الايديولوجيا والحرية والعدالة الأجتماعية ؟

abdelrahmansharafكل إنسان هو مملوء أشيائه وأفكاره التي تتواجد بداخله والتي تعلمها وتشكل بها .
بأيديولوجية معينة سواء كانت دينية حزبية سياسية أو فكرية تأثر بها أو أنتمى لها .
وهذا أيضا يشكل جزء من ذاته البشرية التي يتفاعل بها مع محيطه وغيره من البشر .
ولا شك أن كل أنسان وكل أيديولوجيه لهما طروحات التي تعبر عن المصلحة وأشباع الرغبات والأحتياجات والحقوق .
فأي علاقة هي علاقة تأثر وتأثير وترك أثر بهذه الممارسة في واقع وحيز معين يمارس به .
في واقعنا العربي المكون من العديد من الأيديولوجيات والأفكار .
ماذا حققنا لأنفسنا ولحياتنا بهذه الأيديولوجيات التي معظمنا ينطلق منها .
أكيد لا شك حققنا الأنقسام والكراهية والجهل والتخلف والصراع بين بعضنا البعض .
وأشياء سلبية كثيرة أثارها واضحة في معانتنا اليومية بالأضافة إلى وجود أسباب كثيرة تتعلق بهذه الأيديولوجيات أوصلتنا لهذا الواقع المريرو التخبط بين تنشئة الانسان بالشكل السليم ورفع قيمة وتطور المجتمع .
الأيديولوجية بالمنظار العام هي وعي زائف للذات الداخلية للأنسان ولا تستطيع أن تنشأ ذات مستقلة .
وأن لب هوية الشخص لا تزيد عن كونه كتلة مختلطة من الصور والمواقف التي تعلمها أو عبئ بهابالشكل السلبي .
فأي أيديولوجية ستكون عديمة لذات الشخص ووعيه العقلي والمعرفي وستنتج سلبيات في أنتاج واقع أفضل وجيد .
مالم تكن ذات تصور أنساني يفيد كل البشرية وينسجم مع البشر بالتسامح والتعاون ونقلها لخطوة أفضل .
سواء كان من منظار أخلاقي أو ديني وسياسي .
فالأنقسامات والمشاكل بين الأفراد والأحزاب ونهجها ناتجة عن هذه الأدلجات المزيفة المفعمة بالسلبيات وتحتاج إلى الكثير من الأصلاح والتغيير .
وناتجة عن الخطابات المنبثقة من شخصيات متأثره بأيديولوجيات تبتعد عن منظار أخلاقي وأنساني لكل البشر فنحن دائما نبحث عن فرصة أفضل في الحياة وأحداث تغيير جيد ليس فقط على مستوى فردي أو جماعة معينة أو طائفة معينة بل على مستوى أنساني .
ولا يمكننا في أيامنا هذه و واقعنا الشرقي أن نحدث خطوة أفضل وجيدة في أي مسار تغييري دون أن نحطم كل شيء معتادين عليه بسلبيات الأيديولوجيات وتعاليمها وكل الشخصيات التي تنطلق منها ومازلت مفعمة بسلبيات تؤثر على واقعنا .
والتي تبعدنا عن نظرة أنسانية وأستوعاب للأخر وللأختلاف .
ولابد أن أشير أيضا أن هناك الكثير من هذه الأيديولوجيات التي أبعدتنا عن مفهومنا للحرية الحقيقية وعرقلة مسيرة الحرية والفهم السليم والنضح العقلي والمعرفي بالشكل العام .
فإذا لم تكن أي أيديولوجية أو فكر يطرح يالشكل الأسمى لواقع أفضل للأنسانية والبشرية وتسامحها وأستوعابها للأخر ومع حرية الأنسان ونضوجه العقلي والمعرفي فهي مازلت تحطم بالأنسان والواقع بأبتعدها عن هذا الطرح . وإذا لم نتابع الثورات العربية بهذه الألية من التفكير والأصلاح وتعطيل قيم قديمة وسحقها .
فلن نحصل على تغير أفضل بأنسان واعي يصنع مجتمع واعي يحضن الحميع .وسيكون لدينا صعوبة في تحقيق عدالة أجتماعية ومجتمعات ديمقراطية حرة وسنكون دائما متجهين إلى الفوضى بدل البناء.

عبد الرحمن شرف .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (19)

mostafalidawiالخليل تتقدم وشهداؤها يتسابقون

عجيبٌ أمرُها مدينةُ الخليل، مثخنةٌ بالجراح، ومسربلةٌ بالدماء، ومقيدة الأطراف، ومكبلةٌ بالقيود والأغلال، ومحتلة الأرض ومسكونة القلب، والاستيطان ينخر في كل مكانٍ فيها، والمستوطنون يجوبون بالسلاح في شوارعها، ويعتدون بوحشيةٍ على سكانها، وقد احتلوا طرقاتها وأزقتها الضيقة، وسكنوا بيوتها، وسوروا أسواقها، وملأوا طرقاتها وأغلقوها بمكعبات الإسمنت الضخمة، وسيطروا على حرمها الإبراهيمي، واستولوا على أغلبه، ومنعوا الآذان من على مآذنه، وكانوا قد سفكوا دماء المصلين فيه، ولكنها تأبى إلا أن تتقدم الصفوف، وتسبق الجميع، وتعلم الكل دروساً في التضحية والفداء، والمقاومة والجهاد، فما إن يرتقي منها شهيدٌ حتى يتبعه آخر، ويتلوه جديد، في مدينة الخليل أو في بلداتها وقراها، أو من الخليل ولكن في عموم الوطن فلسطين.

