرب واضحة لا تحتاج للتعريف !
ليس فقط لكون الإسلام إنبثقَ من بين ظهراني العرب وأرضهم .لكن لأنّ اللغة العربية التي هي لغة القرآن وكتب التراث الأصفر ,هي (بأعتراف المشايخ) صعبة الفهم حتى على العرب أنفسهم ,بحيث يتّهمون 99% منهم بعدم الفهم ,بل الجهل في قراءة

النصوص التأريخيّة وتفسيرها !
وبالتالي تبقى حيرتي الأزليّة في هذا الصدد قائمة :
كيف يندفع (غير العرب) كالفرس ,الهنود ,الأتراك ,الأكراد ,الأمازيغ
وحتى الشيشان ,الى إعتناق الإسلام ,ثمّ التشدّد في تفسير نصوصه بطريقة قد تقود لاحقاً الى أن يُصبح بعض هؤلاء ذبّاحين محترفين ؟
من جهة ثانية ,فأنا ما زلتُ عند إعتقادي بأنّ ما حدثَ في مصر في 30 يونيو 2013 بخروج تلك الملايين من الشعب المصري النبيل (سواءً كانوا حقّاً 30 مليون أو حتى 3 مليون) لعزل الرئيس الإخواني (محمد مرسي) وحزبه وعشيرته من حُكم مصر في تلك السنة السودة بكلّ المعايير ,هو بداية النهاية للإسلام السياسي في كلّ مكان !
تفسير ذلك عندي :أنّ ما يسقط في مصر لا يقوم في غيرها !
وفي هذا الخصوص لديّ إعتراف صغير أقدّمه للشباب المُسلم خاصةً :
في صغري مارستُ العبادات الإسلامية والتردّد على المساجد وسماع خُطب الواعظينا .أكثر ما دفعني لذلك أصوات (قرّاء القرآن) المصريين الفطاحل ,أمثال :محمد رفعت والحصري ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد والآخرين .ناهيك بالطبع عن الفنّ والأدب والثقافة المصرية عموماً,جمالها وسلاستها التي تسلب القلب والعقل معاً من المشاهد العربي البائس !
الآن أستمر معكم في قراءة كتاب سقوط العالم الإسلامي !
***
ص 36 / معاييرنا المزدوجة !
على طول الخط ,نسمع جماعات الإسلام السياسي تبكي وتشتكي من ظُلم الآخرين (الكفّار) لنا .ولا مرّة إعترفوا أو ناقشوا إمكانيّة كونهم يفعلون أسوء من ذلك .لقد نسينا أنّ مَنْ يُطالب الآخرين بإحترام مقدساته لا بد أن يكون هو نفسه مثالا لإحترام مقدسات الآخرين !
اُنظر حولك عزيزى القارئ المسلم ثمّ فتّش فى ضميرك أولاً كيف تنظر إلى بقرة الهندوسي وتمثال بوذا والأناجيل الأربعة وكتاب أقدس البهائي؟
هل فكرت مرّة أنّ إسلوبك فى الكلام عن مقدساتهم قد يجرح مشاعرهم؟
***
ص 37 / فقدان الثقة بالنفس :ماذا حدث,كيف وصلنا إلى الحضيض؟
في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية بين القرن الثامن والقرن الحادي عشر الميلادي ,كانت تسود حالة من الثقة بالنفس .لم يلتفت المسلمون حينها لنقدٍ أو ذم غير المسلمين .بل أنّ الخليفة العباسي كان يُنظّم في بلاطه مسابقات للهجاء ينتقد فيها شعراء اليهود والمسيحيين والمسلمين ديانات بعضهم ,دون أن يخشى أحداً منهم سيف التكفير والقتل !
لم يكن المسلمون يعاملون الأقليات على أنهم خطراً مُحدقاً .بل إستفادوا من خبراتهم وأعطوهم فرصاً لتحقيق ذواتهم .فكان لذلك أثراً بالغاً في تطور الثقافة والعلوم الإسلامية .إنتشرت فى تلك الفترة الحانات والأشعار الإيروتيكية وحتى أشعار الزندقة ,دون أن يخشى المسلمون على دينهم . أمّا اليوم فقدْ فقدَ المسلمونَ تلك الثقة بالنفس .صاروا ينظرون بعين الحذر والتوّجس إلى كلّ ما هو غير إسلامي .صاروا يضيّقون الخناق على الأقليات الدينية ويترقبون كل همسة تصدر عن الغرب !
