“الفاروق” لقب المسيحيين السريان للخليفة عمر

georgekadrجورج كدر – كاتب وباحث وإعلامي من سوريا

اختلف السلف في من كان وراء تسمية الخليفة عمر ابن الخطاب بـ”الفاروق”، فقال بعضهم: سماه بذلك رسول (ص). وقال بعضهم: أول من سماه بهذا الاسم أهل الكتاب. هذا ما نقرأه في “تاريخ الطبري” (طبعة بيت الأفكار الدولية ص 704) حول أسباب تسمية الخليفة عمر بـ”الفاروق”، لا بل إن الطبري يزيد بنقله رواية تقول: “إن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر: الفاروق؛ وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم؛ ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئًا”.

الفاروق كلمة نجد جذرها في اللغة الآرامية التي انبثقت عنها ابنتها السريانية، وحفيدتها العربية فيما بعد

يمكننا أن نزيل الحيرة عن الطبري في حسم الجدل حول أصل ذلك اللقب الذي أطلق على الخليفة، بالغوص في تاريخ هذه الكلمة التي نجد جذرها في اللغة الآرامية الأم التي انبثقت عنها ابنتها السريانية وحفيدتها العربية فيما بعد، فقد جاء في “كتاب نقوش تيماء الآرامية”، ص 157، وهي نقوش اكتشفت في محافظة تيماء شمال غرب السعودية، وتعود للقرن التاسع والسابع والسادس قبل الميلاد، نقش لشخص يدعى تيم بن إله الذي “ف ر ق ـ م ن ـ ت ـ ب ر ـ و ع ن… أي “الذي نجى من مرض عضال”.

في كتاب “معجم المفرادات الآرامية القديمة”: “ورد شرح “فرق” بمعنى “نجى، أنقذ، خلص”، وهذا المعنى حافظت عليه اللغة السريانية واللغة السبيئة التي تعني فيها الكلمة “نجى، حفظ”. أما في اللغة الأوجاريتية، وعبرية العهد القديم، وآراميته، واللهجتين الآراميتين الفلسطينية اليهودية، فتعني كلمة فرق “مزق، سحق، فصل (بين شيئن)”، وهو ذات المعنى في المعاجم العربية. فكلمة فرق هي عكس “جمع”، ويأتي معنى “الفاروق فيها: هو التفريق بين شيئن متناقضين (الليل والنهار، الحق والباطل ..إلخ)، وحتى في اللغة الأكادية: جاء معنى كلمة فراقو بمعنى “يفصل، يشق” (ص 228 كتاب اللسان الآكادي ـ الهيئة العامة السورية للكتاب 2012).

ولكن كل المعاني الواردة في المعاجم العربية لا تفي الكلمة حقها بكونها لقبًا صار مرادفًا لاسم الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، وهو ذات اللقب الذي أطلقه المسيحيون السريان على المسيح، وهو ما يمكن أن تشرحه لنا اللغة الأقدم من العربية، ونعني بها اللغة السريانية، فقد جاء في قاموس “الألفاظ السريانية في المعاجم العربية” الذي وضعه البطريرك مار أغناطيوس أفرام برصوم الأول ونشر في مجلة المجمع العلمي العربي، مجمع اللغة العربية لاحقًا، عام 1948 ـ المجلد 23 الجزء الثاني، ص 338- 339: الفاروق: كلمة سريانية فوروقو
forouqo
هي اسم فاعل من فعل
fraq
فراق، ويعني: فرق، فصل، خلّص ونجى، وبهذا المعنى جاء الفاروق في عرفنا (كما يقول البطريرك أفرام وهو يقصد المخلص يسوع المسيح المخلص والمنقد كما في الدين المسيحي)، أما فعل فرّق العربي فلا يتناول معنى الخلاص والنجاة و”الواقي والمنجي من الهلاك”.

وجاء الفاروق أيضًا اسمًا لدواء اكتشفه طبيب يدعى اليانوس وهو المعلم الذي أخذ عنه جالينوس الطب كما جاء في كتاب “العنوان” للمطران أغابيوس المنيجي الرومي، حيث قال: توجه اليانوس إلى مدينة أنطاكية في السنة التي وقع الموت بأهلها، ومعه ترياق “الفاروق” فمن شرب منه قبل أن يمرض نجا. واستخدم العالم المسلم البيروني كلمة الفاروقة وتفسيرها النجاة في حديثه عن هذا الترياق، الذي ذكر في كتب الطب القديم عند العرب ومنها كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار.

لماذا أطلق السريان لقب الفاروق على عمر بن الخطاب، ومنحوه اللقب الذي كان يعرف به المسيح؟

وكلمة “فُرقان”
fourqono
المشتقة من كلمة فرق، معناها بالسريانية: خلاص، نجاة، نصر، فدية، حق، ملك، وعن المعنى السرياني شرح ابن دريد الصفة التي أطلقت على معركة بدر بـ”يوم الفرقان” بأنه “يوم النصر”، وكذلك فعل ابن منظور في لسان العرب وصاحب القاموس المحيط.

أما لماذا أطلق السريان لقب الفاروق على الخليفة عمر بن الخطاب، ومنحوه اللقب الذي كان يعرف به السيد المسيح، فهذا ما نجده لدى العلماء السريان أنفسهم، يقول المطران اسحق ساكا النائب البطريركي للدراسات السريانية في كتابه كنيستي السريانية، الطبعة الثالثة 2007 ص 98): “ذاق السريان في بلاد سوريا والعراق وغيرهما من البلدان الأمرين من الـروم البيزنطيين لمخالفتهم إياهم بالمعتقد الديني المسيحي، فنفوا أساقفتهم وطرحوا مطارنتهم في السجون، واضطهدوا بطاركتهم، وراح من الشعب آلاف الضحايا، فلمـا جـاء العرب المسلمون بقيادة عمر وقضوا على الروم والفرس، هلَّل السريان واستبشروا خيرًا، فقد كان عهد العرب عليهم عهد خير وبركة وسلام، فـشرعوا ينظِّمـون أمـورهم الإدارية والروحية والاجتماعية، ورفعوا راية النهضة العلمية والفكر ية، وانـصرفوا إلى العمل باطمئنان ذلك أن الإسلام شملهم بالأمان وصان حقوقهم بالعهود والمواثيق”.