ويبقى اسم مدينة الخليل يتقدم الأسماء، ويسبق البلدات، وفي كل يومٍ تزف شهيداً أو أكثر، وتحيي عرساً أو تقيم احتفالاً، ولكنها تذيع قبل الشهادة نبأ طعنٍ أو دهسٍ، وإن كان بعضهم يقتلون اشتباهاً وريبة، وخوفاً وجزعاً، خاصةً في محيط الحرم الإبراهيمي وفي الطرق المؤدية إليه، إذ فيها وفي المدينة القديمة سقط أكثر الشهداء، ودارت أغلب العمليات، ولكن معين شباب الخليل لا ينضب، وسيلهم لا يتوقف، وهديرهم لا يهدأ، ولا هم يتراجعون، ولا يجبنون ولا يخافون، بل يتدافعون ويتزايدون، ويتنافسون ويتزاحمون، في مسيرةٍ نحو الشهادة يخشاها العدو، ولا يعرف كيف يفسرها ولا السبيل إلى مواجهتها، إذ كيف يصدون رجلاً أقسم على الله سبحانه وتعالى أن ينتصر أو يستشهد، وأن ينتقم ويثأر، أو يزرع في الأرض جسده ويروي ثراها بدمه، لتنبت من بعده رجالاً يصبغون الأرض، ويلونون سماء الوطن.

إنهم يعلمون أنهم على الحق، وأنهم يقاتلون من أجل حق، ويصدون عدواً بحق، اغتصب أرضهم، وعاث فيها فساداً، قتلاً واعتقالاً، ومصادرةً وبناءً، وجعل الحياة فيها مرةً ذليلة، والإقامة فيها حزينة أليمة، فماذا تراهم يفعلون، وكيف يتصرفون، ليس إلا أن يثبتوا أنهم رجالٌ لا يطأطئون الرأس، ولا يحنون الجبهة، ولا يهينون النفس ولا يسلمون الراية، ولا يخضعون للقوة القاهرة، ولا للاستعباد المذل، فما عيشهم إلا عزاً أو عيش الآخرة، وهذا ما عرفه عنهم الإسرائيليون وخافوا منه، حتى غدت مدينة خليل الرحمن التي يدعون أنها المدينة المقدسة التي اشتراها أنبياؤهم بأربعة شواقل، وسكنها أجدادهم وبنى فيها ملوكهم حصوناً وقصوراً، تطاردهم كشبح، وتلاحقهم ككابوس، فبزت غزة ونافستها، وهي التي ظنها المحتلون أنها ملعونة، وأن الموت يسكن في جبناتها وتحت أقدام جنودها، ويقفز من جوفها موتاً سراعاً، حتى هربوا منها، يضربون كعوب أقدامهم ببعضها فرحاً، أنهم من الموت نجو، وفي الحياة كتب لهم فيها يومٌ آخر.

العدو الإسرائيلي بجيشه ومستوطنيه ومتدينيه، وحكومته وأجهزته الأمنية، ينتقمون من مدينة الخليل، ويثأرون لأنفسهم منها، فيحاولون قتل أكبر عددٍ من شبانها وفتياتها، ويبادرون لقتلهم دون تحذيرٍ منهم، أو اشتباهٍ فيهم، فمن بين قرابة سبعين شهيداً هم شهداء انتفاضة القدس، قدمت محافظة الخليل وحدها ثلاثين شهيداً، وما زال عدد الشهداء في ازدياد، وأفواج الراغبين في الثأر والانتقام يتتابعون ويتزايدون، فما منعهم دمٌ مهراق، ولا صور أجساد الشهداء التي في الأرض تغرس، وسرادقات الزفاف تنصب، ووفود المهنئين لا تتوقف، وأمهات الشهداء قد حبسن دموعهن، وأخفين حزنهن، وكظمن غيضهن، ولكنهن أقسمن أن يلدن أبطالاً، وأن يأتين بأولادٍ ينتقمون، وأن ينجبن أجيالاً يحملون الأمانة، ويرفعون الراية، ويمضون على طريق المقاومة.

كأن العدو الصهيوني قد صمم أن ينتقم من أبناء محافظة الخليل أكثر من غيرهم، ليكسر شوكتهم، وليحد من شره اندفاعهم نحو الشهادة، ويمنع غيرهم من الالتحاق أو المواصلة، فقتل الفتيات واستهدف الأمهات، ونكل بهن أحياءً وشهيداتٍ، واحتجز جثامين الشهداء، ومنع ذويهم من استلامهم للصلاة عليهم ودفنهم، وما زال يرفض تسليمهم، في الوقت الذي يعجل بهدم بيوتهم، واعتقال إخوانهم وأقربائهم، ليضغط بذلك على العائلات ويرهقها، ليعلم المقاومون أن أهلهم من بعدهم لن ينعموا بالراحة، ولن تستقيم لهم الحياة كما يرجو الشهيد ويتمنى.

لكن فلسطين كلها وأهلها جميعاً لا يتركون الخليل وحدها، ولا يتخلون عنها، ولا يتركونها تقاتل ويتولون بعيداً عنها، ولا يقولون لها كما قال اليهود لنبيهم عند القتال وساعة الحرب، اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون، بل يقولون لها ولأبنائها، نحن معكم وإلى جانبكم، نساندكم ونؤيدكم، ننصركم ونخفف عنكم، ونقاتل معكم ونصمد وإياكم، نصنع النصر معاً، وننسج خيوط العزة سويةً، فإن كنتِ قد سبقت فأنت لنا الرائد ولزحفنا القائد، نتأسى بك ونقتدي، ونتعلم منك ونهتدي، فافعلي يا خليل الرحمن ما تؤمرين، فستجدينا معك إن شاء الله من الصابرين.

شهداء الخليل فلذات أكبادها، ومن عيون عائلاتها، ينتمون إلى بطونها الكبيرة، وأسمائها اللامعة الشهيرة، الذين تضرب شهرتهم في عمق الأرض ومدى التاريخ، وهم قرة عين أهلهم، ومهجة فؤادهم، وليسوا فقراء ولا معدمين، ولا بائسين ولا محبطين، بل إنهم يغلون شباباً، ويمورون ثورةً، ويتقدون حيويةً، ولكنهم لا يستعظمون الحياة أمام فلسطين وقدسها، وأمام الأقصى وأهله.

إنهم رجالٌ ينتمون إلى فلسطين وينتسبون إلى هذا الوطن، قد عرفوا أن الكرامة تعني الرأس المرفوع، والقامة المنتصبة، والصوت العالي المسموع، والإرادة الحرة، والعزة والشمم، والإباء والسنم العالي، وهذا كله لا يكون بالذلة والخنوع، ولا بالخوف والجزع، إنما يكون بالقوة والبأس، والشدة والعزم، فمضوا وكأنهم يشقون طريقهم إلى مجدٍ هم يعرفونه، وشرفٍ يرومون نيله، فهنيئاً لنا بهم، وهنيئاً لفلسطين بخليلها وأبنائها.