بالطبع حالة الترقب وسوء الظن هذه صارت مُتبادلة بين الشرق والغرب
ولعل حادثة مقتل المصرية مروة الشربيني المؤلمة بإحدى قاعات العدالة
بألمانيا ,هي أحد الدلائل لنتائج تلك الحالة .تألمّتُ عند سماع الخبر ,لكني لم أتعجب ! بل عجبتُ أنّ مثل هذه الحادثة لم تحدث من قبل بهذه الصورة البشعة ,رغم أن تجارة الخوف من كل ما هو عربي أو مسلم تجارة رائجة رابحة فى ألمانيا منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 .خاصة منطقة شرق ألمانيا التى وقعت فيها هذه الجريمة ,والتي تشتهر بمعاداة الأجانب حيث أنّها حديثة العهد باستضافة أصحاب البشرة الداكنة !
فقد ظلّت أربعين عاماً مغلقة خلف سور برلين ,غارقة فى حلم شيوعي ساذج .أفاقت منه على كابوس إفلاس دولة ألمانيا الشرقية !
وما زالت هذه المنطقة حتى بعد ربع قرن من إعادة توحيد ألمانيا تعاني من مشكلات إقتصادية كبيرة ونسبة بطالة عالية .ممّا مهّد الطريق أمام أنصار النازيين الجُدد للترويج لفكرة أنّ كثرة الأجانب هي السبب وراء وضعهم الاقتصادى المتدنّي !
***
ص 38 / تأريخ طويل من سوء الظنّ!
تجارةُ الغضب رائجة في بلادنا ,وحادثة (مروة الشربيني) تعكس سوء الظنّ الكبير بالغرب .كأنّنا كنّا ننتظر مثل تلك الحادثة لنعلن شكوكنا ونصّب لعناتنا على الغرب وندعو الى مقاطعة ألمانيا وبضائعها .
يؤلمنا ويحزننا الكثير ممّا يحدث في بلادنا .لكن لا يُحرّك عواطفنا شيء أكثر من إهانة يوجهها الغرب لنا !
العديد من السيّاح الألمان قُتلوا في بلادنا في هجمات إرهابية مقصودة .
لكن لم يُطالب الرأي العام هناك بمعاقبة مصر ووقف السياحة إليها .
وخير مثال في هذا الصدد الطالبة الفرنسيّة (سيسيل فانيير) التي كانت إحدى ضحايا الكراهيّة والتطرّف ,والتي لقت مصرعها في إنفجار بحيّ الحسين (قبل شهور من مقتل مروة الشربيني في دريسدن) .
وبالطبع لم تخرج تظاهرات في فرنسا تطالب بالإنتقام الشديد من مصر !
[أمّا حادث قتل السفير الأمريكي في ليبيا كريس ستيفن وأربعة من مساعديه عام 2012 على يد جماعة أنصار الشريعة ,إحتجاجاً على عرض فيلم في أمريكا إعتبروه مُهيناً لنبي الإسلام.متناسين موقف وجهود هذا السفير نفسه في الدفاع عنهم وحثّ حكومته للتدخل عشية شنّ القذافي هجوم بالطائرات توّعد فيها وإبنه سيف الإسلام بإبادة الثوّار في بنغازي عن بكرة أبيهم مهما كان عددهم / فتلك حادثة تحتاج كتاب خاص بها] !
***
ص 40 / الخطوط الحمراء !
(معركة الرسوم المسيئة للإسلام ,أو حوار مع عدو)
سألتُ (فلمنج روز) رئيس القسم الثقافي في الجريدة الدانماركيّة (يولان بوستن) وصاحب فكرة وقرار نشر رسوم الكاريكاتير عام 2005 :
كيف نتعامل مع قضية التصادم بين حرية التعبير وإحترام مقدسات الآخرين ؟ مَنْ يمتلك الحق فى خلق الخطوط الحمراء أو إذابتها ؟
أجابني بما يلي :
من الممكن أن نعقد مع بعضنا صفقة تحترم أنت كلّ مقدساتي ولا تذكرها بسوء مقابل أن أحترم أنا كلّ مقدساتك ولا أتعرض لها بالسب أو الانتقاد!
نظريا ستكون هذه طريقة جيدة ,إنّما صعبة التنفيذ على أرض الواقع وتتنافى مع طبيعة البشر .فما أكثرها مقدساتي ومقدساتك ومقدساته !
وكم تُستغل هذه المقدسات كذريعة للضغط والإبتزاز !
إذا أردنا أن نحيّا حياةً طبيعية خالية من التشنّج علينا أن نُقلل من الخطوط
الحمراء لا أنْ نزيدها.علينا أن ننتبه إلى أن المستبدين يستغلون هذه الخطوط لإسكات معارضيهم !
***
ص 44 / لوحة ((الجورنيكا)) لبيكاسو !
لم أكتفِ بمقابلتي (فلمنج روز) بل ذهبتُ الى مرسم (كورت فسترجارد) نفسه ,صاحب الرسوم الكاريكاتيرية المُسيئة للإسلام .وأجريت معه حواراً للتلفزيون الألماني بعد محاولة إغتياله الفاشلة على يد شاب صومالي يتمتع باللجوء الإنساني فى الدانمارك !
تحدثتُ معه عن صورة النبي والقنبلة العالقة فى عمامته وما يقصد بها !
فحكى لي قصة الرسام الإسباني ( بيكاسو) الذي إستوقفه جنود النازي
وسألوه إن كان هو مَنْ رسمَ لوحة الجورنيكا الشهيرة ؟
أجابهم بيكاسو مبتسماً : بل أنتم الذين رسمتموها !
كانت عبارة بيكاسو تلك إشارة الى دور النازيين القذر في الحرب الأهليّة الإسبانيّة .التي عَبّرت لوحة الجورنيكا عن بشاعتها !
ما أراد (فيسترجارد) قوله ,أنّه ليس مَنْ صَوّرَ نبي الإسلام بهذا الشكل
إنّما المسلمين المتطرفين الذين يفجرون أنفسهم بين الناس هم مَنْ فعلَ ذلك بتصرفاتهم .وهم وحدهم القادرون على محو القنبلة العالقة في عمامة نبيّهم !
***
ص 48 / الخروج على الحاكم !
لقد جاء الفكر السنّي على هوى سلاطين بني أمية الذين إغتصبوا الخلافة وكانوا بأمسّ الحاجة لمن يضفي الشرعية على حكمهم المبني على مبدأ التوريث ,ولاعلاقة له بالشورى كما كان جارياً عهد الخلفاء الراشدين !
منذ ذلك الحين فإن الدعاء للحكام والسلاطين من فوق المنابر صارَ جزءً لا يتجزأ من صلاة الجمعة .ومع مرور الزمن تطور مبدأ حاكمية الله على الأرض فى عهد العباسيين والفاطميين .وهذا مبدأ كان يعرفه الفرس والمصريون القدماء يقول إنّ الله يحكم من خلال الحاكم الذى يعتبر روح الله أو ظلّه على الأرض !
هكذا صار إسم الحاكم وإسم الله ملتصقين عند بعض السلاطين مثل المعتصم بالله والمنتصر بالله والحاكم بأمر الله !
ربّما يُفسر ذلك تاريخ الدكتاتورية فى بلدان المسلمين .فمن ينظر اليوم إلى معظم حكامهم سيجد أنهم يقلدون الإله المعصوم الذي لا يقبل شريكاً فى المُلك ,ولا يُسأل عما يفعل .يُدخِل من يشاء فى رحمته ,يحيي ويميت وهو على كل شىء قدير !
هكذا صار الدين يُشكَّل على هوى الحاكم ,فكان الإسلام دين الخلافة فى زمن العثمانيين .ثم صار اشتراكياً فى عصر عبد الناصر .كما كان دين حرية المُلكية الشخصية وصارت فوائد البنوك حلالاً فى زمن الإنفتاح.
وكان دين الجهاد قبل حرب أكتوبر.ودين السلام بعد كامب ديفيد !
لكنّهُ أبداً لم يكن دين الحُريّة والثورة على الحاكم ,إلا مؤّخراً (بتأثير أجهزة الحضارة الاوربية ,كالإنترنت الموبايل الساتلايت وما شابه) !
(إنتهى الجزء الثاني من تلخيص هذا الكتاب التنويري ) !
***
الخلاصة / كلام مفيد :
لن ينهض العقل العربي المُسلم ,ما لم يسقط الإسلام السياسي أولاً !
نعم الإسلام السياسي هو المشكلة ,والعلمانيّة هي الحلّ !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
19 إكتوبر 2015

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

الأنطاكية مهد الكنائس قاطبة بالعالم تكفر مطران موسكو لا تقديس للحرب

putinchurch1قال أبرز رجال الدين المسيحيين, المطران” إلياس عودة” متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس, في عظته الأسبوعية: “إن الكنيسة لا تبارك من يقتل الآخر، لأن حياة الإنسان هي ملك الرب ومن يقتل الإنسان كأنه يشاء أن يقتل الله”، مضيفا: “الكنيسة لا تبارك الحروب ولا تقول عنها إنها مقدسة، أي لا تقدس الحروب ولا تقبل بهذا القول … تعاليم الإنجيل والمسيح علّم تلاميذه بان من ضربك على خدك فأعرض له الآخر أيضا … نحن نعلم أن قلة من المسيحيين يتصرفون بحسب أقوال الرب، لا بل معظم الناس يرفضونها لأنهم يعتبرون أن التصرف بحسب هذه الأقوال يجعلهم ضعفاء أمام أعداءهم، والذين يسيئون إليهم، لأنهم لا يدركون أن المؤمن يتكل على الله وحده وهو القوي القدير كما علمنا الأنبياء والرسل والقديسون … الكنيسة لا تبارك الحروب ولا تقول عنها أنها مقدسة.. كل كنيسة يجب أن تكون هكذا.. لهذا السبب نحن الأرثوذكسيين، وبالأخص في انطاكية، فيما نتألم ونطرد من بيوتنا ويشنع بنا، لا نقاتل أعداءنا.. فليكن واضحا إن كنيستنا الأرثوذكسية التي نحن أعضاء فيها لا تبارك ولا تقدس الحروب ولا تقول عن أي حرب أنها مقدسة  … من يقول هذا القول، أشك بأنه سمع كلام الرب يسوع: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم”.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | 2 Comments

«الصهيونية في دمشق»: تحقيق تاريخي أم قصة من الخيال؟

damsyriaالمؤرخ سامي مبيض : جريدة السفير بتاريخ 2015-10-17

برغم الكوارث المتتالية على الشعب السوري، يدور نقاش فكري بين بعض المؤرخين حول تاريخ يهود مدينة دمشق ودورهم في نهضة مدينتهم الصناعية والثقافية والاجتماعية قبل احتلال فلسطين وقيام دولة إسرائيل العام 1948. بدأ هذا الحديث ينشط منذ سنوات بعد ظهور أعمال تلفزيونية عدة تشيد بيهود الشام، لعب فيها نجوم سوريا أدوار شخصيات يهودية وطنية، مثل سلاف فواخرجي في «يا مال الشام» ورفيق سبيعي في «طالع الفضة» ودريد لحام في «بواب الريح». كسرت هذه الأعمال الصورة النمطية المتوارثة عبر الأجيال لليهود السوريين، بأنهم جشعون وبخلاء، ليظهروا اليوم بصورة المواطنين الشرفاء الحريصين على عروبة مدينتهم.
صدر كتاب جديد في لندن منذ أشهر، يروي قصة مختلفة تماماً عن يهود الشام، عنوانه «الصهيونية في دمشق» للكاتب الإسرائيلي يارون هاريل، وهو أستاذ تاريخ في إحدى جامعات تل أبيب. العنوان مشوّق وجذاب طبعاً، مما ساعد على الترويج للكتاب والتغطية على أول عيوبه، وهو أن المؤلف لم يزر دمشق في حياته، ولكنه اعتمد على أرشيف الخارجية البريطانية، وأرشيف كل من فرنسا وتركيا وإسرائيل. لا يوجد أي ذكر لأي ارشيف عربي في الكتاب، رغم استعانة الكاتب ببعض المذكرات لشخصيات مرموقة من ذلك الزمان، منها العلامة ساطع الحصري والأستاذ محمد كرد علي، مؤسس مجمع اللغة العربية بدمشق وصاحب جريدة «المقتبس» المعروفة.
الكتاب الجديد، الصادر باللغة العبرية قبل ترجمته الى الإنكليزية ونشره في لندن، يروي قصة يهود الشام منذ العام 1875 وحتى مطلع العشرينيات من القرن الماضي. يحاول الكاتب فيه إثبات أن يهود المدينة اتجهوا نحو الصهيونية ليس كتيار سياسي أو ديني، ولكن كطوق نجاة لخلاصهم من حياة الظلم والاستبداد في عهد العثمانيين، من الأتراك أولاً ومن أبناء مدينتهم من الدمشقيين ثانياً.
يبين الكاتب أن يهود الشام عانوا من التمييز العنصري، والخناق الاقتصادي، والتميز الاجتماعي والسياسي، مما أجبرهم على وضع كامل ثقلهم خلف المشروع الصهيوني في فلسطين، معتبرين إياه ملاذاً ووطناً بديلاً عن دمشق. يضيف الكاتب أن يهود الشام لم يشعروا يوماً أن دمشق كانت وطناً لهم، وكان هذا بسبب تصرفات المجتمع الدمشقي نفسه. لن أدخل في سرد المؤلف لنشاط الوكالة الصهيونية في دمشق قبل العام 1948، العلني والسري، ولا في حجم الاضطهاد الذي عانوا منه، مثلهم مثل كل الناس، في عقود مختلفة من حكم العثمانيين لبلاد الشام، فكل هذا موجود داخل صفحات الكتاب ومعالج بإسهاب وتفصيل دقيق، وهو أقرب ما يمكن الى الحقيقة. فما يهمّني هو محاولة الكاتب تزوير حقيقة يهود دمشق وعلاقتهم بمدينتهم.
لا ننكر أن العثمانيين فرضوا قوانين جائرة على يهود الشام، بلباسهم مثلاً، حيث أجبروا على ارتداء ملابس ملوّنة مختلفة عن الإسلام او المسيحيين، ومنعهم العثمانيون من إقامة دور ضخمة للعبادة في دمشق، مثل الحال عند يهود القاهرة مثلاً. ولكنهم لم يعيشوا يوماً في بؤس وذلّ في دمشق.
بدء الكتاب بمقولة للموسيقار اليهودي ابراهيم زيفي اديلسون، المولود في لاتفيا والذي جاء الى فلسطين العام 1919 ليؤسس مدرسة لتعليم الموسيقى فيها. يقول الموسيقار اليهودي إن الحياة اليومية ليهود الشام كانت تذكره «بغيتويات اوروبا في القرون الوسطى»، وهو ما ليس بالصحيح.
يكمل الكاتب ويبدأ القصة عند إفلاس الدولة العثمانية العام 1875، عندما رفضت تسديد ديون التجار والمصرفيين اليهود المستثمرين بالسندات العثمانية. لا يقول الكاتب شيئاً عن حالة الطائفة قبل العام 1875 ولا يذكر ثراء ابنائها أو بهاء قصورهم في دمشق، ولكنه يركز على أن الحكومة العثمانية كانت مدينة لهم بمبلغ 20 مليون فرنك فرنسي وأنها قررت شطب الدين بشكل أحادي جائر مما حوّلهم، وبحسب الكاتب «إلى شحادين بين ليلة وضحاها».
يتابع الكاتب الإسرائيلي: «في العام 1903 لم يبق أي مواطن يهودي ثري في دمشق وكل مَن كان يملك مالاً منهم غادر المدينة، أو أصبح من فقرائها. بعضهم أفلس لدرجة أنه صار يجول الشوارع بحثاً عن قطعة خبز لإطعام أطفاله. ومع حلول العام 1904 كان هناك مواطن يهودي واحد فقط في دمشق يمكن وصفه بالثري»، من دون أن يسمى هذا المواطن باليتيم.
لا يأتي الكاتب على ذكر المصرفيين اليهود، ولا التجار أو الأطباء من الطائفة اليهودية، كما أنه لا يذكر بيت ليشبونا العريق، أو بيت فارحي، المملوك من قبل حائيم فارحي، أحد أبرز أثرياء دمشق بين كل الطوائف والذي عمل وكيلاً ومديراً لأموال أحمد باشا الجزار، حاكم صيدا ودمشق في نهاية القرن التاسع عشر. كما أنه لا يذكر حتى الوجيه يوسف بك عنبر وداره البديع الذي بدأ العمل به العام 1870 قبل بيعه ليصبح ثانوية مكتب عنبر الشهيرة خلف الجامع الأموي الكبير، أو الطبيب إسحاق طوطح، والذي كانت عيادته الطبية في شارع العابد حتى منتصف الخمسينيات محجّاً لكل السوريين، أو النائب في البرلمان السوري يوسف لينادو، الذي أصبح نائباً عن دمشق على قائمة الرئيس المرحوم شكري القوتلي. علماً أن يوسف لينادو كان انتخب نائباً عن العاصمة في كل دور تشريعي من العام 1928 حتى العام 1948. الكاتب يهملهم جميعاً بالقول: «لم يكن هؤلاء جميعاً أثرياء بمقايس العاصمة دمشق». ويقول أيضاً: «الاضطهاد والقمع من قبل السكان المسلمين كان جزءاً من حياة اليهود اليومية، تقبّلوه وتعاملوا معه بطبيعة أمورهم».
وقد شككّ الكاتب أيضاً في وجود جريدة يهودية عبرية ظهرت في دمشق بعد الحرب العالمية الأولى تدعى جريدة الحياة، صدرت بترخيص من حاكم سوريا الأمير فيصل بن الحسين. كانت تصدر ثلاث مرات اسبوعياً وتحمل مقالات لكتاب يهود ومسيحيين ومسلمين. مدير تحريرها الياهو ساسون، الذي عاش فترة طويلة بين دمشق وبيروت قبل العام 1948، كانت الجريدة تطبع 7 آلاف نسخة أسبوعياً. كما روى الكاتب أنّ يهود الشام كانوا يحتفلون سنوياً بذكرى «وعد بلفور» الذي أعطى وطناً للصهاينة في فلسطين وهذا طبعاً عارٍ عن الصحة وأقرب الى الخيال.
صحيح أن فيصل سمح بإصدار مطبوعات عبرية وأنه أمر بشراء مطبعة عبرية من فلسطين، ولكنه حتماً لم يسمح بقيام احتفالات بدمشق بمناسبة «وعد بلفور» في الثاني من تشرين الثاني، وكيف له أن يسمح بعدما كان البرلمان السوري (المؤتمر السوري الاول) رفض الاعتراف أصلاً بـ «وعد بلفور»؟ وكيف للدمشقيين أن يسمحوا بها بعدما كانوا قد طردوا اللورد جيمس بلفور نفسه من مدينتهم عند قيامه بزيارة في نيسان 1925؟
كتاب يارون هاريل كتاب مسيء جداً يجب على الدمشقيين والسوريين نسفه وتحدّي رواياته المغلوطة والممنهجة. أنا ابن دمشق، نشأت بها في الثمانينيات عندما كان ما يزال هناك تواجد جيّد ليهود المدينة. عاش اليهود بيننا وحملوا أسماء عربية ولا يتكلمون الا العربية بعكس يهود المدن العربية الأخرى. في مكتبي بدمشق توجد طاولة فضة ونحاس من صنح أحد أبرز الفنانين الحرفيين الدمشقيين اليهود، اسمه موريس نصيري، صاحب محل «أمية بازار» في سوق مدحت باشا. غادر موريس دمشق الى كندا العام 1994 وأجريت معه مقابلة منذ سنوات قال فيها: «دمشق هي حبيبتي وعشيقتي، وكانت وسوف تبقى إلى الأبد، ومغادرتها بالنسبة لي كمغادرة الروح من الجسد».

Posted in فكر حر | Leave a comment