وهناك شهادة غاية في الأهمية ذكرها، عام 1200 للميلاد، البطريرك الأنطاكي على السرياني ميخائيل الأول الكبير في تاريخه المسمى باسمه، يشرح مظالم قياصرة الروم في عهد هرقل الملك يقول فيها: “ولهذا فإن الله إله النقمات.. لما رأى عتوّ الروم ودهاءهم، بعث من أرض الجنوب أبناء إسماعيل كي يحصّل لنا النجاة بواسطتهم من أيدي الروم فاستفدنا من ذلك فائدة كبرى، لأننا تحررنا من ظلم الروم ومن مساوئهم ومن سخطهم ومن شديد بغضهم لنا، وتمتعنا بالطمأنينة” (راجع خزائن الكتب العربية في الخافقين، فيليب الطرزي، وزارة التربية لبنان 1947، ص المجلد الأول ص 31).

لذلك كان عمر، حسب تلك الشهادة القديمة، هو المخلص والمنجي لهم، ولنا في الدور الذي لعبه السريان في النهضة العلمية التي اشتهرت بها الحضارة الإسلامية، ودورهم في الترجمة والعلوم والطب في تلك العصور، خير دليل على ما نقول، ولعله كان ردًا للعرفان ودليلًا على الحرية التي تمتع بها السريان في الحضارة الإسلامية، منذ عهد عمر وصولًا إلى العصرين الأموي والعباسي. وربما هذا ما يفسر تردّد اسم عمر لدى بعض مسيحيي سوريا.

ولكن بعد قرابة 1400، يأتي تنظيم متوحش اسمه داعش ليشوّه العلاقة الخلاقّة التي أرادها الفاروق عمر مع السريان، أهل هذه البلاد، والتي أثمرت علمًا وحضارة؛ عندما اقتحم التنظيم قراهم الآمنة، في الجزيرة السورية موطن آبائهم وأجدادهم، واختطف المئات من نسائهم وشيوخهم وشبابهم وأعمل فيهم قتلًا وذبحًا وتشريدًا؛ خدمة لاستعمار طالما أرادها؛ ضاربًا عرض الحائط بمواثيق الأمان وممزقًا العهدة العمرية التي أعطاهم إياها الخليفة الفاروق.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

DNA- أردوغان “يعتذر” من موسكو- 27/11/2015

DNA- أردوغان “يعتذر” من موسكو- 27/11/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

جلسة بالبرلمان الاوربي بشان المسيحيين المضطهدين

kaladaجلسة بالبرلمان الاوربي بشان المسيحيين المضطهدين على مستوى العالم بشان ايمانهم

بعد مشاركة اتحاد المنظمات القبطية فى اوربا بمؤتمر الاقليات الدينية بالامم المتحدة بجنيف تلقى اتحاد المنظمات القبطية دعوة رسمية من البرلمان الاوربي للمشاركة فى حوار للنقاش عن اضطهاد المسيحيين على مستوى العالم بسبب ايمانهم .

وسوف ييشارك اتحاد المنظمات القبطية فى الحوار بهدف القاء الضوء على مناطق اضطهاد المسيحيين فى العالم وايجاد مخرج لانقاذهم من براثن التطرف الدينى .

وسوف تقام الجلسة بالبرلمان الاوربي يوم 1 ديسمبر تحت رعاية واشراف نائب رئيس البرلمان الاوربي
” Mr Antonio Tajani ”
وسوف يشارك فى المؤتمر ايضا عددا من قيادات البرلمان الاوربي لايجاد حلول واقعية لازمة المسيحيين المضطهدين لايمانهم على مستوى العالم .

مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى اوربا

دكتور ابراهيم حبيب نائب رئيس الاتحاد

الاستاذ بهاء رمزى مسئول العلاقات العامة للاتحاد

الاستاذة شيرين كامل والاستاذ مجدى يوسف منسقي الاتحاد

Posted in مواضيع عامة | Leave a comment

اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف

اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ ومعناه بالعربية – سنابات لؤي الشريف
loaysharif

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, يوتيوب | 2 Comments

خامنئي يعيد سليماني إلى سوريا بعد شفائه

qasemsoleymaniأعادت طهران قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، إلى سوريا التي غادرها قبل أيام بعد إصابة غير بالغة خلال معارك في محافظة حلب، في وقتٍ لاحظت المعارضة الإيرانية أن علي خامنئي لا يدَّخِرُ جهداً لكسر إرادة السوريين لدرجة إعادته عسكرياً جريحاً إلى ساحة معارك.
وأفادت المعارضة الإيرانية تلقيها معلومات عن إصابة قاسم سليماني في معارك بحلب في الـ 14 من نوفمبر الجاري ونقله على الإثر إلى طهران «لكن جروحه لم تكن بليغة واستطاع العودة مُجدَّداً».

المعارض الإيراني سيد المحدثين لـ الشرق: سقوط الأسد بداية انهيار نظام ولاية الفقيه والمتطرفين في المنطقة
«مجاهدي خلق: «سليماني يعود إلى سوريا بعد إصابته في معارك حلب

أكدت المقاومة الإيرانية أن شبكات منظمة مجاهدي خلق داخل إيران حصلت على معلومات بشأن إصابة قاسم سليماني وتطورات ميدانية لقوات النظام الإيراني في سوريا وخلاصة هذه المعلومات، في 14 نوفمبر الحالي أصيب قاسم سليماني قائد قوات القدس بجروح في معارك حلب بسوريا ونقل إثر ذلك إلى طهران. لكن جروحه لم تكن بليغة واستطاع العودة من جديد إلى سوريا.
وبعد مقتل حسين همداني القائد الميداني الأول للنظام الإيراني في سوريا الذي قتل في معارك مدينة حلب يوم 8 أكتوبر تولى العميد في الحرس إسماعيل قاآني نائب قاسم سليماني قيادة قوات القدس في سوريا وهو الذي يقود الآن قوات النظام الإيراني والقوات التابعة للنظام في معارك حلب، ومن الممكن أن يحلّ إسماعيل قاآني محل حسين همداني ليصبح قائد قوات الحرس في سوريا.
إيران على وشك الهزيمة

محمد سيد المحدثين
وقال محمد سيد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في حديث خاص لـ «الشرق» إن ماتقوم به طهران يشير إلى الأهمية التي يوليها نظام الملالي لمعارك حلب ولما يدور حاليا في هذه المنطقة، فخامنئي يرسل قائد قوات القدس الجريح ونائبه إلى ساحة المعارك، رغم كل ما خسره من كبار قادة الحرس في هذه المعارك خلال الأيام والأسابيع الماضية.
وأوضح سيد المحدثين أن النظام الإيراني لا يدخر جهداً لكسر إرادة السوريين وقوات المعارضة السورية المسلحة، رغم فشله إلى الآن الذي كان خلف القرار الروسي بالتدخل ومشاركتها في الحرب ضد السوريين.
وأكد القيادي في المعارضة أن ما يحدث بعد دخول روسيا إلى الأرض السورية والخسائر التي لحقت بقوات الحرس وبحزب الله اللبناني الذي يعتبر فرعاً من قوات الحرس والقوات الأخرى التابعة للنظام التي جلبها من العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها تشير إلى أن نظام ولاية الفقيه على وشك الهزيمة النهائية في سوريا.
داعش والأسد
وقال سيد المحدثين إن القضاء على داعش وإسقاط بشار الأسد عملية واحدة لأن كلا من النظام والتنظيم وجهان لعملة واحدة. وعلق سيد المحدثين على كلام الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء بشأن ضرورة تنحي الأسد من الحكم وتحذيره لأولئك الذين يريدون القتال ضد المعارضة الشرعية تحت غطاء داعش أنه سيؤدي إلى تعقيد الأزمة وسيدفع المنطقة في حرب أطول.
بالقول إن النظام الإيراني هو الطرف الوحيد الذي ستلحق به خسارة كبيرة برحيل الأسد ولذا يحاول بكل ما لديه من قوة لإنقاذ الأسد، لكن الوقائع على الأرض تشير إلى أن النظام الإيراني يعاني من ظروف صعبة جداً. واعتبر أن هزيمة إيران الملالي في سوريا ستجعل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران على حافة السقوط.
وأكد سيد المحدثين على أهمية توفير أقصى حد من الدعم المالي والعسكري والإمكانيات لأبناء الشعب السوري المنضوين في الجيش الحر والذين يدافعون عن أرضهم وشعبهم لإلحاق الهزيمة بمشروع ولاية الفقيه وإسقاط بشار الأسد. واعتبر سيد المحدثين أن سقوط نظام الأسد سيكون بداية كسر هذه الحلقة، وسيجعل بيت خامنئي في طهران في مهب الريح، خاصة أن الشعب الإيراني بالمرصاد وينتظر اللحظة المناسبة.
وأكد القيادي الإيراني أن هزيمة ولاية الفقيه هي هزيمة لجيمع المتطرفين الذين يستغلون اسم الإسلام سواء من الشيعة أو السنة من تنظيم داعش والقاعدة حتى حزب الله والميليشيات المجرمة في العراق.
وأشار سيد المحدثين إلى ثمانية عشر تشكيلاً عسكرياً تابعا لإيران التي توجد في سوريا، وقال: حتى يعلم القارئ العربي مدى رهان النظام الإيراني على سوريا وبقاء الأسد.
وكالة أنباء إيرنا كانت أعلنت في يوليو 2015 أنه «تم تشييع زهاء 400 شخص من المدافعين عن مقام السيدة زينب» حتى ذلك الوقت في مختلف مناطق البلاد، وكان 79 منهم في محافظة خراسان الرضوية. وبذلك نرى أن النظام اعترف في وكالة أنبائه الرسمية بمقتل ما لا يقل عن 400 من عناصر الحرس في سوريا قبل أربعة أشهر.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الأساليب البعثية في إسكات الأهازيج الشعبية

أفاقت مدينة حماة على مشهد بشع، لن تنساه ولن تغفره: على مياه نهر العاصي، طافية جثّة شابّ ، مخرّمة كلّها بالرصاص، مذبوحة بالسكين من الوريد إلى الوريد، كما الأغنام، وقد استؤصلت منها الحنجرة.
لم يكن صعبا التعرّف على صاحب الجثّة. فجماهير حماة كلّها تعرف إبراهيم قاشوش، الشاعر الشعبي الذي رفع صوته بالأهازيج الشعبيّة، في ساحة العاصي، مندّدا بنظام البعث القمعي، ساخرا منه سخرية موجعة. كان يُحمل الشابّ على الأكتاف، وفي يده ميجافون، يلقي على المتظاهرين أهازيجه التي ابتكرها، والجماهير تردّد بعده ما تسمع. كانت الحشود تسمع صوته، ولا ترى رأسه الذي كان مغطّى عادة، خشية تعرّف رجال الأمن عليه. إلا أنّ الشبيحة عرفوه، وقبضوا عليه، وأعدموه بهذه الطريقة البربريّة.

الجانب المضحك، في هذه الجريمة المروّعة، هو ادّعاء النظام البعثي أن قاشوش مُخبر قتله مجهولون، لكي يُعتبر شهيدا، فيزيد من نقمة الجماهير وسخطها على النظام. إلى هذا الحدّ وصل استخفاف النظام بعقول الناس!
كلّ ثورة عربية ولها رمزها، أو أيقونتها: في تونس كان بو عزيزي الشرارة التي أشعلت ثورة الياسمين، حين أحرق نفسه، احتجاجا على ظلم السلطات، أمام محافظة بوزيد. وفي مصر قتل رجال الأمن خالد سعيد، بعد اعتقاله، زاعمين أنه توفي بعد ابتلاعه لفافة بانجو، فنشأت مجموعة “كلنا خالد سعيد” في الإنترنت، وكانت من العوامل الهامّة للثورة. وفي سورية يعود المشهد ذاته: يقتلون الشاعر الشعبي
إبراهيم قاشوش، زاعمين أنه قُتل بأيدي مجهولين، فينشئ “شباب الفيسبوك” في سورية مجموعة “كلّنا إبراهيم قاشوش”، لتكون عاملا آخر في إسقاط هذا النظام الدكتاتوري الفاسد.
لن يُسكتوا صوت إبراهيم قاشوش، حتى بعد قتله بهده الطريقة الهمجية. أهازيجه وصلت كلّ مكان، في سورية وخارج سورية، ودمه الطاهر ينضاف إلى دماء ألوف الشهداء قبله، وبعده، لتجرف في نهاية المطاف هذا النظام الغارق في الجريمة والدم حتى أذنيه.
خير تحيّة لهذا الشاعر الشعبي الشجاع، وقد ضحّى بروحه في سبيل حماة وسورية، أن ننشر أهزوجته الشهيرة في النظام القمعي وأتباعه.
يلا إرحلْ يا بشّار!
يا بشار مانّك منّا / خود ماهر وارحل عنّا
وشرعيّتك سقطتْ عنّا / يلا إرحلْ يا بشار !!
يا بشار ويا كزّاب / تضربْ إنتَ وهالخطاب
الحريّة صارت عالباب / يلا إرحل يا بشار
ويا ماهر ويا جبان / يا عميل الأمريكان
الشعب السوري ما بينهان / يلا إرحل يا بشار
ويا بشار طزّ فيك / وطزّ يللّي بيحييك
والله ما بنطّلع فيك / يلا إرحل يا بشار
ويا بشار حاجي تدور / دمّك في حماة مهدور
وخطأك مانو مغفور / يلا إرحل يا بشار
لسّة كلّ فترة حرامي / شاليش وماهر ورامي
سرقوا اخواتي واعمامي / يلا إرحلْ يا بشار
يا بشار ويا مندسّ / تضربْ إنت وحزب البعس
وروح صلّح حرف الإس / يلا إرحل يا بشار!!

ibrahi-qashoush

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

مسرحية مضحكة من قبل سفارة الملالي

walifaqihمسرحية مضحكة من قبل سفارة الملالي ولجنة قمع المجاهدين الأشرفيين ونقل العملاء تحت يافطة«عوائل» إلى مجلس النواب العراقي
مناشدة لتفقد ليبرتي من قبل هيئة من المحامين والبرلمانيين من أوروبا وأمريكا والدول العربية

قامت السفارة الإيرانية في بغداد ولجنة قمع المجاهدين الأشرفيين برئاسة مستشار الأمن الوطني للحكومة العراقية فالح الفياض يوم الثلاثاء 24تشرين الثاني/نوفمبر2015 في مسرحية مضحكة وبالتعاون مع عميل معروف لقوة القدس عباس البياتي من عصابة المالكي بنقل مجموعة من عملاء وزارة المخابرات وقوة القدس تحت يافطة عوائل سكان ليبرتي إلى البرلمان العراقي ليستغلوا بشكل سافر اللقاء بعدد من النواب بمن فيهم السيدان «همام حمودي» و«أرشد الصالحي» وتكرار أكاذيب الملالي ضد سكان ليبرتي وتمهيد الأرضية لمجازر لاحقة.
الحلقة الثانية لهذه المسرحية كانت في اجتماع عقد يوم الاربعاء 25/11/2015 في مقر لجنة حقوق الانسان النيابية مع لجنة القمع المسماة بـ«اللجنة العليا لمخيم الحرية في رئاسة مجلس الوزراء». وبحسب موقع البرلمان العراقي على الانترنت تم عرض « مطالب اهالي» السكان و«رغبتهم بزيارة ابنائهم» في ليبرتي «من اجل اتخاذ الحكومة الاجراءات اللازمة لتأمين الزيارة» و«تم الاتفاق على عرض ملف مخيم الحرية خلال جلسات مجلس النواب المقبلة».

إن قبول عناصرمخابرات الملالي في البرلمان العراقي وتشكيل لجنة وإصدارالبلاغ لهم طيلة 24ساعة يأتي في وقت مضت قرابة شهر على الإعتداء الصاروخي المكثف على ليبرتي و الحكومة العراقية مازالت تمنع حتى دخول آليات لسحب الكرفانات والمنظومات المدمرة الأخرى وتنظيف المخيم من أنقاض ودمار هذا الإعتداء وكذلك دخول أبسط المستلزمات الأمنية و المقومات الاساسية لتصليح الأجهزة والمنظومات المضروبة .
إن لجنة القمع التى هي طرف للبرلمان العراقي بشأن مخيم ليبرتي تتلقى أوامرها مباشرة من السفارة الإيرانية في بغداد وقوة القدس الإرهابية. إن 7مجازر في أشرف وليبرتي حيث أسفرت عن استشهاد 141منهم وفرض الحصار الإجرامي منذ 7 سنوات ما أدى الى قضاء 27 من المجاهدين نحبهم على اثره كلها تم تنفيذه بإشراف هذه اللجنة ورئيسها فالح الفياض والضباط المجرمون مثل «صادق محمدكاظم» و«احمد خضير» و«حيدرعذاب» المشاركون في تلك المجازرمباشره هم يعملون بإمرة تلك اللجنة.
ان هذه المشاهد المشبوهة جاءت في وقت كانت قد انتشرت في 23 نوفمبر/تشرين الثاني رسالة لأكثر من (400) من أفراد عوائل مجاهدي ليبرتي في أمريكا ودول اوربية موجهة الى الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤولين في الأمم المتحدة ومسؤولين اوربيين وأمريكيين حيث كتبوا فيها «رغم اننا طلبنا مرارا من السفارات العراقية في الدول التي نسكن فيها بأخذ التأشيرة من أجل زيارة أبناءنا الا أن الحكومة العراقية رفضت منحنا التأشيرة… فيما نرى أن وزارة مخابرات الملالي تقوم بإرسال مجموعات من عناصرها بشكل مستمر تحت يافطة العوائل إلى العراق ومخيم ليبرتي ولا توجد أية مشكلة لهم لأخذ الفيزا. ويكون واجب هؤلاء الأفراد الذين تؤمن وزارة المخابرات جميع تكاليف نقلهم وإقامتهم في العراق ممارسة التعذيب النفسي ضد أبناءنا. إن الإعتداء في 29تشرين الأول /أكتوبرأثبت مرة أخرى بان هكذا أعمال تهدف الى تمهيد الأرضية لتنفيذ حمام دم آخر في ليبرتي». وتضيف الرسالة: «نرجو سيادتكم الضغط على الحكومة العراقية باي طريق ممكن لاعطاء رد ايجابي لمنحنا الفيزا لكي نلتقي أبناءنا في ليبرتي لنتمكن بعد مرور سنوات من زيارة أبناءنا. وعلى الحكومة العراقية ورئيس الوزراء العبادي والحكومة الأمريكية والأمم المتحدة احترام حقوق سكان ليبرتي وتوفير الحماية لهم ومنع اقتراب مأموري النظام الايراني الى المخيم».
ان السكان أعلنوا مرات عديدة للأمم المتحدة والمسؤولين الأمريكيين أنهم لا يعتبرون هؤلاء المأجورين المرسلين لممارسة التعذيب النفسي ضدهم، أفراد عوائلهم بل يعتبرون أي الصاق للعملاء بهم اساءة مرفوضة، لأنه قد اعتقل الكثير من عوائل السكان داخل ايران بسبب ارتباطهم بأبنائهم ومورس عليهم التعذيب وحتى تم اعدامهم. هؤلاء العملاء هم اولئك الذين مارسوا التعذيب النفسي على السكان في عامي 2010 و 2011 وعلى مدى 23 شهرا وباستخدام (320) مكبرة صوت ليل نهار وهم كانوا يصرخون: سنصطبغ أشرف بالدم ونعدمكم جميعا و…
ان المقاومة الايرانية تدعو رئاسة البرلمان العراقي ومن يريد من أعضاء البرلمان الاستقلال والابتعاد عن سلطة النظام الايراني الى ادانة دخول العملاء الى البرلمان العراقي وتطالبهم بألا يسمحوا باستغلال النظام الايراني ووكلائه العراقيين في البرلمان لتبرير مجازر لاحقة ضد اللاجئين الايرانيين الذين هم تحت الحماية الدولية.
واذا كان من المقرر أن يتم مناقشة قضية ليبرتي في البرلمان العراقي فان طرف المناقشة ليس لجنة القمع التي مسؤولوها مطلوبون للعدالة بسب الجرائم ضد الانسانية، بل يجب أن يقدم محامو السكان وممثلوهم وممثلو (4000) مشرع في اوربا وأمريكا ونواب في البرلمانات العربية في هكذا اجتماع ملف جرائم ضد الانسانية ارتكبها النظام الايراني وعملائه في العراق من أمثال المالكي وفالح الفياض.
كما تطالب المقاومة الايرانية الحكومة العراقية بالموافقة على زيارة مخيم ليبرتي من قبل ممثلي السكان ومحاميهم داخل وخارج العراق وممثلي (4000) برلماني في لجنة البحث عن العدالة واللجنة الدولية لخبراء القانون (8500 حقوقي) والهيئة العربية للدفاع عن أشرف واللجنة العربية الاسلامية للدفاع عن المجاهدين في أشرف برئاسة سيد احمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق والمجموعات البرلمانية المدافعة عن أشرف في كل من البرلمان الاوربي والبرلمان البريطاني والكونغرس الأمريكي والبرلمان الكندي وبرلمانات الدول الاوربية والعربية مع نواب في البرلمان العراقي حتى يتم تقدير الموقف على أرض الواقع وفي فرصة كافية والتحدث مع السكان بشكل خاص ورفع تقريرهم الى مراجع دولية مختصة والرأي العام. كل من ليس هدفه تنفيذ أوامر النظام الايراني وتحويل ليبرتي الى سجن وابادة سكانه فبالتأكيد سيرحب بهذا المقترح الذي يتضمن احترام مبادئ حقوق الانسان وحقوق اللاجئين والمعاهدات الدولية.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس
26 نوفمبر/تشرين الثاني 2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

لاستعادة المصريين العالقين في ستوكهولم

mf61الإخوان المسلمون يفاجئون المتابعين كل صباح بما يصدمهم ويثير دهشتهم، لا يوجد مصري واحد خارج دوائر نظام مبارك الأمنية كان يجرؤ قبل عامين وبعض العام علي مجرد التفكير في وهن الجماعة من الداخل إلي هذا الحد، ولا علي أن يصدق أن الوضع الطبقي داخل الجماعة هو الصيغة الجدلية لمسلك أعضائها وضابط إيقاع المسافة بين مواقفهم وبين الولاء للآباء المؤسسين!

لقد كسرت الأزمة بهاء أفكار الآخرين السابقة عن الجماعة وفضحت هشاشة هيكلها التنظيمي بصورة شديدة الفجاجة، وباتساع رقعة المشاحنات في الوقت غير المناسب يبدو أن كوادرها قد عقدوا العزم علي تعزيز تلك الصورة!

لقد أصبح في حكم المرجح أن ديكتاتورية أخري داخل الجماعة كانت تنمو بالتوازي مع ديكتاتورية دولة جمال عبد الناصر تواظب علي اعتراض كل محاولة لانتقال الجماعة من أفق الفرد إلي أفق الجميع وفقاً لآلية تدفع بفكرة “حسن البنا” إلي مركز الثقل لا بالأشخاص، كما يحب جنرالات الجماعة المديح ويكرهون الصوت الآخر كجنرالات عبد الناصر تمامًا، الفارق الأكثر وضوحًا بين الديكتاتوريتين هو قدرة جنرالات عبد الناصر المذهلة على الالتئام وترميم جراحهم، علي النقيض من جنرالات الجماعة الذين صاروا عندما ضربتهم أزمة هي الأولي من نوعها ضراوة أشبه بمواليد برج الحوت في مثل هذه الظروف شقاقاً وارتباكاً وتخبطاً وقلة حيلة وبكاءًا علي الأطلال، برغم أن الأزمة، بحكم شهرتها في التأسيس دائمًا لوعي جديد، كان من الممكن أن تضخ المزيد من نقاط الدم في جسد الجماعة الذي لم يكن ذات يوم شاحبًا أكثر مما هو الآن، غير أن هذا لم يحدث، وهذا اكتشاف صالحٌ لتنبيه الحسرة في كل قلب غير مؤدلج، ذلك أن انهيار جزء كبير من ذاكرة الوطن ولون أساسي من ألوان فسيفسائه خسارة فادحة للجميع!

نزق البدايات في هذا السياق لتبرير مآلات الجماعة مهجور تمامًا، فالجماعة أقدم عمرًا من عدة دول مجاورة، إنما، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم جيوش الشرق لم تصل بعد إلي قدر من ثقافة الجندية أو أي لون من ألوان الثقافة يكفي لضبط إيقاع شغف جنرالاتها بالسلطة وإقناعهم بأن بوصلة السلاح تشير دائمًا إلي خارج الحدود، تصبح سلطوية الجماعة هي التفسير الأكثر عدالة لنجاح الاسلاميين في تركيا ليس في إنهاء تغريبة الإسلام فحسب، بل في التهام الأفق السياسي وامتصاصه وتدويره بما يتماشي مع استراتيجيتهم من جهة، ولفشل الإخوان المسلمين وعجزهم عن الاحتفاظ بلحظةٍ حلموا باصطيادها لعقود طويلة من جهة أخري!

لا يصلح الانقلاب متهمًا بمفرده، لكنه التبرير الذي يأكل مع الجماعة في نفس الطبق، ويسرق يوميات أعضائها، ذلك أن رعاة الانقلاب ما كان باستطاعتهم التسلل إلي أي رحم يربّون فيه المؤامرة لولا اختيارات الجماعة وترددها وسفه انحيازاتها وارتجالية مساقط ثقتها، هذا السياق لابد أن يفرض اسمًا واحدًا علي الأقل ممن استحوذوا علي مساحة من الضوء دفع اتساعها وتمددها المتصل بعضُ الناقمين إلي التندر بأن المصريين ما خرجوا في يناير إلا ليطالبوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية و “نادر بكار”، وبتفقد مواطئ قدميه الآن وتحديق النظر في كل مواقفه قبل وبعد العصف بـ “د.مرسي” سندرك لمن كان النصيب الأوفر في صناعة المشهد الردئ الذي انزلقت إليه مصر الثورة، لا أقول هذا إيقاظاً لجراح الماضي إنما حرصًا علي تجاوزه، مع ذلك، لنكأ الجراح فوائده أحياناً..

من الجدير بالذكر أن الإسلاميين في تركيا نجحوا في استعادة الإسلام إلي مرتفعاته الأولي أو كادوا لأنهم لا ينتمون إلي الإخوان المسلمين، ولا يرون في “حسن البنا” أكثر من مجدد أضاف إلي المكتبة الإسلامية شيئاً يستحق التوقف عنده ومطالعته، فمرجعية هؤلاء هي مزيج خرافي من فكر بديع الزمان “سعيد النورسي”، ومن ذلك السمو والشطح الصوفي وتلك الروحانية المذهلة في تراث مولانا “جلال الدين الرومي” الذي تساقط غباره علي كل القارات وبكل اللغات، ومن أصداء لأجمل قيم العلمانية وأكثرها إيجابية، لا أكثر ولا أقل!

لا حزب العدالة والتنمية ولا أي من الحركات الإسلامية في تركيا تنتمي فكريًا إلي مدرسة الإخوان المسلمين في مصر، ربما يتعاطفون مع منهجها الإصلاحي فحسب، لذلك، ربما، تمكن هؤلاء من الانخراط في الكون أو انسجموا معه علي الأقل، بينما واظب الإخوان المسلمون علي حراسة جذور فكر الآباء المؤسسين دون أدني محاولة للحذف أو الإضافة أو إعادة التأويل، علي الرغم من أن الأفكار كالأحذية في نهاية المطاف، ومتي أردت قتل فكرة ما عليك سوي المبالغة في تقديسها، ذلك أن الفكر بالأساس هو تركيز للواقع وتقطيره إلي خلاصة مكثقة لا تنطلق من خلال صيغ سابقة، وما من شك أن الواقع متحرك، وأن واقع حقبة “البنا” ليس كواقع حقبة “سيد قطب” وليس كواقع الجماعة الآن، الإسلام نفسه اضطر مع الأيام إلي التماهي مع أفكار مستوردة بهدف كبح تقدمها، وغابة الفرق الإسلامية التي الآن نعرفها دلالة واضحة علي مرونة الاسلام وقدرته علي الامتصاص والهضم والتجاوز!

مياه كثيرة جرت في النهر تلو النهر وما زال الإخوان لا يصدقون أن “الشيخ وقت” هو خصم البنا الأكثر شراسة لا الجنرالات..

ولو تمسك أردوغان بتقديس “رسائل النور” دون أن يقيم لدرجات الزمن وتحولاته وزناً لأساء للشيخ سعيد النورسي ولنفسه، ولما تكهن بالمؤامرة علي الإخوان المسلمين مبكرًا، ولما فتح لهم، عن عمدٍ ربما، بوابة بحجم عذابات المصريين لإجهاض المؤامرة، غير أنهم رفضوا الدخول تحسبًا ربما لغضب (حزب النور)، ذلك التنظيم الذي صنع حتمًا بالتوازي مع تنظيم البلطجية الشهير وادُّخرَ كأخيه لأبيه الذي في المخابرات لوقت الحاجة، لا يمكن أن يكون منتج بهذه الجودة حديث الميلاد، لم يعد في مصر سر ننتظر أن يكشفه لنا أحد!

ذلك أن أردوغان حين زار مصر عقب الثورة فاجأ الجميع بحجره الشهير الذي ألقاه بجامعة القاهرة في وجوه المنحازين إلي إيقاظ جثة الماضي بأمانة، وبغض النظر عن اكتظاظه بالسلبيات المدمرة والقيم الحوشية، لقد دعا المصريين إلى العلمانية، أي، بناء دولة مسلمة ذات حكومة صماء تقف علي مسافةٍ واحدةٍ من جميع الأطياف لا أكثر ولا أقل، كان مثل صوت آتٍ من المطلق!

ذلك التصريح المعتني به تمامًا أثار حتمًا غضب المخابرات، فإذا حدث ذلك من شأنه أن ينسف حلمهم بالعودة، كان ترهيب المصريين بما ينتظرهم من قطع الأيدي والأرجل من خلاف والرجم هو جوهر المؤامرة، علي هذه الخلفية، سرعان ما انتقل غضبها بأمانة شديدة إلي صدور الذين باشرت تربيتهم من الإسلاميين في أعشاشها، واعتبر هؤلاء تصريحه تدخلاً في الشئون المصرية، وتماهي معهم القلائل من الإخوان المسلمين بحسن نية، كانوا يندفعون في التعبير عن ترحيبهم بزيارته أولاً فاستنكارهم لتصريحاته والهتاف ضده بنبرات عالية جدًا لا تخلو من المسرحية بعد ذلك، في مساء ذلك اليوم ربما، بدأ “إبراهيم عيسي” العزف علي ذلك الوتر بخبث شديد لجني المزيد من الجزر المنعزلة، ما زلت أتذكر أنه قال:

– نريد إسلام “أردوغان” لا إسلام “أسامة بن لادن”!

كانت هذه واحدة من أهم اللحظات التي طفت فيها المؤامرة علي السطح دون تدبر أو حذر، لا توازيها أهمية من حيث الوضوح كلحظة تصريح “ياسر برهامي” في بهجة شديدة علي إحدي الفضائيات بأنهم خدعوا شيخ الأزهر وأنهم حرصوا علي أن يكون الدستور مقيدًا للحريات بقدر الإمكان، ولك أن تتخيل ملامح ذلك الشعور الذي لابد أن يضرب أعماق شاب نزل ميدان التحرير من أجل أن تكتشف الحرية وطنه في وقت كان “برهامي” فيه يشاهد طقوس التحرير علي الشاشات، عندما اكتشف ذلك الشاب أنه ما تجاوز خوفه ونزل التحرير إلا لاستبدال نظام مبارك بنظام برهامي، وليظلّ الوطن أرضًا للكوابيس؟

في ذلك الوقت أيضًا، ربما لمس “د.عصام العريان” شيئاً مريبًا يتحرك في الظلال، فنفي بوضوح تبعية الاسلاميين في تركيا إلي الجماعة، وحسناً فعل، فلقد كانت هذه التهمة من أهم القطرات الأولي في موجة يونيو التي أضفت علي جرف الإخوان المسلمين بقوة السلاح مظهرًا ثوريًا!

لقد ارتكبت الجماعة خطأ لا يستوعبه الصمت بعجزها عن استيعاب الحالة المصرية عقب الثورة، وعن تحرير مضامين الصناديق إلي رؤية ثورية أكثر اتساعًا ومرونة لانتشال مصر من مفترق الصراع بين ماضٍ ما زال محتفظاً بقوته وحيويته وقدرته علي استعادة ما انتزع منه في يناير، وحاضر شديد الهشاشة لا يملك من أدوات الصراع إلا شرعية ممنوحة من شعبٍ شديد البساطة من السهل تحريف ميوله بحملة إعلامية لا تستغرق أكثر من أسبوع، لكنهم، بدلاً من ذلك، حولوا لغة الصناديق إلي وثن هم دون غيرهم كهنته لا لشئ سوي أنهم حصلوا علي أعلي الأصوات في انتخابات نزيهة، وهذه حقيقة لا ينكرها أحد، لولا أن هذه الحقيقة عقب الثورات تتحد تمامًا بتعريف الباطل!

كل هذا الكلام مصدره إطار انتشار مصطلح جديد في أوساط الإسلاميين وهو “نفايات 30 يونيو” تعقيبًا علي إعلان أحدهم توبته وطلبه اللجوء إلي يوتوبيا الإسلاميين علي الهواء، ولأن الرجل لا هو تورط في إراقة دم ولا امتلك ذات يوم سلاحًا سوي الرجم بكلام لا تتجاوز سعة موجته مئات القراء أو المشاهدين كان هذا المصطلح موجعًا وصادمًا لسيول من المتريثين، وهدية مجانية للنظام!

تلك الشوفينية بالنظر إلي مصدرها غير مبررة ومحرضة علي الغيظ، فالإخوان المسلمون ضالعون في الدم أيضًا، عندما يكون الولد للفراش وللعاهر الحجر فنحن أمام حالة زنا مؤكدة، يبقي ألا نتجاهل الضلع الثالث الذي لا يمكن أن تتم صناعة الولد في غيبته، وإذا أصروا علي برائتهم الكلية من استدراج مصر إلي هذا المشهد فهذا شأنهم، غير أن التاريخ سجل يوميات مصر خلال عام “د.مرسي” وقبله وانتهي الأمر، جوجل أيضًا لديه ذاكرة قوية يمكن أن تفضح بضغطة زر إصرارهم علي إغلاق كل ممر لعبور شركائهم إلا إلي 30 يونيو!

أحب أن أسجل أيضًا أن تلاقح الأفكار وتكاثرها ضرورة صحية متي توافرت الوحدة الموضوعية ووحدة الضيف الموضوعية أيضًا وبياض ماضيه قبل يناير، لا توجد ثورة نقية، وإن وجدت فنسب نجاحها هزيلة جدًا، كما لا يوجد فصيل يستطيع التغيير بعد ثورة نقية بمفرده، ولقد وُضِع الجميع في التجربة وحصدوا النتائج البائسة!

مع ذلك، لست مع استضافة توجهين متناقضين علي شاشة ثورية في فترة زمنية واحدة، فهذا من شأنه أن يربك أفق التلقي بصورة لا تسعها حُمَّي الخلاف، وهذا تصرف يليق بأوقات المعارضة لا الثورة، فالثورة ليست حمالة ايدلوجيات، وإذا كانت الإيدولوجيا مفسدة السياسة فهي بعرقلة الثورة أولي!

ومع ذلك أيضًا، بصفة شخصية لا أري في استضافة الأستاذ “مجدي حمدان” ما يستحق أن يكون أبرز هموم الاسلاميين، كما أن الضجة العبثية المثارة حول موضوع طرفي، برغم تكدس المواضيع الجوهرية الأولي بالطرح للنقاش مع ذلك مهجورة، من المدهش ألا تسبقها ضجة في موضعها الصحيح لاستضافة شخص آخر أكد لي أحدهم قبل أسابيع أنه قد سمعه يتحدث في الشأن المصري عبر مداخلة هاتفية علي قناة مناهضة للانقلاب، إنه رجب هلال حميدة، أحد المتورطين في ما يعرف بـ “موقعة الجمل”، لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي، وإذا صح ذلك الخبر، فهو خطأ أكبر من خطأ مجدي حمدان وأي من (نفايات 30 يونيو) في استشراف مشهد 3 يوليو والمقامرة علي سلامة حصاده في نهاية المطاف، فمعظم (نفايات يونيو)، عندما قرروا النزول، كانوا يراهنون علي دورة الثورة التي لابد أن تكتمل، بالإسلاميين وبدونهم..

والكل مخطئ، والإنكار لا يفيد، والاعتراف بالخطأ هو بداية ضرورية لتصحيحه، كما أن الثورة ليست حكرًا علي تيار بعينه، ولكل مصري الحرية في اختيار الفعل الثوري الذي يناسبه!

غير أن اللافت جدًا أن صعود منسوب الشوفينية في أحاديث الإخوان يواكب علي الدوام أول احساس بتفاقم الرقعة المتآكلة من الأرض التي يقف عليها الانقلاب، في مثل هذه الظروف، تزداد لهجة الاستعلاء في أحاديثهم ارتفاعًا وذلك الضغط الممل علي نسبة الفضل إلي الذين يدفعون الثمن في الشوارع وجهود إخوان الخارج، ولولا أن الجنرالات لا يحبون الشعر لأجابوهم بشطر بيت المرواني الشهير: ما الذنبُ ذنبُك بل كانت حماقاتي، ولست أنكر ولا يستطيع مصري أن ينكر فضل المتظاهرين في إرباك الانقلاب واختزال هامش المناورة ورج وضعية الثبات التي حاول الوصول إليها مبكرًا، لكن في العام الأول فقط!

المضحك أن من يحملون وحدهم جوازات سفر المدينة الفاضلة لا يستطيعون حتي الآن توحيد رؤية حول مستقبل حراكهم ولا غايته، ثورة أم معارضة، و “الشيخ وقت” يلفظ أنفاسه، أو يزداد ضمورًا كل صباح علي الأقل، كأن معدلات الإصابة بـ “تناذر ستوكهولم” بين أفراد الجماعة أكثر منها بين بقية المصريين، تلك الحالة النفسية التي يصعب أن يحرر المرء أعماقه منها إلا ببذل المزيد من رياضة النسيان تحت ظلال الديمقراطية، عندما يتعاطف الإنسان مع عدوه، أو يتعاون معه لا إراديًا، وهو تناذر ولد عام 1973من رحم حادثة سطو علي أحد البنوك في العاصمة السويدية، عندما احتجز بعض اللصوص عددًا من موظفي البنك أسبوعًا ارتبط خلاله الرهائن باللصوص عاطفيًا كلون من ألوان الدفاع عن النفس، ودافعوا عنهم بقوة بعد تحريرهم، حالة شبيهة بالحالة العامة للمجتمعات التي تحكمها ديكتاتوريات، لا يولد استسلام هكذا مجتمعات من تلقائه، إنما بالوقوع تحت طائلة ضغوط نفسية باهظة وممنهجة لفترة يُنمِّي خلالها الشعبُ شعورًا بالخوف العميق من النظام، ويألف بمرور الوقت كل أنواع القمع والذل إلي حد يجعل أغلبية الشعب تخاف من التغيير، وترضي بالقليل من حنان الجلاد واهتمامه، إلي حد يبدو عنده أحدهم كطفل صغير قد تلقي هدية كبري متي أنعم عليه الجلاد بفتات من العطف أو البشاشة، وعلي هذه الخلفية، أقسم أني كثيرًا ما رأيت الحبور علي وجه أحد المصريين إذا لاطفه ضابط في أحد الأكمنة أو تبسم في وجهه!

قد يتطور الأمر جدًا فيسكن المصابَ بهذا التناذر إحساسٌ دائم بتوقع الخطر عندما يحاول أحد مساعدته أو إنقاذه، ومع كثرة تردد أفراد الجماعة علي سجون عبد الناصر والسادات ومبارك والآن، وما أنزلت بهم تلك الأنظمة من ألوان القمع، ربما طورت أعماقهم آلية للتعاطف مع السجان، إن لم يكن الأمر هكذا، فبماذا نفسر تورطهم في إغلاق كل باب يمكن أن ينفذ منه فار من خندق 30 يونيو إلي خندق 25 يناير في وقت يتقدم فيه الانفجار بخطي عصبية، والمعركة عسيرة جدًا، واللحظة التاريخية باهظة الحرج، والحماقة كاسمها!

الأغرب أن المكارثية برغم حاجتهم الآن إلي المكارثية في نسختها الصحية لا تعرف إلي مجتمعات الجماعة سبيلاً، ربما في عام “د.مرسي” كانوا مكارثيين أكثر من السيناتور “جوزيف مكارثي”، ومزدحمين بالشك في كل شئ وكل شخص أكثر من الأمريكيين عندما امتلأوا بالشك في أن طابورًا خامسًا من الشيوعيين ينتشر في كل شبر من الأراضي الأمريكية، وانتشرت في لهجاتهم عبارة (الحمر تحت السرير)، إنه الفعل الصحيح في الوقت الخاطئ والفعل الخاطئ في الوقت الصحيح، دعوا “نفايات 30 يونيو تحت السرير” وشأنهم، وتطهروا أولاً من المسكونين بأمراض الماضي وأحقاده الصغيرة، إنها معركة باتساع وطن أنهكه الوجع ينتظر منكم الكثير لا ثأر بضيق جماعة وضواحيها!

أنهي كلامي بقانون “زفر بن الحارث الكلابي” الذي أذابه في هذا البيت:

وقد ينبتُ المرعي علي دِمَنِ الثري .. وتبقي حزازاتُ النفوسِ كما هيا

لكي لا يفلت الوطنُ البالونات كما في الوداع فتسقط في الصخر، يجب أن ينبت المرعي وإن علي الجراح، لنستعيد المصريين العالقين في ستوكهولم أولاً، ولتذويب حزازات النفوس وقت سوف يأتي حتمًا بعد ذلك!

وللحديث بقية..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

هذه القصة حقيقة ومعروفة بين أهالي المنطقة ويوجد شهود عيان

mf20 (2)محمد السمان فيسبوك

مستشيخ إخونجي عنده ميليشيا مسلحة في إحدى المناطق شمال سورية، وصلته معلومة بأن مقره سيتم قصفه فقام بإخلاء المبنى فوراً وأحضر أرملة ومعها أطفال أيتام فأسكنهم في ذلك المكان.

جاءت طائرات الإجرام فقصفت المبنى وحصلت مجزرة بالأم وأطفالها.

هذه القصة حقيقة ومعروفة بين أهالي المنطقة ويوجد شهود عيان.

لعنة الله على النقيب، والمراقب، والمرشد، ومجلس الحاخامات

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

في فلك الممنوع:غيرت ديني فحرمت من العيش في بلدي

في فلك الممنوع: “غيرت ديني فحرمت من العيش في بلدي” ج1
muf70

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment