بالفيديو كندا تشرع في استقبال اللاجئين السوريين

كندا تشرع في التكفل باللاجئين السوريين الذين وعدت باستقبالهم على أراضيها وعددهم خمسة وعشرون ألفا يتواجدون مشتتين بين تركيا والأردن ولبنان. من بين هؤلاء عائلة إبراهيم تونبري المنحدر من حمص الذي حطت به الطائرة في مطار وينْدْسور لدولي في أونتاريو. كندا التزمت باستقبال عشرة آلاف منهم خلال شهر ديسمبر/كانون الأول بدأوا يصلونها عبر جسر جوي قبل فتح أبوابها للخمسة عشر ألفا الباقين خلال شهر فبراير المقبل.

canada

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

كنيسة القيامة .. خربت ثم قامت

كنيسة القيامة - القدس القديمة

كنيسة القيامة – القدس القديمة

inside-Church-of-the-Holy-Sepulchreيطلق اسم القيامة على مجموع الكنائس التي شُيدت فوق القبر والجلجلة ( وهو مصطلح سرياني ويعني الجمجمة في العربية) ومغارة الصليب .

الكنيسة في العهد الروماني الوثني
يبدأ هذا العهد من حادثة صلب المسيح ودفنه سنة 33 م كما ورد في الأنجيل وينتهي بإعتناق قسطنطين الكبير المسيحية وهدم المعبد الوثني المشيّد على القبر واكتشاف القبر والجلجلة والصليب من قبل أمه الملكة هيلانة سنة 326 م . ومعظم المعلومات التي وصلتنا عن هذا العهد غامضة ومبهمة الا ما رواه الانجيل . ومدة هذا العهد 293 سنة.
ولما كان المساء ، يقول الانجيل ، ( جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف وأخذ جسد المسيح ولفّه بكتان نقي ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجراً كبيراً على باب القبر ومضى . وفي فجر الأحد جاءت النسوة الى القبر فظهر لهنّ ملاك اخبرهنّ بقيامة الرب ، فانطلقنّ مسرعات يبشرنّ التلاميذ بما سمعن ) .
من هنا يبدأ تاريخ كنيسة القيامة . ولم يزد الانجيل ولا التاريخ إيضاحاً عن مصير القبر بعد قيامة المسيح وصعوده . ولا ذكر ان التلاميذ والمؤمنين أتّخذوا القبر محلاً للعبادة . إنما جاء في تاريخ ابيفانيس ان المسيحيين كانوا يقيمون الصلاة في مكان على جبل صهيون حيث أكل المسيح العشاء السري الأخير . وهذا المكان حسب التقليد وشهادة بعض المؤرخين هو الدير المعروف ببيت مريم أم يوحنا مرقس . ولا يفهم من هذا ان المؤمنين أهملوا القبر في صدر المسيحية ، كما زعم البعض ، بل حافظوا على مرقد سيدهم واعتبروه كل الاعتبار واستمروا على زيارته طيلة القرنين الثاني والثالث.
تأسّست أول كنيسة في العالم في اورشليم وبما يسمى يوم حلول روح القدس على التلاميذ .. وأول أسقف نصب على الكنيسة الاورشليمية كان يعقوب أخي الـرب الذي قتل سنة 62 م . وقد بقي المسيحيون مع إقامتهم الصلاة في بيت أم يوحنا مرقس وغيره من الكهوف يتردّدون الى الجلجلة والقبر للتبرّك بزيارته حتى شقّ اليهود عصا الطاعة على الحكومة الرومانية . ولما دوت في آذان المسيحيين جلبة جيوش الرومان التي جاءت لإخضاع اليهود وإخماد نيران الثورة علموا أن الوقت قد حان لإكتمال نبوّة المسيح عن خراب المدينة والهيكل فغادروا اورشليم هاربين الى مدينة ” بلا ” الواقعة في شرقي الاردن بالقرب من بيسان مع اسقفهم سمعان البار . فجاء تيطس وحاصر اورشليم حصاراً شديداً وأفتتحها عنوة سنة 70 م ودمّر المدينة تدميراً هائلاً . وقد سلم القبر والجلجلة من التدمير لأنهما لم يكونا في حالة تسترعي الانتباه .
لم يحل خراب المدينة دون عودة بعض المسيحيين الى اورشليم عندما خمدت نار الحرب . فرجعوا اليها ونزلوا في جبل صهيون حول العليّة إذ كانت الجهة الوحيدة التي نجت من الدمار العام فظل موقع قبر المسيح معروفاً عندهم بعد الخراب أيضاً كما كان معروفاً قبله . ولا شك أنهم أخذوا يفدون على زيارة الأماكن المقدسة كعادتهم.

بقيت المدينة خربة 62 سنة الى ان حنّ اليهود المشتتون في أنحاء فلسطين الى مدينتهم فثاروا مرة ثانية وانتزعوا المدينة من أيدي الرومان ورمّموا بعض مبانيها وأخذوا يحثون المسيحيين للاشتراك معهم في الثورة . فأرسل القيصر هدريان القائد يوليوس سفروس لإخضاع الثائرين فحاربهم هذا القائد سنة 136 م وهزمهم شرّ هزيمة وقتل منهم خلقاً كثيراً ثم حوّل هدريان اورشليم المدينة اليهودية الى مدينة رومانية جديدة دعاها ( ايليا كابيتولينا ) وطرد منها اليهود وحذّر عليهم دخولها الا مرّة واحدة في السنة ليبكوا عزّهم السابق . ولما بلغ المسيحيين الذين من الأمم القاطنين في (بلا) هذا الخبر جاؤوا الى اورشليم وتوطّنوا فيها وأخذوا ينتخبون لإدارة الكنيسة أساقفة منهم . وكانت الأمم التي استوطنت القدس من السريان والرومان والاغريق . واستمرت القدس على هذه الحال الى ان اعتنق قسطنطين الديانة المسيحية .

ولما كان هيكل سليمان مقر آمال اليهود وقبر المسيح مطمح أنظار المسيحيين على الدوام وسبب حنينهم الزائد الى اورشليم أراد هذا الامبراطور ان يمحي آثارهما ويقيم عليهما معابد وثنية لآلهة رومانية فشيّد على أنقاض هيكل سليمان المدمر هيكلاً للإله جوبيتر وعمد الى الجلجلة والقبر فطمرهما تحت تلّ صناعي أقام عليه هيكلاً لفينوس ” الزهرة ” . وبعمله هذا الذي أراد به طمس معالم الأماكن المقدسة وإبادة آثارها أحيا ذكرها الى الأبد . فقد تعلّق المسيحيين بالقبر وأخذوا يستدلون بهذا الهيكل على محله . ويؤخذ مما رواه اوريجانس واوسابيوس وايرونموس ان الزوار استمروا يفدون على اورشليم لزيارته من سائر الأنحاء طيلة القرنين الثاني والثالث .
بقي القبر المقدس راقداً تحت هيكل فينوس الذي أقامه هدريان ، والمسيحية تعاني أمرّ العذابات وأفظع الاضطهادات ، حتى اعتنق الامبراطور قسطنطين الكبير الديانة المسيحية وجعلها الديانة الرسمية للحكومة فاعتزت به المسيحية وأخذت تقيم شعائر دينها علانية . وبما ان انتصار هذا الامبراطور كان بفضل الصليب الذي اتخذه شارة لنفسه ولجنده قرر بعد التأم المجمع المسكوني في نيقية سنة 325 م ان يفتش على محل القبر والصليب ويشيد فوقهما كنيسة . وعلى هذا أوفد سنة 326 م . أمه الملكة هيلانة الى اورشليم فجاءت وهدمت بأمر ابنها الهيكل الوثني فظهر القبر المقدس ، وعثرت على الصليب في الكهف المعروف بمغارة الصليب واكتشفت الجلجلة . ان حادثة هذا الاكتشاف يرويها اوسابيوس بلا ارتياب ، ولم يكن على هيلانة عند مجيئها سوى إزالة التل الصناعي المشيد عليه . ويظهر ان اوسابيوس كان حاضراً عند اكتشاف القبر والجلجلة والصليب لأنه يسرد الحوادث كمن شهد الوقائع بنفسه.

الكنيسة في العهد الروماني المسيحي

لم يكد خبر اكتشاف القبر والجلجلة ومغارة الصليب يبلغ مسامع قسطنطين حتى كتب الى مكاريوس اسقف اورشليم يأمره بإنشاء ثلاث كنائس الواحدة فوق القبر والثانية فوق مغارة الصليب والثالثة فوق الجلجلة . ولما باشروا البناء اقتضى تمهيد الأرض حتى أصبح على موازاة القبر ولم يبق قائماً على ارتفاعه الا محل الصليب الذي تُرك على حدته فنصب حول القبر على دائرة واسعة عشرون عموداً من الرخام تعلوها الحنايا الشامخة ويحيط بها جدار مستدير ينعطف في جهاته الأربع الى محرابين عظيمين يمنة ويسرة ومحراب ثالث بينهما الى الوراء يقابله المدخل الكبير ويكلّل المجموع قبّة شامخة عظمى وهذا البناء دّعي القيامة . ثم شيدت كنيستان على الجلجلة وعلى مغارة الصليب وكان يحيط بالكنائس الثلاث أروقة جميلة قائمة على أعمدة من الرخام ولا شك في ان هذه الكنائس كانت على جانب عظيم من الجمال ودقّة الهندسة والبناء حتى أنها فاقت هياكل رومية في عظمتها وأصبحت تحفة التحف في العالم كله .
وقد وصف هذا البناء الفخم اوسابيوس المؤرخ الكنسي الشهير وصفاً مطابقاً لوصف الزائرين من بعده . وأيضاً وصفه زوار اخرون كالقديس كيرلس وثاودوريطس اسقف صور والقديس ايروفوس .

وهنالك آثار ترينا صور الكنائس التي شيدها قسطنطين كما كانت . منها قطعة فسيفساء موجودة اليوم في كنيسة سانتا بودنزيانا في رومية يظن انها نقشت في القرن الرابع أو الخامس تظهر فيها رسوم الكنيستين بوضوح . ويوجد قطعة أخرى من الفسيفساء في مأدبا بشرقي الاردن وهي عبارة عن مصور غير متقن لأورشليم ولأسوارها ولهاتين الكنيستين . وفي متحف ميلانو قطعة من العاج تمثل كنيسة القيامة في أول عهدها ويرجع تاريخ هذه القطعة الى الزمن الذي نقشت فيه قطعة الفسيفساء المحفوظة في كنيسة سانتا بودنزيانا الآنفة الذكر.
وقد استغرق بناؤها حوالي ست سنوات وأُكتملت سنة 335 م .

الكنيسة وغزو الفرس
بقيت الكنائس التي شيدها قسطنطين على الطراز البيزنطي زهاء ثلاثمائة سنة تناطح السحاب بجلالها . وكان اليوم الرابع من شهر أيار/مايو سنة 614 م آخر يوم حيّت في صباحه شمس القدس ذلك الصليب القائم على قبة القبر . ففيه هجم الفرس على القدس تحت قيادة ساريوس فاستولوا على المدينة واعملوا السيف في رقاب الأهلين فقتلوا من المسيحيين على ما قيل تسعين ألفاً وقد عاونهم اليهود في ذلك وذبحوا الذين التجأوا الى الكنائس ذبح الأغنام وأحرقوا الكنائس والأديرة في القدس كما أحرقوا سائر كنائس فلسطين ومن ثم مدوا أيديهم الى كنيسة القيامة فدمروها تدميراً وهكذا دكّت أركان ذلك البناء الشامخ ومدت مشاعل التخريب الى الأماكن المقدسة فنهبت كنوزها وسلبت نفائسها وسجدت تلك العواميد القائمة حول القبر لما رأت أرجل الفاتحين الغـزاة تلوث حجارة كانت تغسلها دموع المسيحيين ، وصارت القيامة قاعاً صفصافاً وقامت نوادب فوق الطلول ترثي وتبكي . وقد رثى صفرونيوس الحكيم مدينة اورشليم بمرثاة رقيقة تضارع مراثي ارميا . وكسر الغزاة حجر الملاك الموجود في مغارة القبر ظناً منهم ان فيه كنزاً وأخذوا جزءاً كبيراً من عود الصليب واقتادوا البطريرك زكريا وأعيان المسيحيين أسرى الى بابل وكانت هذه النكبة التي حلّت بالقيامة من أعظم النكبات .
وبعد جلاء الفرس قام مودستس رئيس دير القديس ثيودوسيس واستدر حسنات المسيحييين في سورية وفلسطين واستأنف اعمار القيامة وقد عاونه بطريرك الاسكندرية يوحنا الرحوم بالمال والرجال والذخائر . وإذ كان يستحيل عليه ارجاع البناء الى رونقه القديم اكتفى بتشييد الانستازيس ( الكنيسة فوق القير ) وبنى أيضاً معبد الجلجلة وكانت العمارة التي شادها مودستس بسيطة جداً بالنسبة لما كانت عليه قبلاً . وقد بذل جهده في الباس البناء حلة من مسحة الجمال وساعده على ذلك ما بقي من آثار البناء البيزنطي لأن معاول الفرس وفؤوسهم لم تقو على ابادة أثرها واستغرق البناء اثني عشرة سنة وانتهى على الأرجح سنة 629 م .

لم يطب لهرقل الامبراطور الصبر على هذه الكسرة الهائلة . ونظراً لفراغ خزينته من النقود سك أواني كنيسة القسطنطينية نقوداً برضى بطريركها وجدد الهمة فهاجم الفرس وغلبهم بقرب نينوى في 12 كانون الأول/ديسمبر سنة 627 م واسترجع خشبة الصليب وعاد بها الى اورشليم فدخلها حافياً متواضعاً فاستقبله الشعب بسرور ودموع الفرح تتساقط من عيونه وقد أقام المسيحيون تذكاراً لهذا العيد ولم يزالوا كل سنة في عيد الصليب يجددونه بمظاهر التقوى واشعال نيران الفرح .

الكنيسة في العهد الاسلامي
وفي سنة 637 م احتل جيش الخليفة الثاني عمر بن الخطاب القدس وقد أعطى بطريركها صفرونيوس صك العهد المعروف بالعهدة العمرية ثم طلب منه ان يريه مكاناً ليبني فيه جامعاً للمسلمين فدلًه البطريرك على مكان هيكل سليمان حيث الصخرة الكبيرة ، وبنى هناك الجامع المعروف بجامع الأقصى . بيد أن خلفاء الخليفة عمر بن الخطاب اخترقوا مراراً العهود وتعدّوا على القيامة وتجد تفاصيل هذه التعديات في تاريخ ابن يحيى الانطاكي وسعيد بن بطريق وغيرهما وقد قضت هذه التعديات بترميم بناء مودستس أكثر من مرة.
وبدخول المسلمبن للقدس تقلص ظل الحكم الروماني بعد ان خفقت أعلامه زهاء 600 سنة وزالت آثار حمايتهم للأماكن المقدسة.
صبر البناء الذي شاده مودستس على آفات الدهر أكثر من بناء قسطنطين بمائة سنة الى أيام الحاكم بأمر الله أحد الخلفاء الفاطميين بمصر الذي كان دأبه محو معالم الكنائس من على وجه الأرض وإبادة أثرها . فقد أمر هذا الخليفة بتدمير كنيسة القيامة فنفذ أمره سنة 1099 م ودكت جميع أبنيتها وأستقصي في إزالة آثار الأماكن المقدسة ونهبت ذخائرها وكنوزها . وقد اضطهد هذا الخليفة الغريب الأطوار المسيحيين عشر سنوات ثم كفّ عن اضطهادهم وسمح لهم ببناء كنائسهم واقامة الصلاة على أطلال القيامة . ولما خلف الحاكم ابنه الظاهر عقد معاهدة مع ملوك القسطنطينية وكان من شروطها ان يطلق الملك سراح الأسرى المسلمين وينال من الظاهر لقاء ذلك الرخصة في تجديد بناء كنيسة القيامة . وجددت أحكام هذه المعاهدة في أيام الخليفة المستنصر بالله وما زال ملوك القسطنطينية يتحينون الفرص لتحقيق رغائبهم حتى تمكن من مباشرة البناء الملك قسطنطين مونوماخوس وذلك بعد مرور 30 سنة على تخريبها.
ولم ينقطع الزوار الأفرنج في خلال المدة التي بقيت فيها القيامة خربة عن المجيء لزيارتها . وكانوا يحملون معهم الى بلادهم أخبار انتهاك الأماكن المقدسة وتدنيسها وتفاصيل ما يقاسيه المسيحيون من أنواع العذابات . وكانوا هم أنفسهم يرون من القساوة والغلظة ما ملأ قلوبهم حقداً.

الكنيسة والعهد الصليبي
كانت كنيسة القيامة حتى سنة 1009م حاوية لبعض آثار البناء البيزنطي رغم ما توالى عليها من النوائب والكوارث ، ولكن الخراب الذي الحقه بها الحاكم جردها من جميع آثارها القديمة وأصبحت في حالة يتعذر معها على المهندسين ارجاعها الى هندستها الأصلية وقد أرجع مونوماخوس مغارة القبر المقدس الى حالتها الاولى ثم شاد فوقها كنيسة جميلة قام حولها 12 عموداً وأفرز كنيسة الجلجلة عن القبر المقدس وشاد فوق صخرة الصليب معبداً نقشت جدرانه بالفسيفساء وأما مغارة الصليب فاكتفى بترميمها مستخدماً لذلك أعمدة قديمة وعلى هذه الحال وجد الصليبيون القيامة يوم استولوا عليها . والجزء الأكبر من هذا البناء باق حتى الآن.

استولى الصليبيون على القدس في 15 تموز/ يوليو سنة 1099م فدخلوا كنيسة القيامة حفاة ناشدين الأناشيد والتراتيل ورفض قائدهم ان يتوّج بتاج ذهبي حيث كلل باكليل من الشوك . وعقب استيلائهم على المدينة أسسوا دولة لاتينية دامت 88 سنة لقّب حماتها بحماة القبر المقدس . وبقيت القيامة طيلة هذه المدة تحت النفوذ اللاتيني . وأما الطوائف الشرقية فأُبقي لها قسم ضئيل من حقوقها في القيامة واستمرت تمارس طقوسها تحت سقفها . وقد رأى الصليبيون ان يحافظوا على ما كان من البنايات في كنيسة القيامة فانصرفوا الى زخرفتها وتجميلها وتوحيد اجزائها المتفرقة ضمن جدار كنيسة كبرى فعمدوا الى العمل . وبعد مضي تسع سنوات تمكنوا من توحيد جميع بنايات القيامة تحت سقف قبة شاهقة فرغوا من بنائها سنة 1149 م . فهيئة القيامة الحالية باقية اذن من عهد الصليبيين ان استثنينا بعض تغييرات طفيفة دعت الحاجة اليها.

وسنة 1187 أخذ صلاح الدين الأيوبي القدس من الصليبيين فأشار عليه بعض أتباعه على ما روى عماد الدين ان يدمر كنيسة القيامة لكيلا تبقى وسيلة للنصارى ليحجوا اليها فلم يفعل ، بل اكتفى بنزع الصليب القائم على واجهتها وبتحطيم الأجراس التي على برجها وأزال كل أثر صليبي في الصخرة والمسحد الاقصى فحطم التماثيل والصور التي كانت قد نقشت هناك .
وفي سنة 1229 م استعاد الصليبيون القدس ثانية تحت قيادة فردريك الثاني ملك المانيا وبقيت في أيديهم عشر سنوات فقط 1229 – 1239 م ثم انتزعت منهم وانقضى حكمهم نهائياً من القدس وبانقضاء حكمهم انتهت سيادة اللاتين المطلقة التي تمتّعوا بها في إدارة الأماكن المقدسة وأعيدت بعض الأملاك التي اغتصبت في الدور الصليبي الى أصحابها.

ومنذ القرن الثالث عشر الى أيامنا رمّمت الكنيسة التي خلفها الصليبيون مراراً لما طرأ عليها من حوادث الزلازل والحريق واجتياح الأمم.
ففي سنة 1244 م غزا التتر الخوارزميون القدس فهدموا القيامة ونهبوا كنوزها ولكنها بنيت ثانية في أواخر ذلك القرن . وفي سنة 1719 م تداعت قبة كنيسة القبر وكانت من عهد قسطنطين مونوماخوس فرمّمت وأصلح جانب كبير من أبنية القيامة ومعابدها . وفي سنة 1808 م حدث حريق في كنيسة الأرمن امتد لهيبه الى سائر جهات القيامة فالتهم الأبنية ولم يسلم الحريق الا قبة القبر وكنيسة اللاتين ومغارة الصليب فنال الروم فرماناً من السلطان محمود بتجديد البناء وشادوا سنة 1810م فوق القبر البناء الحالي ، ثم رفعوا جدراناً حول كنيسة نصف الدنيا وأقاموا فوق كنيسة القبر قبة لم يحكم المهندسون بناءها فتداعت قبل مرور خمسين سنة عليها ويستدل من الكتابة الموجودة على القبر ان المهندس الذي قام بتجديد هذه الأبنية كان يدعى كونينوس من جزيرة مدلي.

وفي سنة 1869 م اتفقت روسيا وفرنسا وتركيا على تجديد بناء القبة التي فوق كنيسة القبر فأوفدت كل منها مهندساً لهذه الغاية وشادوا القبة الشاهقة الحالية ورسموا عليها صوراً أنيقة بدأت يد الزمان تذهب ببعضها…

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارثر مكماهون ــ القبر المقدس ــ الموسوعة الكاثوليكية ــ نيويورك ــ 1913.
دينس برينغل ــ كنائس المملكة الصليبية في القدس ــ جامعة كامبريدج ــ 2007 .
ليف يعقوب ــ الدولة والمجتمع في مصر الفاطمية ــ نيويورك ــ 1991 .
فريدريك جاكسون ــ مقدمة لتاريخ المسيحية ــ لندن ــ ماكميلان ــ 1921 .
هاري ووكر ــ تاريخ الحروب الصليبية ــ جامعة ويسكونسن ــ 1977 .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (50) ستون يوماً وشهرٌ جديدٌ

mostafalidawiمضى شهران على انتفاضة القدس الثانية التي تأكد أنها انتفاضةٌ أصيلةٌ وليست هبة عابرة، لها تقاليدها وعاداتها، وأسلوبها ومنهجها، ورجالها ورموزها، وسمتها وشكلها، وسلاحها وعدتها، ومفرداتها وأدواتها، وضربت في عمق الأرض جذورها، وامتدت على مدى الوطن أغصانها، وانتشرت في عموم البلاد ظلالها، وسادت بين قطاعات الشعب كله، الذي انخرط فيها بروح الإيمان، وعقيدة الثبات، وصدق المؤمنين، تعبر عن إرادتهم لا عن يأسهم، وتترجم يقينهم لا شكهم، وتقصد الحرية لا التغيير، وتسعى للكرامة لا التزييف، وتتطلع إلى استعادة الوطن لا إلى التسول على موائد اللئام من أجل قطعةِ أرضٍ هنا، أو تسهيلٍ هناك.

شهران كاملان دمويان قاسيان مؤلمان متعبان مجهدان، أيامهما متواصلة، وأحداثهما متوالية، وفعالياتهما متشابهة، وأبطالهما هم الشباب، ومسعروهما هن الشابات، ووقودهما الدم، ومحركهما اليقين والإيمان، وفيهما روح الثأر عالية، والرغبة في الانتقام كبيرة، ولا يوقف توالي أيامِهما وكرَ لياليهما المضنية قهرُ العدو ولا صلفُ الاحتلال، ولا حقدُ المستوطنين ولا ضغينةُ المتدينين، ولا يضع حداً لهما دمٌ مهراق، ولا شبابٌ يستشهد، ولا بيوتٌ تهدم، ولا حصارٌ يفرض، ولا عقوباتٌ تطبق، ولا إحساسٌ بالوحدةِ، ولا شعورٌ بالغربة، يستغلهما العدو المحتل في الاستفراد بالشعب والنيل من الأهل.

شهران من عمر فلسطين وقضيتها العادلة لا ينسيان، هما عمر الانتفاضة المجيدة، قدم فيهما الشعب الفلسطيني مائة وعشرة شهداء من كل بقاع الوطن الحبيب، جلهم من الشباب، وفيهم ثلةٌ كبيرةٌ من الشاباتِ، فما ضنت منطقةٌ أو مدينةٌ على فلسطين بدمها، بل امتزج الدم الفلسطيني واختلط، وتوحد في شلالٍ واحدٍ، إذ ساهمت غزة وضحت الضفة واشترك الأهل في عمق أرضنا العزيزة، في ملحمةٍ بطوليةٍ تكاد تكون هي الأولى بين الانتفاضات الثلاثة، التي جعلت الوطن كله جبهةً واحدة، وسوحه كلها ميادين قتالٍ ومواجهة، فيها العدو واحد، كما أن الحق فيها كلها واحد، ومع كل فجرٍ جديدٍ هناك شهداء آخرون، يصعدون كما الشجرة الطيبة أصلها في الأرض وفرعها في السماء.

شهران ثقيلان صعبان مران مضيا، كان الشعب فيهما يخوض غمار المواجهة وحده، ويتحدى بنفسه العدو بقوةٍ وأمل، ويقينٍ وإصرارٍ، فكان يعمل وحده، ويخطط بنفسه، ويستطلع بقدراته الذاتية، ويتسلح بما أمكن تجهيزه من أدوات المطبخ، وآليات النقل والحركة، ولا يمده أحدٌ بسلاح، ولا يموله آخرون بمال، أو يزودهم بمؤونة تعينهم على مواصلة المقاومة وتعويض الخسائر التي تلحق بهم.

شهران طويلان أتمان، ستون يوماً من الكر والفر، والطعن والقتل، والنزال غير المتكافئ، والمعركة غير المتوازنة، بين شعبٍ أعزلٍ لا يملك قوةً ماديةً تعينيه وتمكنه من المقاومة، وعدوٍ شرسٍ عنيدٍ مغرورٍ متغطرسٍ ظالمٍ معتدي، يعتمد القوة ويستخدم السلاح، ويقاتل بأحدث ترسانته العسكرية شعباً أعزل، سلطته عنه مشغولة، وفصائله مهمومةٌ بغيره، ومنشغلة بمصالحها ومنافعها ومكاسبها عنه، ولا تملك الوقت للاهتمام به ورعايته، والصد عنه وحمايته، وهي لم تجرب مشاركته، ولم تحاول مساعدته، إلا أنها لا تقوى على اللحاق به إن أرادت، فقد أصابها العقم، وحل بها السقم، ونزل بها وباء المنافع والمصالح والتوظيف السياسي، ولو أنها أرادت لهذه الانتفاضة النجاح والاستمرار، لتنازلت عن بعض مصالحها وهمومها من أجل الوطن وقضيته.

ستون يوماً مضى على اندلاع الانتفاضة المباركة، ولا يوجد لها قيادة، ولم ينتج عنها ريادة، وما زال الفلسطينيون يقررون بأنفسهم ماذا يريدون، وكيف يصلون إلى أهدافهم ويريدون، وعلى الرغم من حكمة هذا الشعب الأبي، وقدراته الرائعة التي نفخر بها ونعتز، إلا أن شبابه الواعد، وأجياله الطالعة، وجنوده الجدد، وسواعده الأبية التي تحمل السكين والمدية ولا ترتجف ولا تهتز، ولا تتردد ولا تخطئ العنق والصدر، باتت عاجزة عن خلق قيادةٍ لها، أو إنشاء منسقيةٍ لفعالياتها، أو مكتباً ينظم جهودها ويوحد عملياتها ويستفيد مما تنجزه وتقدمه، لتترجمه على الأرض مطالب وحاجاتٍ، وأهدافاً وغاياتٍ.

شهران مضيا والعرب غائبون عن فلسطين وقضيتها وانتفاضتها، فلا دعم ولا سند، ولا معونةً ولا مساعدة، ولا إعلام ولا مناصرة، فقد اكتوى العرب بنيرانهم الداخلية، وفتنهم المظلمة، وحروبهم البينية، وتاهت حكمتهم، وضلت نخوتهم، وخارت قوتهم، وما عاد أحدهم ينشغل بغير همومه، وينهض لغير مصالحه، ولعل الشعوب العربية بهذا تظلم وعلى حقها نتجنى، فهي تحب فلسطين، وتفخر وتزهو بالانتفاضة، وتأمل أن تقدم لها وأن تساهم فيها بالجهد والمال والنفس والأرواح، ولكن حكوماتها قد شغلتها عن الجهاد والمعالي، وعن المقاومة والشهامة وسمو المعاني، وتركتهم يتخبطون في دمائهم، ويخوضون في أوحالهم، ويتوهون في بلادهم، ويضيعون في لجوئهم، ويغرق كثيرٌ منهم في بحورهم خلال مغامراتهم للهجرة والرحيل، بحثاً عن وطنٍ جديدٍ يشملهم، ورايةٍ تحميهم وتدافع عنهم، وحكوماتٍ تقدم لهم الأمن والأمان والاستقرار ولقمة العيش الكريم.

شهران يقطران دماً ويئنان جراحاً قد مضيا والعالم عن معاناة الشعب الفلسطيني غافلٌ، وعن مقاومته ساهٍ، وعن تضحياته وما يقدم غير قلقٍ ولا مهمومٍ، بل إن عواصم القرار الدولية الكبرى، وقادة العالم الليبرالي الحر، الذي ينادي بالديمقراطية ويحترم حقوق الإنسان، يصم أذنيه عن معاناة الفلسطينيين، ولا يرى مشاهد قتلهم، ولا صور المستوطنين وهم يعتدون عليهم، بل يرون المظالم التي تقع على الإسرائيليين، والاعتداءات التي يرتكبها الفلسطينيون في حقهم، فيعلنون وقوفهم إلى جانب العدو الظالم المحتل، ويصفون اعتداءاته بأنها دفاعٌ عن النفس مشروعٌ في مواجهة الإرهاب الفلسطيني المستنكر المرفوض.

شهران لا يشبهان الشهور التي مضت، ولا يماثلان الزمن الذي نعرف، فيهما العظمة تتجلى، والكبرياء ينهض، والإرادة تسمو، والشهادة رداءٌ من الكرامة يلبس، شهران فيهما أشعل الفلسطينيون أنفسهم كشمعةٍ تضيئ ولكنها لا تريد أن تذوي، ولا أن تنطفئ شعلتها ولو كانت بسيطة، فهي أقوى من لهيبهم، وأكثر اتقاداً من نارهم، ولن تطغى عليها الرياح ولو كانت هوجاً عاتية، ولن يستطيع أحدٌ أن ينفخ عليها بنفسه الحاسدة، أو بروحه الحاقدة، أو بمعارضته المريضة، أو بعدوانه البغيض، مهما اجتمعت أصواتهم علينا، أو تآمرت جهودهم ضدنا، بل ستبقى الانتفاضة شعلةً تتقد وتخيف، وقدراً يصنع النصر الذي نريد.

بيروت في 2/12/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

سلطة بقله ( خبيز ) من نيوزيلندا watercress salad

baqlasaladالمقادير
باقة خبيز
بصله كبيره
قليل من زيت الزيتون
ملح , فلفل أسود
ليمون

العمل
نخلط عصير الليمون بالملح والفلفل في وعاء أو قنينه ونرجه جيداً ثم نضعه في الثلاجه .
نقطع أوراق البقله ونتخلص من العروق الجافه واليابسه ونبقي على العرق الطري . في مقلاة نسخن زيت الزيتون ونقلي البصله المفرومه حتى تذبل . نضيف البقله ونذبلها فقط حوالي 5 دقائق على النار . نصب الخليط في صحن التقديم و نجمل الطبق بحلقات ليمون ونحفظ في الثلاجه لحين التقديم . عند التقديم نصب عليها خليط عصير الليمون ونقدم .. شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي | Leave a comment

شوربة لحم من برغواي Bori _Bori Soup

boriborifoodالمقادير
نصف كيلو لحم بقر مقطع مكعبات صغيره
بصله كبيره مقطعه ناعم
جزره مقشره ومقطعه الى مكعبات صغيره
كرفس مفروم
ثوم مهروس
ورقة لاورا . ملح وفلفل

مقادير الكبيبات
فنجان كبير نشا ذره
فنجان كبير جبن مبشور
فنجان كبير طحين
نصف ملعقة شاي بيكنج باودر
بيضه واحده
ملعقتان بصل أخضر مفروم ناعم جداً
ملح وفلفل
ملعقه صغيره واحده زيت

العمل
نخلط مواد عمل الكبيبات مع بعضها ونعجنها الى أن تتماسك وقد نحتاج الى إضافة بضع قطرات من الماء وحسب نوع الطحين . نغطي العجينه ونتركها جانبا مدة ساعه . في هذه الأثناء نضيف الملح والفلفل الى اللحم ونحمره بدهنه على النار الى أن يصبح بنياً ثم نضيف كميه كافيه من الماء ونغلي مدة 45 دقيقه أو حتى ينضج اللحم . نضيف الكرفس والجزر والبصل والثوم وورقة اللاورا ونغلي حوالي 10 دقائق . نشكل عجينة الكبيبات الى كرات صغيره ونسقطها في قدر اللحم والخضار ولا نحركها . عندما تطفو في مرق السلق نعرف أنها نضجت . نغرف الشوربه في أطباق التقديم ونزينها بالمعدنوس الطازج .. شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي, مواضيع عامة | Leave a comment

بورخيس الذي أعمته قراءة الكتب

borges

د. ميسون البياتي

ولد خورخي فرانسيسكو إيسيدورو لويس بورخيس عام 1890 وتوفي عام 1986 وهو كاتب قصه قصيره أرجنتيني وكاتب مقال , وشاعر ومترجم يعتبر واحداً من أبرز الشخصيات الأدبيه في الأدب الإسباني . من أشهر أعماله المجموعتين القصصيتين ( روايات ) و ( أليف ) اللتين نشرتا في أربعينات القرن الماضي وتمثلان كليهما ( شخصيات غير واقعيه في كل الأدب ) تتحرك خلال واقع من الأحلام والمتاهات والمكتبات والمرايا والكتب الخياليه والفلسفه والدين , أهلت نقّاد الأدب وصف بورخيس على أنه كاتب ضخم من امريكا اللاتينيه

ساهمت أعمال بورخيس في تأسيس الأدب الفلسفي وأدب الخيال . يقول الناقد أنخيل فلوريس بأن بورخيس كان أول من إستخدم أسلوب ( الواقعيه السحريه ) كرد فعل ضد الواقعية السائده وأدب المذهب الطبيعي في القرن التاسع عشر , معتبراً فلوريس أن بداية هذه المرحله تبدأ عندما أصدر بورخيس عمله ( التاريخ العالمي للعار ) لكن بعض النقّاد الآخرين يعدون كتابات بورخيس ( سلفاً ) للواقعيه السحريه التي إستلهمها وأبدع بها كتّاب أنتجوا إبداعاتهم بعد بورخيس ويستشهدون على ذلك بقصائد بورخيس المتأخره التي كانت محاورات مع فلاسفه مثل سبينوزا , كامويس و فيرجيل

عام 1914 وكان بورخيس في 24 من العمر رحلت عائلته من الأرجنتين الى سويسرا ولهذا تمكن من الدراسه في كلية جنيف . ثم تنقلت عائلته في أرجاء أوربا وإستقرت فترة في إسبانيا ولم يعودوا الى الأرجنتين إلا عام 1921 , عندها بدأ بورخيس بنشر قصائده في المجله السورياليه التي تصدرها فكتوريا اوكامبو وعنوانها ( سور ) . كما قام في نفس الوقت بالعمل في إحدى المكتبات وداوم على إلقاء المحاضرات

عام 1955 صدر قرار بتعيينه مديراً للمكتبة العامه الوطنيه في الأرجنتين وأستاذاً للأدب الإنكليزي في جامعة بوينس آيرس . خلال هذه الفتره أصبح أعمى تماماً وكان عمره 65 عام ولم يكن متزوجاً لذلك إعتنت به أمه حيث عملت معه ك ( سكرتير شخصي ) كانت تقرأ له وتكتب إضافة الى عنايتها بإقامته ومتطلباته الأخرى , حين بلغت الأم 90 عاما ً من عمرها وأحست أنها على وشك الموت أقنعت إبنها بورخيس بالزواج من إحدى صديقاتها التي كانت قد ترملت حديثاً , غير أن هذا الزواج لم يستمر لأكثر من 3 سنوات وبعدها وقع الطلاق وبقي بورخيس الى نهاية حياته تحت عناية وإشراف مدبرة منزله التي عملت لديهم منذ عقود طويلة من الزمن

يزعم بورخيس أنه لم يمارس الجنس مطلقاً طيلة حياته , قصته ( طائفة الفينيكس ) تتحدث عن كل أشكال العلاقات الجنسية بين البشر . راوي القصه هو من يحدثنا عن ذلك وهو بالطبع يشير لنا الى بورخيس نفسه حيث تكاد تكون المرأه غائبة حتى عن خيالاته في قصصه رغم أنه كتب فيما بعد عن ( الحب الرومانسي ) حيث تظهر النساء في قصصه القصيره مثل كائنات تمنح المحبة دون توقع شعور متبادل مقابل ( حب يشبه حب الأمهات أو الأخوات ) بينما الرجال تربطهم الى بعضهم ( علاقات أخويه ) تستبعد أية شبهة بعلاقات مثليه

في عام 1961 حصل بورخيس على الاهتمام الدولي بعدما فاز بأول جائزة فورمينتور ( جائزة دوليه ) مناصفة مع صمويل بيكيت , وفي العام 1971 حصل على ( جائزة القدس ) وأعماله تمت ترجمتها ونشرها في العديد من لغات العالم , وكان هو نفسه يتكلم عدة لغات ولهذا تمت اغلب الترجمات تحت إشرافه

مصطلح فلسفي يدعى ( لغز بورخيس ) تم تعريفه على أنه سؤال أنتولوجي ( هل الكاتب هو الذي يكتب القصه أم أن القصه هي التي تكتبه ) وكان بورخيس قد وضع هذا التساؤل بعد قراءته أعمال كافكا وبعض الكتّاب الآخرين حيث كتب : اذا لم أكن مخطئاً فنصوص كافكا تشبهه لكنها لا تشبه بعضها , الحقيقه الثانيه وهي الأكثر أهميه : لو أن كافكا لم يكتب سطراً فهل كنا سنعرف قيمة تفكيره ؟ بعبارة اخرى فإن كافكا لو لم يكتب فكأن لم يكن له وجود , والحقيقه أن كل كاتب له إيحاءات تعدّل مفهومنا للماضي مثلما تعدّل مفهومنا للمستقبل

لم يحصل بورخيس على جائزة نوبل في الأدب مع أنه يستحق هذه الجائزه , قيل لأنه مدح الرئيس التشيلي ( بينوشيه ) الذي أسقط حكم سلفادور ألنيدي . طيب وما هي علاقة ملك السويد وجائزته الأدبيه بكل ذلك ؟
الحقيقه خلال القرنين 18 و 19 شهدت السويد زيادة سكانية كبيرة وكانت بلداً زراعياً فقيراً , لهذا بدأت هجرة سكانها الى الولايات المتحدة الأمريكية بأعداد غفيرة زادت على نسبة 1% من مجموع السكان سنوياً خلال تسعينات القرن الثامن عشر , ورغم هذه الهجرة العالية النسبة إلا ان السويد بقيت مهددة بالمجاعة لأنها تعتمد على الزراعة فقط في حين بدأت جاراتها من الدول الإعتماد على التصنيع إضافة للزراعة . يقال أنه حتى العام 1910 كان أكثر من مليون سويدي قد هاجروا الى الولايات المتحدة الأمريكية , وعن طريق هذه الجالية السويدية .. تمكن الأمريكان إدخال نفوذهم الى السويد شيئأً فشيئاً

يتجلى النفوذ الأمريكي واضحاً في السويد خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية , ففي حين أعلنت السويد حيادها في الحرب , والحياد كلمة مطاطة قابلة لكل الإحتمالات , لذلك كانت السويد تتبع نفس سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تغذية الحربين . الأمريكان أقرضوا الألمان والبريطانيين المال لبناء الغواصات الحربية لقتل بعضهما , وباعوا السلاح والذخيرة والغذاء للطرفين , وكان من مصلحة الأمريكان أن يطول أمد الحرب فتذبح دول أوربا بعضها بعضاً لتضعف جميعها ويصبح من السهل أن ترتهن بلدانها بيد الإدارة الأمريكية

بالمثل فالسويد وبإعتبارها ( محايدة ) قدمت الكثير من التنازلات لألمانيا وزودتها بالكثير من إحتياجاتها وأهم تلك الإحتياجات هو الحديد والصلب اللازم لصناعة السلاح الألماني .. لكنها من ناحية أخرى ساندت المقاومة النرويجية ضد الألمان , ومنحت يهود الدنمارك الملجأ فأنقذتهم من الترحيل على يد الألمان الى معسكرات الإعتقال

رغم إدعاء السويد حياديتها إلا أنها ومنذ بداية ستينات القرن الماضي كانت قد وقّعت إتفاقيات عسكرية سرية مع الولايات المتحدة الأمريكية , سمحت للأمريكان بموجبها ومنذ ذلك الوقت بنشر غواصاتهم النووية قبالة سواحل السويد في بحر الشمال وخليج كاتيغات المطل على بحر البلطيق فإمتلأ بحر البلطيق بالغواصات النووية الأمريكية .. علمأ بأن هذه الإتفاقية العسكرية مع الأمريكان بقيت سرية حتى العام 1994

من الطبيعي أن يرافق كل هذا التعاون العسكري , كم هائل من المساعدات المالية , التي يصاحبها نوع من ( التطبيع ) أو ( التبعية ) الثقافية , لذلك أصبحت جائزة نوبل جائزة أمريكية بإمتياز تمنح الى ( حبايب ) السياسة الأمريكية على أنها جائزة عالمية أوربية ممنوحه من السويد

أما بالنسبه الى قارة أمريكا اللاتينيه فبعد ثورة استقلال الولايات المتحده عن التاج البريطاني سعت الولايات المتحده الأمريكيه الى تثوير القاره اللاتينيه ضد مستعمريها البريطانيين والفرنسببن والإسبان والبرتغاليين من أجل طرد هؤلاء المحتلين ليحل نفوذ الولايات المتحده ( الإستعماري ) محلهم وقد نجحت في ذلك عن طريق عسكري عميل للولايات المتحده لاتيني الجنسيه يدعى ( سيمون بوليفار ) نجح هذا الشخص في تحويل أمريكا اللاتينيه الى مستعمره للولايات المتحده الأمريكيه ( تحت مسمى الإستقلال ) عن طريق تثوير شعوبها ضد الوجود البريطاني والفرنسي والإسباني والبرتغالي , وحتى اليوم نجد معظم قادة أمريكا اللاتينيه بضمنهم فيدل كاسترو من أمريكا الوسطى و هوغو تشافيز مبتدع الأمميه الخامسه ما زالوا يتغنون بكل غباء بأنهم سائرون على طريق سيمون بوليفار
شارك بوليفار في تأسيس أول اتحاد للدول المستقلة في أمريكا اللاتينية ( كولومبيا الكبرى ) والتي كان رئيساً لها من 1819 إلى 1830. ثم قام بالغزو العسكري للإكوادور، وبيرو، وبوليفيا ثم تولى بنفسه رئاسة كل من هذه الدول الجديدة

ما يهمنا في هذا كله أن الولايات المتحده بعد أن سيطرت على مقدرات امريكا اللاتينيه ولكي تمنع أي شكل من أشكال عودة مستعمريها القدماء الى المنطقه , في نفس الوقت لتمنع شعوبها من الراحه والتفكير بالمصير .. كانت قد ملأت أقطار القارة اللاتينيه بالأحزاب الشيوعيه والإشتراكيه و ( الديمقراطيه ) وعن طريق ضرب هذا بذاك تتحقق لها السيادة على القارة اللاتينيه

أبسط أنواع صراعات القاره اللاتينيه هو صراع مثقفيها على جائزة أدبيه .. هذا يحصل عليها بدون إستحقاق .. وذاك يحرم منها مع أنه يستحقها

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

أبو القعقاع قصة مجاهد حلق لحيته وتوارى:

الصحفي السوري شعبان عبود: 14 حزيران (يونيو) 2006 -الرأي العام الكويتيةaboelkaka
منذ أيام اهتمت بعض وسائل الاعلام برجل دين شاب و«داعية» ترك أثرا على مدار الأعوام الثلاثة المنصرمة من الاحتلال الاميركي للعراق على كثير من الشباب السوريين الذين يؤمنون «بالجهاد»، هذا الاهتمام والتغطية الصحافية حصلا بعد العملية الأخيرة التي قام بها «متطرفون» وسط دمشق وعلى مقربة من مبنى الاذاعة العامة والتلفزيون السوري، حين ضبطت أجهزة الأمن معهم بعض الكاسيتات والأقراص المضغوطة التي تحوي خطبا لرجل دين شاب يلقب بـ «أبو القعقاع», غير أن كثيرا من هذه التغطية لم تلامس الحقيقة، حقيقة الرجل.

قبل أحداث العراق، لم يكن محمود قول آغاسي (أبو القعقاع) لاحقا، وهو شاب كردي ولد عام 1973 في قرية الفوز شمال مدينة حلب وينتمي الى عشيرة الديدان، لم يكن معروفا من قبل الشارع الاسلامي في الشمال السوري، لكن الاجتياح الاميركي للعراق والصدمة التي خلفها عند الكثير من الشباب جعلت منه «نجما» خلال فترة قصيرة، اذ بات الآلاف منهم يقصدون جامع العلاء بن الحضرمي في حي الصاخور في حلب ليسمعون خطبه النارية المؤثرة.

وحسب عارفين به، فهو متخرج من في كلية الشريعة في جامعة دمشق و«يملك مهارات كبيرة في الخطابة والجدل والحوار وفن الاقناع واللغة العربية», ويبدو أن هذه المواصفات اضافة الى وسامته، أهلته ليكون ملهما «للجهاديين» الذين وضعوا الوصول الى العراق ومقارعة قوات الاحتلال نصب أعينهم, كان ذلك كله يجري في وضح النهار وتحت الشمس، ولا يثير غضاضة أحد , واذا ما أضفنا أن أبو القعقاع غالبا ما كان يؤكد على أنه ليس ضد «الدولة» وانما «أنا والدولة ضد الخطأ» ، يكون المشهد واضحا لناحية البيئة «الآمنة» التي سيعمل بها.

لا بل أنه راح يحث على التعاون مع الجهات الحكومية ويدعو الى «توحيد الجهازين الأمني والايماني» وكان يفسر ذلك على النحو التالي «كل انسان مؤمن، عليه أن يرى الأمن فعل ايجابي طالما كان هدف دين المؤمن الحض على رفع الأذى عن الانسان، والأمن يفعل ذلك». في كتيب مؤلف من عشر صفحات فقط، وهو من النوع الذي يسهل حمله في الجيب ، تحت عنوان «حقوق ولي الأمر -الحاكم» يهدي أبو القعقاع كتيبه هذا الى « ابناء أمتي حكاما ومحكومين ، مسؤولين ورعايا ، حملة رتب وأصحاب لحى ، دعاة دين وفرسان سياسية ، عناصر أمن وجند ايمان». في هذا الكتيب ثمة اصرار منه يتضح في العنوان ومن خلال التفاصيل على أن الرجل على علاقة طيبة مع «الأمن», وهذا جديد ومختلف بالنسبة «للجهاديين» الذين غالبا ما يقفون على مسافة من «الحاكم»، لا بل هم يكفرون الجميع .

وفي الصفحة الثانية التي أتت بعنوان «بيعتنا» يقول «نبايع الله على ألا ننازع الحكم أهله، والنصح لولاة الأمور والسعي الى وحدة صفوف الأمة حكاما ومحكومين على اساس العلاقة التعاونية التناسقية في مواجهة كل صور الفتن الداخلية والمؤامرات الخارجية ضد بلادنا، ونكون لوطننا أدوات بناء لا هدم ، وطاقات تعمير لا تخريب ، حتى وان ظلمنا وأصابنا الأذى». الصورة تتضح أكثر في مكان آخر حين يقول «ان حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر ضاع الشرع والأمن». هذا الداعية «الجهادي» لايخفي ابدا أنه على علاقة طيبة بأولي الأمر، لا بل أنه يحض على «السمع والطاعة» ويشيد بدور «الأمن»، هذا ما يقوله هو عن نفسه.

لكن رغم ذلك لم يستطع أبو القعقاع أن يضبط كل جمهوره من «الجهاديين»، ثمة مجموعة صغيرة خرجت عن سيطرته وفلتت من اشرافه، منهم من توجه بطريقته الى العراق، ومنهم من تورط في أعمال «ارهابية» داخل سورية، ففي يوم 2006/12/4 جرت اشتباكات في مدينة حلب شمال سورية «بين عناصر أمنية من قوات مكافحة الارهاب» و«مجموعة تكفيرية» أسفرت عن جرح اثنين من العناصر الأمنية واثنين من افراد المجموعة وأحد المارة في حي «النقارين» بالمدينة, بعدها توقف ابو القعقاع عن القاء الخطب في مسجده وتوارى عن الأنظار، وثمة من شاهده حليق اللحية في تلك الفترة, يبدو أنه لم يستطع ضبط «جهادييه» جيدا.

في دمشق ثمة من رآه، ولاحظ عليه مظاهر الثراء، سيارة من نوع «مرسيديس- شبح»، وشقة مستأجرة بحي راق ومريدين له يعملون كمرافقة ، يقبلون يديه اينما ذهب وحل، ويفتحون له أبواب السيارة عندما يلج اليها أو يخرج منها, قصة الثراء هذه تبدو عادية اذا ما تذكرنا قوة شخصيته وأثره على جمهوره من «المؤمنين» و»الجهاديين»، ففي مثل هذه الحالات يتدفق الجميع ، التاجر، والصناعي، ليحوذ على الرضى والبركات، وليقدم «الدعم» والأموال ليضعها تحت تصرف ابو القعقاع الذي يملك القدرة على تحريك الآلاف ، ابو القعقاع الذي بدوره سيقبل المساعدات المالية والعينية ليوزعها فيما بعد بطريقته «على الأسر المستورة والفقيرة ومن يحتاج»؟!

ولم تنته القصة هنا، ثمة من روى على لسان أحد الأمناء العامين للأحزاب ذات الشعارات الكبيرة لكن القليلة العدد والمعدومة التأثير، أنه يستطيع تأمين نجاح حزبه والحصول على خمسمئة ألف صوت في الانتخابات البرلمانية لأنه على علاقة طيبة مع أبو القعقاع الذي وصلت «كاسيتاته وسيدياته» الى كل قرية ومدينة في سورية. لكن أبو القعقاع اليوم حليق اللحية من دون مسجد ومن دون خطابة طالما أن «الجهاد» في العراق أصبح مستحيلا بعد أن عملت السلطات الأمنية على رفع الكثير من السواتر الترابية وزرعت المئات مراكز المراقبة ونحو سبعة آلاف من حرس الحدود «الهجانة»

مواضيع ذات صلة: الصندوق الأسود – أبو القعقاع السوري

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

اهلها موافقين ام مجرمين ؟

مشهد فيلم من بطولة قوانين الأحوال الشخصية
old-young

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

حرقتي قلوبنا عليهم مرتين بفقدهم وبسياسة الامبالاة

maghikhozamماغي خزام

أثار موضوع الافراج عن الاسرى اللبنانين و المقايضة التي حصلت لأجلهم موجة غضب عارمة في سوريا لدى اهالي المفقودين و الاسرى من مدنيين و عسكريين و بالاخص اهالي شباب الجيش في الطبقة حيث اعتبروا ان كل الحكومات تهتم بشأن رعاياها الا حكومتنا و وصلتني عدة رسائل تحتوي نفس المضمون من الغضب انقل لكم رسالة كما هي من اب من آباء مفقودي الجيش :

((كل من عمل باخلاص وحقق نتيجه جيده علينا ان نشكره فشكرا سياده اللواء عباس ابراهيم على ماقمت به في سبيل الافراج عن الاسرى اللبنانيين اما نحن في سوريا النا الله ، ياحكومتنا الرشيده 1250 ضابط وصف ضابط وجندي منذ سنه وثلاثه شهور مفقودين ومازلنا نسال حكومتنا الرشيده اين هم ومازالت الحكومه تصمت صمت القبور .. حدي يقل لي ليش ماحدى عم يرد علينا والله قلوبنا تحترق عليهم ياجماعه . حكومه العدو الاسرائيلي كرمال شخص واحد اقامت الدنيا ولم تقعدها حتى اعادته الى اهله ، حكومه الصديق بوتين اقامت الدنيا من اجل الطيار والله مابعرف ياحكومتنا ولادنا ابطال بابا عمر وحماه و مطار الطبقه حرقتي قلوبنا عليهم مرتين ، مرة بفقدهم ومرة بسياسة الامبالاة وقله الاهتمام حتى صرنا نحن اهاليهم نشك انو ولادنا كانو عم يقاتلو مع العدو الاسرائيلي وليس حاميين مطار الطبقه كرمال الله اهتمي فيهم ولو مره واحده واخبرينا وينن بس وينن ))
‫#‏بدنا_الكل

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

لم أسمح يوما لكلب ينبح أن يحجب عني بلبلا يصدح

wafaletterpoetiraqعندما يقترب ديسمبر تدخل أعصابي في أتون من نار….
يحمل لي هذا الشهر من الضغوط مالا يحمله العام كله.
تصفية حسابات…..تنقية علاقات….إعادة النظر في اعتبارات…
باختصار، تقييم عام للعام!
لكي يزداد الطين بلة، تطلبت بعض المعاملات الحكومية البارحة مني صورة فتوكوبية عن “عقد زواجي” بالعربي ومترجمة إلى الإنكليزي!
رغم حلاوة تلك الوثيقة كنت على ثقة من أن الذباب الأزرق سيكون عاجزا أن يجدها….
تنهدت بعمق كعادتي عندما أواجه تحديا، وبدأت عملية البحث ببرودة أعصاب…
كنت كمن يبحث عن ابرة في كومة من القش!
لم أجد الإبرة، لكنني وجدت جوهرة كنت أظن أنني أضعتها إلى الأبد!
…………
الجوهرة هي رسالة كانت قد وصلتني في ديسمبر عام ١٩٩٣ من الشاعرة العراقية الرائعة والمشهورة لميعة عباس عمارة!
كنت يومها في بداية حياتي الأمريكية، لا أحد يعرفني وأنا أشق طريقي بصعوبة بالغة في عالم لم أكن يومها أنتمي إليه….
أن تتنازل شاعرة مرموقة بمستوى السيدة لميعة عباس عمارة لتعبر عن دهشتها وإعجابها بمقال قرأته لكاتبة لا أحد يعرفها لأمر
إن دلّ على شيء إنما يدل على سمو أخلاقها وثقتها العالية بنفسها!
رسالة السيدة لميعة، كما هي كل كلمة جميلة سمعتها خلال رحلة طولها أكثر من ربع قرن، ساهمت ومازالت تساهم في صناعتي وفي
ردف قلمي!
وأنا أكن لأصحاب تلك الكلمات مالا أستطيع أن أصفه من حب وشكر وتقدير!
…….
إياك أن تبخل يوما بالتعبير عن مواطن الجمال حتى ولو كانت تعود إلى ألدّ أعدائك…
الإعتراف بالجمال يزيد الكون جمالا ويزيدك نعمة!
عندما أطالبك بأن تعترف بالجمال، لا أقصد أن تتغاضى عن القبح…
لكن باستطاعتك أن تكون جميلا حتى عندما تنقد القبح…
الأمريكان يقولون: “أن تقول لا بأدب خير ألف مرّة من أن تقول نعم بخشونة”!
…..
لكل الذين ساهموا في دعمي من خلال كلماتهم الجميلة أقدم أسمى آيات شكري، وأهديهم هذا المقطع من كتابي القادم
“دليلك إلى حياتي مقدسة”!
(عندما تقرر أن تأخذ مكانا لك تحت الشمس عليك أن تتحمل حروقها…
لقد كنتُ دريئة للكثيرين ممن صوبوا بنادقهم باتجاهي، لكن لم يمنعني هذا الأمر يوما من أن أحسَّ بالملايين التي دعمت موقفي وساهمت في نشر كلماتي…
لم أسمح يوما لكلب ينبح أن يحجب عني بلبلا يصدح….
لقد أسقطتُ من حساباتي كل شتيمة وتهمة باطلة، وركزتُ على كل كلمة جميلة ومشجّعة…
لم تسمح نقاطُ التفتيش ومراكز الجمرك المرابطة حول اُذنيّ يوما لفكرة سلبية أن تتسلل داخل عقلي، كي لا تهدم عزيمتي وتقوض من روح المثابرة التي تدفعني لأتابع مسيري…
تجاهلت عن قصد وسابق تصميم كل فكرة حاولت أن تمنعني من أن أكون نفسي، وتبنيّتُ في الوقت نفسه كل فكرة جميلة أشعلت شغفي للتعبير عما يجول في خاطري….
ذلك الشغف الذي يجب أن تملكه كي تكون من تريد أن تكون….)
**************************
نعم، لم أسمح يوما لكلب ينبح أن يحجب عني بلبلا يصدح…
وما أكثر البلابل في حياتي!

Posted in الأدب والفن | Leave a comment