ماذا بقي في جعبة فقهاء الظلام لإذلال المرأة؟

ahlamakramيحتدم الجدل في البرلمان والشارع البريطاني في كل ما يتعلق بحياة المسلمين سواء المقيمين أو الوافدين.. إبتداء من عدم إندماجهم في المجتمع البريطاني ثم الزيادة في تعدادهم وتوافد اللاجئين منهم. ما يشغل بال الجميع حاليا هل سيأتي يوما يصل فيه تعداد المسلمين للتأثير في القوانين البريطانية؟؟ وهل ستصبح بريطانيا دولة إسلامية.. هذا الخوف يؤكده تزايد عدد المحاكم الشرعية الإسلامية والتي وربما تزيد عن العدد المعروف 85 محكمة والتي كثيرا ما ’تدار من الجوامع، أو حتى من زاوية في محل بقالة أيضا..

المعارضون لوجود مثل هذه المحاكم, يستندون إلى أنها تتعارض مع القيم البريطانية في المساواة بين الجنسين، وعدم عدالتها للمرأة. إضافة إلى أنها تفرض وجود قانونين في دولة واحدة مما يؤكد عدم المساواة بين المواطنين البريطانيين وعدم إلتزامهم بقانون الدولة بما يؤدي إلى إنتفاء الإحساس بالمواطنة وبالولاء!

وهو الأمر الموجود والمعمول به في الدول الإسلامية.. وأكبر مثل على ذلك أن هناك 19 طائفة دينية في لبنان، كل منها يعمل بما جاء في كتابه خاصة في قوانين الأحوال الشخصية، والنتيجة إنعدام وإنتفاء الإحساس بالعدالة وبالمواطنة؟

المؤيدون من المسلمون، يستندون إلى أن القانون يسمح بالحرية الدينية. إضافة إلى ان وجود مثل هذه المحاكم الشرعية، تضمن إلتزام المسلمين بالقانون التشريعي الإلهي الذي يعتمد على الحكم بما جاء في القرآن. وإن كان يخضع لتفسيرات الفقهاء, بما يجعل ’جل إعتماده على تفسيرات فقهية مختلفة معروفة بالفتاوي؟ والتي تنتفي فيها المساواة والعدالة للمرأة أو المنطق. تمسكهم بحقهم في وجود وبقاء المحاكم الشرعية ينبع من حقهم بالمساواة لوجود محاكم شرعية يهودية.

في الإسبوع الماضي قدمت 150 منظمة مجتمع نسوي مدني رسالة إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. تطالبه بمنع هذه المحاكم من النظر في قضايا الزواج والطلاق, وكل ما تشمله قضايا الأحوال الشخصية. لأنها تحرم المرأة وأطفالها من حقوقهم الطبيعيه في الحصول على المساواة والعدالة..

“كما وقامت عضو مجلس اللوردات البريطاني البارونة كارولين كوكس، بحملة للمطالبة بحماية المسلمات البريطانيات، مما سمته «تأثير الشريعة الإسلامية عليهن». كما وهاجمت تعدد الزوجات المباح في الإسلام، وقالت إن التعدد أتاح لمسلمين إنجاب 20 طفلاً لكل منهم، معتبرة أن ذلك أدى إلى ما سمته «تمييز بين الجنسين بمبرر ديني»!”

وللعلم فإنه يتم عقد النكاح الشرعي في المحكمه بدون إلزام الزوجين بالقيام بالزواج المدني لأن هذا الزواج قد يكون الزواج الثاني أو الثالث للرجل تبعا لحقه في التعدد.

الأسبوع الماضي قامت جريدة الديلي ميل البريطانية بنشر مقالة عن تزايد اعداد المحاكم الشرعية الإسلامية. إستنادا إلى بحث من 200 صفحة كتبتها “ماشتيلد زي ” الأكاديمية الألمانية لنيل شهادة الدكتوراه، وذلك بعد السماح لها بحضور جلسات هذه المحاكم والقرارات التي أصدرتها، والتي تؤكد إنتهاك حقوق المرأة في هذه المحاكم.

من ضمن القصص التي اوردتها الصحيفة والمسجلة في رسالتها.. قصة زوجين لديهما عدد من الأطفال، تزوجا بعد حصول الزوجه على طلاق من زوجها السابق من محكمة بريطانية. ثم تزوجت زوجها الحالي. وبعد إنجاب عدد من الأطفال انتبه كلاهما إلى عدم حصولها على طلاق من المحكمة الإسلامية.. ولجأ إلى المحكمة للتأكد من أن زواجهما حلالآ؟؟

قرار المحكمة كان كالتالي:

أن زواجهما باطل وغير شرعي ( بمعنى أن أطفالهما أطفال زنا؟؟ ) ولكي يجعلوا هذا الزواج حلالآ شرعيا، على الزوج تطليق زوجته بالثلاث. ثم تنتظر الزوجة لإنهاء فترة العدة، بعدها تتزوج زواجا شرعيا من آخر،( بما يحق له ممارسة الجنس معها ) ثم ’يطلقها إن أراد بعد فترة، وتنتظر مرة أخرى لإثبات براءة رحمها. حينها فقط يستطيع زوجها أن يتزوجها ويردها لعصمته. وبهذا يصبح زواجهما حلالآ؟

القصة أعادت ذاكرتي إلى عمر العاشرة، حين جاء إلى بيتنا إبن عم والدي ومعه المأذون الشرعي. وقاما بكتابة أشياء، بعدها دخلت والدتي إلى غرفة النوم مع إبن عم والدي وأغلقا الباب لمدة خمس دقائق. خرجا بعدها ليكتب المأذون مرة أخرى شيئا ما.. وكأن شيئا لم يحدث.. لم أفهم آنذاك ما الذي حصل، وبقيت الحادثة في عقلي لأني لم أستطع إستيعاب الأمر. إلى أن سألت والدتي يوما عما حدث، حينها أخبرتني بان والدي رمى عليها يمين الطلاق بالثلاثة, وأن زواجها من إبن عمه و إختلائها به لدقائق، هو الطريق الوحيد والحل للرجوع إلى والدي والحفاظ على أسرتنا. نسيت الموضوع إلى أن شاهدت فيلم ” المحلل ” للمثل عادل إمام والذي حلل الظاهرة بإطار كوميدي ساخرآ من الفكرة بحد ذاتها. ولكن مقالة الجريدة أعادت الموضوع كله ليؤرقني ويحثني على البحث وهذا ملخص لما وجدته في البحث.

الآية:

“الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدودالله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ( 229 ) فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون ( 230 )

” في رواية لأصغر زوجات النبي “سلام الله عليه” عائشه أن إمراة إسمها عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك، وكانت زوجة لإبن عمها رفاعة بن وهب بن عتيك. جاءت إلى النبي لتخبره بأن رفاعة قد طلقها ثلاثا. وتزوجت بعده عبد الرحمن الذي طلقها قبل ان يمسها. وسألت النبي هل تستطيع الرجوع إلى زوجها الأول..فأجابها النبي أنها لا تستطيع العودة إلى زوجها بدون أن يضاجعها زوجها الثاني ويذوق عسيلتها. أي يقوم بالمجامعة الجنسية كاملة. ثم ’يطلقها وتنتظر أشهر العدة الأربعة للتأكد من براءة رحمها ثم عندها فقط يستطيع زوجها الأول إبن عمها أن يعيدها لعصمته مرة اخرى؟

يقولون أن الهدف من ذلك تخويف الزوج وردعه عن التفوه بالطلاق الثالث لأن لا رجعة فيه إلا بالإلتزام بالشرط السابق؟

هدفي الوحيد من كتابة هذه المقالة هو التأكيد على التحايل الذي نقوم به جميعا أمام المطلوب الشرعي كما جاء وهو المجامعة الجنسية التامة. ثم وبعد ذلك تساؤلي المشروع هل يتوافق مثل هذا الحكم مع أي منطق أو عقل.. وإلى متى نستطيع إخفاء العيوب وألم يحن الوقت للإعتراف بامور معينة جاءت في كل الأديان ولماذا إستعملوا جسد المرأة للردع وألا يعتبر هذا الأمر المسمى “التجحيش” تحقيرا وإذلالآ لها. أفيدوني أفادكم الله.

المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

العدالة أولاً .. اليوم و بكرة و بعد بكرة

justiceoverallكل الليل و انا عم فكّر بشكل طاولة المفاوضات السورية – العلوية ، و شو ممكن يقدّم الطرف العلوي من تنازلات على طاولة الحوار ، و دائماً كنت أوقف عند نقطة مهمة جداً :
هل تمون بثينة او جعفري او البغل المعلم للتفاوض على راس بشار الاسد ؟؟؟ و هل اصبح فاقد الشيء على زمن المحرقة السورية قادر على إعطاء هذا الشيء ؟؟؟

قمة الصلاحيات اللي ممكن يعطيها اياهم بشار الاسد للتفاوض عليها لا تتعدّى التنازل عن وزارة الري او المناورة على وزارة الصحة او الشؤون الاجتماعية ..
نظام قايم على ثلاث :
أمن و جيش و نفط..

خسارة النظام لوحدة من هالملفات تعني سقوط النظام شاقولياً و افقياً ، فالأمن لحماية مكتسبات العلويين ، و الجيش لحماية حدود النظام ، و النفط و دولاراتو لخزائن عيلة الاسد ..

التفاوض مع المجرمين و السارقين و رماة البراميل المتفجرة هو إعطاء شرعية ما حملها بأي يوم من الأيام هالنظام ، و الجلوس على طاولة واحدة معهم هو إذعان انهم طرف في الحل و ليسوا أساس المشكلة أصلاً ..

سيخرج من يقول انّو اللي عم ياكول العصي مو متل اللي عم يعدها.. و علينا انّو نتعاطى مع المعطيات الدولية بحكمة تفاوضية للحصول على شيء بدل من الحصول على اللاشيء..

مع الأسف لست بمكان يسمح لي بالتعبير عن رفضي الا من خلال صفحتي ، لذلك و من هنا و من على صفحتي الشخصية التي تمثلني فقط أعلن :
سأكون معارض لأي نظام قادم الى سوريا ، كان بوجود الاسد او من دونه ، لأنو نظام قام على اسقاط مفهوم العدالة و تعويم المجرمين ..

العدالة أولاً .. اليوم و بكرة و بعد بكرة ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

عيوب الكنيسه

rafeqrasmiهناك انواع من البشر النوع الاول لايذكر سوى المميزات فقط وكانك فى عالم مثالى الروعه والجمال والكمال ويتجاهل السلبيات تماما ونوع ثانى سلبى يتقبل الامر الواقع دون ان يفكر فيه هو كده وخلاص ونوع ثالث عينه لاترى سوى العيوب و المشكلات فقط لاغير ويضخمها ويجعلهاو كانها سبب الماساه كلها فى هذا العالم وستؤدى الى نهايته وتدميره وكانك تعيش الجحيم الكامل ويطالب الاخر بالكمال المطلق ” وهو ضرب من الخيال ،استحاله تحقيقه على ارض الواقع رغم انه هو نفسه به عيوب كثيره للغايه ويغفر لنفسه بالكامل ولا يغفر للاخرين ولو هفوه، والذى يرصد الاخطاء ويطالب الاخر بالكمال المطلق مصاب بضعف عقلى فى أدراك حقيقه الاشياء بواقعيه فهو غير ناضج فى معرفه طبيعه الحياه ، ( فالكمال لا يوجد على الارض على الاطلاق لانه لله وحده ووحده فقط و فقط لا غير
اما النوع النادر حقا فهو الذى يذكر المميزات والعيوب فى نقد موضوعى فهو الذى يدرك المشكلات بوعى ونضج ويراعى ويهضم السياق المحيط بالكامل جيدا ، فيفرز عقله حلول واقعيه عمليه تماما تراعى السياق العام اختلاف الظروف و المكان والزمان والبيئه الاقتصاديه والثقافيه والسياسيه والعادات والتقاليد ووووووو ،فيقدم بعقليه مبتكره خلاقه حلولاموضوعيه منطقيه سليمه وعبقريه فالنقد الموضوعى الايجابى البناء ضروره حتميه لانه هو الذي يصوب كل أنحراف عن الهدف السليم و المخطط له ،و محاسبه المخطىء أيه كان موقعه
والحقيقه لايوجد شى اسمه اصلاح الكنيسه ، فهل هو اصلاح المبنى المسمى كنيسه ؟؟ام اصلاح التعاليم والتى يعتبرها المسيحيون مقدسه لانها مستلمه من المسيح ؟؟
والحقيقه هى تسمى الاصلاح الادارى للتنظيم الكنسى
فالاصلاح الادارى عمليه مهمه فى أى كيان مهما كان ، وهو ضروره حتميه ولابد منها بصفه دوريه مستمره حسب ما يتطلبه الواقع الفعلى العملى الذى هو سريع التطور والتغير والتبديل بشكل متلاحق ومتسارع جدًا .

والعمليه الاداريه يقوم بها بشر وطالما وأينما وجد بشر فهناك حتميه وقوع اخطاء، فالكمال فى العالم البشرى يكون به من 10 الى 15 فى الميه من الاخطاء البشريه، فكم تكون نسبه الاخطاء فى العمل العادى غير الكامل بالنسبه للتقيم البشرى ، وطالما وأينما وجدت أداره بالمفهوم العلمى الحديث لزم الوجوب الحتمى والضرورى من التعديل والاستعدال والتقويم والتطوير المستمر لمواكبه متغيرات الواقع المتسارعه.

.

أذاً اى كيان بلا أستثناء وأحد يحتاج باستمرار ألى أصلاح مستمر ودائم فى الاداره وأساليبها ووسائلها وأليأتها وبرامجها وتكتيكاتها وأستراتيجياتها مع الحفاظ على نفس الاهدف الثابته التى لاتقبل التغيير لتواكب المراحل المتعاقبه فالكل مطالب بالسعى الدائم نحو تصويب الاخطاء الاداريه البشريه .

فكل مرحله وفتره زمنيه لها خصوصيتها التى تتفرد بها ، وبالتبعيه الاداره الكنيسه منذ ان وجدت المسيحيه هى فى سعى دائم ودئوب نحو الكمال ،
ولكن النقد الموجه حاليا الى الاداره الكنسيه فى كافه وسائل الاعلام لم يقصد به النيه الحسنه
فمن يتحدث عن عيوب الاداره الكنسيه لايراعى اطلاقا الثقافه الكنسيه التى لها مدلاوت لمفرداتها مختلفه تماما عما هى متداوله فى عالم السياسه( او حتى مفردات دين اخر ) بل يتم استخدم مفردات لها مدلولات ومعانى تختلف تماما عن ماتعنيه تلك المفردات فى المدلاولات الكنسيه ،وهو مايؤدى الى ترجمه خاطئه تماما وبالطبع يؤدى الى نتائج مشوهه، او قد يكون المقصود به تشويه عمدى للرموز والنيل منها والحط من قدرها لخلق اهتزاز وعدم الثقه واضطراب الراى العام المسيحى ، وهى حيل وتكتيكات كان يقوم به النظام القديم وايضا من له مصالح فى ذلك وهم معروفون جيدا
ولكن الشعب المصرى نضج جيدا واصبح قادرا على تقييم من يتحدث؟و فى ماذاوكيف يتحدث ؟ ولماذا الان ؟ وباى هدف ولصالح من ؟؟
فقديما قالوا “عدو عاقل خير من صديق جاهل” لك الله يامصر
فحتى بعض ابناءك عفى عليهم الزمن ، ان الغد سيضعهم فى مكانهم المناسب ، ومصر تسير فى اتجاهها الصحيح ولكن ببطء وهذا خير من وقوفهااو تراجعها للوراء فصبرا عليها ان غدا لناظره قريب
رفيق رسمى

Posted in فكر حر | Leave a comment

الوقت قد حان من أجل إدخال العنصر الايراني في مواجهة النفوذ الايراني المتصاعد في المنطقة

alihosseiniالعلامة السيد محمد علي الحسيني

إعلان التحالف الاسلامي ضد الارهاب من 34 دولة و الذي تقوده المملکة العربية السعودية من دون نظام ولاية الفقيه الايراني، قد کان في حد ذاته تأکيدا واضحا على الدور المشبوه الذي يقوم به هذا النظام فيما يتعلق بدعمه و علاقته بالارهاب الذي يسود المنطقة و العالم.
إجراء عملية مراجعة بين الفترة التي أعقبت تأسيس النظام الايراني و بين الفترة التي سبقتها، نجد إن إنتشار التطرف الديني و الارهاب قد ظهر و برز بعد تأسيس هذه الجمهورية، والتي رافقتها أيضا تدخلات مريبة واسعة النطاق في شؤون دول المنطقة نجمت عنها تأسيس أحزاب و جماعات و ميليشيات تابعة لطهران و مؤتمرة بأمرها، ولسنا نبالغ أبدا فيما لو قلنا جازمين أن طهران بتدخلاتها و سياساتها المشبوهة المخلة بالامن و الاستقرار في المنطقة، قد شغلت العرب عن مواجهة عدوهم الاساسي و فتحت لهم جبهة کانوا ولازالوا في غنى کامل عنها.
الاسلوب الذي استخدمته ايران عبر التأثير على الامن الاجتماعي لدول المنطقة من خلال إستغلال و توظيف العامل الطائفي بأسلوب مشبوه و خبيث و إستخدامه کورقة ضغط على هذه الدول، وإذا مالاحظنا طبيعة هذا الاسلوب و سياقه فإننا نرى أن طهران قد استخدمت العنصر العربي ضد العرب أنفسهم، بمعنى شغلت العرب ببعضهم من خلال تصدير التطرف الديني ببعده المذهبي لهذه الدول و تحريض المذاهب الاسلامية على بعضها، وهذه حقيقة صارت معروفة ليس لدول المنطقة فقط وانما للعالم کله بدون إستثناء.
معادلة الصراع القائمة بين نفوذ نظام ولاية الفقيه الايراني و بين دول المنطقة و العالم من جهة أخرى، هي معادلة لصالح الاول، لأن الاسلوب الذي إستخدمته کان اسلوبا يعتمد على تحريك العامل الداخلي و إيجاد طوابير خامسة تعمل ضد هذه الدول، والنقطة المهمة و الحساسة التي يجب أن نلاحظها ان الدول العربية و الاسلامية و دول العالم في مواجهتها ضد النفوذ الايراني هي إفتقادها للعنصر الايراني في المواجهة، ذلك ان طهران وکما أسلفنا تستخدم العنصر العربي بعد إعداده و تدريبه و توجيهه، وکل هذا يتم في وقت يعلم العالم کله بوجود معارضة إيرانية نشيطة لها أذرع و تواجد حيوي في داخل إيران و المتمثلـ بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي أثارت و تثير ذعر طهران على الدوام، وإن تجاهل هذا العنصر لحد الان، هو أمر في خدمة و صالح طهران و يرجح معادلة الصراع لصالحها.
إننا نرى الوقت قد حان من أجل إدخال العنصر الايراني في مواجهة النفوذ الايراني المتصاعد في المنطقة و ذلك من خلال تفعيل و تنشيط دور المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من خلال الاعتراف بها من جانب دول المنطقة و فتح مقرات و مکاتب و ممثليات لها، وإننا نعتقد بأن مثل هذه الخطوة سوف يقلب الطاولة على رأس إيران و يغير من طرفي المعادلة لصالح السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.
*العلامة السيد محمد علي الحسيني.
الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان
نامل حصر الرد عبر البريد
arabicislamicmajlis@gmail.com

www.arabicmajlis.org
المجلس الاسلامي العربي
Arabi Islamic Council
لمتابعتنا عبر تويتر
https://twitter.com/arabicmajlis

Phon:009611455702
***BOX: 25 – 5092 GHOUBEIRY 1- BEIRUT – LEBANON*

موقع قناتنا على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCkmcKXYcBqs_S1po1Ba4r9w

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى القرار الثاني والستين لإدانة انتهاك حقوق الإنسان في إيران

maryamrajawiالجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى القرار الثاني والستين لإدانة انتهاك حقوق الإنسان في إيران
مريم رجوي: الملالي الحاكمون في إيران الذين ادينوا 62 مرة في الأمم المتحدة يجب محاكمتهم لارتكابهم جريمة ضد الإنسانية

مساء الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول 2015 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بيانا أدانت فيه بقوة الانتهاك الهمجي والمنظم لحقوق الإنسان في إيران سيما الإعدامات الجماعية والتعسفية والتعنيف والتمييز المتزايد ضد النساء والاقليات الدينية والقومية. وهذا هو القرار الثاني والستون للأمم المتحدة لإدانة نظام الملالي المعادي للاإنسانية.
ورحبت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية بصدور القرار وقالت: الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان في إيران وإدانة نظام الملالي في أعلى مراجع دولية ولسنوات متتالية طيلة ثلاثة عقود تبين أن هذا النظام لا مكان له في المجتمع الدولي ويجب طرده منه. يجب أن يحاسب مجلس الأمن الدولي قتلة أبناء الشعب الإيراني الذين يحملون في جزء من سجلهم الأسود إعدام (120) ألف سجين سياسي و (7) مجازر في أشرف وليبرتي ويجب محاكمتهم بسبب ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية. وهذا هو الطريق الوحيد لاحترام أصوات غالبية دول العالم على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران على مدى الأعوام الـ(30) الماضية. خاصة أن عموم المسؤولين الحاليين في النظام هم عملوا طيلة السنوات الـ(35) الماضية في مناصب مفصلية وهم متورطون في جرائم ضد الإنسانية.
وأضافت السيدة رجوي: الحساب القائم على أنه بالتغاضي عن انتهاك حقوق الإنسان في إيران يمكن احتواء المشاريع النووية لهذا النظام وتصديره للارهاب والتطرف، هو حساب خاطئ وخطير ينجم عن المصالح الاقتصادية القصيرة المدى والاعتبارات السياسية الضيقة. ان التقاعس تجاه الجريمة ضد الإنسانية يعتبره النظام ضوءا أخضر للتمادي في أعمال القتل والتعذيب ويشجعه على إثارة الحروب في سوريا والعراق وكل المنطقة كما يطمئنه من أن المجتمع الدولي ليس جادا في محاسبة مساعي النظام للحصول على القنبلة النووية.
وأعرب القرار «عن قلقه البالغ تجاه الوتيرة العليا للإعدامات وتنفيذ أحكام الإعدام في غياب وكالات حماية دولية معروفة… وكذلك فرض وتنفيذ حكم الإعدام على الأحداث والافراد الذين كانت أعمارهم حين ارتكاب الجريمة دون الـ18 عاما» داعيا «إلى لغو عقوبة الموت» وحظر «التعذيب أو سائر التعاملات والعقوبات القاسية واللاإنسانية والحاطة بالكرامة الإنسانية… في القانون والعمل».
كما أبدى القرار مخاوفه من «التمييز وغيره من ضروب انتهاك حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات» و«العنف ضد أتباع الأقليات الدينية المعترف بها أو غير المعترف بها» مطالبا النظام الإيراني بوضع حد لجميع أشكال التمييز والعنف ضد النساء والاقليات الدينية والقومية واللسانية في القانون والعمل.
ودعا القرار إلى انهاء «فرض القيود المشددة والموسعة على حق حرية التعبير وإبداء العقيدة والاجتماعات والتجمعات السلمية…» والإفراج عن اولئك الذين «اعتقلوا تعسفيا».
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – باريس

Posted in فكر حر | Leave a comment

شاهد كيف يفصلون الفتاوي بموت من الضحك مفتي لم تزبط معنا

شاهد كيف يفصلون الفتاوي بموت من الضحك مفتي لم تزبط معنا
obezyan

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

داعش تعلن مدارس فرجينيا الاميركية إسلامية تتبعها بعد ان نطق طلابها الشهادتين كتابياً

سبّب تمرين كتابي لطلاب مدارس مقاطعة أوغوستا لإغلاقها، مع انه يتوافق مع معايير التعليم فيها, وذلك بسبب غضب الأهالي من إعطاء أولادهم واجب منزلي يقضي بكتابة “الشهادتين في الاسلام : لا إله إلا الله محمد رسول الله”, واعتبروه بأنه يبيت نية سيئة لحرف ابنائهم من العقيدة المسيحية الى الاسلامية, ولكن يقول المختصون ان الهدف منه تمرين الطلاب عن التعقيد الفني للخط،, عدا عن تقديم الاديان الاخرى بطريقة موضوعية مثيرة للاهتمام يتفاعل معها الطلاب.

تعليقنا: مما لا شك فيه ان من صمم هذا الواجب المدرسي هو خبير آكاديمي لا يشق له غبار, وحصل على ارفع الشهادات بالتربية والتعليم, واصاب الهدف الذي وضع من اجله بتعليم الطلاب احترام عقائد الأخرين, ولكن حتما انه لا يعرف ماذا يعني النطق بالشهادتين كتابياً بالنسبة “لأبو بكر البغدادي” خليفة “داعش”؟ فنحن لا نستبعد بأن يطالب بضم ولاية فريجينيا لأملاك الدولة الاسلامية! لان من ينطق بالشهادتين هو شرعاً اصبح مسلماً .. هذا على الاقل ما نعرفه .. وان اصبنا فلنا ثوابين وان اخطانا نكتفي بثواب واحد, يعني على الحالتين كسبنا نقاط في الاخرة… القرضاوي مو احسن منا بيفتي وبيلحس فتواه باليوم 100 مرة., الفيديو هو تقرير السي ان ان عن الموضوع والصورة للواجب المدرسي

lailahilaallah

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

رأي البريطانيين في «الإخوان»

rashedنُسب لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قوله عن جماعة الإخوان المسلمين إنها «غامضة ومتكتمة». وهاتان تهمتان لا تكفيان لحظر الجماعة ولا معاقبة المنتسبين إليها. ولو صح أن الحكومة البريطانية تنظر بتشكك واشتباه في نشاطات «الإخوان» فإنها ستكون رسالة مضرة بسمعة الجماعة، بعد أن كانت تحظى بقيمة خاصة عند عموم البريطانيين المهتمين بشؤون الشرق الأوسط، وكانت تدعي أنها الوجه الحسن للمسلمين في أنحاء العالم، وتستحق التأييد.
وليس فقط رأي الحكومة البريطانية أو رئيس الوزراء، وراء تدني سمعة الجماعة الإسلامية الأشهر في الغرب، بل سببه انخراط «الإخوان» في مواقف سياسية معادية للقيم الغربية، مثل موقفهم ضد الحريات والدفاع عن استخدام العنف، كما يحدث في مصر اليوم. ولا ننسى أن الإخوان عاشوا فترة يحظون بشيء من التفهم والتأييد في أوساط المنظمات الحقوقية الغربية، ومجتمع المثقفين الغربيين المهتمين، عندما كانت قضايا المنطقة محدودة، تنسجم فيها مواقف الإخوان مع عموم الشارع العربي، مثل فلسطين والعراق. لكن الثورات أفرزت وواجهت الإخوان بالأسئلة الصعبة، مثل حرية التعبير، واستقلالية المؤسسات، وليبرالية المجتمع. في مصر، والأردن، وبالطبع في غزة، وحتى في تونس، كانت مواقف هذه الجماعة مقاربة للأنظمة الشمولية. تؤمن فقط بالحرية المتوافقة مع أفكارها. ولقد لجأ الإخوان إلى تبني تسويق استراتيجية الجماعة المقارنة بينها وبين التنظيمات الإسلامية الإرهابية مثل «القاعدة» و«داعش»، وهذا يضعها في مكانة جيدة في أعين الغرب. لكن الإخوان كحركة «غامضة ومتكتمة» كما وصفها كاميرون قد لا تقل خطرًا، لأنها التي تطرح المشروع السياسي للدولة الدينية، التي تقوم على رفض غيرها، من المسلمين وغيرهم.
الغرب اليوم يعي الفارق بين التدين والتطرف، بين أن يكون المرء مسلمًا ملتزمًا وبين أن يكون إرهابيًا. وإن دعم حق المسلمين في أداء فروضهم الدينية، وتعليم أطفالهم الإسلام، لا خلاف عليه، لأنها حقوق دستورية في معظم أنظمة الغرب. أما جعل الدين مشروعًا سياسيًا تصل من خلاله جماعة ما للحكم فلم يعد يقتنع به كثير من المفكرين الغربيين، بمن فيهم الأكثر ليبرالية. استخدام الدين، المسيحي أو الإسلامي أو الهندوسي، عمل خطير ويفضي إلى نظم فاشية تحكم باسم المقدسات من أجل البقاء وإقصاء غيرها.
لكن ينبغي القول، إنه حتى لو اقتنعت الحكومة البريطانية بأن «الإخوان» جماعة فكرية خطيرة فإنها، على الأرجح، لن تمنعها، أو تضطهد أفرادها، فالقانون لا يحظر الأفكار بل ارتكاب العنف أو التهديد به.

* نقلاً عن “الشرق الأوسط”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الى متى تجننّين عقلائك ، و تستسلمين للمجانين ؟

imadhaqiهل تعلمون من هذا المتسوّل الذي يظنه الناس مجنوناً في الصورة ؟
انه عماد حقي .. من اذكى اذكياء سوريا ، لاعب الشطرنج الافضل في الوطن العربي ، بطل اسيا ، استاذ دولي في الشطرنج ، هو البطل الوحيد الذي نافس كاسباروف ( اسطورة الشطرنج ) عالمياً ..
ابن المالكي بات متسولاً يجلس عند اشارة مرور الشعلان .
شخّص من يعرفونه مرضه على انه توحد ( والتوحد ليس مرضاً يظهر بعد كبر العمر )
ملاحظة : عماد لم يفقد عقله بسبب الحرب بل قبلها .
الى متى يا سوريا يُقتَل مفكروكِ و علمائكِ و ابريائكِ ، و يسرح فيكِ من يستحق الموت ؟
الى متى تجننّين عقلائك ، و تستسلمين للمجانين ؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (66) الشهداء الجرحى والمعوقين المصابين

mostafalidawiليس المصابُ الجلل والرزء الكبير في عدد الشهداء الذين ناهزوا المائة والثلاثين شهيداً، الذين ارتقوا خلال السبعين يوماً الماضية من عمر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وجلهم من الشباب الواعد المتميز المستنير، وفيهم عددٌ غير قليلٍ من الأطفال والشابات والمسنين، ممن قرروا بأنفسهم الانخراط في صفوف المقاومة، والقيام بعمليات طعنٍ أو دهسٍ للجنود الإسرائيليين، وكان أغلبهم يعلم أنه قد لا ينجو من عمليته، وأنه غالباً سيلقى ربه شهيداً، ولكنهم على الرغم من هذا الاعتقاد، فإنهم كانوا يمضون قدماً في عملياتهم، لأن غايتهم كانت الشهادة، وليس من يخاف من أمنيته، ويخشى من رغبته.

لكن المصيبة الكبرى التي ينوء بها الوطن، ويعيا عن تحملها الشعب، ويشكو منها ومن مراراتها المواطنون الفلسطينيون، ويتحسبون من مضاعفاتها وتداعياتها، فهي جرحى ومصابو الانتفاضة، الذين يقترب عددهم بسرعةٍ من الخمسة عشر ألف جريحٍ في القدس والضفة والأرض المحتلة عام 48 وقطاع غزة، وما زال العدد في ازديادٍ مضطردٍ، فلا يمضي يومٌ دون أن يلتحق بذهبية الجرحى عشراتُ الفلسطينيين من الجنسين ومن كل الأعمار والفئات، ومن مختلف المدن والبلدات والمخيمات والقرى، كما لا يمضي يومٌ دون أن يستشهد أحد الجرحى ويلحق بركب الشهداء ولكن بعد مكابدةٍ ومعاناةٍ وألمٍ.

لكن إصابات الفلسطينيين ليست سهلة، وجراحهم ليست بسيطة، فهي في أغلبها خطرةٌ، وفي أماكن حساسة من الجسد، إذ يبدو أن جنود الاحتلال الإسرائيلي لديهم تعليمات مشددة وواضحة وصريحة، بضرورة إطلاق النار على الجزء العلوي من أجساد المتظاهرين والنشطاء الفلسطينيين، فمن يقتل منهم فهو المراد والمقصود، ولا بأس في كثرة عدد الشهداء، ومن لم يقتل فلتكن إصابته حرجه، وجرحه خطير، ومما زاد في احتمالية سقوط أعدادٍ مضاعفة من الشهداء والجرحى، موافقةُ الحكومة الإسرائيلية لمستوطنيها على إطلاق النار على كل من يشتبهون فيه، أو يظنون أنه ينوي القيام بطعن أحدهم.

لكن الإصابات الكثيرة التي بلغت الآلاف أخطر من القتل بكثير، وأشد ألماً ووجعاً من الشهادة، وأكثر حسرةً ولوعةً من الفقد، إذ أن الكثير من الجرحى قد أصيبوا بطلقاتٍ مباشرة فأصابت الجزء العلوي من الجسد، ومنهم من استقرت الطلقات في أجسادهم ولم تخرج، وكثيرٌ منهم مصابٌ في الصدر أو في الظهر قرب أو في العمود الفقري، وبعضهم قد تهتكت رئتاه أو أمعاؤه، وآخرون أصيبوا في رؤوسهم فدخلوا في غيبوبةٍ طويلةٍ قد لا يفيقون منها، وبعضهم يصنف في عداد “الموتى سريرياً”، وغيرهم مهددٌ بالشلل الجزئي أو الكلي، فضلاً عن مئاتٍ من الجرحى قد بترت أطرافهم، وتعطلت أعضاؤهم، وفقدوا بعض حواسهم، مما جعلهم يصنفون إلى الأبد ضمن المعوقين الذين يحتاجون إلى العون والمساعدة مدى الحياة.

ومما يزيد من عمق مأساة الجرحى والمصابين في قطاع غزة، حالةُ الحصار الشديد المفروض على سكانه، الذين يمنعون من السفر، ولا يسمح لهم بمغادرة القطاع إلى مشافي الأرض المحتلة عام 48، بقصد العلاج أو إجراء عملياتٍ جراحية، هذا بالإضافة إلى منع إدخال الأدوية والعقاقير الطبية، الأمر الذي يزيد من احتمالات الوفاة بسبب الإصابة، خاصةً إذا أضفنا إلى معاناتهم الشديدة، نقصَ الدواء والعلاج وتراجع مستوى الخدمة في المستشفيات، والانقطاع المتكرر للكهرباء، الذي يتسبب في تعطيل الكثير من العمليات الجراحية، ويزيد من معاناة من يخضعون للعلاج عبر الأجهزة الكهربائية، التي تتوقف كلياً نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، نظراً إلى توقف محطة الكهرباء الرئيسة في القطاع، أو نتيجة لنفاذ وقود المولدات الخاصة بالمستشفيات.

الجرحى والمصابون يزيدون في عمق الجرح الفلسطيني ومعاناة الشعب، الذي يدرك أن علاجهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها في ظل الاحتلال أمرٌ عسيرٌ وصعبٌ، فضلاً عن قيام العدو في بعض الأحيان باختطاف بعض الجرحى من على أسرة المستشفيات، وسوقهم إلى سجونه ومعتقلاته، حيث لا علاج ولا رعاية، ولا ظروف صحية مناسبة، ولما كانت أعداد الجرحى بالآلاف فإن أعداد الأسر التي تعاني وتشقى هي بالآلاف أيضاً، خاصةً إذا علمنا درجة الفقر التي يعيشون، وقلة ذات اليد التي يملكون، وحالة العوز الهائلة التي تحول بينهم وبين شراء أو توفير الأدوية اللازمة لهم، أو إجراء العمليات المطلوبة لشفائهم.

يشعر الأهل بالكثير من الحزن والأسى واللوعة والغضب، نتيجة رؤيتهم لأبنائهم وهم يعذبون أمامهم، ويذوون كالشمعة أمام ناظريهم، ويموتون بين أيديهم يوماً بعد آخر، بينما لا يستطيعون تقديم العون لهم، أو التسرية عنهم وتخفيف آلامهم، إذ أن أمرهم متروكٌ بين يدي الله سبحانه وتعالى ورعايته، وهم قد سلموا أمرهم لله، ويزيد في حجم المعاناة وجود الوالدين الذين يراقبون أبناءهم أمامهم وبعضهم يحتضر، أو وجود الأطفال وهم ينظرون إلى آبائهم بعيونٍ ملأى بالدعاء والتوسل والرجاء، فيسألون الله أن يعيد إليهم والدهم سليماً معافى، وألا يحرمهم منه بعد طول الصبر والمعاناة، ولكن الكثير من الجرحى يستشهدون، وبعضهم يطول بقاؤه في المستشفى في ظل حالاتٍ ميئوسٍ منها طبياً، ولا يرجى شفاؤها بعلاجٍ أو دواء.

الشهداء الذين نعتز بهم ونفتخر، ونزهو بهم وتسمو أسماؤنا بذكرهم، ويتشرف كافة الفلسطينيين أن يكون في بيوتهم شهداء، فالبيت الذي فيه شهيدٌ بيتٌ شريفٌ مميزٌ ومقدمٌ، يقدم أهله في الدنيا ويرفع ذكرهم، ويشفع لهم يوم القيامة بين يدي الله عز وجل، ويزاحم بهم في جنان الخلد الأنبياء والصديقين وغيره من الشهداء، ويتنافس على المنازل العليا فيها مع خيرة الشهداء، فشهادة أحد أبنائهم لهم شهادة تقدير وعرفانٍ.

لذا فإن حزنهم على الغياب يتضائل أمام إحساسهم بالشرف والنبل، والمكانة والقدر والقيمة، التي يمنحها لهم الشهيد، ولهذا نرى المعزين مهنئين ومباركين، يلتمسون البركة بدل أن يحاولوا مواساة العائلات والتخفيف والتسرية عنها، وكم من بيوت الشهداء تحولت إلى صالات فرح، ومنازلهم إلى سرداقات احتفالٍ ومهرجانات نصر، توزع فيها الحلوى، ويشرب العصير، وتلقى الكلمات الوطنية والحماسية، التي تنز فخراً وتتندى عزاً وشرفاً، لكن جرح الجرحى والمصابين يجرح كل يومٍ، ويفتح بألامه من جديد، وينزف دمه بغزارةٍ من الوريد، وتبقى الدموع تذرف عليهم حزناً أنهم لا يستطيعون النهوض على أرجلهم من جديد.

بيروت في 19/12/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment