هل سمت الاديان بالكود الاخلاقي ؟

kaladaزيورخ فى 14/1/2016

منذ البدء قبل نزول الوصايا العشر كان لدى البشر كود أخلاقي يجمعهم، فأجدادنا الفراعنة العظماء كانوا يؤمنون بالحساب بعد الموت وأن الروح تتعرض بعد الموت لمحاكمة تتناول ما أتاه الميت في دنياه من حسنات وسيئات، فيُجازى المُحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء.

الوصايا العشر سلمت مكتوبة لموسي النبي كانت هي الكود الأخلاقي الذي بها تعامل أجدادنا العظماء واعترف بها الموتى أمام الإله بعد الموت وتضمنت تلك الاعترافات أمام الأرباب الآتي:

1 – أعترف أن الإله الواحد هو رب الأرباب وإله الآلهة (في إشارة مباشرة إلى آمون).

2 – لقد مجدت الإله الذي لا يمكن تمثيله في صورة أو تصويره في حجارة منحوتة.

3 – أنا لم أجدّف ولم أخطئ في حق الآلهة أو يخرج من فمي قول يغضبه.

4 – لقد تعبدت للإله في المعبد المقدس كما كان يقول الكهنة.

5 – أنا لم أتعامل بسوء مع أهلي طوال حياتي كلها.

6 – أنا لم أقتل إنسان طوال حياتي سواء أكان رجل أو امرأة.

7 – أنا لم أزن، ولم أضاجع امرأة أخرى غير زوجتي.

8 – أنا لم أسرق ولم آخذ ما ليس لي ولم أرتكب عنفا.

9 – أنا لم أكذب ولم أطلق لساني بالباطل على رجل آخر ولم أطلع على دخائل أحد لأسبب له أية أذى.

10 – أنا لم أعتد على أرض رجل آخر ولم أعتد على أرض محروثة ولم أزد ثروتي إلا بالأشياء التي كانت ملكاً لي لا لغيري…

وبعد نزول الأديان ومن المنطقي أن تسموا أخلاق وسلوك البشر بالكود الأخلاقي ويتحد العالم في تناغم بكود أخلاقي مصدره الواحد الأحد… ولكن هيهات!! لقد استطاع البشر بنزعات سادية ونرجسية تشويه الكود الأخلاقي واستطاع لصوص الاديان السطو على نفوس وعقول الملايين وتسطير كود لا أخلاقي ولا إنساني ليحطم الإنسان نفسه بنفسه!!

فأصبح الذبح والنحر في سبيل الله عملا محموداً!! بل أصبحت السرقة حلال مباح !!طالما كانت السرقة للمخالف وقادت النرجسية الدينية البشر إلى استحلال واغتصاب نساء الآخر وشرفهم تحت بند: (كله في سبيل رفعة الدين)..!!

صاحب ذلك تقنين عمليات اغتصاب وبيع النساء “سبايا” ليشوهوا بذلك الكود الأخلاقي الذي من المفترض أن يسموا بالإنسان بعد نزول الأديان ولكن للأسف تحول الإنسان عن إنسانيته ليفوق أبشع الحيوانات افتراسا.

ومن العجيب أنك اليوم تسمع عبارات يرددها مشوهى الاديان لا تتطابق مع صفات الله المحب، خالق البشر، الذي يرسل المطر للأبرار والأشرار، ويشرق شمسه على الجميع بلا تمييز، فتسمع صوت ينادي (أكرهك في الله!! ولا تودوهم!!) ثم يغتابون إيمان الآخر تحت كلمة كفار… مغتصبين حق الله!!الذى له الحساب وحده …

ومن الغريب مع ضياع الكود الأخلاقي لدى الملايين من البشر ادى ذلك الى ظهور جماعات تتنافس فيما بينها فى السادية والارهاب واعمال الذبح والنحر ، ففي الواقع العملي ظهرت جماعة الأخوان المسلمين والتي خرج من عباءتها جميع المنظمات الإرهابية في العالم كالقاعدة التي قتلت عام 2001 ثلاثة الآف من الأبرياء ثم تطورت إلى أن خرج الزرقاوي ثم أبو بكر البغدادي صاحب عمليات الذبح والنحر باسم الدين.

ووسط هذا السواد ووسط من يشوهون الدين تجد هناك العديد من البشر مازالوا يحملون الكود الأخلاقي، ويسموا بدينهم من خلال أفعالهم، ينشرون الحب والود بين البشر.. ليحرقوا بأعمالهم التعصب المقيت ويصفعون كل سادي إرهابي اعتقد أنه متحدث باسم الله.

أخيرا: إن كان العالم يحتاج إلى فهم العلاقة بين الإنسان وخالقه فمنطقتنا هي الأكثر احتياجا لذلك، قيل أن الأنبياء نزلوا في تلك المنطقة للإصلاح ترى هل أصلحوا أم أن سادية شعوب المنطقة جعلتهم يصنعون أديانهم بأفكارهم؟!!

مدحت قلادة

Medhat00_klada@hotmail.com

Posted in فكر حر | Leave a comment

الخلاف الأخواني الحلبي حول تجربة الاسلام العلماني الديموقراطي التركي

Abdulrazakeidالخلاف الأخواني الحلبي حول تجربة الاسلام (العلماني) الديموقراطي التركي…..!! مفارقة حماس الغرب (الأوربي والأمريكي) للتجربة الإيرانية الرافضة شعاريا للغرب الشيطاني، ورفض الغرب للتجربة التركية التي تبدو هي أقرب لنموذجه الليبرالي الديموقراطي !!!

شهذا الموضوع كان دائما يشغل حواراتي مع الصديقين الأخوانيين الحلبيين ( الأستاذ صدر الدين البيانوني والأستاذ زهير سالم ) منذ استقبالهم لي في لندن عندما خرجت من سوريا لمناظرتي التلفزيزنية معهما قبل أكثر من عشر سنوات …وصولا للقاءاتي المتكررة معهما فيما بعد بزيارتهما المتكررة لباريس التي أقيم فيها بعد حل مشكلاتهم القانونية في التنقل بين باريس ولندن .
.
لا حظت منذ البداية أن الأخوان مثلهم مثل اليسار الشيوعي (الجبهوي والمعارض في المعتقلات )، أي أنهم تمكن النظام الأسدي البعثي من صياغة الأفق الوطني والقومي للخطاب السياسي السوري بتنوع تياراته، متمثلا بالعداء للغرب بوصفه هو الاستعمار الأزلي الامبريالي، ولذلك فقد كانوا أقرب في (اسلاميتهم ) للنموذج الإيراني من النموذج التركي المحسوب على الحلف الأطلسي …..ولذا تمكنت الأسدية من حشر اليسار والإسلاميين وراء حزب الله وإيران ورفض تركيا (الأطلسية ) ، وهذا ما كلفني شخصيا خطفي من الشارع لاعتباري حزب الله مخلبا إيرانيا لتحقيق الطموح الاقليمي بالهيمنة الايرانية على لبنان وسوريا منذ حرب 2006 ، وأعلنت أن حزب الله لا علاقة له بالصراع الإسرائيلي إلا بما هو مسموح به ( إسرائيليا –أمريكيا ) وفق اللعبة والمعادلة الدولية التي تقودها في خاتمة اللعبة، لإطلاق يد حزب الله والتي هي يد إيران في حماية النظام الأسدي وقتل الشعب السوري…
كنت أشجع الصديقين ( البيانوني وسالم ) على حسم موقف الأخوان باتجاه تركيا (الليبرالية العلمانية الديموقراطية الاسلامية ) بما يتطابق مع مسار العالم والانسانية نحو التحرر والتقدم والسلام وبما يتطابق مع الجيرة الجغرافية والحضارية والتاريخية بين تركيا وحلب …..ومن ثم القطع مع النموذج الإيراني التوتاليتاري (الشعاري الشعبوي الذي عانت المنطقة العربية من نتائجه الكارثية ( القومية (الناصرية والبعثية ) والشيوعية (كجناح عميل للسلطة عبر الجبهة ، وجناح يدفع الضريبة في السجون لأنه أكثر شعبوية وضجيجا يساريا، لكنه يضع نفسه على يسار البعث شعاريا خلبيا معنقدا أن هذه الشعارية هي المدخل لانتزاع السلطة من البعث الذي أحسن استخدام هذه الشعارات ..

المفاجأة الأخيرة كانت بأحاديث الصديق الصادق ( زهير سالم ) حول خذلان ( أردوغان ) للشعب السوري بعدم تنفيذه لوعوده (وذلك بعدم السماح للنظام الأسدي بتكرار حماة ) ….
.
.وكأن (أردوغان ) وفق هذه القراءة، كان يكذب على الشعب السوري!!! مع أنه من أصدق رجالات السياسة شعبيا في العالم نحو قضيتنا السورية …..لكنا كنا نعتقد أن كل أطراف قوى الثورة الفعلية من جهة، والمعارضة الرسمية البروتوكلية الشكلية ، تدرك أن أردوغان كان صادقا في نواياه وتوجهاته ، لكنه محبط ومخذول من حلفائه الأطلسيين الذي لا يسرهم أي نجاح له على طريق الحداثة الاسلامية الديموقراطية العلمانية على طريقة حاثتهم الديموقراطية ،ولهذا لم يسمحوا له علنا بتنفيذ مشروعه الداعم للشعب السوري ….

كنا نريد من أخينا (زهير سالم ) أن يكون من أول من يدركون أن تركيا وتجربتها التنموية الاقتصادية والسياسية والحاثية هي التي تشكل تحديا للغرب في في منافسته على أرضه وبخيارات على طريق تقدمه السباق والمنافس، وليست إيران أو الطغمة الأسدية التي تريد أمريكا أن تكون إيران والنظام السدي هما نموذج للصراعات في الشرق الأوسط بين المذاهب الطائفية وليس بين الطغيان والحرية ، لتبقى داخل هذا النسق الطائفي المغلق وتختنق في سراديبه، لألف سنة قادمة دون حسم أمر (الخلافة بين علي ومعاوية ) ….ليجدوا الحل الوسطي بالوحش الهمجي البربري (بشار الجزار) وسلالته باسم الحروب الطائفية ….

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

إثبات نسب توأم الفنانة زينة (عز الدين وزين الدين) إلى أحمد عز الدين على عزت

izzina

نقل موقع بوابة الاهرام بأن محكمة استئناف الأسرة بالتجمع الخامس، ايدت قرار محكمة أول درجة بإثبات نسب توأم الفنانة زينة (عز الدين وزين الدين) إلى المدعى عليه، أحمد عز الدين على عزت، وعن عاصم قنديل محامي زينة قوله إن “أول إجراء سيتخذه عقب حكم محكمة استئناف الأسرة هو استخراج حكم المحكمة لإصدار شهادات ميلاد لأبناء أحمد عز وزينة رسميا”, وقد كتبت زينة عبر حسابها على “انستغرام”: “كله يقول مبروك الحمد لله الحمد لله الحمد لله الحمد لله كسبنا الحمد لله”, وعبر “تويتر”: “الحمد لله أحمدك وأشكرك يا رب الحمد لله كسبت القضية للمرة الثانية والأخيرة”.
نزكي لكم قراءة :  زينة تمسح الارض بالممثل أحمد عز قليل الأصل عديم الرجولة

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

فيديو قوات صقور الصحراء تحتفل بالسيطرة على سلمى

فيديو قوات صقور الصحراء تحتفل بالسيطرة على سلمى
Syrian troops celebrated the liberation of the town of Salma in the Latakia Province, Wednesday, after Government forces along with former anti-government detachments retook the town from the al-Qaida-linked al-Nusra Front militant group. The Syrian Arab Army launched an operation to locate and combat any remaining opposition fighters remaining in Salma after state forces had reportedly seized control of the strategically important city earlier in the week and are now consolidating their control.
falconsalma

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

بين إيران والسعودية صراع على العالم الإسلامي -1

nasrallakingsaudiنظرة تاريخية حول إيران والمملكة العربية السعودية
نعرض لكم اليوم وغدًا مقالاً للأب سمير خليل سمير نشرته وكالة آسيانيوز وقمنا بترجمته وقد أتى فيه بإنّ الصدام الناشىء بين المملكة العربية السعودية وإيران له دوافعه السياسية والاقتصادية: اختلاف في المواقف حول قضايا سوريا واليمن؛ التنافس على النفط؛ الصراع على السلطة في شبه الجزيرة العربية والخليج. إنما هذه المواجهة لها أيضًا جذورها الدينية وشكل الإسلام المتوقَّع أن يسيطر.

لقد مرّ الإسلام بأزمة منذ عقود وقد وصلت إلى ذروتها في القرنين الفائتين وظهرت هذه الأزمة بأشكال شتّى بحسب السياسات المطروحة. ومع ذلك، توجد نقطة واحدة يجب معالجتها بشكل طارىء ويكمن حلّها في العلاقة الوثيقة التي تربط السياسة بالدين.

في الواقع، إنّ هذه المشكلة طُرحت في الفترة التي امتدّت ما بين منتصف عام 1800 ومنتصف عام 1900: وكان يومئذٍ يوجد اتجاه ليبرالي سعى إلى إنشاء دول كانت محايدة دينيًا، إسلامية لأنّ غالبية السكان كانوا مسلمين؛ إنما حيث غير المسلمين يتمتّعون بالحقوق ذاتها، أكثر أو أقلّ. من هنا، نشأ حياد معيّن وعلمانية.

المال والشادور

في السنوات الخمسين الفائتة، كنا نشهد موجة معاكسة. فعلى سبيل المثال، في مصر، في المينيا عام 1973، طُلب فجأة من كل طالبات المدارس أن يرتدين الحجاب والشادور والقفازات. وأتى التفسير بأن دفعت المملكة العربية السعودية “راتبًا شهريًا” للعائلات التي وافقت على أن تضع نساؤهنّ الحجاب. وكان الراتب يشكّل تقريبًا ثلث معاش موظّف فقبل الناس بالمال.

أصبحت هذه العادة أمرًا طبيعيًا جدًا. اليوم، تُنتَقَد المرأة ويُنظَر إليها بشكل سيء إن لم ترتدي حجابًا حتى إنّ النساء المسيحيات يسرن وهنّ يرتدين الحجاب خوفًا من تعرّضهنّ للإهانة أو الإساءة. إنّ هذا التوجّه نحو الانغلاق أتى مباشرة من الأصوليين السنّة والوهابيين من المملكة العربية السعودية وقطر. يمكن أن تُفسَّر أيضًا من الناحية السوسيولوجية: إنّ لِمصر أكثر من مليون عامل في الخارج، في المملكة العربية السعودية الذين بعد سنوات قليلة حملوها إلى بلادهم وطبّقوها. والأمر ينطبق أيضًا على اللاجئين العائدين إلى بلدهم المنشأ. إنّ العبارة التي يمكن أن تسمعها هنا وفي كل مكان: “بارك الله بالمملكة العربية السعودية، اللعنة!” المملكة العربية السعودية كانت مصدرًا لتحقيق المكاسب الاقتصادية إنما أيضًا مصدرًا للأصولية والانغلاق.

تحدث هذه الأمور في إيطاليا، حيث أزواج الأصوليين يجبرون نساءهم على اتباع عادات المملكة العربية السعودية أو الأصوليين. يرون هذه العادات الثقافية كفئة دينية. لا بدّ من القول بأنّ دول الخليج الأخرى تملك وجهات نظر أكثر تسامحًا لدرجة أنهم يسمحون بتشييد الكنائس وحتى يقومون بتمويلها.

منذ أواخر السبعينيات، مع آية الله الخميني، نشرت إيران أصولية شيعية إنما اليوم الإيرانيون يبعدون أنفسهم عنها. منذ سنوات مضت، كنت في قُم وهي مدينة تقع في جنوب طهران، وهي بمثابة “الفاتيكان” للشيعة الإيرانيين نظرًا لتعدد المدارس اللاهوتية هناك. رأيت نسوة يرتدين الشادور محجبات باللون الأسود. إنما في شيراز مثلاً، كانت كل الفتيات يرتدين الحجاب الملوّن وينسدل شعرهنّ الأشقر منه، يسرن جنبًا إلى جنب مع حبيبهنّ. أخبرني آية الله من قم: عليك أن تفهم أنّ قم ليست إيران، إنما هي مدينة مقدّسة يُطلَب منا أن نحافظ فيها على مستوى معيّن من المعيشة.

***

نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

جيب بوش ارتد الى الديانة الكاثوليكية فكيف عكسها في سياسته؟

jebbushإيمانه كان نقطة مركزية أسس عليها حياته

هو جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا الذي يدخل الى الكنيسة كأي شخص عادي ويمسك بأيدي المؤمنين عند تلاوة الصلاة الربية ويركع بعد المناولة. عن الإيمان يقول جيب بوش وهو إبن جورج بوش الأب وشقيق جورج دبليو بوش أنه غيره ليصبح شخصاً أفضل. هذا الشخص الذي يحاول بإيمانه أن يغير الكثير من الأمور ويساعد الكثير من الناس تعرفوا اليه عن كثب في هذا المقال الذي ننشره وفق ما جاء عنه في موقع النيويورك تايمز.

قصته مع الكاثوليكية

بعد تحوله من الكنيسة الأسقفية الى الكنيسة الكاثوليكية أي الى ديانة زوجته وبعد ان خاض غمار حملة انتخابية غير ناجحة أصبح الإيمان نقطة مركزية يؤسس عليها حياته ونظرته إلى السياسة العامة. أظهر جيب بوش جانبه الإيماني في أعماله السياسية بخاصة عندما حاول أن يقنع مستشفى بإبقاء المريض متصلاً بالآلات لكي لا يفقد حياته الى جانب محاولته حماية جنين في رحم فتاة من ذوي الإعاقة الجسدية كانت قد تعرضت لاغتصاب الى جانب منع فتاة في الثالثة عشرة من العمر أن تجهض. أما الامر الوحيد الذي يختلف به عن الكاثوليكية فهو إقرار الإعدام وتنفيذه. من ناحية نظرته الى إيمانه يقول بوش أن الشخص كقائد شعبي عليه أن يدع إيمانه يقوده. بنظره لا يجب أن يضع الشخص إيمانه على حدة عندما يستلم زمام حكم ما كمن يقول لا أود أن أفرض إيماني عليكم فهذا ليس بفرض بل هذه هوية الشخص، وقد أنشأ جيب بوش أول سجن مؤسس على الإيمان في الولاية لتخفيف التصرفات الإجرامية. من المعروف عن جيب بوش أنه أحياناً يحمل المسبحة في جيبه ويقلب حياتها في أوقات الصعاب. هو عضو في فرسان كولومبوس ويعيد نشر أقوال البابا فرنسيس على تويتر.

بداية مسيرته الكاثوليكية

بدأ جيب بوش في مسيرته الكاثوليكية عند لقائه زوجته كولومبا غارنيكا غاللو التي كانت كاثوليكية ملتزمة وقد تزوجا وكانا في العشرين من عمرهما. لم يبد جيب في ذلك الوقت أي اهتمام في ممارسة الكاثوليكية ولكنه كان على وعي تام بأن زوجته بتنشئ أولاده على الديانة الكاثوليكية. كان جيب بوش يحضر الى الكنيسة مع زوجته حين لم يكن قد أصبح كاثوليكياً بعد وكان يمتنع عن المناولة ويكتفي بالركوع والصلاة. عام 1994 خاض معركة الانتخابات عن منصب حاكم وفشل وبعد خسارته أقر بأن زواجه يمر بأوقات عصيبة فبدأ حينها يحضر دروساً عن الكاثوليكية وقرر الارتداد اليها. قبل جيب في الكنيسة الكاثوليكية عشية عيد الفصح عام 1995 وقال أنه قرر أن يرتد بعد حملته الفاشلة لمنصب حاكم الولاية ويعزو ارتداده هذا الى زوجته الكاثوليكية التي كان يرافقها دوماً الى الكنيسة. عام 1998 خاض غمار السياسة من جديد وهذه المرة فاز ويقول المقربين منه أنه يمكن لأي شخص أن يلحظ مدى تأثير إيمانه على كل ما يقوم به. خلال القداديس التي كان يذهب اليها يقول البعض أنه غالباً ما كان يظل راكعاً طوال فترة القداس ويقول رؤساء الأساقفة أنهم في كل عام يحاولون إقناع جيب بوش بإيقاف الإعدام في فلوريدا إلا أنهم يفشلون وهو يسير بحسب إيمانه في أكثرية الأحيان إلا في هذا الأمر.

المصدر زينيت

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

حزب الله.. فيل فارس الجديد!

turkildekhilتركي الدخيل

لايزال حديث الأمير محمد بن سلمان في «الإيكومنيست» مثيرا للجدل وللتعليقات. قالها بوضوح: لا نريد الحرب، فالسعودية لا تتمنى فتح جبهات صراع.
كانت الرياض رائدة في عقد المصالحات، وقمم التسويات بين الجيران والأشقاء، ومبادراتها في هذا الصدد تفوق العدد.
لكنك لا تستطيع أن تصالح من يجنح للحرب، ولا أن تتوافق مع من يصر على الإفساد والتدخل، وهذا ديدن العداء الإيراني المستحكم والمتطور والمتواصل.
مع كل انتخابات رئاسية، نتمنى أن يصل رئيس إيراني يغلب الحوار على التآمر، والوضوح على الغموض، والسلام على لغات الميليشيا والحرب. لكن الواضح أن الاختلاف بين المتناوبين على سدة الرئاسة ليس إلا اختلافا في الدرجة وليس في المنهاج أو النوع.
ويبدو أن الغطرسة الفارسية، تعاني من شيزوفرينيا، تبني الإسلام بالشكل الخميني، وألم تطويع العرب المسلمين للامبراطورية الساسانية، منذ معركة القادسية التي وقعت في العام ١٥ هجري الموافق ٦٣٦ ميلادية.
كان الفرس اعتمدوا في القادسية على عنجهية قوة الفيلة، ويبدو أن الفارسيين الجدد، أو ملالي إيران، استبدلوا الفيلة بالميليشيات والأحزاب التي تدين بالولاء لطهران!
إيران لديها مشكلة في السلوك السياسي، في التعنت والفوقية والتدخل بشؤون الدول الأخرى، ولئن نجح تدخلها الأعمى في لبنان والعراق فإنها فشلت وبشكل ساحق في البحرين واليمن ولم تستطع فرض هيمنتها المطلقة في سوريا.
الكرة في ملعب إيران، فهي التي أحرقت المقرات الديبلوماسية، وتدخلت بشؤون دول الخليج، فإما أن تستبدل منطق الميليشيا والثورة بمنطق السياسة والديبلوماسية والأعراف الدولية، وإلا فإنهم سيواصلون إحراق سمعتهم الديبلوماسية، ولن يطفئ الاتفاق النووي هذه الحرائق!

*نقلاً عن “عكاظ” السعودية

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

ماذا لو بقي صدام في الحكم؟!

samilnisifسامي النصف

في لقاء تم مؤخرا بأحد الدواوين الكويتية الرئيسية ذكر ديبلوماسي خليجي عن خطأ دعم الكويت وبعض الدول الخليجية للجهد العسكري الدولي الذي أدى الى سقوط الطاغية صدام (ومثله لاحقا إسقاط القذافي)، وكانت وجهة نظرنا التي ذكرناها في اللقاء ان ذلك الدعم هو تاج نضعه على رؤوسنا، فانتقاد إسقاط الطغاة وتحرير شعوبهم من قمعهم لم نسمع بمثله عندما قامت القوى الدولية والمؤثرة بغزو ألمانيا وإسقاط هتلر أو غزو بنما وإسقاط الديكتاتور نورييغا.

***

لقد كان بقاء صدام على سدة الحكم او امتداده ممثلا بأحد أبنائه عدي او قصي الأسوأ منه كان سيعني قطعا استكمال أعماله الإجرامية بحق الشعب العراقي وبحق جيرانه، فقد يستخدم أسلحة كيماوية أو بيولوجية يمكن إعادة تصنيعها وإنتاجها بسهولة وسرعة لضرب الكويت، فقد كان لديه العلماء المختصون ويمكن بكل يسر الحصول على المواد الخام اللازمة، أو في المقابل القيام بمغامرة عسكرية أخرى ضد السعودية ومحاولة غزوها، فصدام لا يمكن التنبؤ قط بتحركاته المدمرة، ولا شك ان إسقاط صدام قد أسعد ما يقارب 85% من الشعب العراقي على الأقل، وأسعد جيرانه وأوقف حروبه ومهد للديموقراطية والحرية وبدء عمليات التنمية بالعراق، وما انتشار الطائفية والاغتيالات والتفجيرات اللاحقة لعام 2003 إلا نتاج طبيعي لأعمال قوى ومخابرات صدام التي لم تتوقف قط منذ وصولها للحكم عام 1968م حتى السقوط عام 2003 عن الإضرار بمصالح الشعب العراقي المظلوم وتدمير بلده، والمرجو التوقف عن اعتبار فترة حكم صدام وكأنها الجنة الموعودة لشعب العراق وجيران العراق.

***

وقد وصلت الأنظمة الانقلابية العربية للحكم في العراق وسورية واليمن وليبيا وبدأت منذ يومها الأول بتوريط بلدانها في الحروب الداخلية والخارجية وإدخال شعوبها السجون والمعتقلات ودفنها في المقابر الجماعية، وصاحب الوصول قتل لكل الأفكار الجميلة مثل حب الأوطان والتضحية وحتمية الوحدة العربية والنهضة العلمية والاقتصادية وتم استبدالها بإفشاء الأفكار الظلامية والمفرقة وتفعيل عمليات القتل والظلم وإخراج أخس ما في النفس البشرية من شرور كالغدر والتجسس وإنكار الجميل والإبلاغ عن الأهل والأقارب، وهو ما كان يفخر به صدام، وما كان لتلك الأنظمة الثورية ومن زرعها الا ان يتأكد من ان دمار خروجها لن يقل عن دمار وصولها.

***

فجميع الروايات تظهر بما لا يقبل الشك ان أنظمة صدام والأسد وصالح والقذافي قد تعمدت قبل سقوطها او الثورة عليها تخزين كميات هائلة من الأسلحة والذخائر في مناطق بلدانها المختلفة بعد ان بثوا روح الشقاق والكراهية والفرقة بين مكونات وألوان طيف شعوبها بقصد إشعال فتيل الحروب الأهلية المدمرة لوحدة الدولة، ولا يخفى دور قوات ومخابرات صدام والأسد والقذافي وصالح فيما يجري حاليا من دمار شامل على الساحة العربية، فلا يترحمن أحد على الطغاة والمجرمين والقادة المشبوهين فهم الدمار قبل سقوطهم وهم الدمار بعد ذلك السقوط ولا يستحق الترحم إلا الشعوب التي ابتليت بهم وبظلمهم.

***

آخر محطة: اتفق نائبا الرئيس السوري عبدالحليم خدام وفاروق الشرع في كتابي مذكراتهما وذكرياتهما رغم الخلاف الشديد بينهما على أن صدام بدأ العمل على غزو الكويت بعد أشهر قليلة من انتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية، مستشهدين بالرسائل والوثائق واللقاءات التي تظهر محاولاته المتكررة تأمين جبهته مع إيران قبل الشروع في غزو الكويت، وبذا فإن اتهامات صدام الكاذبة ضد الكويت ومطالباته المالية ولقاءه مع السفيرة الاميركية غلاسبي لم تكن لتغير شيئا من مسار الأحداث، فقد كان قرار الغزو الكامل متخذا منذ وقت مبكر، وهو أمر أكدته كذلك كتب مذكرات القيادات العسكرية العراقية التي شاركت في الغزو عام 1990 والتي صدرت بعد عام 2003.

نقلاً عن “الأنباء”

نزكي لكم قراءة مقال:  ضحايا صدام حسين 8

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أسرار تاريخية فضحها السماد بإمكان الفلاحين أيضًا أن يكتبوا التاريخ؟

messagesTelmaarnahوثمة حكايتان بدأت كلتاهما بفلاح يبحث عن سمادٍ لأرضه، وانتهت باكتشاف عظيم جعل الكثير من الفرضيات التي حاول المؤرخون أن يملئوا بها فراغات حقبة كاملة بلا قيمة!

بدأت الحكاية الأولي في أحد صباحات العام 1887 بامرأة مجهولة الإسم من قرية الحاج قنديل القريبة من مدينة تل العمارنة بمحافظة المنيا تبحث عن سماد لأرضها بين أطلال مدينة أخيتاتون، عاصمة إخناتون، كعادة أهل القرية جميعًا، وهي تملأ وعاءها بالسماد، عندما ارتطمت أصابعها بجسم صلب شهقت من الدهشة، واستحوذ علي حواسها شعور بالإثارة، لقد أدركت أنها وجدت كنزاً عليها أن تفتش فورًا عن تاجر يشتريه، كانت قد عثرت علي قوالب من الطوب المحروق عليها نقوش فرعونية، ويبقي أطرف ما في هذه القصة المثيرة هو نهايتها البائسة، ذلك أن تاجرًا مدلسًا اشتري من المسكينة كنزها بعشرين قرشًا فقط!

عندما انتشر الخبر في القرية أصيب أهلها بما يشبه الجنون، وشاعت بينهم حمي البحث عن قوالب الطوب، ووجدوا الكثير منها، بل وجدوا جدارًا من طوب أصفر وأحمر وأسود مرصوصة فى صفوف بطريقة منظمة، فحملوها كلها على حميرهم وعادوا، ولم تمض أيام حتي كانت هذه القوالب في حيازة تجار الآثار فى مدينة أخميم ومدينة ألاقصر و مدينة القاهرة، ليتضح بعد ذلك أن المرأة وأهل قريتها قد اكتشفوا بالصدفة ما يعرف الآن في أدبيات العالم بـ “رسائل تل العمارنة”، وكما ولدت في تل العمارنة أول دعوة للتوحيد في التاريخ المدون، فإن هذه الرسائل تمثل أول شكل للعلاقات الدبلوماسية في العالم، ذلك أنها مراسلات دبلوماسية مكتوبة بالخط المسماري من حكام كثيرين إلي الملك إخناتون!

والحكاية الثانية بدأت في أحد صباحات العام 1945 بالفلاح “محمد السمان” يبحث أيضًا عن السماد بالقرب من مدينة نجع حمادي في جنوب مصر، عندما وجد أثناء الحفر علي بعد عدة أمتار من دير “القديس باخوم” جرة خزفية خابت ظنونه وضاعت بهجته بمجرد أن كسرها، لم يجد ذهبًا كما كان يتوقع، إنما 13 مجموعة من لفافات البردي، لم يكن يدور بباله وقتها أنه أضاء دون أن يدري ظلام حقبة منسية كانت تربك منطقية الكثير من الأحداث وخلفيات الكثيرين من الأشخاص الذين لم يكن المؤرخون يعرفون شيئاً دقيقاً عن البيئة التي نمت جذور أفكارهم من خلالها، “أريوس المصري” علي سبيل المثال، أشهر الآباء الأوائل المنشقين عن الكنيسة، وبالتالي، جعل العم “محمد السمان” العالم علي علم تام بتفاصيل المعركة السرية التي اندلعت بين المسيحية القويمة وبين الحركة الغنوصية، أول وأهم حركة انشقاقية في تاريخ الكنيسة الشرقية، مسيحيون أيضًا لكنهم يفضلون النظر إلي تعاليم المسيحية في ضوء مغاير للضوء الذي تسمح به الكنيسة!

ومما لا شك فيه أن الكنيسة كانت تظن ألا أحدًا في المستقبل سيمكنه أن يطلع علي جريمتها بعد أن قامت بكل ما أمكنها القيام به لمحاصرة أخبار تلك المعركة وتعتيمها، ولحسن الحظ، لم يتوقع من أعطي أوامره بقتل الغنوصيين بلا رحمة أن راهبًا غنوصيًا كان علي الأرجح يقيم في الدير القريب قبل أن يلقي حتفه، ربما بساعات، شعر باقتراب الخطر منه ومن المنتمين إلي الغنوصية فأخفي بعض الوثائق في جرة ودفنها خلف الدير، رسالة أمينة من الماضي البعيد إلي العم “محمد السمان” حين تسلمها أعاد كتابة تاريخ واحدة من أبشع المعارك الدينية وأقلها تكافئاً، وجعل الأناجيل التي تصنفها الكنيسة علي أنها أناجيل مزيفة تباع علي الأرصفة، كان قد اكتشف ما يُعرف الآن بـ “وثائق نجع حمادي” أو “مكتبة نجع حمادي” أو “مخطوطات نجع حمادي”..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

لانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (80) حواجز القتل وبوابات الموت

mostafalidawiيكرهها الفلسطينيون من قديمٍ جداً ولا يحبونها، ويتشائمون منها وينزعجون من وجودها، ولا يحبون المرور أو الاقتراب منها، ويصفونها بأنها حواجز القتل وبوابات الموت، فهي تذكرهم بالقتل، وتجلب لهم الموت، فعلى بواباتها قتل الكثير من الفلسطينيين، وأمامها توفي مرضى وهم في سيارات الإسعاف ينتظرون، وتوفيت نساءٌ حوامل منعن من العبور للولادة، وأجبرن على الوضع في الأماكن العامة أمام الحواجز التي تنتصب أمامهم كالسدود، وترتفع كالجبال، فلا يقوى أحدٌ على تجاوزها أو عبورها إلا بقرارٍ أو دون ذلك القتل برصاص جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز.

يكره الفلسطينيون هذه الحواجز التي كانت قبل اندلاع الانتفاضة بالمئات، وبعدها زادت مئاتها مئاتٌ أخرى، وانتشرت حتى عمت كل أرجاء الضفة الغربية، فلم تعد بلدةٌ لا ينتصب على مدخلها حاجزٌ عسكري، ولا شارعٌ إلا ويتوسطه حاجزٌ أمني، ولم يعد الدخول إلى المدن سهلاً، إذ زرع الاحتلال على مداخلها بواباتٌ أمنية ثابتة، استقر فيها جنوده، وبنوا لهم فيها غرفاً للمبيت، وصالاتٍ للراحة والتسلية، وحماماتٍ ودورات مياه، وفيها مطابخ أو يصلها الطعام جاهزاً في أوقاته، وشيدت بالقرب منها أبراج المراقبة، وزودت بكاميراتٍ وكشافاتٍ قوية، يسلطها جنود الاحتلال على كل زاوية وركن، لمراقبة المواطنين ومتابعة حركتهم، وفيها زنازين قذرة وعرف حجزٍ ضيقة.

الحواجز إما أنها ثابتة ومستقرة وهي بالمئات، وقد باتت مزودة بكل ما يلزم الاحتلال، وما يشير إلى استقرارهم ودوامهم فيها، وتكون في الغالب مشيدة بالإسمنت ومنسقة ومنظمة، أو تكون مباني جاهزة “مسبقة الصنع”، يسهل فكها وتركيبها ونقلها وتغيير مكانها، وأخرى مؤقتة تنصب حسب الحاجة، وتفكك بعد الانتهاء منها، لكنها قد تستمر لأيامٍ أو لأشهر قبل تفكيكها، وأخرى تسمى بالحواجز الطيارة، التي يقيمها العدو فجأةً ولساعاتٍ محدودةٍ ثم يغادرها إلى مراكزه بعد انتهاء المهمة التي من أجلها نصب حواجزه، وهي غالباً ما تكون قبل وأثناء مداهمة القرى والبلدات، أو بعد العمليات الأمنية التي يقوم بها المقاومون الفلسطينيون.

يصف الفلسطينيون هذه الحواجز بأنها حواجز الموت وبوابات القتل، إذ أمامها استشهد أغلب منفذي عمليات الطعن والدهس، وفيها قتل الكثير غيرهم ممن اشتبه بهم جنود العدو، وظنوا أنهم ينوون طعنهم أو يخططون لدهسهم، فبادروهم إلى إطلاق النار عليهم، وهم أعدادٌ كبيرةٌ، وكثيرٌ منهم برئٌ من الاتهامات الإسرائيلية، ولكن العدو يريد أن يبرئ نفسه ويبرر قتل جنوده للمواطنين الفلسطينيين، فيذكر في تقاريره أن جنوده أطلقوا النار على الشبان الفلسطينيين دفاعاً عن أنفسهم، ولمنعهم من طعن جنودٍ أو مستوطنين إسرائيليين، وحتى يؤكدوا دعواهم فإنهم يضعون سكيناً بالقرب من الشهداء الذين قتلوهم.

يشكو الفلسطينيون من الحواجز العسكرية الفلسطينية الكثيرة، ويعتقدون أنها تقسم أرضهم، وتجزئ مدنهم، وتعيق الحياة في بلداتهم، فهي تقطع أوصال الوطن كله، وتجعل تواصل المواطنين فيه أمراً مستحيلاً أو غاية في الصعوبة، كما أنها تعيق عملهم وتعطل أشغالهم، فلا يستطيع العامل أن يذهب إلى عمله، ولا الموظف إلى وظيفته، ولا الطالب إلى جامعته، ولا الطبيب إلى مركز عمله، ولا المريض إلى المستشفى، الأمر الذي يجعل حياة المواطنين فيها صعبةً جداً، هذا فضلاً عن أعمال القتل والاعتقال اليومية التي تتم على كل الحواجز، إذ لا يأمن مواطنٌ على حياته أو حريته إذ قرر المرور على حاجزٍ إلا إذا اجتازه وعبره بأمانٍ وابتعد عنه.

أما إذا ترجل المواطنون أمام الحاجز من سياراتهم بقصد المشي لكسب الوقت أفضل من الانتظار لساعاتٍ في السيارات التي لا تمشي، فإن الجنود يستنفرون ويرفعون بنادقهم ويهددون بإطلاق النار إن لم يتراجع المواطنون، في الوقت الذي يتأهب الحراس في أبراجهم لإطلاق النار على كل من يحاول الاقتراب من زملائهم، علماً أنهم يرون أن أغلب المشاة هم من الأطفال والنساء والشيوخ المسنين، الذين لا يستطيعون الانتظار طويلاً.

لا يكترث الإسرائيليون ببكاء الأطفال، ولا شكوى المرضى، ولا ضعف المسنين والعجزة، ولا حالة النساء البئيسة، ولا حالات الطوارئ الملحة، ولا يجيزون سيارات الإسعاف ولا طواقم الدفاع المدني، ويصرون على إتمام إجراءات التفتيش والتدقيق والإهانة والإذلال والإساءة، في كل الظروف والأجواء، فلا يمنعهم مطرٌ منهمرٌ، ولا صقيعٌ باردٌ، ولا شمسٌ قائضة، أو حرٌ لاهبٌ، أما إذا وقع حادثٌ أمني على الحاجز، فإن المئات من المواطنين وأحياناً آلاف منهم، يتفرقون في جزعٍ وخوفٍ، نتيجة إطلاق النار العشوائي والكثيف.

تستغل سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحواجز الأمنية، وتستفيد منها إلى أبعد مدى، غير القتل والاعتقال والتضييق على المواطنين وتعقيد حياتهم، فإنها تقوم في حواجزها بحجز بعض المواطنين وتوقيفهم لساعاتٍ، وخلالها تقوم بتعذيبهم وضربهم، وتقييدهم وشبحهم، وقد تحقق معهم وتستجوبهم، كما أنها تبتزهم وتضغط عليهم، وتستغل حاجتهم الماسة والملحة لمحاولة ربطهم والتأثير عليهم ليتعاملوا معهم، ويصبحوا مخبرين لهم، علماً أنه يكون على الحاجز غير الجنود النظاميين، عناصرٌ من المخابرات، وبعض المستعربين الإسرائيليين، الذين يحاولون الاستفادة من “منافع” الحواجز إلى أبعد مدى ممكن.

لا تلتزم سلطات الاحتلال بفتح الحواجز والبوابات الأمنية بانتظام، بل تتعمد أن يكون نظامها مربك، ومواعيدها غير منتظمة، وكلها تخضع لمزاجية الجنود وقرارهم، فهم قد يغلقون بعضها لساعاتٍ أو لأيامٍ ثم يفتحونها فجأة، ولكنهم يتعمدون البطئ في التفتيش، والتدقيق في تمرير المواطنين وتسيير السيارات، حتى إذا احتشد المواطنون وأصبحوا بالمئات، وطالت طوابير السيارات حتى أصبح لا يرى آخرها، فإنهم يقومون بإغلاق الحاجز، ويمنعون الجميع من المرور، ولا يقوى أحدٌ على سؤالهم أو الاستفسار منهم، لمعرفة أسباب الإغلاق ومدته، ويهددون من يحاول الاقتراب من الحاجز بإطلاق النار عليه.

لا تحترم سلطات الاحتلال الإسرائيلي أحداً من الفلسطينيين على الحواجز والبوابات، ولا تعير اهتماماً ولا تقديراً لحملة بطاقات الشخصيات الهامة، أو الذين يحملون بطاقات تسهيل مهمة، بل يقوم الجنود على الحواجز أحياناً بالتضييق عليهم متعمداً، والإساءة إليهم بقصدٍ، ويحرصون على أن يرى المواطنون إهانتهم، ويلحظوا طريقة التعامل معهم، ولا تتردد في إطلاق النار على العناصر الأمنية الفلسطينية إذا اشتبهت بهم، في الوقت الذي لا تسمح لأيٍ منهم بالاقتراب من الحواجز وهو يحمل سلاحه، ولو كان منتسباً إلى الأجهزة الأمنية، وهي التي قتلت ملازماً في الاستخبارات العسكرية على أحد حواجز مدينة القدس.

أكثر من ستمائة حاجزٍ في القدس والضفة الغربية، تمزق أوصال الوطن، وتخترق أحشاءه، تعذب المواطنين وتذلهم، وتقسو عليهم وتعذبهم، وتتعمد إهانتهم والتضييق عليهم، وعليها يقتلون ومن أمامها يعتقلون، ورغم ذلك فإن الفلسطينيين يقتحمونها ويهاجمونها، ولا يترددون في قنص جنودها أو طعنهم، ولو كان الثمن حياتهم، والنتيجة شهادةٌ أو اعتقال.

بيروت في 14/1/2016

Posted in فكر حر | Leave a comment