استراوس ستيفنسون على المجتمع الدولي وضع الميليشيات الايرانية في العراق على قوائم الارهاب

safielyaseriدعا إسترون إستيفنسون عضو البرلمان الاوربي من 1999 حتى 2014. ورئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي من عام 2009 حتى عام 2014
وهو حاليا رئيس الجمعية الأوربية لحرية العراق الى حصر السلاح بيد الدولة العراقيه بعد ان ادانت منظمات حقوق الانسان وهيومن رايتس ووج والعفو الدولية هذه المنظمات بارتكاب فضائع وانتهاكات بشعة بحق العراقيين،وتاتي هذه الدعوة متوافقة مع تصريحات رئيس مجلس النواب بهذا الشان وكذلك المرجعية النجفية ،والهدف من هذه الدعوة هو كف يد الميليشيات لايرانية التي تحولت الى اخطبوط ارهابي مروع يستهدف العراقيين شيعة وسنة وكل من يرفض الخنوع للنفوذ الايراني وقال ستيفنسون في بيان صحفي اصدره بتاريخ 27 الجاري ان الفظائع المروعة التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية التابعة للنظام الإيراني في مناطق مختلفة من العراق، بما في ذلك المقدادية، وعمليات الخطف ، بما في ذلك ثلاثة امريكيين في بغداد وسابقا مجموعة من المواطنين القطريين في الجنوب، أدخلت العراق في مزيد من الأزمات.
ان المنظمات الميليشياوية الأكثر فتكا وتابعة لإيران هي فيلق بدر، عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي. هذه الميليشيات تستخدم موارد الدولة لقمع وذبح أهل السنة والشيعة الذين يعارضون تدخل النظام الايراني في العراق. خلال 8 سنوات من ولاية نوري المالكي ،كانت هذه الميليشيات تتمتع بدعم كامل من الحكومة. ووفقا للتقارير التي وثقتها منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قامت هذه الميليشيات بارتكاب جرائمها باستخدام الامكانيات الحكومية. و كانت لديها فرق اغتيالات قتلت شخصيات سياسية عراقية، وضباطا سابقين وأطباء وخبراء عراقيين.
بعد تنحية المالكي من السلطة وإنشاء هيئة الحشد الشعبي التي تمولها الحكومة ورسميا تحت سيطرة رئيس الوزراء لمحاربة داعش، اغتنمت هذه الميليشيات الفرصة وأخذت عمليا زمام السيطرة على الحشد الشعبي لتحقيق أهداف النظام الإيراني.
حاليا، قائد ميليشيات بدر هو هادي العامري و قائد كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس، وقائد عصائب أهل الحق هو قيس الخزعلي. وتعمل جميع الميليشيات الثلاث تحت قيادة فيلق القدس الإيراني الإرهابي.
وبالنظر إلى حقيقة أن كبار الزعماء الدينيين البارزين والشخصيات السياسية الشيعية والسنية دعوا في الأيام الأخيرة لنزع سلاح الميليشيات التابعة للنظام الإيراني، وزحصر السلاح بيد الدوله، لذلك من الضروري إبداء الحزم تجاه هؤلاء الإرهابيين و إنقاذ العراق من الانزلاق الى الهاوية.
ان الجمعية الأوروبية لحرية العراق
(EIFA)
تدعو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول المنطقة، لوضع الميليشيات التابعة لإيران، وخصوصا بدر، واعصائب وكتائب حزب الله مع قادتهم ، على قوائمهم الإرهابية وتحث الحكومة العراقية على نزع سلاحهم وتقديم قادتهم الى العدالة.

Posted in فكر حر | Leave a comment

شاهد كيف يتم معالجة ألم الظهر بأحدث التقنيات

شاهد كيف يتم معالجة ألم الظهر بأحدث التقنيات
headtrans

Posted in اعتني بصحتك, تكنولوجيا | Leave a comment

أكاذيبٌ تكشِفُها حقائقٌ

jwishladiesعبدالله الهدلق

{ دراسة تحليلية لكتاب الوجه الآخر العلاقات السرية بين النازية والصهيونية الذي كتبه محمود عباس رئيس ما تُسَمَّى(السلطةالفلسطينية! ) }

(بقلم د. إيدي كوهين الباحث الاسرائيلي ورئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بارايلان الإسرائيلية)

هذه دراسة تحليلية لرسالة الدكتوراه!! التي كتبها محمود عباس عام 1982 وناقشها في معهد موسكو والتي صدرت ككتاب عام 1984 في عمان كطبعة أولى والطبعة الثانية صدرت عام 1997 في القاهرة والطبعة الثالثة عام 2011 في رام الله ويقول عباس في مقدمة كتابه إنَّ الدول الغربية بعدما انتصرت في الحرب العالمية الثانية خَلُصَت إلى اتهام قادة النازيين بكل الجرائم التي وقعت في تلك الحرب بما فيها الكارثة اليهودية، ولاحقت من بقي منهم على قيد الحياة، ولكنها أي هذه الدول نصبت نفسها حكما عدلا، حيث حاكمت النازيين في محكمة نورنبرغ ولكنها تعاملت مع نصف الحقيقة بعد أن أهملت عن قصد النصف الآخر.
ويقصد عباس أن هذا النصف الآخر هو الشريك الآخر للنازيين أي حسب قول عباس إنهم قادة الحركة الصهيونية!! مثل دافيد بن غوريون وآخرون حيث يتهمهم عباس في كتابه الآنف الذكر بأنهم المجرمون الذين تعاونوا مع النازيين وهم مسؤولون عن إبادة ثلث الشعب اليهودي إبان المحرقة اليهودية!! ويذهب عباس أبعد من ذلك ويقول بإن القادة الصهاينة آثاروا عن قصد سخط وحقد الحكومات الأوروبية على اليهود بتنسيق مع ادولف هتلر بهدف تسريع هجرتهم الى ( فلسطين!!. ) ولكن عباس لم يقدم اي دليل على مزاعمه أو إثباتات علمية لادعاءاته.

اتهام اليهود بالتعاون مع النازيين نظرة سخيفة وساذجه تفتقر للمعايير الأكاديمية حيث لم يقدم عباس وثائق تدعم مزاعمه فهو يقول في كتابه إن وثائق الرايخ الثالث وصلت إلى أيدي الكثيرين وكشفت عن العلاقة بين النازيين والحركة الصهيونية لكنه للأسف لم ينشر اي وثيقة ولم يعط اي اقتباس لوثيقة كهذه.
إن الوثائق التي تربط اليهود مع النازيين متعلقة فقط باتفاق (هامعبرا) أي اتفاق نقل الممتلكات الذي وقعته الحركة الصهيونية مع النازيين لنقل عشرات آلاف اليهود من ألمانيا لفلسطين عام 1933 وقد ألغى النازيون هذا الاتفاق مع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939.

إن التاريخ تصنعه الوثائق والشهود ولا بديل عنهما، وحيث لا وثائق ولا شهود فليس هناك تاريخ وهذه بديهية في كتابة التاريخ عامة لا جدال فيها، وذلك أن التاريخ لا يقوم إلا على الآثار التي خلفها السابقون للاحقين .
عباس لم يقتصر على إلقاء التهم على الأحياء فالأموات اليهود لم ينجوا هم ايضا من حملة التشهير التي شنها في ما يسمى رسالة الدكتوراه، حيث يواصل إهانة الشعب اليهودي ويشكك بأن ستة ملايين يهودي كانوا ضمن الضحايا ويقول إن مصلحة الصهاينة هي تضخيم العدد ليكون مردوده ذو مكسب مادي كبير الأمر الذي دعا الصهاينة إلى توكيد هذا الرقم وتثبيته في ذهن الرأي العام ليشعر بمزيد من تأنيب الضمير ومزيد من العطف على الصهيونية!! ثم أشار إلى العالم ( راول هلبرغ ) الذي كتب في الصفحة (670) من كتابه ( دمار يهود اوروبا ) ان رقم الضحايا اليهود هو890 الف يهودي. لكن من مراجعة بسيطة قمت بها مؤخرا لهذا الكتاب اظهرت بشكل قاطع بان محمود عباس حرف الرقم عن قصد لان الرقم الحقيقي الذي كتبه ( هلبرغ ) في كتابه اعلاه وفي الصفحة ذاتهاهو( 5.1 ) أي خمسة ملايين ومائة ألف يهودي وليس كما يزعم عباس كذباً في كتابه.

ويتحدى عباس جميع الوثائق والصور والأبحاث العلمية التي بدأت بعد الحرب العالمية والتي لم تنته حتى يومنا هذا حيث يزعم في كتابه انه لم يكن هناك غرف غاز في معسكرات الاعتقال النازية ويشير عباس في كتابه إلى البروفيسور الفرنسي ( روبير فوريسون ) – وهو من أشد مُنكري المحرقة اليهودية الموثقة دولياً (الهولوكوست ) ولكن التاريخ يؤكِّد أنَّ ملايين من اليهود قتلوا في هذه الغرف التي لا يزال قسم منها موجوداً في بولندا حيث تم مؤخرا إكشاف عددٍ منها تحت الارض في نفس المكان الذي كانت توجد فيه آنذاك معسكرات الموت.

وبعد أن شوَّه عباس الحقائق التاريخية واتهم ( اليهود بقتل اليهود ) يقوم عباس بمقارنة غريبة وموازنة ساذجة بين النازية والصهيونية ويقول إن هتلر كان عنصري ودعى إلى تفوق الجنس الآري على غيره من الشعوب مثل الحركة الصهيونية التي تدعو الى حل جذري عن طريق الهجرة الى فلسطين، وقام عباس بوضع غلاف بمقدمة كتابه وفيه خوذتين رسم على احداهما نجمة داود وعلى الثانية الصليب المعقوف النازي وبذلك الرسم يحاول عباس التوحيد بين النهجين.

ولم ينجُ اليهود في الدول العربية أيضا من عباس حيث يتناول في الفقرة الأخيرة من كتابه موضوع اللا سامية في الدول العربية ويجزم قاطعا بأنه لم تكن هناك لا سامية ضد اليهود في الدول العربية متجاهلا الملاحقات والتطهير العرقي الذي عاناه اليهود في الدول العربية في الجزائر وفي اليمن وفي مصر والعراق حيث تمت مصادرة ممتلكاتهم وتم طردهم ناهيك عن المذابح التي تعرض لها اليهود في لبنان وسوريا والمغرب وليبيا، فهذا التطهير العرقي معروف للقاصي والداني لكن عباس اختار تجاهل هذه المعاناة الإنسانية.

وكان على عباس أن يذكرفي كتابه شخصية عربية إسلامية مهمة تعاونت مع النازيين ولعبت دورا في إبادة عشرات آلآلاف من اليهود في اوروبا هو حليف ادولف هتلر ( امين الحسينيي ) الذي أساء للقضية(الفلسطينية ! ) والمضحك بأن عباس لم يتطرق إلى موضوع هذا التعاون الشيطاني والذي استمر 12 عاما. ان امين الحسيني كان ضيف هتلر وأقام في المانيا من سنة 1941 حتى 1945. وعمل الحسيني على تحسين صورة الألمان عند العرب مستغلا نفوذه الديني وشعبيته، لكن الحسيني أصبح الآن في مزبلة التاريخ و حتى الفلسطينيون يعلمون جيدا بأنه كان يعمل لحساباته الشخصية وكل ما كان يريده هو السلطة والمال.

ويعد كتاب الوجه الاخر العلاقات السرية بين النازية والصهيونية كتاب دعاية عنصري مليء باللا سامية وبإنكار المحرقة ويعكس الكتاب الوجه الحقيقي البشع والقبيح لمحمود ، والأمر الذي يثير الدهشة والاستغراب ان عباس طوال هذه السنوات صرح للإعلام الإسرائيلي بأنه لا ينكر المحرقة ويعتبرها كارثة إنسانية ولكنه ينكرها الآن في كتابه، وأهمل عباس الحقائق وشوه وحرف الوقائع التاريخية وبناءً على ذلك لا بُدَّ من طرح عدد من التساؤلات حول الكاتب نفسه، مصداقيته العلمية والأكاديمية فضلا عن نوع وحقيقة المصادر التي استند إليها في كتابته والسبب الحقيقي وراء تأليفه للكتاب والروايات والوقائع والأحوال التي يريد نقلها وهل تتفق هذه الروايات مع الحقائق التاريخية والعلمية والأكاديمية وهل لقى كتابه دعماً وتأييداًعلمياً من مؤرخين وأكاديميين؟.

نقلا عن صحيفة الوطن

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

بدعة عدم الصلاة على المتوفى:من نظمى لوقا إلى رفيق سامى

sultaninfuneralمجدى خليل : الحوار المتمدن

المؤسسة التى لا تقوم بنقد ذاتى وعلمى لسلوكها وتقيم اخطائها هى مؤسسة مصيرها الجمود والتحجر والإنغلاق على الذات. فى الكنيسة القبطية لم نكتفى بغياب النقد الموضوعى ولكن الأدهى أننا استبدلناه بتمجيد الذات وعند البعض وصل إلى الإستعلاء الدينى على المسيحيين الآخرين.
ضمن الأخطاء المعيبة التى عشتها وراقبتها فى العقود الأخيرة هى بدعة عدم الصلاة على بعض الموتى بحجج واهية منها أنه لم يتب عن خطاياه المعلنة، ومرة بحجة أنه مهرطق، ومرة أخرى بسبب الخلافات الشخصية بينه وبين البطريرك الراحل قداسة البابا شنودة. وقبل أن استطرد فى شرح هذه القصص التى عشتها بنفسى علينا أن نتذكر بكل وضوح هذه البديهيات المسيحية المعروفة:
اولا: إن الصلاة على الميت لاتفيده بشئ مطلقا، ولو كانت الصلاة مفيدة للميت لقام بها المسيح، الذى لم يذكر الأنجيل أنه صلى على ميت إطلاقا إلا لأقامته من الأموات، بل قال دع الموتى يدفنون موتاهم أما أنت فأذهب وناد بملكوت الله. ونحن نردد فى صلاة الأجبية يوميا ” ليس فى التراب من يسبح”، وفى مثل الغنى وليعازر هناك وضوح أشد فى تبيان أنه بموت الإنسان سيصبح بين يدى الديان العادل وهو وحده الذى سيحكم عليه وفقا لعدل الله الكامل.
ثانيا:أن هذا الجسد سيتحول إلى تراب وسيأكله الدود، وقيل عن اليعازر أنه أنتن، ومن ثم فأن هذا الجسد من التراب وإلى التراب يعود، حتى أن أحد القديسين أوصى بأن لا يتعبوا أنفسهم فى دفنه ويلقون بجسده لتأكله الوحوش،لأنه يعلم أننا سندفن فى فساد ونقام فى مجد، فى جسد نورانى ممجد لا علاقة له بأجسادنا الأرضية.
ثالثا: أن الصلاة على الميت هى من آجل أهله وليس من آجل الميت، فالصلاة هى تذكير بأن الموت هو طريق الأرض كلها، وهى تعزية لآهل المتوفى بأن ما يحدث لعبيدك ليس هو موت بل أنتقال على رجاء القيامة، وتعزية للمتألمين من الفراق، والأنجيل أوصانا قائلا فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين.
رابعا: وحيث أن الصلاة على الميت فى المسيحية هى فقط لتعزية الآهل وتعضيدهم فى محنتهم، فهى بالدرجة الأولى وصية مسيحية لأنها تطبيقا للمحبة المسيحية التى هى جوهر رسالة المسيح، وعليه فأن أى شخص يطلب من الكنيسة أن تصلى علي فقيده، فعلى الكنيسة فورا أن تستجيب وأن تشارك فى هذه الصلاة على الجثمان،لأنى كما قلت هى مفيدة للأحياء وليس للميت، وهى عمل من أعمال المحبة والرحمة والرأفة بالأحياء، وهى واجبة حتى لغير المسيحى.
خامسا: هذا سؤال خطير هل هى جائزة على غير المسيحى، مسلم –بوذى-ملحد-هندوسى –يهودى…؟ نعم…فإذا طلب أهل أى ميت من أى دين من الكنيسة أن تصلى عليه الصلوات الكنسية فى هذه المناسبات فعليها أن تستجيب فورا لأن هذه هى رسالة المسيحية فى الحياة، فما بالك بأعضاء جسد المسيح من الطوائف المسيحية الأخرى؟.فأجابه يوحنا قائلا” يا معلم رأينا واحدا يخرج الشياطين بأسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لأنه ليس يتبعنا”. فقال يسوع ” لا تمنعوه لأنه ليس أحد يصنع قوة بأسمى ويستطيع سريعا أن يقول علي شرا. لأنه من ليس علينا فهو معنا”. والقياس هنا واضح لأنه ليس أحد يطلب منا الصلاة على موتاه بأسم المسيح ويقول شرا بعد ذلك على المسيح، بل بالعكس الصلاة فى هذه الحالة هى كرازة برسالة المسيح لغير المؤمنين، بل أن الصلاة كرسالة محبة هى واجبة حتى للأعداء.
عليكم أن تفهموا جيدا أن أهل الميت هم من يطلبون منا أن نصلى على فقيدهم، وأن نصلى عليه وفقا لأيماننا ووفقا لصلواتنا المسيحية، فى هذه الحالة يجوز للكنيسة أن تصلى على هذا الميت مهما إن كان دينه أو حالته قبل الوفاة.
سادسا: أن من يقولون أن الكنيسة لا تصلى على غير المؤمنين أوالمختلفين أو الخطأة هو شخص يتصور أولا أن الصلاة تفيد الميت، وثانيا وهذا هو الأهم أنه يضع نفسه مكان الديان العادل ،والذى هو وحده فقط له حق الدينونة والحساب.
لقد بدأ قداسة البابا شنودة هذا التقليد المعيب، والذى بدأ بعدم الصلاة على جثمان الدكتور نظمى لوقا عام 1987 بحجة أنه مهرطق بعد نشر كتابه ” محمد الرسول والرسالة” عام 1959 ، وحاولت زوجته الكاتبة الراحلة الصحفية صوفى عبد الله الصلاة عليه فى كنيسة مصر الجديدة ولكنهم رفضوا بأن هذه تعليمات من قداسة البابا شنودة بعدم الصلاة عليه.
ما هى حكاية نظمى لوقا؟
نظمى لوقا كتب فى عام 1959 كتابا حقيرا أسمه ” محمد الرسول والرسالة” وهو عبارة عن نفاق وضيع للمسلمين، ولإذلال الأقباط فرضه وزير التعليم المتعصب وقتها كمال الدين حسين على طلبة المدارس، وعندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا حاول كمال الدين حسين فرضه على مدارس سوريا فغضب المسيحيون هناك وحرقوا الكتاب علنا فى شوارع دمشق مما جعل عبد الناصر يأمر بسحبه من المدارس.
وهذا التوضيح هو لكى أبين مدى أحتقارى لهذا الكتاب ، ولكنى ضد عدم الصلاة عليه ، فكما قلت بموته فقد أنتقل حساب نظمى لوقا إلى الله، والصلاة هى لآهل الميت، ومن ثم فأن تصرف قداسة البابا شنودة الراحل هو إيذاء وأنتقام من آهل الميت.أما الأعجب فأن قداسة البابا شنودة الذى منع الصلاة على نظمى لوقا أستقبل عدة مرات بحفاوة نبيل لوقا بباوى ، الذى كتب 15 كتابا حقيرا فى نفاق المسلمين تتجاوز بمراحل ما كتبه نظمى لوقا.
ولكن الشئ المؤسف جدا الذى حضرته بنفسى هى عدم الصلاة على جثمان الآب الراحل القس إبراهيم عبد السيد، والخلاف بينه وبين قداسة البابا شنودة لم يكن خلافا دينيا ولكن كان خلافا سياسيا وعلى طريقة إدارة الكنيسة، وظل كاهنا موقوفا وليس مشلوحا حتى وفاته، مما يعنى أنه لم يرتكب أى خطأ عقيدى أو تعليمى. ورغم أنه خلاف شخصى، وأن الموت يبطل الخصومة كما يقولون،إلا أن عدم تسامح البابا طارده وهو ميت.
ولإبراهيم عبد السيد حكاية معى، فقد كنت قبل هجرتى من مؤسسى جمعية النداء الجديد مع الراحل الكبير دكتور سعيد النجار وكان يحضر معنا ندوة كل أربعاء القس إبراهيم عبد السيد، وكان يحضر معنا بإنتظام أيضا ندوة يوم الثلاثاء فى مركز بن خلدون، وطوال سنوات حضرناها معا حتى هجرتى من مصر، كان عف اللسان ولم يخرج عن وقاره ابدا بأى لفظ خارج، وأنما كان يناقش بعقلانية وهدوء وأدب.
وعند أنتقاله علمت أن أحد الأساقفة المباركين كان دشن له مذبح فى بيته كان يصلى عليه القداسات بأنتظام مع أفراد عائلته وبعض تلاميذه.
أما الفاجعة التى هزتنى بشدة هذا الأسبوع، هى رفض الكنيسة القبطية الصلاة على جثمان عريسان لم يخلعا لبس عرسهم واختنقا بالغاز ليلة الزفاف فى قرية إتيليم بابوا قرقاص المنيا، وهم رفيق سامى وزوجته مارسيل، بحجة أنهم يتبعان الكنيسة الرسولية وتزوجا فى هذه الكنيسة، وأرى أن ما حدث يتجاوز البدعة إلى مرحلة الهرطقة، لأن الكاهن الذى رفض الصلاة على جثمانهما يعتقد أن المسيح رأسا لكنيسته الأرثوذكسية فقط، وآخر يعتقد أن المسيح رأسا لكنيسته البروتستانتية فقط، مما يجعل المسيح شخص متعدد الرؤوس ومتزوج من أكثر من عروس وهى كنيسته.
أما الأدهى من ذلك فهى التبريرات التى رددها كاهنا الكنيسة ومن بعدهم بعض رجال الدين الأقباط وعدد كبير من الشعب، وهى تبريرات تسقط عنهما تماما فهمهم للمسيحية.
أننى حزين على هؤلاء المتشبعين بروح الثقافة الإسلامية فى عدم التسامح وتبرير الأخطاء والإنغلاق والأنتقام والتشفى وتمجيد الذات.
لقد ربيتم قطاعا كبيرا من شعبكم على مقاسكم وشاكلتكم فى التعصب والإنغلاق والتحجر وعدم التسامح والبعد عن روح المسيحية.
إن من يبرر هذا السلوك، غير المسيحى وغير الإنسانى، بحجة أن قوانين الكنيسة تستوجب ذلك هو شخص قاسى وفريسى خلق لنفسه مسيحية جديدة تقف على النقيض من المسيحية الحقيقية وقيمها وروحها، بل أن وجود مثل هذه القوانين،إن وجدت، هو عمل ضد المسيح.
إن هؤلاء الفريسيين ينطبق عليهم المثل القائل” يضحى بالأم والجنين من آجل نجاح العملية”،أى أنهم يعطلون وصية المسيحية الرئيسية فى المحبة والرأفة والتحنن بحجة الحفاظ على الأيمان…وهو سلوك فريسى قديم ومتعارف عليه.
الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون.

Posted in فكر حر | Leave a comment

طعمو الولد جزر

adibelshaar30-1-2016
يدور في قاعات المفاوضات الخاصة بالأزمة السورية، حوارات التفافية ذكرتني بالطرفة التالية الني رواها لي صهري المهندس محمد ديب حمّادة:
عزو رجل غير سوي نفسياً يروق له أن يذكّر الناس بما أصابهم الله من مصائب. تسبب له هذا السلوك في خسارة العديد من الأصدقاء. أدركت زوجته عزيزة هذا الوضع فصارت توصيه قبل كل زيارة لأسرة صديق ما أن يبتعد عن تذكير تلك الأسرة بأية مشكلة تعاني منها. رزق صديق الأسرة صبري، المتزوج من ابنة عمه صبيحة، بصبي جميل الطلعة لكنه وللأسف مشوّه الأذنين حيث لا يوجد صيوان (الجزء الظاهر من الأذن) لكل من الأذنين. قالت عزيزة لزوجها عزو قبل الدخول مهنئين إلى بيت صبري: يا رجال كوه ما بتجيب سيرة لصبري أو مرتو عن المصيبة اللي الله ابتلاهن فيها.
رد عزو: وإذا هنن فتحوا الموضوع؟
ردت عزيزة: هداك شي تاني.

قدم عزو الهدية لصبري ثم جلس الأربعة يتبادلون الحديث، وعزو صامت لايساهم في الحوار مما أسعد عزيزة. إلى أن قال صبري: الحمدلله ..ألله سهّل الولادة على صبيحة….بس إرادة الله شاءت أن يصاب الولد بهل مصيبة.
قال عزو: بس ما تنسوا تشربوا الولد عصير جزر.
قال صبري: ليش بقا؟
قال عزو: منشان ما يطلع الولد ضعيف نظر.
قال صبري: بسيطة بنركبلو نضارات طبية.
رد عزو: إي ماهو حل.
قال صبري: ليش بقا؟
رد عزو: إي على إيش بدن يتسندو النضارات إذا ما في أدنين؟

رحمة الله على أهل أوّل اللي قالوا: الملافظ سعد.
إش كان خسر لوقال: انشالله بس يكبر بتساوولو عمليات تجميلية وبتزرعولو صيوان لكل طرف…مانك شايف اشقد تطورت عمليات التجميل!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

ملصقات دواعش الشيعة تغزو بغداد

handshaking windrink singingغزت بغداد ملصقات لجماعات متشددة شيعية, تابعة للولي الفقيه الايراني, تحرم الغناء وتمنع النساء من التبرج والخروج من المنزل الا بصحبة محرم, وتمنع الرجال من مصافحتهن، بطريقة منفرة تكفيرية استفزازية, بالرغم من ان في العراق ديانات مختلفة, مما يؤكد بأن المتطرفين أقوى من الدولة، يثيرون الرعب بين المدنيين وخاصة الاقليات ممن مازالوا متواجدين في العاصمة بغداد” لأنهم لايختلفون بشي عن “داعش”

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

عري في مرآة روحاني

Capitoline Venusبيسان الشيخ

لم يحسم الجدل بعد من هي الجهة التي وقفت وراء قرار حجب التماثيل العارية عن انظار الرئيس الايراني حسن روحاني لدى زيارته المتحف الإيطالي. (شاهد الفيديو هنا: فيديو الدجال روحاني يخجل من تمثال عاري ولا يخجل من تجويع الاطفال وإغتصاب النساء) فقد بدأ تبادل الاتهامات والتهرب من المسؤولية فور اندلاع موجة من الانتقاد الحاد والسخرية اللاذعة في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، تصور الايطاليين تجاراً صغاراً، «يقبلون بيع أي شيء مقابل المال»، وإن كان ذلك يعني التخلي عن إرثهم الثقافي والحضاري والفني. وفيما أعلن مكتب روحاني انه لم يطلب شخصياً هذا الأمر، لكنه اثنى عليه على ما يبدو، تنصل وزير الخارجية الايطالي من المسؤولية، ونفى وزير الثقافة معرفته بالمسألة برمتها، حتى ألقيت اللائمة أخيراً على مديرة المتحف، التي «تطوعت» على ما نقل، لتغليف المنحوتات تفادياً لـ «خدش حياء رئيس دولة مسلم».

ولولا أنها الزيارة الرسمية الأولى لرئيس ايراني بعد رفع الحظر والعقوبات عن الجمهورية الإسلامية، ويفترض أن تُناقش خلالها ملفات شائكة وعقود اقتصادية لها انعكاسات سياسية مباشرة، لكانت مسألة التماثيل غطت على بنود جدول الأعمال لما تحمله من رمزية.

لكن وبغض النظر عمن يتحمل مسؤولية الخطأ، يبقى ان التطوع لمهمة من هذا النوع، أو بالأحرى «الرقابة الذاتية» التي فرضتها موظفة ملمة بشؤون البروتوكول الدولي، تقول الكثير عن صورة الإسلام وبلدانه في الخارج، والسلطة المعنوية التي تسبق سمعته فيها.

والى ذلك، والأهم ربما، أنها تكشف فجوة القيم والمفاهيم بين عالمين، ووجهاً من وجوه «صراع الحضارات» المسكوت عنه. وهو وجه حافظت فرنسا على بعض مائه، إذ رفض قصر الإليزيه النزول عند رغبة ضيفه الايراني، وإقامة غداء رسمي من دون نبيذ.

والحال أن نقاشاً كهذا يبدو ترفاً او رفاهية مفرطة اذا ما تم قياسه بما يجري سياسياً وعسكرياً في المنطقة العربية والعالم، وما للايرانيين من بصمات واضحة فيه. لذا، لا يكفي استحضار الفن الفارسي المشبع عرياً و «ايروتيكية» لتقديم مقابل ثقافي للتماثيل الرومانية، بل يجب البحث في ما هو أبعد وأعمق. فتلك حجة مضادة تخدم نظرية عنصرية يشهرها القوميون الكارهون للعرب في إيران، والقائلون ان تلك السلوكيات «الغريبة عنهم»، جاءتهم مع الدين الاسلامي (العرب) فيما هم (الفرس) براء منها. وهي أدبيات فئة غير قليلة من المعارضين الايرانيين للنظام السياسي- الديني الذي ارسته الثورة الخمينية، وتنطلق من معطيات ثقافية محضة.

والحال إن «الرقابة الذاتية» المسبقة التي أفضت الى تغليف التماثيل في عقر دار أوروبا، وهي للمفارقة تزيد جدران مؤسسة دينية كالفاتيكان، تكتسي أهمية مضاعفة لأنها تتزامن مع نقاش وجودي عميق تخوضه القارة العجوز مع جالياتها المهاجرة، وسياسات دمجها، وأخطاء تهميشها، وظهور حالات «داعشية» غير قليلة بين ظهرانيها. ولا شك في أن لانهزام الكنيسة أمام الدولة دوراً كبيراً في حسم ذلك النقاش مسيحياً، لكنه عاد وطرح بشدة في العقد الأخير وازداد حدة اليوم مع توافد آلاف اللاجئين (المسلمين بغالبيتهم). وما يعقد الأمور أكثر، بعض ما ارتكب أخيراً من حوادث تحرش جماعي سقطت كالصفعة على وجه المرحبين باللاجئين، وأولهم المستشارة الالمانية انغيلا مركل، وهو ما أضعف حزبها سياسياً على كل حال.

فمسائل مثل الحجاب، والنقاب، والختان، والزواج القسري والتحرش والعنف الاسري، وحرية التفكير والتعبير والابداع، وغيرها مما هو ترف او تفاصيل واهية او شأن خاص بالنسبة «الينا»، وغالباً ما نطمرها تحت مسميات «ثقافة محلية» تحتمل وجهات نظر، هي مما يغير سياسات وقوانين ويطيح بحكومات «لديهم». لذا فإن تقديم التنازلات الثقافية والقيمية، لا بل المزيد منها كل يوم، لا يصبح في هذا السياق بادرة حسن نية او محاولة لبناء جسور بين الحضارات والثقافات، وربما استثمار ذلك سياسياً او اقتصادياً، بل يبدو استسلاماً لطرف أقوى وإقرار بصوابيته الأخلاقية يترجم على الضفة الأخرى «تفوقاً وانتصاراً»… إلا إذا تخيلنا ان زيارة رئيس اوروبي (مسيحي) لطهران قد يتخللها تقديم نبيذ شيراز الفاخر.

الأمر ما عاد إذاً مجرد تنافس بين ثقافة أو حضارة تعلي الحشمة (اليابان على سبيل المثال) وأخرى متصالحة مع أعضائها البشرية ولا يخدش حياءها العري. المسألة تتعلق بتفوق أخلاقي تمنحه تلك البلدان لنفسها وتحاسب غيرها وفقه، مطالبة الآخر من دونها، بالتسلح بقيم التسامح والانفتاح لتعيد فتشهرها ضده حين يوافقها ذلك.

ردم تلك الفجوة، حاجة أكثر الحاحاً اليوم مع ما يرتكبه النظام الإيراني بحق شعبه أولاً وشعوب المنطقة ثانياً من تجاوزات أخلاقية وانسانية وحضارية، تبدأ بطمس اي مكون عرقي او ديني أو ثقافي ولا تنتهي بعري سياسي فاضح تمارسه في محيطها الإقليمي، لا سيما سورية.

تلك حاجة ملحة لنا قبل الغرب ربما، لأن سياسات ايران تطالنا في شكل مباشر، لكنها حاجة الغرب المستجدة ايضاً مع ما ستطرحه عليه الشراكة مع الجمهورية الاسلامية من شروط وتحديات. سوى أن ذلك لا يتم برقابة ذاتية ظرفية يمارسها الاوروبيون على أنفسهم لتمرير صفقات اقتصادية وتجارية، ولا باعتماد لغة التسامح المفرط مع طرف غير متسامح يخدش حياءه تمثال عار، ولا تؤرقه جثة انتهكت حميميتها.

* نقلا عن “الحياة”

نزكي لكم مشاهدة ايضاً: فيديو فيمن اهلا بروحاني جلاد الحرية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل آن موعد ذهاب دي ميستورا؟

wisamsaraفايز سارة

لا يمكن إغفال حقيقة أن مجيء السيد ستيفان دي ميستورا إلى منصبه الحالي مبعوثًا دوليًا إلى سوريا كان مقترنًا بحقيقة فشل مهمة سابقيه السيدين كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي اللذين سبقاه إلى هذه المسؤولية، وعملا كل جهدهما للنجاح في معالجتها أملاً في إنهاء معاناة السوريين، وإيجاد حل لدموية النظام في مواجهة ثورة السوريين، لكنهما فشلا فشلاً ذريعًا، فأنهى الأول مهمته بعد صدور بيان «جنيف1» في عام 2012، ووضع الثاني نهاية لمهمته بعد الفشل الذي أصاب مؤتمر «جنيف2»، فاتحًا الباب أمام دي ميستورا للمجيء إلى مهمته الحالية.

ولأن دي ميستورا عاين فشل سابقيه، قرر الذهاب إلى مهمته وفق معطيات مختلفة، كان الأهمَّ فيها أمران؛ أولهما تغيير قاعدة حركته في التعامل مع معطيات القضية السورية في الانتقال من جوهر القضية في حل شامل للصراع في سوريا والوصول إلى تغيير جوهري في طبيعة النظام، وخلق أطر لسوريا جديدة إلى معالجات جزئية وحلول فرعية، تؤدي كما كان يقول دي ميستورا إلى خلق وقائع تساعد في حل سوري شامل.

والأمر الثاني الذي تبناه دي ميستورا هو تعزيز علاقاته مع الطرفين اللذين يعتقد بأهمية دورهما في القضية السورية، روسيا ونظام الأسد وكل من يدور في فلك موقفهما أو بالقرب منهما، فعزز علاقاته مع الحلقة التي تضم إيران وجماعات وشخصيات تتقارب أو تتوافق مع مواقف النظام وروسيا وإيران، مما جعله في المسافة الأبعد من الأطراف الأهم في المعارضة السورية، والدول الأقرب للأخيرة.

لقد جسد سلوك دي ميستورا في خطته وقف إطلاق النار في حلب عقب مجيئه إلى منصبه جوهر نهجه في التعامل مع القضية السورية. وفشلت الخطة رغم الحجم الكبير من الاتصالات والمشاورات، التي تمت مع مختلف الأطراف، وسبب فشلها طبيعتها الجزئية، وافتقارها إلى عمود فقري واضح، وعدم ارتباطها مباشرة بحل شامل للقضية السورية، وهو ما يمانعه نظام الأسد الذي طالما أكد استمراره في الحل العسكري – الأمني.

ورغم فشل خطة دي ميستورا في حلب، فقد كرر الرجل تجربة مماثلة في إقامة حوار سوري – سوري في مجموعات عمل، يشترك فيها النظام والمعارضة حول موضوعات، يعتقد أنها تفتح الباب أمام تسوية وحل سياسي للقضية السورية من خلال خلق وقائع وتفاهمات بين الطرفين، وأجرى مع فريقه مئات الاتصالات، وعقد عشرات الاجتماعات مع تنظيمات وشخصيات من المعارضة والتشكيلات المسلحة والجماعات المدنية، لم تتمخض عن أية نتائج، ولم تعقد بنتيجتها أي مباحثات أو اجتماعات، كما كان يخطط دي ميستورا، مما أكد فشل كل جهوده في مهمة عجز أن يحقق فيها أي تقدم ملموس.

غير أن التطورات المحيطة بالقضية السورية في الأشهر الأخيرة، وخصوصًا بعد التدخل الروسي الواسع في سوريا، وتمدد نشاط إرهاب «داعش» إلى أوروبا، وتصاعد حركة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، دفعت إلى تحرك دولي – إقليمي في الموضوع السوري، تم بنتيجته عقد اجتماعي فيينا، وإصدار قرار مجلس الأمن الدولي 2254 لحل القضية السورية، مما جدد أمل دي ميستورا للبقاء في منصبه بعد أن كان أمام خيار الاستقالة أو إنهاء مهمته.

وإذ وجد دي ميستورا فرصته في تجديد دوره في القضية السورية مع التطورات الأخيرة، فقد سعى إلى تعزيز علاقاته مع الروس الذين حازوا تفويضًا أميركيًا لدورهم في سوريا، وأخذ فرصة حضور مؤثر في جهود المجموعة الدولية باعتباره مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا. ورغم فشله في الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي، ليكون مقررًا في الحل السوري، فإنه جعل من نفسه في هذه المكانة طبقًا لما تضمنته دعوته لشخصيات في المعارضة السورية للمشاركة في «جنيف 3»، فأرسل دعواته مركّزًا على حضور أصدقاء الروس والنظام، وخرج بالاجتماعات من طاولة مفاوضات إلى لقاءات ومشاورات ومباحثات، وعلق بيان «جنيف 1» باعتباره مرجعية الحل السوري، ليركز على أوراق فيينا، وكلها أكدت إصراره على المضي في الطريق ذاته والذي أثبت فشله في مرتين سابقتين.

لعل الأبرز في دلالة فشل دي ميستورا في القسم الثالث من تجربته ثلاثة مؤشرات؛ أولها موقف الكتلة الصلبة من المعارضة السورية الحذر في المجيء إلى جنيف وفق مخطط دي ميستورا، والثاني ممانعة أو امتناع حضور أغلب من دعاهم من أصدقاء الروس والنظام إلى جنيف وكل لأسبابه، والثالث انطلاق موقف إقليمي ودولي أبرز دوله السعودية وتركيا معترض على مخطط دي ميستورا الذي بدا أنه يتجاوز دوره كوسيط إلى متصرف في الموضوع السوري.

دي ميستورا اليوم يواجه تحدي فشله للمرة الثالثة، الأمر الذي يضعه أمام خيار الاستقالة أو إنهاء مهمته، وهو تحدٍّ لن تنفع معه كل الروابط التي نسجها مع الروس والنظام، وكل مساهماته التي أعطت مزيدًا من الوقت للنظام والروس في إطالة أمد الحرب في سوريا، وإيقاع مزيد من الضحايا والدمار.

* نقلا عن “الشرق الأوسط”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

سلاماً وتحية لوحدة الأنفاق وشهدائها

mostafalidawiشبابٌ في مقتبل العمر يافعٌ ثائرٌ مقاومٌ، ورجالٌ أشداءٌ وأبطالٌ أخفياء أنقياءٌ، بينهم وبين الأرض عشقٌ وحبٌ وولهٌ وهيامٌ، لا يعرفهم فوق الأرض أحد، ولا يلتفت إلى مهماتهم تحت الأرض أحدٌ، بصمتٍ يعملون، وبسريةٍ يقاومون، في الليل يتسللون، وفي النهار عند الفجر يسرحون، يغيبون عن أسرهم وعائلاتهم الذين لا يعرفون عن مهماتهم شئ سوى أنهم مقاومون، يؤدون الواجب الملقى على عاتقهم، وعند انتهاء أعمالهم يعودون إلى بيوتهم، يستحمون وينامون، ويعاودون نشاطهم من جديدٍ في حياةٍ اعتياديةٍ لا تلفت أنظار غيرهم، ولا تثير الشبهات حولهم، رغم أن عملهم شرف، ومهمتهم مفخرة، وتكليفهم تقديرٌ واعتزاز، إنهم صغارٌ في سنهم لكنهم أشداء في فعلهم، ومجهولون في أسمائهم ولكنهم معلومون بأفعالهم، يخافهم العدو ومنهم يحذر، ويخشى منهم المستوطنون ومنهم يشكون، أولئك هم أفراد وحدة الأنفاق.

على أكتاف الرجال المدججين بالسلاح حملوا، وبالأيدي المتوضئة الطاهرة رفعوا، وحولهم اصطف إخوانهم بلباسهم العسكري الذي يحبون، وهم يعاهدونهم بصوتٍ كدوي الرعد يتردد في صدورهم، وتصدح به حناجرهم، أنهم سيحفظون وصيتهم، وسيسيرون على دربهم، وسيحسنون من بعدهم استخدام الأنفاق التي حفروها، وسيقاتلون من الأنفاق التي جهزوها، وسيأتون العدو من الأنفاق التي موهوها وليومِ كريهةٍ معه أعدوها، وسيحافظون بفضلها على الاشتباك مع العدو دوماً من نقطة الصفر.

في المسجد العمري الكبير بغزة، زينة مساجد القطاع وأكبرها وأقدمها، التقت اليوم مساجد غزة الحزينة، ويمم المصلون المفجوعون من كل المناطق وجوههم إلى المسجد العمري، الذي توجهت إليه جماهير القطاع على اختلافهم، يتقدمهم سكان وأبناء حيي الدرج والتفاح، الذين ينتمي إليهما شهداء الأنفاق، ففيهما تربوا ونشأوا، ومنهما إلى كتائب القسام انتسبوا، فكان حقاً على سكان هذين الحيين الغزيين القديمين، أن يكونوا أوفياء مع أبنائهم، وصادقين مع أولادهم، ومحبين لهم حتى يوم شهادتهم، فخرجوا بأعدادٍ غفيرةٍ لهم مودعين وداعين، يرددون أسماءهم، ويذكرون صفاتهم، ويعددون أفعالهم، ويسألون الله لهم المغفرة والقبول.

غزة اليوم بكل سكانها وأطيافها السياسية رغم البرد والصقيع، والمطر والرياح والسيول، خرجت لتقترع وتدلي بصوتها وتنتخب المقاومة، وتختار رجالها الذين يرفعون رأسها، ويحققون مجدها، وينتصرون على عدوها، فكانت جنازات الأبطال السبعة استفتاءً على المقاومة، ولعنةً على المتخاذلين، وسبةً في جبين المتعاونين والمنسقين، ودعوا فيها أبطالهم بصمتٍ وخشوعٍ، وحزنٍ وخضوع، ولكن قاماتهم كانت منتصبة، وجبينهم كان عالياً، وعيونهم إلى نصرٍ آتٍ كانت ترنو، وخطاهم إلى غدٍ أكثر عزة وأوفر كرامةً كانت حثيثة.

غزة اليوم كانت مدينةً واحدةً، وقطاعاً موحداً، التقت على المقاومة وتوحدت على قتال العدو، وبدت كأقوى ما تكون تماسكاً ومنعة، وقوةً وعزة، وظهرت في أبهى حلل الصمود والثبات، والثقة واليقين، بأن الغد أفضل من اليوم، والأجيال القادمة أقوى من سابقتها، والخلف سيكون أشد مراساً وأقوى عوداً وأعمق تجربةً من السلف المربي والباني، والمؤسس والمنظم، ومن فوق الأرض أرسلت المقاومة في غزة إلى العدو المرتعدة فرائصه على الجانب الآخر من الحدود، أن رجالنا إليكم قادمون، ومن كل الأنفاق إليكم سيصلون، وفيها سيمر أسراكم، وسينقلون إلى حيث كان شاليط وآرون، وستعلمون حينها أي منقلبٍ ستنقلبون، وأي مصيرٍ ستواجهون.

في غزة لم يكن اليوم موطئاً لقدمٍ غير المقاومة، ولم يسمع فيها صوتٌ لغير قتال العدو، فقد تزاحمت الأقدام المقاومة والوجوه المغبرة بثرى الوطن وترابه، وتعالت الأصوات العزيزة، تهتف للشهداء بحرقةٍ، ولكن العيون كانت على من سيأتي من بعدهم متطلعة، ومن سيحمل الراية خلفاً لهم، ومن سيكمل دورهم، وسينزل إلى الأنفاق ليحل مكانهم، ويسد فراغهم، ولكنهم كانوا على يقين أن غزة ستواصل الإعداد، وستستمر في التجهيز، ولن تخاف من حربٍ رابعةٍ بها يهددون، ولها يضعون الخطط ويرسمون لها التصورات، فغزة التي أكرهت العدو على الانسحاب، وأجبرته على الرحيل، وأفشلته في ثلاث حروبٍ متتابعة، ستفشله في الرابعة وفي غير الرابعة إن هو تهور وقرر.

المقاومة هكذا يجب أن تكون، إعدادٌ مستمرٌ، وتجهيزٌ دائمٌ، واستعدادٌ قائمٌ، وحضورٌ يفرض نفسه، وجاهزية للعمل فوراً، وقدرة على التنفيذ السريع، وضمانة للنجاح الأكيد، وتوزيعٌ للأدوار منظمٌ، وتقسيمٌ للمهام منسق، فريقٌ يعمل تحت الأرض، يحفر الأنفاق عميقاً ويحصنها، ويجهزها بالمعدات ويزودها بالسلاح، وآخر ينشط فوق الأرض، يدرب ويهيئ، ويجهز ويعد، ويفكر ويخطط، ويبدع وينجز، وغيرهم يغوصون في البحر ضفادع بشرية وكوماندوز بحرية، ومهندسون يجربون في السماء طيراناً بدون طيار، وصواريخاً تصل إلى مدى أبعد، وتصيب أهدافاً بدقةٍ أكبر، وتحمل حشوةً متفجرةً أضخم وأكبر.

بهذه المقاومة الحاضرة ننتصر، وبهؤلاء الرجال الأماجد والأبطال الكبار نحقق أهدافنا ونصل إلى غاياتنا، فهؤلاء يخيفون العدو بحق، ويرعبونه بجد، وينتصرون عليه قبل يوم الجد، فتراهم يسمعون بهم دبيباً تحت أقدامهم، وحركة نشطةً أسفل منهم، وينتظرون من جوف الأرض ظهورهم، ومن باطنها خروجهم، ينتصبون أمامهم عمالقةً لا يخافون، وجبالاً لا يتزحزحون، يحققون أهدافهم وإلى غزة عبر أنفاقها ينسحبون، ويتركون خلفهم عدوهم مخبولاً كما المجنون، يتساءل بعبطٍ كيف وصلوا، ويخبط رأسه في هبلٍ كيف انسحبوا، ويبدأ حساباته من جديد، هل يعودون مرةً أخرى وكيف سيعودون، ومن أين سيخرجون، وهل سيقتلون جنوداً أو سيأسرون ضباطاً، وهل سيتركون وراءهم أثراً أم سيفجرون العيون التي خرجوا منها.

غزة اليوم حزينة باكيةٌ، إذ على هؤلاء الرجال يبكي الرجال، ويتوجع الكبار، وعليهم تذرف الحرائر دموعها، وتبكي النساءُ أبطالها، وقد تتأوه النفوس وتئن،ٍ وتبكي العيون وتحزن القلوب، وقد تتحسر المقاومة على رجالٍ كان سيكون لهم صولةٌ وجولةٌ، ولكن ظهرها لن ينكسر من بعدهم، وجمعها لن ينفرط في غيابهم، وإرادتها لن تضعف برحيلهم، ولن يتوشح أهلها السواد طويلاً، ولن يسربل الحزن أيامها أبداً، بل سينبلجُ صبحٌ آخر، وسيتفتق الغد عن فجرٍ جديدٍ، له وهجٌ كالشمس وومضٌ كما البرق، ونصلُ سيفٍ كصمصامةٍ من حديدٍ من نيازك السماء قد نزل.

بيروت في 30/1/2016

Posted in مواضيع عامة | Leave a comment

جمال عالم الطفولة بتجربة الأديبة عايدة خطيب

naoudahضمن برامجه الثقافية ، قام “نادي حيفا الثقافي – المجلس الملي الوطني الأورتوذكسي : بتنظيم حفل تكريم للأديبة عايدة خطيب، من مدينة شفاعمرو، وهي كاتبة معروفة للأطفال وشاعرة، لها عشرات الاصدارات الأدبية للكبار والصغار. وهذا نص كلمتي في حفل تكريمها.
*****
نلتقي اليوم بمناسبة هامة أعتبرها علامة مميزة لمسار ثقافي هام، تكريم الأدباء وهم احياء وعدم تجاهل المبدعات من النساء وإنتاجهم الأدبي.
في السنوات الأخيرة ألاحظ أن المرأة تأخذ حيزا يتزايد باستمرار في المشهد الأدبي
العربي داخل اسرائيل.
للأسف هناك عوائق كثيرة تشكل الكثير من العوامل السلبية على تطور ثقافتنا بمجملها، سأذكرها بدون توسع:
1. مشكلة النشر والتوزيع
2. غياب الصحافة ألثقافية، هناك محاولات آمل ان تنجح وان نرى مجلة ثقافية فكرية كما كانت مجلة “الجديد” في وقتها.
3. غياب نسبي كبير للصفحات الثقافية من الصحف المطبوعة.
4. مؤسسات الجماهير العربية بكل انواعها وتشكيلاتها لا تقدم لتطوير الحياة الثقافية أي دعم . وغير ذلك الكثير…
تعرفت على عايدة خطيب عبر نشاطها الثقافي وبالتحديد بكتاب ” اشعار للأطفال” الذي وقع تحت يدي بالصدفة، فشدني بروحه وصوره الشعرية التي نقلتني لعالم الطفولة المذهل بجماله ألرائع، برونقه، بالوانه وكان أول كتاب محلي للأطفال أقرأه .. ليس قصورا مني انما لم أجد ما يشدني ضمن مشاغلي الكثيرة لأتعرف على هذا الجانر الأدبي ، الذي لا اقلل من أهميته وقيمته الإنسانية والجمالية لتطوير وعي أطفالنا.
في السنوات الاخيرة تعرفت على ابداعات كتاب آخرين.. وأستطيع القول ان الكتابة للأطفال اصبحت ساحة مخترقة من عدد كبير من الأسماء بعضها رائع حقا وبعضها لم اجد به ما يخدم الهدف من الكتابة للأطفال…
هل التهافت على الكتابة للأطفال ، الذي تشهده ثقافتنا العربية داخل إسرائيل هو تهافت طبيعي ام يخفي وراؤه اهدافا لا تخص النشاط الثقافي ومتطلبات تطوير أجندة تخص عالم الطفولة؟
أقول بوضوح، ما عدا قصص قليلة ولأسماء قليلة جدا من كتاب الأطفال لم أجد إلا كتابات تتراوح بين الإجادة والإجادة المتوسطة من جهة والثرثرة المؤسفة والمضرة من الجهة الأخرى.
يهمني بهذه المناسبة أن اتناول بعض المميزات لدى الأديبة عايدة خطيب في تناولها لعالم الطفل وهو عالم مركب جدا ، آسر جدا بجماله، تتحكم فيه أجمل المشاعر الانسانية وأكثرها براءة ونقاء. اقول بثقة ووضوح ان عايدة خطيب فاجأتني وأعادتني طفلا وأنا أقرأ اول كتاب لها “أشعار للأطفال”. وقد لاحظت انها تعمل بلا كلل على تطوير تجربتها في الكتابة القصصية والكتابة الشعرية للأطفال.. وقد اصدرت حتى اليوم اكثر من اربعين قصة وديوان شعر يخص الأطفال.
المميز الهام لدى عايدة خطيب هي قدرتها على الدخول الى عالم الطفل وتفكيره وردود فعله، حيث استطاعت ان تحافظ على رونق عالم الطفولة مثلا قصيدتها “أحب اللعب بالكبريت” نقرأ:
” أحب أن العب
بعلبة الكبريت
فتفزع أمي
تصيح يا عفريت…
كم لاعب بالنار
أحرق كل الدار
وحينما تذهب
أمي الى المطبخ
لتطبخ الطعام
وتشعل الكبريت
أعدو وراءها وأصيح
يا عفريته…”
من منا لم يعش هذه القدرة الطفولية على الربط بين الظواهر وليس بين المضمون. من هنا ينبع جمال عالم الطفولة الذي عرفت عايدة ان تتسلل اليه وتنقله لنا.
لغة عايدة تتميز بالبساطة والسهولة وتضفي لونا اضافيا على النص ما هو أهم من اللغة هي القدرة على دخول عالم الطفولة المسحور والأسطوري والكشف عن نمو شخصية الطفل وتكوينها. ان اسلوب اكتشاف الأطفال لذاتهم، لواقعهم وإدراكهم لعالمهم ليس أمرا سهلا. في قصيدة “أحبكم ان تسمعوني” تقترب عايدة أكثر للتفكير الطفولي:
” حين تموء قطتي
وتطلب الطعام
انهرها بشدة
فنحن بالصيام”
في قصيدة موجهة بالأساس للأهل، عبر الرؤية بعيني طفلة، وكأني بها توبخ الكبار خاصة بموضوع التفضيل الذي يحظى به المولود الذكر عن المولودة الأنثى، في قصيدتها “لماذا أمي حزينة” تمس عايدة قلب ألمشكلة بكلمات تنغرز بالقلب بألم:
“يظل فكري حائرا
أياما كثيرة
فأمي تبدو دائما
تعيسة حزينة
لأن أمي أنجبت
أختي أمينة
ولا أخ في بيتنا
ونشتهي البنينا”
أعترف ان أدب الأطفال بدأ يشدني منذ قرأت “أشعار للأطفال ” للأديبة عايدة خطيب، حيث اكتشفت الكثير من الأفكار والعمق الانساني الذي بدأنا نفتقده في عالم “الشاشات الألكترونية” التي تملأ كل زوايا بيوتنا. في بعض ما يكتبه الكبار للصغار بدأت ألمس تطور “النص الألكتروني”.. ضجيج لا يقول شيئا.. ربما لغويا لا بأس بالنص.. لكنه خطاب لا يصل للعنوان الصحيح.
على عكس ذلك عايدة خطيب نجحت بنقل عالم الطفولة بتوهجه . الموضوع ليس لغة فقط مع أهمية اللغة والمفردات التي نختارها لمخاطبة ألطفل انما النجاح بتقمص تفكير الطفل الساحر والأسطوري ولنحلم بلا خجل كالأطفال ، ربما عندها نستطيع ان نحلم كالكبار، فبدون ان نحلم لا معنى لكتاباتنا. الكتابة في جوهرها هي العلاقة بين الحلم والواقع. اتمنى لعايدة خطيب ان تواصل الحلم مع الأطفال وتمنحنا كبار وصغارا لحظات من الجمال والمتعة.
لن اطيل الحديث عن ديوانها الشعري للكبار ” أحلام مؤجلة” انما بعض الملاحظات. في ديوانها شعرت انها لم تعد بحاجة لقدراتها الخاصة في اختراق عالم الطفولة فهي تنشد لعالم تعيشه بصعوده وهبوطه ، بأمله ويأسه، ببؤسه وفرحه، فتلاشت من الديوان الكثير من الأحلام او انها أجلتها كما اعلنت بالاسم الذي أطلقته على مجموعتها الشعرية للكبار “أحلام مؤجلة”.
وهل تؤجل الأحلام ؟ هل نؤجل الشعر الذي كله أحلام؟ وماذا ينفع الشعر للإنسان اذا صار قدريا؟
انت تعرفين الجواب يا عايدة فما بالك تتعثرين؟ الشعر لا يعرف التردد والحياة لا تعرف التردد، الحياة لمن يروضها كذلك الشعر.
رغم ذلك في قصائدها للكبار ظلت تحمل تأثرا واضحا من قصائدها للصغار. من هنا جاءت بعض التعابير نثرية مباشرة، كان بإمكانها ان تلجأ للشفافية أكثر وان تتركنا نحن الكبار نجتهد لنفهم ما وراء الكلام ، الست انت التي تقولين في “خمائل وجدانية”:
” اتسعي ما شئت
بل عانقي الغمام
ان أردت”
في الديوان عدد من القصائد العامية ، أعتقد انها أكثر حرارة وأكثر حركة وتمردا لاقترابها اكثر من البساطة كما في قصيدة اعتراف
“وشعري على كتافي
ربيته الك”
وهي قصيدة تكاد تكون وحدة متكاملة حتى وجدت صعوبة في اقتطاع مقاطع للدلالة عليها.
انهي مداخلتي بالإشارة الى قدرات عايدة على الصياغة اللغوية المنسابة بهدوء واطمئنان وقدرتها على الاستعارة و حتى النحت باللغة. تتميز بعض مقاطعها بما يسمى “اللغة ألتصويرية” لكن اكثر ما لاحظته هو خيط رفيع من الحزن لا ينقطع ، يرافق القارئ من بداية الديوان وحتى نهايته، بحيث يبدو الفرح في بعض القصائد كإعلان للتمرد الذي سرعان ما يذوى وراء الحزن المتواصل في الديوان. بعض القصائد زخرت بالشعاراتية وهو حقا موقف صادق لكنه لا يخدم الشعر. اما المميز لأكثرية قصائد الديوان فهو انسيابها ألهادئ الخجول أحيانا، ربما “الطفلة” عايدة تشعر بارتباك عند مخاطبة الكبار ومن المثير معرفة نفسية الشاعرة في الحالتين. وكما كتبت عايدة على الغلاف الأخير “يحق لنا ان نسافر بأحلامنا”.. وبشعرنا أيضا فهو هويتنا وهو “حكم القدر، اذا وجد مثل هذا الشيء!!
nabiloudeh@gmail.com

Posted in الأدب والفن | Leave a comment