بيروت في 29/10/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

سميّة عبيد التي فضحت مازوخيّة المرأة المُسلمة !

صورة ضحيّة الإعتداء ..(سميّة عبيد)

صورة ضحيّة الإعتداء ..(سميّة عبيد)

***
آهٍ يا إبنتي البطلة الجدعة الشجاعة سُميّة عبيد !
كنتُ قد أوشكتُ على غسل يديّ من أمل نهوض مجتمعاتنا البائسة ,نظراً لطول فترة الرقاد في الحضيض .إنّما هزتنّي من جديد شجاعتكِ وتصديكِ لهذا المخلوق البائس الذي لم يكتفِ بالتحرّش ,بل ضربكِ مرتين على وجهكِ الجميل !
لم يتحمّل فكرة الرفض من شابة تدافع عن نفسها وكرامتها ,عندما تتردّد الغالبية .جنّ جنونه وجحظت عيونه وظهر جبنه الشديد بضربكِ يا سميّة!
ولو أنّكِ تعيشين في دولة تحترم نفسها ,لقدّموا لكِ الإعتذار والترضية الماديّة المناسبة ,والعلاج النفسي لفترة طويلة !
كلّ ماحدث في قصة (مول الحُريّة) أحزنني لكن لم يفاجئني !
المفاجئة الوحيدة تأتي من موقف المرأة عموماً في مثل هذه الأحوال !
السيدة الإعلامية (ريهام سعيد) تعلن شجبها لتصرف المعتدي الجبان ,لكنّها تنشر صور للبنت الضحيّة حصلت عليها من موبايلها دون موافقتها .صور بالمايوه وما شابه ,رغم كونها طبيعية ومن أبسط حقوق الإنسان لكنّها تُعدّ جريمة مخلّة بالشرف في المجتمعات الغائصة في الحضيض .وأمّ سميّة نفسها تقول لإبنتها :عاجباكِ الفضايح دي ؟
ولكثرة تلك التعليقات المُحبطة تقول سميّة وهي طالبة جامعية:
يا ريتني ما تكلّمت وطالبت بحقّي / يا ريتني أكلت الضرب وسكِّت !
أوّاه عليكِ يا سُميّة ,تأنيب المظلوم على إحتجاجه ,أشنع عندي من جريمة الظالم نفسه !
حقّاً أنّ مايُحزنني أنّهم يقلبون رأساً على عقب بطولة سميّة الى فضيحة!
ما غرضهم من ذلك ,متى تنتهي مازوخية المرأة المسلمة ضدّ نفسها؟
متى تتوقف المرأة عن كونها مُجرّد قناة صوتية للثقافة الذكوريّة ؟
هل هو نفاق ورياء,أم ساديّة ومازوخيّة؟ ألا يكفي الحجاب والنقاب ؟
على رأي صديقي التنويري المصري (محمد البدري) ,بعض النساء المُسلمات ترفض أن ترى اُخريات تتمتعنّ بقسطٍ من الحرية (حسدٌ سرّي يسري في نفوسهم ) فتمارس عليها كلّ ماتستطيع لإخضاعها للدين على طريقة تُجّارّه الوسخين !
***
النور في نهاية النفق !
على الجانب الآخر قامت الإعلاميّة المحترمة (إيمان الحُصري) بعرض مشكلة سُميّة على قناة المحور .وإستضافت هاتفياً المحامي عصام عجاج الذي أوضح بشجاعة الموقف القانوني من الجاني والإعلاميّة المُسيئة .
كما إستقبلت العديد من المكالمات التي تعاطفت جميعاً مع الشابة المجني عليها .حتى أنّ كلام إحدى السيّدات أبكى سميّة لفرط التشجيع والتضامن!
الآن ماذا سيحدث مع هذا المجرم السافل الذي إعتدى على سُميّة ؟
ما موقف تُجار الدين الذين دوشونا بحماية المرآة وحقوقها ؟
لماذا يقيمون الدُنيا ولا يقعدوها بسبب رسوم كاريكاتير بائسة يقولون أنّها مسيئة للإسلام .أفلا يُسيء للإسلام ضرب سميّة ومظلمتها الصارخة ؟
ما موقف الداخلية والقضاء المصري ؟ هل يكست الجميع الى أن يتدخل السيسي نفسه ؟ هل هكذا تجري الامور في أعرق دولة شرق أوسطيّة ؟
لننتظر ونرى ما يجلبه الغد !
(لكن ماذا يُسمّى هذا الذي يوثِق المُحرّر نفسه بالسلاسل؟) / نيتشة !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
28 إكتوبر 2015
(يوم البطلة / سُميّة عبيد) !

مواضيع ذات صلة: لهذا السبب مصر في الحضيض

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

DNA- الممانعة وتأثير الكيبتاغون- 28/10/2015

DNA- الممانعة وتأثير الكيبتاغون- 28/10/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

قبل ان تفقدوا آخر ما تبقى لكم

nabilaudeh*الدفاع عن مصالح الجماهير العربية يحتاج إلى المنطق السياسي والأخلاقي السليم* صحفيا يمدح
كتاباتي ويعشقها لكنه لا يحتمل ان اكتب دفاعا عن علي سلام* يتناسون ان علي سلام ليس نبتة
غريبة في الناصرة، لم يسقط بمظلة من السماء، بل تثقف ومارس العمل وبرز في إطار الجبهة*

كلهم يريدون خدمة الجماهير العربية. هذه المقولة أصبح تكرارها يسبب لي الحساسية المفرطة، فاقمع قلمي حتى لا اصفعهم واتهم بأني لا أخدم الجماهير العربية. محرر صحيفة حزبية يعلن إعجابه بما اكتب ولكني لا اخدم “الجماهير العربية” لأني اصطففت إلى جانب رئيس بلدية الناصرة الذي لا يستحق الدفاع والنشر الإعلامي من قلم مثل قلمي. هناك آخرون بلا عد أخرهم كاتب مبتدئ يتهمني بأني صحفي بلاط لأني لا أخدم “جماهيره العربية”، متناسيا ان جماهيره العربية ملت الجعجعة والمجاحشة بين المتزعمين، الذين همهم أن يضمنوا لأقفيتهم جلوسا في كراسي التزعم.
هنا لا بد من توضيح ورد على النباح الذي يصلني لأني لا اخدم “الجماهير العربية” بل رئيس بلدية الناصرة.
أولا لم اصطف إعلاميا إلى جانب رئيس بلدية الناصرة لأني حصلت على وظيفة، بل اعمل حتى اليوم متبرعا ومن رؤيتي ان السابقين في خدمة الجماهير العربية لم يخدموا إلا أنفسهم ومصالحهم وتركوا الجماهير العربية لهراوات الشرطة، وجعجعوا بالميكروفونات من على المنابر، وهي حالة لا تشكل خطرا على بدلاتهم الطليانية الثمينة ولا على ربطات عنقهم الفاخرة.
فهل حصولي على وظيفة يهدد أمن الجماهير العربية؟!
ألا استطيع أن اخدم الجماهير العربية بالدفاع عن المنطق السياسي والأخلاقي السليم؟ أليست وظيفتي كمثقف موضوع مرتبط بقضايا مجتمعه وشعبه ان أكون صاحب عقل فعال وليس عقل منفعل؟ ان أفكر ولا اردد كالببغاء ما تلقنون من أعضاء حزبكم ؟
هل خدمة الجماهير العربية تعني ان أكون جزء من القطيع الحزبي بغض النظر عن لون الحزب؟!
كنت أود نشر الرسائل التي تصلني من الذين وضعوا أنفسهم بخانة الجماهير العربية، والجماهير منهم براء. احدهم يمدح كتاباتي ويعشقها لكنه لا يحتمل ان اكتب دفاعا عن رئيس بلدية الناصرة .. لأنه لا يجده أهلا لرئاسة بلدية الناصرة. سألتهم هل كانت أهليته كاملة كقائم بأعمال رئيس بلدية الناصرة؟!
لم يصلني جواب القلقين على نبيل عودة من عمله مع علي سلام. بعض الحياء لا يضر حاملي لواء الجماهير العربية، وهي لمن لا يعلم جماهير غفورة وليست غفيرة، غفورة لأنها تتحمل قيادات وشخصيات لا شيء يحركها إلا مكاسبها الشخصية.
شيء من التاريخ
استقلت من الحزب الشيوعي والجبهة عام (1993)لأسباب لا أرى أهمية الآن للعودة لها. وهي قضية شخصية في وقته.
نقاشي الذي كان عنيفا أحيانا مع بيتي القديم وبعض شخصياته لم يكن وما كان له ان يكون عدائيا ، بل من منطلق المسؤولية التي شكلت قيمة خاصة في نهج حياتي. نقاشي الفكري معهم لم يتوقف اليوم أيضا، لا أناقشهم من منطلق نفيهم، بل من منطلق رؤيتي ان هذا الجسم قادر ان يجدد نفسه إذا أحسن التصرف بعقلانية، أو انه يتسارع للتحول إلى جسم سياسي ثانوي، وهذا ما أراه اليوم.
ليس سرا أني عندما شعرت ان قوى سياسية بلدية لا أراها مصدر ثقة تهدد مصير مدينتي (الناصرة) لم انتظر دعوة أي كان للتجند النضالي والإعلامي دفاعا عن مدينتي، برؤيتي ان قائمة الجبهة (الحزب الشيوعي) يجب ان تنتصر وإلا ضاعت هذه المدينة التي نحبها ونريد ان نراها تواصل التطور وتحمي مجتمعنا المدني الحضاري. قناعتي كانت انه على الناصرة ان تواصل تحمل مسؤولية قيادة الجماهير العربية بمكانتها السياسية كعاصمة الجماهير العربية وتقديم نموذج يحتذى به في إدارة شؤون السلطات المحلية.
نعود إلى سنوات العقد الأخير من القرن الماضي…
في العام 1998 إذا لم تخني الذاكرة بدأت أنشر سلسلة مقالات عن انتخابات البلدية القريبة في ذلك الوقت، وفتح لي رئيس تحرير الاتحاد وقتها ( الأستاذ نظير مجلي) الباب لنشر مقالاتي، نشرت عددا كبيرا من المقالات تميز أكثريتها بالكتابة الساخرة عن القوائم البلدية المنافسة للجبهة، أثارت تلك المقالات اهتماما واسعا جدا من القراء ووصلتني عشرات الاتصالات المؤيدة والشاكرة لهذا النشر!!
في كل معركة انتخابات للبلدية في الناصرة منذ 1998 كنت أقف إلى جانب الجبهة بكل قوتي الإعلامية والتسويقية وليس سرا أني كنت الكاتب الوحيد على الإطلاق. تعرضت مرات عديدة للتهديد المباشر، أحدها وصل للشرطة ولم يتصل بي الذين دافعت عنهم ليطمأنوا على حالي. بل امتنعوا حتى عن نشر خبر عن التهديد رغم ان الصحافة العبرية وحتى صحافة عربية في الخارج نشرت خبر التهديد ومصدره. قاطعوا نشر مقالاتي الانتخابية في صحيفتهم “الإتحاد” رغم أنها لصالح قائمة الجبهة وهم اعجز من أن يكتبوا أفضل منها في إعلامهم الالكتروني أو المطبوع. لاحظ ذلك عدد من رفاق الحزب وأعضاء الجبهة ولم ينفع تدخلهم الذي لم أطلبه أصلا كي ينشروا لي. إنما كنت وما زلت أكتب من منطلق مسؤوليتي كمواطن ومثقف في مدينة الناصرة ويقلقني مستقبلها.
هذه المقاطعة استمرت أيضا في معركة الانتخابات الأخيرة (أي منذ 1998وحتى 2013). ورغم تدخل جبهة الناصرة بممثليها الرسميين في الانتخابات الأخيرة، لم تنشر الاتحاد إلا مقالا واحدا م ما يقارب 25 مقال، بعد الانتخابات شعرت بذوبان الجليد، لكن فجأة توقف النشر، وجاء رد محرر بارز في الاتحاد على استفسار صديق شيوعي لي، عن سبب توقف الاتحاد عن نشر كتاباتي المختلفة الأدبية والسياسية، بأن السبب ان فرع الناصرة هو “زب نمر” (حسب تعبيره) والاتحاد لا تستطيع ان ترفض طلب فرع الناصرة الذي اتهمني، كما قال ذلك المحرر.. بأني أعمل مع مكتب نتنياهو بتجنيد الشباب المسيحيين في الجيش وعليه يجب مقاطعتي. كان ردي على تهمتهم الغبية مقالا عنيفا، اتصل على أثره معي المهندس رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة السابق مستفسرا عن صحة ما نشرته، ووعد بفحص الموضوع، وحتى اليوم ما زال الموضوع ب “الفحص”(!!) رغم مرور أكثر من سنة ونصف. كذلك كان وعد بالفحص من شخصية بارزة في كتلة قائمة الجبهة في البلدية.
لست قلقا من قضية النشر حيث تنشر مقالاتي في أهم المواقع العربية المحلية والعالمية. لكني بدأت استوعب العقلية المريضة لتنظيم سياسي يحرق نفسه ويعلن إفلاسه السياسي وسقوطه الاجتماعي، ويعرف كيف يكسب الأعداء. مع مثل هذا التنظيم الذي خدمته بصمت نصف قرن من عمري وهو يناصبني العداء، المخفي فترة والعلني فترة أخرى… لا يستحق مني اليوم كلمة ايجابية واحدة. أرى انه يفقد عقلانيته، يفقد فكرة السياسي ويتركز بالعداء لكل من انتقده، حتى لو كان نقدا بهدف الإصلاح.. وليس من منطلق عدائي. اليوم أقول بوضوح انه حزب يعيش على ما تبقى له من تاريخ عظيم في قيمته، أنجزه جيل الطليعة من المؤسسين، هذا التاريخ لو استطاع النطق اليوم لعبر عن خجله من انتمائه لمن تبقى في هذا التنظيم وتصرفاتهم التي تخجل تاريخ حزبهم.
علي سلام ليس نبتة غريبة في الناصرة، لم يسقط بمظلة من السماء، بل تثقف ومارس العمل في إطار جبهوي كان حقا معبرا عن مدينة الناصرة وأهاليها.. لكن الذي حدث ان العجز بدا يبرز ويزداد دون ان تنجح الجبهة وحزبها الشيوعي بإحداث نهضة جديدة، بل على العكس دفعوا نشطاء بارزين إلى الاستقالة الجماعية وتشكيل تنظيم سياسي شبابي خاض الانتخابات البلدية الأخيرة بقائمة مستقلة كان لها دورا كبيرا في إسقاط الجبهة، ولا ننسى ان تصرفهم مع نائب الرئيس (في وقته) علي سلام كان يفتقد للمنطق والاحترام المفترض بين تنظيم بلدي وسياسي وشخصية مركزية لها دورها البلدي والمجتمعي. لماذا يجب ان نصفق للمتشنجين والمتبجحين والدجالين ونقف ضد رئيس بلدية يعمل بتواضع لحل مشاكل تراكمت منذ أيام إدارتكم وانعزالكم الكامل عن جماهير الناصرة؟!
ما الذي يميزكم في العمل البلدي أكثر من الآخرين الذي خرجوا من صفوفكم؟ كفاكم جعجعة بلا طحن. غيروا خطابكم السياسي وهذبوه. انتم تروجون التشرذم السياسي والاجتماعي.عليكم البدء بصياغة خطاب سياسي شجاع مع حلفائكم ورفاقكم السابقين، والنزول عن جحش الاستعلاء، قبل ان تفقدوا القليل الذي تبقى لكم !!
nabiloudeh@gmail.com

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

بالفيديو نجوى كرم لزوجها يخرب بيتك شو بتحكي منيح يلي طلقتك

يبدو ان نجوى كرم هي الراجل بالبيت, وعلى زوجها ان يبايعها بالولاء والطاعة, وغير هيك بتروح سالخته طلاق بالثلاثة!؟بالرغم من انها مسيحية وكنيستها تحرم الطلاق على الزوج للزوجة, فما بالك بان تطلق الزوجة للزوج؟؟ هذا ما تستطيع ان تستنتجه من خلال مشاهدة الفيديو الذي بالأسفل, حيث قالت لزوجها السابق ومتعهد الحفلات  يوسف حرب: “يخرب بيتك يا يوسف أديش بتحكي… منيح يلي طلقتك … مش معقول شو بتشوش بعده مفكرني مرتو وأنا على المسرح”… والله معها حق هو متعهد المسرح وبيدفعلها راتبها  بس كلشي لحال بزنس از بزنس.. بدك اكثر من هيك بختلف السعر.. هههه .. ننصحكم ايضا بمشاهدة نجوى كرم تمسح الارض بثرى عربي رماها بالمال على هذا الرابط فيديو نجوى كرم تمسح الأرض بثرى عربي رماها بكدسة دولارات

nagwakaram

مواضيع ذات صلة: نجوى كرم بصورة لها تفضح الواقع الإسلاميّ

بالفيديو نجوى كرم ترد على الطفل المغرم بها ويريد زواجها

طفل اردني يبكي نجوى كرم Arabs Got Talent‬

قصة الشاعر عبد الرحمن رفيع والفنانة نجوى كرم

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

أسطورة النفس

abdelrahmansharafلا يمكننا أن نحقق عدالة أجتماعية والقضاء على الظلم والفساد وإزالة التسلط والجريمة . دونما أن نمتللك وعي لقيمتنا كبشر ودنما أن نعرف ذواتنا وأنفسنا التي تحررنا من سلطة العبيد والمستعبدين ومن عبىء تاريخنا الموثوقين به باالسلاسل والقيود ومن تحررنا من الأشكلات النفسية والفكرية للمجتمعات العربية؟
دونما أن ننتقل إلى قيمة إستقلالية ذواتنا ونشعر بها ونعرفها حق المعرفة فلتكن أسمائنا كلنا هي الحرية والحب وليكن أنتمائنا هو الانسجام والتوازن والتناغم مع ألحان وألوان هذا الوجود .
الذي يجب ان نشكل ثقافتنا ودماء عروقنا من ألوانه الجميلة ولا نركز بعقولنا وأرواحنا على ثقافات وقيم قديمة .
تللك هي أسطورة الأنسان الساعي للحرية والحب والمناضل لأجل العدالة وقيمة نفسه . هذه الأسطورة يشكلها بملامح ذاته وخياله ويجسدها على أرض واقعه ويولد كل يوم بها وبتعبيرها ثقافيا وأخلاقيا وحسيا ومعرفيا .
تتجلى كقيمة لأنسان ساعي لشمول وعطاء وكمال ونضوج فهكذا يتغير العالم وهكذا تنضج المجتمعات وهكذا تنطلق الأجيال .
بأمتزاج أرواحها بحب بعضها البعض وألتقاء حريتها مع بعضها البعض على طريق العدالة والحب .
لتوحي بأسطورة نفوسها بجوهر هذه القيمة الذاتية للكائن الأنسان الذي يعانق الحياة بألوانها ويزداد تأويله ومداركه للمعرفة والبحث في قدسية نفسه وأعلاء شأنه وشأن مجتمعه وقيمته .

عبد الرحمن شرف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

إلى جنبلاط وبري والسنيورة

lebanon1النهار اللبنانية:ميشيل تويني

نقول لكم اليوم: هل تريدون حلاً للنفايات؟ إذا كان جوابكم نعم فأين هو الحل؟ ولماذا أقفلتم مطمر الناعمة من دون ان تجدوا حلاً بديلاً قبل إقفاله؟
لماذا نتوجه إليكم؟ لان كتلكم هي الأكبر في الحكومة واذا اجتمعتم وقررتم بت حل للنفايات فمن يمكنه ردعكم؟

أنتم الجزء الاكبر من الحكومة طبعاً مع حزب الكتائب و”التيار الوطني الحر”، ولكن الجميع يقولون ان التعقيد سياسي، وحتى وزير الزراعة واضع خطة معالجة النفايات ورئيس الحكومة يكرران ان لا حول ولا قوة لهما لان البعض لا يريد الحل والمشكلة سياسية. فالدعوة اليوم الى من يعرف العراقيل وأسبابها ليفضح امام الرأي العام هذه المكيدة وليتحمل المسؤولية الكاملة من يقف وراء تعطيل حل ملف يقتل المواطنين. يجب ان يكون المطمر او المعمل مبنياً على معايير بيئية لاطائفية، ومن خلال استشارة خبراء بيئيين من الخارج يقولون لنا ما هو الحل الانسب بيئياً وعلمياً.
على هذا الاساس (المعيار العلمي) الجميع ملزمون قبول الحل، والدولة ملزمة تطبيق القرار للمصلحة العامة، ولا يجوز في أي شكل في ملف النفايات ان نفكر تفكيراً مناطقياً وطائفياً!
اليوم كل مواطن يجب ان يسأل كل تيار وحزب ووزير في الحكومة لماذا نعيش منذ أكثر من ثلاثة أشهر بين النفايات؟ يجب ان نسأل وليد جنبلاط هل يقبل ان يعيش أولاد وطنه بين النفايات؟ ويجب أن نسأل “تيار المستقبل” لماذا لا يجد حلاً؟ وإذا كان هنالك من يعرقل فلماذا لا يفضح التيار الامر وينضم الى الناس للضغط على الجهة المتآمرة، لأن السكوت عن الجريمة أيضاً جريمة؟
ونسأل حركة “أمل”، لماذا تقبلون ان تشوهوا صورة وطنكم بهذه الطريقة من دون مبالاة؟ وللتيارات الأخرى والاحزاب المشاركة في الحكومة نقول: أين الافعال؟ وإذا كان ليس بيدكم حيلة فلمَ لا تعارضون وتستقيلون وتواجهون من قرر قتل الناس لتمرير صفقات ومشاريع خاصة؟
أتوجه الى جنبلاط وبري والسنيورة لان ملف النفايات عالق في هذا المثلث، ولانه حتى اليوم لم نسمع تصريحاً رسمياً وجدياً من المعنيين يشرح للناس ماذا سيفعلون وما الحلول المعقولة، وكل هذا لا يدل إلا على صفقة سياسية معينة وتعطيل معين لارادة البعض أولاً في مجلس النواب، وثانياً في رئاسة الجمهورية وأخيراً في ملف يعني صحة الناس وسلامتهم.
نتوجه الى الرموز الثلاثة الذين اذا اتفقوا لا يمكن إلا ان يطبق الحل، لنسألهم كيف يمكنكم ان تستمروا دقيقة واحدة بالاستخفاف بصحة الناس وأدنى مستوى عيشهم الكريم؟

Posted in فكر حر | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (18) قراءة في مشروع كيري حول الأقصى

mostafalidawiللوهلة الأولى وقبل الدخول في تفاصيل اتفاق كيري – نتنياهو حول الأقصى، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن مباشرةً، أن هذا الاتفاق إنما هو مصلحة إسرائيلية، بل هو مسودة مقترحات إسرائيلية قديمة وقد كانت جاهزة ومعدة، نقلت إلى جون كيري، الذي حملها وسوقها وعرضها بصفته وشخصه، وحاول تمريرها على الفلسطينيين والعرب بضمانة ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية، مدعياً أنها لصالح كل الأطراف، وأنها تعيد الأوضاع في المسجد الأقصى ومدينة القدس إلى ما كانت عليه قبل الأحداث، وأنها تحفظ حق الفلسطينيين والمسلمين فيه، ولا تحرمهم من شئٍ كان لهم، في الوقت الذي توقف فيه مسلسل القتل المستعر بين الطرفين.

لا يستطيع أي عربيٍ أو مسلم أن يعتقد ولو للحظةٍ عابرة، أن جون كيري جاء إلى المنطقة وهو يحمل حلاً لصالح الفلسطينيين، وأن مشروعه لتسوية الأزمة جاء منسجماً مع الطلبات الفلسطينية، واستجاب إلى شروطهم التي يطرحونها.

فالأصل لدينا يجب أن يكون الشك والريبة، لا الثقة وحسن الظن فيه، ولا الاعتقاد ببراءته ونزاهته، وأنه لم يأت منحازاً إلى الكيان الصهيوني ولا منتصر له، فهذا الاعتقاد إن كان فهو للأسف نوعٌ من السفه وقلة الوعي، ونقصان الخبرة وغياب التجربة، فما يأتِ من الإدارة الأمريكية خيرٌ لنا أبداً، ولا يرتجى منها الحل ولا الدواء، إذ هي المشكلة والداء، والتاريخ على ما نقول خيرُ شاهدٍ ويحمل أكثر من دليل، فكيف نرجو من نصير العدو وراعيه، وربيبه الذي يؤيه، أن يكون عنده الشفاء ومعه السلامة.

كيري جاء إلى المنطقة هازاً طوله ومستعرضاً مواهبه وقدراته، ومتبختراً ببلاده وقوتها، ليهزأ من العرب والمسلمين، وليضحك على ذقونهم، ويذر الرماد في عيونهم، ويوحي إليهم بأنه أرغم الإسرائيليين على الخضوع والقبول بشروطه، والالتزام بالحفاظ على القدس وأقصاها على الحال الذي كانت عليه قبل الأحداث.

غاب عن المفاوضين الفلسطينيين والعرب أن مقترحات كيري هي أحلامٌ إسرائيلية، وهي مخططاتٌ عندهم مدروسة، قد عملوا عليها وانتظروا الوقت المناسب لتنفيذها، فهو قد كرس بمقترحاته السيادة الإسرائيلية الكاملة على القدس الشرقية والمسجد الأقصى، وهي سيادة باطلةٌ بموجب القانون الدولي الذي يصف الكيان الإسرائيلي بأنه دولة احتلال، وباطلةٌ أيضاً بموجب اتفاقيات وادي عربة للسلام، المبرمة بين الكيان الصهيوني وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية، التي أعطيت الحق بإدارة ورعاية المسجد الأقصى وبقية الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس.

تفضل جون كيري على الفلسطينيين بادعاء أنه أجبر الإسرائيليين على السماح للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى، والدخول إليه ساعة يشاؤون، ولكنه في الحقيقة ثبت السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، التي تستطيع أن تحدد صفات المصلين وأعدادهم، والأوقات التي يجوز أن يدخلوا إليه فيها، وظهر الإسرائيليون وكأنهم يتصدقون على الفلسطينيين ويحسنون إليهم، إذ يسمحون لهم بالصلاة، ويأذنون لهم بالدخول.

لكنه بالمقابل ثبت حق اليهود “وأصحاب الديانات الأخرى” بالدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه بعد إبلاغ إدارة الأقصى والتنسيق معها، ليخلو لهم الطريق، ويهيئوا لهم الفرصة، ويزيلوا من أمامهم العقبات، التي قد تكون أحياناً بعض المصلين المسلمين أو المرابطين فيه، لئلا يقع بينهما تصادمٌ أو خلاف.

إن الحفاظ على الوضع القائم الذي نفهمه نحن، والذي يجب على العالم كله فهمه، هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة القدس إلى حضنها العربي والإسلامي، وإلى ما كانت عليه سابقاً تحت رعاية ومسؤولية وزارة الأوقاف الأردنية، التي يجب عليها أن تدرك وتعلم أن الكاميرات التي فرضها الجانب الأردني المفاوض، وطلب نصبها في جميع أنحاء المسجد الأقصى، لا تحقق السيادة العربية على المسجد، ولا تمنع الإسرائيليين من الانتهاك والاعتداء، ولا تحقق شيئاً إضافياً غير ما نرى ونشاهد، وما تسجله عدسات وسائل الإعلام وأقلام الصحفيين، الذين يسجلون الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى، بل إن الشرطة الإسرائيلية قد تستفيد كثيراً من التسجيلات في مراقبة كل ما يجري داخل الحرم، أي أن الكاميرات قد تكون في صالح العدو وتخدمه أكثر.

ونذكر الحكومة الأردنية بصفتها الطرف العربي المفاوض إلى جانب السلطة الفلسطينية، أن حائط البراق وباحته كان ضمن المناطق التي احتلها جيش العدوان الإسرائيلي في حرب حزيران 67، وقد قام الإسرائيليون بفرض سيطرتهم عليه، وأقاموا فيه حائط مبكاهم، ومنه أخذوا في التمدد والاتساع، والانتشار والسيطرة، وكأن ما اغتصبوه حقٌ لهم، لا يجوز تغييره ولا إعادته إلى ما كان، لذا فإن إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه تعني السيادة العربية الكاملة على كل مرافق المسجد الأقصى، بما فيها حائط البراق الذي يمثل لدى المسلمين جميعاً بداية المعراج، وعند الفلسطينيين والعرب رمز ثورة البراق، وذكرى الشهداء الأبطال، شمشوم وحجازي والزير، الذين قادوا ثورة البراق، وقدموا فيها أرواحهم فداءً للقدس وأقصاه.

ونحذر الحكومة الأردنية من مغبة الوقوع في الفخاخ الإسرائيلية، التي تتطلع إلى تشكيل لجنة تنسيق دينية، بين وزارة الأوقاف الإسلامية في الأردن ووزارة الأديان الإسرائيلية، تقوم بالتنسيق الديني بما يشبه التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي، فهذا مقترحٌ يضر بنا، وينقص سيادتنا، ويتنازل عن حقنا، فلا نقبل به ولا نوافق عليه، فهو يخضع حقوقنا كلها للمناقشة والحوار، ويجعلها في موضع القبول أو الرفض.

أيها المفاوضون العرب، ما لهذا الحل ثار الفلسطينيون وانتفضوا، ولا لأجل هذه المقترحات ضحى الشباب بأرواحهم واستشهدوا، بل إن غايتهم كانت تخليص القدس والأقصى، وتحريرهما وتطهيرهما من الإسرائيليين، وإنهاء أي سيادة سياسية أو دينية لهم عليهما، والتأكيد على أن هذه الأرض المقدسة بما فيه الأقصى الشريف، أرضٌ محتلةٌ ومغتصبة بقوة السلاح، وأن سكانها وأهلها يخضعون لسلطة الاحتلال، التي يجب عليها احترام القوانين الدولية والالتزام بها، فلا تطرد سكانها، ولا تحدث فيها تغييراً ديموغرافياً، ولا تغير في تركيبتها السكانية، ولا تجري على الأرض تغييرات من شأنها تغيير الواقع الذي كانت عليه الأرض والمقدسات قبل الرابع من يونيو/حزيران عام 1967.

بيروت في 28/10/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

أنت أكبر مما تعتقدين أنك أنت…

sultanagrandfilsأعزائي القرّاء:
اليكم جزء من ردي على الرسالة التي وردت في البوست السابق
أتمنى أن تستمتعوا بقراءته!
………

صباح الخير سيدتي
اتمنى فعلاً أن تصلك الرسالة وتقرأيها بصدر رحب.
أنا ……. عمري ….. سنة، أردنية، مسلمة….
مشكلتي في الكلمة الأخيرة من الجملة السابقة (مسلمة)
قرأت قبل قليل مقالك حول (ونفحنا فيه من روحنا..)
لا استطيع ان اصف شعوري وانا اقرأ كلامك والتعليقات حرفاً حرفاً … لكن سأختصر بأن أقول أني غصصت فعلا. ولولا أني في مكان العمل لبكيت..
*************
يسعد صباحك يا بنيتي وكل أوقاتك…
اسمك…عمرك….جنسيتك ودينك ليسوا أنت!
أنت أكبر مما تعتقدين أنك أنت…
أنت أكبر من اسمك ومن عمرك ومن جنسيتك ومن دينك…
أنت إنسان جاء إلى هذا الكون لغاية تخصه دون سواه…
ويجب أن يكون ذاته ليتمكن من أن يحقق تلك الغاية!
…….
يسعدني أن صوتا في أعماقك قد همس باذنك لتنتبهي بأنك تعيشين حياة ليست حياتك…
الدموع التي غصّت في عينيك هي تعبير صارخ للقهر الذي تعيشينه داخل سجن لم يكن من خيارك.
ما يسعدني أنك سيدة عاملة ولك وظيفة تعتاشين منها، وهي بلا شك سياج كرامة!
الإستقلال الإقتصادي مهما كان الراتب ضحلا يحمي ماء الوجه، ويشجع المرأة لأن تكون ذاتها وترفض نمطا حياتيا ألزموها به…

رفضك للآية التي أشرتُ إليها في صفحتي دليل على أنك تعين حجم المأساة وطبيعة تلك المأساة!
وعندما يدرك الإنسان أبعاد مشكلته يكون قد مشى نصف الطريق باتجاه حلها….
…….
يقول الفيلسوف ورجل الدين اليهودي
Azulai:
(لن يحاسبني الله لأنني لم أكن موسى، سيحاسبني لأنني لم أكن أزولاي!)
لست هنا لأروّج لآراء رجل دين يهودي أو مسيحي أو من كان يكون، ولكنني آخذ الحكمة ولو جاءت من أفواه المجانين…
سواء آمنا بالله أم لم نؤمن، عبارة ذلك الفيلسوف تحمل عمقا فلسفيا جديرا بالتأمل…
هو جاء إلى الكون لا ليكون صورة فتوكوبية عن موسى، بل ليكون أزولاي..
وأنتِ جئتِ إلى الكون لا لتكوني صورة فتوكوبية عن ـ وفاء سلطان أو فلان من الناس ـ بل جئت لتكوني نفسك، وسيتفاعل الكون معك بمقدار ما تكونين من جئت لتكونين!

هناك فصل واسع جدا في كتابي القادم “دليك إلى حياة مقدسة” يساعد القارئ على أن يكون نفسه، من منطلق أن السمكة الميتة هي وحدها التي يجرفها التيار، وبعد أن أنتهي من الرد على رسالتك سأنشر مقطعا أهديه إليك على صفحتي تلك!
….
قلتِ: مشكلتي تكمن في كلمة “مسلمة”!
وهي ليست مشكلتك وحدك بل مشكلة ملايين النساء اللاوتي وجدن أنفسهم رهائن ذلك السجن البغيض…
لنكون منصفين، ليس سهلا الخروج عن الجماعة في أي مجتمع، ولكن في الإسلام يعتبر الأمر حكما بالموت!
الموت في أبشع صوره “ليقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف”!
كل دور تلعبينه غصبا عنك أو إرضاءا لغيرك يسلبك بعضا من سعادتك، ورويدا تجدين نفسك تعيشين حياة تعيسة للغاية!
لا أفهم كيف تستطيع امرأة مسلمة أن تقرأ الآية التالية (على سبيل المثال لا الحصر)، وتبقى فخورة باسلامها؟؟؟

أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ

هل يُعقل أن يضع الخالق النساء والغائط بنفس المستوى، ثم أن السؤال الذي يطرح نفسه: طالما يجب على الزوجة أن تغتسل إذا لامست زوجها فلماذا لم تأتِ الآية على الشكل التالي: (أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامس الرجل امرأته او لامست المرأة رجلها)
ليس لدينا جواب سوى: أن الرجل منزّه عن مستوى الغائط، رغم أن الحكم نفسه بين الرجل الذي يلامس المرأة والمرأة التي تلامس الرجل!
سيخرج عليّ الآن أحدهم ليقول: أنت تجهلين معنى الآية، كالعادة!
ويبقى السؤال: لماذا يرسل الله كتابا عصيّا على الفهم؟ ولماذا إذا كان عصيّا لم يقم نبيه بتفسيره كي لا يخلق كل هذا الإرتباك؟؟؟

لا تقبلي ـ يا بنيتي ـ أن تكوني بمستوى الغائط
وارفعي رأسك عاليا بانتظار تكلمة الرد!
…..
سنتابع لاحقا…
مع أحلى أمنياتي وخالص محبتي

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment