أكذوبة «تقرير السوريين لمستقبلهم»!

wisamsaraالشرق الاوسط اللندنية: فايز سارة

«تقرير السوريين لمصيرهم»، ربما هي المقولة الأكثر تداولاً في طروحات حل القضية السورية، خصوصًا لجهة الحل السياسي، وقد دأب على استخدامها مسؤولون دوليون، بينهم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثوه إلى سوريا، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، ومسؤولون كبار في دول عظمى، بينها الولايات المتحدة، من أوباما إلى كيري، ومسؤولون روس بينهم بوتين ولافروف، ومسؤولون كبار في دول عربية وأجنبية، كما وردت المقولة في وثائق كثيرة جرى طرحها في سياق معالجة القضية السورية، بما في ذلك بيان البنود التسعة الذي صدر عن اجتماع فيينا الأخير عند الحديث عن حقوق الشعب السوري ودوره في تقرير مستقبله!
غير أن أكثر من استخدم هذه المقولة كان الروس والإيرانيين لدرجة فاقت استخدام السوريين لها، سواء كان نظام الأسد الذي استخدمها قريبًا من الاستخدام الروسي – الإيراني، أو كانت المعارضة بقواها المختلفة، بما فيها الائتلاف الوطني، باعتبارها تكريسًا لشعارات الشارع السوري، لا سيما شعاره الرئيسي «الشعب يريد إسقاط النظام»، الذي كان يعني دور السوريين في تغيير نظام الأسد حصريًا بما عُرف عنه من ديكتاتورية ودموية، عبرت عن نفسها بأبشع الصور في نحو خمس سنوات.

لقد اقترن الاستخدام الروسي – الإيراني لهذه المقولة بأمرين اثنين؛ أولهما تأكيد شرعية النظام وشرعية رئيس النظام باعتباره منتخبًا من السوريين، وأن الأخيرين هم المعنيون بالتغيير، سواء تغيير النظام أو رئيسه، وكان الروس والإيرانيون في هذا يتجاهلون ملايين الأصوات التي خرجت في مظاهرات سلمية حاشدة طوال أكثر من ستة أشهر، مطالبة بالحرية وتغيير النظام ورحيل رئيسه، والأمر الثاني الوقوف في وجه التأثيرات الخارجية على الوضع السوري، سواء لجهة اتخاذ قرارات دولية من شأنها إضعاف نظام الأسد ثم إسقاطه، أو استجابة لبعض شعارات طالبت بالتدخل العسكري الأجنبي لإسقاط النظام.

غير أنه لا الروس ولا الإيرانيون احترموا من جانبهم مقولة «حق السوريين في تقرير مصيرهم»، لأنهم، ومع الانطلاقة الأولى لحركة الاحتجاج الشعبي في درعا في مارس (آذار) 2011، انحازوا لموقف نظام الأسد، ووقفوا معه من الناحية السياسية، قبل أن يشرع الطرفان في تقديم مساعدات هدفها تقوية مؤسسته العسكرية – الأمنية ومساعدتها في القضاء على الحراك الشعبي، فقدموا له الأسلحة والذخائر، قبل أن يتوزّع الطرفان مهمات الدعم الأوسع، فأخذ الروس على عاتقهم مهمة الحماية السياسية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية إلى جانب التسليح، فيما أخذ الإيرانيون خط الدعم المادي في تقديم المساعدات المالية والاقتصادية إلى جانب دفع الميليشيات التابعة لهم، مثل حزب الله اللبناني، والميليشيات الشيعية العراقية، قبل أن يدفعوا متطوعين إيرانيين وأفغانًا، وقوات من الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني، للقتال إلى جانب قوات الأسد في معظم المحافظات السورية، فيما ذهب الروس لاحقًا إلى تطوير مهمة دعم نظام الأسد بالتدخل العسكري المباشر في سوريا عبر إقامة قواعد جوية وبحرية وبرية وإرسال طائرات وقطع بحرية وآلاف الجنود والخبراء للحرب ضد المعارضة، تحت شعار الحرب على «داعش»، وتسبب قصف الطائرات الروسية في الشهر الأول من التدخل في مقتل مئات من السوريين أغلبهم من المدنيين في ست محافظات تكاد تكون خالية من عناصر تنظيم داعش.

ويبدو أن الاستخدام الكثيف لأكذوبة «تقرير السوريين لمستقبلهم» من جانب الإيرانيين والروس ألقى بظلاله على موقف المجتمع الدولي، بما فيه المنظمات الدولية، وغالبية «الدول الصديقة للشعب السوري»، فمضت هي الأخرى إلى تقرير مصير الشعب السوري بعيدًا عنه، وقد تكرست تلك السياسة في استبعاد مشاركة السوريين في الاجتماعات التشاورية حول القضية السورية، وبينها الاجتماعات الأخيرة التي انعقدت في «فيينا1» وباريس و«فيينا2»، حيث لم تحضر الدول الأكثر صلة بالقضية السورية، بل دول هامشية في التأثير على الموضوع السوري، وغاب ممثلو الشعب السوري، بمن فيهم الائتلاف الوطني السوري الذي تعترف أكثر من مائة وعشرين دولة عبر العالم بأنه ممثل الشعب السوري.

وإذا كان من الصحيح أن بعض الحضور، مثل السعودية وتركيا وقطر، هم الأقرب إلى التعبير عن مطالب السوريين وموقفهم من حل القضية السورية، فإن ذلك لا يكفي، لأنه، وفي كل الأحوال، لا بد من حضور ممثلي الشعب السوري باعتبارهم الحامل المباشر لأي حل يمكن أن تتمخض عنه مشاورات ممثلي الدول المشاركة في الاجتماعات.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أحمد الجلبي… العبقري الذي لم يعرف حدود عبقريته

khiralaفي منتصف التسعينات من القرن الماضي، كانت لي جلسة في عمّان في منزل أحد كبار السياسيين الأردنيين من الذين لعبوا دورا في مراحل مفصلية من التاريخ الحديث للمملكة الأردنية الهاشمية.

لسبب لم أعد أذكره، نظر إليّ السياسي الأردني وقال لي إن الكرسي الذي تجلس عليه، جلس عليه قبلك أحمد الجلبي الذي كان يقوم بزيارة لعائلتي وذلك قبل ساعات قليلة من هربه من عمّان. شرح لي السياسي الأردني، وكان صديقا، كيف جاء الجلبي، الذي توفّي في بغداد قبل أيّام، إلى عنده في زيارة خاطفة وكيف غادر بعد ذلك عمّان إلى الخارج في ظروف غامضة وذلك مباشرة بعد انكشاف فضيحة “بنك البتراء” التي هزّت الأردن واقتصاده في العام 1989.

كان ذلك السياسي الأردني، خرّيج الجامعة الأميركية في بيروت، من أعنف المعارضين لصدّام حسين ونظامه، ومن بين الذين عملوا ضدّه بكلّ ما يستطيعون في مرحلة كان الشارع الأردني متعاطفا، بأكثريته، مع النظام العراقي السابق.

روى السياسي الأردني في الجلسة قصصا عن أحمد الجلبي وكيف استطاع مغادرة الأردن في اللحظة المناسبة بعد صدور مذكرة توقيف في حقّه. كشف لي أنه خسر معه مبلغ مليون دولار، كان حصيلة ما جمعه هذا السياسي الأردني الذي عمل سنوات في المجال المصرفي في نيويورك. أكّد أنّه خسر مع الجلبي جني عمره وقتذاك وذلك بعد أن أقنعه الرجل بتوظيف كلّ ما لديه في صندوق استثمارات كان يديره. سألت عندئذ السياسي الأردني، وكانت زوجته إلى جانبه، ماذا تفعل اليوم في حال كان لديك مليون دولار أخرى تريد توظيفها؟ أجابني بالحرف الواحد أنه “سيعيد توظيفها لدى أحمد الجلبي”. كان يريد إبلاغي فقط كم كانت لدى الرجل قدرة على الإقناع وعلى التأثير في الآخرين.

مقارنة بالسياسيين العراقيين الآخرين إبّان عهد صدّام أو قبله، أي في المرحلة الممتدة من صيف العام 1958، تاريخ الانقلاب العسكري على العائلة المالكة الهاشمية، وحتى يومنا هذا، لا يوجد سياسي عراقي لعب دورا في حجم الدور الذي لعبه أحمد الجلبي. إذا وضعنا جانبا بعض الزعماء الأكراد مثل مسعود بارزاني، كان الجلبي يتلاعب بالآخرين. لم يكن من مجال للمقارنة بين قدراته العقلية وقدرات هؤلاء.

في النهاية، لا مفرّ من الاعتراف بأنّه كان في أساس عمليتين محوريتين تصبّان في خدمة مشروعه النهائي الذي لم يكن من أمل في أن يتحقّق. لم يكن لديه من أمل في بلوغ ما يريد بلوغه، في الجانب الشخصي، لسبب في غاية البساطة يعود إلى أنّه لم يمتلك يوما قاعدة شعبية في العراق. ولذلك، لم يستطع حتّى أن يكون، بعد 2003، على رأس كتلة نيابية ذات شأن.

كانت العملية المحورية الأولى التي أتقنها أحمد الجلبي تتمثّل في اللعب مع الإيرانيين. أما العملية الثانية فتمثّلت في تحقيق التقارب الأميركي-الإيراني والتعاون بين الجانبين تجاه العراق. عمل على ذلك، خصوصا بعد تمكّنه من إقناع إدارة بوش الابن بضرورة التخلّص من صدّام حسين ونظامه.

مرّة أخرى لعبت القدرة على الإقناع لدى أحمد الجلبي دورها في جعل الإدارة الأميركية تسير في مشروع خطّط له بنفسه. استطاع عالم الرياضيات، خرّيج جامعتين أميركيتين مرموقتين، إقناع إدارة بوش الابن بالعلاقة بين صدّام حسين و”القاعدة”، علما أن هذه العلاقة ليست قائمة بأي شكل من الأشكال، إلا في رؤوس الذين كانوا يبحثون عن عذر، أي عذر، مهما كان واهيا لتبرير الحرب على العراق. كان لابدّ من التخلّص من صدّام حسين ونظامه، لكن السؤال الذي سيبقى مطروحا هل العراق ما بعد السنة 2003 في وضع أفضل؟ المطروح الآن مصير العراق وما سيبقى من العراق مستقبلا.

من دون أحمد الجلبي، لم يكن ممكنا حصول التقارب الأميركي-الإيراني والتعاون في العمق الذي قاد إلى حرب 2003. أخذ أحمد الجلبي كلّ المعارضين العراقيين إلى مؤتمر لندن في ديسمبر 2002 وذلك كي يضعوا قاعدة لاتفاق بينهم برعاية أميركية-إيرانية. كان أحمد الجلبي الذي جاء بالجميع في طائرة أقلعت من طهران يدير في الواقع المؤتمر الذي أسّس لمرحلة ما بعد الحرب، من الناحية النظرية. كان المؤتمر في حاجة إلى المكوّن الشيعي. جاء الجلبي بهذا المكوّن بشخص الراحل عبدالعزيز الحكيم (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية). جاء عبدالعزيز الحكيم، وقتذاك، إلى العاصمة البريطانية من طهران في طائرة واحدة كان عليها أيضا جلال طالباني ومسعود بارزاني وآخرون كثر.

كان أي خلاف يحصل داخل المؤتمر يحال على أحمد الجلبي الذي عرف كيف يستخدم النفوذ الإيراني والغطاء الأميركي لتحقيق مبتغاه. خرج مؤتمر لندن بالوثيقة الأخطر بالنسبة إلى مستقبل العراق. تضمنت هذه الوثيقة عبارة “الأكثرية الشيعية في العراق” إرضاء لإيران، و”الصيغة الفيديرالية” إرضاء للأكراد. إلى الآن لا يزال العراق يعاني من نتائج الخروج بهذه الوثيقة التي جعلت مستقبل البلد في مهبّ الريح، خصوصا بعد خروج إيران المنتصر الوحيد من حرب 2003.

تلاعب أحمد الجلبي بالأميركيين. عرف تماما كيف يتّخذ القرار في واشنطن. عرف خصوصا كيف يستفيد من أي فرصة تبرز على أرض الواقع. لذلك جعل بول ولفوويتز نائب وزير الدفاع يطرح مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 فكرة “الذهاب إلى العراق”. ليس معروفا إلى الآن لماذا طرح ولفوويتز الفكرة في الاجتماع الأول الذي عقدته القيادة الأميركية في كامب ديفيد بعد غزوتي واشنطن ونيويورك اللتين كان أسامة بن لادن و”القاعدة” خلفهما. العارفون يقولون إن نائب وزير الدفاع كان يتكلّم وقتذاك باسم أحمد الجلبي الذي ما لبث أن أخذ الولايات المتحدة إلى كارثة العراق، وذلك قبل الانتهاء من حرب أفغانستان. خاضت الولايات المتحدة حربين في الوقت ذاته بناء على نصائح أحمد الجلبي!

في الداخل العراقي، لم يعد أحمد الجلبي يعرف حدود عبقريته. لم يعد قادرا على استغلال اللاعبين الكبار، بما في ذلك الولايات المتحدة التي بدأت تدرك أنّه ضلّلها. الأخطر من ذلك كلّه، أنّه لم يدرك، أو كان مدركا أكثر من اللزوم، من جهة أخرى، معنى سقوط العراق في يد الميليشيات المذهبية التابعة لإيران ومعنى التدخل الإيراني المباشر في تفاصيل التفاصيل العراقية.

لا شكّ أن أحمد الجلبي كان عبقريا، كما كان شخصيّة جذّابة. ولكن هل استخدم عبقريته من أجل البناء أم من أجل الهدم؟ كان على حقّ في عدائه للنظام الذي أقامه البعث في العراق، ولكن هل النظام الطائفي الذي ساهم في قيامه أفضل… أم كلّ ما في الأمر أنّه لم يعرف في أي لحظة أن في استطاعة آخرين استخدامه أيضا؟ تكمن مأساة أحمد الجلبي في إيمانه بأنه قادر على استخدام الآخرين دائما وبموجب شروطه. بقي مقتنعا بذلك، إلى أن جاء من يستخدمه ويهمّشه. أين نفوذ أحمد الجلبي مقارنة مع نفوذ الإيراني قاسم سليماني في العراق؟

مجرّد مقارنة بين النفوذين، في السنوات القليلة الماضية، تقول كلّ شيء وتختصر كلّ شيء في عراق اليوم

* نقلا عن “العرب”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الروائي النرويجي داغ سولستاد

dagslstad

د. ميسون البياتي

ولد داغ سولستاد عام 1941 وهو روائي نرويجي وكاتب قصه قصيره ومسرحيه ونشر 30 كتاباً تضمنت أعماله وهو الكاتب النرويجي الوحيد الذي حصل على ( جائزة نقّاد الأدب النرويجيه ) ثلاث مرات متتاليه , كما ترجمت أعماله الى 20 لغه

يعد سولستاد بين أبناء جيله من ألمع نخبة كتّاب النرويج , وتعد كتاباته مثيرة للجدل الى حد ما بسبب تركيزها على الأمور السياسيه لميله الى الجانب الماركسي اللينيني ضمن أطياف السياسه السائده في أوربا اليوم , وهو يعيش متنقلاً بين برلين وأوسلو بما يتماوج بين هاتين المدينتين من صراع غربي التفكير مع آخر مازال يحمل بقايا الشيوعية السوفييتيه

تزوج سولستاد 3 مرات , زواجه الأول كان عام 1968 , زواجه الثاني استمر بين عامي 1983 _1990 , ومنذ العام 1995 هو متزوج للمرة الثالثه . هذه الزيجات المختلفه والتغيير في نمط الحياة غالباً ما سيظهر على شكل صور ورموز في كتاباته مترافقاً مع مواضيعه الأخرى

في روايته المعنونه ( 16.07.41 ) يحكي لنا كراوي عن نفسه وهو يسير في رحلات طويله عبر شوارع برلين وما صادفه فيها , غير أن الروايه في نهاية المطاف هي محاولة رجل يسعى الى تحقيق علاقة مع إبنه الذي لا تربطه به حياة مشتركه

في روايته ( ت . المغني ) يحكي لنا عن قصة عامل مكتبه ترك أوسلو باحثاً عن حياة مُرضيه ومجهوله في بلدة صغيره , يتزوج من أم وحيده , ويقوم بدور الزوج وزوج الأم , لكن الزوجه تطلب منه الطلاق بعد عامين ثم تموت بحادث سياره , فعاد الى أوسلو ومعه إبنتها ليعيشا مستقلين في مدينة واحده حيث يمكن له الإشراف على أوضاع البنت بشكل مباشر دون أن تربطه بها قرابة مباشره أو صلة مباشره . في الروايه تصوير لحياة غامضه وملاحظات فلسفية عن الوجود لبشر إختاروا العزلة عن الوجود رغم كونهم يعيشون داخل المجتمع

قام تولستاد مع زميله الروائي جون مشيليت بنشر كتب عن ( الفيفا لكرة القدم ) للأعوام 1982 , 1986 , 1990 , 1994 , 1998 تضمنت الكتب مزج التقارير التحليليه بالتعليقات السياسيه والثقافيه لإنتاج نوه من ( الأدب الحقيقي ) المرتبط بالواقع

كما نشر كتاباً عن الهندسة المعماريه لكنه يصر على إعتباره رواية تتحدث عن الناس من خلال واقعهم الذي يعيشونه

في رسالة دكتوراه مقدمه الى جامعة أوسلو عام 2009 تم إعتبار داغ تولستاد أعظم كاتب نرويجي معاصر وذلك لأن كتاباته تضمنت تحليلات تعطي لنصوصه عدة تفسيرات عند القراءه مابين نص ظاهر , ونص باطن , وصور ورموز محملة بالدلالات

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (26) قنابل الغاز المسيلة للدموع تقتل وتخنق

mostafalidawiتخدع الحكومة الإسرائيلية العالم عندما تدعي بأنها تحاول إخماد الانتفاضة والسيطرة على الأحداث باستخدامها قنابل الغاز المسيلة للدموع، شأنها شأن أغلب دول العالم الحرة والمتحضرة، التي تحترم حقوق الإنسان وتقيم وزناً للقانون الدولي، وتخشى الرقابة والمساءلة والحساب، ولكنها تستخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وفض الجموع الاحتجاجية والنقابية والسياسية، كونها لا تلحق ضرراً كبيراً، ولا أذىً شديداً، وتدعي بأنها تتبع سياستهم نفسها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتتجنب القتل أو إلحاق خسائر جسيمة في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين، وتضيف أنها لا تلجأ إلى الأعيرة النارية إلا عند الضرورة القصوى، وعند تعرضها للخطر الشديد، وذلك لإحباط محاولات الطعن أو الدهس أو إطلاق النار أحياناً.

العدو الإسرائيلي الذي يكذب دائماً ولا يعرف الصدق أبداً، كذب في الأولى وفي الثانية، وهو يعلم أنه يكذب فيهما ولا يقول الصدق، ولكنه يريد من العالم أن يصدقه وأن يؤمن بروايته، وأن يكذب الرواية الفلسطينية وأن ينكر الأدلة والشاهد، والصورة والبرهان، التي تفضح ممارساته، وتكشف كذبه وخداعه، وتبين بالدليل القطعي أنه ومستوطنيه يعتدون بغير مبررٍ، ويقتلون دون سبب، ويبادرون بإطلاق النار ويتعمدون الإصابة في الرأس أو في الجزء العلوي من الجسد، لضمان القتل أو الإصابة الشديدة، والشواهد على ذلك بالآلاف وهي كلها تكذبهم وتخزيهم إن كانوا يشعرون بالخزي أو العار.

أما في الأولى فهم كاذبون مخادعون، يستخدمون الاسم نفسه ولكنهم يلجأون إلى مواد أخرى ومكوناتٍ مختلفة، أكثر سماً وأسرع قتلاً، وسماء فلسطين التي باتت تتلبد كل يومٍ بالسحب البيضاء السامة، تؤكد بأن قنابلهم تختلف عن تلك التي تستخدمها أغلب أجهزة الشرطة العالمية، فهي قنابلٌ متطورةٌ، تطلق كميةً كبيرةً من الغاز الخانق، الذي يحرق العيون، ويطبق الصدور، ويحول دون التقاط الأنفاس، فلا يعود لدى الإنسان قدرةً على التقاط نفسٍ أو إخراج آخر، في الوقت الذي تحمر في عيونه، وتتساقط بغزارةٍ دموعه، ما يؤدي في كثيرٍ من الحالات إلى الاختناق والموت، خاصةً إذا أطلقت القنابل في مناطق مغلقة، وأماكن محدودة المساحة، فيتركز فيها الغاز الخانق، ويتحول بسرعةٍ إلى غازٍ قاتلٍ.

اعتاد جنود الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق قنابل الغاز على جموع الفلسطينيين في كل مكانٍ من فلسطين المحتلة، دون مراعاةٍ لوجود أطفالٍ صغارٍ، أو نساءٍ حوامل أو يحملن أطفالهم الرضع، أو شيوخ مسنين ورجالاً عجزة، ما أدى في كثيرٍ من الأوقات إلى سقوط العديد من الشهداء، الذين إما يستشهدون اختناقاً، أو تصيبهم أزماتٌ قلبية أو تنفسية تؤدي بهم إلى الوفاة بسرعة.

وفي بعض الأحيان يقوم الجنود الإسرائيليون بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع على البيوت والمنازل، وقد يكون سكانها نائمين فيها، أو محشورين في غرفةٍ ضيقةٍ تجنباً لإصابتهم بالأعيرة النارية، وأحياناً يستهدفون سيارات الإسعاف أو طواقم الصحفيين وغيرهم، الأمر الذي يزيد في ارتفاع حالات الوفاة اختناقاً، وخاصة من الأطفال والمسنين والمرضى، الذين لا يتحملون استنشاق الغاز الخانق قبل أن يكون مسيلاً للدموع.

تظن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن إطلاق قنابل الغاز أمرٌ مشروع ومباحٌ قانوناً، وأن المجتمع الدولي لا يحاسبهم عليه، ولا يعتب عليهم فيه، ولهذا فإنهم يفرطون في استخدام هذا السلاح، ويطلقونه بكثافةٍ، ويلجأون إليه بسببٍ أو بدونه، وقد لا يكون الجنود مدربين على استخدامها جيداً، أو يتعمدون إطلاقها على المتظاهرين فتصيبهم مباشرةً، وتلحق بمن تصيبه أضراراً كبيرةً إذا أصابت الرأس أو العين، أو كانت الإصابة من مكانٍ قريب، خاصة إذا علمنا أن قنبلة الغاز المسيلة للدموع أثقل وزناً من الطلقة، فهي مصنوعة من الألومنيوم، وفيها مواد كيميائية، وتنطلق بسرعةٍ كبيرة، مما يجعل أثرها قاتلاً أحياناً.

يستخف كثيرٌ من الناس بقنابل الغاز المسيلة للدموع، ويظنون أنها عادية، ويمكن للإنسان أن يتحملها، أياً كان سنه أو صحته، وربما هم يقارنون قنابل الغاز الإسرائيلية بمثيلاتها في الاسم التي تستخدمها أجهزتهم الأمنية والشرطية في قمع المتظاهرين وفض الجموع، والتي تطلقها في الأماكن العامة المفتوحة، وبصورة غير مباشرة، ويظنون أن أثرها محدود وفعاليتها مؤقتة، ويمكن السيطرة على تأثيرها بالبصل أو الكمامات الواقية أو المناديل المبتلة بالماء، أو الابتعاد النسبي عن المكان.

ربما الكثير من الناس ممن يقرأون خبر إطلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي لقنابل الغاز لا يشعرون بخطورته ولا بأبعاده على المواطنين، لأن الكثير منهم لم يجربه ولم يتنفسه، ولم يضيق صدره به، ولم يختنق وهو يحاول أن يسترد أنفاسه، ولم يصب أحدٌ أمامهم بالعمى المؤقت أو الدائم، ولم يروا العشرات يتقيأون ويغمى عليهم، ولم يشهدوا موت البعض أمامهم اختناقاً، كما لم يسمعوا عن حروقٍ داخلية لا تشفى، كحرق البلعوم والرئتين، هم ربما يعتقدون أن قنابل الغاز تؤدي في أسوأ الاحتمالات بصورةٍ مؤقتةٍ ولفترةٍ قصيرةٍ إلى ذرف الدموع بغزارة، والسعال وضيق التنفس، واحمرار العيون، وتعذر الرؤية في محيط التجمع أو المظاهرة، مما يدفع بالمتظاهرين والجموع إلى مغادرة المكان والتفرق.

من المؤكد أن القنابل المشروعة والمباحة، والتي يجيز القانون الدولي استخدامها، تختلف كلياً عن القنابل الإسرائيلية، فهي أشد وأقسى، وأكثر ضرراً وأسرع خنقاً، وتنتشر وتتمدد بسرعة، وتنتج عند إطلاقها كمياتٍ كبيرة من الغاز المتعدد الصفات والوظائف، وهي للعلم في أغلبها مستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعض الدول الأوروبية ومنها بريطانيا، الذين يبررون توريدهم هذه الأنواع من الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، بأنها أسلحة مشروعة وغير ضارة ولا تؤدي إلى القتل، ولكنهم لا يعلمون أن الحكومة الإسرائيلية تستخدمها بكثافة، فتجعل البسيط شديداً، والقليل كثيراً، والضار قاتلاً.

بيروت في 6/11/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

بالفيديو آية الله احمد الحسني البغدادي يشرح التعايش السلمي للإسلام مع الأخرين مشكوراً

اية الله احمد الحسني البغدادي‬ يشرح التعايش السلمي للإسلام مع الآخرين مشكورا
walifaqih

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

أتمناها بحضني وحشايا في حشاها

jihadalawnaلا تسلني عن رضاها
يا رضى الدنيا رضاها
ما عطاني, اللهُ شيئاً
مثلما قلبي عطاها
كلُ عقلي كلُ قلبي
كل جسمي قد هواها
كل فكري كل همي
كل يومٍ أن أراها
بَكت النفس ُعليها
واستزادتْ في بُكاها
ماسك ُالجمر ِ بكفي
تعشقُ الكفُ أذاها
كيف أمضي؟ ضاع دربي
خلفها خلف خُطاها
عينها ليلٌ وسيعٌ
خمرة العنّابِ فاها
يا مواويلي الحزينه
كلما إمتدّ مداها
أتمناها بحضني
وحشايا في حشاها
أتمناها بقلبي
ودمائي في دماها
مُهرتي لو تمتطيني
يا هنائي يا هناها
فجّرتني بعثّرتني
كلُ هذا من ضناها
إن قلبي لو علمتم
لم يعش فيه سواها
ضاع مني ساح مني
ساخا كالبوضا معاها
صوتها في الأذن يسري
يا صدى الحب صداها
وإذا الدمعُ بعيني
كلُ يومٍ من جفاها
يا مساءات الأذيه
أسعد الشغرُ مساها
يا بنات الأردنيه
تعشق الأرض نداها
ينقضي العمرُ ورأسي
لم ينم … فوق يداها
ينقضي العمرُ وقلبي
لم يذق يوماً لقاها

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

كنيسة تستعيد بعض أملاكها بعد صراعات قانونية في تركيا

zafarandayrحكمت المحكمة في تركيا بإعادة 439 هكتارا من الأراضي التي كان قد تم مصادرتها من دير مار حناينو التابع للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الموجود في مارايدين في جنوب شرق تركيا, في ختام صراع قانوني كسبته الكنيسة, حيث أن سند الملكية يشير بوضوح إلى ملكيتها للدير، و قامت الحكومة بمصادرته، وأعيد إلى الدير في العام 2006. وكانت وزارة الأملاك قد طالبت المحكمة بالاستئناف والتي رفضت وأعادت الأملاك إلى الدير, الذي تم بنائه  في القرن الخامس، وهو من أهم أديرة السريان الأرثوذكس، والمعروف بـ “دير الزعفران”، والذي بني بلون الحجر الدافئ.

غير أن مختلف الطوائف المسيحية في تركيا تطالب الدولة لإعادة الممتلكات المصادرة بشكل خاطئ. حيث أمرت المحكمة العليا في اسطنبول بإعادة قطعة أرض كبيرة إلى مالكيها الأصليين، أي إلى منظمة كاظم مريمانا التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، والتي كانت قد صودرت منهم في العام 1970. ويعود العدد الأكبر من الإستلاء على الأملاك المسيحية إلى العام 1970 عندما قامت وزارة الأملاك بإلغاء جميع التبرعات للكنيسة، ونقلت الملكية إلى مؤسسة غير دينية تأسست عام 1936، لأنه بحسب القانون آنذاك كان يحرم على الديانات الغير إسلامية في تركيا أن يكون لها أملاك.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

DNA- حزب الله..والدليل قالولوا- 05/11/2015

DNA- حزب الله..والدليل قالولوا- 05/11/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

وجوده بالحياة رائع بس مشكلته مسيحي ههههه

Gorillagirl-showing-mid*ياخي هذا مسيحي بس ذكي مرّة ودقيق بشغله!

*مسيحي بس اخلاقه ممتازة!

* خلوق ومحترم بس مشكلته مسيحي!

هذا رأي زملائي الموظفين بالأخ توماس الذي نعتبره دينمو الإدارة فهو صاحب خبرة تقنية هائلة بس مشكلته مسيحي!

ووجوده بالحياة رائع بس مشكلته مسيحي ههههه

طيب وان كان مسيحيّاً ما المشكلة؟ الا يُحترم؟

عنصرية بغيضة!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

بالفيديو براهيم عيسى ينتقد الفكر السلفي يدمر العقول المرآة هي لمساكنة الزوج

بالفيديو براهيم عيسى ينتقد الفكر السلفي يدمر العقول المرآة هي لمساكنة الزوج

In a recent address, Egyptian TV host Ibrahim Eissa warned that the diminishing clout of the Salafis seen in the first phase of Egyptian elections should not be viewed as a victory over Salafi ideology. Bringing footage of cleric Muhammad Hussein Yacoub, who claimed that the role of women was to “give comfort and have carnal relations,” and ridiculing his claims as “insane and deranged nonsense,” Eissa warned that “the problem is deep-rooted” and that this discourse is promoted by the state and “has been planted in people’s brains for 40 years.” His address aired on Al-Kahera Wal-Nas TV on November 3, 2015.
ibrahimissa

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment