سميّة عبيد التي فضحت مازوخيّة المرأة المُسلمة !

صورة ضحيّة الإعتداء ..(سميّة عبيد)

صورة ضحيّة الإعتداء ..(سميّة عبيد)

***
آهٍ يا إبنتي البطلة الجدعة الشجاعة سُميّة عبيد !
كنتُ قد أوشكتُ على غسل يديّ من أمل نهوض مجتمعاتنا البائسة ,نظراً لطول فترة الرقاد في الحضيض .إنّما هزتنّي من جديد شجاعتكِ وتصديكِ لهذا المخلوق البائس الذي لم يكتفِ بالتحرّش ,بل ضربكِ مرتين على وجهكِ الجميل !
لم يتحمّل فكرة الرفض من شابة تدافع عن نفسها وكرامتها ,عندما تتردّد الغالبية .جنّ جنونه وجحظت عيونه وظهر جبنه الشديد بضربكِ يا سميّة!
ولو أنّكِ تعيشين في دولة تحترم نفسها ,لقدّموا لكِ الإعتذار والترضية الماديّة المناسبة ,والعلاج النفسي لفترة طويلة !
كلّ ماحدث في قصة (مول الحُريّة) أحزنني لكن لم يفاجئني !
المفاجئة الوحيدة تأتي من موقف المرأة عموماً في مثل هذه الأحوال !
السيدة الإعلامية (ريهام سعيد) تعلن شجبها لتصرف المعتدي الجبان ,لكنّها تنشر صور للبنت الضحيّة حصلت عليها من موبايلها دون موافقتها .صور بالمايوه وما شابه ,رغم كونها طبيعية ومن أبسط حقوق الإنسان لكنّها تُعدّ جريمة مخلّة بالشرف في المجتمعات الغائصة في الحضيض .وأمّ سميّة نفسها تقول لإبنتها :عاجباكِ الفضايح دي ؟
ولكثرة تلك التعليقات المُحبطة تقول سميّة وهي طالبة جامعية:
يا ريتني ما تكلّمت وطالبت بحقّي / يا ريتني أكلت الضرب وسكِّت !
أوّاه عليكِ يا سُميّة ,تأنيب المظلوم على إحتجاجه ,أشنع عندي من جريمة الظالم نفسه !
حقّاً أنّ مايُحزنني أنّهم يقلبون رأساً على عقب بطولة سميّة الى فضيحة!
ما غرضهم من ذلك ,متى تنتهي مازوخية المرأة المسلمة ضدّ نفسها؟
متى تتوقف المرأة عن كونها مُجرّد قناة صوتية للثقافة الذكوريّة ؟
هل هو نفاق ورياء,أم ساديّة ومازوخيّة؟ ألا يكفي الحجاب والنقاب ؟
على رأي صديقي التنويري المصري (محمد البدري) ,بعض النساء المُسلمات ترفض أن ترى اُخريات تتمتعنّ بقسطٍ من الحرية (حسدٌ سرّي يسري في نفوسهم ) فتمارس عليها كلّ ماتستطيع لإخضاعها للدين على طريقة تُجّارّه الوسخين !
***
النور في نهاية النفق !
على الجانب الآخر قامت الإعلاميّة المحترمة (إيمان الحُصري) بعرض مشكلة سُميّة على قناة المحور .وإستضافت هاتفياً المحامي عصام عجاج الذي أوضح بشجاعة الموقف القانوني من الجاني والإعلاميّة المُسيئة .
كما إستقبلت العديد من المكالمات التي تعاطفت جميعاً مع الشابة المجني عليها .حتى أنّ كلام إحدى السيّدات أبكى سميّة لفرط التشجيع والتضامن!
الآن ماذا سيحدث مع هذا المجرم السافل الذي إعتدى على سُميّة ؟
ما موقف تُجار الدين الذين دوشونا بحماية المرآة وحقوقها ؟
لماذا يقيمون الدُنيا ولا يقعدوها بسبب رسوم كاريكاتير بائسة يقولون أنّها مسيئة للإسلام .أفلا يُسيء للإسلام ضرب سميّة ومظلمتها الصارخة ؟
ما موقف الداخلية والقضاء المصري ؟ هل يكست الجميع الى أن يتدخل السيسي نفسه ؟ هل هكذا تجري الامور في أعرق دولة شرق أوسطيّة ؟
لننتظر ونرى ما يجلبه الغد !
(لكن ماذا يُسمّى هذا الذي يوثِق المُحرّر نفسه بالسلاسل؟) / نيتشة !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
28 إكتوبر 2015
(يوم البطلة / سُميّة عبيد) !

مواضيع ذات صلة: لهذا السبب مصر في الحضيض

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.