الخلاف الأخواني الحلبي حول تجربة الاسلام العلماني الديموقراطي التركي

Abdulrazakeidالخلاف الأخواني الحلبي حول تجربة الاسلام (العلماني) الديموقراطي التركي…..!! مفارقة حماس الغرب (الأوربي والأمريكي) للتجربة الإيرانية الرافضة شعاريا للغرب الشيطاني، ورفض الغرب للتجربة التركية التي تبدو هي أقرب لنموذجه الليبرالي الديموقراطي !!!

شهذا الموضوع كان دائما يشغل حواراتي مع الصديقين الأخوانيين الحلبيين ( الأستاذ صدر الدين البيانوني والأستاذ زهير سالم ) منذ استقبالهم لي في لندن عندما خرجت من سوريا لمناظرتي التلفزيزنية معهما قبل أكثر من عشر سنوات …وصولا للقاءاتي المتكررة معهما فيما بعد بزيارتهما المتكررة لباريس التي أقيم فيها بعد حل مشكلاتهم القانونية في التنقل بين باريس ولندن .
.
لا حظت منذ البداية أن الأخوان مثلهم مثل اليسار الشيوعي (الجبهوي والمعارض في المعتقلات )، أي أنهم تمكن النظام الأسدي البعثي من صياغة الأفق الوطني والقومي للخطاب السياسي السوري بتنوع تياراته، متمثلا بالعداء للغرب بوصفه هو الاستعمار الأزلي الامبريالي، ولذلك فقد كانوا أقرب في (اسلاميتهم ) للنموذج الإيراني من النموذج التركي المحسوب على الحلف الأطلسي …..ولذا تمكنت الأسدية من حشر اليسار والإسلاميين وراء حزب الله وإيران ورفض تركيا (الأطلسية ) ، وهذا ما كلفني شخصيا خطفي من الشارع لاعتباري حزب الله مخلبا إيرانيا لتحقيق الطموح الاقليمي بالهيمنة الايرانية على لبنان وسوريا منذ حرب 2006 ، وأعلنت أن حزب الله لا علاقة له بالصراع الإسرائيلي إلا بما هو مسموح به ( إسرائيليا –أمريكيا ) وفق اللعبة والمعادلة الدولية التي تقودها في خاتمة اللعبة، لإطلاق يد حزب الله والتي هي يد إيران في حماية النظام الأسدي وقتل الشعب السوري…
كنت أشجع الصديقين ( البيانوني وسالم ) على حسم موقف الأخوان باتجاه تركيا (الليبرالية العلمانية الديموقراطية الاسلامية ) بما يتطابق مع مسار العالم والانسانية نحو التحرر والتقدم والسلام وبما يتطابق مع الجيرة الجغرافية والحضارية والتاريخية بين تركيا وحلب …..ومن ثم القطع مع النموذج الإيراني التوتاليتاري (الشعاري الشعبوي الذي عانت المنطقة العربية من نتائجه الكارثية ( القومية (الناصرية والبعثية ) والشيوعية (كجناح عميل للسلطة عبر الجبهة ، وجناح يدفع الضريبة في السجون لأنه أكثر شعبوية وضجيجا يساريا، لكنه يضع نفسه على يسار البعث شعاريا خلبيا معنقدا أن هذه الشعارية هي المدخل لانتزاع السلطة من البعث الذي أحسن استخدام هذه الشعارات ..

المفاجأة الأخيرة كانت بأحاديث الصديق الصادق ( زهير سالم ) حول خذلان ( أردوغان ) للشعب السوري بعدم تنفيذه لوعوده (وذلك بعدم السماح للنظام الأسدي بتكرار حماة ) ….
.
.وكأن (أردوغان ) وفق هذه القراءة، كان يكذب على الشعب السوري!!! مع أنه من أصدق رجالات السياسة شعبيا في العالم نحو قضيتنا السورية …..لكنا كنا نعتقد أن كل أطراف قوى الثورة الفعلية من جهة، والمعارضة الرسمية البروتوكلية الشكلية ، تدرك أن أردوغان كان صادقا في نواياه وتوجهاته ، لكنه محبط ومخذول من حلفائه الأطلسيين الذي لا يسرهم أي نجاح له على طريق الحداثة الاسلامية الديموقراطية العلمانية على طريقة حاثتهم الديموقراطية ،ولهذا لم يسمحوا له علنا بتنفيذ مشروعه الداعم للشعب السوري ….

كنا نريد من أخينا (زهير سالم ) أن يكون من أول من يدركون أن تركيا وتجربتها التنموية الاقتصادية والسياسية والحاثية هي التي تشكل تحديا للغرب في في منافسته على أرضه وبخيارات على طريق تقدمه السباق والمنافس، وليست إيران أو الطغمة الأسدية التي تريد أمريكا أن تكون إيران والنظام السدي هما نموذج للصراعات في الشرق الأوسط بين المذاهب الطائفية وليس بين الطغيان والحرية ، لتبقى داخل هذا النسق الطائفي المغلق وتختنق في سراديبه، لألف سنة قادمة دون حسم أمر (الخلافة بين علي ومعاوية ) ….ليجدوا الحل الوسطي بالوحش الهمجي البربري (بشار الجزار) وسلالته باسم الحروب الطائفية ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.