خادم الحرمين يبكي لقصيدة تمدحه حامي الاسلام ضد الدجال الولي الفقيه

تأثر الملك سلمان بقصيدة الشاعر” مشعل الحارثي” في مهرجان “الجنادرية” بدورته الثلاثين، الذي اطلقه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، حيث مدح العاهل السعودي “المدافع عن الأرض الإسلامية” وذم الولي الفقيه علي خامنئي “الدجال،” , هنا الكلمات مكتوبة وتشاهدون الفيديو

busjsalmanaradadancing

سلام واستعداد مبدأ ومدخال
تحية الإسلام بالعسكرية
اقدم بها جندي ورجلي وخيال
من ريحة البارود والشاعرية
يومأ كريم وجمعة أحباب وقبال
من ابرك الساعات ساعة مجيه
الليلة المحفل على نجد سلسال
معقود بين رياض وجنادريه
الليث حيث الليث والغيث همال
وديارنا دار مريف وفتية
غصب على خشوم العدا طرق وعقال
المملكة في حماه وحرة وأبيه
في ظل من هو حاكما عاقدا حال
قولي هلا حييت ياطيب الفال
مولاي يا سلمان يالله حياه
وقولي لعبدالله مداهيلك ظلال
عقبك حفظ متعب عليها الوصية
أنا الحرس وأنا مضاريب الأمثال
بالهجن ولا ضربة المدفعية
من جيشك المنصور شاعر ومرسال
لاشك مندوبك من الداخلية
حنا الدلايل فالهوايل والأفعال
ومسطرين المجد بالأولوية
حنا السعوديين بثياب وبدال
في ضيافة التاريخ صبح وعشية
ربعي أهل التوحيد عالو لمن عال
قرو عليه الفاتحة والتحية
يا دارنا دار المكارم والـبطال
الشعب كله قيس يا عامريه
انتي لحال وساير الارض بالحال
يامن عليك وفيك خير البرية
محبتك ماهي سواليف جهّال
ياغالية ياسالفة والديه
والله مايخونك من الذات رجال
الا خبيثين الهواء والهوية
السيف خلي فيهم السيف شغال
الطب ضربة عنق ماهوب كيه
دارا عليها يلبس العز سربال
ومروجنة والسيف والبندقية
اعرضبها ياحضرة النايف العال
يا على ملك بالساحة العالمية
سلمان لا قبلك ولا بعد ولآل
اسياد يعرب غير فيتك فيه
وأمة محمد كلها لأشهب الآل
المسلمة والأمة اليعربية
انت الفخر وانا على كل الاحوال
قصيدتي جيتك بها في ايديه
ان كان ماترخي لها مسمع أرجال
ماني لها شاعر ولاهيب ليه
سلمان اخو نوره وترقى بي حبال
محيي ذكر ذي قار والقادسية
مليكنا اللي زلزل الارض زلزال
يوم انتخى بالعزوة الفيصلية
خيالة العوجا على حرب وقتال
من دون بيت الله ومسجد نبيه
على اليمن يوم انتعز فرس نذال
في ساعة الهيجا ماهوب سعويه
عطا الاوامر ساطي الرأس بالحال
ياركب اللي للكتوف معبية
حربية مافوقها غير الآجال
من الخميس ومن مطار الحويه
قامت على الظالم تبهلل تبهلال
تبرق وترعد مزنة عقربيه
خلت عدو الدين يخضع لها اذلال
تحت القدم يا الدولة الفارسية
دولة دجل والخامنئي فيك دجال
لابوه لا أبو اذنابه الكاوليه
كذاب ومشعوذ وطاغي ومحتال
دينه رعاع ولحيته مزهريه
هذا الملك سلمان يالخامنئي الضال
ولا أنت راس الفتنة الطائفية
قطك وهو يشرب من الكيف فنجال
عدي له الفنجال يالشاذليه
هذا المليك اللي به الملك يختال
وعاش المليك وعاش منهو وليه
محمد النايف بلاشك وجدال
الراس نايف واليمين احمديه
محنك راسه وزن عقله جبال
ياسعابها ويهدهد الجرهديه
صلف عنيد هينا لين دال
ماهوب مندومأ عظامه طريه
ولي عهد المملكة سمح الاقبال
حرز الوطن والدار فيه محميّه
هو طويل إيمان لاقيل من طال
أن طال عمره والامن والحميه
المدح مايبنه على هش وهيال
معين الله والقصائد معيه
نفس التردد والإشارة والإرسال
دمه وابن عمه وخوه وسميه
ولي ولي العهد شيال الاحمال
فرز الوغا محمد زبون الويه
بريال سوق الموت يهبط وبريال
يهبط بسوق العمله المصرفيه
هذا انت والله سيدي بنك الاجيال
والله هو اللي مدنا بك عطيه
وبوك من علم بك العالم وهال
كبر الدول وأهل الجيوش العتية
خل الامم يامجلس الامن تحتال
في ابو فهد وفهوده الصيرميه
وتضب راسك عرض ماشفته وطال
يا مجلس ما يشرف مجالسيه
الشام ما شفته ولأمر فالبال
للجوع حتى الجوع حرب ضريه
أرماحها يأكل عظام الاطفال
ترمي بهم في كل صوب ولحيه
بغداد عشر سنين وكثر بلا غلال
عميق حزن وعارم الفوضوية
في ليبيا يا مجلس الامن صومال
والقدس ترزح باليهود وسبيه
قاد التحالف سيدي وانت عمال
بطال من زود الخطاء والخطية
تحالف الإسلام من ضرب بتال
عقبه وصرتي يا السيوف محنية
إلا الخليج اليعربي درع وعيال
وعيال زايد زود عنهم شويه
بالفعل ماهوب الحكاوي والاقوال
وجيش يزاحمنا حياض المنية
الصدق سيف الحق والحق ينقال
على رقبة الرجل من دون ديه
يالله وحنا نطلبك دوم ونسـآل
تردع وتطفى الفتنة الجاهلية
ما يستافد من التجارب وما حال
الروس هيه والكراعين هيه
وترى العدو واحد من جنوب وشمال
وعلى ضفاف حدودنا الساحلية
وعلى الوطن كله وفي شتى الأشكال
وحنا مازلنا معه والنار حيه
من دون محراب صدح صوته بلال
كل العرب على محك القضية
مال احدا عن وضعنا اليوم معزال
مصرينا بحروفنا الأبجدية
اما معك سلمان والحرب معدال
ولا مع الشيطان حزب وخليه

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

ابن عمي محمود إلو عين فيكي بالحلال

adibelshaar4-2-2016
إضافة ج6 ص7: شرح العلامة الأسدي في الصفحة 7 من الجزء السامس من موسوعته، كلمة فؤاد، قائلاً: القلب أو العقل (ذهاباً من القدامى أن القلب مركز العقل). وقد يكون من المفيد إضافة الحكاية التالية:
ترملت سميرة عندما كانت في أواسط الثلاثنينيات من عمرها تاركاً لها المرحوم بهجت ثلاثة أطفال وراتباً تقاعدياً محدوداً. بعد انقضاء فترة العدة حضرت لزيارتها شكرية برفقة صديقتهما فخرية. قالت شكرية مخاطبة سميرة:
– يا بنت الحلال.. ابن عمي محمود إلو عين فيكي بالحلال…بس بقى بلا الولاد…إش بتقولي؟ ردت سميرة فوراً:
-إي ليش لأ…الولاد ببعتن لبيت عمّن. هيّج هذا الرد الأناني، فخرية فقالت:
-مابتخافي ياسميرة تظلمن مرت عمّن؟ ردت سميرة بسرعة:
– “فؤادي ولا ولادي” تعبيراً عن أولوية الذات على الأولاد.
نلاحظ هنا أن فؤاد استخدمت بمعنى الذات: قلباً وعقلاً وجسماً.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

كيف استقبلت طهران روحاني العائد من اوربا

safielyaseriتقرير – صافي الياسري
لم تكن زيارة روحاني لاوربا تلك الزيارة الناجحة او المثمرة لا في اوربا ولا في الداخل الايراني بل ان اقطاب او عقارب النظام المتصارعة اختلفت مواقفها منها وكما تعرضت للانتقاد في العواصم الاوربية سقطت في اتون الصراع في طهران واستخدمت المدفعية الثقيلة بين عقارب الحكم على خلفة الصراع على صناديق الانتخاب والمراكز وبتوقيت يشي بالاسراع في الاكل من جرف الاخر وتسقيطه سياسيا وشعبيا باستخدام حتى الوسائل اللااخلاقيه وبالتركيز على انكسارات الاتفاق النووي الذي ارادت له زمرة – رفسنجاني – روحاني ان يكون قارب النجاة الذي يديم سلطتها
فبعد عودة حسن روحاني من زيارة ايطاليا وفرنسا، تحولت هذه الزيارة إلى مثار جدل بين زمر النظام حيث تتساءل زمرة خامنئي لماذا أغدقتم الأموال المحررة على جيوب الغربيين بشراء ايرباص؟ هل مشكلتنا الرئيسية وأولويتنا هي النقص في أسطول طائرات ركاب وايرباص؟ وماذا عن موضوع الإشتغال وحرمان الشعب وبطالة الشباب؟
وكتبت صحيفة رسالت التابعة لزمرة مؤتلفة الفاشية متسائلة : ”ما هي هدية هذا السفر للإقتصاد الإيراني؟ هل سيخرجنا من الركود؟ هل يمكن لـ 8 ملايين عاطل عن العمل أن يتفاءلوا أن قسما منهم سيشتغلون غدا؟ … لماذا خصصتم جزءا كبيرا من الأصول المجمدة التي يجب أن تنفق للإنعاش الإقتصادي في البلاد ولإيجاد فرص العمل، إلى شراء ايرباص وبهذا العدد؟” (31 كانون الثاني 2016)
ونشرت صحيفة كيهان التابعة لخامنئي: ”ألا يشبه هذا بمثل عائلة تعاني من البطالة والمرض و… وأبوها يصرف رأسماله الوحيد لشراء ثريا؟! (30 كانون الثاني 2016)
وتسقط ورقة توت هؤلاء المدعين الذين ينفخون في بوق الشعب والمعيشة ومعالجة البطالة وغيرها، عندما يتساءلون لماذا لا يقودون الأموال المحررة إلى مجرى الإقتصاد المقاوم؟ وقد تسائلت صحيفة رسالت، تواصلا مع نفس المطلب ” ما صلة هذه العقود مع الإقتصاد المقاوم؟”.
وأكد الحرسي نقدي قائد ميليشات الباسيج: ”كان السفر إلى روما وفرنسا خنجرا غرز في خاصرة الإقتصاد المقاوم، إذ إن هذه الإجراءات تعارض الإقتصاد المقاوم”. (موقع انتخاب الحكومي – 30 كانون الثاني 2016)
والواضح أن الإقتصاد المقاوم هو الإسم المستعار لهيمنة قوات الحرس وهيمنة خامنئي على اقتصاد البلاد ، وحسب تجربة حكم الملالي خلال 37 عام فإنهم ينوون: بإسم الشعب وضع امواله في جيوب قوات الحرس والملالي، وبإسم المحرومين والمستضعفين في جيوب الإرهابيين العملاء للنظام في مختلف الدول من الشرق الأوسط إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية كما أن كيهان خامنئي يوم 30 كانون الثاني أخذت بتلابيب أحد مستشاري روحاني متسائلة لماذا أكد خلال مقابلته مع سي.ان.ان – أن: ”على إيران أن تركز على المسائل الداخلية بعد أكثر من 10 سنوات على فرض العقوبات… فهي لا تملك مصادر لإستخدامها في المنطقة أو ” لخدمة طموحاتها في المنطقة”! وتابعت كيهان أن الشخص المذكور بهذه التصريحات أحرق ”ورقة الفوز الإقليمة والدولية لنا (أي تصدير الإرهاب) بمواجهة الأعداء”.
وبالمقابل، تهتف زمرة رفسنجاني بشعار معالجة مشاكل الناس. إننا لم ننس أنه قبل الإتفاق النووي كان حسن روحاني يربط جميع المشاكل بدءا من الإشتغال والبطالة والبيئة إلى الماء الصالح للشرب برفع العقوبات واستقطاب رأس المال وحاليا، أيضا، تصف هذه الزمرة سفر حسن روحاني بالإنفراج السياسي والإقتصادي للنظام وتسميه بعنوان شروع فترة المرحلة التي تلي الإتفاق النووي وتعد بالإستثمار والإنماء والإشتغال حيث أكد ظريف وزير خارجية روحاني في هذا المجال قائلا : ” نمر اليوم بظروف، العمل فيها بيد الناس ،الجمعيات وأجهزتنا الإقتصادية ليتمكنوا من توظيف الجو الجديد الموجود لدفع الأهداف الوطنية”. (التلفزيون الحكومي – 30 كانون الثاني 2016)
لكنه بالمقابل، تكشف زمرة الولي الفقيه عن عورتها بقولها إنكم بدلا عن ”الإنماء” و”دفع الأهداف الوطنية” ومعالجة أمر الإشتغال في البلد قدمتم كل الأموال إلى الأجانب وعالجتم موضوع الإشتغال في ايطاليا وفرنسا! وصرخ كوتشك زاده في جلسة البرلمان يوم 31 كانون الثاني المنصرم : ” قد تكون في الإتفاق النووي فقرة سرية تقضي بأنه كلما تتحرر أموالنا من أي دولة، فستحدد نفس الدولة ما يجوز لنا شراؤه!”.
وعلى هذا المنوال، تفضح زمر النظام جرائم وفضائح الطرف المقابل على أساس المعلومات المتوفرة عن بعضها إلا أنها تحاول اجتذاب الأموال المحررة إليها تحت غطاء الدفاع عن الناس ويعني ”الناس” لزمرة خامنئي بـ قوات الحرس والباسيج والمزيد من تعزيزها من قبيل مشروع تم تقديمه قبل أسبوع إلى برلمان النظام تحت عنوان خطة تعزيز الباسيج.
وتنوي الزمرة الأخرى إنفاق الأموال لمد الجسور مع الغرب وأميركا بغطاء ”التنمية الوطنية” لتشتري لنفسها ضمانا للبقاء وما لا يهتم له لأي من الزمرتين هو الشعب والفقر ومعاناته المتعددة وحرماناته. وقد جرّب الشعب الإيراني كلتي الزمرتين منذ زمن ويعرف أنه لا نصيب له من هؤلاء إلا الشر والفقر والمصائب وطريق النجاة الوحيد يكمن في التعويل على قوتهم الذاتية ومقاومتهم المنظمة.
ويضيف قائد قوات التعبئة للحرس الثوري الجنرال محمد رضا نقدي إن ما حدث خلال زيارة [ الرئيس روحاني] لروما وباريس هو غرز الخنجر في جسد الاقتصاد المقاوم ، لأنه يعارض الاقتصاد المقاوم وبحال استمراره يجب تعطيل جميع الجامعات الفنية في البلاد.
و اعتبر نقدي بيع النفط الخام مقابل شراء المنتوجات الأوربية من تلك السياسات التي تعارض الاقتصاد المقاوم.
علماً أن الاقتصاد المقاوم عبارة عن مخطط إيراني تم تدوينها وإقرارها قانونياً بطلب من المرشد الأعلى منذ عامين مع بدء المفاوضات النووية، تحسّباً لأي طارئ في المفاوضات، ومنها وقوع الحرب بين إيران وألولايات المتحدة, ومضى الجنرال نقدي يقول أن العدوّ يأس من استمرار العقوبات كما صرح الرئيس الأميركي ووزير خارجيته أن العقوبات لم تعد تجدي نفعاً وبعد رفع العقوبات عن إيران اتخذت الولايات المتحدة استراتيجية جديدة تقوم على إظهار التودد مما يفتح مجالاً لتغلغلها داخل إيران، وأن شراء طائرات أير باص الفرنسية لا توفر فرص عمل للعمال في إيران.
ويرى الجنرال نقدي أن أي بلد يشتري 114 طائرة من بلد أوربي يجب أن تشارك في صنع تلك الطائرات ولو بمستوى 20 في المائة.
وأردف نقدي بالقول إن خطر التغلغل يهددنا خلال الانتخابات النيابية المقبلة لأن هناك فرق شاسع بين برلمان يقاوم الاستكبار العالمي وبرلمان يتبع الاستكبار! وهكذا لم يُبق الجنرال نقدي مجالاً لتحيليل كلمته وكشف عن سرّ معارضته لزيارة الرئيس روحاني لإيطاليا وفرنسا والصفقات التي عقدها معهما، كي يقوي شعبيته ويخيّب المحافظين.
إن الجنرال يطالب بمشاركة إيران في صنع الطائرات المدنية بمستوى 20 في المائة، بينما شركات صنع السيارات الإيرانية وبعد خمسين عاماً لم تتمكن حتى الآن من تصنيع سيارات من طراز بيجو 206 بشكل كامل.
أن تصريحات الجنرال هي صفارة انذار للانتخابات النيابية ويحاول المحافظون ومنهم الحرس الثوري كسب المعركة الانتخابية النيابية والاحتفاظ بهذه السلطة بعد ما خسروا المعركة الرئاسية قبل عامين مما خسّرهم الكثير من الفرص الاقتصادية والسياسية.
إن بقاء السلطة التشريعية بيد المحافظين يؤمن لهم مساحة من الفرص الاقتصادية عبر إقرار ميزانيات سخية للحرس الثوري.
وقد ردّ معاون وزير الطرق والمواصلات الإيراني على الجنرال بأن إيران كانت تشتري كل طائرة مستعملة بستين ميليون دولاراً في ظل العقوبات بينما هي الآن تشتري الطائرات الحديثة بـ 44 ميليون دولاراً! وتزامنت كلمة الجنرال نقدي مع قيام مظاهرات احتجاجية لعناصر من قوات التعبئة أمام وزارة النفط في العاصمة طهران للتنديد بالصفقات النفطية الأخيرة بين إيران وشركات نفطية أوربية.
وعلى الرغم من رفض أهلية 99 في المائة من المترشحين الإصلاحيين للانتخابات النيابية فان المحافظين يتخوفون من الدور المرتقب لكل من الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي والشيخ رفسنجاني لفرض هزيمة جديدة على المحافظين كما حدث خلال الانتخابات الرئاسية الماضية.
ويركز الاصلاحيون الآن على دعم مرشحين غير معروفين ينتمون إليهم لمنع فوز المرشحين المحافظين في الانتخابات الرئاسية، وهذه الاستراتيجية سوف يتم اختبارها خلال ألاسابيع القليلة القادمة.
2الى ذلك وبتاريخ شباط 2016 – وفي طهران – شن جهانكيري النائب الأول للملا روحاني هجوما على الحرسي نقدي قائد ميليشيات الباسيج قائلا: ”إن القول بأن السفر إلى فرنسا وايطاليا كان خنجرا غرز بظهر الإقتصاد المقاوم، وهو إجحاف بحق الإقتصاد المقاوم والقيادة. وإن هناك في البلاد مجموعتان من المسؤولين والبعض منهم يتولون مسؤولية التذمر ووضع العصي في عجلة الأمور”.
وكرد مقابل نفذ يوم الأحد 31 كانون الثاني 2016 المنصرم كوجك زاده عضو برلمان النظام هجوما على الملا روحاني قائلا: هل يعتبر شراء 100 طائرة من فرنسا من أولويات البلد؟ وان علينا أن ندفع مليارات الدولارات لشراء هذه الطائرات.
وأضاف مؤكدا: ربما وردت مادة مخفية في الإتفاق النووي وأن الدولة التي تحرر نقودنا تحدد لنا ما نستطيع شراؤه.
ومن جانبه وردا عليه، إعترف محمد رضا باهنر مساعد رئيس برلمان النظام قائلا: نمر في هذه الأيام بظروف مالية متدهورة … لا أقصد الدفاع عن شراء الطائرات إلا أن الأسطول الجوي الإيراني يعاني من وجود عدد كبير من الطائرات المدمرة و يجب إستبدالها.
ان المتداول حتى الان من تصريحات واتهامات متبادلة بين العقربين يكشف بكل صراحة توجه المتطرفين من جماعة خامنئي الى الفوز بايي شكل كان ولو عن طريق شراء الاصوات او ارعاب الناس او تزوير النتائج ،تذكروا هذا اصدقائي

Posted in فكر حر | Leave a comment

حرب على القمل

georgekadrGeorge Kadr جورج كدر – كاتب وباحث وإعلامي من سوريا: التراصوت

حالة من الهلع والرعب انتشر في تونس من جراء أخبار تداولتها بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، تقول بانتشار القمل في المؤسسات التربوية وأن معاهد تربوية أغلقت أمام الانتشار المخيف للقمل، وزارة الصحة سارعت لإجراء تحقيق في الأخبار وخلصت إلى نفي خبر انتشار القمل في المؤسسات التربوية مبينة أنه تم تسجيل بعض الحالات في تونس الكبرى فقط. الوزارة أوضحت أنه تم تسجيل عشرات الإصابات فقط في إحدى المعاهد الثانوية وأن الأمر لا يستحق كل هذه المخاوف.

منذ صبت مديرة المدرسة زيت الكاز على رأس أحد الأطفال، أصبنا بفوبيا القمل

تذكرت وأنا أتابع “فوبيا القمل في تونس” كيف كانت مدارسنا الابتدائية تتعامل مع أحد الأولاد المصابين بالقمل، ففي صفنا مثلًا حين أصيب طفل وأخته بالقمل، جمعت المديرة الطلاب ووضعت الطفل وأخته في المنتصف وحلقت لهما شعر الرأس، ثم قامت بصب الزيت الكاز لأنها تعتقد أنها ستحترق “القملات”، لكن جلدة رأس الطفلين في الحقيقة هي التي احترقت وصارت كجلد الدربكة، ومنذ ذلك التاريخ أصبنا بفوبيا القمل بما فيها من عذاب نفسي وجسدي، وأظن أن كثيرًا من الأسر العربية تعاني منها بسبب الجهل بهذا الكائن “المتطفل” على أجسادنا.

في الحقيقة، لن أستثني نفسي فعندما أصيبت ابنتي بالقمل وأنا المقيم في عقر دار المدارس الأوروبية العظيمة، عانت أسرتنا من حالة رعب لا تقل عما عانته الأسر التونسية، كل عفش البيت أخرجناه إلى الشمس، وسلال الغسيل صارت بالجملة مترافقة مع حملة تفلية للقمل وتعزيل للمنزل، والمحزن حالة الخوف من القمل التي تسببنا بها للطفلة كل تفتيش وتنظيف وحمام وقص شعر.

المضحك المبكي أننا ونحن في أتون الحرب مع “القمل”، كانت بداية العام الدراسي الماضي. أقرأ في صحيفة “ميترو” الهولندية الأوسع انتشارًا في البلاد، تحقيقًا من صفحتين عن كيفية “التعامل مع القمل” والصدمة كانت أنه بالإحصائية وصلت نسبة إصابة الهولنديين إلى 80%، هؤلاء القوم النظيفون والمتطورون يصابون بالقمل أيضًا، واعجباه! لا بل يوجد في هولندا مؤسسة رسمية لمكافحة القمل اسمه
“المركز الوطني لقمل الرأس LSH”
، أكثر من ذلك فإن هذا المركز كان أطلق مشروعًا لجعل هولندا “وطنًا خاليًا من القمل”، لكنه أعلن “فشل” هولندا في حربها مع القمل، ودعا إلى ضرورة نشر الوعي حول القمل، وأنه موضع عادي ولا يتطلب الخوف.

علينا أن نثور على الخاطئ مما تعلمنا لنبني أوطاننا بثورات تنشد الحرية والديمقراطية

خضت أكثر بالبحث فكانت النتائج مذهلة، فالأسر الأوروبية المولعة بتربية الحيوانات الأليفة تعاني “تفشي داء القمل” المنتقل عبر الحيوانات، ولأن للحيوانات سمات من سمات الإنسان يجب علينا أن لا نخاف من هذا الكائن المتطفل على حيواناتنا، لذلك فإن نسبة تفشي داء القمل بين الأطفال في أغلب الدول الأوروبية لا تقل عما هي عليه في هولندا.

بعد أن أنهيت البحث عن تاريخ القمل في أوروبا، حضنت ابنتي وقلت لها وعيوني تدمع: آسف يا بابا بس الله يلعن يلي نفضك يا افتكار (مديرتنا اللي كتير بحبها والله لليوم بس كل شي لحال، ).. يلعن اللي نفضك يا حزب البعث.. الله يلعن تخلفنا.

القمل ليس بعبعًا وليس وحشًا قادمًا لالتهام المنزل، هو كائن متطفل مثل الرشح والكريب تعايش مع الإنسان والحيوانات منذ ملايين السنين، ولنحاربه لا يقتضي الأمر منا شن حرب شعواء على رؤوس أطفالنا وسلخ جلدة رؤوسهم وتعقيدهم باقي حياتهم. باختصار ما أود قوله: شعوب لا تعرف كيف تتعامل مع القمل، لن تنجح ثوراتها وستبقى تعاني من عادات وتقاليد وموروث اجتماعي ما ظلت، علينا أولًا أن نثور على الخاطئ مما تعلمنا لنبني أوطاننا بثورات تنشد الحرية والديمقراطية.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

محامية تشرح التعديلات على قانون لم الشمل العائلي في ألمانيا

المحامية والخبيرة في قوانين اللجوء نهلة عثمان تسلط الضوء في برنامج “مع الحدث” على التعديلات الأخيرة على قواعد اللجوء في ألمانيا وتداعياتها على حق لم الشمل العائلي.

iraqirefugees

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

يبقى الأسد إذا قُسِّمت سوريا أو “تفدرَلت”!

assadidftrالنهار اللبنانية: سركيس نعوم

أبناء المنطقة والمسؤولون الكبار في دولها يتساءلون عن طبيعة العلاقة بين باراك أوباما وفلاديمير بوتين. فخلال السنوات الماضية بدا أن لا كيمياء بين الرجلين، وأثبتت المواجهات المباشرة وغير المباشرة بينهما صحّة غيابها. لكن ذلك لم يحل، وخصوصاً في سوريا التي تعيش منذ 2011 ثورة وقمعاً لها وإرهاباً وتدخلاً إقليمياً دوليّاً في شؤونها، دون توصّلهما إلى تفاهم على أولوية الحرب على “داعش” بعد تأسيسه “دولة” سمّاها خلافة على أرضها وعلى قسم من أرض العراق، وعلى إعطاء الأولويّة للحل السياسي لاستحالة أي حل عسكري في ظل تشرذم المعارضة وتناقض منطلقاتها وأهدافها وانقسامات الدول الداعمة لها وعدم استعداد أميركا للانخراط بقوّة عسكريّاً وسياسيّاً فيها، وفي ظل استشراس حلفاء سوريا النظام في الدفاع عنه وفي مقدمهم روسيا. إلاّ أن التفاهم المذكور على الأولويات لم يؤدِ حتى الآن إلى خطّة مفصّلة وإلى برنامج تنفيذي لها تشترك فيه واشنطن وموسكو.

هل من أجوبة على تساؤلات أبناء المنطقة والمسؤولين الكبار في دولها؟

لا أجوبة شافية حتى الآن، يُجيب مُتابع أميركي مطّلع ودقيق. إذ أن كل ما يجري بين أوباما وبوتين اليوم هو تبادل الضغط وتبادل التقدّم والتراجع. فالرئيس الروسي أُحبط على حدوده الغربية أي مع أوروبا، ولم يعد على ما يبدو راغباً في مزيد من التورُّط في أوكرانيا بعد احتلاله شبه جزيرة القرم، وذلك جرّاء العقوبات التي فرضها عليه الأميركيّون والأوروبيّون وتطوّرات دوليّة وشرق أوسطيّة عدّة. وعلى الأراضي السوريّة تجاوبت أميركا بإرسال عدد غير قليل من قواتها الخاصة لقيادة أو إرشاد الحملة العسكريّة ضد المتطرّفين الإسلاميّين وفي مقدّمهم “داعش”، ولمساعدة المقاتلين المنتمين إلى المعارضة المعتدلة بالتدريب والتسليح والتوجيه والإدارة. وينطوي ذلك طبعاً على أخطار، لكن رغم ذلك تسري في واشنطن شائعات تُفيد أن القوات المُشار إليها ستساعد هؤلاء في حملتهم العسكريّة، رغم علمها أن بعض الأسلحة التي زوّدتها بها قد تؤذي فعلاً القوات الروسيّة ولا سيما الجويّة التي تستهدفهم. وتُفيد معلومات المُتابع إيّاه أن بوتين تلقّى تحذيرات أميركيّة من خلال اطلاعه على ذلك. لكن أحداً في واشنطن لا يعرف ماذا سيكون رد فعله في حال تأذّي قواته. علماً أن البحث مستمر بين الدولتين. إلاّ أنه لم يُسفر عن نتيجة حتى الآن جرّاء التناقض في الأهداف. فالرئيس الروسي يريد على ما يبدو، ورغم تعمّده إظهار تردّد في هذا المجال وغموض غير بنّاء حيال مصير الأسد ونظامه، تسوية سياسيّة سوريّة بشروطه تبقي الأسد في موقعه ربّما “إلى الأبد”. في حين أن الرئيس الأميركي يقول بتنحّي الأسد بعد الانتخابات العامّة التي لا بدّ أن تعقب تأليف حكومة انتقالية. إلاّ أن هذا المأزق موقّت باعتبار أن موقفي الزعيمين يرتبطان بمواقف حلفائهما الإقليميّين وبالطريق التي يريدون أن يسلكوا. فحلفاء أميركا وفي مقدّمهم المملكة العربية السعوديّة وتركيا يريدون رحيل الأسد. لكنّنا كلّنا، يلفت المتابع نفسه، أي أميركا وروسيا ودول أخرى، قد نقبل بقاءه أو ندعم بقاءه إذا كان الحل للأزمة السوريّة سيكون مشابهاً للحل في العراق. ومعروف أن الحل في الأخير صار واضح المعالم إلى حد كبير، وهو يقضي بإقامة دولة فيديرالية أو كونفيديرالية (أي تقسيماً مقنّعاً) ترضي المذاهب والاتنيات المتصارعة. ويبدو أن حلاً كهذا يُبحث فيه حالياً وإن على نحو غير علني. وهناك قبول له عند كثيرين بإستثناء الأسد الراغب في استعادة السيطرة على سوريا كلّها. علماً أنه قد يغيّر موقفه في ضوء تطوّرات كثيرة ميدانيّة. أمّا السعودية فعدائية وكذلك تركيا. ويتردّد في واشنطن أن الأخيرة حذّرت النظام السوري وإيران من استعادة حلب التي كانت سابقاً جزءاً منها في زعمها، ومن الاقتراب من حدودها. كما يتردّد أنها بدأت الحشد عسكريّاً على حدودها. لكن التحذير – الرسالة وصل إلى الجهات المقصودة به. فهل أدّى الغرض المطلوب منه أم لا؟

الأجوبة متناقضة، بعضها يفيد أن نظام الأسد وإيران وروسيا لا تريد أن تجد نفسها أمام تدخّل عسكري تركي في سوريا. أمّا بعضها الآخر فيقول أن التورُّط الروسي في سوريا والسعي الأميركي الدائم لمنع نشوب حرب كبيرة في المنطقة إطرافها إقليميّون ودوليّون سيمنعان مواجهة كهذه وقد لا يحولان دون استعادة النظام حلب. في اختصار، حتى حلفاء الأسد صاروا مقتنعين أن سوريا لن تعود كما كانت!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

Iraqi Forces Retaking Ramadi, a blow to Tehran’s meddling and aspirations in Iraq

iraq-securityBy: Keyvan Salami

Iraqi forces have now taken over the city of Ramadi in the restive province of Anbar, located west of Baghdad in Sunni heartland. However, the question is who will fill the void of ISIS and successfully engage with the native Sunni population? This is a very significant opportunity for Iraq, and the international coalition backing this military campaign in Ramadi, to deliver a significant blow to Iran as the main force and threat behind extremism and terrorism in the region.

Baghdad made the right decision in not involving the notorious Golden Division, a unit of mercenaries loyal to Iran and former Iraqi Prime Minister Nouri al-Maliki, and relied on the classic Iraqi army. This was a wise move and rendered the support and alliance of a number of local Sunni tribes in the battle for Ramadi.

ISIS has recently suffered major blows in Iraq and Syria. Iraqi Kurdish Peshmarga fighters took over the town of Sinjar and gained control over a strategic route in northern Iraq linking Raqqa and Mosul. In Syria, while Iran continues its secret war, the U.S. backed Syrian democratic forces are inching closer to Raqqa, the capital of the so-called caliphate that ISIS has been working to establish in the region. Put all this together one is left to wonder what ISIS continues to hold and the actual strength of its forces.

Experts believe there is definitely going to be continued fighting in Ramadi considering the sheer size of the city, probably being the second largest population center controlled by ISIS. There are going to be continued clashes, even in the best case scenarios for the Iraqi forces in the coming days.

Iraqi security forces and some militia-type fighting units have in the past gone into areas claimed to be liberated, only to see fierce ISIS counterattacks in the next days and weeks to retake that same area. Adapting to a new almost occupation of Ramadi is going to be the long term concern for the Iraqi government.

For those living in Anbar Province of Iraq, where can they actually find support? The arrival of the Iraqis could suggest the suppression of a minority again, anyway. This has always been the Gordian knot while dealing with getting rid of ISIS. Unfortunately, many say that possibly the loneliest individual in Iraq is the Iraqi Sunni who doesn’t support ISIS but is actually terrified of a relatively sectarian-orientated Baghdad government that has been very oppressive in the past. There have been reprisal attacks by Iran-backed Shiite militias against Sunni civilians in the past. Will they be able to bring services, security and a fair rule of law to the people of Anbar Province is a very legitimate question, as the population on the ground is very much on the fence on who to trust.

The major issue of course is that experts say a major element behind the rise of ISIS the way in which in the government under al-Maliki, backed by Iran, suppressed the Sunni minority. Has the current government in Iraq learned from that and will the central government realize the necessary changes?

Improvements have been made. Getting rid of al-Maliki was one major step that delivered a strategic blow to Iran’s plots in Iraq. Prime Minister Haider al-Abadi has certainly shown more willingness to work with the Sunnis. However, he is under tremendous pressure from Shiite militias, again supported and provoked by Iran, known to launch massacres against the Sunnis.

The Iraqi government under al-Abadi now is supporting the idea of returning Sunnis into the battle against ISIS, and this is key. Iraqi forces are now commanded by trusted individuals. This is a key shift in policy and procedures in comparison to al-Maliki’s tenure. A similar policy shift is needed vis-à-vis Iran.

The Iraqi army should follow through with its victory in Ramadi and place the city under local Sunni leaders’ control. This would be a very good start, and the necessary launch pad for the Iraqi army to regain control over Anbar’s second major city of Fallujah. With Anbar under their control and the crucial support of the Sunni minority, Iraq can then head north and begin targeting Mosul. For this campaign the unity of Iraq as a country will be very important.

Involving the Sunni community in retaking control over all of Iraq would be a nightmare for Iran as it has thrived over sectarian conflicts across the Mesopotamia. Supporting moderate Muslims is the best policy against Iran. It is high time to bring an end to such dreams for Iran and deliver a serious blow to Tehran’s meddling and aspirations in Iraq.

Follow Keyvan on @SalamiKeyvan

Posted in English, مواضيع عامة | Leave a comment

هل شارفت الرأسمالية على نهايتها؟ حوار سعید رهنما مع لیو پانیچ*

leopang5 – 13
لیو پانیچ
سعید رهنما: على الرغم من التكاليف والتضحيات الجمة، فقد أصاب الفشل كلاً من الستراتيجيات الثورية والستراتيجيات الاصلاحية التي اتبعها الاشتراكيون في مختلف بقاع العالم. وغالباً ما اضطر هؤلاء إلى تغيير مسارهم صوب السير على طريق الرأسمالية. من وجهة نظركم إلى أي حد يتحمل الاشتراكيون انفسهم وزر هذا الفشل، وما هي الدروس التي استخلصناها من هذه التجارب؟
لیو پانیچ: من أين يمكن أن نبدأ؟ من الأفضل أن نبدأ بتلك المجموعة من الدول الرأسمالية التي استطاعت فيها الطبقة العاملة أن تشكل أحزابها ونقاباتها وأن تطرح مطاليبها بحرية وبشكل قانوني على الشعب، وأن يستطيع العمال والعاملات، ومن ضمنهم المهاجرين، أن يختاروا ممثليهم. هذا الوضع يختلف عن الدول التي يضطر فيها ممثلو العمال إلى العمل بصورة سرية وغير قانونية من أجل السير قدماً بحركاتهم. ففي الدول التي يحكمها الليبراليون الديمقراطيون، والذي لعبت الحركة العمالية دوراً مشهوداً في استقرار مثل هذا النظام، كنّا نتصور إنه عندما نحقق مثل هذه الإصلاحات، فستبقى هذه الإصلاحات أزلية على مدى الدهر دون أي تغيير. هناك مقالة شهيرة كتبها تي. اچ. مارشال تحت عنوان “المواطنة والطبقة الاجتماعية”، أشار فيها إلى المراحل المتعاقية للإصلاح الذي يصب لصالح الطبقة العاملة، حيث طرح على أفضل وجه هذه الرؤيا. فقد أشار إلى أنه بعد كسب الحقوق المدنية ( توفر إمكانية تشكيل النقابات العمالية، وتم إقرار الحقوق السياسية، حق الاقتراع للرجل والمرأة)، وفي النهاية الحصول على الحقوق الاجتماعية (دولة الرفاه). لقد طرح هذه الموضوعات بشكل وكأنها الهدف الذي لا يمكن اجتنابه. نحن الآن نعيش في القرن الحادي والعشرين، ونشهد في ظل حكم الليبراليين الجدد المنافسة المتصاعدة للرأسمالية، وفقدان هوية الطبقة العاملة، التي جرت إلى حد كبير بفعل بروقرطة النقابات وتراجع الطابع الراديكالي للأحزاب الاشتراكية مما أدى إلى ضياع الكثير من الإصلاحات الاجتماعية التي تم كسبها في الفترة السابقة. إنني أعتقد بإن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه المدافعون عن هذا الفهم للإصلاح التدريحي في رحم الرأسمالية هو أنهم افترضوا أن ما تحقق في المرحلة السابقة جاء إقراره من قبل الحكومة، وليس عن طريق التعبئة ونشر الوعي والدعوة للتضامن الطبقي باستمرار وبإرشاد من قبل الأعضاء الناشطين في أحزاب الطبقة العاملة والنقابات، مما رفع القدرة المجتمعية للطبقة العاملة بين العمال والعاملات، إضافة إلى المهاجرين الجدد. لقد تحوّلت النقابات الآن إلى أجهزة للمساومة، وأنشغل المحامون بتقديم الشكاوى ضد أرباب العمل فحسب، واكتفت شركات التأمين بتمثيل العمال. وتحوّلت الأحزاب أيضاً إلى مجرد أجهزة لخوض الانتخابات مستخدمة إعلانات محطات التلفزة للارتفاع بوعي العمال.
سعید رهنما: من المناسب التمييز بين الدول الليبرالية الديمقراطية وبين الدول التي تفتقد إلى الديمقراطية، حيث لم يستطع الاشتراكيون مزاولة النشاط القانوني، وكان عليهم العمل بشكل سري وثوري ويلجأون إلى الاستلهام من الثورة الروسية ثم الثورة الصينية. فالأخطاء التي ارتكبوها عادت عليهم بالهزائم المريعة.
لیو پانیچ: ليس هناك أدنى شك بارتكاب أخطاء كثيرة، ولكن قبل كل شيء أود القول بأنه من غير الصحيح من وجهة نظري الاعتقاد بأن الشعب بعد الثورة البلشفية، لو لم ترتكب كل هذه الأخطاء ولا حتى الجرائم ، لاستطاعت روسية الوصول إلى ما وصلت إليه السويد على سبيل المثال. فما أشرتم إليه هو عين الصواب، فالظروف كانت مختلفة بحيث تطفو على السطح ستراتيجيات مختلفة. من المؤكد أن هناك في جعبة المجاميع السياسية خيارات كثيرة، على خلاف الدول التي يستطيع فيها العمال تشكيل نقاباتهم بحرية، وينتخبون ممثليهم بحرية، وتستجيب الحكومة لنتائج هذه المشاركة. فالثورة البلشفية حدثت في بلد لا يتوفر فيها هذا الخيار. ولهذا السبب لم أتفق مع أقراني التروتسكيين الذين كانوا يعلنون صراحة أن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية تهادن الرأسمالية، وفي الوقت نفسه كانوا يوجهون أقسى الانتقادات للستالينية والاتحاد السوفياتي بهدف إحياء تراث وشكل الحزب البلشفي بزعامة لينين وأحياء الروح الثورية التي سبقت الفترة الستالينية. إن ما لم يدركه هؤلاء هو أن الشروط لأحياء هذا النوع من الحزب أو ستراتيجية البلاشفة لم يعد لها وجود. فهذ النزعة البلشفية كانت لها مدياتها في ظروف عام 1917، ليس في الشرق وحده، بل إلى حد ما في الغرب حيث عمّت الإضرابات الشاملة وغيرها من أشكال النضال بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن هذه الأنواع والأساليب لم تعد مناسبة في عقد السبعينيات من القرن الماضي. فالتعصب وضيق الأفق والتهميش والمشاكسات الخفية بين أعضاء هذه المجاميع لم يكتب لها الانتشار لأن أعضاء هذه المجاميع ولدوا وهم من أشد المتعصبين. لقد أصبحوا متعصبين لأنهم استخدموا اللغة البلشفية، ودارت في أدمغتهم الستراتيجية البلشفية في وقت تغيّرت فيها الأوضاع ، ولذا تعرضوا إلى التهميش.
سعید رهنما: في الحقيقة فإنه حتى في الدول التي فرضت الشروط السياسية والاقتصادية على الاشتراكيين خيار الثورة والانتفاضة في الظاهر، فإن المواجهة بدون طرح بديل واقعي هي الكارثة بعينها. وأورد في هذا الصدد تجربتي الشخصية حيث انخرطت في العملية الثورية دون التفكير بالبديل عن النظام القديم وعواقب ذلك؟
لیو پانیچ: نعم، هذه حكاية قديمة في الثورات. ينبغي أن نتذكر بأن الثورة الفرنسية أوصلت نابليون إلى سدة الحكم الذي ختمها بإعادة الملكية من جديد. كما ينبغي أن نتذكر ثورة عام 1848 التي واجهت الفشل، وأجبر جيل من الثوريين، الذين على غراركم وغرار رفاقكم، على أن يقضوا بقية أعمارهم في المنفى ولم يستطيعوا العودة إلى أوطانهم. ولكن هل هذا يعني أنه كان على ثوريي 1789 و 1848 الجلوس في بيوتهم؟ إن هذه الانتفاضات كانت انفجارات اجتماعية، وعلى الرغم من وجود قادة لها، فلم يتحرك هؤلاء الزعماء في خضم الانفجارات الاجتماعية على أساس الإرادوية الثورية الصرفة. وبالطبع فإن مثل الانفجارات الاجتماعية قد تنطوي على نتائج سياسية غير مرغوب بها. أنظر إلى مصر اليوم. ونأمل أن يستطيع الجيل القادم في مصر النظر إلى الوراء ويدرك أن شخص مثل السيسي، بالرغم من كونه عسكرياً علمانياً، إلاّ أنه لا يتمتع بأية صفة من الصفات الناصرية المعادية للأمبريالية في دول العالم الثالث، ويسعى السيسي إلى أطفاء الروح الثورية التي أطاحت بنظام مبارك القديم، وبذلك يلعب دوراً رجعياً معادياً. ولا يمكنني أن أبدي وجهة نظري تجاه إيران، بالارتباط مع الدور الذي لعبه الشاه في دعم أمريكا لتعزيز مواقع الرأسمالية في العالم. فهل كان هناك طريق آخر سوى اللجوء إلى الحركات الثورية التي حدثت في عام 1979 كي يتم الإطاحة بالشاه. من الواضح أن الوضع في كل بلد قد يختلف. وإذا ما ألقينا نظرة على الثورة الكوبية، فمن المحتمل أن كاسترو كان على حق عندما واختار الكفاح المسلح خلافاً لتوصية قادة الحزب الشيوعي الكوبي، ثم أصبحوا لاحقاً جزءاً من النظام الجديد.
سعید رهنما: القضية لا تتحدد في حدوث أو عدم حدوث الثورة، لأن هناك مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية، الداخلية والخارجية التي من الممكن في مرحلة خاصة في بلد معين أن تؤدي إلى ثورة سياسية. ولكن هل أن ثورة لا تتمتع بدعم الأكثرية الواعية ( حسب مفهوم ماركس في مقابل المفهوم البلانكي) قادرة على تحقيق أهدافها؟ إن القسم الأعظم من اليسار الثوري إضطر إلى السير على خطى المفهوم البلانكي مع كل نتائجه وتبعاته.
لیو پانیچ: إننا الآن نعيش في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. فإذا كنّا مؤمنين بالمادية التاريخية، فعلينا أن نقف على مسافة من أنواع التكتيكات وحتى المفاهيم الستراتيجية التي تبناها الناس في منتصف القرن التاسع عشر ، وحتى أكثرهم إبداعاً وأكثرهم التزاماً. كما يجب أن ننتبه إلى أن الأفكار الفوضوية قد راجت على نطاق واسع في العقدين الأخيرين؛ وأضحت أفكاراً تلهم بأشكال مختلفة موجات الاحتجاج ضد العولمة إلى جانب الاحتجاجات الأخرى. فالكثير من الشبيبة الآن يعلنون صراحة على أنهم فوضويين أو متأثرين بالأفكار الفوضوية. وهذا هو تعبير واعي، وقائم على تجاربهم ، لردود أفعالهم تجاه الأحزاب الطليعية، إضافة إلى الأحزاب التي تشارك في الانتخابات. ولكن يمكن أن تدوم احتجاجاتهم طوال العمر، وسنستمر نحن أيضاً بالاعتراض على سلوكهم، إلاّ إذا بادرت القوى السياسية المنظمة ، بحيث تكون قادرة على التحرك صوب الدولة وتغييرها. والآن كيف يمكننا أن نخلق “الأكثرية” وفي ظل أية ظروف، وما هو العدد الكافي كي نتمتع بدعم “الأكثرية الواعية” كي يمكننا الاستفادة من العبارة المبهمة لماركس والتي أشرت إليها مقابل فكرة بلانكي. إنني لم أكن يوماً من الأيام لينينياً، وكنت على الدوام أوجّه الانتقاد للأحزاب الطليعية وكل أنواع المنظمات الحزبية المبنية على المركزية الديمقراطية. ولكن يجب البدء بكوادر ملتزمة لبناء نوع من المنظمات السياسية تستطيع أن ترتفع بوعي الشعب لفهم أهمية تغيير الدولة والمشاركة في عملية التغيير وحمايتها، واتخاذ خطوات صوب التغيير الهيكلي للمجتمع. إذن هل من الممكن القول أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي كان يمثل “الأقلية” في حين أن الحزب الاشتراكي الألماني كان يمثل “الأكثرية”؟ لقد كان الحزب الألماني شاملاً وقام أعضاءه بالدفاع عن الحزب بشكل واسع، علاوة على أنه بادر إلى تأسيس النقابات العمالية وناضل من أجل احقاق حقوقها، وشق طريقه إلى الحكومة بواسطة آرائهم. وفي الحرب العالمية الأولى دعم الحزب القيصر الألماني، كي يتجنب اتهام النظام القديم له بالخيانة، وهذا لا يعني أنه وجميع أعضائه خانوا الأيمان بالاشتراكية. إنهم في الواقع كانوا قلقين من تعاظم الشعور القومي المتشدد في صفوف أعضائه، كما كانوا قلقين من مواجهة تعلق أعضاء الحزب بالنقابات التي عملت على رفع أجورهم؛ هذه النقابات التي كانت ترفض الثورة كما أشارت إلى ذلك روزا لوكسمبورغ بشكل واضح في كتيبها “الأضراب الجماهيري”، رغم حديثهم عن الاشتراكية في الاجتماعات الحزبية. ويجب التذكير بأن الحزب الروسي كان يضم في صفوفه مليون عضو تقريباً، لذا كان حزباً واسعاً ولايضطر إلى الانتقال إلى العمل السري. وكما توقعت روزا لوكسمبورغ، فإن النظام القيصري في روسيا إنهار خلال الحرب العالمية الأولى، وظهرت بسرعة على السطح الكثير من السوفيتات المحلية، ولم يكن بمستطاع كيرنسكي إرساء نظام برلماني، وانتقلت السلطة إلى الشارع ليصطحبها البلاشفة الذين كانوا يتمتعون بقدرة تنظيمية كافية. ولكن لروزا لوكسمبورغ كل الحق عندما حذرت البلاشفة من أنهم يزيلون كل الشروط أمام الطبقة العاملة في تعاظم قدرتها وتوسيع نفوذها بعد أن أقدم البلاشفة على حظر نشاط الأحزاب الأخرى التي كانت تتمتع بتأييد الكثير من أوساط الطبقة العاملة. ففي حالة فرض الحظر على نشاط الأحزاب الأخرى التي تتمتع بالدعم من العمال، فكيف سيتم معرفة من الذي يدعم الأحزاب الرجعية، هل على أساس طراز ملابسهم التي يرتدونها؟ وفي الحقيقة أن بعض بذور الستالينية قد زرعت في تلك الفترة. ولنا أن أشير إلى أنه في تلك الأيام المثيرة التي سقط مبارك في مصر، لم يكن لأي بلشفي وجود في شوارع مصر كي يقتحم أبواب السلطة، ولذا لم نر أية نتيجة مهمة تذكر على اثر هذا السقوط.
سعید رهنما: سعيد جداً بإشارتكم إلى التجربة الألمانية، لأنها تشير بوضوح إلى هزيمة كل من الستراتيجية الأصلاحية والثورية على حد سواء. فكما تعلمون انه بعد سقوط الامبراطورية الألمانية، استطاع حزب العمل الاشتراكي الألماني السيطرة على الحكم لأإن ضم في صفوفه مفكرين كبار، وانتسب أكثر من مليون عضو فعال إلى صفوفه. ولكن بسبب الاختلافات الداخلية، لحقت الهزيمة بالثورة. وقد اتهم اليسار المتطرف السبارتاكيون/ الشيوعيون والاشتراكيون المعتدلون في الجناح اليساري بالوقوف إلى جانب الجيش والقوى الرجعية، كما اتهم الجناح اليميني في الاشتراكية الديمقراطية الجناح اليساري بالتسرع في إعلان الجمهورية الاشتراكية والدعوة إلى الثورة. اعتقد أن هناك عناصر من الواقعية الدرامية في ادعاءات كلا الطرفين.
لیو پانیچ: هذه الأحكام خاصة جداَ.
سعید رهنما: النقطة التي أود الإشارة إليها هي أنه ليست بالضرورة أن تؤدي أية لحظة ثورية إلى نتائج لصالح الاشتراكيين. ويكتسب هذا الأمر مصداقية خاصة في عالم اليوم مع بروز أنواع مختلفة من الأصوليين الرجعيين على الساحة. لقد اقتبست في كتابي “الأشتراكية المتجددة” قولاً مأثوراً لريموند ويليامز جاء فيه:”عندما يصل الشعب إلى نقطة يجد أنه من غير الممكن تحمل عبأ التناقضات قياساً بكلفة إنهائها، فسيتحرك صوب الثورة”. فبدون شك عندما لا يوحد أمامك أي خيار آخر سوى الثورة، فستندلع الثورة بالتأكيد. ولكن ولشديد الأسف، إننا لو تمعنا في كل الثورات السياسية، فنرى إن كلفة وضع نهاية مفاجئة للتناقض أعلى كلفة. ولدينا الكثير من الأمثلة على ذلك، ولكن أكتفي بالإشارة إلى تجربتنا.
لیو پانیچ: أتفق معكم تمام الاتفاق، وأظن أن على كل الذين يتمتعون بالمصداقية أن يكونوا على بصيرة من تكاليف ومخاطر مثل هذه الثورات، كما عليهم أن يدركوا بأن الكثير من أفراد الشعب لا يميلون إلى المشاركة فيها، جراء شعورهم الغريزي بالثمن الباهض الذي يكلفهم مثل هذا التغيير. وأظن في مثل هذه الحالات إن نكون على حس مرهف كي لا نطرد هؤلاء بدعوى أنهم رجعيون. ولكن في لحظات تعرض النظام للسقوط ، ويحصل اصطفاف للقوى الاجتماعية، ومن ضمنها القوى الرجعية في تجربتكم، بحيث تشارك في عملية اسقاط النظام، فيغدو من الصعب جداً تفادي المواجهة معها. وفي الحقيقة إن ذلك له صلة بالأوضاع والأحوال في كل بلد، ولكن المهمة التي تقع على عاتقنا هي توسيع ثورة الشعب إلى درجة يمكن عندها توفير إمكانية التحول الاشتراكي.
سعید رهنما: دعني أطرح السؤال اللاحق، ففي الوقت الذي اعتبر ماركس العنف عتلة الثورة، إلاّ أنه استثنى من ذلك الدول التي يتمتع العمال فيها بحق الاقتراع، حيث يلجأون إلى الأساليب السلمية لتحقيق أهدافهم. ويتمتع المواطنون الآن في غالبية بلدان العالم بهذا الحق، فإلى أي حد وفي ظل أية ظروف يمكن الانتقال بالطرق السلمية؟
لیو پانیچ: الماركسية ليست نظرية ثابتة حول الثورة، إنها قدمت أكبر عون لنا كي نفهم بشكل أفضل جوهر الرأسمالية. ولقد حلل ماركس بشكل رائع، لكونه صحفياً، بعض اللحظات الثورية خاصة في فرنسا. ولكنني اعتقد وجوب البحث المنطقي في هذه الحالات بالاستناد إلى هذا الاقتباس أو ذاك من أقوال ماركس الذي يجب أن لا نتوقف عنه. وباعتبارنا ماديين تاريخيين، فيعني ذلك أن نفهم الظروف المتباينة التي يجري في ظلها البحث. فعندما استعرض ماركس هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة في ذلك الوقت، فكيف كان بإمكانه التنبؤ بتحول أي من هذه البلدان إلى الديمقراطية الليبرالية بعد عام 1945. فمن المعلوم أنه بعد عام 1945 فقط، تمتع العديد من البلدان بحق الاقتراع العام المضمون وانتخابات مستقرة خاضعة للرقابة.
سعید رهنما: القضية هي أنه إذا استطاع العمال وأكثرية أفراد الشعب أن يرسلوا ممثليهم الحقيقيين إلى البرلمان، فيبدو أنه لم تعد هناك أية ضرورة للثورة السياسية المفاجئة.
لیو پانیچ: على شرط أن يعلن الحزب الذي يمثلهم عن استعداده للمساءلة والعزل، وأن يضمن أن هؤلاء الممثلين هم كوادر ومنظمون، وليسوا سياسيين مهنيين تتحدد مهنتهم الأصلية في ” التمثيل في البرلمان” على مر العهود. وإذا ما كان لي دور في هذه البحوث، فإنه يدور حول هذه النقطة. إننا نشاهد الآن، وبعد قرن كامل من النشاط البرلماني، بأن الممثلين المنتخبين من الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية قد اندمجوا في هياكل الدولة، ونسوا دورهم القائم على أن يعبروا عن إرادة ناخبيهم. ولقد تنبأ روبرتو ميشلز بذلك قبل قرن كامل في كتابه المعنون “الأحزاب السياسية: القانون الجديد للأوليغارشية”، هذا الكتاب الذي لا يتضمن مفاهيم اشتراكية، ثورية كانت أم إصلاحية. ينبغي أن نكون على قناعة أن باستطاعتنا أن نوسع قدرات الشعب كي تكون لدينا ديمقراطية ذاتية. فلم يعد يكفي القول ما هي حصيلة جلوس “ممثلين حقيقيين” للعمال على مقاعد البرلمان، فالمهم هو نوع الديمقراطية السائدة في البلاد. لقد ظهرت بعض الحركات السائرة على هذه الخطى في العقود الثلاثة الماضية. فحزب الخضر في ألمانيا الذي طُرد أعضاؤه من الحزب الاشتراكي الألماني عام 1970، على اعتقاد بضرورة عزل وتغيير ممثلي البرلمان وما شاكل ذلك. وعلى هذا المنوال، قام حزب العمال في البرازيل، وأكد على أن الوظيفة الأساسية للأفراد الذين يجلسون على مقاعد البرلمان يجب أن تبقى ذات طابع تنظيمي.
سعید رهنما: بالطبع، وأود أن أضيف إلى ذلك، أن حزب الخضر الألماني تخلى عن الترتيبات التنظيمية التي سادت في السبعينيات بعد أن اتسعت عضويته ونفوذه، ولكن الحق معكم بأنه من الضروري أن لا ينتابنا الوهم حول الممثلين الحاليين في الديمقراطيات الليبرالية. والقضية هي كيف يستطيع الاشتراكيون والتقدميون الاستفادة من الآليات الديمقراطية كي يحققوا أهدافهم، وكيف يستطيعون تغيير هذه المؤسسات. لقد أشرت في أحد مؤلفاتي حول فشل الماركسية التقليدية في عرض المؤسسات الضرورية للاشتراكية الديمقراطية، هذه المسألة التي ترتدي أهمية خاصة.
لیو پانیچ: أشعر بالانزعاج عندما يلصق البعض بي صفة الماركسية الكلاسيكية أو الأرثدوكسية، إنني احتفظت بايماني بالاشتراكية، وعلى اعتقاد بأن بعض جوانب الماركسية حول الرأسمالية قد ساعدتنا على إدراك جوهر الرأسمالية، إضافة إلى القسم الأعظم من نظرية ماركس حول فائض القيمة. في سنوات شبابي، كتبت مقالة أشرت فيها إلى نواقص الماركسية بصدد تحديد وتبيان المؤسسات الضرورية للانتقال إلى الاشتراكية. وبحثت في اصطلاحات ماركس وأنجلز حول “ديكتاتورية البروليتاريا” و “تحطيم الدولة” ومثيلاتها من الاصطلاحات التي لم تجيب على أغلب الأسئلة المعقدة. إنني أعتقد أنه من الضروري على جيلنا والجيل القادم المؤمن بالمستقبل الاشتراكي عبوراً بالرأسمالية، أن يسعوا إلى إيجاد المؤسسات الضرورية، وتوسيع التحليل الماركسي في ميدان المؤسسات بهدف تحسين محدوديات المؤسسات الرأسمالية، سواء أكانت مؤسسات على شكل شركات أم مؤسسات تابعة للدولة، ومؤسسات الطبقة العاملة والعاملين فيها الآن أو المؤسسات الجديدة التي تتكون في معمعان النضالات الثورية.
سعید رهنما:بسبب النفوذ الذي تمتعت به اللينينية، فقد قام القسم الأعظم من التنظيم ذي الطراز اللينيني على التحليلات المتعلقة بالمؤسسات الاشتراكية.
لیو پانیچ: بالطبع يجب أن نتحلى بذهن متفتح. وكما أشرت سابقاً، لم أكن لينينياً طوال حياتي. ولكن عليّ أن اعترف إن القسم الأعظم من الملتزمين ، وأكثرهم وعياً والكوادر المؤثرة والكثير من أفضل المنظمين قد ظهروا في المنظمات اللينينية. وأظن أنه من الممكن أن يتكرر ذلك في هذه الأيام. وعلى أي حال، وكما أشرت آنفاً، فإن التزام هؤلاء بالنموذج البلشفي يعتمد غالباً على نتائج جهودهم، مقارنة بالفترة التي كانوا منظمي الطبقة العاملة لا يقدمون سوى نتائج يسيرة أحياناً. لقد كان أبي اشتراكي ديمقراطي وناشط نقابي أيضاً، وأصبح في أحدى الفترات الرئيس المنتخب للنقابة. لقد كان شاهداً على أقدام الزعماء الشيوعيين في النقابة على إثارة المشاكل تنفيذا لتوجيهات “الخط الحزبي”. كما كنت شاهداً على عمتي التي انخرطت في الحزب وكانت تتمتع بحس أعمق عن الاستغلال من أبي، وحتى أعمق من اتحاد مشترك المنافع الكندية CCF ( طليعة الاشتراكية الديمقراطية الحزب الديمقراطي الجديد NDP). وبدون شك، هناك عيوب في كلا الحزبين، وينبغي استخلاص الدروس منهما كي نمتنع عن هذه الممارسات.أعتقد إننا يجب أن نتوسع في هذا التفكير الستراتيجي لبناء المؤسسات ، كما يجب أن يعتمد ذلك على معرفة مزايا ومحدوديات كلا النوعين من المنظمات، دون أن نستنسخها، وذلك لأن المسيرة التاريخية قد تجاوزتهما. ولذا يجب إرساء مؤسسات بشكل خلاق، وأن ندرك التفاوت في المؤسسات تبعاً للظروف التاريخية.
سعید رهنما: هذا الأمر يحتل أهمية فائقة في ظل ظروف العولمة الجارية في الوقت الراهن. في السابق، سعى اليسار إلى خلق مؤسسات على المستوى المحلي بأمل استقرار الاشتراكية في البلاد. أما الآن، ففي الوقت الذي خلقت العولمة فرصاً جديدة، إلاّ أنها أقامت موانع جديدة أيضاً. ولذا فإن السؤال القديم حول إمكانية بناء الاشتراكية في بلد منفرد يرتدي المزيد من الأهمية.
لیو پانیچ: هذه القضية تثير لديّ اليوم القلق الشديد. فمن ناحية ينبغي القول أنه بعد فشل الثورة الألمانية الذي عرّض الثورة الروسية إلى الحصار، فقد برهن ستالين بإجراءاته أنه من غير الممكن انتصار الاشتراكية في بلد واحد على انفراد على الإطلاق. ولدينا اليوم انتاج عالمي، وأصبحنا تابعين للرأسمال المالي المتعدد القوميات وغيرها من خصوصيات الرأسمالية العالمية. ومما يقلقني هو حجم الثمن الذي يتحمله أي شعب يسعى إلى التحولات الاشتراكية. لنأخذ اليونان على سبيل المثال، حيث حصل سيريزا، هذا الحزب الذي أثمن دوره، على أكثرية الأصوات في استطلاعات الرأي وشكّل الحكومة. لقد جرى انتخاب سيريزا عبر انتخابات ديمقراطية على أساس الوعود التي قدمها للناخب اليوناني، وإذا لم يف سيريزا بوعوده الانتخابية المتعلقة بإلغاء الاتفاقية المفروضة على اليونان من قبل ترويكا الاتحاد الأوربي والبنك المركزي الأوربي وصندوق النقد الدولي، فقد يؤدي ذلك إلى طرد اليونان من منطقة اليورو وحتى الاتحاد الأوربي، وسيتعرض الشعب اليوناني إلى أضرار أكثر. وإذا ما اضطر اليونانيون على نشر “الدراهما” على نطاق واسع، فسيتعرض الاقتصاد اليوناني إلى التضخم الحاد، ولا يستطيع استيراد البضائع التي هو بأمس الحاجة إليها، إضافة إلى المشاكل الأخرى. لقد طرحت هذه المشكلة على الجميع في اليونان، رغم إني كنت قلقاً من استغلال اليمين ذلك ضد سيريزا. ومن ناحية أخرى ماذا يمكننا أن نقول، فهل عليهم القبول بالتقشف المميت الذي فرض عليهم؟؟ وتبقى المسألة الواقعية هي الحاجة إلى ميزان القوى في أوربا الشمالية يبدي ضغوطه على تلك الدول كي تلتقط سيريزا أنفاسها، ومن ضمنها الرقابة على الرأسمال وعلى الواردات. وفي الوقت نفسه، فإنني لا اعتقد بإمكان بناء الاشتراكية في بلد واحد، وأعتقد إن الحل هو التوسع الاقتصادي في الداخل بشكل أكثر.
سعید رهنما: بدون شك، ينبغي على أي حزب تقدمي راديكالي أن لا يستسلم للرأسمال، ولكن في الوقت نفسه هناك واقع صعب يجب على الاشتراكيين مواجهته. ففي ندوة اليسار التي عقدت من أجل البحث غي موضوع سيريزا وكوبك سوليدار ( الحزب اليساري في ولاية كوبك الكندية)، سمعت أنكم أجبتم على سؤال حول الإصلاحات البنيوية، وقلتم إن سيريزا وكوبك سوليدار غير قادرين على إجراء إصلاحات بنيوية، لأن الظروف غير مهيئة الآن. إنني أقارن هذا الموقف المسؤول باللقاء الصحفي لـ”آلن وودز” حول سيريزا الذي انتقد سيرزا معتبراً أي اقتراب لسيريزا من السلطة يقلل من راديكاليتها، ويوصي بأن على الحزب أن يتحرر من كل المنظومة ويعلن الحرب على الترويكا. بالطبع من السهولة إطلاق الشعارات الراديكالية، ولكن إذا ما تأخرت اليونان عن دفع مستحقات ديونها، فسوف لا تتمكن من تصدير أجبانها، ولا تستطيع البواخر اليونانية الرسو في الموانىء الأجنبية وقد تتعرض إلى خطر المصادرة.
لیو پانیچ: طبيعي، فلا يمكننا أن نغدو إرادويين بالكامل، عندئذ سنكون في عزلة عن الواقع. إن المؤشر الأصلي في عدم قدرتنا على إدانة سيريزا أو أن نفرض على سيريزا بعض الحلول هو أن أكثرية أفراد الشعب الذين صوتوا لسيريزا يعارضون خروج اليونان من الاتحاد الأوربي. فلو أعلن الحزب رأيه بالخروج، فسوف لا يكون بإمكانه الحصول على هذه النسبة المئوية من الآراء. ومع ذلك يبقى الهدف في الواقع هو استرداد الرأسمال من الرأسمال، استرداد النظام البنكي اليوناني وتحويله إلى خدمات للمنفعة العامة وجزء من نظام التخطيط الاقتصادي الديمقراطي. ولكن يبقى السؤال الآن، أي هدف هذا الذي يدور في ذهننا، مع الأخذ بنظر الاعتبار إن توازن القوى لا يسمح لحد الآن الإقدام على خطوة راديكالية. والقضية المهمة هي أن نتمتع بالمصداقية أمام الناس ونصارحهم. وفي الحقيقة فعندما يشرع الشعب بانتخاب ممثليه، ويدرك هؤلاء الممثلين أن توازن القوى ليس في صالحهم، فإن عدم التحرك يضفي العقلانية، ويتخلون عن تعبئة الشعب صوب الاشتراكية. هذه الحالة هي التي كانت سائدة في الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية. واعتقد أن من المهم أن يبادر ممثلو الشعب المنتخبين إلى توضيح الهدف الاشتراكي بشكل صريح. ولكنني أفهم أنه لو أقدم هؤلاء على هذه الخطوة، فإن القوى التي تحافظ على الوضع الموجود ستضعهم في الزاوية، وسوف لا تجري الانتخابات بسهولة.
سعید رهنما: الآن أود الاستمرار في السؤال عن الاشتراكية نفسها. ما هي وجهة نظركم حول ملامح وخصائص ما يسمى بالمرحلة الأولى للمجتمع الذي يلي الرأسمالية؟ وما هي اختلافات هذا المجتمع عن التجربة الروسية والصينية من حيث التأميم والاشتراكية الصارمة للاقتصاد والإلغاء المطلق للقطاع الخاص وسيطرة الدولة على جميع مرافق الحياة وغيره؟
لیو پانیچ: عندما عاد استاذي وزميلي رالف ميلبند من زيارته للاتحاد السوفييتي، قال:” ماذا تظن سبب عدم وجود مقاهي هناك؟؟؟ لأن المقاهي هي المكان المفضل للتخطيط للثورات”. من الواضح أن المقاهي إذا ما وجدت في مجتمع اشتراكي فستكون حافلة بالحياة. إن مرافق العمل ذات الإدارة الذاتية هي مجرد خلايا لانتاج السلع وتوفير الخدمات، ويمكن أن تتوفر إلى جانبها خلايا للتوزيع تعتمد على السوق. فعلى سبيل المثال منظومة من الحلاقين قائمة على السوق. ولكننا لا نريد صحفاً يتخذ السوق قرارات بشأنها، بل أن تتوفر الظروف كي ينتج الناس توليد المطبوعات وإدارتها بالاشتراك مع العمال، وأمثلة أخرى من هذا القبيل. ولا أعتقد أن هناك حاجة للتذكير بأننا على فهم لكل هذه الأمور. إن التأميم اصطلاح موحش تحملنا أعبائه،لإن الأصل في ذلك هو أن “المؤسسات المؤممة” تقع تحت اختيار القطاع العام والدولة الموجودة. ولكن الدولة والقطاع العام هما موجودان بيروقراطيان، لأنهما رأسماليان. إن كل أهداف تغيير الدولة تقوم بالأساس على تشجيع اللامركزية والمبادرة وأمور من هذا القبيل. باعتقادي أن ما له الأولوية في الإصلاح الهيكلي، ولا أدري المدة اللازمة لذلك كي نصل إلى الهدف، في الظروف الرأسمالية المعاصرة هو تحويل المؤسسات المالية إلى القطاع العام الذي يرتدي أهمية بالغة. وتستفيد سيريزا من اصطلاح قائم على هذه الفكرة، ولكنها تعلن بوضوح إن المقصود هو الملكية الاشتراكية.
سعید رهنما: ولكن خلافاً لادعاء الفوضويين، فإن الدولة تبقى المؤسسة الاجتماعية.
لیو پانیچ: إنني أشير إلى جميع المؤسسات التمثيلية وأدارة شؤون المجتمع، وإذا أردتم فلنطلق عليها مفردة الدولة، وليست هناك أية إشكالية في ذلك. ولكن المشكلة هي أننا نريد تغيير الدولة لا أن نستورثها. إنني أتفق مع ضرورة انتقال ملكية البنوك إلى القطاع العام، وكذا الحال بالنسبة للشركات الصناعية المهمة. وأقولها ببساطة نحن بحاجة إلى رقابة عمالية، حيث يصبح بإمكان العمال اتخاذ القرارات في مرافق عملهم. كما يجب أيضاً وجود أنماط من الرقابة الاجتماعية ودرجة التمثيل من أجل اتخاذ القرارات في أعلى المستويات بشكل يتجاوز مرافق العمل. وفي هذا المفهوم، يلعب العمال دور الحكّام في القرارات حول ما ينبغي التعامل مع مصادر هذه المرافق. وهكذا فإن العملية هي اعقد بكثير مما تصوره ماركس عند الكتابة حول كومونة باريس.
سعید رهنما: إنني سعيد بإشارتكم إلى هذا الموضوع. فكما تعلمون في اثناء الثورة الإيرانية عام 1979، وبقدر ما يتعلق بمجالس العمال، فقد أقمنا مجالس في كل المصانع والمرافق الانتاجية الأساسية، وفرضت هذه المجالس رقابتها على جميع الأمور. ففي اتحاد مجالس هيئة توسيع وإعادة بناء الصناعة الذي يضم أكثر من مائة فرع صناعي، وكما أتذكر، كنا ننتقل من مجلس إلى آخر ونعين مدراء مفوضين جدد، وعملنا على تقوية المجالس. لقد كانت لدينا أوهام كثيرة، ولكننا أدركنا بأن تلك الإجراءات عابرة، ليس بسبب ماهية النظام فحسب، بل بسبب ضعف المجالس وسوء جوهر المجالس والرقابة العمالية. فمن الممكن أن تخضع الوحدات المحلية الصغيرة إلى الرقابة العمالية الكاملة، ولكن في الصناعات الستراتيجية الوطنية أو المناطقية مثل شركات النفط والفولاذ أو الشركات الخدمية مثل النقل والكهرباء والماء، فلا يمكن أن يتولى العمال والموظفين مهمة اتخاذ القرارات في هذه المرافق الاقتصادية. كثيرون تحدثوا عن الإدارة الذاتية دون أن يفصحوا عن وجهة نظرهم حولها وبشكل صريح.
لیو پانیچ: نعم، لقد قرأت مقالتكم حول هذا الموضوع. وينبغي أيضاً أن نستخلص الدروس من المشاكل اليوغسلافية في هذا الصدد.
سعید رهنما: إن سؤالي التالي يتعلق بالطبقة. فأية طبقة أو طبقات تعتبر القوة المحركة للثورة الاشتراكية؟ في مراحل تاريخية سابقة، جرى التأكيد على الطبقة العاملة، ولكن ممّ تتشكل الطبقة، وهل تشمل العمال من ذوي الياقات البيض والطبقات المتوسطة الجديدة؟
لیو پانیچ: نعم، يجب أن نعرّف القوى الداعمة للاشتراكية على الدوام ضمن إطار أوسع، حيث تشمل الطبقة العاملة بمفهومها الواسع والمتنوع جداً، ولا ينبغي أن نتصور فقط عمال الصناعة، رغم إن هذا المفهوم هو الذي ساد في الأحزاب الاشتراكية التقليدية أحياناً. لقد كان من الخطأ التركيز المجرد على عمال الصناعة، الذين كانوا يشكلون أقلية على الدوام، ولا يشمل هذا المفهوم المعلمين وحتى عمال الخدمات ومن ضمنهم الحلاقين. لو كان لدى هذه الأحزاب نظرة أوسع ضمن مسؤولياتهم قائمة على الفئات التي ينبغي رفع وعيها السياسي وتعبئتها، فستتحول هذه الأحزاب إلى أحزاب جماهيرية أكثر. ويحتاج ذلك إلى بذل الجهود كي يقتنع المعلمون والآخرون بغض النظر عن مستواهم التعليمي، أن يصبحوا جزءاً من الطبقة العاملة. بالطبع إن ذلك ليس من السهولة بمكان، لأن المعلمين يعتبرون أنفسهم أعلى مرتبة، أو أن الحلاقين يعتبرون أنفسهم أرباب عمل. وهذا يحتاج إلى تغيير في نظرة الشعب تجاه ذلك، وهو أمر ممكن. ولكن من الواضح أنه لا يمكن اعتبار جميع هؤلاء في عداد الطبقة العاملة، خاصة المدراء والمدراء المفوضين. نحن بحاجة إلى خريطة طبقية أكبر بكثير وتتجاوز عمال الصناعة. كما سادت أيضاً فرضية خاطئة هي أن جميع عمال الصناعة ثوريين. في حين يمكن لعمال الصناعة أن يعبروا عن هويتهم على شكل كاثوليكي أو قومي متطرف أو اسلامي. فالقضية إذن تتعلق بالتوازن بين المكانة الموضوعية في العلاقات الاجتماعية وكل أشكال الإمكانيات الذاتية. يمكن للبعض أن يتمتع بميول اشتراكية، لأنهم يتعرضون للاستغلال والتهميش، رغم أن هذه العوامل لا تشكل العوامل الحاسمة في الخيار.
سعید رهنما: المسألة الاساسية هي حاجتنا إلى نظرية جديدة للتحليل الطبقي، خاصة فيما يتعلق بالطبقة المتوسطة الجديدة والموظفين المأجورين. فالطبقة العاملة بمفهومها التقليدي تتراجع اليوم من حيث حجمها وعددها، ومن ناحية أخرى هناك زيادة كبيرة في عدد شغيلة الفكر والعاملين في هذا المجال، لأن المنتجين للمعلومات هم أكثر الآن من المنتجين للمواد، في حين أن كلا الفئتان تحتلان مواقع متشابهة في ميدان العلاقات الانتاجية، إلاّ أنهما يختلفان من حيث الدخل والمكانة والمطاليب والآمال والمصالح.
لیو پانیچ: نعم، بما أن الحياة أصبحت أكثر سلعية، فقد أصبح العمل المربوط بهذه الحياة أكثر سلعية. وليس هناك أي معنى للمفهوم القائل بأن السلعة هي ذلك الشيء الثقيل بحيث أذا وقع على قدميك فسيلحق الضرر بها. إن كل المنتجات “غير المادية” التي نحصل عليها من وسائل الاتصالات اليوم (عن طريق شبكة مادية واسعة) هي سلع: وتحولت جميع الخدمات التعليمية والصحية إلى سلع. لذا فإن الأفراد الذين ينتجونها هم جزء من الكيان الذي يقدم الدعم لنا. ومن الطبيعي أن يزداد عددهم ويتعرضون إلى عملية التحول إلى بروليتاريا، بمعنى أن قدرتهم في محيط العمل في تراجع ملحوظ. فمن المعلوم أن المحاسب والمهندس واستاذ الجامعة كانت لديهم قدرات كثيرة في محيط العمل، وكانوا يتمتعون بالرقابة على عملية العمل. وبما أن قدراتهم هذه قد تراجعت، فإن التفاوت يتراجع بين شغيلة الفكر وحتى عمال الخدمات مثل عمال النظافة، إضافة إلى عمال الانتاج الصناعي. إن كل ما نستطيع قوله هو أن هناك بشكل موضوعي فرصة كبيرة للعمل المشترك من أجل إحراز النصر على العلاقات الاجتماعية الرأسمالية.
سعید رهنما: لا يوجد هنا أي اختلاف نظري. إننا أمام تعريف واسع جداً للطبقة العاملة، طبقة بالغة التمايز والتصنيف مما يتطلب من الاشتراكيين أن يعترفوا رسمياً بهذا التمايز وأن يرسموا سياساتهم بشكل يمكّنهم من تمثيل أنصار أكثر. وكما تعلمون فإن شرائح من الطبقة المتوسطة، من الناحية الأيديولوجية، تقف إلى جانب الطبقة العاملة، ومن ضمنهم غالبية المثقفين، ولكن هناك أعداد كبيرة أيضاً تقف إلى جانب الرأسمالية ومن الممكن كسبهم ببساطة. نحن نحتاج إلى رسم سياسة لجذبهم، وإذا ما ركزنا فقط على مطاليب العمال، فسنصل إلى حالة تشبه حال فنزويلا اليوم.
لیو پانیچ: إنني غير متأكد حول إنطباق ذلك على المثل الفنزويلي، وأميل إلى النظر صوب القوى الفعلية التي تدعم ثورة فنزويلا. ولكن من جديد هل ينبغي النظر إلى الطبقة المتوسطة بشكل مستقل عن الطبقة العاملة. أظن أنه من الضروري النظر بشكل متزايد إلى الطبقة العاملة التي تشمل أيضاً عمال الخدمات وشغيلة الفكر، لا باعتبارهم طبقة متوسطة. وبما أننا توسعنا بالتعليم العالي، فهناك فرصة عظيمة لأفراد الشعب من أجل كسب المهارات،بحيث يدركوا أن دعم المشروع الاشتراكي يجلب المنافع لهم.
سعید رهنما: لنأتي على السؤال الأخير، ما هي الخطوات العملية للمدافعين عن الاشتراكية كي يقتربوا من البديل المطلوب في مواجهة المنظومة الرأسمالية العالمية؟ لقد أشرتم في مقدمة مقالتكم المعنونة ” القضية الستراتيجية” المنشورة في مجلة ” سوشیالیست رجیستر” إلى أهمية التنظيم. فأي نوع من التنظيم هذا الذي تقصدونه؟
لیو پانیچ: هناك حاجة إلى التنظيم في كل مكان، ولنبدأ من النقطة التي بدأها ماركس، أي بالتربية الاشتراكية. في الحقيقة لم تعد للثقافة الاشتراكية مكان في هذه المرحلة، وهذه كارثة، حيث تخلت الأحزاب الاشتراكية والشيوعية عن لعب هذا الدور. لقد أشرت إلى أن ابي كان يعمل في مصنع تفصيل الفرو وخياطته، إلاّ أن معلوماته السياسية حول قوانين منظومة رابرتس تفوق معلومات طلبة الصف الرابع في الجامعة. فقد تعلم كل ذلك في الحركة النقابية وفي الحركة الاشتراكية. وهذا لا يعني أن تتقدم طلائع الأفكار اللينينية وتفرض أفكارها ها على الناس. فالهدف هو توسيع قدرات الشعب، بحيث لا يمكن قمعها في أي مجتمع رأسمالي. بالطيع على الاشتراكيين أن يطرحوا المطاليب ذات العلاقة والجاذبية حول الدولة والرأسمال، وجذب أنظار الشعب الذي يمكن أن يتحلوا بالنفرة من السلعية. فمن الممكن الحديث عن سلعية النقل والتعليم والصحة، وليس الاكتفاء بظروف العمل والدخل. وأعتقد أن هذه المطاليب تجد لها معنى في صفوف الشعب بشكل متزايد. كما يجب أن نتحلى بالمصداقية أمام الشعب. إنني أوجه الانتقاد الشديد إلى بعض النزعات في الاشتراكية الديمقراطية التي تعارض الضرائب وتتنافس حولها مع الليبراليين الجدد. فلو تحدثنا بشكل مجرد عن جباية الضرائب من الأغنياء من منطلق الحاجة للحصول على الأموال منهم، فإن ذلك لا يعود بالفائدة على العمال كي يفهموا أنهم من الضروري أن يدفعوا الضرائب مقابل الخدمات الاجتماعية بسبب سلعية الخدمات. واذا ما جرى الاستمرار باللعب على نغمة معارضة الضرائب، فإن ذلك سيضعف عملية التربية السياسية للشعب ويحرمه من القدرة على التغيير والاستعداد للتغيير الاشتراكي.
وكما أشار ماركس فإن ذلك يحتاج إلى فترة طويلة، إلى 15 أو 20 أو 50 سنة؛ فإذا ما قلنا للشعب إننا على عتبة الثورة، في حين أن الشعب على إدراك بأن الظروف غيرمؤاتية لها، فسيذهبون إلى أسرّة نومهم أو يختبئون في مكان ما. إنني غالباً ما أتنبأ بالكارثة التي تحل في تبني فكرة كون الرأسمالية قد شارفت على نهايتها، وقد مرت خمس عشر أزمة حتى الآن دون أن تنهار الرأسمالية. وعلى هذا المنوال يعلن أنصار البيئة اليوم إننا سنواجه كارثة بيئية خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة. إنني لا أتحدى جدية القائلين بأزمة البيئة التي تواجهنا، إلاّ أن هؤلاء الأفراد لا يقدمون أية خدمة من خلال هذه التصريحات. إنهم يضعون الأساس للإيمان بالقضاء والقدر، في حين إننا نحتاج إلى زمن طويل كي نتمكن من القدرة على تغيير العالم، وإذا ما كررنا تلقين الشعب بذلك فلا تحين الفرصة كي نقحمهم بهذه العملية. إنني اتفق معكم في الحاجة إلى آفاق ستراتيجية طويلة الأمد لا آفاق ستراتيجية قصير الأمد.
سعید رهنما: ولهذا السبب أؤكد في الوقت نفسه على عدم وضع الهدف الكبير للاشتراكية عرض الحائط، بل يجب أن نفكر في مواجهة التحديات الرأسمالية العالمية. وللأسف، وبما أننا أمام مسيرة طويلة في مرحلة الرأسمالية، فعلينا أن نخطط وننظم كي نستطيع أن نخطو خطوات باتجاه مرحلة ما بعد الرأسمالية. ولهذا اقترح المرحلة التمهيدية للانتقال.
لیو پانیچ: نعم، ولكني اعتقد أننا يجب أن لا نتحمل مسؤولية تحسين الرأسمالية في أي بلد بذريعة عدم توفر الظروف للاشتراكية. اتفق مع الحاجة إلى آفاق طويلة الأمد للاشتراكية، وليس من نوع الآفاق الطويلة الأمد التي تدعو إلى أن نلقي هذه المهمة على الآخرين وأن نتولى مسؤولية تحسين الرأسمالية.
سعید رهنما: كلام كامل الصحة، ومع الشكر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*لیو پانیچ، (Leo Panitch) منظّر معاصر بارز، عمل كرئيس تحرير مجلة ” سوشیالیست رجیستر” لمدة ثلاثة عقود. ويشغل الآن كرسي البحوث في مادة الاقتصاد السياسي التطبيقي في جامعة يورك في تورنتو، واستاد البحوث الممتازة في جامعة يورك في تورنتو. صاحب الكثير من الكتب والمقالات في مجال الاقتصاد السياسي. آخر كتاب له بالاشتراك مع سام گیندین بعنوان “كيف خلقت الرأسمالية العالمية” و “الاقتصاد السياسي للأمبراطورية الأمريكية”. حائز على جائزة كتاب ” دویچر. في المملكة المتحدة، وجائزة كتاب ” دیویدسون” في كندا.

Posted in مواضيع عامة | Leave a comment

قرنبيط وبطاطا مخبوزه من الهند Gobi Aloo

alojopiindiaالمقادير
رأس قرنبيط صغير
حبتا بطاطا كبيرتان
حبتا طماطم كبيرتان
ملعقه كبيره معجون طماطم
نصف كوب بزاليا
أربع ملاعق زيت زيتون
ملعقه زيت طبخ
ملعقه زنجبيل مهروس
ثلاث ملاعق لبن خاثر سميك
ملعقه صغيره كركم
ملعقه صغيره فلفل أحمر
ملعقه صغيره كزبره مطحونه
ملعقه صغيره بهارات مشكله
ملعقه صغيره كمون
ملح

العمل
نقطع القرنبيط بعد تنظيفها الى قطع متوسطه . القطع الصغيره لا تصلح لهذه الطبخه . نقشر البطاطا ونقطعها الى مكعبات كبيره . نضع القرنبيط والبطاطا في كيس نايلون مع الزيت والملح ونقفل الكيس ونحرك القطع داخله حتى تتبل تماماً

نفرغ القطع في صينية شوي ونغلفها بالفويل ونشويها على حرارة 250 مئوي مدة حوالي نصف ساعه ثم نخرجها من الفرن
نضع البزاليا في صحن ونطبخها داخل الفرن الميكروويف
نسخن قليل من الزيت في مقلاة ونضيف لها الكمون والطماطم والزنجبيل والكركم والفلفل الأحمر والملح . نغطي المقلاة ونطبخ على نار هادئه الى أن تنشف الطماطم ويبدأ الزيت بالإنفصال عن الموجودات في المقلاة

نحل معجون الطماطم في ملعقه من الماء ونضيفه الى المقلاة ثم نضيف اللبن الخاثر . نضيف البطاطا والقرنبيط والبزاليا الى المقلاة ونقلب ثم نترك على نار هادئه مدة 5 دقائق ثم نطفيء النار
تفرغ الخضار في صحن التقديم .. شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي, مواضيع عامة | Leave a comment

الإزدراء حكايات ومظالم

coptمن المعروف أن الدستور هومصدر القوانين.يعني لا يولد قانون إلا من رحم الدستور.لكن لأننا نعيش غرائب الو طرائف تشريعية فإنه نشرع قوانين لا أصل لها في الدستور.قانون العقوبات سنة 1983 يحكم علي دستور 2015؟؟ المادة واو أس البلاء.هي المادة التي تجرم الإزدراء دون تعريفه و لا تحديده و لا توصيفه.أهو إزدراء و خلاص…..هذا القانون يظلم الشعب لأنه ليس له مصدر بالدستور.هو قانون متسلل لص .لقيط قانونياً .
عندنا دستور يناقض القوانين و لكنهما بغرابة متعايشان معاً كالذئب و الحمل. الدستور في نصوصه يطلق حرية العقيدة لكن القوانين الحاكمة تتهمك بالإزدراء إن تركت عقيدة لأخري.الدستور في نصوصه يطلق حرية التعبير والقانون في نصوص أخري يعاقبك إن عبرت عن رأيك الديني. الدستور في نصوصه يضمن لك ممارسة الفنون كيفما تشاء و بكل أنواعها لكن الطريف المبكي أن القانون في نصوص أخري يسجنك إن عبرت بالفن بالقصيدة بالرسم بالنحت بالتمثيل عما تراه رايك.إنهم يلعبون بالدستور لعبة الثلاث ورقات.
و كأنما الدستور متدستر لكي يرضي الشعب و القوانين متمرسة لكي ترضي الدكتاتورية و تكرس الظلم.
في الدستور مادة 64 حرية الإعتقاد (مطلقة) و لكن القضاء يحكم بسجن فاطمة ناعوت لأنها تكلمت عن خروف الأضحى و في مادة 65 حرية الفكر والرأى مكفولة. ولكل إنسان حق التعبيرعن رأيه بالقول، أو بالكتابة، أو بالتصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر. و لكن القضاء يتربص بشاعر هو حلمى سالم بسبب فصيدته شرفة ليلي مراد و في مادة 67 حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة،و لكن القضاء يتهم نوال السعداوي و يحكم عليها بسبب كتاباتها . و في مادة 70 حرية الصحافة والطباعة والنشر الورقى والمرئى والمسموع والإلكترونى مكفولة و لكن القضاء يحكم بالسجن علي إسلام البحيري بسبب برنامجه و يهدد سيد القمني و إبراهيم عيسى كذلك ، بل أن المادة 92 في الدستور تحصن الحريات تحصينا شاملاً حين تنص علي أن الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن لا تقبل تعطيلاً ولا انتقاصًا. ولا يجوز لأى قانون ينظم ممارسة الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس أصلها وجوهرها.لكن حتي الفنان الساذج شعبان عبد الرحيم لبس عمامة و قرأ قرآناُ (يعني لم يزدرى) و بعد أن أنهي قراءته قال كعادته (بس خلاص) لكن كيف يسكت الأزهر راعي الإرهاب؟ رفع قضية علي شعبان لأنه قال بس خلاص .لكن سجن إسلام البحيري و هجوم المثقفين علي الأزهر جعله يتنازل عن قضية شعبان لأنه خشي علي نفسه.
الإزدراء في أوروبا
يحاول المسلمون المغتربون بشتى الصور أن يقننوا الإزدراء ليكون مدخلاً لحماية الإسلام في أوروبا من النقد الكاشف لضعف حجته .فلما أرادوا أن يتقدموا بقانون الإزدراء في هولندا مثلاً تقدم فريق من النواب بإقتراح يمنع تجريم إهانة الذات الإلهية و يتركها للضمير الشخصي و قد تمت الموافقة عليه ليقطع الطريق علي قانون الإزدراء و كانت تبرئة خيرت فيلدز حين شبه القرآن بكتاب كفاحي لهتلر مما قضي علي أي أمل في قانون إسلامي في هولندا.منذ 2011.
في بريطانيا أقرت قانون منع التعصب أو الحض علي الكراهية في 2006 و في 2008.ألغت قوانين الإزدراء التي لم يعمل بها منذ نصف قرن و في فبراير 2012 تم إكتشاف أن الجهة التي تخاطب البرلمان البريطاني مطالبة بإقرار قانون الإزدراء علي صلة بجماعة الإخوان المصرية.
في الدنمارك قانون للإزدراء لم يعمل به منذ عام 1938
النمسا في عام 2012 أثناء حوار الأديان وقف أوغلو التركي يطالب العالم الغربي أن تتوسع في توصيف الإزدراء ( يعني أن يتوسع حتي يشمل القرآن وكاتبه محمد و الناس التي تمشي بصحبته و أي زي مكتوب عليه أي حاجة إسلامية.و نسى أوغلو أن يطلب من المجتمعين العرب أنفسهم أن يحددوا في بلادهم ماهية جريمة الإزدراء .
الحقيقة المرة
أنا أرحب أن يقف الشيخ في المسجد و يشتمنا بأعلي صوته و يعلي صوت الميكروفون و سأعتبر أن هذا ليس إزدراء . أنا أرحب أن يقف صول في طابور الجيش يشتم العساكر المسيحيين لأنهم مستجدين و لا يمكن يردوا عليه و لن أقول أن هذا إزدراء .أنا أرحب أن يقف مدرس الدين الإسلامي في الفصل و يقول للعيال الصغيرة أنهم علي ضلالة و أن دينهم محرف و أن عيس نبي و ده برضه مش إزدراء.أرحب أن يمنع الأزهر كل المسيحيين من الدراسة فيه لكي لا يستفيدوا من الضرائب التي يدفعونها له و لن أعتبر أن هذا إبتزاز و سرقة و جزية مقنعة..أرحب أن تتعمد الجامعات تحديد أيام الإمتحانات سواء يوم عيد لنا أو قبله أو بعده بيوم حتي تنكد علي الطلبة المسيحيين فليس هذا أبدأ إزدراء.أصبر شوية و إقرأ للآخر.
الإزدراء كما يروجون له المشايخ و المحتسبون هو أن تلعن الدين الآخر(جميل).أن تحقر أتباع الدين الآخر (ممتاز).أن تكره الآخر علي ترك دينه أو علي أن يتبع دينك(رائع).الإزدراء معناه أن تسب الآخر في دينه و تنعته بالكفر( ما فيش أحلي من كده).الإزدراء أن تلغي الآخر و لا تعترف بحريته في دينه. (حلو تاهت و لقيناها).
لو كان إزدراء الأديان هو بهذا المعني فالمجرم الأول الذي يمارس الإزدراء جهاراً نهاراً هو القرآن.إمسكوه و حاكموه.فهو يسب و يحرض و يكره و يحجر علي الآخر و يدعو للقتال و يستبيح الآخر..المتهم الأول متلبس في ذات الفعل و الآن هذا بلاغ واضح لأولي الأمر : أيها الأخوة الأفاضل هو القرآن المتهم الأول فهل ستطبقون عليه قانون الإزدراء؟.
إزدراء بإزدراء القرآن يصفنا بالكفر و نحن سعداء بذلك و لا نعتبره إزدراء و نحن نصف محمد بأنه نبي كاذب و بأن القرآن كتاب شيطاني أليس هذا عدل بيننا.لنتفق علي تقنين هذا الإزدراء .فالمساواة في الإزدراء عدل.
الإزدراء و العرب
للحقيقة كانت توجد قوانين للإزدراء في البلاد الغربية حتي أوائل القرن العشرين.لكنها جميعها إستبدلت بقوانين تجرم العنصرية و الحض علي الكراهية.و حتي حين كانت قوانين الإزدراء موجودة فهي كانت مطبقة بالعدالة بين الجميع دون تحيز أو تخصيص القانون لحماية فئة دون أخري.و صارت الآن قوانين تجريم الكراهية تضمن بالقانون الإطار الأخلاقي في التعاملات في المجتمعات العلمانية.و هي في الأغلب غير مكترثة بأي دين بل بطريقة التعامل و التخاطب اللائقة و المسئولة بين المواطنين.و هنا الجريمة يجب أن تكون مثبتة بنص مكتوب أو مسجل ينم عن الكراهية.فلاسبيل للإدعاءات الباطلة إذن لأن تكلفة الإدعاء الكاذب و تعويضاتها ستكون باهظة علي من يتهم بالزور.أما بلاد العرب و ما أدراك ما العرب ففيها الآتي.
في السودان يكفي أن يتهمك واحد أنك إزدريت الإسلام.فالقانون يقول أن الإزدراء يتم بأي طريقة .لا يتطلب الأمر لجلدك أو سجنك سوي أن يتهمك أحدهم بأنك سبيت الدين أو نظرت لمنقبة نظرة لا تنم علي إرتياحك لملبسها العجيب .(اي طريقة كما يقول القانون) تكفي في السودان لجلدك و سجنك و إفقارك .
في السعودية الأمر أسهل طالما يجوب في الشوارع جماعة الأمر بالمعروف (حيث لا معروف) هذه الجماعة لها سلطة أن تتهمك بإزدراء الإسلام فقط إذا تجرأت مثلاً و مشيت في الشارع أثناء مواعيد الصلاة؟؟ هذا إزدراء فإحترس.فعقوبة الإزدراء تصل إلي ألف جلدة كما فعلوا للشاعر رائف بدوي .
في الكويت التي تتشدق بالحرية في الخليج نجدها تسجن المدون محمد العجمي بتهمة الإزدراء ليس لأنه إنتقد الإسلام لكن فقط لأنه إنتقد السلفيين الذين إبتهجوا بسحب الجنسية عن مواطن كويتي.و صار إنتقاد السلفيين في الكويت يتساوى مع إنتقاد الإسلام و سلام يا عرب.
في بلاد العرب التي إخترعت الإزدراء لا يوجد لديهم توصيف محدد للإزدراء لذلك يمكن أن يسموا اي فعل أنه إزدراء لهذا حاكموا إبراهيم عيسي لأنه إزدري بالسلطانية التي لبسها مرسي في إهداءه شهادة دكتوراه فخرية من أجل عبقريته المشهود لها.و لست أدري هل إزدراء سلطانية مرسى تهز مكانة الإسلام ؟ هل يستند الإسلام علي عمامة شعبان عبد الرحيم و سلطانية مرسى؟
الويل لمن يقع في يد الحسبة…
الغريب في بلاد العرب أن أي إنسان يستطيع أن يفوض نفسه و ينصب نفسه حامي حمى الإسلام فيرفع ضدك قضية و هو لا يعرفك و لم يقابلك و لم يسمع عنك في حياته.و لا تعلم بأي صفة يقاضيك..لكن القاضى يسمع له و يقضي له و يسجنك بتهمة إتهمك بها هذا الشخص المجهول .هذا ما يسمي بالحسبة و لا أعرف هل تعني أن كل واحد يحسب نفسه موكل عن الإسلام أم هى حسبة برما التي لا نجد منها مخرجاً.و بهذه الحسبة لدينا سبعة نشطاء أقباط محكوم عليهم بالإعدام و هم القمص مرقص عزيز و الأساتذة موريس صادق – الذي سحبوا منه الجنسية أيضاً و كذلك د نبيل بسادة و السيدة ناهد متولى و الأستاذ نادر فوزى ثم نيقولا باسيلى و المرحوم د عصمت زقلمة بسبب إتهامهم كذباً بصناعة فيلم عن نبي المسلمين مدته عشرة دقائق و يشرفني أنني كنت الأخير بينهم الذي حكم عليه في قضية منفصلة بسبب نفس الفيلم رفعتها ضدي صحفية تسمي شمس يونس من الأقصر بجريدة صدى البلد لا أعرفها و لا تعرفني لكن لا يهم فهذه هى الحسبة و هذا هو الإزدراء. إبتسم فأنت في بلاد العرب.
في بلاد العرب حمل الإنجيل في حقيبتك إزدراء كما في السعودية.في بلاد العرب حمل الكتب الدينية في المواصلات تبشير و التبشير إزدراء كما في مصر حيث يحاكم الآن ثلاثة أقباط لأن ( مسلمون مارة في الشارع) فتشوا حقائبهم فوجدوا فيها بلح ناشف مع نسخ من العظة علي الجبل فإتهموهم بالإزدراء وإستاقوهم إلي قسم الشرطة في 16 يوليو2015 (لاحظ من له سلطة القبض و تسليم المزدري و لاحظ أن الشرطة لم تستاء من تعدى المواطنين المسلمين علي هؤلاء الأقباط و إقتيادهم للشرطة من غير ذي صفة ) إتهموهم لا أدري هل بسبب البلح أم بسبب العظة علي الجبل حيث لم يجدوا الجبل؟
في بلاد العرب يقبضون علي الأطفال بتهمة الإزدراء لأن طفل في منطقة شعبية تبول بجوار سور مدرسة كان مكتوب عليه كلام ديني.في بلاد العرب في مصر 2015يقبضون علي أربعة أطفال 15 سنة و مدرسهم بتهمة أنهم سخروا من الطقوس الإسلاميةو الجقيقة أنهم كانوا يسخرون من داعش. (أول مرة أسمع عن طقوس إسلامية) و ذلك بعد العثور علي فيديو مدته 20 ثانية ثانية ثانية؟؟؟ .حدث هذا في المنيا و إكتشفت بذلك أن الإزدراء بداعش جريمة مهولة في مصر حيث أنه تمثل الإسلام الوسطي.
في بلاد العرب يتهمون ميكي ماوس و شجرة الكريسماس بالإزدراء.و يجرمونهما.لكن للآن لم يستدل علي عنوان ميكي نفسه.
في البلاد الهمجية من أجل رسوم شارل إبدو قتل الهمج 12 إنساناً من أجل رسوم لم يرها أحد.هذا هو الإزدراء الكامل.الهمج يتهم و يحكم و ينفذ الإعدام فوراُ.و الأعجب أن تبادر حكومات هؤلاء القتلة بطلب للأمم المتحدة في يناير 2015 تطلب أن يكون قانون إزدراء الإسلام قانون عالمي…لكي ينفذوا الحسبة في أوروبا و أمريكا كما يفعلونها بالشرق.طبعاً لم يلتفت أحد للطلب و هذا أبلغ تقييم عالمي للإزدراء.
الإزدراء هو ورقة توت يقف خلفها الإسلام الخائف الذي يعتبر اي كلمة أو نظرة أو موقف أو رأي ضده يهدمه.الإسلام يطلب حماية الناس لأنه دين خائف.دعوه وحده لو كنتم واثقين أنه دين سماوى.دعوه يدافع عن نفسه فإذا كان من السماء فلا تخافون عليه سيثبت دون تدخلكم و إذا لم يكن من الله سيسقط و لا تتأسفون عليه وقتها.و كفانا إزدراء

Posted in فكر حر | Leave a comment